الشعور بالغضب اللي كان مسيطر في الأيام الأولى بيتراجع عشان يحل محله مشاعر عميقة بالعجز وقلة الحيلة والقهر والاستياء. وأخيرا القرف. حتى الكلمة مش عارف أقولها بدون احساس بالقرف من كل شيء ومن العالم كله. هو احنا رخاص أوي كده؟ يعني هو احنا كمصريين خلاص بقينا رخاص اوي كده وولا لينا كلمة ولا اعتبار في المنطقة دي؟ واحنا كعرب بقينا رخاص اوي كده في العالم كله؟ وولاد المتناكة اللي بييجوا هنا يدونا دروس في حقوق الحيوان والشجر وبيعاملونا على اننا قطعان همجية متخلفة، مستعدين يباركوا موتنا الجماعي بسهولة كده ويدعموه ويكدبوا على نفسهم وعلينا وع العالم كله؟ بالبساطة دي فعلا.
نروح فين طيب؟ لا بلادنا عارفين نعيش فيها كبشر ولا برا عارفين نعيش من غير ما يدوسوا علينا بالجزم عشان كلمة حق. مصدمنيش العدوان قد ما صادمني التواطؤ العالمي والمباركة العلنية والدعم المباشر من كل حتة. حكومات بقالها ميت سنة بتذل الكوكب من شرقه لغربه عشان الحريات والديموقراطية، دلوقتي بيقمعوا مظاهرات ويقفشوا في أي حد رافع علم ولا لابس كوفية. بيصوتوا ضد وقف إطلاق النار الصبح وبيكتبوا بالليل على تويتر انه حرام ياعيني اللي بيحصل. تبرعات من هنا وهنا والمعبر بيتقصف اساسا ومفيش حاجة بتعدي. رئيس أكبر دولة في العالم طالع يكدب كده عيني عينك عادي جدا. مؤسسات صحفية عريقة اخترعت معنى الحياد والمسؤولية وحرية المعلومة، بقت تنشر أخبار مضللة، ولما تتأكد انها مضللة تطلع تقول معلش مخدناش بالنا ويلا ننقل على نشرة الأحوال الجوية. أحا.
انا ماسك الفون سبع تمن ساعات في اليوم بتنقل بين الأخبار والفيديوهات والتحليلات. مش قادر أتابع ومش قادر متابعش. مش عارف ده ممكن يخلص امتى او اذا كان هيخلص اصلا ولو خلص فهنكمل ازاي ونعدي ونعيش؟ انا حضرت من اول محمد الدرة وانت طالع لحد انهاردة ومفتكرش اني اتأثرت بأي حاجة قد اللي حاصل ده. انتفاضات واحتلالات وثورات وبراميل بس اللي بيحصل ده كوم تاني وبيرجع الصراع لنقطة الصفر، يا احنا يا هما. ملهاش صيغة تانية والله، يا احنا يا هما.
يُحسب للمقاومة انها نبهتنا ان الموقع الوحيد اللي ممكن انسان عربي يشغله في الكادر الغربي هو موقع الحيوان الأليف. احنا اخرنا نستنجد بيهم هربا من حروب ومجاعات، يفتحولنا حدودهم ويعملولنا مخيمات ويتكرموا علينا بمنح ومساعدات ويدونا كورسات لغة. يطبطبوا على راسنا زي الحيوان الأليف تماما. وهما بيعملوا ده عشان يشبعوا رغبتهم في الاحساس بالتفوق الأخلاقي على العالم. لكن حد فينا يتخيل انه يقدر يرفع صوته بكلمة ولا وجهة نظر يبقى حيوان جاحد ناكر لجميل أولياء النعمة. يحسب للمقاومة والله رغم أي خلاف سياسي انهم كشفوا الوش ابن المتناكة للعالم الحر الديمقراطي الكيوت ده. كسم الانسان الأبيض قولا واحدا، على كسم اللي كاتم على نفسنا جوا بلدنا ومخلينا بردو حيوانات هنا
"كلما غضبت من ناكر المعروف تذكر تقصيرك في حق الله، وكلما أبت نفسك العفو عمن يؤذيك تذكّر رحمة ربك ومغفرته، وكلما أسقطت دينًا وجبرت نقصًا قل الله أعلى وأكرم من الخلق فكيف بجبره هو؟! .. ما يدفعك لحسن الخلق ليس دومًا فرط أدبك، فربما يكون من دوافعه أن تتذكر أحيانًا سوء أدبك!"
فليفهم العالم والعربي على وجه الخصوص بأنّ بداوتنا وصحارينا وخيامنا ليست أمور نستعير منها ولن ننكرها، بل هي منطلق اعتزاز وفخر وحضارة. فأنا بنت الصحراء بيتي الخيمة ورأس مالي تراب بلادي تشبعني التمرة ويرويني حب هذه الأرض حتى لو كانت خلاء ، هذه هويتي ومنبع ثقافتي وعمري ما أنكرها ولا أخجل منها لكن هذه مشاعر ما يفهمها ناكر هويته ومستعير ثقافته ، وكلمة بدو ما تجرح فينا الإحساس بالعكس نحس فيها إنّا قوايا، حنا بدو نرددها بكل مكان برفعة رأس وشعور بالهيبة والاعتزاز، وكل عربي صادق بعروبته ومفتخر فيها عمره ما راح يشوف "البداوة " سبوبة بس العرب انحلّت وصارت تلبس ثوب غير ثوبها للأسف. واسمعوها مني -اللي يضيع هويته يضيع نفسه-
أول ما اتعلمت الطبخ وبدأت اطبخ كل يوم كنت بعمل الأكل ناقص ملح على طول مهما دوقته ومهما عملت بيطلع ناقص ملح، الفترة الأخيرة حاولت اظبط مقدار الملح اكتر والحمدلله بيطلع كويس، في حد بقى بقاله فترة كل ما يجي ياكل عندي يقعد يقولي كل مرة نفس الجملة "أول مرة تظبطي الملح في الأكل المرادي" بزعل لما احاول اغير حاجة وحد يفضل عنده نفس الفكرة السابقة عني، طيب مانت بقالك فترة كل مرة بتقول نفس الجملة ازاي مش فاكرها وليه ناكر اني ممكن اطلع حاجة مظبوطة أو اتعلمت وعرفت اعمل الحاجة كويسة
لو فضلت عايش دور الضحيه هيبقي جزء منك ومهما عملت ونجحت وربنا رزقك هتفضل شايف نفسك ضحيه ومظلوم احمد ربنا علي نعم ربنا عليك وانت مش ضحيه وربنا عادل وكل واحد فينا واخد ال ٢٤ قيراط بتوعه انت معمي بسوء النيه بس ولما تصعب علي الناس أو تبين قد ايه انت في شده ودوامه وخيانه والدنيا كلها ضدك دي مش حاجه حلوه انت بتكون مصدر احباط للي حواليك وزعل للناس اللي بيحبوك وغير انك كدا ناكر لنعم ربنا عليك لا تتمرضو حتي تمرضو حتي تموتوا .