Text
أول مرة أشارك نصوصي اتمى أن تجد ارواحا تهتز معها ♡
ان لم يكن أحد ليقع في حبها فستتكفل بذلك، ربما لا أحد يرى خلف الأغشية التي تتخفى تحتها أي رقة أو فن، أي أنوثة أو جمال، أي جاذبية أو سحرلكنها تعرف أنها كلها هناك، كل ذلك الحب الرقيق الذي تخبئه لمن يستحقه و كل تلك الطيبة التي لا يعرفها سوى أقرب الناس إلى قلبها و التي لا تنشرها في كل مكان، كل تلك الصفات الانثوية الثمينة تصنع توليفة جميلة في نفسها لكنها لا تجابه العالم الصعب في الخارج و ربما ذلك هو كل ما لديها بينما اعتاد العالم تنكرا يصعّد من معايير القبول و الجاذبية.
ربما لم تكن أبدا تلك الفتاة المليئة بالحيوية و التي تجذب إليها إعجاب الناس طبيعيا دون أدنى مجهود، ربما لم تكن تلك التي تتفاعل مع العالم في وسع، لم تكن تلك الجميلة و لا تلك المرحة و لا تلك التي تنتج فنا ناضجا مكتملا يصل إلى الآخرين و يحرك نفوسهم، ربما لم تكن تمتلك ما يكفي من القدرة على الإقناع و على تسويق نفسها كأيقونة شعبية أو تمثال للجمال، لكنها تملك عالما لطيفا هادئا لا يسع سوى من كانت روحه على كتفيه مضيئة بالأحلام، هي ترحب بالأرواح التائهة التي لا تجد مكانا لها بين الحشود و تفتح لها ينابيع المودة و الاهتمام لكن وقتا طويلا قد مضى منذ آخر مرة حدث و التقت أرواح مثل تلك.
تعتقد أن الجفاف قد أصاب قلبها الوحيد فلم تعد تعي مكمن قوتها، كائن باهت قد وجدت نفسها تحرث أرضا ليست لها، تبني دربا للمجد ليست تملئها بالأمل الذي افتقدته، أم ربما لا تجد دفق الحب يخرج منها و يروي الزهر و الزرع، لا تجد أسباب الحب التي تغنيها بينما تسعى في صعود ناطحة المجد التي ارتضتها لنفسها، صارت الأيام باهتة مثل أوراق هرمة مليئة بالفراغ المخيف، و هي تحاول عبثا نثر بعض الكلمات التي توقد التفاؤل في تلك الايام لعل صفحة قادمة ستحمل لها بداية جديدة، و بعد كثير من الكآبة و الشعور بالنقص قررت أخيرا أن تسمع سمفونية نفسها التي لا تشبه أي شيء مألوف و أن تحب غرابتها و تعتز بتفردها، ارتئت أن تغني بإيقاعها الخاص في خفوت حتى تسمع نفسها و ألا تحزن إن كانت شفافة في العالم الكبير، باتت تقدر نعمة الشعور الذي يسكنها و الذي يدفء جدران قلبها حين يدبّ البرد في الخارج، نعمة كونها أنثى تستطيع احتضان الحياة كلها رغم آلامها الخاصة و نعمة رؤيتها للجمال في صفحة وجهها بدون الحاجة لمرآة، أدركت أن شفافية الروح قد تكون أندر أشكال القوة، وأن الجمال الحقيقي يبدأ حيث تنتهي المرايا.
1 note
·
View note