عند موتك: أنت لا تستطيع اختيار الطقس المناسب لكي يحضر
أكبر عدد ممكن من الناس إلى جنازتك
ما تفعله في حياتك هو الذي سيجعلهم يحضرون إلى جنازتك مهما كان الطقس سيئا
من الصعب أن تستوعب فكرة كيف أصبحت مخيفا لنفسك، ليس لأنك فعلت شيئا سيئا بالضرورة، بل لأنك اصبحت تسأل نفسك اسئلة صعبة حول كل ما يحصل وكل اجاباتك خاطئة واهمة، وتمضي بلا أي ندم يُذكر، مثل وشم قاتم صغير تركته يَنقشُ في قلبك حتى هو أصبح القلب ذاته.
الصدمة احياناً تجعلك عاجز عن التفكير وعن الأتزان ، تكون مشوشاً خائفاً من كل شيء وعلامات الذهول تنهش عقلك بقوه ، لا يعلم الشخص المتسبب في الأذى عن حجم ماتمر به ويبدو له أنك اصبحت شخص سيئا ً جداً فقط .
هكذا تكتشف في النهاية أن الألم، ذلك الألم كله، كان بلاجدوى، وأنك عانيت كحيوان، بلا جدوى، لم يكن عادلا او غير عادل، لم يكن حسنا أو سيئا، كان فقط بلا جدوى، كل ما بوسعك قوله في النهاية: كان ألما، لاجدوى منه.
إنها تصدّق حدسَها ولو خالف الواقع، لا ترى من الحياة إلّا ما تستطيع أن تشعر هي به، ربما يكون هذا سيئا..ولكنّ شعورها بالأمل مُعدٍ، فحين أنظر في عينيها، حتى أنا أشعر أنني سأكون بخير.
لن يذكرك الناس كثيرا بعد الموت ما هي إلا أيام قلائل ثم تكون في عداد المنسيين، فكأنك لم تولد ولم توجد ..
سوف يأتي ذكرك مرات قليلة من قبيل الصدفة، لكنك ستفنى نهائياً مع قدوم أجيال جديدة إلى الحياة
إن الناس حينها لن تتذكر من أنت، ولن تتذكر مبادئك التي كنت تتمسك بها طَوال الوقت، كما لن يذكروا إن كنت شهما نبيلا" أو شريرا" سيئا" ..
وفي كلا الحالتين أنت لن تستفيد من كلامهم شيئا .
عش حياتك بالطريقة التي تراها أنت ، بالطريقة التي تجعلك سعيدا فالعُمر عمرك أنت ، والأيام التي ستمضي لن تعُود ابداً !
عش عمرك بما تراه مناسبا "
واقول ...
بعد 100 عام مثلل٢١٢٤ سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض، وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون، لن يتذكروا شيئاً عنا، فمن منا يخطر والد جده على باله، مثلاً ؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس، أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان.
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام !!
إن وجودنا ليس سوى ومضة في عمر الكون، ستطوى وتنقضي في طرفة عين، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه، فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا، وزمننا الحقيقي في هذا الكون، فهو أصغر مما نتصور !!
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات