حتى الصدقة ثوابها في هذه العشر ليست كمثل ثوابها في غيرها من الأيام والجزء عند الله أعظم!
في الحديث: يا رسول الله! إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء
اذ كنت تستطيع وضع ماء في ثلاجات المسجد او توزيعها على بيوت أقاربك افضل الصدقات سقي الماء او حتى إذ كنت لاتقدر على هذا كله ضع ماء للطيور والقطط والحيوانات فلا تدري مالسبب لدخولك الجنة.
«والعَجب أنَّ النَّاس غافِلون عَن هذه العشر تجدُهم فِي عَشر رمضان يَجتهدون فِي العمل لكن فِي عَشر ذِي الحجَّة لا تكَاد تَجد أحدًا فرَّق بَينها وبَين غيرها، ولَكن إذا قَام الإنسان بالعمل الصَّالح فِي هذه الأيَّام العشرة إحياءً لما أرشد إليه النبيُّ -ﷺ- مِن الأعمَال الصَّالحة، فإنَّه علَى خَيرٍ عَظيم».
علينا ان ندرك إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد، يقدّرها حق قدرها الصالحون المشمّرون. وواجب المسلم استشعار هذه النعمة، واغتنام هذه الفرصة، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية، وأن يجاهد نفسه بالطاعة.
قال الإمام الغزالي : فإن الله سبحانه إذا أحب عبدًا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال. وإذا مقته -أي : أبغضه - استعمله في الأوقات الفاضلة بسيء الأعمال ليكون ذلك أوجع في عقابه وأشد لمقته؛ لحرمانه بركة الوقت، وانتهاكه حرمة الوقت !
حتى يُعينك الله على الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة ؛ أكْثِرْ من قول : لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله ؛ فلها تأثيرٌ عجيبٌ في المُسارعة إلى الطاعة والقيام بها بانشراحٍ ، وأكثر من الدعاء والافتقار إلى الله ؛ فهو سرٌ عظيمٌ مِنْ أسرار صلاح حالك وحصول التوفيق في جميع أمورك ..
من الآن و مهما بلغت من التقصير هيئ قلبك لعشر ذو الحجة وألح في الدعاء أن يمن الله عليك بالتوفيق فيها، ووالله أن مجرد الاستشعار أنها خير أيام الدنيا وأن العمل فيها أحب إلى الله من غيرها .. يمتلئ القلب مهابة ورغبة في المسارعة بالخيرات واعلم أنك دون طلب العون من الله لن تقوى على شيء.