Tumgik
#هوة الغياب
yourpinkdust · 10 months
Text
في الغياب
تتسابق دقات الساعة مع دقات قلبي، في الغياب الوقت قنبلة موقوتة تعد عدًا تصاعديًا لا تنازلي كما القنابل، في الغياب يتباطأ العالم وكأنه سلحفاة هزيلة تسير على زجاج مكسور، كيف يمكن لقلب في حجم قبضة اليد أن يتحمل كل هذا الألم، كيف يمكن للعين أن ترى الحياة بعينٍ ضبابية تملؤها الدموع!.
اعتدت أن يتجاهل عقلي الألم ويمارس حياته اليومية دون أثر واضح، اعتدت أيضًا أن يبقيني يقظة ،طوال الليل ليصارع نفسه، اعتدت أن أسير على حافة هوة سحيقة تريد أن تبتلعني في أي لحظة، اعتدت كل هذا ولم أعتد غيابك.
هل تتذكر كم أخبرتك أن الفراغ في روحي لم يمتليء سوا بك؟ عاد ليبتلعني. هل تتذكر ذلك الألم في أضلعي الذي لم يفارقني حتى ضممتك الي؟يعتصر قلبي. تطاردني أشباحهم كل ليلة، وأنت؟ لست هنا لتطردهم بعيدًا عني. لست هنا لتخبئني بين ذراعيك وتخبرني أن الأشباح مجرد أساطير.
ببساطة، تتآكل روحي في غيابك.
3 notes · View notes
m-lotfy · 4 years
Text
الوجه الآخر للقمر
على الشاطئ كانت بلدة صغيرة. تقاربت بيوتها المعدودة لتستدفئ وتأنس ببعضها البعض. وهبها البحر الوجود. واستلب منها بضعة أرواح. ولكنه يظل صاحب الفضل، كالإله، محبوب ومهاب.
يمرح الأطفال ويلعبون. تحت شمس ترقب، ونداء أمهات يذودهم كلما بعدوا. يمرح الأطفال ويلعبون، إلا طفلة.
يتيمة الأب مذ كانت في الرحم مغمضة العينين صامتة، لم تعرف منه سوى أقاصيص متفرقة، ووصف حاول استكمال صورة مهترئة، ولم تكن أقرب إليه أكثر مما كانت عندما تقف أمام البحر الهائل، ذات الست سنوات في نفسها يستقر البحر الهائج، وفي أعماق البحر كان الأب، وفي عيني الأب ليل بنجومه الوضاءة، تلتمع بحلم قريب، بحياة منه كانت هي، ولكن الموت كان إليه أقرب، وباغته بين الأمواج، فانطفأت النجوم، وصارت السماء حالكة، ترنو إليها عينا طفلة صغيرة.
نهضت الأم بمقام الأب. تخيط بعض الملابس والمشغولات البسيطة لأهل البلدة. وفي الليل تلاعب طفلتها. كانت لعبتهما المفضلة هي الاستغماية، تختبئ الأم لتبحث عنها صغيرتها، ثم تختبئ الصغيرة لتبحث عنها أمها. سعادة صافية يتقوتان بها قبل شقاء اليوم الجديد. ولكن تبعات الحياة ثقيلة والمسؤولية الموروثة تطأ بثقلها على كاهل الأم وحدها، فزادت ساعات العمل، وقلت ساعات اللعب، ثم بدأ الجسد يشكو، وزحف المرض في سكون، يأكل من الجسد النحيل على مهل في البداية، ثم بنهم في أيام الأم الأخيرة. لم تستطع الأم أن تلعب مع ابنتها كسابق عهدهما، فأصبحت الطفلة تلعب مع دميتها، تخبئها لها أمها وهي مستلقية تقاوم المرض يائسة، وتبحث عنها طفلتها. زيارات متقطعة من نساء البلدة، ونظرات الشفقة تدور بينهن، وانتظار بالمحتوم يترسخ في نفوس الجيران والمعارف. وفي يوم خبأت الأم لطفلتها الدمية، واختفت الأم في نفس اليوم. فقدت اليتيمة أباها للمرة الثانية وأمها للمرة الأولى.
حين يبتَر طرف لأحد ما يظل الدماغ رافضا هذه الحقيقة، ويتوهم بوجود الطرف المبتور، وتتولد لدى الإنسان مشاعر مزعجة ومؤلمة جراء هذا الوهم، فهو يريد أن يحك ذراعا لم يعد موجودا، أو يخفف الألم عن قدم ماتت ودُفنت. وهكذا شعرت الطفلة، كانت تشعر بوجود أمها، بحضورها معها في كل وقت، ولكنه شعور يصطدم بغياب أبدي، بفراغ لا يشغله أي أحد أو شيء، اصطدام يزيد في هوة من الخوف والغربة والحزن نشأت منذ يوم الفراق، وفي هذه الهوة تسقط بلا قرار.
تكتفي بمشاهدة لعب الأطفال من بعيد، يتهامس عليها الأطفال بما يسمعن من آبائهم عن يتمها ووحدتها، ويشفق عليها الآباء والأمهات، ولكن عمر الشفقة قصير، فاستحالت مسؤولية وعبئا يتقاسمه أهل القرية، برضا وسماحة من البعض، وبتأفف وتثاقل من البعض الآخر. وتمر الأيام، وحزنها لا يفتر، ووحدتها تترسخ وتتجذر بعمق هوة خوفها وغربتها.
لم تحاول يوما البحث عن دميتها مذ خبأتها لها أمها يوم الرحيل. كانت تستشعر في غياب الدمية حضورا للأم، كان آخر تواصل بينهما، ولم ترد أن تقطعه. كانت تنظر إلى مرقد الأم، ثم إلى أسفل السرير حيث اعتادت أمها أن تخبئ الدمية في أيامها الأخيرة، فهذا أقصى ما كانت تستطيع الوصول إليه بعد أن أتى المرض عليها كمدينة بعد وباء شامل. يتردد بصرها بين أعلى السرير وأسفله، ولا تجرؤ على رؤية دميتها والتقاطها، فإلى من ستناولها؟ وإلى من ستبسم فرحةً بانتصارها الصغير؟ وغاص القلب الصغير في هوة الحزن والغربة، وضاقت عنها مفرداتها الصغيرة بالبوح عما بداخلها، فرحمتها دموع الحزن لتنفس عن شيء من أشياء.
في ظهيرة يوم وقفت في ظل بيت ترقب الأطفال يلعبون. ومن بين الأطفال طفلة تكبرهم قليلا، رأتها ودعتها للعب، كأنما أحست حزنها ورأفت بوحدتها. وعلى استحياء تقدمت اليتيمة، وأغمضت عينيها ليختفي الأطفال وتبحث هي عنهم، لعبتها المفضلة. وبهدوء وثقة فتحت عينيها، لم تنظر يمينا أو يسارا، لم تبحث عن أحد، بخطوات هادئة تعرف مستقرها تقدمت، كانت تبحث، ولكن ليس عن الأطفال.
خرجت من البلدة، واختفت. انتهت خطواتها الصغيرة عند البحر، كان هائجا كيوم رحيل الأب، والقمر مكتملا كيوم رحيل الأم، والسماء ممتلئة بالنجوم. حزن أهل البلدة ولكنهم لم يغضبوا، فالبحر يعطي ويأخذ، وهو كالإله، مهاب ومحبوب، والسلب في وجهه الآخر عطاء، ولكنه كوجه القمر الآخر، لا نراه أبدا.
كان الصباح التالي وادعا، والسماء رائقة، وأرسل البحر شمسه تحلق في سماء البلدة، وبهدوء انساب ضوؤها من نافذة البيت المهجور، على وجه دمية ظهرت من تحت مرقد الأم، كان وجها هادئا، والعينان تلمعان، ولو يجوز للدمى أن تبسم لبسمت هذه الدمية في هذا الصباح، فاللقا بعد الغياب ميلاد جديد، وفرحة يجوز لها كل شيء.
5 notes · View notes
hebaalbeity · 7 years
Text
هُوّة الغياب
الغياب هو الهُوّة التي نظلّ نرْدِمُها داخلنا ونظُنُّ أننا غطيّناها بطبقات تُعادِل أعمارا من التراب، حتى نكتشف أن اللوحة قد انقلبتْ وأننا صِرنا تلك الهُوّة، وأن التراب الذي أهَلْنَاه ليُغطّي ‘سوأة’ الفقد، هو أرض عارية موبوءة؛ بلا جذرٍ ترجع إليه، بلا حجرٍ تضع رأسها عليه، وبلا قطرة ماء تهبَها وهم الطين وطنا! المدينة ديسمبر ٢٠١٧
View On WordPress
0 notes
safaecounchi · 2 years
Text
الحقيقة التي لا مراء فيها، هي أنني لم أحزن أمام هذا الصمت الخانق ، وهذا الغياب الذي عليه تترتب كل الحماقات اللاحقة حتى ابتلعتنا هوة الفراغ ... يحز في نفسي شيئا أعمق بكثير من كل هذا.إنها فكرة عن الحياة،الصداقة، الأحلام و الطفولة.
هذا الشريط الوردي الملطخ المسمى بالصداقة.
1 note · View note
Text
لاتنتظرني - حليمة الدرسي - ليبيا - صحيفة المنبر
لاتنتظرني – حليمة الدرسي – ليبيا – صحيفة المنبر
لا ….تنتظرني على سكة الانتظار والصيف قد ولى وتداخل الخريف وأمسى قلبي هوة فارغة بعد أن أمعنت الغياب ثم طل الشتاء ..وأتيت تخبرني إن البرد جمد أطرافك وإنك بمستنقع البرد تقيم وإنك تحتاجني لادفئ أيامك وأرتق كل أمانيك وإنك تريد إحتضاني ولمساتي وحناني لكنك ياسيدي نسيت وتناسيت إن تعاقب الفصول يعقبها الضياع والنسيان ونبذ الحب والمكان والذكريات كما الخريف ينسف الاوراق من البستان والحب ياسيدي عندما يتم…
View On WordPress
0 notes