Tumgik
omneya7amed · 3 years
Text
Tumblr media
أنا دنانير صادق بركات..
أنا الابنة الوحيدة لتاجر الدقيق (صادق بركات) و أمي (رشوانة المصري) ، اتولدت في بين القصرين لأم متدينة ، و أب مُتفتح مؤمن بتعليم البنات ..
كنت متفوقة جداً في دراستي و دايماً اطلع الاولى ، خدت الابتدائية لحد ما وصلت للثانوية ، بس (محمود بك المراكيبي) خال أمي كان مضايق من الحكاية دي لدرجة انه لما جه يزورنا في البيت قال لابويا :
- أنا مسمحتش لشاكيرا بنتي انها تتعلم بعد الابتدائية !!
لكن أبويا رد عليه و قاله :
- الزمن اتغير يا محمود بيه و التعليم مهم جداً للزمن ده
و ردت عليه أمي :
- انا واثقة من اخلاق بنتي يا محمود بيه !
لكن محمود بك رد عليها بأسلوبه الفظ :
- اكيد ام ريا و سكينة في مرة من المرات قالت عنهم كده برده..
انا كنت سعيدة جداً بقرار أبويا و أمي ، اخيراً هاخد البكالوريا و هبقى زي بنات عبد العظيم باشا داود ، و هبقى أحسن من بنات خالي عمرو و سرور ، و هقدر بعد كده اتجوز انسان محترم عليه القيمة ، بس للأسف انا فرحتي دايماً مبتكملش..
لما قربت أخلص البكالوريا وقع ابويا في الدكان و بقى عاجز عن الحركة و عرفنا بعد كده انه اتصاب بالشلل و من وقتها و هو راقد على السرير مبيتحركش ، و كان لازم طبعاً نصفي تجارته و كل اللي طلعنا بيه من التجارة هما ٥٠٠ جنيه
دول اللي ابويا هيتعالج بيهم و هنفضل عايشين ناكل و نشرب منهم..
عشان كده مكانش فيه قدامي غير اني اكمل تعليمي و اشتغل عشان اقدر اساعد في مصاريف البيت ، و وقتها مكانش متاح قدامي غير ( مدرسة المعلمات ) اللي كان شرط على المدرسات انهم ميتجوزوش أبداً لو عايزين يحافظوا على الوظيفة و لو اتجوزوا يستقيلوا فوراً ..
كان لازم اقبل الوظيفة دي و عشان كده خبيت عليهم في البيت حكاية انهم مبيتجوزوش دي لاني كنت مضطرة..
بعد فترة قليلة اتوفى ابويا و بقيت لوحدي انا و امي في الدنيا دي ، و في يوم زارنا (محمود بك المراكيبي ) و قال لأمي : متقلقيش من المصاريف يا رشوانة انا هتكفل بيكي و خلي بنتك تسيب الشغل و تتجوز زي باقي البنات
امي كانت موافقة ، لكن انا كبريائي مسمحليش بكده ، هنشحت منه على اخر الزمن ؟ ، انا امي ملزومة مني انا فأصريت على اني أكمل شغلي و انا قلبي مكسور
آه لو احكي لكم على نظرات قرايبي ليا في اي فرح بحضره ، و آه لو احكي لكم عن وجع امي اللي كان بيبان عليها في اي فرح نحضره ، مهما كانت تحاول تخبي كنت بلمح الحزن في عينيها ..
بدأت احس اني زاهدة في حلم الحب و الجواز و الاستقرار اللي طول عمري كنت بحلم بيهم ، كنت حاسة اني اتعس مخلوقة على وجه الأرض ، و اللي واجع قلبي اكتر و اكتر ان انا اللي اخترت تعاستي بإيدي بس اعمل ايه كنت مضطرة ..
ياما أمي قالت لي : انتي ضحيتي بنفسك عشاني
و كنت اداري وجعي و اضحك و اقولها : لا طبعا انا اخترت اللي يسعدني..
و بقيت مُدرسة و عانس للأبد ، كنت بطلع همي في شغلي و في الأكل ، انا كنت باكل كتير جداً و كتير كنت بسأل نفسي انا كان مستخبي لي فين الحظ الأسود ده..
و لو احكي لكم عن النظرات الخبيثة اللي كنت بلمحها في عيون شباب العيلة ناحيتي ، كانوا بياكلوني بعينيهم كأنهم بيسألوا نفسهم هي ازاي البنت دي مش بتحلم بالحب ؟
ازاي مش بتحلم بالاستقرار و تربية العيال زي باقي بنات العيلة ؟
انا فاكرة في مرة من المرات (لبيب) ابن خالي (سرور) طلب انه يقابلني في جنينة الأسماك ، و لما رحت قابلته سألته عن سبب المقابلة ، اكتشفت انه بيعرض عليا علاقة سرية بيني و بينه الوقح !! قال ايه ما انتي ممنوعة من الجواز بحكم شغلك و انا مضرب عن الجواز .. ليه لا ؟
كل اللي قدرت اعمله اني لطشته بالقلم و سيبته و مشيت..
و يومها رجعت البيت و انا قلبي موجوع ، حزينة على حالي و صعبان عليا نفسي ، حسيت اني بكره أهلي كلهم الأغنياء و الفقرا كمان ، كلهم باعوا نفسهم من غير ذرة كرامة
(عامر) عشان وصولي اتجوز (عفت بنت عبد العظيم) و (حامد) اتجوز (شاكيرا) لكن لما شاب من عيلة المراكيبي او داود يميل لبنت من بنات عمرو او سرور القيامة بتقوم و كرامتهم بتنقح عليهم..
ابتدا الشباب يدبل و ملامحي تتغير و ابتديت اكبر يوم بعد يوم ، و في الفترة دي تعبت أمي بمرض القلب و بقت ملازمة السرير مبتتحركش و كانت دايماً بتقولي :
- انا مش هسامح نفسي على اللي حصلك.
كنت اضحك عليها و اداري دموع و اقولها :
- يا امي انا اخترت اللي يناسبني !!
فتترجاني و تقولي : اتجوزي في اقرب فرصة
و كنت اكمل كذب عليها و اقولها :
- طبعا هيحصل في اقرب فرصة..
* اتجوز ايه بس ده انا مبقيتش بلفت نظر اي حد يا امي.. *
و ماتت أمي و سابتني لوحدي في الدنيا ، و بقيت وحيدة ، كئيبة ، تخينة و عانس ، و بقت حياتي فاترة ، و من بعد ثورة يوليو بقت تسليتي الوحيدة هي الراديو و التلفزيون ، لحد ما طلعوني معاش و بقيت عايشة في وحدة اكتر من الاول ، بس العبادة و قراءة القران كانت بتصبرني على اللي انا فيه..
و مات زعيم و جه زعيم جديد و بقى فيه انفتاح في مصر و بدأت اعاني وحدة .. و كبر .. و غلاء الاسعار اللي بقى في بيزيد كل يوم،و كل يوم اسأل نفسي ، هو انا اتكتب عليا اقاسي في الدنيا دي ؟
53 notes · View notes