Explore Tumblr blogs with no restrictions, modern design and the best experience.
Fun Fact
Kazakhstan’s Minister of Communications and Informatics has blocked the Tumblr site because it contained 60 sites of terrorism, extremism, and pornography in 2015.
لما بدأت أذاكر عود، الشباب قالولي أول فترة هنتمرن حاجة اسمها تروماتك، أنا قلت في نفسي ليه طيب؟ ليه اتمرن حاجة اسمها تروماتك؟! لكن كملت حياتي عادي وقلت تروماتك تروماتك؛ المهم اتمرن عشان اعزف الألحان وابقى شادي الألحان أسمعنا آاااه رنة العيدان يالاللّي.
تعدي الأيام وتمر الليالي وأنا وأرجو من الله أن تننهي هذه الفترة حتى لا أضطر إلى استخدام الكلمة دي كل درس وكأني أكونت تويتر يمشي على قدمين؛ لحد ما جه اليوم وأستاذي في العود وهو صديق يصغرني بعشر سنوات ولا حاجة وبيعتبرني حاجة كبيرة على حد تعبيره؛ بعد ما قلت له إني عملت الواجب وخلصت تمرينات الريشة والتروماتك؛ سألني في حرج شديد "هو انت ليه بتقول على التمرينات تروماتك؟ أنا عارف إنها رخمة بس مش للدرجادي يعني!" استغربت وسألته اومال هي اسمها إيه؟! قال لي اسمها كروماتك!
لم أشعر أني أريد الأرض تنشق وتبلعني كمكروناية مسلوقة ولا حاجة، لم أشعر بأي حرج أمام هذا الشاب الجميل بالتأكيد وكلكم تعلمون ذلك صح؟ كملت حياتي عادي. الغريب إن التمرينات بعدها مبقتش صعبة، مبقتش احس بألم تثبيت صوابع إيدي الشمال على أمكانها الصحيحة، وتحركت أصابعي على مواضع العزف بخفة ورشاقة.
تجاوزت الموضوع وتجاوزه الشباب اللي سابوني شهور اقول الكلمة الغلط بس محبتهم ليا منعتهم يصححولي والموضوع اتدفن واتردم عليه. لحد النهاردة في التمرين وانا مبسوط بنفسي عشان رجعت اتمرن بعد انقطاع وأتقنت مجموعة من التمرينات الشقية. بصيت للشباب وقلت لهم خلوا بالكوا بقى عشان انتوا دلوقتي بتربوا وحش وقريب هكسر وشكوا كلكوا، فتنحنح أحدهم بمكر وقال في سخرية؛ فاكر يا بودي لما كنت بتقول على التمارين تروماتك؟!
وكالعادة لم أشعر بالحرج ولم أشعر أنني مكروناية مسلوقة تجلس تحت حنفية باردة بعد ما خرجت من حلة ألمونيوم وصلت لدرجة الغليان.
قلت في هدوء، فاكر يا رجولة. ثم أكملت عزف لترتبك أصابعي على الأوتار وتنفرط ثقتي على أصوات النغمات النشاز التي تناثرت في أنحاء الغرفة.
نهض من مكانه وتوجه إلى النافذة، شمس يوم جديد .. ألم بطعمٍ مختلف، في كل مرة كان يختار السلام، ويمضي مع نفسه على عهدٍ جديد، عهد يحثُّ على السلام فقط، ولكن اليوم ينقض أي عهد مضى .. معلناً عن حرب تبدأ وتنتهي اليوم،
يقوم بإحضار سجائر لف، التي لم يعتد عليها قط، يفتح يوتيوب ويكتب في البحث "طريقة لف سيجارة الحشيش"
ثم يبدأ في لف أسوأ سيجارة على الإطلاق ويدخنها بشراهة،
ثم يتوجه إلى الراديو ويفتحه:- " كان يامكان .. الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان ."
كم يعشق صوت تلك المرأة، يطلق العنان لجسده ويتراقص على الألحان .. ويفتح ألبوم الصور الذي يستحضر الألم إلى قلبه، متى أصبح بتلك الوحدة؟ هل كان يتوجّب عليه المضيّ قدماً في حياته التي لم يحبها أبداً؟ هل كان حقاً عليه ألّا ينزل من القطار ويتوجّه إلى محطةٍ أخرى؟ في سبيل الشعور ب"الوَنَس"، والهروب من "الوحدة" .. أحقاً يحنُّ إلى عذابه؟
يقوم بلف سيجارةٍ أخرى وتنهمر الدموع على خدّيه بلا توقف، لم يبكي منذ زمن .. يتلذذ بطعم دموعه ويبتسم،
يرتدي ملابسه وينزل بهدوء من منزله المبعثر .. تماماً كما عقله،
ليجوب الشوارع والطرقات التي يهرب منها منذُ سنوات .. ويدندن .. الشوارع حواديت، يحاول ألّا يبكي مرة أخرى .. نسيته الشوارع وتوقفت العصافير عن الغناء، يستحضر الذكريات إلى رأسه وتتتعذب روحه بكل السُّبل الممكنة،
ينتهي من التجول ويذهب إلى قبر والدته، التي منذُ تركَت أنامله الصغيرة وهو تائه .. منذُ تركَته وهو غير متأكد إن كان وجوده كذبة أم حقيقة، يبكي بشدّة .. تتآكل روحه وتحترق،
وفي آخر الليل يعود إلى منزله، ويلمس كل حائط قام بكسر شئ مختلف عليه في كل مرة كان يغضب فيها، ويحضر زجاجة ويقوم بكسرها على حائط لم يكسر عليه شيئاً من قبل، ولكن تلكَ المرة لم يكن غاضباً .. كان يضحك بجنون
وفي تلكَ اللحظة ولأول مرة كان خائفاً من نفسه، خائفاً ويشعر بالراحة واللّذة،
"حبيبي كان هنا .. مالي الدنيا عليا .. بالحب والهنا ."
يدندن ويستلقي على الأرض بجانب الزجاج المكسور مغمضاً عينيه .. ومتمنّياً لو كانت تلك هي المرة الأخيرة .. المرة الأخيرة التي سيرى فيها كابوساً في حياته كلها ."
لو كنت شاعره لكتبت لك قصيدة احكي فيها عن حبي كما لم يكتب شاعر من قبل
لو كنت رسامه لرسمت لوحتك على اعلى جبال الارض
لو كنت عازفه لعزفت لك اعذب الألحان
لو كنت كاتبه لكتبت لك و عنك اجمل القصص
بين صباح وصباح
تولد أجمل الساعات
ويكبر حب الورد
وما الورد إلا أشخاص
حين يفوح عطرهم تغني القلوب
وتصدر أجمل الألحان
لا تحلو قهوة الصباح
مهما أضفنا إليها سكر .. !!
و إنما تحلو بوجودكم أكثر
صباحكم سكر.....
صباح الورد والفل والياسمين ...
وأنا يا ربي لا أريد أن أرى الكلمات و الألحان كما تقول ظواهرها الواضحة .. أريد أن أرى امتدادها العميق القادم من بقعةٍ ما في نعيم الأبد. لا أريد أن أرى الموت كلصٍ جبان .. يأتي متخفيًا في الليل .. أريد أن نتبادل مصافحًة في النور .. وألّا يستأذن في الدخول عنوًة إلى حديث عتب نفسي كما لم يستأذني حين استلب أرواحًا لم يبقها جهد نفسي .. لا أريد أن أكتفي من الرؤية بالأسطح الظاهرة .. أريد أن أرى الأقبية .. والزوايا التي لا يمشيها أحد .. وأن أسمع الحكايات التي لن يحكيها أحد .. وأن أكون قادرًة على لمس الدموع التي لن يبكيها أمامي أحد. وأنا يا ربي لا أريد أن أطأ الأرض طويلًا لطبع علامة .. حذائي صغير و حجمي ضئيل .. أريد أن أعبر بين طبقات الوجود كالهلام الملتبس بلا عبء الأثر .. لا أريد يا ربي أن يمنعني هلع الاحتياج و الركون من الاقتراب من خلقك .. ولا أريد أن أزيح عباءاتي الكثيرة و أنا أرتجف إلا أمامك وليس يحتاج علمك كشف الإزاحة ..لا أريد أن ألقاك وأنت غاضب .. ولا أريد أن تستبقيني على جفاء .. ولا أريد أن تسألني في مقام عدلك فتخذلني الإجابات!