تبدأ سورة الإنسان باستفهام تقريري ، لتقرير وإثبات حالة معينه للإنسان ، وهي أنه كان في زمن معين لم يكن له ذكر ، ولم يكن مخلوقا ، إذن فمن اوجد هذا الإنسان علي هذه الخلقة الحسنة ؟!!
يأتي الجواب ( إنا ) اي الرب سبحانه ( خلقنا الانسان ) وأصل الخلق الإيجاد من العدم ، فالإنسان خلق من نطفة ، وقبل النطفة ماذا كان ؟ كان عدما . تلك النطفة كانت أمشاجا أي خليطا من ماء الرجل و ماء المرأة ، ليكون منهما بشر له سمع وبصر .
وبعد خلقنا للإنسان ، جعلنا له طريقين ، طريق الحق وطريق الغي ، ووهبناه عقلا يميز بينهما ، فمن آمن بالله وصدق بآلائه وشكر كان من أهل النعيم ، ومن كفر وجحد بالآيات كان من أهل الجحيم .
ثم يصف سبحانه وتعالي حال الأبرار أهل الإيمان والتقوي في الجنة : يشرب أهل الجنة من كؤوس خاصة ، الخمر فيها ممزوجة بالكافور الذي يحسن طعمها وينعشه ، ومن فضل الله عليهم أن جعل أعين الماء وغيرها تتفجر بأمرهم وقتما أرادوا ، وهذا علي غير العادة ، فهو نعيم خاص بأهل الجنة .
ثم يذكر سبحانه سبب جزاء المتقين بهذا النعيم ، وهو :
* أنهم إذا نذروا نذرا اوفوا به ، فمن صفات المؤمن أن يكون وفيا مع الله ومع عباده .
* يخافون يوم القيامه فشره كان مستطيرا أي شرا عظيما فاشيا ، استطار فعم بلاؤه كل شيء في السماء والأرض فانشقت السماء ونسفت الجبال وعظم هول ذلك اليوم .
*يطعمون الطعام : وهو وصف لسخائهم رغم حاجتهم وفقرهم ، فهم يطعمون الطعام علي حبهم له وحاجتهم إليه ، يطعمون المسكين أي المعدوم ، واليتيم وهو الطفل الصغير لا اب له ، والأسير وهو اسير الحرب .
* الإخلاص في الأعمال وهو أصل قبول الطاعات ، وهو جوهر الإيمان وعموده ، دل عليه قوله تعالى علي لسان المؤمنين المتصدقين ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ) ، فما أعطيناكم الطعام إلا ابتغاء لرضا ربنا وطمعا في أن يرحمنا من عذاب يوم القيامة ، ولم يكن عطاؤنا لكم طمعا في مصلحة أو منفعة منكم ،
ولا يصل المرء لهذه الحال إلا بعدما يكون حب الله ملأ قلبه ، فنسيان حظ النفس مقابل رضا ربها ، هو من أعلي درجات الإحسان .
* الخوف من الله ، فهم يخافون من ربهم وخالقهم ، ويخافون ذلك اليوم الذي يحشر فيه الناس ، ليصور لنا القرءان ذلك اليوم وكأن له وجها عبوسا غاضبا قمطريرا اي شديدا لا يطاق ،
ثم لما كانت هذه صفاتهم ، وكان هذا الحال الحسن حالهم ، كانت لهم هذه الجوائز :
* وقاهم اي رحمهم الله من شر يوم القيامة وهوله .
* لقاهم نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم ، نعم هذه هي السعادة التي طالما بحث عنها أهل الدنيا فلم يجدوها.
* جزاهم بما صبروا جنة فيها مالم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر علي قلب بشر ،
* (وحريرا ) ذالك الحرير الذي حرم عليهم في الدنيا ، صار لباسهم اليوم في الجنة ، ولباس الحرير ينبيء عن حال عظيمة من شدة النعيم .
* (متكئين ) تأملها وحدها ، فبعد العمل الشاق تأتي لتجلس وتتكيء علي أريكتك ،كذلك أهل الجنة تعبوا في الدنيا فمن طول قيام في الصلاة ، أو جهاد في سبيل الله ، أو عناء في طلب الرزق ، جاء هذا اليوم لتتكيء وترتاح وتنعم ، مضي عهد العناء ، كما قال حبيبنا لبنته فاطمه قبل وفاته ( ليس علي أبيك كرب بعد اليوم ) .
* علي أرائكهم متكئون في ظل ظليل ، فلا هو شمس حارقة ، ولا هو زمهرير أي برد شديد ، فجو أهل الجنة جو المتعة وهدوء الأعصاب وراحة البال .
* (ودانية عليهم ظلالها ) فبينما هم في الجنة ، إذ تظلهم أشجارها ، فظلها قريب منهم ، كما أن قطوفها وثمرها قريب منهم أيضا ، وأنت جالس في مكانك أيها العبد التقي ، تتدلي عناقيد العنب وأصناف الفاكهة ليكون قربها من فمك لربما هو أقرب اليك من يدك ، وهذا معني ( تذليلا ) اي ذللت تذليلا فوق تذليل ، فما هذا الترف وما هذا الجمال ؟!
*( ويطاف عليهم بآنية من فضة ) فهؤلاء الأطفال الذين هم كالدر المنثور ، يطوفون عليهم ليسقوهم شرابا وضع في آنية الفضة ، وأكواب كانت من فضة علي هيئة قوارير صافية شفافة ، ( قدروها تقديرا ) فتكون كمية الشراب مقدرة تقديرا بحيث تكون كافية وافية لهم .
* ( يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ) والكأس يعني بها كأس الخمر مازجها شيء من الزنجبيل لتكون طيبة ، وشتان ما بين خمر الدنيا وخمر الجنة .فليس مما في الجنة شيء يشبه مافي الدنيا إلا الاسماء .والزنجبيل كانت تحبه العرب وتشتهيه .
* (عينا فيها تسمي سلسبيلا ) تلك العين في الجنة من جملة مافي الجنة من العيون ، سميت سلسبيلا وهي العين السلسة في جريانها ، اللذيذة المشرب ، كذالك تسري في الحلق بسلاسة وطيب .
* (يطوف عليهم ولدان مخلدون ) وإذ هم كذلك علي تلك الحال الحسنة ، متكئين تحت ظلال أشجار وثمار الجنة ، إذ يخدمهم ويطوف عليهم أطفال صغار - وذلك لأن الإنسان جبل علي حب الاطفال الصغار لما فيهم من براءة وجمال رباني - قد خلقوا في الجنة لخدمتهم ، وإذا أنت رأيتهم من بعيد حسبتهم كأنهم مجموعة من الجواهر والدرر المنثورة علي الأرض .كناية عن فرط جمالهم وتألقهم في ثيابهم الجميلة .
* ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ) وإذا نظرت إلي إلي مكان في الجنة تري النعيم في ��ل مكان حولك ، وذلك لا يكون إلا لمن كان له ملك كبير ، فمثلا: إذا دخلت قصرا عظيما في الدنيا فمن بداية دخولك كلما نظرت في زاوية لا تري إلا مبان ضخمة ، وأشياء مزخرفة من الفضة والذهب ، وكل وسائل الراحة والخدمة والنعيم في كل مكان .
* (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ) أي يلبسون السندس : قيل هو الحرير الغليظ وقيل :نوع من الصوف الناعم الجميل ، والإستبرق : وهو الحرير الناعم ، وذلك كناية عن حالة عظيمة من الترف والنعيم .وفيه دلالة علي توفر جميع أنواع الملبس . ففي الدنيا حينما تري إنسانا حسن المظهر طيب الثياب حسن الرائحة كان هذا مؤشرا علي أنه من الأغنياء أهل الترف والراحة .
* ( وحلوا أساور من فضة ) تلك الأساور وذلك الحلي الذي طالما حرم عليهم في الدنيا ، قد أجل لهم وصار حلالا لهم في الجنة
* ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) وأقول : يكفيك شرفا أن تكون السقيا بأمر الملك سبحانه وتعالي فهو الذي أمر بسقيهم ، فهو شرف عظيم جدا ، كذلك ( شرابا طهورا ) تلك اللفظة ( طهورا ,) نفت كل نقيصة أو سوء عن أي شراب في الجنة ، فليس الماء كماء الدنيا ، وليست الخمر كذلك .
ثم تجمل هذا الآية كل ذلك النعيم وتبين سببه ، ( أن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ) ، فهذا النعيم هو عاقبة سعيكم وتعبكم وصبركم في الدنيا ، نعم تلك عقبي الذين اتقوا ،وكان سعيكم مشكورا منا بأن كان جزاؤكم ذلك النعيم المقيم .
ثم تأتي هنا تسلية الرسول ، وطمأنته ، ودحض قول الكفار له ( لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة ) فقوله سبحانه (إنا ) اي ان الله هو الذي أراد أن ينزل القرءان متفرقا ، وليس أمر الإنزال راجعا الي هوي الكفار وطلبهم ، بل السيادة في هذا الأمر لله وحده ، كذالك من أسباب نزوله مفرقا هو أن يكون داعما وملهما ومقويا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، لذا قال الله بعدها ( فاصبر لحكم ربك ) أي نحن نزلنا عليك القرءان آيات متفرقات لتكون داعمة لك لتصبر لحكم الله ، وتصبر علي أذي المشركين ، ولا تطع رأي الآثمين الكافرين .
وهنا تتبين لنا حسن تربية الله لنبيه صلي الله عليه وسلم ، إذ يقول سبحانه ( واذكر اسم ربك بكرة واصيلا ) فمن اول ما تقوم من نومك في البكور لابد أن تبدأ بذكر الله بلسانك وقلبك ، وكذلك في نهاية يومك ، حتي إذا ارخي الليل ظلامه ، نصبت رجليك واقفا بين يدي ربك ، ساجدا سجودا طويلا ومسبحا بحمد ربك كثيرا .
ولا عليك يا محمد من هؤلاء الكفار ، لا يغرنك ذلك النعيم الفاني ، وهذا الترف الظاهر عليهم ، فهؤلاء اشتروا العاجلة وهي الدنيا الفانية ، لاكنهم غفلوا عن ذالك اليوم الثقيل الذي ينتظرهم ، فصار وصف ذنوبهم الثقيلة مشابها لذلك اليوم الثقيل أيضا .
نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ، اي خلقنا هؤلاء الكافرين وشددنا خلقهم ، وأعطيناهم الصحة والقوة والعقل ، ولو شئنا بدلناهم بأقوام آخرين أفضل منهم .
( إن هذه تذكرة ) فهذه السورة كلها تذكرة ، وحال الكافرين لابد أن يكون تذكرة وعظة ،وحال المؤمنين في الجنة تذكرة وحافز للعمل الصالح ، فمن شاء اتخذ الطريق إلي ربه ، تائبا راجعا إليه ، فارا من نفسه وهواها إليه ، راغبا في رحمته ، راجيا ثوابه ،
ثم ليعلم الإنسان أن مشيئته لا تتم ولا تكتمل إلا بمشيىة ربه وخالقه ، فهو العليم بحال عباده ، الحكيم بوضع كل شيء في موضعه ، فهو يدخل من يشاء في رحمته في الدنيا بأن يكون من عباده وأحبابه فهذه رحمة الدنيا ، وكذلك يدخل من يشاء جناته في الآخرة وهي رحمته يوم الدين ،
أما الظالمون المكذبون فليس لهم إلا العذاب الأليم المؤلم القاسي الذي ينال من الروح قبل البدن .
السابعة صباحا، ينبغي أن أكون في الخارج أستمتع بشمس الصباح الخجولة وأراقب تفتح العالم
نيتي أن أصوم اليوم، لكنني نويت ذلك بالأمس، وانتهى صيامي في العاشرة لأسباب لا أحبذ الحديث عنها، لذا لست متأكدا من مصير النوايا، اليوم الأول من الشهر استطعت صيامه لأنني ذهبت إلى بيت أهلي ف اعتزلت العالم، أما اليوم فخطتي أن أسوشياليز، لذا ربنا يسترها على صيامي
يبدو السؤال عن سبب الصيام وجيها، لا لم يهدني الله لنوره، ولا أفعله كفريضة، وإنما تحدوني رغبة يمكن وصفها بالسعي لتغيير مسارات الحياة، تصفية للوجود من الشهوات، وأنا رجل شهواني وأعتبر ملذات الحياة نعيما مستعجلا لا يحتاج انتظار الآخرة لنيله، لكنني بين حين وآخر أتوقف لحظة وأتأمل العالم وأقول إنني بحاجة إلى الانفصال عنه، التخلي عن الركض المحموم في مضماره، لا طمعا في ثواب إلهي بل رغبة في تحسين شروط الوجود المادي، في استكشاف مساحة محدودة للتسامي عن رغباتنا البشرية، وأظن ذلك ينبغي أن يكون دافعا عاما للناس جميعا، أن نتواطأ على التخلص من رغباتنا ولو لبضعة أيام أو حتى يوم واحد.
لكن ثمة دافعا شخصيا آخر لا يبدو منطقيا لكنه حاضر في شعوري بالصيام، وهو استعادة فترة إضرابي عن الطعام في السجن التي دامت أربعين يوما، وهي فترة كان الدين حاضرا فيها بقوة، إذ كانت المرة الأولى والأخيرة ربما التي صليت فيها بإخلاص منذ أكثر من عشر سنوات، منذ توقفت عن الإيمان في ٢٠٠٩، ويبدو تحديد تاريخ لهذا التوقف مربكا ومفتعلا لأنه حدث على فترة طويلة لكنه حدث، وحتى قبلها حين كنت مؤمنا لا أذكر قط أن صلاتي كانت بهذه الرغبة والخشوع الذي حدث خلال الإضراب. وأشعر الآن أن لمسة رومانسية تغلف حديثي عن هذه الذكرى رغم أنها كانت بائسة وقاسية، عانيت فيها جسديا ونفسيا وأثرت علي صحيا، لكنني كذلك أفكر فيها كدليل على الصلابة والقدرة عن التخلي عن العالم، وصحيح أنها انتهت بعد أربعين يوما حين تقيأت دما مع عصارة معدتي، لكن ذلك لا يلغي معناها المقدس الذي ربما أحاول استعادته بالصيام.
نشرت وسائل الإعلام الاميركية اليوم سر يذاع لاول مرة!! وهو ان دويلة الإمارات العبرية المارقة هى من تقف وراء انشاء ميناء فى غزة و نشر قوات أمريكية بحجة توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
و يقال إن الخطط الأمريكية لبناء ميناء مؤقت على شواطئ قطاع غزة هي نتيجة للضغوط الإماراتية على واشنطن طمعا فى ان تتولى الإمارات بعد ذلك ادارة هذا الميناء في المستقبل!!
هل فهمتم الان ان يد شياطين هذه الدويلة القذرة وراء كل مصائب الدول العربية حاليا، فهى بكل تأكيد دولة صهيونية لاتمت للعروبة ولا الإسلام بصلة، ولا تنسوا ان اسم هذه الدويلة الاصلى هو "ساحل القراصنة"!!!
قصاصة ملصقة بجوار باب مصلى في السوق تحكي قصة الحياة! كلنا ذوو حاجات، كلٌّ منا لديه جانب ناقص يحتاج إلى تتميمه، قد يُلجئك الألم لبث حاجتك في أماكن عامة، ربما طمعا بدعوة أخيك المسلم، لعله إلى الله أقرب. وقفت عند القصاصة ودعوت الله أن يؤتيهم سؤلهم، ما يدريني! لعل دعوتي العابرة هذه تكون مفتاح فرج لي ولهم! حاجتهم هي حاجتي وحاجتك وحاجة كل البشر -وإن تنوعت-، لذلك وجدتني أقف هنا.. لأجلهم لا لأجل قصاصة! "إنما المؤمنون إخوة".🌸🤍
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ: من البلو والبلاء وهو الامتحان والاختبار، وهو جواب لقسم محذوف والتقدير: والله لنبلونكم.
المراد: ولنعاملنكم معاملة المختبر والمبتلى لأحوالكم: والتنوين في قوله: بِشَيْءٍ للتقليل. أى بقليل من كل واحد من هذه البلايا والمحن وهي الخوف وما عطف عليه. وإنما قلل- كما قال الزمخشري- ليؤذن أن كل بلاء وإن جل ففوقه ما يقل إليه وليخفف عليهم ويريهم أن رحمته معهم في كل حال لا تزايلهم، وأنه- سبحانه- يبتليهم من هذه المصائب بقدر ما يمتاز به الصابرون من غير الصابرين.
الخَوفُ: غم يلحق النفس لتوقع مكروه، ومن أشد ما تضطرب له النفوس من الخوف، خشيتها أن تقع تحت يد عدو لا هم له إلا إيذاؤها بما تكره.
الْجُوعِ: ضد الشبع، والمراد منه القحط، وتعذر تحصيل القوت، والحاجة الملحة إلى طعام.
الْأَمْوالِ: جمع مال، وهو ما يملك مما له قيمة، وجرى للعرب عرف باستعماله في النعم خاصة- وهي الإبل والبقر والغنم-.
الثَّمَراتِ: جمع ثمرة وهي حمل الشجر، وقد تطلق على الشجر والنبات نفسه.
والمعنى: ولنصيبنكم بشيء من الخوف وبشيء من الجوع، وبشيء من النقص في الأنفس والأموال والثمرات، ليظهر هل تصبرون أو لا تصبرون، فنرتب الثواب على الصبر والثبات على الطاعة، ونرتب العقاب على الجزع وعدم التسليم لأمر الله- تعالى-. ولقد حدث للمسلمين الأولين خوف شديد بسبب تألب أعدائهم عليهم كما حصل في غزوة الأحزاب. وحدث لهم جوع أليم بسبب هجرتهم من أوطانهم، وقلة ذات يدهم حتى لقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يشد الحجر على بطنه. وحدث لهم نقص في أموالهم بسبب اشتغالهم بإعلاء كلمة الله. وحدث لهم نقص في أنفسهم بسبب قتالهم لأعدائهم. ولكن كل هذه الآلام لم تزدهم إلا إيمانا وتسليما لقضاء الله وقدره، واستمساكا بتعاليم دينهم وهذا البلاء وتلك الآلام لا بد منها ليؤدى المؤمنون تكاليف العقيدة، كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف، إذ العقائد الرخيصة التي لا يؤدى أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم تركها عند الصدمة الأولى، وليعلم من جاء بعدهم من المؤمنين إذا ما أصابهم مثل هذه الأمور أن ما أصابهم ليس لنقصان من درجاتهم، وحط من مراتبهم، فقد أصيب بمثل ذلك أو أكثر من هم أفضل منهم وهم أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم.
قال الإمام الرازي: وأما الحكمة في تقديم تعريف هذا الابتلاء. أى الإخبار به قبل وقوعه: ففيها وجوه:
أحدها: ليوطنوا أنفسهم على الصبر عليها إذا وردت فيكون ذلك أبعد لهم عن الجزع وأسهل عليهم بعد الورود.
ثانيها: أنهم إذا علموا أنه ستصل إليهم تلك المحن اشتد خوفهم، فيصير ذلك الخوف تعجيلا للابتلاء، فيستحقون به مزيد الثواب.
ثالث��ا: أن الكفار إذا شاهدوا النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه مقيمين على دينهم مستقرين عليه، مع ما كانوا عليه من نهاية الضر والمحنة والجوع- يعلمون أن القوم إنما اختاروا هذا الدين لقطعهم بصحته فيدعوهم ذلك إلى مزيد التأمل في دلائله. ومن المعلوم الظاهر أن التبع إذا عرفوا أن المتبوع في أعظم المحن بسبب المذهب الذي ينصره، ثم رأوه مع ذلك مصرا على ذلك المذهب: كان ذلك أدعى لهم إلى اتباعه مما إذا رأوه مرفه الحال لا كلفة عليه في ذلك المذهب.
رابعها: أنه- تعالى- أخبر بوقوع ذلك الابتلاء قبل وقوعه فوجد مخبر ذلك الخبر على ما أخبر عنه. فكان إخبارا عن الغيب فكان معجزا.
خامسها: أن من المنافقين من أظهر متابعة الرسول طمعا في المال وسعة الرزق، فإذا اختبره- سبحانه- بنزول هذه المحن، فعند ذلك يتميز المنافق عن الموافق.
سادسها: أن إخلاص الإنسان حالة البلاء ورجوعه إلى باب الله- تعالى- أكثر من إخلاصه حال إقبال الدنيا عليه. فكانت الحكمة في هذا الابتلاء ذلك .
اللهم إن قل زادنا في المسير إليك فقد حسن ظننا بالتوكل عليك فكل الخير منك وإليك فارحم قدما سعت إليك وجبهة سجدت بين يديك وعينا بكت طمعا فيما لديك وقلبا تقلبه بين يديك فاللهم يا من أشرقت الشمس بأمره وتوزعت الارزاق بكرمه إغدق علينا رزقك وبركتك وبلغنا أسمى مراتب الدنيا و أعلى منازل الآخرة
اللهم اسكنا و والدينا واهلينا واحبابنا الفردوس الاعلى بلا حساب واجرنا من عذاب جهنم ومن كل عذاب
الكل تقريبا سمع المثل الشعبي ( احنا دافنينه سوا ) ولكن قد يكون هناك من لايعرف قصة هذا المثل..
وهي ان شخصين كان لديهما حمار يعتمدان عليه في تمشية امورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية الى اخرى , وأحباه حتى صار كأخ لهما يأكلان معه وينام جنبهما وأعطياه اسما للتحبب هو ابو الصبر , وفي أحد ألايام وأثناء سفرهما في الصحراء سقط الحمار ومات.
حزن الاخوين على الحمار حزنا شديدا ودفناه بشكل لائق وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرا، وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد فيحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم فيجيبناه بأنه المرحوم أبو الصبر و كان الخير والبركة و يقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد..
فكان الناس يحسبون انهما يتكلمان عن شيخ جليل او عبد صالح فيشاركونهم البكاء وشيئا فشيئا صار البعض يتبرع ببعض المال لهما ومرت الايام فوضعا خيمة على القبر وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتقرأالفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل ابو الصبر..
وصار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الاماكن وصار لمزار ابو الصبر كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع فهو يفك السحر ويزوج العانس ويغني الفقير ويشفي المريض
ويجلب الحبيب ويرد المطلقة وكل المشاكل التي لاحل لها, فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات طمعا في أن يفك الولي الصالح عقدتهم..
واغتنى الاخوين وصارا يجمعان الاموال التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما . وفي يوم اختلف الاخوين على تقسيم المال فغضب احدهما وارتجف وقال :
- والله سأطلب من الشيخ ابو الصبر ( مشيرا الى القبر ) ان ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي .
ضحك اخوه وقال :
- اي شيخ صالح يا أخي ؟ انسيت الحمار؟ ما احنا دافنينه سوا !!
عندما تريد مساعدة الشخص انتبه لا تربط مساعدته بشكره لك، ولا برد معروفك، ولا بمساعدتك، لأنك ربما تصدم منه غدا، ولذلك ساعده لله، وقدم المعروف طمعا بثواب الله، ما أكثر نسيان بعض البشر لمعروفك عليهم ، وما أشد على قلبك نكرانهم لإحسانك، جهز نفسك لتستمر بالخير.
تتعرض السودان منذ حوالي 8 أشهر، لحرب بین مليشيات "الدعم السريع" والجيش السوداني، والتي يعتقد الكثيرون أنها حرب بالوكالة، يشارك الاحتلال الإسرائيلي فيها بالإضافة إلى أطراف خليجية ودول أخرى تساند مليشيات "الدعم السريع"، في إبادته الجماعية للسودانيين؛ فيما ينشغل الاحتلال بعدوانه على غزة وإبادة الفلسطينيين، وكل ذلك طمعا بموقع السودان الاستراتيجي وموارده من ماء، وذهب، ونفط..
تتستر مليشيات "الدعم السريع" بالتعتيم الإعلامي المقصود للتغطية على جرائمها من قتل ممنهج، واغتصاب للنساء، فيما يتحدث الناجون عن حصار صعب عاشوه، نهب وسلب للممتلكات، احتلال للمنازل، وما خفي أعظم.
يقدر عدد النازحين حتى الآن بـ ربع مليون نازح في الأيام القليلة الماضية فقط، بسبب الاشتباكات في مدينة (ود مدني) جنوبي الخرطوم، في حين وصل عدد النازحين منذ اندلاع الحرب إلى 6.7
مليون شخص داخل وخارج السودان، 3 مليون منهم من الأطفال.
ما يزيد القهر أكثر أن خلف كل هذا الإجرام، دول تدعي كونها رائدة
التكنولوجيا وناطحات السحاب والحضارة، تشارك في الإبادة ببدلة
رسمية نظيفة.
اقرأوا قصص أهل السودان المنسيين، كونوا صوتاً لهم، ولا تنسوهم مع كل المستضعفين في بلادنا من الدعاء.
**كل القصص المذكورة في المنشور مبنية على شهادات حقيقية