قال يسوع في انجيل توما:"ألقيت على العالم نارا، وإني لأرقبه حتى يضطرم" (الفقرة ١٠). وقال ايضا :"يعتقد الناس بأني جئت لألقي سلما على الارض. ولكنهم لا يعلمون بأني جئت لألقي على الارض شقاقا، نارا وسيفا وحروبا، فاذا كان خمسة في منزل واحد، يقوم ثلاثة ضد اثنين، واثنين ضد ثلاثة، ويقوم الابن ضد أبيه، والاب ضد ابنه، ويقفون وحيدين" (الفقرة ١٦).
وقال:"من هو قربي هو قرب النار" (الفقرة ٨٢).
وذلك لان رسالة يسوع هي رسالة راديكالية تهدف الى قلب عالم قديم وخلق عالم جديد. ولهذين القولين ما يشبههما في الاناجيل الرسمية، فقد ورد في انجيل متى:"لا تظنوا أني جئت لأحمل السلام الى الارض. ما جئت لأحمل سلاما بل سيفا" متى 35:10 .
وورد في انجيل لوقا:"جئت لألقي على الارض نارا وكم ارجو ان تكون قد اضطرمت.. او تظنون أني جئت لألقي السلام على الارض؟ أقول لكم لا، بل الخلاف" لوقا 49:12 -51.
قال يسوع في انجيل توما :"عندما تعرفون انفسكم عندها يعرفونكم ، وتعرفون انكم ابناء الآب الحي، ولكن اذا لم تعرفوا انفسكم اقمتم في الفقر، وكنتم الفقر" (الفقرة ٣).
ومعرفة النفس هي جهد حثيث متواصل يصاحبه الاضطراب الداخلي قبل الحصول على الهدوء :"على من يبحث ألا يتوقف عن البحث الى ان يجد ضالته، وعندما يجد ضالته سوف يضطرب وعندما يضطرب سوف يدهش ويسود على الكل" (الفقرة ١). "من يبحث يجد، ومن يريد الدخول يفتح له" (الفقرة ٩٤).
ومن خلال العرفان تحل القيامة الفردية ، ويفتح باب الملكوت ، لان القيامة لن تأتي في زمن موعود قادم، بل هي متاحة في اي وقت. قال له التلاميذ:"متى راحة الموتى، ومتى يأتي العالم الجديد؟ فقال لهم :"إن ما تنتظرونه قد أتى ولكنكم لم تتبينوه" (الفقرة ٥١). وقالوا له ايضا :"متى ياتي الملكوت ؟ فقال يسوع: لا ياتي حين ننتظره. لا يقولون لكم هو ذا هنا، او هو ذا هناك، لانه يملأ الارض ولكن الناس لا يرونه " (الفقرة ١١٣). وهو يسخر من الفهم اليهودي لمملكة الرب باعتبارها تنتمي الى مكان ما وزمان ما :"اذا قال قادتكم هو ذا الملكوت في السماء، عندها تكون طيور السماء اقرب اليه منكم، واذا قالوا لكم انه في البحر ، تكون اسماكه فيه قبلكم، ولكن الملكوت في داخلكم" (الفقرة ٣).
ان القيامة المرتقبة لن تجلب الحياة لمن لم يجدها قبل موته، ومن وجد الحياة قبل موته ابدا:"هذه السماء ستزول والتي فوقها ستزول، ولكن الذين هم اموات لن يحيوا، والذين هم احياء لن يموتوا" (الفقرة ١١).
والنفس العارفة تدرك انها جاءت من عالم النور، وتدرك ان سجنها في عالم المادة مؤقت:"اذا سألكم الناس من اين اتيتم؟ قولوا لهم أتينا من النور" (الفقرة ٥٠). ولذلك فإن قبسا من النور يبقى في النفس الغافلة، وما عليها سوى إضرامه. سأله التلاميذ:"أرنا المكان الذي أنت فيه، لأننا يجب أن نطلبه، فقال لهم: هنالك نور داخل مخلوق النور من شأنه ان يضيء العالم. ولكن اذا لم يضء كان ظلمة" (الفقرة ٢٤).
إذا ما تزوجت استمتع باللامسؤولية ، وإذا تزوجت استمتع بالونس والمُشاركة والحُب ، وإذا لسا ما عندك أطفال استمتع بالخفّة والحرية ، وإذا عندك أطفال استمتع بالذريّة والحنيّة ، أي وضع في الدُنيا له وجهين ، اللي يركز على الظلمة راح يبقى قانط طول عمره ، واللي يركز في النعمة قلبه راح يمتلي رضا وسلام ♥️.
لا تيأسْ مهما بلغت أوزارك ولا تقنطْ مهما بلغت خطاياك، فما جعلَ اللهُ التوبةَ إلَّا للخطاةِ، وما أرسلَ الأنبياءَ إلَّا للضالين، وما جعلَ المغفرةَ إلَّا للمذنبين، وما سمَّى نفسه الغفارَ التَّوابَ العفوَ الكريمَ إلَّا مِنْ أجلِ أنَّك تخطئ؛ فيغفر.
جددْ استغفارك كل لحظة؛ تُجدِّد معرفتَك وتُجدِّد العهدَ بينك وبين ربك، وتصل ما انقطع بغفلتك.
واعلمْ أنَّ الله لا يَمَلُّ دعاء الداعين.. وأنَّه يحب السائلين الطالبين الضارعين الرافعي الأكُفَّ على بابه
وإنَّما يمقت اللهُ المتكبرَ المستغني المختالَ المعجبَ بنفسِه، الذي يظنُ أنَّه استوْفى الطاعةَ وبلغ غايةَ التقوى وقاربَ الكمال.. ذلك الذي يكلم الناس مِنْ علٍ ويصافحهم بأطرافِ الأناملِ!
اسجدْ وابكِ وتضرعْ وتوسلْ.. وقلْ بين دموعك:
يا مَنْ عطفت على الطينِ، فنفخت فيه مِنْ جمالك وكمالك..
يا مَنْ أخرجت النور مِنْ الظلمة..
يا مَنْ تكرمت على العدمِ
أخرجني مِنْ كثافتي، وحررني مِنْ طينتي، وخلصني مِنْ ظلمتي، وقوني على ضعفي، وأعِنِّي على نفسِي، فلا أحد سواك يستطيع أنْ يفعلَ هذا.. أنْتَ يا صانعي بيديْكَ 🤍🤲🏻
زاحمها بسماع القرآن من صوت شيخ تحبه ، تعلم قراءة القرآن و التجويد ، رتل القرآن وتغنّ به ؛ ستجد نفسك تتعلق به خطوة خطوة ، القلب لا يمتلئ بالنور حتى يطرد الظلمة ، وستظل الحرب قائمة والصراع دائراً بينهما إلى أن ينتصر أحدهما على الآخر...
الحمد لله على نعمة القـرآن، لولا هذا الكتاب العظيم لماتت قلوبنا همًا وغمّا، لذقنا أنواعًا من العذاب النفسي والشتات المعرفي بسبب تخبطنا في هذه الحياة الدنيا، لكن القـرآن انتشلنا من الضيق إلى السعة ومن الظلمة إلى النـور هذا القـرآن فيه آيات بينات نور للبصيرة وثبات للقلب..
أعرفُ أنّ النّبوّة الأخيرة لم تكن تليقُ إلا بكَ.. وأنّ إخوتكَ الأنبياء إذ سبقوكَ مجيئاً فقد سبقتهم مقاماً! جئتَ أخيراً لتكونَ أوَّلاً... فالرّسالاتُ لا بُدّ لها من مسكِ ختام، وحين يُراد بالمسكِ أن يكون بشراً، فمن عساه يكون غيرك!
السلام على آمنة بنت وهب صبيحة الثاني عشر من ربيع الأول تُهدي هذا الكوكب الغارق في الظلمة مصباحه الذي سينيره، لا من البصرى إلى الشام كما رأتْ في منامها، وإنما من المشرق إلى المغرب كما نرى نحن يقظةً!
السلام على عبد المطلب الذي انبرى ليربي اليتيم الذي سيربي لاحقاً آباء هذا الكوكب وأمهاته!
السلام على حليمة السّعدية أخذتكَ كي لا ترجعَ خالية الوفاض، أيّ مالٍ تُصيبه مرضعةٌ من يتيم، فاكتشفتْ لاحقاً أنها كانت الأكثر ثراءً بك! حلّت البركة في ديار بني سعد يوم حللتَ، هكذا أنتَ يتبعُكَ الخيرُ كما يتبعُ النّملُ حبّات السُّكر، يا سُكّر هذا الكون!
السّلام على أبي طالبٍ على فقره يحوطكَ ويرعاكَ ويكفُلكَ، وعلى صغر سنّك لا تقبلُ أن تكون عالة، فتعمل بالرّعي لتعينه، مُذ كنتَ طفلاً وأنتَ سيّد الرّجال!
السّلام على خديجة كهفكَ وقبيلتكَ، وجيشكَ المُدجج بالحُبّ يوم عزَّ الجُنود!
تأخُذكَ إلى صدرها من هول الوحي، تمسحُ على رأسكَ بيدها، وتقول لك بقلبها على هيئة كلمات: لن يخزيكَ الله!
كانتْ تعرفُ أي الرّجال أنتَ، وكنتَ تعرفُ أي النساء هي، لهذا لم يكن عجباً أن تذبحَ شاةً بعد وفاتها بعشرين سنة، ثم تقول: أعطوا منها صويحبات خديجة! أيُّ الأوفياء أنتَ، أيُّ الأوفياء؟!
السلام على ورقة بن نوفل، حَبْرٌ يُحلقُ في غير سربه، إنجيل من غير مسٍّ، وتوراة من غير تحريف! قلبٌ على ملّة أبيك إبراهيم، وعقلٌ كان يعرفُ أن مبعثكَ قد حان، ولما وقعَ عليكَ، قصَّ عليك نبوءةً لن يشهدها: سيخرجكَ قومُكَ! فتسأله بدهشةٍ: أمُخرجِيَّ هُم؟!
فيزيلُ عنك دهشتكَ: ما جاء أحدٌ بمثل ما جئتَ به إلا عُودي! وأخرجوك فعلا!
ولكن من مشقة الدعوة إلى عِزّ الدّولة!؟
فالسّلام على أبي بكر، صديق العمر، ورفيق الدرب، وشريك الغار في ثاني اثنين الله ثالثهما!
السلام على آل بيتك المخلوقين من طُهر، وعلى أزواجك المطهرات ، وأصحابك المختارين عن اصطفاء!
السلام على الأوس والخزرج سيفكَ وعكازكَ
السلام على بدرٍ وأُحدٍ والخندق وحُنين وخيبر، ومواقع أُخري أخبرتنا فيها
أن هذا الدين لم ينتشر بالسيف، ولكنه دون سيف يتطاولُ عليه النّاس!
السلام على الحديبية، الصُّلحُ الذي أنجبَ نصراً وفتحاً، اليومُ تُذلُّ العُزّى، وتُكسرُ هُبل، ويرقى بلالٌ سطحَ الكعبة، يخبرُ الكون كله أن الله أكبر!
السلام عليكَ يوم خُيِّرتَ بين الخُلد في الدنيا ولقيا ربك، فاخترتَ قائلاً: بل الرّفيق الأعلى!
السّلام عليكَ حيًّا فينا لا تموتُ أبداً، نُحبّكَ، ونحبُّ من يُحبّك، والموعد الحوض كما أخبرتنا، وإنّا لنُصدّقكَ!
اللهُم صلِّ وسلِم على من شرحت به القلوب، وأنرت به الدروب، وهديت به من الضلالة، وعلمت به من الجهالة، وأخرجتنا به من الظُلمات إلى النور" ﷺ