لنحتمل العالم، لابد لنا من بعض الغفلة الذكية، يشبه الأمر المشي في طريق بينما تتساقط الشهب في كل مكان، ليس هناك طريقة حسابية لتفاديها، ولا وقت لذلك، كل ما عليك، أن تسير وادعًا، بغباء مصطنع، إلى الجهة التي تريد، الجهة التي عليك أن تتغافل أيضًا، أنها ليست آمنة أكثر من أي مكان آخر، والتي تقريبًا لا توجد إلا داخل افتراضك عنها، والتي تنمحي من الوجود، وإلى الأبد، فور أن تتوقف.
"ومثل الكثيرين، مرّت عليَّ أوقات دسستُ فيها رسائل استغاثاتي في كل شيء: الكلام والنكت والإيماءات، الضجر، الغضب غير المبرر والقسوة، وأفهم الآن أن من كان قادرًا على فكّها، كان عاجزًا على التدخل".
" على الأشياء الجميلة، يا صديقتي، ألا تحدث متأخرة، بعد فوات أوان زخمها المشهدي، اتقادها الحماسي، على الأشياء الجميلة أن تحدث في عنفوانها، متحدية، ومحتفظة بحسها الساخر مما هو مقبل، على الأشياء الجميلة أن تحدث، حين يكون القلب لا يزال محتفظًا بكل طاقته الاحتفالية، على الأشياء الجميلة ألا تحدث بعد نهاية الحفلة "
"روحي هشة كطفل تائه، عقلي مستثار كجنرال في معركة، أود أحيانًا أن أحتضن العالم كله لأحميه، وأحيانًا أن أركض بأسرع ما يمكنني كأن العالم يلاحقني. كل شئ بسيط علي أن أفعله، أفكر في مئات الاحتمالات له، فلا أفعل شيئًا. في لحظة أنظر للعالم بثبات كأني على وشك غزوه منفردًا، في الأخرى أغمض عيني لأستطيع التنفس. في لحظة أحب أن أحيا حياة صاخبة أرى وأفعل فيها كل شئ، في الأخرى أتمنى أن تمضي أيامي بتكرار رتيب أبدي. أتحرك في كلا الاتجاهين معًا، فأظل في مكاني، تائهًا ومستثارًا كجنرال طفل تائه في معركة."