ahmadokde
ahmadokde
AHMAD ALOKDEH
1 post
Don't wanna be here? Send us removal request.
ahmadokde · 5 years ago
Text
ماذا لو كان سيزيف سعيداً؟
Tumblr media
لو أنه ليس بوسعنا فعل شيء حيال موتنا الحتمي أو إضافة معنى للعالم، لو أنه ليس هناك أمل في تغيير الأوضاع الإنسانية البائسة، ولو أن مصيرنا جميعًا في الحياة هو أن نتحول إلى تروس في الماكينة الرأسمالية العملاقة، وأن تستعبدنا عيوبنا المتأصلة فينا التي نحاول مقاومتها مرارًا فنغلبها مرة وتغلبنا مرتين، ولو أن وجودنا يستهلك نفسه بعدم إكمال شيء من أعمالنا التافهة واليائسة، كيف يمكننا إذن أن نحافظ على استمتاعنا بالحياة وأن نصير سعداء؟
يقول ألبير كامو أن رفض سيزيف للانصياع للأوامر الإلهية بأن يتخلي عن المباهج واللذات البسيطة للوجود، وتشبثه بوعيه وإرادته وارتباطه بالحياة، يجب أن يصاحبه تقبُّل سيزيف لعقاب الآلهة له على ذلك، العقاب الذي ليس بإمكانه تغييره، ومع استمراره بدفع الصخرة لأعلى حتى قمة التل، فقط لتهوى إلى القاع مجددًا، قد لايزال يملك أن يكون سعيدًا؛ لأن ممارسته العبثية سيكون بإمكانها أن تمثل فعل ثوري أو نوع من ممارسة الفن، وبالرغم من أن عمله لن ينتهي أبدًا، وأنه محكوم عليه بتكراره دومًا، وأنه لن يشعر بالإنجاز لأكثر من لحظة قبل أن يبدأ مرة أخرى، فإن هذا بالنسبة لكامو، هو أفضل ما يمكن أن يأمل به سيزيف.
أنه على الرغم من كل الانهيارات النفسية وانكسارات القلب ومرات السقوط في الحضيض ونوبات اليأس المؤلمة والإحساس المقيم باللا انتماء، فلو أنه لازال بإمكانك أن تتخيل سيزيف سعيدًا، ربما يمكنك أن تكون أنت نفسك أكثر سعادة.
ربما طريقي الأبسط للسعادة هو التصالح مع ما لا يمكن تغييره مهما كان محبطًا، والاحتفال بالإنجازات الشخصية مهما كانت وقتية أو صغيرة، والتشبث المستميت بالقدرة على الاستمتاع بالحياة، حتى لو كنت أنا سيزيف وعيوبي هي الصخرة، وكنت أمر بدورة لا نهائية من صراعي مع عيوبي التي أتعافى منها ثم أنتكس، وأتعافى ثم أنتكس، وأتعافى ثم أنتكس؛ لأنه على المرء أن يتخيل سيزيف سعيدًا، وربما كانت القدرة على نظم الشعر العذب وسط الصحراء المقفرة هي الشيء الوحيد الذي يُعين على الصمود فيها، ويساعدني على دفع الصخرة، ولربما استغللتُ فرصة أنني لا أعيش أسطورة أصلاً، وكان بإمكاني النجاح ذات مرة في ��ثبيت دين أم الصخرة على كسم التل.
2 notes · View notes