Tumgik
#بلدتي
haroun-dosty · 2 years
Text
لقد تزوجوا جميعا أو هكذا أعتقد ...
و مازلت ألعب دور صاحب العريس بشغف و أخلص لتلبية دعوات الذين عقدوا العزم و عادة ما تنهال علي كمية هائلة من النقاش و ربما يكون للحوم التي إلتهمتها بشكل غاشم دور في ذلك و عادة ما أدافع على أن الزواج قسمة و نصيب و أنه يحتاج العزم و التوكل و أن يكون العريس على قد كبير من الذكاء يحتاج للتفكير و حسن الاختيار حتى يتخذ قرار الزواج ، و يحتاج للقوامة ليستمر ذلك الزواج ...
و السعادة كل السعادة في رؤية الفرح على ثغور العاشقين ...
و عاشق أنا لعشق العشاق و سعيد بإجتماع كل حبيبين في عقد وثيق يجمعهما في حياة أبدية وردية....
مباركات لا تنتهي لكل حبيب تزوج بحبيبته في هذه الأرض الجرداء التي تقتل الرومانسية الحالمة و العاطفة الجياشة ..
" ففي الجوار وردة سقطت من جيب عاشق و لم ترحمها أرجل الماره من الدهس
حالها كـ حال الحُب في مدينتي ...! " .
_ عمـار .ع
Tumblr media
20 notes · View notes
semi-stories · 2 months
Text
الحافلة ١:
اشعر وكأنني ألتقيتكٍ من قبل.. حرارة جسدك تؤكد لي ذلك.. لا اذكر ملامح وجهك في البدء لاننا عندما ألتقينا لم نكن بمواجهة بعض.. بدأت تتضح الصورة الٱن رويدا رويدا: كان اللقاء في حافلة نقل عام.. لا اعتقد ان اللقاء كان في بلدتكم فعندكم هناك فصل تام بين الجنسين في المواصلات العامة وبعض الحافلات مخصصة فقط للنساء.. بينما الوضع في بلدتي يختلف ويتم الإختلاط والإزدحام وإلتحام الاجساد سواء كان اعتباطيا او تحرشا متعمدا.. ربما كنت ضيفة في بلدتي البعيدة جدا عنكم جغرافيا والتقينا في حافلة واحدة زج الزحام بكٍ فيها لتكوني أمامي مباشرة.. لا اهوى التحرش ولم اسع للإلتصاق بكٍ ولكن تدافع الركاب دفعني نحوكٍ وألصقني بكٍ شديدا.. نظرتي بجانب وجهكٍ للخلف وبالطبع لم ترٍ كامل وجهي كما لا ار انا ايضا إلا جانبك هذا فقط.. اعتذرت لكٍ فأوماتٍ براسك تقبلا للإعتذار.. تراجعت للخلف ولكن بأثر جسدك عالق بجسدي الذي ايقظ مشاعر كنت أكبتها.. فستانك الاملس وطراوة مؤخرتك وعطرك الأخاذ كل ذلك أثارني ولكني حاولت تمالك نفسي.. الحافلة آخذة في التكدس وكأن لا أحد يهبط منها والكل صعود.. وفي احد موجات التدافع التي حاولت مقاومتها ولكن بلا جدوي والامر الواقع أنني صرت اكثر التصاقا عن كل المرات وجسدى صار من سخونة الجو والحافلة وجسدك قطعة من النار أشعلت شيئي ولم اشعر به إلا وهو مستقر بين ردفيك دافعا فستانك و لباسك الداخلي بينهما.. كنتي تقاومين بدفع مؤخرتك للوراء لافساح مكان وقوفك ولكن تلك المقاومة اكدت الإلتحام أكثر واستقر الوضع على ذلك الحال فلا يوجد ولا حتى سنتيمتر واحد للتحرك فيه.. ربما كان قبولا منك بأمر واقع لا مفر منه وتحمل ذلك حتى تصل الحافلة لمحطتك ولكني شعرت بأن توتر جسدك قد خف وأرتخت عضلات ردفيك لتصير أكثر ليونة وأفسحت ما بينهما فسمحت لشيئي الذي ما زال منتصبا أن يتوغل أكثر وتبدأ جرأة مني تتعدى ذلك.. مددت يدي كاني اعدل من بنطالي فلمس ظهر يدي جسدك حتى مؤخرتك.. لم تبدي إعتراضا.. بهدوء ورفق أخذت أناملي تتحسسك.. تمسك بثوبك الخفيف وترفعه لأعلى.. تتحسس ردفيك ولباسك الحريري الداخلي.. تزداد الإثارة.. تزيح اصابعي لباسك لأسفل بخفة لتصبح ملامسة بشرتك مباشرة.. اعبث ما بين ردفيك.. كلما فرمل السائق فجائيا أوجد لي فرصة إلتصاق وتوغل اكثر وكلما مر من خلفي أحد عزز ذلك. وكأن السائق والركاب مجموعة قوادين تستروا على لقائي بكٍ ودعموه.. بطرف أصبعي المتوغل أصل بين فخذيك لمكمن شهوتك أداعبه فأجده في ذروة بلله وانفعاله وإستسلامه حتى شعرت بإرتعاشتك ففتحت سوستة بنطالي بجرأة وسرعة والزحام ستار حولنا. دفعته ما بين ردفيك فلم يتحمل من فرط هياجي ودفق دفقته ما بينهما.. أخرجت من جيبي سريعا منديلا ورقيا وكأني اكتم جرح نازف حتي لا يسيل منيي على ساقيك ويفتضح الأمر.. المنديل بطبيعة الحال ألتصق بجسدك محتفظا بما أمتصه فأعدت لباسك وفستانك لأسفل ولملمت عضوي سريعا دون ان يشعر احد.. تأتي محطتي فأهبط محملا بكل النشوة ولحظات متعة سريعة مجانية لم اعرف فيها شريكتي ولا هي تعرفني كذلك فلم أر وجهك.. ثم أسمع نداءك لي وانت تهرولين ورائي فقد هبطت بعدي بدقائق بعدما طلبت من السائق التوقف لتلحقي بي.. لكني الليلة أستشعرت كل ذلك معك فهل انتٍ بالفعل من ألتقيت.. تبتسم دون رد!
20 notes · View notes
68ih · 1 month
Text
Tumblr media
"تعبت أتمادى وأترجل وأنا اللي كل
ما جاعت عيوني جيت أدوّر على زادك
إذا كان مالي في البلد مثل قلبك خل
يجوز إنّي اترك بلدتي وأسكن بلادك ؟" ♥️♥️
7 notes · View notes
inspirationasma · 4 months
Text
بقلم أسماء
كبرت يا أمي
كبرت يا أمي و لم يتغير شيء !!مازلت أبكي بحرقة في الليل وتزورني الأشباح والكوابيس
كبرت يا أمي ولم يتغير شيء سوى أنك بعيدة فلا ترين دمع عيني حين ينسدل من نبع جفوني!!!!
كبرت يا أمي وكبرت همومي،ولم يتغير شيء صدقيني !!مازال قلبي طفلا غريبا ينشد خارج السرب،طفلا يستنكر القسوة وسوء الظنون!
كبرت يا أمي ولم يتغير شيء سوى أن الحب ضاع مني وسرقت الأيام بسمتي و بريقي !!!
كبرت يا أمي وزاد شرودي و طحنت الأقدار وردتي وبريدي !
كبرت يا أمي ،بل تغير كل شيء !سواك أنت بلدتي وقصيدي!!!
11 notes · View notes
eliya-23 · 2 months
Text
دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‏والشريفة، نفّذت المقاومة الإسلامية عددًا من العمليات ضد مواقع وانتشار جيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بتاريخ الأربعاء 07-08-2024، وفقًا للآتي:
1- الساعة 12:40 استهداف موقع الراهب ‏بالقذائف المدفعية واصابته إصابة مباشرة.
2- الساعة ‌‏13:45‌‎ استهداف موقع جل العلام ‏بالقذائف المدفعية واصابته إصابة مباشرة.
3- الساعة 15:50 استهداف موقع المالكية ‏بالأسلحة الصاروخية واصابته إصابة مباشرة.
4- شنّ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على ‏مرابض ‏مدفعية العدو الإسرائيلي في الزاعورة مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابتها ‏بشكل ‏مباشر واوقعت فيهم إصابات مؤكدة، كردٍ على ‌‏الاعتداءات والاغتيالات التي نفذها العدو في بلدتي ميفدون وجويا.
5- الساعة ‌‏19:05 استهداف موقع السماقة في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية واصابته إصابة مباشرة.
6- استهداف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعدة ‏صليات من صواريخ الكاتيوشا، كردٍ على ‌‏الاعتداءات والاغتيالات التي نفذها العدو الإسرائيلي في بلدتي ميفدون وجويا.
7- الساعة‎ 19:15 ‎استهداف تموضع لجنود العدو الإسرائيلي ‏في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية واصابته إصابة مباشرة.‏
🇵🇸🇵🇸🇱🇧🇱🇧
#على_طريق_القدس
#حزب_الله
#الإعلام_الحربي
2 notes · View notes
inspiring-lines · 2 months
Text
بمقارنة الفروقات بين منهج اللغة الأجنبية وطرق التدريس المعتمدة فيه بنظيره في قسم اللغة العربية وتحليل المشهد ترى بونًا شاسعًا. هنا أعداد غفيرة مكتظة في مدرج شاسع صخب في أقصاه، يقرأ الأستاذ من الكتاب كحصة مدرسية تقليدية مملة، والعجب كل العجب في انقسامه إلى أحزاب بقدر قربها أو بعدها عن مسرح الأستاذ، إن لم تحتل مقعدًا في الصفوف الأولى فكأنك قصدت إحدى النوادي الترفيهية، حيث يتبادل الطلاب النكات، ويلعبون الأوراق، ويشربون الدخان وغيره ما الله به أعلم، وهو ما يفسر حسرتي عند التحاقي بهذا القسم، ويرسم صورة حية عن الفساد الذي تفشى في الجامعات في السنوات الآخيرة بسبب غياب الوعي وقادة التغيير.
عاش الطلاب على حفظ الملخصات دون استيعاب حرف منها، ينتقلون من سنة دراسية إلى أخرى ولم يكتسبوا من المعرفة ما يؤهلهم إلى تحمل مسؤولية بناء مجتمعاتهم. وبسبب حرصي على حضور المحاضرات وامتناعي عن الغش، قلت صداقاتي في الجامعة وحُصرت في قلة من أبناء بلدتي يصحبونني في طريق الذهاب والعودة ونفترق وقت المحاضرات؛ فهم لا يلقون لها بالاً ولا يرعون لها اهتمامًا.
#يتبع..
4 notes · View notes
alta2r · 11 months
Text
في مدينتي لا يمكن أن تقول رآيك بحرية ،في مدينتي حريتك بأيديهم هم ،هم من يحركونك..تخاف أن تعبر عنه ليس خوفا ع روحك ولكن ع أحبابك ،في بلدتي نحن مسجونين فكر وفعل وتعاطف ..ومن يخالفهم يأخذون روحه .
9 notes · View notes
sandywaygalaxy · 3 months
Text
لقد أمسكت برغبتي الملحة في الهروب من كل شيء وإلى أي شيء بيدي، ثم نظرت إليها بعين زائغة لا تملك إلا أن تحاول الهرب.
هل جربت عزيزي أن تسمع صوت الأمطار دون أن تحبها أو تكرهها، صوت أمطار الربيع في بلدتي سيمفونية تعلو وتهدأ ويقطعها صوت الترام وصوت غسالة الهدوم من خارج غرفتي. أي قطعة من السيمفونية أُفضل؟ أنا أفضل كل ما أسمعه. ليتني أسمع كل شيء.
وهل جربت أن تسمع الحزن بداخلك؟ أنا تكونه، أن تحدد موقعه بصدرك، وزنه، أبعاده، أصواته ثم لا تتعلق به ولا تهرب منه، لكن تبتسم وتسمع حتى تجد الأبعاد اختلفت، والصوت اختلف فتبتسم وتسمع؟ لم أجرب ذلك لكنني نظرت لمحاولات الهرب وحاولت ألا أمسك بها هذه المرة.
فكتبت.. ولكي تكتب عليك أن تمسك بالقلم، والقلم هو الهروب. فلم أهرب من رغبتي في الهروب مرة أخرى، وكتبت عن ذلك، لأدرك أنه الهرب. فابتسمت، لأجدني لا أزال أتنفس، بينما كل محاولاتي للهرب كانت رغبة ملحة في الطفو. يكن إن سألتني هل أطفو، سأقسم لك أنني أغرق منذ ولدت. لكنك إن كنت بما يكفي من الصبر والحكمة ستضع يدك على صدري، أو تضع يدي عليّ لتخبرني أنه وإن كان ذلك هو شعور الغرق، فيبدو أنني أتنفس تحت الماء. فأتنفس الصعداء ويتغير نفسي حتى أظن أنه الغرق أو محاولة الطفو.
تشغلني الدوائر المغلقة منذ الطفولة، فكنت دائما أحب القصص الدائرية وتدهشني المواقف الدائرية، وأجدني دائمًا أدور بحلقات، حتى أنني الآن لا أفهم هل الحياة بتلك الضيق والمحدودية أم أنني أحببت الدوائر حتى أنني لا أرى غيرها.
المحدودية، يا لها من فكرة محدودة! لا حدود لشيء، ولا نهاية. إن نظرت ستجد المزيد لتنظر إليه.
ليتك تنظر إليّ، ليتني أنظر إلى نفسي.
ليتني لا أتمنى، خوفا من كسر الخاطر بالطبع، لكنني سأكذب وأقول ليتني لا أتمنى لأن ذلك يمنعني من النظر. يا ��يت!
2 notes · View notes
rajabzebari · 1 year
Text
"يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
‏أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
‏ ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
‏أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
‏أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
‏أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
‏ياليت يجمعنا جوارٌ دائمًا
‏لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي"
13 notes · View notes
ahmednssar · 1 year
Text
عن الحقائب التي تطارد أصحابها
كلما مشيت في شوارع أو رأيت صورا أو فيديوز لأماكن بعينها: وسط البلد في القاهرة، جاردن سيتي، الزمالك، المعادي، مكرم وعباس، مصر الجديدة والكوربة وهليوبوليس، السيدة زينب والمنيرة، رمسيس والعتبة وكوبري قصر النيل والعجوزة، محطة الرمل في الإسكندرية، المندرة و٤٥ وسيدي بشر وسيدي جابر والمعمورة وأبو قير والعجمي...حتى شوارع بلدتي الصغيرة ومدارسي القديمة.
كلما مشيت، كلما رأيت، كلما تذكرت، "تصعب عليّ نفسي" وأستخدم التعبير العامي المصري لأنه يوصل إحساسي، يصعب عليّ تركي لها وعدم عودتي إليها إذا أنا سافرت، مع أني رأيت آلاماً لن أنساها في كل مكان منهم، حتى الأماكن التي بلا أحداث مؤلمة ترتبط بألم فراقي عن رفقتي التي كانت وقتها، أو فراقي عن نفسي وقتها، أو إشفاقي على من كنته ومن أكونه. ومع ذلك أحبها.
ولا أتصورني بعيدا للحد الذي لا يسمح لي بالعودة الفورية على أول قطار أو حافلة!
شيء مرعب أن أشتهي قهوة على "سعيد حلاوة" وأعجز عن ذلك بظرف خارجي لا بكسل معتاد، أو فيلم في سينما زاوية ولا أتمكن من ذلك، تمشية في شوارع وسط البلد حيث الطبقة الأقل تتسوق وتبحث عن إبر من الملابس الأقل تكلفة تهيئة لمناسبة مبهجة، وحيث الطبقة الأعلى بأماكنها الخاصة وفنادقها أيضا تسير في الشوارع وكأنها ملكها هي ومن عليها، وحيث الشباب الصغير يلهو قبل أن تلهو به الحياة، وأنا، الطيف الذي تتخبطه الأكتاف ولا يراه لا المتسوقون ولا الأثرياء ولا حتى الصغار. لماذا كل هذه الصعوبة؟
لكن لو فكرت حقا، لماذا ستبقى؟ ما الذي يربطك بهذي الأرض؟ بهذي المرمطة اليومية، أو حتى بهذه المتع الضئيلة؟ لا شيء لا أحد. والفاصل بينك وبينهم يتسع ويتسع ويتسع.
أنت لست حيا كما تتصور. أو أنت حتى لست حيا بالدرجة التي تتصورها وتدعيها كلما التقيت بأحد. إن أنت ابتعدت لن يفتقدك أحد ولا أريد أن أقسو عليك فأقول لن يلحظ غيابك أحد أصلا.
ما الذي جعلك شفافا إلى هذه الدرجة؟ لطالما أردت أن تكون حاضرا بقوة وبصمتك بحجم العالم...فكيف بالله قد صار العبور خلالك بهذه السهولة وكأنك بخار ماء أو دخان عادم سيارة؟
ابتعد...انفصل...تجرد مما مضى كله وتمنّ ألا يلاحقك ولا يلحقك...ابدأ كما كنت تبدأ في كل مرة لكن في هذه المرة كن حريصا على ألا تعبئ حقيبتك بسمائل الماضي لئلا تنقلب ثعابين في ليلتك الأولى هنالك.
7 notes · View notes
rofidax · 1 year
Text
حلم
رأيته للمرة الأولى في حديقة المدينة. وشى مجلسه تحت الشجرة المنبوذة، حادة الأشواك، نافرة الأغصان، بحديث عهده بها. لا يوجد بيت واحد تقريبا لم ترو فيه قصة الأصدقاء الذين تحلقوا حولها ذات مساء، وتجرأوا على النظر للظلمة التي سكنت ملتقى أغصانها. حلت عليهم لعنتها، فقدوا قدرتهم على التمييز، وأصحى كلامهم هذيانا. لعنها أهلها بالهجر ولعنتهم بالقبح؛ تساقطت أوراقها، وتغلظت جذورها، وأظلمت كقلب طال تعرضه للقسوة. لا أحد يعلم تحديدا ماذا رأى هؤلاء من هولٍ أذهب عقولهم، ولم يهتم أحد حقا بالإجابة؛ في بلدتي الصغيرة تصبح للأساطير سطوة الأديان، وينهزم الفضول أمام الخوف. حتى أنا، متى مررت بها، أحنيت رأسي، في مزيج من الرهبة والاحترام، لقصص الأولين.
كان وديعا مثل حلم، انتظمت أنفاسه انتظام النائمين. حفّه سكون السَّحر، حتى خيل إليّ أن الأرض تستمد منه ثباتها. بين راحتيه استقر كتابٌ ذو غلافٍ أزرق. وبدا، بشعره البني، وقميصه الأبيض، وكتابه الذي بلون السماء، كأنه الصورة المقلوبة للكون.
لم يرفع رأسه عن كتابه مرة واحدة، كما لو أن العالم خارجه قد تلاشى. شعرت أنه امتداد للشجرة التي أسند ظهره إليها. لن أعجب مطلقا إن أخطأ عصفور طريقه وحطّ على كتفه الآن. لم أعلم حينها أن السماء قد سمعتني، وأن تخيل شيء لا يجنبك المفاجأة عند حدوثه. رأيت عصفورا دقيق الحجم، قادما من العدم، ليستقر، بسلامٍ تام، على كتفه الأيسر. لم يحرك ساكنا. كان كمن اعتاد الأمر، وربما لم يلحظه على الإطلاق.
ليس من عادتي التحديق في الغرباء، لكنه لم يكن غريبا، على الأقل ليس بالمعنى المعروف للكلمة. فرؤيته هناك، في ذلك الموضع تحديدا، أثارت في داخلي حنينا أليفًا إلى ذكرى لم أستطع تبينها، لكنها كانت على قدر من الرقة بث بداخلي طمأنينة عذبة، وكان هذا كافيا. ربما لم يخطئ العصفور الطريق في نهاية الأمر. لم أشعر برغبة في الحديث إليه، اكتفيت بإلقاء نظرة، بين الحين والآخر، لأطمئن على المعجزة.
مرّ الوقت سريعا. أخذت الشمس تستعد لتبدأ رحلتها إلى الطرف اخرمن العالم. واستعددت، أنا الأخرى، لرحلتي إلى الطرف الآخر من المدينة. الطريق طويل، والليل شرّ رفيقٍ فيه. ألقيت نظرة مودعة على الغريب وعصفوره وشجرته، رأيت فروعها تهتز اهتزازات خفيفة متناغمة، لم أعلم إن كان هذا فعل أثر النسيم أم صديقها الجديد. ابتسمت؛ لكل الكائنات حظها في الرفقة إذا، حتى الأشجار.
أدرت ظهري واتجهت صوب البيت
أمطرت السماء طيلة ساعة أو أكثر قليلا. علِقت بعض حبات المطر الأخيرة كالنجوم على شباك غرفتي. أدرت بعض الموسيقى الهادئة وجلست لأدون أحداث اليوم. لطالما كانت هذا فقرتي المفضلة، حيث يستحيل اليوم قطة وديعة تتأهب للنوم بين صفحات مذكراتي. أظل أداعبها بقلمي حتى تستقر أنفاسها وتنام، حينها أطوي أوراقي وأستعد للنوم أنا أيضا
انتهيت من الكتابة، شعرت بأجفاني تتثاقل، وبدأت قبضة المنطق تتراخى شيئا فشيئا من على الواقع؛ ليهرب من خلالها إلى عالم الأحلام، ويتماهى معه تماما حتى تفقد القدرة على التمييز بينهما. لكن ما كاد الخيط بينهما يتصل حتى ضربتني صاعقة الذكرى، لتفصل بينهما مرة أخرى. تذكرت، فجأة، لم لم يكن الغريب غريبا.
هرعت كالمحموم إلى مذكراتي القديمة، أنقب فيها عن أي أثر لتلك الذكرى، حتى وجدتها. زارني الغريب في أحلامي عدة مرات. كتبت عنها بدقة، دائما أراه تحت الشجرة ذاتها، ممسكا بالكتاب ذاته، وعلى كتفه الأيسر العصفور ذاته. تطابقٌ كاد أن يذهب بعقلي وقلبي دفعة واحدة. دائما أراقبه من بعيد، إلى أن قررت، ذات مرة، الاقتراب. خطوت خطوة واحدة إلى الأراضي المحرمة، طار عصفوره فجأة، ورفع نظره إليّ. التقت العينان وانتهى الحلم، وهجر حديقتي عامين كاملين.
طار النوم كالعصفور. لا.. مستحيل.. لا تهرب الأحلام للواقع بهذه البساطة. جبت الغرفة مرارا في محاولات للهدوء باءت جميعها بالفشل. وددت لو أدرت عجلة الزمن للأمام، فأراه مرة أخرى، وأشهد، بوعيٍ، تحقق المعجزة. لكن لا تسير الأمور أبدا بهذه الطريقة؛ إما تغفل عن الوقت، فيمضي، أو تراقبه، فيتجمّد. يا إلهي! ما أثقل الساعات على قلب ينتظر!
غلبني النوم في النهاية، توجهت للجامعة، كانت نصف محاضراتي قد انقضت بالفعل. حاولت أن أشغل نفسي بصغائر الأمور، لم تنطلِ حيلتي على الوقت، مرّ بطيئا متثاقلا، لكنه مر في النهاية. وصلت الحديقة في نفس الوقت تقريبا، لكنني لم أره. انتظرت إلى أن خيّم الليل، لا أثر له. انقبض قلبي، ربما أفسدت القراءة عقلي كما تنبأ لي كثير من الأصدقاء والأهل. كانت ليلة باردة، هبّت فيها الريح من كل اتجاه، تماما كأفكاري، لكنني، عندما نظرت نظرة أخيرة للشجرة، وجدتها ثابتةً تماما، لم يتحرك أي من فروعها، وكأن افتقاد صديقها الجديد أكسبها ثقلا لا تقدر الريح، مهما اشتدت، على حمله. عدت للبيت بأعين مثقلة بالنعاس، وقلب مشبعٍ بالخيبة.
مرت الأيام في إثر بعضها، عاد كل شيء عاديا، لكن، ليس تماما. كنت أستطيع أن أرى، بوضوح مؤلم، موضع القطعة المفقودة من الأحجية. تلك التي لم أعرف بوجودها قبل أن تأتي به الصدفة إلي. ولم أجد قط أصخب من هذا الغياب. ظللت أنتظره، دون أمل حقيقي في معاودة الظهور. لكنني، بالرغم من كل شيء، أنتظر..
بعد انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الأول، مررت بالحديقة، كعادتي، لألتقط أنفاسي بعد شهور متصلة من الجري. عندها، ��أيته.
لم يكن هناك وقت للتصديق، خشيت أن يختفي، مرة أخرى، دون إنذار. وجدتني أساق إليه، كالقدر، دون مقاومة حقيقية. لم أعلم ماذا سأخبره، أو كيف أبدأ الحديث في المقام الأول، لكن كل هذا بدا ثانويا مقارنة برغبتي في الوصول. ما إن اقتربت منه حتى طار العصفور، دون أن ينتبه حتى
"صباح الخير"
بداية حمقاء للحديث، بالطبع. انقضى الصباح بالفعل، لم يتبقى سواء آثار عنيدة للنور في سماء الليل، لكنني نجحت أخيرا في لفت
انتباهه، رفع رأسه، ببطء درامي، تجاهي
لم يكن ينظر إلي، كان ينظر من خلالي؛ نظراته ترتحل عبري إلى أراضٍ بعيدة، شديدة البعد، يظن المرء أن العمر لا يكفي ليصل إليها. تسمرت برهة أمام عينيه، لم أرَ قط عينين تتحدثان لغة الحنين بهذه الطلاقة. أعادني صوته إلى العالم. دار الحديث بيننا بسيطا وحانيا، بشكل يثير الريبة، لم يكن غريبا، كان كصديق قديم. استأذنته بالجلوس فأذن لي. سألته عن الشجرة، لم اختارها تحديدا، ومن علمه لغة الطير. أخبرني أنه رحالةً ضل الطريق إلى بيته على حين غفلة منه، وأن قسوة ما لاقاه في الطريق علمته أن يرهف السمع، علّه يتمكن من التقاط همسات الأنس في صخب غربته، فيستعين بها على الرحلة. ولذلك، عندما نادت هذه الشجرة، لبّى. جال بعينيه دقيقة في الأفق، ثم قال، كأنما يحادثه، أن جميع المخلوقات، على مستوى ما، تتحدث اللغة ذاتها. لم أفهم، لكن لم يكن هذا أعجب ما حدث على أية حال. وددت لو استمر في الحديث، لكنه صمت، أغرق في الصمت، وعلى وجهه مسحة من حزنٍ قديم. أدركت أنه هذه إشارتي للرحيل، قمت دون تمهل، حييته، ورحلت. اتجهت صوب البيت وفي قلبي أمنية واحدة، فقط، أن أراه مرة أخرى
 في اليوم التالي كان هناك، المكان ذاته، الكتاب ذاته، العصفور ذاته. اقتربت منه، بهدوء هذه المرة، فطار بعد دقيقة كاملة. وكان هذا انتصارا كافيا بالنسبة إلي. أخبرني الغريب عن أشياء كثيرة، عن الخوف والحزن والسكن. قال لي أن الأرض بيت لمن أراد. سألته، وكيف تريد؟ أخبرني، أنه عليّ تعلّم لغتها.
"وأي لغة تتحدث؟"
"الصمت"-
قالها وصمت بدوره، شعرت أنه يحادثها، وحاولت، أنا، الإنصات.
 توالت لقاءاتنا، في كل مرة يحدثني عن شيء جديد، شيء لا يستطيع العقل تصديقه ولكن يقسم القلب على صدقه. وفي كل مرة، أيضا، يبقى عصفوره لمدة أطول. كنا نتحدث إلى أن تغيب الشمس، وأرحل، متسائلة إلى متى يستمر حظي. لم أسأله لم اختفى، ربما لأنني لم أتذكر أنه فعل في المقام الأول. كنت أختبر، إلى جانبه، في دقائق، معنى الأبد.
لقاؤنا هذه المرة كان مختلفا، لم نتبادل سوى الصمت. شعرت بطمأنينة الحلم، كل شيء في مكانه الصحيح، يبدو أن العصفور شعر بذلك أيضا، فبقي على كتف الغريب طيلة الوقت. تعلمت أنه لا يلزم أن تتحدث لكي تتحدث. ابتسمت، وتركت بصري يجول حرًّا في الحديقة. الغريب بجانبي، لا أثر لمسحة الحزن القديم التي اعتدت رؤيتها بوجهه. في لحظة معينة، رفع رأسه إلى الشجرة الملعونة، ففعلت مثله. تأملت فروعها تعانق السماء، لأول مرة في حياتي. ذُهِلت.  لم أر قبلا شيئا جميلا إلى هذا الحد. نظرت إليه لأخبره، رأيته يبتسم، فعلمت أنه قد سمعني. خيّم الليل واستعددت للرحيل. ألقيت نظرة أخيرة على الغريب، أغلق كتابه، وبقي العصفور على كتفه. وجهه هادئ، كأنه وجد، أخيرا، ضالته.
شيء ما حدثني أنني لن أراه مجددا.
 في البيت، ليلة ممطرة أخرى. أدركت أنني لم أدون حرفا من القصة التي عشت فصولها طيلة الفترة الماضية. تنهزم الكلمات أمام الذروة من كل شيء، لكنني سأحاول غدا على أية حال. تأهبت للنوم، وأدركت، أنني لم أسأل الغريب مرة واحدة عن اسمه.
  حلمت به. هو من جاء إليّ هذه المرة ليخبرني القصة كاملة. قال لي أنه وُلِدَ حُلُمًا، لم يعرف غير هذا العالم. لم يعرف الحدود أو المستحيل. تعلم المعاني بشكلها الخام، وظن أن هذا كل شيء، إلى أن رآني، فجأة، في حديقته. ما إن التقت عينانا حتى أدرك أنني لا أنتمي إلى هناك. بدأ يلقي كثيرا من الأسئلة، دون إجابات حقيقية، لعنه فضوله، وقُذِف إلى عالمي. طيلة عامين كاملين يحاول العودة. ضل الطريق إلى بيته فارتضى بالطريق بيتا، لا يملك سوى كتابه وعصفوره. ظن أن الحل يختبئ فيه، قرأه عشرات المرات لكن دون جدوى، إلى أن قابلني، مرة أخرى، في عالمي. أخبرني أن لقاءاتنا حملت له ذكرى غير واضحة الحدود، أخدث تضح لقاءً بعد لقاء، حتى المرة الأخيرة، حينها تذكر، بوضوح كافٍ، كيف يكون الحلم.
قالها، واستيقظت. نسيم بارد داعب وجنتي. انتبهت أن شباكي مفتوحٌ قليلا. وعلى وسادتي استقرت ريشة طرفها بني، ووسطها أبيض، وتنتهي إلى زرقة سماوية، وكأنها، الصورة المقلوبة للكون.
18 notes · View notes
saiahiabderrahmane · 1 year
Text
هذا الفطور الجماعي جاء مكافئة و فرحا بإنتهاء أكبر ملحمة عاشتها بلدتي ..حيث بدأت قصتها الليلة الاولى من رمضان عندما اجتمعنا في بيت أخي الحاج لهبيبات ..و عزمنا عن جمع مليار و800 مليون سنتيم جزائري ..لكي يتسنى له العلاج في الخارج وبقدرة الله لبت البلدة الطيبة النداء و تصدقو بالغالي و النفيس لأجل انقاض روح ..كان مبلغا كبيرا و لكنه لم يكن كبيرا على الرجال و الحرائر و الاطفال ..في 6 ايام جمعنا المبلغ ..ولكن ما كسبناه ليس المبلغ .. ماكسبناه اكبر بكثير من ذلك كسبنا قلوب و قلوب كسبتنا ..عرفنا رجال و رجال عرفتنا ..كانت ملحمة عشناها ..الحمدلله 🖤♥️
Tumblr media
13 notes · View notes
yeesiine · 2 years
Text
أوليت بيتك واقعٌ في حارتي... ياليت يجمعنا جوارٌ دائما...لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي.
10 notes · View notes
68ih · 4 months
Text
Tumblr media Tumblr media
"‏يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
ياليت يجمعنا جوارٌ دائمًا
لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي"
5 notes · View notes
mona117 · 1 year
Text
يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
‏أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
‏ ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
‏أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
‏أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
‏أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
‏ياليت يجمعنا جوارٌ دائما
‏لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي
شعر : أ. يحيى رياني
5 notes · View notes
diaaaaaaa-blog · 2 years
Text
يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
ياليت يجمعنا جوارٌ دائما
لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي
7 notes · View notes