سلم الرواتب وسلم البيت
محمد فخري المولى
سلم الرواتب ترند الاخبار
السبب هناك مطالبات بتعديل سلم الرواتب ليحقق العدالة والمساوة بين الموظفين بالقطاع الحكومي وهو شطر مهم، لكن هناك شطر اخر لايقل عن اهمية عن الاول وهو العيش الكريم او ما يسمى العدالة الاجتماعية.
الراتب هو استحقاق ونتيجة لبذل جهد وعمل لساعات محددة،
اساس المعضلة ليس سلم الرواتب لكن الاختلاف الواضح بين موظفي الوزارات،
قد يكون الاساس واحد وهو قانون رواتب موظفي الدولة و القطاع العام رقم (22) لسنة 2008.
القانون بحاجة إلى تعديل ليس بالاساس لكن بالاسباب التي تسبب التفاوت بين موظفي الوزارات،
وقد يكون جزء لا بعلمه الا المطلعون والخبراء بسلم الرواتب،
ان هناك سلم رواتب اخر للدرجات الخاصة للرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة.
اذن هناك جداول او سلم للرواتب للموظفين بالقطاع الحكومي العام بتفاصيل ميزت بين موظفي الوزارات المختلفة واخرى ونستطيع ان نردد مجازا ان هناك سلم رواتب اخر لموظفي القطاع الحكومي الخاص (الدرجات الخاصة)،
هذا الامر والتفاوت بالرواتب النهائية فتح الباب لمن يمكنه ان ينتقل (نقل وظيفي) من وزارة الى اخرى ومن نال وسام الانتقال للدرجات الخاصة فقد فاز فوزا كبيرا.
لنصل الى حلقة اساس وهي مهمة جدا، من سيعمل على اعداد مقترحات سلم الرواتب الجديد هل هم:
•الموظفين بالرئاسات الثلاث او •الموظفين بالدرجات الخاصة او •الموظفين من حملت الشهادات العليا او •الموظفين من السلم التدرج الوظيفي او
•الموظفين من السلم لمن لهم تدرج خاص او مسميات وظيفة وفق دوائرهم واعمالهم.
أما نقطة الاساس التي يجب ان يتم الاتفاق عليها فهي
الراتب الشهري هو حصيلة استحقاق لجهد وانجاز وان أقرار نظام رواتب موحد هو رؤية بلد وليس حكومة بما يضمن الرضا والطموح والاستقرار الوظيفي للفرد العامل بالفطاع الحكومي،
لان ما يؤسس للقطاع الحكومي سيؤثر بل سيتاثر به القطاع المختلط ثم القطاع الحكومي والمختلط سيلقي بضلاله على القطاع الخاص.
لكن وما ادراك ما لكن
من يريد ان يضع سلم رواتب برؤية بلد وليس رؤية حكومة مرحلية،
لذا كل ما تقدم من نقاط مهمة ذكرناها انفا من ملاخظات يجب ان يمضي من خلال تقليل المخصصات لفئات معينة وكذلك ضم الدرجات الخاصة الى السلم الوظيفي.
اما النظر بتخفيظ رواتب الدرجات الوظيفية الاولى والثانية هي المستهدفة بالتخفيظ حصرا متناسين ان هذه الدرجات هي لنهاية العمر الوظيفي باقتراب سن التقاعد وبقمة الارتباطات الوظيفية والاجتماعية والعائلية .
والرؤية الاكثر خطا
هي رفع رواتب الدرجات الدنيا
والخطأ انك ستجد كل هذه الاعداد بالدرجات الاولى والثانية والثالثة وسيطالبون بنفس النسبة عندها.
اذن سلم الرواتب ليس لمرحلة او لفترة محددة،
لكنه نظام استحقاق عام لموظفي الدولة وبالخلاصة مثلما اسلفنا:
سيفرح صغار الموظفين لفتره ما داموا بادنى السلم الوظيفي وسيلعنون من وضعه بعد ان يصلوا الدرجات الاعلى بسلم الرواتب مثل الصورة المرفقة لسلم البيت بيد مهندس مختص .
انظروا للمستقبل جيدا بنظره مهنية كبيرة ولا تنجرفوا ضمن الافق الضيق للاحداث.
المستقبل يبنى ولا ينتظر
تقديري واعتزازي
#محمد_فخري_المولى
العراق ببن جيلين
https://www.facebook.com/mohmmadfalmola/..
0 notes
ما هو السلم الوظيفي، وما هي أهميته؟
What is the Career Ladder, and what is its importance?
English version below ⬇️
ما هو السلم الوظيفي، وما هي أهميته؟
يمكن تعريف "السلم الوظيفي" على أنه الطريق الذي يصف التراتبية الوظيفية في #الشركة، مما يوضّح الآلية التي تسمح للعميل بالحصول على الترقيات بشكل واضح، ومنه فإن وجود السلم الوظيفي يحفّز العملاء بشكل دائم على تقديم أفضل أداء لديهم.
أهمية اعتماده من قبل الشركة
يبث السلم الوظيفي روح المنافسة الشريفة بين الموظفين، مما يدفعهم إلى السعي الدائم لتطوير وإثبات كفاءتهم للشركة، كما أنه يحمي #الموظفين من الوعود الكاذبة من خلال تحويل #الترقية إلى أمراً قابلاً للتحقيق في حال امتلك الموظف الشروط والمهارات اللازمة، وبالتالي تكمن الفائدة الإضافية في التوزيع المثالي للكفاءات، إذ إن السلم الوظيفي مبني على أساس أن الترقية متاحة للأكثر جدارة، ومنه ستنعم الشركة بأفضل كادر توظيفي ممكن!
قد يكون سلماً نحو الهبوط لو أسيء استخدامه!
قد يعني السلم الوظيفي في معظم الحالات أن #الموظف من الممكن أن يترقى ليأخذ وظيفة مديره، وفي حال كان المدير غير كفء تماماً فيعني بأنه مهدد من فريقه مما قد يدفع #المدير إلى بعض الطرق الملتفّة لعرقلة ارتقاء أحد أعضاء فريقه وبالتالي خسارة منصبه، لذلك يحتاج #السلم_الوظيفي بيئة عمل آمنة بقدر المستطاع، كما أنه قد يكون ظالماً أحياناً لمدى تأثره بأقدمية الموظفين علاوة عن الخبرة، مما يثير غضب ذوي #الخبرات العالية بسبب قلة تقديرهم.
السلم الوظيفي المثالي
بعد معرفتنا بخطورة السلم الوظيفي لا بد من الاطلاع على الحالة المثالية للسلم الوظيفي، والتي يكون فيها السلم يشمل جميع موظفي الشركة دون استثناء أولاً ويحتوي على خطط #ترقية تتصف بالشفافية والوضوح لجميع الموظفين من دون أي تأثيرات خارجية، أي أن السلم المثالي يوضّح تماماً الطريق نحو الترقية.
يرجع ظهور السلم الوظيفي إلى أنه استخدم كوسيلة لإقناع الموظفين على العمل بجهد مقابل الترقية، كما أنه يكون إلزامياً في بعض الشركات مثل وظائف الاتصال والتعليم وخدمة العملاء وما يتعلق بالقانون وخدمة البلاد، لأن جميع ما ذكرناه يحتاج إلى مدير عالي الكفاءة يتمتع بخبرات وسنوات عمل كبيرتين.
What is the career ladder, and what is its importance?
The career ladder refers to the path that outlines the job hierarchy in the company, indicating the mechanism that allows the employee to get promotions clearly. With a career ladder, employees are continuously motivated to perform their best.
The Importance of Adopting a #Career Ladder by the Company:
Adopting a career ladder promotes a spirit of fair competition among employees, driving them to continuously strive for improvement and prove their competence to the company. It also protects employees from false promises by making promotions attainable if they meet the required qualifications and #skills. Thus the additional benefit lies in the optimal distribution of competencies, as the career ladder is built on the premise that promotion is available to the most competent. As a result, the company benefits from having the best possible staff!
Misuse may backfire!
In most cases, a Career Ladder means that an #employee has the potential to be promoted to his manager position. If the manager is not fully competent, it means that he is threatened by his team, which may lead the #manager to take some manipulative actions to impede the advancement of a team #member and thus lose his position. Therefore, Career Ladder requires a secure #work environment to the fullest extent possible. It can also sometimes be unjust because it may be influenced by seniority rather than experience, arousing anger among #high_experience individuals due to their undervaluation.
Ideal career ladder
After being aware of the seriousness of the career ladder, it is necessary to look at the ideal status of the career ladder, which includes all #employees without exception and has clear and transparent promotion plans for all employees without any external influences. In other words, the ideal ladder clearly defines the path to promotion.
A career ladder is a way to encourage employees to work harder for #promotion. It is also a requirement in some companies, such as in #communications, education, customer service, legal, and public service, as all of these require a highly #skilled manager with significant #experience and work years.
#رزق #رزق_طرفة #تسويق #براند #بزنس #ريادة
#Rezek #RezekTourfee #Business #entrepreneur #Marketing #Branding
0 notes
عبد الستار البصري حالة خاصة لمئات الحالات العامة
محمد فخري المولى
الفن العراقي والممثلين العراقيين لهم حضور مميز لدى المواطن سواء بالبيت فالجميع يتابع المسلسات والبرامج عن طريق التلفاز او بالمسرح او دور العرض.
الفنانين العراقيين كان لهم بصمة واثر بقلوب كل من يتابع منذ انطلاق الاعلام المرئي عن طريق محطات التلفاز الرسمية الى عام ٢٠٠٣.
بالمناسبة حتى الدخول البسيط للستلايت لبعض القنوات بحقبة التسعينات لم تغير المشهد كثيرا،
استمر حب المواطنين للفنانين الرصينين ولم يؤثر على محبتهم دخول الطارئين على الفن،
محبتهم لانهم عزيزي النفس واصلاء
اما الفن فهو مهنة محترمة وليست سلعة رخيصة.
قد يكون البعض انحرف او سار مع موج الطشة بما لها وعليها،
لكن السواد الاعظم بقى محافظ على احترام فنه واحترام نفسه واحترام جمهوره وهو سر استمرار المحبة حتى بعد افول نجم التلفاز المحلي ودخول الستلايت والمحطات الفضائية وشركات الاعلام والانتاج كمنافس وضيف بدون دعوة بكل بيت.
هذا هو الاطار العام لما ينظره المواطن للفنان وهو واقع حال عام،
الحياة العائلية وتحديدا بالوضع الاقتصادي المالي لعموم الفنانين ليس ممتاز فهم موظفين ضمن السلم الوظيفي لموظفي القطاع الحكومي،
هذا الامر قد يكون بحقبة الثمانينات جيد لان الموظف الحكومي مدخوله الاقتصادي المالي (الراتب) متوافق مع متطلبات الحياة للعائلة.
التسعينات كان اول مسمار بنعش الوظيفة العامة، لانه لم تعد الحياة يسيرة بغلاء للاسعار لانه ببساطة الراتب لا يكفي لمتطلبات العائلة البسيطة الاساسية،
انطلاق الفنانين الى سوق العمل،
حاول بل اجاد البعض الحفاظ على فنه واسمه الفني فرضا باي عمل شريف
للمثال
الكبير مقداد عبد الرضا كان وما زال يبيع الكتب بشارع المتنبي،
اما جاسم الشيخلي ومكي عواد وعبد الستار البصري رحمهم الله فكانت لهم سبوبة رزق بسيطة وهم سعداء بها .
لكن وما ادراك ما لكن
عام ٢٠٠٣ تغيرت الرؤية للفن والفانين
فكانت المهنة واهلها مهب الريح بعد افول نجم وزارتهم ودورها وكذلك دور نقابتهم،
لذا تشتت الفن والفنانين بسقاع الارض ومن بقي ان استطاع ان يتناغم بشكل او اخر مع الاحداث مضى،
والا اهمل وكان بطي النسيان.
ختاما
كل من ظهر على الشاشة الصغيرة له اثر وتاثير على المتلقي (المشاهد) والذاكره تمتلى بعشرات الصور لهولاء الفنانين الرصينين من كلا الجنسين،
نتمنى من الحكومة ان ترعاهم بحياتهم
الا ان نستذكرهم عند موتهم فقط
وما الراحل عبد الستار البصري الا حالة خاصة لمئات الحالات التي فقدت لموتها بدار الغُرب مثل الفنانة نادية رحمها الله او ضاعت وتشتت العدد الاخر بسبب اضواء البلوكرات والفانشستات مثلما حدث بمهرجان الهلال الاخير.
انظروا للفن والفنانين بعيون ثاقبة مهنية،فهم اداة مؤثرة بالمجتمع والاسرة لو اُحسن استخدامها.
تقديري واعتزازي
#محمد_فخري_المولى
العراق ببن جيلين
https://www.facebook.com/mohmmadfalmola/..
0 notes
*»صاحب التكسي«*
قصة ومؤثره جدا
يحكي الدكتور علي الوردي استاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد في الخمسينيات :
ويقول بعد أن هبطت بنا الطائرة في رحلةِ العودة إلى بلدي استلمت حقيبتي وخرجت من بوابة المطار،
وركبت إحدى سيارات الأجرة التي كانت متوقفة في انتظار المسافرين، وبعد أن وضع السائق حقيبتي في شنطة السيارة،
ركب خلف المقود وتحركت السيارة،
وكان الزمن ما بين المطار وبين منزلي ما بين الثلث والنصف ساعة بحسب خلو الطريق وازدحامه.
وفي أثناء الطريق أخذت أتجاذب أطراف الحديث مع صاحب التاكسي، فوجدت في حديثه ثقافةً واضحةً،
وفي أسلوبِهِ رصانةً واتزانا،
وكنتُ أنظر إليه وهو يتحدث فأرى في قسماتِ وجهِهِ نضارةً، وفي ابتسامتِه رضاً وسعادة،
وفي نظرته للمستقبل تفاؤلاً قلَّ نظيره،
وكأن هذا السائق لا يحمل من همومِ الدنيا شيئاً أبدا،
بخلاف ما تعودناه من أقرانِه سائقي سياراتِ الأُجرة،
من كثرةِ شكوى وتضجرٍ وتأفف،
تسمع ذلك في حديثهم،
وتراه بادياً في قسماتِ وجوهِهم:
لما يواجهونه من ضغوطات الحياة ومتاعبها.
قال الدكتور علي… حقيقةً لقد أدهشني هذا السائقُ وفرضَ عليَّ احترامَه،
بحُسنِ مظهرِه ونضارةِ وجهِه، وأسرني بحديثِه وحلاوةِ منطقه، فعدَّلتُ في جلستي ورتَّبتُ كلامي،
وغيَّرتً نِدائي له باختيار ألفاظٍ فيها من التقدير والاحترام ما يليق بهذا الرجل.
ولمَّا توسطنا العاصمةَ ونحن في الطريق، نظرتً للرجلِ وخاطبته قائلاً له: اصدقني القول يا أخي في التعريف بنفسك،
فمظهرُك ونضارةُ وجهِك وثقافتك لا تتوافق مع صفات صاحبِ سيارةِ أجرةٍ يكدح من الصباح إلى الليل!!
فنظر إليَّ الرجلُ بابتسامةٍ تخفي وراءها ألفَ حكايةٍ وحكاية،
ثم صمت قليلا،
ونظر إليَّ وأشار بيده إلى عددٍ من المباني الشاهقة على يمين الطريق،
وفي الجهة الأخرى أشار بيده إلى بعض القصور الفخمة والتي تمتد على مساحاتٍ شاسعة،
محاطةٍ بأسوارٍ مرتفعة،
ترى من فوقها أشجارَها الخضراء فقلت نعم قد رأيتها فما شأنها ؟ قال لو أردتُ أن تكون كلُّها وأضعافُها ملكاً لي لكان ذلك.
فقلت له ولِمَ لا ؟ وهل يكره عاقلٌ أن يكون مالكاً لكلِّ ما ذكرتَ؟
فقال يا أخي الكريم… لقد كنتُ مديراً للشئون المالية في أكبرِ الوزارات في هذا البلد،
وأنت تعرف معنى ذلك في بلدنا وفي مثيلاتها من الدول،
لقد كانت كلُّ المشاريعِ والمناقصات و..و.. لا يمكن اعتمادُها والموافقةُ عليها إلا بعد توقيعي.
فكنتُ دقيقاً في استيفاءِ كافةِ الشروطِ والضوابطِ لقبول أيِّ معاملة،
ولا يمكن التنازلُ عن هذا المبدأ أيَّاً كانت المبررات،
فأنا أعلم أن وِزرَ هذا الشعب سيتحمله كلُّ مسئولٍ خان أمانتَه،
وأنَّ دعاء الملايين على من فرَّط في حقوقه سيصل عاجلا أو آجلا… كيف لا… والله عز وجل يقول في الحديث القدسي عن دعوة المظلوم
*(( وعِزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين))،*
ولا أُخفيك أخي الدكتور علي… لقد تعرضت لمضايقاتٍ عديدة،
وضغوطاتٍ كثيرة، وصل بعضُها إلى حدِّ التهديدِ المبطَّن،
فلم أن ألتفت لذلك، وثبتُّ على المبادئ والقيمِ التي آمنت بها.
قال صاحب التاكسي…
ولأنَّنِي إنسانٌ من لحمٍ ودمٍ ومشاعرَ وأحاسيس,
أشعر بما يشعر به كلُّ إنسان،
فقد مرَّت بي لحظاتُ ضعفٍ أمام عروضٍ كثيرةٍ بعشرات الملايين، وأراضٍ وعِماراتِ و…و.. كلُّ ذلك في واحدةٍ من المناقصات،
فكيف لو وافقت على كل المعاملات؟
هل ستراني أقوم بنقلِك من المطارِ إلى منزِلك في هذا الوقت،
وعلى هذه السيارة؟
فقلت له – وقد ازداد إعجابي بهذا الرجل – وكيف تغلبتَ على لحظاتِ الضعفِ التي مرَّت بِكَ؟
فقال تعلم يا أخي أنَّ من أعظمِ الفتن التي يُبتلى بها العبدُ فتنةَ المالِ والفقرِ،
وإلحاحَ الزوجةِ والأولاد،
فكيف إذا اجتمعت كلُّها على إنسانٍ ضعيفٍ مثلي –
وكأنه يستحضر قول الله عز وجل
*((وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ))،*
وكأنه يقرأ في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم استعاذ من فتنة الفقر في قوله
*(( وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ)).*
فقلت له وماذا صنعت أمام هذه المُغريات من الملايين؟
وأمام تلك الضُّغوطاتِ الكبيرةِ من المسئولين في الوزارة،
وإلحاحِ الزوجةِ والأولاد، واحتياجاتِهم الحياتية؟
فقال لي عندما يعمل الإنسان وفق مبادئ وقيمٍ يؤمنُ بها إيمانا كاملاً،
واثقا بأنَّ الله عز وجل هو الذي يقسم الأرزاق،
فسينجح وسيتغلب على كلُّ العواصف التي تواجهه،
فكيف عندما يكون هذا الإنسانُ مسلماً،
عالماً بأن الله يبتلي عباده بالفقر والغنى،
واثقاَ بتحقُّقِ موعود الله له بأن يعُوِّضَه خيراً مما تركه،
كما في الحديث
*((من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه)).*
ثم استرسل صاحب التاكسي في حديثه قائلا:
وكنت كلما شعرت بالضعف أمام إغراءات المال،
وكثرةِ متطلبات الأسرةِ التجأت إلى الله بأن يثبتني،
فإذا عُدتُ لبيتي ونظرتُ في وجوهِ أبنائِي وبناتِي زاد ذلك في ثباتي،
فقد كنت أخاطب نفسي بأنَّ أولادي هم أول من سيحاسبني ويتعلق في رقبتي في الآخرة لو أطعمتهم من كسبٍ حرام،
وبأنَّ هؤلاء الصغار المساكين سأكون أنا من دمرت حياتَهم في هذه الدنيا،
وأضعفتُ قوتَهم،
وفرَّقتُ شملَهم،
وزرعتُ بينهم العداوةَ والبغضاء فيما لو أطعمتَهم سُحتاً وحراما.
ولا أُخفيك سراً أخي الدكتور علي بأن رؤيتي لأطفالي وخوفي عليهم من آثار اللقمةِ الحرامِ كانت من أكبرِ المثبِّتاتِ لي بعد اللهِ عزَّ وجل.
قال الدكتور علي… وقبل أن نصل إلى منزلي ختم الرجل – الصادق في إيمانه والكبير في رجولته وإيثاره –
ختم حديثه قائلا
بعد سنوات أمضيتُها في عملي كنتُ خلالها في صراعٍ كبيرٍ مع الجميع،
فالبعضُ ينظر إليَّ باحتقار،
والبعض الآخر يتحدث عنِّي بسُخرية وازدراء، وطائفةٌ أخرى يرمونني بالجنون – بزعمهم أن من يرفض هذه الملايين ما هو إلا معتوه –
وكنت خلال تلك الفترة في صبرٍ عظيمٍ ومجاهدةٍ مستمرةٍ مع النفس،
كلما ضعفتُ التجأتُ لربِي،
ثم جمعت أولادي أنظرُ إلِيهم وأضُمُّهم لقلبي،
واحتضنهم إلى صدري،
وأنا أردد قوله تعالى
*( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ )،* فأعود بعدها أقوى وأقوى،
أمارس عملي ثابتا على مبدئي.
قال صاحب التاكسي مخاطبا الدكتور علي…
وفي نهاية المطاف قدمت استقالتي من عملي،
وخرجت خروجاً لا رجعةَ بعده،
واشتريتُ بحقوقي هذا التاكسي،
وانطلقت أجمعُ لقمةَ أولادي من عرَقِ جبينِي غيرَ آسفٍ على منصبٍ تركتُه،
ولا آبهٍ براتبٍ كنتُ أتقاضاه،
تركتُ ذلك كلَّه لأنجو بدِيني ولأكسبَ مستقبل أولادي،
وأُحافظَ على صحتِي،
وأنا واثق بأنَّ الله عزّ وجل سيعوضَنِي خيراً مما تركتُه،
وسيحفظَنِي بحفظه،
وكنت أردد دائماً حديثَ نبيي وحبيبي صلى الله عليه وآله وسلم
*(( احفظ الله يحفظك))،*
وقد واللهِ حفظني ربِّي في نفسي وولدي،
فأنت أخي الدكتور علي قد رأيتَ ما أنعم اللهُ به عليَّ من الصحةِ والقوةِ ونضارةِ الوجه كما سمعتُهُ منكَ.
قلت… وهذا يذكِّرُنا بما قيل
*( إن من عجائب حكمة الله، أنه جعل مع الفضيلة ثوابَها الصحةَ والنشاط ، وجعل مع الرذيلةِ عقابَها الانحطاطَ والمرض..)*.
وأضاف صاحبُ التاكسي…
وكما حفظ اللهُ لي صِحتي فقد حفظني كذلك في أولادي: فأولادي – ولله الحمد والمنَّة – قد تخرجوا من الجامعات بتفوق، وهم يشغلون مراكزَ عليا،
وجُلُّهم يحفظ القرآن أو على وشكِ حفظِهِ، وبيننا من المحبةِ والألفةِ والإِيثارِ والترابُطِ ما أعجزُ أن أصِفَهُ لك.
قال صاحب التاكسي… وقد بلغني – بعد سنوات – عن بعض زملائي في العمل ممَّن هم أقلُّ منِّي درجة في السلم الوظيفي قد أصبحوا من أصحابِ الأرصدةِ الكبيرة، والعِمارات الشاهقة والقصور الفخمة،
لقد سمعتُ عنهم أخباراً جعلتني أضاعف حمدي وشكري لمولاي عزَّ وجل الذي هداني وثبَّتنِي أمام فتنة المال،
فقد انتهى المطاف ببعض أولئك الزملاء بإصابتهم بأمراضٍ مزمنة،
فأحدُهم يعالج في الخارج من المرض الخطير،
والثاني من تليُفٍ في الكبِد،
والآخر اختلف أبناؤه وتقاتلوا فيما بينهم، والآخر أدمن بعضُ أبنائه المخدرات…
قال صاحب التاكسي للدكتور علي… وفي القريب العاجل بإذن الله سوف أُودِّع هذه الحبيبة – سيارتي التاكسي –
فقد ألحَّ أولادي عليَّ كثيراً بالترجُّلِ من على صهوتها،
بعد أن تحسَّنت أحوالُهم،
وارتفع دخلُهُم، وأصبحوا في رَغَدٍ من العيش،
فقد فهمتُ أنَّهُم يريدون إِراحتِي ليبرُّوا بي،
ويقوموا على خدمتي،
وأنا أرغب في أن أُتيح لهم الفرصةَ ليجِدوا بِرَّ أولادِهم.
قال الدكتور علي… اقتربنا من المنزل
وأنا أسبَحُ في أمواجٍ عاتيةٍ من الأفكارِ المتداخلةِ التي تواردت بشكلٍ سريعٍ في مخيلتي،
وأنا أحاول خلال هذه اللحظات أن أتماسك، ودموعي قد حبستها في مآقيها،
وبعد وصولنا أوقف الرَّجلُ سيارته،
ونزل واتجه يريد حملَ حقيبتِي، فأسرعتُ الخطى وسبقتُهُ إليها
وحملتها وكُلِّي حياء وخجل من نفسي عندما سمحت له بحملها عند المطار،
ثم مددت إليه يدي وأعطيتُهُ أُجرتَه، فأخذها ووضعها في جيبه ولم يتأكد من عدِّها،
وركب سيارتَهُ وألقى عليَّ السلامَ مودِعاً،
فلم أستطع أن أرُدَّ عليه وداعَهُ خشيةَ انكشافِ أمري وتفجُّرَ دموعي وارتفاع صوت ببكائي…
لقد وقفت ثابتا في مكاني خارج منزلي أنظرُ باحترامٍ وإجلالٍ إلى صاحبِ التاكسي…
أنظر إلى أعظمِ رجلٍ قابلتُه في حياتي،
وخجلتُ من دخولِ منزلي قبل اختفاء صاحب التاكسي.
يقول الدكتور علي… لقد تعلمت وأنا الأستاذ المشارك في الجامعة من هذه الشخصية ما لم أتعلمُه طيلةَ حياتي، وكنتُ أظن أننا – أساتذة الجامعة – نملك التأثيرَ بما لدينا من علمٍ وثقافة،
لكنَّ الحقيقةَ أنَّ من يملك التأثير والتغيير في الآخرين هم الصادقون
المخلصون المتوكلون على ربِّهم، الواثقون بعونِه وحفظه وتأييده، أولئك الذين يعملون بما تعلَّمُوه،
الذين يثبتون على القيم والمبادئ التي آمنوا بها،
بعيداً عن بريقِ المناصب
وعُلوِّ الجاه،
وتضخُّمِ الرصيد.
38 notes
·
View notes