Text
رسالة غير مهمة على الإطلاق
عزيزي
رأيتك الأسبوع الماضي.. زرتني في المنام ولم أعرف ما كان مبتغاك، ولسبب لا أعرفه تذكرتك الليلة وتذكرت المسافات التي تبعدنا، تشير عقارب الساعة إلى الواحدة بعد منتصف الليل، لا تنجح أكواب القهو المصطفة على طاولتي الخشبية في إبقائي مستيقظة وحده شعور الوحدة يفعل ذلك أحدق في الجدار، أرسم خطوط وهمية في الفراغ، مزدحمة بالعدم، أريد أن أنام في هدوء بدون التفكير في ذكرى قديمة وأريد أن استيقظ بلا مشقة شعور الغربة الذي يأكلني بأنني لست في المكان الصحيح أريد أن أمضي...
باءت الأمور يا عزيزي تسوء يوماً بعد يوم، أشعر بالضجر من مشاعري وأفكاري، من حياتي عموماً، أخبرتني أنني يجب عليّ العودة للكتابة، إنه لمن الصعب جداً أن أعود لأكتب بعد كل ما حدث، كلما ابدأ بالكتابة سبقتني دموعي وتثاقلت نبضاتي، قبل أربعة أعوام أهديتني معجم ليساعدني في الكتابة وعلى ما يبدو إنني فقدته بسبب تنقلي المستمر على مدى الأعوام السابقة، بحثت عنه كثيراً ولم أجده، كنت تظلل لي الكلمات وتطلب مني أن أدخلها في أي من كتابتي كان تمريني المفضل كلمات مثل الخطايا، المخاوف والهفوات وأسرع أنا بالكتابة متحمسة "كنت اهفو اليك كطفلة صغيرة اختبئ خلفك بكل جوارحي وحواسي المتعبة"، تبتسم تلك الابتسامة الساحرة، أخبرك: "ماذا لو أن شخصاً ما اطلع على ما أكتب غيرك"، تطمنني " لن يقرأ أحد ما تكتبيه لكن إن مت فلا ضير من أن يكتشف أحد ما كتبتيه" أصرخ في وجهك: "كيف لك أن تعلم إنني لا أمانع أن يكتشف أحد ما كتبت وأنا ميته؟" وترجع تبتسم الابتسامة الساحرة.
إنني أكتب لك للمرة الأولى على العلن
لصديقي الذي لا يهتم لسياسة إلا قليلا، المشغول بهم نفسه. الذي اتم تعليما عاليًا، ثم نال الوظيفة التي أبعدته عني، القارئ، الكاتب، المحب لم يخطر ف بالي يوماً إن ظلك سوف يغيب عني كم أتمنى لو أنني أستطيع أن أقضي يوماً واحداً معك ثم تعود لغربتك، تعود لنمشي مسافات طويلة، ونأكل كالبغال – كما كنت تطلق علينا- ونبقى مستيقظين حتى يطلع النهار ومن ثم نكون أول من يستيقظ، كم أتمنى لو يجمعنا يوم آخر أنا وأنت. كنت أتمنى لو أن المسافات تتقلص وألا تبعد عني آلاف الكيلومترات، كنت أتمنى لو أننا احتفلنا بذكرى عيد ميلادك معاً هذه السنة، كنت أتمنى ذلك بشكل أرهقني.
لا أريد أن أطيل عليك لكنني أريد أن تعرف كم أشتاق لك.
10 notes
·
View notes
Text
الرسالة الخامسة:
عزيزي ع\ب
كيف حال قلبك؟ إنني أفتقدك وأفتقد حكمتك ونصائحك لي دائماً. كنت دوماً ما تأتي في أي وقت وأي يوم إلى ذلك المقهى المطل على الشارع الذي يجتمع فيه المثقفيين وأشباه المثقفين، الهيبسترز، طلاب الجامعات وبعض شباب الطبقة المخملية الذين يحاولون الإنسجام مع أبناء الطبقة الكادحة والمتوسطة.
كُنت دائماً ما أشعر بالغبطة من حياتك وكم هي مثالية! أو هذا ما كنت تدعيه كنت دوماً تحاول التخلص من الألم الذي تشعر به من دون أن أشعر، ومن حتى أن يلاحظ الأخرين من حولك، كانت تلك الإبتسامة الهادئة المرسومة على وجهك على الدوام كفيلة بأن تجعل كل من حولك يعتقد أنك أسعد المخلوقات على كوكب الأرض، إلى أن جاء اليوم الذي قلت لي فيه: ” أعاني من ألم“
أخبرتك بسخرية:“ الحياة كلها ألم، ألم في ضياع الحب ألم في الموت“.
أبتسمت إبتسامتك الهادئة
وأنا رحلت لم أخذ تلك المحادثة على محمل الجد إلى أن عرفت حقاً ما تعانيه كنت دائماً ما تحاول أن تخفي ألمك عني وتظهر بتلك الإبتسامة الهادئة طوال الوقت وتخبرني كم أن الحياة جميلة.
ثمة تعبير دائماً ما تخبرني عنه إنه عندما يشتد الضغط النفسي على المرء وتزداد حدة التوتر:“ الصخرة الصابرة“ فيفترض بالمرء أن يلقي بكل همومه وشكواه على تلك الصخرة، فتصغي إليه، وتحمل عنه الآلام والأسرار، وهكذا يجد طريقة للخلاص مما يشعر، كنت دائماً ما تخبرني أنك ”الصخرة الصابرة“ لي وإنني يمكنني التحدث وكنت دائم الإستماع والإنصات، ولكني أعرف أن هذه الصخرة قد تضيق ذرعاً احياناً بما تنوء بحمله، فتنفجر.
عزيزي
أنت متورط في حياة ليست مقاسك، مع أنك لا تزال في الخامسة والعشرين من عمرك فقط. يملؤك الشعور بأنك مختلف عن العالم الذي يحيط بك. دعني أخبرك نصيحتي لك هذه المره لا تقاوم، أنا أعطيك التصريح بأن ليس من العيب أن تقول أنا حزين جداً على مواجهة الحياة، وأنا حزين جداً على مواجهة نفسي، دعك من كل الآخرين ومقاييس الحياة الناجحة التي يرسمها لنا الآخرين عش حياتك من أجلك أنت.
المخلصة لك دائماً
الزهراء
2 notes
·
View notes
Text
الرسالة الرابعة:
عزيزتي الآنسة وردية:
وأنا يا عزيزتي أكتب لكِ لأني ما عدت قادرة على التخلص من تلك الغصة القابعة في جوفي، أخبرتني مرة خلال أحد مشاويرنا الشبه يومية إنني بالرغم من أني أمتلك القلب الجسور الذي يمتلكه المناظلون من أجل الحرية إلا إنني أفتقد المهارات الضرورية لذلك. وأخبرتيني أيضاً كم أنا أشبهك لإنك قوية، مناظلة و التي لا تفعل إلا الصواب لكن المضحك في ذلك إنكِ مخطئة، إنكِ لا تعلمين كم أنا خائفة وهشة، دائماً ما تصرخين بوجهي لإنتزع السماعات من إذني، أن أشعل الأنوار في غرفتي وأن لا أعيش في الظلمة، أن لا أستمع إلى الموسيقى الحزينة، أن أنتبه في الطريق عندما أمشي كي لا أصطدم بالجدار كعادتي، أنتي طيبة لكنك تفتقرين إلى الحكمة، كنت دائماً ما تحثين علي لإحتفظ بصداقاتي بعلاقاتي مع الناس إنني ممتنة لأصدقائي الطيبين حتى و إن دفعتهم جميعاً بعيداً عني على الرغم من ذلك و هربت منهم لأنني لست على مايرام يا عزيزتي , وهم كثيري الكلام و التفاؤل، وأخاف حقاً أن يأتي دورك عزيزتي.
المخلصة لكِ دائماً
الزهراء
1 note
·
View note
Text
الرسالة الثالثة
إلى عزيزي غارنت:
ترددت كثيراً في تدوين هذه الرسالة، مرحباً أيها الغريب كما أحب أن أدعوك، يتملكني شعور غامض إتجاهك وأسئلة كثيرة تتردد في رأسي، لكن كعادتي أيها الغريب لا أتوقف عن طرح الأسئلة كطفل فضولي صغير - وأعتذر عن فضولي الدائم- إنني يا غارنت أقف على مفترق طرق، ولا أعرف حقاً أي من الطريقين أسلك، المشكلة ليست في الطريق الذي أختاره المشكلة أن كل الطرق لا رجوع فيها. أنا ما زلت واقفة هنا وعقارب الساعة تمر بسرعة. أتأمل الراحلين، والحيرة على وجوههم، لكن الحيرة تكاد تقتلني كنت بحاجة إلى غريب ينظر معي ويخبرني ماذا أفعل وجدتك أنت، ممتنة لك أيها الغريب!
عزيزي غارنت أنا آسفه نيابة عن كل المتنمرين الذين قاموا بأذيتك، أردت أن أخبرك دائماً أن
لا أحد سيشعر بالألم كما تشعر به أنت، لا أحد. شخصيتك الغامضة، الساكنة ، المسالمة والهادئة جداً والتي جعلتني ألقبك بـ غارنت، آتمنى أن تبقى سعيدة كما هي.
المخلصة
الزهراء -أو كما تحب أن تدعوني ريا-
1 note
·
View note
Text
الرسالة الثانية
إلى عزيزي الذي لن أسطيع كتابة اسمه
أكتب لك متمنية أن تكون بخير كما عهدتك دائما “بخير”! كنت أود أن أرسل لك هذه الرسالة شخصياً وأسمك مدوناً بها وأن أخبرك ما أشعر به أختصر مشاعري. دخلت إلى حياتي خلسة دون أن أشعر، تسللت إلى أفكاري وأحلامي ، كنت هادئاً كورقة سقطت في فصل الخريف، لكن كعادتي سيئة جداً في علاقتي والمحافظة عليها- أو هذا ما كنت أعتقده فقط- ،لا إعلم إن كنت ستقرأ هذه الرسالة يوماً ما.
كم مضى على رحيلك ٣ سنوات! في ذلك اليوم المشؤوم الذي قررت أن ترحل فيه وقفت أمام المرآة واستمررت مع ذلك في التحديق في صورتي الحزينة. أدركت أنني خسرت كل شيء. لا أمتلك الخيارات في وضعي هذا لانه يتعين علي ان اتحمل الاشياء وحدي الآن وأتعامل مع الوعود التي لم توفي بها
لن أطيل عليك ولا أريد تضييع وقتك الثمين على رسائلي العاطفية كما كنت تسميها، آتمنى أن تحقق أحلامك وأن تعيش الحياة التي طالما تنميتها أنت، وأن تتوقف عن الإعتقاد إنك الأفضل، وأن تتوقف عن النظر إلى الناس بفوقية وتلك النظرة المتعالية التي طالما كرهتها، وأن تتوقف عن الشعور إن العالم يدور من أجلك
آتمنى لو أستطيع إيقاف مشاعري نحوك أن أستخدم عقلي قليلاً.
أخبرتك مره كم أكره هذه المدينة رغم حداثتها أشعر إنها مزيفة وسطحية. وأخذت تسخر مني كعادتك، من أفكاري، من طريقة كلامي التي لا تعجبك وثقافتي التي تراها لن تصل إلى مستواك، ها أنا ذا اليوم الفتاة التي تكره بالشخصية التي لا تحبها، سعيدة كما أنا.
الزهراء
3 notes
·
View notes
Text
الرسالة الأولى
إلى عين و عين :
لا أعرف كيف أبدأ كتابة هذه الرسالة عندما أتذكر إن آخر لقاء لنا كان منذ ثلاث سنوات، هل يمكن حقاً أن تمضي كل تلك السنين بهذه السرعة، لا أعرف كيف أمتلكت الجرأة ايضاً لأكتب عنكم أيها الصديقين الذي غيروني لأصبح ما أنا عليه اليوم، للأشخاص الذين دافعوا عني عند كل لحظة ، للذين اصطحبوني للإفطار كل يوم وهم لايحبون تناوله، أتذكر عندما نذهب في نهاية كل أسبوع لتمرجح ومشاهدة الغروب على البحر ، أو عندما نمشي في السوق القديمة كل مساء كان هنالك العديد من الناس في نهاية عطلة الأسبوع، لوحات فنية، درجات هوائية وسيارات تحاول أن تدهسنا دون أن تعتذر وذلك الدرج الذى يأخذك إلى السوق الحديثة وبجانبه المنحدر الصغير الذي طالما تزحلقنا عليه. أو عندما ع١ غنى لي أمام العديد من الناس عندما كنت حزينة أم عندما نقتسم المال نهاية كل شهر. لا أستطيع تصديق فكرة أنني أعيش حياتي وأنتم لستم موجودين فيها،
أتذكر ع٢ ماذا قلت لي قُبيل أن ترحل: “حتى وإن كان علي أن أرحل الآن، فإن فراقنا لن يمحو أبداً ما عشناه معاً”، ثم أختفيت في نهاية الممر بقيت أنا في مكاني والقلق يتملكني، كنت أشعر أنني أمتلك قوة عندما كنت معكم كأنه لن يجروء أحد على إخافاتي مطلقا. أريد أن أخبركم أنني أصبحت لاأخاف أن أكون وحدي خرجت من المنزل ذات مره وحاولت التخلص من فكرة وجود شخص خلفي يريد إختطافي، أليست هذه شجاعة، لو كنت موجوداً الآن لضحكت وقلت لي كعادتك “دركية”؟، كنت سعيدة جداً، بادرت بتحدث مع امرأة عجوز رأيتها تجلس وحيدة كنت خائفة في البداية، لكنني تذكرت كل الأوقات التي كنتم تشجعوني فيها لإخرج من منطقة الراحة التي أعيش بها لا أدري ما السبب حقاً في أن يخرج الشخص من منطقة الراحة التي يعيش بها لكنني كنت أحاول أن أستمع إلى نصائحكم حتى ولو فات الاوان على ذلك كثيراً، ياله من تباين بين حياتنا أنتم تبحثون عن الجنون وأنا أبحث عن السلام. لسبب ما تذكرتكم الليلة، أشعر كأنكم قد أتيتم لتخلصوني من كل ذلك السواد بداخلي، لا أقول أنكم نجحتم لكنكم أعطيتموني نظرة مختلفة عن هذا الكون، إنها الساعة الثانية كالعادة نومي المتقطع في الليل جاء بفائدة للعودة للكتابة.
لا إعلم إن كنتم ستقرؤوا هذه الرسالة يوماً ما.
لكنني حقاً أريد أن أشكركم على تلك الذكريات الجميلة والصداقات الحقيقية.
لربما يجمعنا القدر في ليلة ما.
الزهراء
3 notes
·
View notes
Text
وعدت نفسي أن لا أخاف
نعم أنا سعيدة جداً ، سأترك البيت للمرة الأول ، سأكون وحيدة ، وعدت نفسي أن لا أخاف وابقى قوية مهما حدث لي ، من أصعب اللحظات كانت لحظة الوداع ، بكاء أمي ، أختي و جدتي جعلني حقاً لا أريد الذهاب ، لا أريد مغادرة أحضانهم ، ذلك الشعور يجعلك تفكر أن تتخلى عن أحلامك من أجل عدم إسقاط دمعه من أعينهم .
تحركت السيارة ، من البيت إلى المطار ، وصلنا ودعت عائلتي الوداع الأخير ، وما زال أبي يردد توصياته وتحذيراته لي و نصائحة الذهبية . انتهت اجراءات المطار ، جلست انتظر فقد ذهبت مبكراً خوفاً من تفوتني الطائرة ، اشارت لي المضيفة أن مقعدي بجوار النافذة فرحت كثيراً بعد عدة دقائق طارت الطائرة ولمست السماء ، جلست مرتبكة فهي أول مره أركب الطائرة ربطت حزام الأمان ، ليست صعبة كما قيل لي ، أصبحت معلقة في الجو احساس رائع .
بعد خمس ساعات وصلت ، تنهدت وقلت في نفسي أنا وحدي الآن سأضطر لتصرف بمفردي لا يوجد الآن أبي ليخبرني ماذا أفعل وكيف اتصرف يوجد أنا فقط ، وهو شيء ليس سهلاً بالنسبة لي وخاصة وأنا لم أسافر بمفردي لمسافات طويلة من قبل .
في المطار بدأت رحلة جديدة وتحديات مخبأة لي ، في البداية كان يجب علي أن أخرج فيزا لي ، لكن واجهتني مشكلة أن لا أحد يفهم الانجليزية ولا يجيدون التحدث بها ، وكل شخص أذهب إليه يخبرني أن أذهب إلى شخص آخر ، بعد معاناة ساعتين ولم أحصل علي نتيجة أصابني ذعر شديد وخوف وأردت في تلك اللحظة الرجوع إلى وطني ، دخلت دورة المياة وبدأت بالبكاء ، ماذا أفعل الآن ! لكن يجب ألتزم بالوعد الذي وعدت به نفسي ، يجب أن لا أخاف وابقى قوية .
خرجت من دورة المياة وبدأت بالإجراءات مرة أخرة بعد ساعة انتهيت ، لكنني تذكرت أن هناك شخص يجب أن ينتظرني ، شخصاً يحمل ورقة مكتوب عليها اسمي ، لكنني لم أجد أحد بدأت بالدعاء وقراءة آيات من القرآن ، بحثت طويلاً لكن لم أجد أحداً ، قررت أن الاتصال بهم ،اشتريت بطاقة الاتصال اخذو مني مبلغ هائل لانني عربية ، واخبروني ان انتظر ساعة ليتم تفعيل البطاقة ، ماذا لك خياراً غير ذلك ، وفجأه أسمع صوت ينادي بأسمي zehra … zehra ، الحمدالله الحمدالله ، حقاً كنت سعيدة ، ” مرحباً بكِ في تركيا ” هذا ما قيل لي ، نعم مرحباً بي في تجربة وتحدي جديد في حياتي .
الزهراء المزيني.
5 notes
·
View notes