كنت أقلب دفاتـري القديمـة فوجـدت أقتباساً، كنت قد دونته أيام الجامعة.” إنها العـائلة، إما أن تـصنع إنسـاناً، أو كـومة مـن العـقد“.
وتـقول الدكـتورة آلاء نصيف المختصة بشئون الأسرة في حـوارها مع بودكاست مربع، ” شفت في عالم الكمبيوتر المبرمجين.. أنا أترعب من دور الأم و الأب.. كل ما أشوف أم وأب، أتخيل دول قاعدين ليل ونهار بيطقطقوا، وبيشكلوا عقل و نفسية و قيم الطفل إللي هما قاعدين يربوه“.
و صـدقاً لا أعـرف عائلتي مـن منهم كانـت..أتذكر تلك اللحظات التـي كنت سعيدة فيـها جـداً ولكـن.... أتذكـر أيضاً تلك الليـالي التـي كنـت أرتعـش فيـها من الخوف و أبكي فيها بصوت عالي.. ثم مـاذا ؟ لم يـأتي أحد.
مع الوقـت كـان الأمر أشبه بلـوحة كبيرة معلقة علي أحد الجـدران، الجـميع يضحك فـيها بملئ شـدقيـه، و فجـأة دون سـابق إنـذار وأنت تحـاول جـاهدًا أن تـصلح الأمور، تسـقط وتنكـسر.
في الحـقيقة لـم يكـن سقـوطاً عادياً، بـل مدوياً، تناثر الزجاج فيه إلي ألف قطعة، وكان إصلاحـه شئ أقرب إلي المعجزة. إنها اللحظة التـي تكتشف فيـها أن أبطال حكـايتك، ليسـوا سوي أشخاص عـاديين، شئ عـارض. وأن أبطالك الحقيقين لم يكتشفوا بعد.
تخيـل الأنكى مـن هـذا!
إنهم عـائلتك، سـرك. صوتك صوتهم ، روحـك روحهم، ملامحهم ملامحك، نفس الانفعالات، كل شئ هو هو. ثم تجد نفسك في ورطة خشية أن تصبح نسخـة مصغـرة مـنهم..
يومًا ما بعد ألف سنة سيقف السياح ينظرون لهما ويلتقطون الصور بينما يقول المرشد : " هذان حبيبان منذ ألف سنة سادت عادة غريبة هى أن يلتقى فردان من جنسيـن مختلفيـن ويتهامسان وينظران للشمس الغاربـة والقمر ، وربما يسمعان الأغانـى كذلك !.. لم يستطع علماؤنا معرفـة سبب هـذە العادة الغريبة ولا الهدف منهـا ، لكن يعتقد أنهـا كانـت مقدمـة طقوسية لتكويـن ما يعرف بالأسـرة".. تدوى شهقات الانبهـار ويلتقط السياح سيلاً من الصور ..