Tumgik
#ثورة الحق على الباطل
joe0650 · 2 years
Text
Tumblr media Tumblr media
عائدون و بقوة 🇮🇶 ✌
44 notes · View notes
rnd7 · 4 months
Text
Rand Guevara once said
1- كن واقعي، ثم اطلب المستحيل
2- ماذا سيربح المجتمع حينما يربح المال، ويخسر الإنسان .
3- لا يمكن أن تقول أن هناك شيء تعيش من أجله، دون أن تكون مستعدا للموت في سبيله
4-إذا رأيت أحدا نائما ويحلم بالحرية، لا تجعله نائما بل أيقظه وحدثه عن الحرية .
5- إن الثورة ليست ثمرة تفاح تسقط إذا نضجت، بل ينبغي عليك أنت أن تسقطها بنفسك .
6- أخبروهم بذلك، إما النصر، أو النصر .
7- إذا أقدمت على القتال ستكون حينها حرا، وإذا لم تقاتل فأنت خاسر، فالخسارة الوحيدة هي المعركة التي تنسحب منها
8- إن الذين يبيعون أرضهم وأوطانهم، كالفتى الذي يسرق من أبيه ليعطي اللصوص، فأبوه لن يسامحه، واللص لن يكافئه
9- الحق لا يحتاج لقوة كي تحميه، بل الباطل وحده هو من يحتاجها .
10-لا يهمني موتي أو حياتي، بل كل ما يهمني هو أن يبقى الوطن .
11- الثورة قوية كقوة الفولاذ، عميقة كعمق حبنا لهذا الوطن حمراء كالجمر، باقية أبدا كالسنديان .
12- لابد أن يشعر الشعب بالحقد كي يتمكن من هزيمة عدوه الهمجي
13- لا يهمني إذا سقطت، المهم أن يكون هناك أحد يلتقط سلاحي ويقاتل من بعدي .
14- إن الحياة بمثابة مواقف وكلمة للشجعان، فالجبناء لا يسطرون التاريخ، فالتاريخ يسطره قوم عشقوا وطنهم وقادوا ثورة الحق لنصرة الفقراء .
15- لا أحد يرغب بمعرفة الحقيقة يا صديقي، لذا صارحهم بالواقع بواقعهم وحالهم المخجل .
16- تصورت أن الحزن يمكنه أن يكون صديقا لنا فقط، لكني اكتشفت أنه وطن نسكنه ويسكننا، ونحمل هويته وجنسيته ونتحدث لغته .
17- لا تخبرني عن السياسيين وأطماعهم المادية الحقيرة، بل حدثني عن الربيع، عن ابتسامة الفقراء، عن عمل الكادحين وصلاح الأوطان .
18- أنا ليس لي حدود، حيث أن العالم كله وطني .
19-إن القهر موجود، وسأبقى حتى أناضل ضده، فأحلامي ليس لها حد .
20-هناك شيئا واحدا نراه في رحلتنا الطويلة هذه يا رفيقي، وهو شيئا كثيرا ما فكرت فيه، ألا وهو الظلم، إن هذا العالم مليء بالظلم, لدرجة ان الثورة يصنعها فقراء، ليسرقها ويستغلها الأوغاد
6 notes · View notes
zainab-eng · 3 years
Text
كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء
ذلك الشعار هو تأكيد على استمرار الظلم على مر العصور
وعلى ثورة الحق ضد الباطل
كل يوم عاشوراء هو ذلك العزاء الذي تقيمه كل يوم قلوبنا على كل مافقدناه
هو ذلك الحداد الذي تعلنه أرواحنا بعد أن تجرعت مرارة الظلم
ذلك الصوت الذي لازال يردد هل من ناصر ينصرني
هو طريق الشهادة لتحيا الإنسانية جمعاء
هو صوت الحق الذي لا زال ينادي هل هناك من ينصره
ستبقى شعائرنا الحسينية على مر التاريخ تنادي بصوت الحق وتجسد واقعة لن تنتهي حتى قيام الساعة...
75 notes · View notes
tadkiraimania · 4 years
Text
Tumblr media
في قلوبنا عقيدة راسخة بأن الإسلام، الدين الخالد إلى يوم القيامة، ما جاء إلا ليعالج الإنسان في نفسه و وجوده و رده ردا جميلا إلى واحة الحق و الإيمان، بعد أن تمرغت نفسه في وحل الفسق و الفجور. و الإسلام جاء ليخرج الإنسان من ظلمات الوهم إلى أنوار العلم، ومن متاهات الشهوات و الشبهات إلى العبودية الحقة لله تعالى و السعادة و القربات الربانية.
المفاهيم النفسية في علم النفس الغربي
كانت النفس تدرس ضمن مباحث الفلسفة الغربية، و لم يستقل علم النفس عن الفلسفة ويكون لنفسه منهجا خاصا و يشق طريقه مثل العلوم الأخرى، إلا في القرن التاسع عشر.
و ينظر فرويد مؤسس مدرسة علم النفس التحليلي إلى النشاط العقلي والتاريخي والاجتماعي على أنه نتاج للقوى النفسية اللاشعورية الجنسية. و هو بذلك كان يؤصل للإباحية باسم العلم.
حيث جعل من خلال فكرة الصراع و تكوين الشخصية في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل، و من خلال اللاشعور الذي جعله ضربة موجهة لعقل الإنسان و إرادته الواعية، ومن خلال قدرية الحتمية النفسية التي أصبحت قدرا محتوما على الإنسان لا يستطيع الخلاص منه.
إن علم النفس الغربي لا يدرس معرفة النفس و إنما يدرس السلوك النفسي و مظاهره الخارجية فقط، فقد كان فرويد يبني نظريته على التخمينات و أفكاره الشخصية، و لم يكن شخصيةً سويةً، فقد كان يعاني من مشكلةِ "هُوِيةٍ" حادةٍ؛ كان ملحدا لا يرتاح من قلقه الداخلي إلا إذا قام بسباب الدين، و كان مريضا بالعصاب مدمنا على التدخين، و ثبت تعاطيه للكوكايين، بل ألَّف بحثًا لبيان فوائده.
لقد تأثر فرويد في آرائه بالحالات الشاذة المرضية التي كان يعالجها، ويكمن الخطأُ العلميُّ في التعميم الذي أطلقه؛ إذ أخَذ يفسِّر السلوك المتزن العادي لدى الأسوياء في ضوء ما عاينه من السلوك الشاذِّ لدى المصابين.
والخطأ العلمي النفسي الكبير: أن نظرية فرويد (التي ارتكزت على الأساطير اليونانية) تحاول تفسير السلوك الإنساني بنظرة جانبية جزئية، حين يحاول فرويد أن يحدد السلوك الإنساني بالدافع الجنسي،
إن نظرية فرويد تعكس الحياة المادية المتناقضة الشاذة للمجتمع الغربي (الأوروبي) بعد النهضة الصناعية المادية، وانتشار الاختلاط والإباحية، فكانت نظرية فرويد انعكاسًا أو تبريرًا للواقع الشاذ، وليست دراسةً علميةً دقيقةً تنظر إلى المشكلة من الناحية الشمولية.
إن علم النفس الغربي ليس من العلوم الطبيعية أو المادية التي تخصع لقوانين معينة، بل علم يتناول الإنسان في سلوكه الخارجي و يصعب عليه وضع معايير وقوانين ثابتة لانفعالاته. أما سبر أعماق النفس و الوقوف على أسرارها فمن الصعب جدا- إن لم يكن من المستحيل - بلوغها طبقا للمعايير الفكرية للناس. فالجوهر النفساني من الأسرار الإلهية التي تتعلق بخلق الإنسان و تكوينه من جسد و روح و نفس.
المفاهيم النفسية في القرآن
يتكون الانسان من جسد و روح و نفس، و النفس هي غير الروح. و يقع كثير من الناس في الخلط بينهما عند الحديث عن التكوين البشري. فالروح سر إلهي أودعه الله في الإنسان و جميع الكائنات الحية، و جعله سرا مغلقا عن الإنسان، قال تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء - 85]. و أما النفس فهي يتكون منها العقل و القلب و الفؤاد و الإدراك و التمييز و العاطفة و الشعور و الإحساس و الغرائز و الدوافع و ما يرتبط بها من تكوينات عضوية، قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس: 7-8-9-10].
و لا يمكن المقارنة و البحث عن الفرق بين الروح و النفس، فهما مرتبطان ارتباطا وثيقا، روي عن الصحابي الجليل ابن عباس أنه قال: "يوجد في بني آدم نفس و روح، بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس التي بها العقل و التمييز، و الروح التي بها التنفس و التحرك، فإذا نام الانسان قبض الله سبحانه نفسه و لم يقبض روحه، و إذا مات قبض الله سبحانه نفسه و روحه".
إن معرفة النفس الإنسانية لا تجدها إلا في كت��ب الله تعالى و في هدي الرسول صلى الله عليه و سلم، و شتان ما بين نبع الحكمة الإلهي و هلوسات الفكر المادي.
فالمفاهيم هي التي تحدد طبيعة التصور، و تبين معالم الحق و معالم الباطل في المنهج، والفكر و السلوك يدوران مع التصور سلبا و إيجابا. و لذلك كان لابد أن نعرف الفرق بين المفاهيم النفسية في القرآن و المفاهيم النفسية في علم النفس الغربي. و نتناول في هذا المقام مفهومين رئيسين في نظريات علم النفس:
1- الحتمية في مقابل الفطرة
إن مفهوم الحتمية يقرر أن السلوك يخضع، وفقا لعلم النفس الغربي، للتكوين الطفولي في السنوات الخمس من حياة الإنسان ( فحسب نظرية فرويد فإنّ الطفل تولد معه طاقاته الغريزية التي أساسها الجنس والعدوان، وهو ما سمّاه فرويد بالليبدو ).
ولكن مفهوم الفطرة هو أصدق و أفضل و أشمل، فالفطرة موجودة في الإنسان و في الناموس الكوني، يقول الله تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم - 30]، و يقول سبحانه و تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الانعام - 14].
إن الفطرة تفتح باب اللجوء إلى الله تعالى و السير على صراطه المستقيم، فهو سبحانه الذي يقبل التوبة من عباده و يجعل منها ميلادا جديدا ليرجعوا بعدها إلى الاستقامة و الصلاح.
2- الكبت في مقابل الكظم
الكبت يعني في علم النفس الغربي ( حسب نظرية فرويد ) عملية عقلية دفاعية لاشعورية يلجأ اليها الفرد للتخلص من شعور القلق والضيق الذي يعاني منه بسبب الصراعات التي تنشأ لديه من خلال عوامل متضاربة مثل القيم والأهداف في نفسه. ( و يقصد فرويد كبت غريزة الجنس التي تتعارض مع الدين و قيم و عادات المجتمع )، و الكبت هنا عمل لا شعوري تلقائي و قدر محتوم على الإنسان.
اما الكظم في المفهوم الإسلامي فهو القدرة على التحكم في الهيجان النفسي الناتج عن غضب و ثورة و أذى، و كاظم الغيط يكون في موقف واع يختار الأفضل و الأصلح، ففعل الكظم جاء عن وعي الفرد و ليس ناشئا عن الكبت حسب علم النفس الغربي، يقول تعالى: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران - 134]، الكاظمين أي المانعين غضبهم مع القدرة على الانتقام، والمتجاوزين عمن ظلمهم.
و الكبت في القرآن الكريم هو مصدر لفعل كبت، يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [المجادلة - 5]، كبتوا يعني أُذِلُّوا وأُخْزُوا كما أُذِلَّ الذين عادوه من الأمم السابقة وأُخْزُوا.
علم النفس القرآني
القرآن الكريم قد أكّد على حقائق كثيرة تتعلّق بالنّفس الإنسانيّة بما شكّل علماً ربانيّاً لا ترتقي إليه علوم الإنسانيّة كلّها لضعفها وعجزها، و الإنسان عاجزٌ عن إدراك حقيقة نفسِه فضلاً عن إدراك حقيقه غيره، فالله سبحانه وتعالى الذي خلق هذه النّفس هو العليم وحده بها، وهو العالم بما يصلحُ أحوالها، وما يوصلها إلى برّ النّجاة والسّعادة، قال تعالى: { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا } [الإسراء - 25].
وردت كلمة النّفس في القرآن الكريم مئتين وخمساً وتسعين مرّة لتدلّ على اهتمام القرآن الكريم، وعنايته بالنّفس الإنسانيّة التي هي غاية الخطاب، ومناط التّكليف، ومحلّ العقاب والثّواب.
ومن بين الحقائق التي أكّد عليها علم النّفس القرآني:
1- التأكيد على اختلاف النفس الإنسانيّة وتنوّعها، فقد ذكر القرآن الكريم النّفس المطمئنة و النّفس اللّوامة و النّفس الأمّارة بالسّوء.
2- التأكيد على النّظر في النّفس الإنسانيّة، وما استودع الله فيها من الأسرار والآيات، قال تعالى: { و في أنفسكم أفلا تبصرون } [الذاريات - 21].
3- التأكيد على حقيقة أنّ الله سبحانه وتعالى قد ألهم نفوس الخلق إدراك طريق الخير باتباع منهج الله تعالى وشريعته، وطريق الشر باتّباع شهوات النّفس و الذي تراه النّفوس منكراً وتأباه، حيثُ قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } [الشمس: 7-8-9-10].
4- التأكيد على أنّ النّفس الإنسانيّة وحتّى تسلم من الآفات والأمراض النّفسيّة و تصل إلى الطمأنينة و السعادة الروحية، يجب عليها تحقيق عبوديتها لله تعالى قولا و عملا بإقامة شرع الله سبحانه و تعالى و إتيان الحلال و اجتناب الحرام، قال تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ } [طه- 24]، كما قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد - 28].
5- التأكيد على أن الإسلام دين اليسر و الاعتدال و التدرج و تدريب النفس على مكارم الأخلاق، وأن الإنسان له إرادة واعية على اكتساب مكارم الإخلاق، عن جابر بن عبدالله قال: ( كانَ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا افتتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ ثمَّ قالَ : إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي إلى قوله : أوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهمَّ اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ وقني سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ )رواه ابن حجر العسقلاني. فالحلم بالتحلم، والصبر بالتصبُّر، والكرم يتأتَّى بالتدرب عليه، قال تعالى في كتابه الكريم: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [هود - 115].
لكل أمة منهاجها
قال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [المائدة -48].
قام أبوزيد البلخي وهو أستاذ سابق لعلم النفس والعلاج النفسي في جامعة الخرطوم والعديد من الجامعات في العالم الإسلامي، ببحث حول التأصيل الإسلامي لعلم النفس في الجامعات الإسلامية، ذكر في مقدمته أن البحث يناقش المبررات الفكرية والعقائدية للتأصيل الإسلامي لعلم النفس. فما من أمة اهتمت بتنشئة شبابها على التمسك بقيم حضار تها إلا وقامت بصياغة علم النفس على أساس قيمها وتصورها للإنسان والكون والحياة. لذلك نجد الجامعات الكاثوليكية في الغرب قد رفضت الانصياع لنظريّات علم النفس الغربي وممارساته التي لا تنسجم مع فكرها الديني. كما قامت الأنظمة الشيوعية بما في ذلك الصين حتى الآن بإعادة صياغة علم النفس بما يتلاءم مع فكرها. وحتى علماء النفس في أوروبا ضاقوا ذرعًا ببعض ممارسات علم النفس الأمريكي. إذن فالتأصيل الإسلامي لعلم النفس قد أصبح فرضًا عينيا على النفسانيين المسلمين.
16 notes · View notes
reda-alaqqad · 6 years
Photo
Tumblr media
روائع اقوال جيفارا
عندما خلقت الدول خلقت الشعوب، وعندما خلقت الشعوب خلقت الحكومة، وحينما خلقت الحكومة ولد الاستبداد، وحينما ولد الاستبداد ولدت الثورات، حتى يعبر كل ثائر عن حقوقه ومتطلباته، ليثور على الظلم، ويهدم الفساد، حتى وإن كان عليه التضحية بدمه وروحه في سبيل ذلك .
جيفارا هو أرنستو تشي جيفارا، ارتبط اسمه دائما بالثورات، وانتشرت صورته في كل المظاهرات، فهو زعيم وثوري، ولد عام 1928 م، في الأرجنتين، ودرس الطب، هذا بجانب كونه زعيم في الثورة الكوبية ، وقد ساعد الفقراء وتعاطف معهم، وقام بإصلاح القوانين الزراعية، وتأثر جيفارا بالنزعة الماركسية، وتوفى عام 1967 م .
روائع أقوال جيفارا أولا الحكم 1- كن واقعي، ثم اطلب المستحيل . 2- لا يتحدد الوفاء بما تراه أمام بعينك، وإنما الوفاء هو ما يحدث خلف ظهرك دون علمك . 3- ماذا سيربح المجتمع حينما يربح المال، ويخسر الإنسان . 4- العزة تكمن في العزلة، ولكن لابد للناس من الناس . 5-  لا يمكن أن تقول أن هناك شيء تعيش من أجله، دون أن تكون مستعدا للموت في سبيله . 6- إذا رأيت أحدا نائما ويحلم بالحرية، لا تجعله نائما بل أيقظه وحدثه عن الحرية .
ثانيا الثورات 1- إن الثورة ليست ثمرة تفاح تسقط إذا نضجت، بل ينبغي عليك أنت أن تسقطها بنفسك . 2- الفقراء هم من يموتون، وهم الذين يعانون، لذا فإن الفقير هو المناضل الحقيقي . 3- أعلم أنك أتيت كي تقتلني، هيا يا جبان اطلق النار، فأنت لن تقتل سوى رجل . 4- سوف أبقى لأقاتل حتى يتمكن كل طفل من أن يشرب كوب الحليب كل صباح . 5- أخبروهم بذلك، إما النصر، أو النصر . 6- إذا أقدمت على القتال ستكون حينها حرا، وإذا لم تقاتل فأنت خاسر، فالخسارة الوحيدة هي المعركة التي تنسحب منها .
7- إن الذين يبيعون أرضهم وأوطانهم، كالفتى الذي يسرق من أبيه ليعطي اللصوص، فأبوه لن يسامحه، واللص لن يكافئه . 8- الحق لا يحتاج لقوة كي تحميه، بل الباطل وحده هو من يحتاجها . 9- لا يهمني موتي أو حياتي، بل كل ما يهمني هو أن يبقى الوطن . 10- دور الثوار هو الصراخ والضجيج، حتى لا ينام العالم بكل ثقله على أجساد الفقراء المساكين . 11- الثورة قوية كقوة الفولاذ، عميقة كعمق حبنا لهذا الوطن، حمراء كالجمر، باقية أبدا كالسنديان . 12- لابد أن نحترق أنت وأنا، لأن الطريق شديد الظلمة، فإذا لم نحترق، من سينير الطريق .
13- أنا لا أوافقك في ما تقول، لكني سأبقى حتى الرمق الأخير أدافع عن حقك في قول ما تريد . 14- لابد أن يشعر الشعب بالحقد كي يتمكن من هزيمة عدوه الهمجي . 15- دائما ما يتم استبدال القادة القساة، ليأتي قادة يتحولون إلى قساة . 16- الثورة يصنعها فقراء، ليسرقها ويستغلها الأوغاد . 17- لا يهمني إذا سقطت، المهم أن يكون هناك أحد يلتقط سلاحي ويقاتل من بعدي . 18- إن الحياة بمثابة مواقف وكلمة للشجعان، فالجبناء لا يسطرون التاريخ، فالتاريخ يسطره قوم عشقوا وطنهم وقادوا ثورة الحق لنصرة الفقراء .
ثالثا الحزن والمآسي 1- لا أحد يرغب بمعرفة الحقيقة يا صديقي، لذا صارحهم بالواقع بواقعهم وحالهم المخجل .
2- هناك شيئا واحدا نراه في رحلتنا الطويلة هذه يا رفيقي، وهو شيئا كثيرا ما فكرت فيه، ألا وهو الظلم، إن هذا العالم مليء بالظلم .
3- إن العظيم يبقى وحيدا أبدا، ولكن كلماته التي يقولها دائما وحدها من تبقى .
4- البداية لن تكون أبدا سهلة، بل ستكون دائما في منتهى الصعوبة .
5- لا فائدة من الدموع، فهي لن تسترد المفقودين، ولا تعود بالضائعين، فكل دموع العالم لن تسير زورقا صغيرا، به أبوين يبحثان عن ابنهما الضائع .
6- إنني أشعر بأني أتلقى كل صفعة على وجهي، يتلقاها كل مظلوم وضعيف في الدنيا .
7- تصورت أن الحزن يمكنه أن يكون صديقا لنا فقط، لكني اكتشفت أنه وطن نسكنه ويسكننا، ونحمل هويته وجنسيته ونتحدث لغته .
ثالثا الأمل 1- قرأت كثيرا حتى يتسنى لي فهم ذاتي، ولأفسر كل التجارب التي قمت بها، ويمكنني أن أفشل، لكن لا يمكنني أن أكرر نفس الفشل مرتين .
2- إن القهر موجود، وسأبقى حتى أناضل ضده، فأحلامي ليس لها حد .
3- لا تخبرني عن السياسيين وأطماعهم المادية الحقيرة، بل حدثني عن الربيع، عن ابتسامة الفقراء، عن عمل الكادحين، وصلاح الأوطان .
4- حينما تصبح على حافة الاستسلام واليأس، فكر في كل من يريدك أن تفشل .
5- الحياة لن تعطي فرص، إلا للراغبين فيها حقا .
6- أنا ليس لي حدود، حيث أن العالم كله وطني .
5 notes · View notes
Link
  الساحة جسدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضتها قيم ومبادئ حقوق الأمة والبشرية جمعاء. فهي لم تكن ثورة في مكان وزمان معينين بل كانت على امتداد التاريخ والعالم اجمع لأنها رسمت سبيل الخلاص من الظلم وطلب العدالة والحرية. فثورة الامام الحسين"ع" اكدت على ضرورة صلاح شؤون الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وعدم المساومة على الحق ورفض الباطل، والزيف، والفساد، والضلال وكل ألوان الإنحراف الأخلاقي، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي. فالامام الحسين "ع"" قال لا أرَى المَوتَ إِلاَّ سَعَادَة والحَياةَ مَع الظالمينَ إِلاَّ بَرَمَا" في تأكيد على ان ثورته هي الصرخة المدوية في مواجهة الظلم والظالمين، والبغي والباغين ومقارعة الاستكبار والمستكبرين. فلقد استطاع الإمام الحسين (ع) أن يوقظ الضمير الإنساني ويؤثر فيه باتجاه القيم الحقة، والإنتصار لها، وتحقيقها على أرض الواقع، كونها لم تحدد بدين أو مذهب أو قومية معينة، بل كانت للإنسانية جمعاء. ودعا الامام الحسين"ع" الى ان يكون الناس احراراً في دنياهم، بقوله (ألا وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله"ص"، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر". ونحن اليوم حين تمر علينا ذكرى عاشوراء بحاجة ماسة الى اعادة استحضار ما تمثله من التزام بالقيم والمبادئ الانسانية والخلقية السامية، ولذلك يجب أن نستلهم الدروس والمعاني من النهضة الحسينية في محاربة الفساد والاستبداد واسترجاع الحقوق المستلبة من الحكام الظلمة والفاسدين في استرجاع حقوق الأمة وحقوق الأفراد، من خلال الاقتداء بالإمام عليه السلام وتضحياته النفيسة بروحه واولاده وإخوته ��أصحابه من اجل احقاق الحق، وتحقيق العدالة لكي يعيش الناس جميعا بكرامة.  
0 notes
hadihadi82 · 4 years
Photo
Tumblr media
لن لن لن انساك وستبقى دائما معي صاحب كلمة الحق صاحب الكلمة الشجاعة انت تركت بصمة ونداء للثورة اكتوبر ثورة الجياع اكتوبر ثورة الحسين اكتوبر ثورة الحق على الباطل اتذكرك دائما وفي خاطري شمس حرقت وجه الفاسدين القبيحة حبيبي احمد دائما وابدا معي #سوف_تبقى_كلمة_الحق #احمد_عبد_الصمد #شهداء_اكتوبر #نداء_الثورة #صوت_الصحافة_الحرة #صوت_الثورة https://www.instagram.com/p/B_GUr8QFLHt/?igshid=1b7jycesz0q5n
0 notes
jasses12345 · 5 years
Text
اتاي
"إنه حيثما كان سيدي الملك إن كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك أيضاً" (2صم 15: 21)
مقدمة
قصة اتاي من أروع القصص الكتابية التي تحدثنا عن الغريب الذي يتبادل الموقع، لم يكن أتاي إسرائيلياً، بل فلسطينياً من جت بلد جليات الفلسطيني،.. وعندما التقى بداود لم يكن اللقاء بينهما لقاء جليات بداود، أو لقاء عدوين متقاتلين، أو خصمين يطلب أحدهما حياة الآخر، أو رجلين يتعبد كل منهما لإله يختلف عن الآخر،.. لقد التقيا على العكس من ذلك، لقاء صديقين محبين مسالمين، إذ جاء أتاي غريباً منفياً من وطنه، ومن المؤكد أنه آمن بإله إسرائيل، ولفظ عبادة داجون، واستظل بجناحي الإله الوحيد الحي الذي يتعبد له داود، وقد جاء إلى داود مع ستمائة من الفلسطينيين، لعلهم أهله وعشيرته وبيته، وكان قائداً عليهم!!.. ومن العجيب أن هذا الرجل الغريب تبادل الموقع، ففي الوقت الذي خرج فيه أبشالوم وأخيتوفل وشمعي على الملك،.. جاء هذا الرجل ليأخذ المكان الخالي، وليدافع عن الملك دفاع الحياة أو الموت،.. من حق هذا الرجل أن ننظر إليه وهو يقود ثلث الجيش المدافع عن داود مع يوآب وأبيشاي اللذين قادا الثلثين الآخرين، نفس النظرة التي نظر بها المسيح إلى قائد المئة: "فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا وأقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان"... ومن حقنا نحن الذين كنا أصلاً بدون مسيح، أجنبيين عن رعوية إسرائيل، وغرباء عن عهود الموعد، لا رجاء لنا، وبلا إله في اعالم، أن نفخر بالرجل القديم الغريب الذي أخذ المكان المتقدم الذي ضاع من ابن البيت وصاحبه!!.. دعونا إذا نرى الرجل في الصورة التالية:
أتاي المنفي
ليس من السهل أن تعرف لماذا نفى أتاي من بلده ووطنه،.. وهل يرجع الأمر كما يتصور البعض إلى الطغيان في الحكم هناك، مما دعاه إلى الهروب والالتجاء إلى إسرائيل، كما فعل داود في صدر شبابه، وهو هارب من مطاردة شاول الملك؟.. أو أن الأمر يرجع إلى تصرف ما، لم يرق في عيني القادة الحاكمين، مما اضطره أن يلجأ لداود بحثاً عن أمنه وسلامته؟.. أياً كان السبب فإنه من الواضح أن الرجل دخل إسرائيل منفياً متعباً، هو والذين تبعوه، وأنه لجأ إلى داود وإسرائيل بحثاً عن الهدوء والأمن والسلامة ومن الواضح أن النفي كان جزءاً من عناية الله وهو يدري أو لا يدري -للإيمان بإله إسرائيل، والتعرف عليه والاستظلال بجناحيه، وأنه على اختلاف الزمان والمكان أشبه براعوث الموآبية التي حياها بوعز بقوله: "قد أخبرت بكل ما فعلت بحماتك بعد موت رجلك حتى تركت أباك وأمك وأرض مولدك وسرت إلى شعب لم تعرفيه من قبل من قبل ليكافيء الرب عملك وليكن أجرك كاملاً من عند الرب إله إسرائيل الذي جئت لكي تحتمي تحت جناحيه".. ومن الواضح على أي حال أن قصته تطالعنا بملامح رجل ألف حياة الجندية، وارتسمت على قسمات وجهه غضون الآلام والمتاعب والكفاح، ومثل هذه الحياة، يمكن أن تكون التربة الخصبة الصالحة لعمل نعمة الله، وكسبه إلى الحياة الأبدية!!.. ومن المعتقد لذلك أن النفي كان وسيلة الله للبعد عن داجون والاقتراب إلى تابوت العهد في إسرائيل!!... إن المنفى بالنسبة لأي إنسان هو الكارثة بعينها، التي لا يرحب بها، ولكنها مرات كثيرة تكون طريق الله العظمى لكل ما يتمتع به من خير أو بركة،.. وقد لا يكون المنفى بالضرورة البعد عن الوطن أ�� الحرمان منه، ولكنه على أي حال هو ذلك الإحساس بالأسر المادي أو المعنوي، الذي يجرح الجسد أو النفس، ويترك بصماته العميقة على الروح في الإنسان الباطن،.. في قصة لشاب أمريكي أنه في ثورة من ثورات غضبه لعن بلده أمريكا، وإذ قيل له أنه ليس من الكريم واللائق أن يلعن الإنسان وطنه، وإذ به يجيب ممعناً في التمرد، أنه لا يعتبر أمريكا وطناً له،... وكان جزاؤه القاسي الذي حكم عليه به حرمانه من أن تطأ قدمه أرض أمريكا طوال حياته،.. وضعوه في سفينة تجوب به البحار، دون أن يسمح له أن تطأ قدماه الأرض الأمريكية عندما ترسو في أي ميناء، وحن الشاب إلى أن تطأ قدماه الأرض الأمريكية عندما ترسو في أي ميناء، وحن الشاب إلى بلده، وكان الحنين يمزق قلبه، وهو يرى من على بعد الأرض والمدن والبلاد التي لا يجوز له أن يدخلها، وضاق الطريد بالمنفى، ولما لم يجد رجاء في الأرض، اتجه إلى الله في السماء، وكان الإنجيل صديقه وملاذه في الكربة والضيق، وعندما مات كان هو الشيء الوحيد القريب منه، وتحت وسادته، وكأنما يريد أن يذكر قومه، أنه وإن حرم من وطنه الأرضي، فإنه لا يمكن أن يحرمه أحد من الوطن السماوي، الذي يتجه إليه كل مؤمن غريب نفته الأرض بالموت ليستوطن عند الله،.. قد يكون المنفى بعداً عن وطنه، أو قد يكون أسراً صحياً لجسد فقد البصر، أو أقعدته العلة عن الحركة والنشاط، أو ربما يبدو خسارة في مال، أو هزيمة لمركز، وضياعاً لحب أو ألفة أو صداقة،.. وقد عرفه الشاب الاسكتلندي العظيم چورچ ماتيسون عندما كان في آخر مرحلة في دراسته الجامعية، وكان قد خطب لنفسه فتاة، وأصيب بمرض في عينيه، قرر الأطباء معه أنه لابد أن يفقد البصر، وإذ تركته خطيبته لعلمها بذلك، جرح في الأعماق، وفي منفى النفس، والقلب المكسور، عرف المسيح، وأصبح خادماً من أشهر الخدام الاسكتلنديين، وهو مكفوف، وخلد ما حدث معه بترنيمته العظيمة التي مطلعها: أيتها المحبة التي لا تدعني أذهب!!، لقد أوشك في منفى النفس أن يهيم على وجهه، ويضرب على غير هدى، ولكنه وقد فقد البصر، ضاءت بصيرته، وعرف الحياة الجديدة مع المسيح،.. لم يأت أتاي الجتي إلى المنفى في إسرائيل، بل جاء قبل وبعد كل شيء إلى الله، إله إسرائيل هنا!!...
أتاي الغريب
كان أتاي الجتي واحداً من أشهر الغرباء الذين سجل الوحي قصة حياتهم العظيمة ين الناس، وهو واحد من ذلك الموكب الجليل النبيل الحافل بأعاظم الرجال أو النساء على حد سواء، موكب ملكي صادق، وأيوب، وراحاب، وراعوث، وأوريا الحثي، وملكة سبأ، ونعمان السرياني، وقائد المئة الذي لم يجد المسيح في كل إسرائيل كإيمانه، وغيرهم من الغرباء الذين بزوا الجميع وتقدموا الصفوف، وصاروا نجوماً لامعة عجيبة في كل التاريخ، وأتاي الجتي بهذا المعنى ليس إلا الصورة أو الرمز لكل أعمى غريب أفقدته النعمة، وجاءت به من المنفى، أو الكورة البعيدة، التي وصل إليها،.. وفي الحقيقة إنها ظاهرة عجيبة تستدعي الدرس والتفكير والتأمل، كيف يمكن أن يأخذ "الأعمى" مكان "الإسرائيلي" و"الغريب" مكان ابن "البيت" على هذا النحو العظيم العجيب،.. وهي ظاهرة يمكن أن نأخذها بصورة أخرى، عندما نرى عمل النعمة الإلهية، في الكثيرين من الأشرار الذين أوغلوا في الخطية والفساد، وهم "غريبون" عن كل كنيسة، أو أكثر من ذلك من مضطهدي الكنائس، والذين لا شيء أبهج على قلوبهم ونفوسهم، من مقاومة العمل الإلهي في كل مجال ومكان،.. في مدينة روزرهام بانجلترا هناك كنيسة أسسها رجل اسمه "يوحنا ثورب"،.. وقصة هذا الرجل عجيبة،.. إذ أن يوحنا ويسلي ذهب إلى المدينة ليعظ فيها، وينادي برسالة الخلاص التي جاء بها المسيح إلى العالم،.. وتصدى يوحنا ثورب ليوحنا ويسلي، وهو يقود جماعة آلت على نفسها أن تفسد كل أثر لرسالة الواعظ الإنجليزي العظيم،.. وابتكر ثورب كل وسيلة شيطانية لإفساد الرسالة الإلهية، فلم يضطهد رجل الله فحسب، بل أراد أن يجعله سخرية للمدينة كلها،.. وذات مرة وهو يقلد ساخراً الواعظ الكبير أمام جمع من المعربدين والسكيرين في أحد البارات، وبينما هو يفعل ذلك، إذ بروح الله يسيطر عليه، وهو في ذات الفعل يسخر ويجدف،.. وإذا بالساخر، لا يتحول قديساً فحسب، بل يصبح أكثر من ذلك واحداً من أعظم مساعدي يوحنا ويسلي في خدمة الله،... وما تزال الكنيسة التي أسسها يوحنا ثورب قائمة إلى اليوم في مدينة روزرهام لتشهد بعمل نعمة الله في المجدف والسكير والشرير والأحمق، والذي تحول ليبشر بالإنجيل الذي كان يتلفه من قبل!!..
أتاي المحب
ولا يمكن أن نقرأ قصة هذا الرجل العظيم والجندي الشجاع، دون أن نتبين عاطفة المحبة القوية التي ربطت بينه وبين داود، ومن المعتقد أن كليهما كان صاحب الفضل في أن تصبح واحدة من أندر صور المحبة بين الناس، ولعل السر في ذلك يرجع إلى طبيعة الرجلين واستعدادهما الكامل للتقابل والتجاوب، فداود أصلاً من الشخصيات التي تثير التقدير والإعجاب والحب،.. ولعله وهو الملك النبيل الشجاع، ورجل الله العظيم المقدام، وقد لاذ به أتاي، قد أفسح له المكان، ومن معه، وأعطاه ما لم يكن يحلم به من مساعدة ومعاونة، بل قربه إليه ليجعله من خاصته الملكية، وقائداً لمجموعة الفلسطينيين الذين جعلهم كحرس ملكي له،... وما من شك بأن أتاي وقد خرج من الجو الوثني إلى الجو الفياض بمعرفة الله والإشراق الإلهي، رأى النور مكان الظلمة، ورأى الحق مكان الباطل، ورأى الله مكان داجون،.. وكان لابد أن يؤخذ بهذا كله، ليحوله عصارة حب لله، وللرجل الذي جعله الله على رأس الأمة ملكاً وقائداً لها،.. وما من شك بأن داود رأي في أتاي الرجل الصريح الشجاع الأمين، الجدير بكل تقدير وإكرام ومحبة،... ووقع كلاهما من الآخر الموقع النفسي الحسن،.. على أن الأمر -فيما أعتقد- كان أكثر من ذلك، إذ أن داود التقى بأتاي وهو منكوب عاثر، والنفس العاثرة شديدة الانفعال والإحساس، وهي تذوب حباً فيمن يقف منها موقف الحنان والرفق والعطف والمساعدة والإحسان، والأمر عينه، عندما تعثر داود، ووقف موقف الشريد الطريد، وفاض قلب أتاي، بأعمق المشاعر، ولعله تذكر في ذلك الوقت ما فعل معه داود عندما جاءه هارباً منفياً مطروداً مشرداً،... على أي حال لقد كانت محبة الرجلين بعضهما للبعض مزيجاً من الإعجاب والآلام، والآمال والتعاسات،.. وكانت أصدق صورة للمحبة في صحو النهار أو حلوكة الليل، في رقة النسيم أو أمام الزوبعة القاسية والعاصفة الهوجاء!!...
أتاي الوفى
كان أتاي الجتي صورة من أروع صور الوفاء التي كتبت في حياة الناس على هذه الأرض،.. وقد كان وفاؤه أولاً وقبل كل شيء لله، أو في لغة أخرى، إن وفاءه لداود كان نابعاً في الأصل من الوفاء لله،.. كان هذا الرجل كما عرفنا رجلاً جندياً بطبعه وحياته، وكان لهذا السبب صادق النظر، مستقيم المبدأ، لا يعرف الازدواج أو الرياء أو التصنع أو الانحراف، وهو يعرف عندما يدخل المعركة، لماذا دخلها، وما واجبه في أوراها واشتداداها،.. ولا شك أنه سأل نفسه هذا السؤال الواحد: ها هي الثورة تقوم، وها هو الابن ينقلب على أبيه، فأيهما على حق وأيهما على ضلال؟!! وكان الجواب على السؤال هو الذي يحدد موقفه القاطع الحاسم النهائي، وقد أدركه بدون أدنى ريب أو تردد، إذ لم يكن هناك شك في أن الموقف الحق الصحيح إلى جانب داود، وضد ابنه المتمرد الثائر الآثم الشرير!!... ومهما تكن النتيجة فإن واجبه يقتضيه أن يقف في موقع الله، حيث الحق والصدق، والشرف والأمانة،... ومن الملاحظ أن أتاي لم يسأل الأسئلة التي قد تراود الذهن البشري قبل أن يقرر مكانه وموقعه، كمثل من يا ترى سيفوز في الثورة، ومن سينهزم؟!! من سيحيا ومن سيموت؟!! من سينجح ومن يصاب بالهزيمة؟!!.. كل هذه أسئلة لا مكان لها عنده، إذ أن مكانه الوحيد: "حي هو الرب وحي سيدي الملك إنه حينما كان سيدي الملك إن كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك أيضاً"... أليس هذا عين ما قالته راعوث لنعمى من قبل: "فقالت راعوث لا تلحي علي أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت شعبك شعبي وإلهك إلهي، حيثما مت أموت وهناك أندفن. هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد إنما الموت يفصل بيني وبينك"... (را 1: 16 و17).
فإذا أضفنا إلى ذلك أن جمال التصميم عند راعوث من قبل، أو عند أتاي فيما بعد، نشأ بعد العرض السخي الكريم من نعمى أو داود أن يعود المصاحب إلى موقعه ومكانه، دون أن يجهد نفسه أو يكلفها بما لا قبل لها من تعب ومشقة وجهد ومعاناة،... وكما رفضت راعوث من قبل، رفض أتاي من بعد في تصميم من وضع يده على المحراث دون أن يفكر لثانية واحدة في النظر إلى الوراء،.. لقد جاء هذا التصميم من نبع الاختيار الحر المطلق الكريم!!.. على أن الجمال الأعظم في هذا الولاء أو الوفاء، أنه جاء في وقت المحنة، والمستقبل الغامض المجهول،... وإذا كانت المحنة قد كشفت الأعماق عند شمعي وأخيتوفل وأبشالوم، وسائر الشعب الذي سار وراءهم، فإنها هي التي أعطت المثل الأعلى في ذلك الذي سار وراء داود وهو مغطى الرأس حافي القدم أعزل من القوة والرجاء بحسب المفهوم البشري ونظرة الناس،.. ومن الغريب أو العجيب أن كلا منا يلزم أن يكون بمعنى ما "أتاي" في التبعية، لابن داود، ابن الله في الأرض،... إذ لا يمكن أن نرى مجده، قبل أن نخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره،... وكما وقف أتاي الجتي مع داود ضد من يحاول أن يغتصب عرشه، فإن واجبنا أن نقف مع ابن داود ابن الله، ضد كل المحاولات التي تحاول أن تغتصب مجده وعرشه وجلاله، وتجرده من سلطانه العظيم كملك الملوك ورب الأرباب، ومهما يكن نصيبنا من الاضطهاد والمحن والتشريد والآلام، إلا أن موقعنا الصحيح من المعركة معروف دون أدنى تردد أو تراجع أو إبهام... مع المسيح في الحياة أو الموت على حد سواء!!..
عندما وقف مارتن لوثر في مجمع ورمس، أما تشارلس الخامس الامبراطور، ووجه إليه السؤال: "هل تتراجع أو لا تتراجع عن معتقداتك"؟.. جاء الجواب: "إذا كان "جلالتك" يطلب مني جواباً واضحاً، وبسيطاً، ومضبوطاً، فسأعطي هذا الجواب، وهو أني لا أستطيع أن أخضع إيماني للبابا أو للمجامع، لأنه واضح وضوح النهار أنها تتعرض للخطأ والتناقض بعضها مع بعض، وما لم أقنع بشهادة الكتاب المقدس، وبالمنطق الواضح، ما لم أقتنع بما ذكرت من أجزاء كتابية، وما لم يربط ضميري بكلمة الله، فإني لا أقدر أن أتراجع، ولا يمكن أن أتراجع، إذ أنه ضار بأي مسيحي أن يتكلم ضد ضميره".. وحتم دفاعه بالعبارة التي دوت في كل الأجيال: "هنا أقف ولا أفعل غير ذلك، وليعني الله"...
ليس من حق المسيحي أن يسأل أين توجد الأغلبية، أو من يتصور أن يعيش أو يفوز في المعركة إذ أن مكانه دائماً إلى جانب "الملك" في الحياة أو الموت على حد سواء، لأنه إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت، لأنه إن عشنا وإن متنا فللرب نحن،... وإذا كان الاسبرطيون القدامى في معركة ترمبولي قد كتب على نصبهم: "أيها المسافرون اذهبوا وقولوا لاسبرطة إننا متنا هنا طوعاً لقوانينها المقدسة"... وإذا كانت آخر كلمات الشاب الفرنسي بايارد، وهو يصعد إلى المقصلة قائلاً لجلاديه: "أيها السادة لست أنا ممن يرثى له، فأنا أموت إتماماً لواجبي، إنما أنتم أولى بالرثاء، يا من رفعتم سلاحكم ضد مليككم وبلادكم وعهودكم"...
لقد تصرف أتاي الجتي بالروح التي يلزم أن يتصرف بها المسيحي إزاء سيده وملكه وفاديه ومخلصه،.. وإذا كان داود قد أحس في هذا الولاء روح الحب العميق، الذي على استعداد أن يبذل الحياة نفسها دون تحفظ، فإن ابن داود، أو بالحري ابن الله يستحق أضعافاً مضاعفة كل ولاء ووفاء، مهما تعرض هذا الولاء أو الوفاء للامتحان القاسي أو المحنة الجارفة!!...
أتاي المنتصر
لقد أعطى هذا الغريب شرف القيادة في المعركة، إذ قسم الجيش إلى فرق ثلاث واحدة بيد يوآب، والأخرى بيد أبيشاي، والثالثة بيد أتاي الجتي، ولعل هذا كان فخر الرجل ومجده، وهو فخر كل من يدعي للقتال في معركة المسيح، وهو الفخر الذي طالب بولس ابنه تيموثاوس بأن لا ينساه أويتخلى عنه عندما قال له: "فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح"... وإذا كان أيوب يذكرنا بالحقيقة التي تتابع كل إنسان على الأرض: "أليس جهاد للإنسان على الأرض وكأيام الأجير أيامه؟!!" فإن السؤال لم يعد بعد: هل نجاهد أم لا؟!!. إذ لابد أن هناك جهاداً محتوماً يواجهنا لكن السؤال: ما هو نوع هذا الجهاد؟!!.. هناك معركة طرفاها داود وأبشالوم، المسيح والشيطان، الخير والشر!! فأي جانب تأخذ في المعركة؟ وأي مصير نرتبط به في قصة جهادنا الأرضي؟!! هل نأخذ المكان إلى جانب أبشالوم، نجاهد الجهاد الآثم الشرير المحرم، الذي لابد أن يلحقه الضياع والموت والهلاك الأبدي؟.. أم نأخذ جانب داود؟ أو بتعبير أصح، جانب ابن داود لنغني في النهاية مع من قال: "جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً!!"..
كان البادي حسب الظاهر أن الغلبة ستكون إلى جانب أبشالوم، إذ أن الذين مع داود لا يزيدون عن حفنة لا يمكن أن تقارن بالسيل المخيف من المتمردين الثائرين، ومع هذا، فإن أتاي واجه المستقبل المجهول بالنفس المطمئنة الراضية في الموت أو الحياة، وهذا في حد ذاته هو النصر الذي ما بعده نصر فالمؤمن -شاهداً أو شهيداً- منتصر في كل الحالات مع المسيح، لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح!!.. إن الهزيمة في حياة المؤمن، لا ترتبط إلا بشيء واحد، هو وقوعه في السقوط والخطية،.. أما ما عدا ذلك، فهو النصر، بل هو أكثر من النصر إذ: "يعظم انتصارنا بالذي أحبنا"...
طلب داود أن يدخل في المعركة، فرفض أتباعه، وطلبوا أن يبقى في المدينة ليكون نجدة لهم إذا ما حزب الأمر واشتد القتال،.. على أننا وإن كنا نقاتل في معركة المسيح، وإن هذا هو حظنا وقدرنا، فإن المسيح لا يبقى كداود بعيداً عنا، بل سيرقبنا لينجدنا، حتى يستطيع الواحد منا أن يقول بكل فخر ويقين: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" وسنجد أنه مهما كانت المقتلة العظيمة بين القلة مع داود، والكثرة مع أبشالوم، فإن المعركة ستنتهي على نحو مثير مفاجيء، بسقوط العدو وسحقه، مما سيفعله السيد في المعركة الأقسى والأعظم: "وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً!!"..
عاد أتاي الجتي مع داود إلى أورشليم في موكب المنتصرين، ولا أعلم ماذا كان إحساسه في ذلك، أو ماذا كان مذاق النصر عنده، وقد سقط التمرد والبغي، والشر والفساد أمام الصدق والحق، والأمانة والرحمة،.. لكني أعتقد أن أتاي عاش طوال عمره يذكر تلك اللحظة الحاسمة من حياته! حيث واجه الاختيار الأقسى والأصعب والأشد،.. ولعله علم أولاده وأحفاده -في الصراع بين الحق والباطل- أن يقولوا كما قال هو ذلك اليوم القديم: "حي هو الرب وحي سيدي الملك إنه حيثما كان سيدي الملك إن كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك أيضاً"...
0 notes
joyfulfartwombat · 5 years
Text
             الصفحة الرئيسة  |  كلمة المرشد  |  من نحن ؟  |  مبادؤنا  |  أهدافنا  |  وسائلنا  |  منهجنا  |  اتصل بنا
آخر تحديث: الأحد 23/7/1426 هـ الموافق 28/8/2005 م الساعة 21:13 (مكة المكرمة) 19:13 (جرينتش) <!––>
<!– –>
الأخبــار
من أخبار الإخوان
موجز الأخبار
تحليلات إخبارية ملفات وتقارير
مصر
فلسطين
الوطن العربي
أفريقيا
آسيا
أوروبا وأستراليا
الأمريكتين
بيـانات ووثـائق
بيانات الجماعة
وثـــــائق
ندوات ومؤتمرات
ندوات
مؤتمرات
تحقيقات ومقابلات
تحقيقات
مقابلات
برلمانيــــات
مصـــر
الوطن العربي
دول إسلامية
قضايا برلمانية
دعـــــوتنا رسالة الأسبوع الإمام المؤسس
البنا في سطور
فكره وآثاره
البنا وفلسطين
ما كتب عنه
صور ووثائق
مساهمات القراء
المرشد العام
المرشد في سطور
كلمات وتصريحات
حوارات
اجتماعيات
تاريخ الدعوة
ما قــــبل الجماعة
مرحلة النشأة والتكوين
قضايا في فكر الإخوان
فقه الدعــــوة بحوث فقهية
قضايا فقهية
فتاوى مختارة
مدرسة الدعوة
منبر الجمعة
دراسات وبحوث
دروس ومحاضرات
دورات دعوية
شخصيات إسلامية
المرشدون
الشـــهداء
الدعاة والمجاهدون
العلماء والأدباء
مفاهيم تربوية
فكرية
سلوكية
مهارات إدارية
مفاهيم
دراسات
دورات
خـدمات المكتبة
المقروءة
كتب الجماعة
ملخصات
المسموعة
محاضرات
أناشيد
المرئية
ملفات خاصة الصحافة في أسبوع
مصر
فلسطين
العالم العربي
المجتمع الدولي والإسلامي
مواقع مختارة
إســــلامية
إخبــــارية
علمـــــاء
أدبيـــــة
وكالات أنبـاء
متنوعــــة
بريد القراء
<!– –><!–
–>
الداعية الشيخ/ محمد الغزالي- رحمه الله إخوان أون لاين – 08/10/2003
(5 من ذي الحجة 1335هـ – 19 من شوال 1417هـ) (22 من سبتمبر 1917م -9 من مارس 1996م)
• توطئة.
• المولد والنشأة.
• في ميدان الدعوة والفكر.
• في المعتقل.
• من هنا نعلم.
• الغزالي وعبدالناصر.
• في عهد السادات.
• في الجزائر.
• بين رجال الإصلاح.
• من أهم مؤلفاته.
• الوفاة.
• اقرأ أيضًا.
• من مصادر الدراسة.
  • توطئة: كان الشيخ “محمد الغزالي” واحدًا من دعاة الإسلام العِظام، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين؛ فهو مؤمن صادق الإيمان، مجاهد في ميدان الدعوة، ملكَ الإسلام حياته؛ فعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخر قلمه وفكره في بيان مقاصده وجلاء أهدافه، وشرْح مبادئه، والذوْد عن حماه، والدفاع عنه ضد خصومه، لم يدع وسيلة تمكنه من بلوغ هدفه إلا سلكها؛ فاستعان بالكتاب والصحيفة والإذاعة والتلفاز في تبليغ ما يريد.
رزقه الله فكرًا عميقًا، وثقافة إسلامية واسعة، ومعرفة رحيبة بالإسلام؛ فأثمر ذلك كتبًا عدة في ميدان الفكر الإسلامي، تُحيي أمة، وتُصلح جيلاً، وتفتح طريقًا، وتربي شبابًا، وتبني عقولاً، وترقِّي فكرًا، وهو حين يكتب أديب مطبوع، ولو انقطع إلى الأدب لبلغ أرفع منازله، ولكان أديبًا من طراز حجة الأدب ونابغة الإسلام “مصطفى صادق الرافعي”، لكنه اختار طريق الدعوة؛ فكان أديبها النابغ.
ووهبه الله فصاحة وبيانًا، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، وروعة الإيمان، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام؛ فكانت خُطبه ودروسه ملتقىً للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حلَّ به، و”الغزالي” يملك مشاعر مستمِعِه حين يكون خطيبًا، ويوجِّه عقله حين يكون كاتبًا؛ فهو يخطب كما يكتب عذوبة ورشاقة، وخُطَبه قِطعٌ من روائع الأدب.
و”الغزالي” رجل إصلاح، عالم بأدواء المجتمع الإسلامي في شتَّى ربوعه، أوْقف حياته على كشف العلل، ومحاربة البدع وأوجه الفساد في لغة واضحة لا غموض فيها ولا التواء، يجهر بما يعتقد أنه صواب دون أن يلتفت إلى سخط الحكام أو غضب المحكومين، يحرّكه إيمان راسخ وشجاعة مطبوعة، ونفس مؤمنة.
• المولد والنشأة: في قرية “نكلا العنب” التابعة لمحافظة البحيرة بمصر وُلد الشيخ “محمد الغزالي” في (5 من ذي الحجة 1335هـ = 22 من سبتمبر 1917م)، ونشأ في أسرة كريمة، وتربّى في بيئة مؤمنة؛ فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة سنة (1356هـ = 1937م) والتحق بكلية أصول الدين، وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالإمام “حسن البنا”، وتوثقت علاقته به، وأصبح من المقرَّبين إليه، حتى إن الإمام “البنا” طلب منه أن يكتب في مجلة (الإخوان المسلمين)؛ لما عهد فيه من الثقافة والبيان، فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وكان “البنا” لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرَّج سنة (1360هـ = 1941م) ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة (العالمية) سنة (1362هـ = 1943م)، وبدأ رحلتَه في الدعوة في مساجد القاهرة.
 • في ميدان الدعوة والفكر: كان الميدان الذي خُلق له الشيخ “الغزالي” هو مجال الدعوة إلى الله على بصيرة ووعي، مستعينًا بقلمه ولسانه؛ فكان له باب ثابت في مجلة (الإخوان المسلمين) تحت عنوان (خواطر حيَّة) جلَّى قلمه فيها عن قضايا الإسلام ومشكلات المسلمين المعاصرة، وقاد حملات صادقة ضد الظلم الاجتماعي وتفاوت الطبقات وتمتُّع أقلية بالخيرات في الوقت الذي يُعاني السواد الأعظم من شظف العيش. ثم لم يلبث أن ظهر أول مؤلفات الشيخ “الغزالي” بعنوان (الإسلام والأوضاع الاقتصادية) سنة (1367هـ = 1947م) أبان فيه أن للإسلام من الفكر الاقتصادي ما يدفع إلى الثروة والنماء والتكافل الاجتماعي بين الطبقات، ثم أتبع هذا الكتاب بآخر تحت عنوان (الإسلام والمناهج الاشتراكية)، مكملاً الحلقة الأولى في ميدان الإصلاح الاقتصادي، شارحًا ما يراد بالتأمين الاجتماعي، وتوزيع الملكيات على السنن الصحيحة، وموضع الفرد من الأمة، ومسئولية الأمة عن الفرد، ثم لم يلبث أن أصدر كتابه الثالث (الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين).
والكتب الثلاثة تبين في جلاء جنوح الشيخ إلى الإصلاح في هذه الفترة المبكرة، ووُلُوجِه ميادين الكتابة- التي كانت جديدة تمامًا على المشتغلين بالدعوة والفكر الإسلامي-، وطرْقه سُبلاً لم يعهدها الناس من قبله، وكان همُّ معظم المشتغلين بالوعظ والإرشاد قبلَه الاقتصار على محارَبَة البِدَع والمنكرات.
• في المعتقل: ظل الشيخ يعمل في مجال الدعوة حتى ذاعت شهرته بين الناس لصدقه وإخلاصه وفصاحته وبلاغته، حتى هبّت على جماعة (الإخوان المسلمين) رياح سوداء؛ فصدر قرار بحلها في (صَفَر 1368هـ = ديسمبر 1948م)، ومصادرة أملاكها والتنكيل بأعضائها، واعتقال عدد كبير من المنضمِّين إليها، وانتهى الحال باغت��ال مؤسس الجماعة تحت بصر الحكومة وبتأييدها، وكان الشيخ “الغزالي” واحدًا ممن امتدت إليهم يدُ البطش والطغيان، فأُودع معتقل الطور مع كثير من إخوانه، وظل به حتى خرج من المعتقل في سنة (1369هـ = 1949م) ليواصل عمله، وهو أكثر حماسًا للدعوة، وأشد صلابةً في الدفاع عن الإسلام وبيان حقائقه.
ولم ينقطع قلمه عن كتابة المقالات وتأليف الكتب، وإلقاء الخطب والمحاضرات، وكان من ثمرة هذا الجهد الدؤوب أن صدرت له جملة من الكتب كان لها شأنها في عالم الفكر مثل: (الإسلام والاستبداد السياسي)، الذي انتصر فيه للحرية وترسيخ مبدأ الشورى، وعدَّها فريضةً لا فضيلة، وملزِمة لا مُعْلِمة، وهاجم الاستبداد والظلم وتقييد الحريات، ثم ظهرت له تأملات في: الدين والحياة، وعقيدة المسلم، وخلق المسلم.
• من هنا نعلم: وفي هذه الفترة ظهر كتاب للأستاذ “خالد محمد خالد” بعنوان “من هنا نبدأ”، زعم فيه أن الإسلام دين لا دولة، ولا صلة له بأصول الحكم وأمور الدنيا، وقد أحدث الكتاب ضجةً هائلة وصخبًا واسعًا على صفحات الجرائد، وهلَّل له الكارهون للإسلام، وأثنَوا على مؤلِفه، وقد تصدى “الغزالي” لصديقه “خالد محمد خالد”، وفنَّد دعاوى كتابه في سلسلة مقالات، جُمعت بعد ذلك في كتاب تحت عنوان (من هنا نعلم).
ويقتضي الإنصاف أن نذكر أن الأستاذ “خالد محمد خالد” رجع عن كل سطر قاله في كتابه (من هنا نبدأ)، وألّف كتابًا آخر تحت عنوان (دين ودولة)، مضى فيه مع كتاب “الغزالي” في كل حقائقه، ثم ظهر له كتاب (التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام)، وقد ألفه على مضض؛ لأنه لا يريد إثارة التوتر بين عنصري الأمة، ولكن ألجأته الظروف إلى تسطيره ردًّا على كتاب أصدره أحد الأقباط، افترى فيه على الإسلام، وقد التزم “الغزالي” الحجة والبرهان في الرد، ولم يلجأ إلى الشدة والتعنيف، وأبان عن سماحة الإسلام في معاملة أهل الكتاب، وتعرض للحروب الصليبية وما جرّته على الشرق الإسلامي من شرور ووَيلات، وما قام به الإسبانيون في القضاء على المسلمين في الأندلس بأبشع الوسائل وأكثرها هولاً دون وازع من خُلق أو ضمير.
• “الغزالي” وعبدالناصر: بعد قيام ثورة 1952م، ونجاح قادتها في إحكام قبضتهم على البلاد، تنكروا لجماعة (الإخوان المسلمين) التي كانت سببًا في نجاح الثورة واستقرارها، ودأبوا على إحداث الفتنة بين صفوفها، ولولا يقظة المرشد الصلب “حسن الهضيبي” وتصديه للفتنة لحدث ما لا تُحمد عقباه، وكان من أثر هذه الفتنة أن شبّ نزاع بين “الغزالي” والإمام المرشد انتهى بفصل “الغزالي” من الجماعة وخروجه من حظيرتها.
وقد تناول “الغزالي” أحداث هذا الخلاف، وراجع نفسه فيها، وأعاد تقدير الموقف، وكتب في الطبعة الجديدة من كتابه (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث)، وهو الكتاب الذي دوّن فيه “الغزالي” أحداث هذا الخلاف فقال: “لقد اختلفت مع المغفور له الأستاذ “حسن الهضيبي، وكنت حادَّ المشاعر في هذا الخلاف؛ لأنني اعتقدّت أن بعض خصومي أضغنوا صدر الأستاذ “حسن الهضيبي” لينالوا مني، فلما التقيت به- عليه رحمة الله- بعد أن خرج من المعتقل تذاكرنا ما وقع، وتصافَينا، وتنَاسَينا ما كان، واتفقت معه على خدمة الدعوة الإسلامية، وعفا الله عما سلف”.
وهذا مما يحسب لـ”الغزالي”، فقد كان كثير المراجعة لما يقول ويكتب، ولا يستنكف أن يؤوب إلى الصواب ما دام قد تبين له، ويعلن عن ذلك في شجاعة نادرة لا نعرفها إلا في الأفذاذ من الرجال. وظل الشيخ في هذا العهد يجأر بالحق ويصدع به، وهو مغلول اليد مقيد الخطو، ويكشف المكر السيئ الذي يدبره أعداء الإسلام، من خلال ما كتب في هذه الفترة الحالكة السواد مثل: (كفاح دين)، (معركة المصحف في العالم الإسلامي)، و(حصاد الغرور)، و(الإسلام والزحف الأحمر).
ويُحسب لـ”الغزالي” جرأته البالغة وشجاعته النادرة في بيان حقائق الإسلام، في الوقت الذي آثر فيه الغالبية من الناس الصمت والسكون؛ لأن فيه نجاة حياتهم من هول ما يسمعون في المعتقلات، ولم يكتفِ بعضهم بالصمت المهين، بل تطوع بتزيين الباطل لأهل الحكم وتحريف الكلم عن مواضعه، ولن ينسى أحد موقفه في المؤتمر الوطني للقوى الشعبية الذي عُقد سنة (1382هـ = 1962م) حيث وقف وحده أمام حشود ضخمة من الحاضرين يدعو إلى استقلال الأمة في تشريعاتها، والتزامها في التزيِّي بما يتفق مع الشرع، وكان لكلام “الغزالي” وقعُه الطيب في نفوس المؤمنين الصامتين في الوقت الذي هاجت فيه أقلام الفتنة، وسلطت سمومها على الشيخ الأعزل فارس الميدان، وخرجت جريدة (الأهرام) عن وقارِها وسخِرت من الشيخ في استهانة بالغة، لكن الأمة التي ظُن أنها قد استجابت لما يُدبَّر لها خرجت في مظاهرات حاشدة من الجامع الأزهر، وتجمَّعت عند جريدة الأهرام لتثأر لكرامتها وعقيدتها ولكرامة أحد دعاتها ورموزها، واضطُّرت جريدة الأهرام إلى تقديم اعتذار.
• في عهد السادات: واتسعت دائرة عمل الشيخ في عهد الرئيس “السادات”، وخاصةً في الفترات الأولى من عهده التي سُمح للعلماء فيها بشيء من الحركة، استغله الغيورون من العلماء؛ فكثفوا نشاطهم في الدعوة، فاستجاب الشباب لدعوتهم، وظهر الوجه الحقيقي لمصر، وكان الشيخ “الغزالي” واحدًا من أبرز هؤلاء الدعاة، يقدمه جهده وجهاده ولسانه وقلمه، ورزقه الله قبولاً وبركةً في العمل؛ فما كاد يخطب الجمعة في جامع “عمرو بن العاص”- وكان مهملاً لسنوات طويلة- حتى عاد إليه بهاؤه، وامتلأت أروِقته بالمصلين.
ولم يتخلَّ الشيخ “الغزالي” عن صراحته في إبداء الرأي، ويقظته في كشف المتربصين بالإسلام، وحكمته في قيادة من ألقوا بأزمّتهم له، حتى إذا أعلنت الدولة عن نيتها في تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، وتسرب إلى الرأي العام بعض مواد القانون التي تخالف الشرع الحكيم؛ قال الشيخ فيها كلمته، بما أغضب بعض الحاكمين، وزاد من غضبهم التفاف الشباب حول الشيخ، ونقده بعض الأحوال العامة في الدولة، فضُيق عليه وأُبعد عن جامع (عمرو بن العاص)، وجُمّد نشاطه في الوزارة، فاضطُّر إلى مغادرة مصر للعمل في جامعة (أم القرى) بالمملكة العربية السعودية، وظل هناك سبع سنوات لم ينقطع خلالها عن الدعوة إلى الله، في الجامعة أو عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
• في الجزائر: ثم انتقل الشيخ “الغزالي” إلى الجزائر ليعمل رئيسًا للمجلس العلمي لجامعة (الأمير عبدالقادر) الإسلامية بقسطنطينة، ولم يقتصر أثر جهده على تطوير الجامعة، وزيادة عدد كلياتها، ووضع المناهج العلمية والتقاليد الجامعية، بل امتد ليشمل الجزائر كلها؛ حيث كان له حديث أسبوعي مساء كل يوم اثنين يبثه التلفاز، ويترقَّبه الجزائريون لما يجدون فيه من معانٍ جديدة وأفكار تعين في فهم الإسلام والحياة، ولا شك أن جهاده هناك أكمل الجهود التي بدأها زعيما الإصلاح في الجزائر: عبدالحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، ومدرستهما الفكرية.
ويقتضي الإنصاف القول إن الشيخ كان يلقَى دعمًا وعونًا من رئيس الدولة الجزائرية “الشاذلي بن جديد”، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها بعد أن أصبحت غريبة الوجه واللسان، وبعد السنوات السبع التي قضاها في الجزائر عاد إلى مصر ليستكمل نشاطه وجهاده في التأليف والمحاضرة.
• “الغزالي” بين رجال الإصلاح: يقف “الغزالي” بين دعاة الإصلاح كالطود الشامخ، متعدد المواهب والملَكات، راض ميدان التأليف؛ فلم يكتفِ بجانب واحد من جوانب الفكر الإسلامي؛ بل شملت مؤلفاته: التجديد في الفقه السياسي ومحاربة الأدواء والعلل، والرد على خصوم الإسلام، والعقيدة والدعوة والأخلاق، والتاريخ والتفسير والحديث، والتصوف وفن الذكر، وقد أحدثت بعض مؤلفاته دويًّا هائلاً بين مؤيديه وخصومه في أخريات حياته مثل كتابَيه: (السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث) و(قضايا المرأة المسلمة). وكان لعمق فكره وفهمه للإسلام أن اتسعت دائرة عمله لتشمل خصوم الإسلام الكائدين له، سواءٌ أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، وطائفة كبيرة من كتبه تحمل هذا الهمّ، وتسدُّ تلك الثغرة بكشف زيغ هؤلاء، ورد محاولاتهم للكيد للإسلام.
أما الجبهة الأخرى التي شملتها دائرة عمله فشملت بعض المشتغلين بالدعوة الذين شغلوا الناس بالفروع عن الأصول وبالجزئيات عن الكليات، وبأعمال الجوارح عن أعمال القلوب، وهذه الطائفة من الناس تركزت عليهم أعمال الشيخ وجهوده؛ لكي يفيقوا مما هم فيه من غفلة وعدم إدراك، ولم يسلم الشيخ من ألسنتهم، فهاجموه في عنف، ولم يراعوا جهاده وجهده، ولم يحترموا فكره واجتهاده، لكن الشيخ مضى في طريقه دون أن يلتفت إلى صراخهم.
وتضمنت كتبه عناصر الإصلاح التي دعا إليها على بصيرة؛ لتشمل تجديد الإيمان بالله وتعميق اليقين بالآخرة، والدعوة إلى العدل الاجتماعي، ومقاومة الاستبداد السياسي، وتحرير المرأة من التقاليد الدخيلة، ومحاربة التدين المغلوط، وتحرير الأمّة وتوحيدها، والدعوة إلى التقدم ومقاومة التخلف، وتنقية الثقافة الإسلامية، والعناية باللغة العربية.
واستعان في وسائل إصلاحه بالخطبة البصيرة، التي تتميز بالعرض الشافي والأفكار الواضحة التي يعد لها جيدًا، واللغة الجميلة الرشيقة، والإيقاع الهادئ والنطق المطمئن؛ فلا حماسة عاتية تهيج المشاعر والنفوس، ولا فضول في الكلام يُنسي بضعه بعضًا، وهو في خُطَبه معلِّم موجه، ومصلح مرشد، ورائد طريق يأخذ بيد صاحبه إلى بَر الأمان، وخلاصة القول إن الغزالي توافرت فيه من ملكات الإصلاح ما تفرق عند غيره؛ فهو: مؤلف بارع، ومجاهد صادق، وخطيب مؤثر، وخبير بأدواء المجتمع بصير بأدويته.
• من أهم مؤلفاته – الإسلام والأوضاع الاقتصادية (وهو أول كتبه 1947م)
– السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.
– قضايا المرأة المسلمة.
– فقه السيرة.
– دستور الوحدة الثقافية (وهو شرح للأصول العشرين).
– من هنا نعلم.
– قذائف الحق.
– ركائز الإيمان.
– الإسلام والاستبداد السياسي.
– علل وأدوية.
• الوفاة: لقي الشيخ ربه وهو في الميدان الذي قضى فيه عمره كله- حيث كان في مؤتمر للدعوة الإسلامية بالرياض، واحتد النقاش في مسألة متعلقة بالعقيدة فانبرى الشيخ موضحًا ومعلمًا فأصيب بأزمة قلبية تُوفي على أثرها- رحمه الله- في (19 من شوال 1270هـ = 9 من مارس 1996م)، ودُفِن بالبقيع في المدينة المنورة.
• اقرأ أيضًا: الداعية المجدد الشيخ “محمد الغزالي”. مذكرات القرضاوي: إمامنا الشيخ الغزالي.. كم سعدت بصحبته!! مذكرات القرضاوي: من الطور إلى الهايكستب.. رحلة قاسية لا تُنسى.
• من مصادر الدراسة: يوسف القرضاوي: الشيخ الغزالي كما عرفته – دار الشروق – القاهرة – 1420-2000م. عبد الحليم عويس وآخرون: الشيخ “محمد الغزالي”.. صور من حياة مجاهد عظيم ودراسة لجوانب من فكره – دار الصحوة للنشر – القاهرة 1413هـ = 1993م. محمد عمارة: الشيخ “محمد الغزالي”.. الموقع الفكري والمعارك الحربية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1992م. محمد رجب بيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين – دار القلم – دمشق 1420هـ = 1999م.
بحث تفصيلي بحث عن الصور والصوتيات والمرئيات
<!–
–>
قضــايا الأمة   فلسطين
– تاريخ القضية الفلسطينية
– الإخوان وفلسطين
– يوميات الانتفاضة
– الأحداث في صور
– فلسطين عبر العصور
  أقليات مسلمة
– مسلمو أفريقيا
– مسلمو آسيا
– مسلمو أوروبا
– مسلمو أمريكا
– مسلمو استراليا
  العالم الإسلامي
– دول عربية
– دول غير عربية
  قضايا وآراء
– فكرية
– ثقافية
– تربوية
– سياسية
– اقتصادية
– اجتماعية
– علمية
الأســـــرة   واحة المرأة
– شخصيات نسائية
– معاصرات
– سابقات
– فقه المرأة
– وقفات إيمانية
– فتاوى نسائية
– أســـرتك
– العلاقات الزوجية
– مشكلة وحل
– حـــواء
– حواء في الإعلام
– الصحة والزينة
– مهارات منزلية
  شبابنا
– مدرسة الشباب
– كلمة الأسبوع
– قافلة العظماء
– اعرف عدوك
– نادي الشباب
– رياضة وملاعب
– من هنا وهناك
– مع الشباب
– مهارات ومواهب
– حوارات
  أولادنا   تربية الأبناء قطــــوف متنوعة   ركن الأدب
– ثقافيات
– مقالات ودراسات
– مكتبتك
– أخبار أدبية
– فنون أدبية
– شعر
– قصة و مسرح
– تراثيات
– أدبـاء وشعراء
– منوعات
– بأقلامكم
– من طرائف اللغة
جميع حقوق النشر محفوظة © 2002- 2005 م
© www.ikhwanonline.com
الشيخ “محمد الغزالي” الصفحة الرئيسة  |  كلمة المرشد  |  من نحن ؟  |  مبادؤنا  |  أهدافنا  |  وسائلنا
0 notes
muharraq-news · 6 years
Photo
Tumblr media
. السيد نصر الله: البحرينيون يُقمعون ويُقتلون لكنهم حاضرون في يوم القدس بينما يتجه النظام لمزيد من التطبيع . قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله إن البحرينيين بالرغم من القمع الذي يتعرضون له إلا أنهم حاضرين في يوم القدس العالمي. وقال في خطاب متلفز إن هناك تحدٍ جديد في مواجهة قضية القدس وفلسطين وهو تقديم التنظير الديني والعقائدي والفلسفي والتاريخي للهزيمة أمام الكيان الاسرائيلي​​​​​​​ والذي بدأت من السعودية مروراً بالإمارات فالبحرين. وانتقد السيد نصرالله بشدة التزييف والتحريف لمعاني القرآن في هذا الصدد وقال إن هناك من يريد أن يحمي عرشه من ��لال أمريكا فيقوم بالاعتراف بـ”اسرائيل” وتصفية القضية الفلسطينية. وشدد على أن مسؤولية العلماء ووسائل الإعلام وكل صاحب قلم هي مواجهة الفكر التحريفي لقضية القدس​​​​​​​ وفلسطين. وأشار السيد نصر الله إلى خروج “مظاهرات في الكثير من بلدات البحرين والتي تم قمع بعضها بالرغم من أن القائد سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم لا يزال في الإقامة الجبرية وفي وضع صحي صعب. وأضاف: “علماؤهم وقادتهم ورموزهم وآلاف من شبابهم في السجون ويقمعون ويقتلون ويحكم عليهم بالإعدام وتسحب منهم الجناسي لكنهم حاضرين في يوم القدس ويوم التضامن مع فلسطين”، في المقابل فإن “نظام البحرين يتجه إلى مزيد من التطبيع مع إسرائيل والاعتراف بها وصولاً للإعلان بأن لإسرائيل الحق أن تدافع عن نفسها في الجولان المحتل مثلا”. وختم حديث حول البحرين بالقول “لكل الساكتين في العالمين العربي والإسلامي عما يجري في البحرين أما آن الأوان أن يبين أين الحق وأين الباطل ومن الظالم ومن المظلوم”. . . ‎#اخبار #المحرق_نيوز #المحرق #صحافة #حقوق_الإنسان #ثورة #ثورة_البحرين #منوعات #صحة #تقنية ‎#السعودية #الرياض #الامارات #قطر #عمان #الكويت ‎#العراق #البديع #الرفاع #المنامة #سماهيج #الدراز #الدير #عراد #Bahrain #اليمن #سوريا #أخبار #البحرين https://ift.tt/2sT6Hbs
0 notes
toumast-us · 7 years
Text
لعبة تشارلي وتأثيرها عاى الليبيين وما قالوعنها العلماء
اتقو الله عباد الله
الماسونية التي اتى بها الصهيوني برنار ليفي في ثورة فبراير هاهي بدا يظهر مفعولها  فلعبة شارلي تعني السجود والركوع لشيطان مثلما يريد اليهود اتقوا الله في انفسكم ياليبيين  انتم تجلبون الشياطين للبلاد بعدما كانت بلد المليون حافظ للقرآن ولو استمر الوضع راح تصيرو بشر  تجارب مقيادين وتفتح الخمارات وبيوت الدعارة ويصبح الامر عادي جدا وتبيعو بناتكم ونسائكم وشرفكم  بامر عادي بعد ان ينجح المسونيين بتنويهكم مغناطيسيا بسحر والشعودة ولعبة شارلي خافو ربكم يا ليبيين مش  ناقصين وين تبو تمشيو بينا وبالبلاد.... لي تابع سلسلة المسونية يفهم ما اقول حرب الجيل الرابع تجرب الان في ليبيا  وفي شعبها
إقراء ايضا كلام العلماء عن هذه العبة الدنيئة اكرمكم الله 
حديثنا اليوم عن جريمة سماها الناس لعبة؛ لعبة تشارلي قبل أيام عديدة وصلني مقطع على الجوال فيه بيان كيف تُلعب هذه اللعبة بين أطفال وأبناء المدارس فلم أعر الموضوع اهتماما لأني ما كنت أصدق أنها ستنتشر وسيتقبلها الناس، ولكن لما كتبت الصحف وتحدث الناس في بلدان شتى، وليس في قطر خاصة، بل في منطقة الخليج كلها تقريبا، يتحدث الناس عن لعبة راجت بين الأبناء والبنات، وسميت بهذا الاسم شارلي، جني، فيما يزعمون، من أقصى الأرض في الغرب ويلعبون لعبته في بلاد الإسلام، يدّعون أنه يخبرهم عما في الغد، يخبرهم عن الغيب، وما كنت أصدق أن لها تأثيرا حتى سألت من حولي فحدثني أحد الشيوخ أن ولده يأبى أن ينام في غرفته ويأبى إلا أن ينام مع أبيه في الغرفة لأنه مصاب بالذعر بسبب ما حدثه زملاؤه عن حضور هذاالجني.
الأمر يحتاج إلى حديث  اللعبة باختصار لمن لا يعلمها: عبارة عن وضع قلمين متعاكسين كعلامة ( + ) على ورقة أو على طاولة ، ثم يكتب في المربعات الأربع كلمات مرة نعم ومرة لا ، بالانجليزي yes _ no في كل مربع يُكتب كلمة ثم يصيح من يريد أن يلعب هذه اللعبة يصيح مستغيثاً بشارلي، بتشارلي ويزعم أنه سيجيبه ويسأله فإذا تحرك القلم جهة yes كان الجواب هو المطلوب  وإلا كان الجواب بخلاف ذلك، هذه اللعبة انتشرت بين الأبناء والبنات في المدارس وأصبحت تسبب ذعرا لكثير منهم، وهذا يلقي بالظلال على واجبنا نحن الآباء والأمهات ووسائل التوجيه والتعليم وما مدى ما بذلناه في سبيل غرس العقائد الصحيحة في نفوس الأبناء والبنات. يزعمون أن هذا الجني سيخبرهم بما سيكون في الغد، فمن سيصدق أن أبناء المسلمين يقبلون على هذا بنهم، ويتعاطونه برغبة، إلا عندما خفي الحق، عندما لم يُغرس الحق في النفوس والقلوب، أصبحت القلوب قابلة لأن يُغرس فيها ما جاءها. أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى **** فصادف قلبا خاليا فتمكنا هذا الإنسان بأصل خلقته لا يعرف شيئا كما قال الله تعالى: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، أخرجكم جهّالا لا تعلمون شيئا، وأعطاكم وسائل التعلّم: السمع والبصر والفؤاد، لعلكم تستعملونها في التعلم الصحيح فتشكرون نعمة الله تعالى. والأبناء والبنات هذا حالهم، لا يعلمون شيئا، والواجب على الكبار أن يعلموهم، وأن يبلغوهم دين الله تعالى، فإن من أولى الواجبات، من أهم الفرائض أن يتعلّم الأبناء والبنات التوحيد، كما قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) قوا أنفسكم يعني علموهم وأدبوهم كما قال الصحابة.  وأصل التعليم وأسّه أن تعلمهم ما يجب لله تعالى، وما يختص به الله سبحانه وتعالى من خصائص، وهذا معنى التوحيد، والله عز وجل تفرد بعلم الغيب، فلا يعلم الغيب أحد غيره سبحانه، قال الله سبحانه: ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )، وقال سبحانه: (وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ).  ومن ادعى أنه يعلم الغيب، ويُخبر بما سيكون في الغد فإنه كافر، لأنه مكذّب للقرآن، كافر: يعني خارج من ملة الإسلام والعياذ بالله، فإذا مات على ذلك فإنه من حطب جهنم، ومن صدّقه فيما يدعيه، من صدقه أنه يعلم الغيب وأنه يخبر بما سيكون في الغد، فإنه كافر مثله، وإذا مات على ذلك كان من حطب جنهم، هكذا قال عليه الصلاة والسلام، قال: (من أتى عرّافا فسأله فصدّقه فقد كفر بما أُنزل على محمد). من هو العرّاف؟  العراف: الذي يدعي المعرفة، يدعي أنه يعرف الغيب، يعلم الغيب، والعرافة أنواع عديدة، قد يُستعمل لها مقدمات كقراءة الكف وقراءة الفنجان والضرب بالحصى والخط على الرمل وغير ذلك مما يعلمه الدجالون والكذابون، وقد لا تُستعمل له مقدمات، فيخبر الكاذب بأنه يعلم الغيب مطلقا، هؤلاء كفار، ومن جاءهم وسألهم وصدقهم فإنه كافر مثلهم، (من أتى عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما أُنزل على محمد ) أما الذي يأتيه لا للتصديق، ولكن للاطلاع ومعرفة ما عند الناس وحب الاستطلاع كما يسمونه، من أتى هذا العراف فسأله غير مؤمن به، غير مصدق له، فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، يستحق معها أن يحرم من ثواب الصلاة، كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم: (من أتى عرافا فسأله لم تُقبل له صلاةٌ أربعين ليلة) هذا جاءه ولم يصدقه، جاءه لحب الاستطلاع ليرى ما عنده فقط، فإن عقابه ألا يثيبه الله على صلاته أربعين ليلة، أتى كبيرة من كبائر الذنوب لم يكفر، أرأيتم حجم الخطر الذي يتعرض له الإنسان حين لا يُعلّم الحق، حين لا يُغرس في نفسه التوحيد. إن أوجب الواجبات علينا أن نعلم أبناءنا دينهم الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يصيروا حطباً لجهنم، والعجب العجاب أيها الإخوة - ومن عرف حال الناس وسنة الله في خلقه لا يتعجب - لكن عجبٌ بادئ الرأي أن تنتشر هذه الخرافات وهذه الأكاذيب في جزيرة العرب، موطن الإسلام الأول وموئله بعد تفرقه، في القوم الذين خرج منهم الإسلام وصيّرهم أساتذة البشرية، عجب عجاب أن ينتشر فيهم مثل هذا، ولكن إذا علمت أن الناس إذا تركوا الحق لجؤوا إلى الباطل حينها لا تتعجب، فقد بيّن الله لنا في كتابه أن اليهود من قبلنا أعرضوا عن كتاب الله، فلما أعرضوا عن كتاب الله توجهوا إلى الشياطين (نبذ فريق من الذين أتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وأتبعوا ما تتلوا الشياطين). وهذا حال الإنسان دائما حين يعرض عن الحق، حين يعرض عن تعلم دين الله، يصيبه الله تعالى بأن يتسلط عليه الباطل، وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بأن جزيرة العرب هذه ستعود إلى الشرك في آخر الزمان ويفشو فيها كما كان فاشيا فيها قبل الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة) قبائل دوس قبائل يمنية وهي في جزيرة العرب، قبائل كثيرة دخلت الإسلام وحسن إسلامها ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن الشرك عائد إلى هذه الأرض وأنه لن تقوم الساعة حتى تزدحم النساء حول الأصنام وتدفع النساء بعضها بعضا في عبادة هذه الاصنام حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة، فالشرك هو البديل عن التوحيد إذا لم يتعلم الناس دين الله، ويقوموا به فإن الله تعالى سيسلط عليهم الباطل، ستتسلط عليهم الشياطين وهذا كما أخبرنا الله في كتابه في سورة الجن. وتشارلي واحد منهم، أخبرنا الله بأن مؤمني الجن أخبروا نبي الله أخبروه عن حال الجن مع الإنس فقالوا كما قال الله في سورة الجن: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) يقول عكرمة: كان الإنس إذا نزلوا واديا خافت منهم الجن كما يخاف الإنس من الجن أو أشد، تخاف، وهذا الحال الطبيعي، هذا هو الحال الصحيح، أن المؤمن مخيف للشيطان وليس العكس، (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).  هذا هو الحال الصحيح: أن يكون الشيطان قد ملئ رعبا وخوفا منك، لأنك متسلح بالسلاح الذي يضره ويقتله ألا وهو ذكر الله، كان الإنس ينزلون المنزل فيخاف الجن ويهربون، فأحدث الشيطان لهم وأحدث الناس لهم الاستعاذة بزعيم الجن في تلك البقعة، فكانوا إذا نزلوا وادياً صاح صائحهم: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يستعيذ ويحتمي ويلتجئ بسيد الجن في ذلك الوادي ليدفع عنه شر السفهاء من الجن فيما يزعم، - فعلمت كما يقول عكرمه- : فعلم الجن أن الإنس يخافون منهم فاقتربوا منهم وأصابوهم بأنواع الأذى والخبل، وهذا حال الإنسان حين يعرض عن الله ويتكل على الجني ويعتمد عليه ويخاف منه، فإن الله تعالى يسلطه عليه، قال الله تعالى: (فزادوهم رهقا) لما علم الجن أن الإنس بحاجة إلى أن يستعيذوا بهم ويحتموابهم، كانت النتيجة أن زادوهم رهقا، زادوا من؟ الفريقان زادوا في الرهق، والرهق يأتي بمعنى الإثم والذنب، ويأتي بمعنى العتو والكبر والطغيان، فالفريقان أصيبوا بالرهق، الإنس أصيبوا بالإثم وارتكاب المحارم وغشيان ما حرم الله حين استعاذوا بالجن، والجن زادوا كبرا وعتوا وطغيانا حين علموا بأن الإنس يحتاجون إليهم ويستعيذون بهم فزادوهم رهقا. كان النبي صلى الله عليه وسلم ماشيا مرة، فعثرت به دابة فقال صاحبه: تعس الشيطان. فقال عليه الصلاة والسلام (لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل الجبل ولكن قل بسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب) لا تقل تعس الشيطان هذه الكلمة تُشعر بأنه آذانا وفعل شيئا بنا، واستطاع أن يتمكن منا، ولكن حينما يعلم أنك متوكل على الله معتمد عليه، لا تخاف شر الشيطان، يرجع إلى حجمه الصحيح، يتصاغر حتى يصير مثل الذباب، وحين يرى من قلبك الفراغ من التوكل على الله والاعتماد عليه والالتجاء إلى المخلوق يعظم ويكبر حتى يصير مثل الجبل. لا غرابة أن يصاب الأبناء والبنات بالذعر والخوف إذا لعبوا هذه اللعبة؛ فإن الشيطان يتسرب منها إلى قلوبهم ليغرس فيها أنواع المخاوف، مع أن المطلعين على اللعبة يدركون تمام الإدراك أنه لا علاقة للجن في الإخبار بالغيب، إنما هي مجرد خرافات وسخافات، فقلم رصاص موضوع على آخر سيتحرك بأدنى هواء يرد عليه، ولذلك يدرك العقلاء جميعا بأنها لا حقيقة لها، ولكن الخرافات تروج وتسري وتتقبلها القلوب الضعيفة، وأول هذه القلوب قلوب الصبيان والنساء ولهذا كانوا دائما الهدف الأسهل للوقوع تحت دعاية الشرك وتحت وساوس الشيطان وأساليبه. جاء في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره أن عبد الله بن مسعود رأى في عنق زوجته خيطا فقطعه. قال ما هذا؟ قالت خيط رُقيَ لي فيه، فقال رضي الله عنه وارضاه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك، وأن آل بن مسعود لأغنياء عن الشرك) لا حاجة بهم إلى الشرك، ولذلك قطع الحبل والخيط، فقالت امرأته لا تقل هكذا، فإن عيني تذرف – تبقى تسيل من الدموع - فإذا ذهبت إلى فلان فرقاها لي، وسمته في بعض الروايات باليهودي، فرقاها لي في هذا الخيط سكنت - هكذا يبتلي الله عز وجل الإنسان، إذا تركت نزلت الدموع وعادت الدموع إلى أذاها، وإذا رقيت لها سكنت، فقال بن مسعود: إنما ذلك فعل الشيطان، فإذا تركته نخسها بيده وإذا رقيتها ترك ذلك) يحاول أن يتسلط على الإنسان فيؤذيه من أجل أن يلجأ إليه، فإذا لجأ إليه كف عنه الأذى والخطر وهذا ما هو واقع في حال كثير من الناس، أكثر الناس اليوم لا سيما في هذه البلدان يشتكون السحر والعين والرقى وأنواع البلاء.   فنحن أحوج ما نكون أن نغرس معاني التوحيد الحقيقية، معاني التوحيد الصحيحة في قلوبنا وقلوب أبناءنا وبناتنا فذلك هو العاصم من الوقوع في سخط الله. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. (الخطبة الثانية ):  إخوتي في الله: مهما يكن من أمر، فإن تلقين الأبناء والبنات لمعاني العقيدة فرض لا بد من القيام به، أصيبوا بما ذكرنا أو لم يصابوا فإن التحصين واجب، كما أن تعلم هذا العلم فرض في أصله في حد ذاته بغض النظر تعرض الإنسان لما يؤذي أو لم يتعرض، ويدلنا على هذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد روت لنا كتب السنة الحديث المشهور الذي يخاطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا لم يبلغ بعد، إنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحتلم، كان قريبا من الاحتلام، علمه الرسول معاني العقيدة في حديث جامع، قال:( يا غلام إني أعلمك كلمات .. إلى أن قال له: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله ��ك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) هذا الحديث الجامع يلقنه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن نسميه نحن طفلاً، طفل لم يبلغ الحلم بعد، وهكذا ينبغي أن يفعل المؤمنون من بعده، أن يعلقوا قلوب أبناءهم بالله.  استمع إلى هذه القصة العجيبة الجميلة في كيفية تعليم الأبناء والبنات الاعتماد على الله، يقول ابن الجوزي رحمه الله في كتاب تلبيس إبليس حاكيا عن أحد العلماء في تلقين أحد تلاميذه قال له: إذا حاول الشيطان إيذائك وإغوائك كيف تفعل؟ قال: أجاهده وأصده. قال: فإذا عاد ثانية كيف تفعل؟ قال أجاهده وأصده. قال إذن يطول بك الأمر، الأمر طويل لأنك لم تعرف الحقيقية لطرد الشيطان عنك، ثم ضرب له مثلا: قال له: أرأيت إذا كنت في طريق فمررت بغنم ومعها كلبها فنبح بك الكلب كيف تفعل؟ إذا اعترضك الكلب يريد أن يؤذيك كيف تفعل؟ قال: أصده وأدفعه. قال إذن يطول بك الأمر ولكن إذا استعنت برب الغنم كفه عنك، صاحب الكلب الذي له سلطان على هذا الكلب إذا استعنت به فإنه سيدفع عنك شر الكلب ويرد عنك شر الكلب. وهكذا الحال مع الشيطان إذا استعنت بمن له عليه السلطان، بمن خلقه، فإن الله تعالى يكفه عنك، هكذا ينبغي أن تلقن العقيدة الصحيحة للأطفال للأبناء والبنات حتى يصح اعتمادهم على الله فيسلموا من شرور كثيرة.  نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي اسلام ويب المصدر هـــنا
from Blogger http://ift.tt/2pjojgY via IFTTT
0 notes
alkhabaralaan-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
“حسن أوريد: مرآة الذات المتشظية” قراءة نقدية في كتاب “مرآة الغرب المنكسرة” الخبر الآن عزيز قنجاع “فهذا ما علم الله نبيه من رد الشيء الى شكله ونظيره وهو اصل لنا في سائر ما نحكم به من الشبيه و النظير” الأشعري: رسالة استحسان الخوض في علم الكلام لا يفتر الأستاذ أوريد، ومن إصدار إلى آخر في أن يجعل كتاباته جسرا ممدودا لإعادة توضيب العلاقة المشوبة بين الشرق و الغرب، سواء من خلال عمله الميداني المطلع بمركز طارق بن زياد او من خلال كتاباته في هذا المجال ، اذ يحاول هذا الكاتب دائما جهده الدؤوب تقديم الشرق الى الغرب وفي القلب منه الإسلام بصورة مغايرة اقرب إلى حقيقته منه إلى استيهامات المستشرقين في أفق تجاوز منظوري السيطرة والعداوة الذين حكما هذه العلاقة منذ تاريخ طويل، مع إرساء دعائم المشاركة والنقاش والإنصات المتبادل، ويأتي كتاب “مرآة الغرب المنكسرة” الصادر سنة 2010، نموذجا لهذا العمل الطموح، ونظرا لأهمية هذا الموضوع في المرحلة التاريخية من تاريخينا المعاصر الذي نحاول من خلاله الولوج الى روح العصر صار لزاما علينا مناقشة الأسس التي يقوم عليها خطاب التوافق هذا، محدداته، مضمراته ومعلناته. يستهل الكاتب مقدمة إصداره بالإحالة إلى واقعة معاشة معاينة لا تقبل الجدال, وهي أن الغرب يعيش أزمة اقتصادية منذ سنة 2008 . هذه الأزمة سيحاول الكاتب أن يناقش جذورها “باعتبارها تجليا لازمة أعمق تعتر العالم الغربي، ومن ثمة يطرح السؤال عن بنياته المفاهيمية ” (كل الاستشهادات التي نضعها بين مزدوجتين ماخوذة من الكتاب) الأزمة الاقتصادية هي إذن منذ المقدمة أزمة مفاهيم مؤسسة (بكسر السين الاولى و فتح الثانية)، ونقول المفاهيم المؤسسة لان الجملة الاستفهامية التي تلي هذا الاستشهاد تقول: “هل لازال الغرب يأتمر بفلسفة الأنوار التي جعلت غايتها تحرير الإنسان من كل أشكال القهر والاستغلال؟” مما يبين بجلاء أن الكاتب سيركز نقده على الفلسفة الحاضنة لبنية المفاهيم المؤسسة التي هي فلسفة الأنوار, وبالتالي سيكون الكتاب انسجاما مع هذا الإعلان، ذو منحى تفكيكي يتوسل الكشف عن أسس الأزمة الراهنة من خلال تداعيات المفاهيم الراشحة عن بنية فلسفة الأنوار. واستتباعا تصبح الأزمة الاقتصادية في الوقت الحالي عنوانا لأزمة فكرية شاملة وصلها الغرب. لذا “الم يخن الغرب نفسه ؟” وهي الصيغة التي تعيدنا إلى جوهر رؤية الكاتب التي مفادها أن الأزمة الاقتصادية الراهنة هي بسبب زيغان الغرب عن مبادئ فلسفته التي هي فلسفة الأنوار وخيانته لها ، إذن فالدعوة المعلنة في ثنايا هذا الخطاب السلفي ستكون في العودة إلى أصول الأنوار، التي يعتبر الاقتصاد احد تمظهراتها، وسيتكفل الكاتب بإبراز باقي جوانب الأزمة وباقي مجالات انعكاسها. وسينصب النقد بناء عليه على فلسفة الأنوار التي إما بطريقة جينيالوجية حملت في أحشاءها أسباب التردي القيمي والمفاهيمي، او انه في سياق التاريخ تمت خيانة الأنوار و تم التخلي بالتالي عن مبادئها لصالح فلسفة أخرى وقيم أخرى مناقضة. مشروع الكتاب إذن مبني على ما أصبح وعيا من واقع أزمة الغرب. وبما أن “الغرب ليس مفهوما جغرافيا بل حضاريا. شرائح واسعة من دول العالم الثالث تعيش حياتها وفق إيقاع الغرب ونظام عيشه…..شرائح درست في مدارس الغرب ، وتتأثر طرقه، وتجري حياتها على نظمه…” تصبح إذن معالجة هذا الغرب في شتى مجالاته “ليست مسالة صورية ،ولا حذلقة ذهنية لحشر الأنف في قضايا الآخرين .. فالآخر اقرب إلينا من حبل الوريد . هو جزء من “نحن” ” فشرعية المعالجة للغرب تستمد موضوعيتها لدى الكاتب إلى وجود هذه الفئة التي “تجري حياتها على نظمه – أي الغرب – وتفرض تصوراتها على مجتمعاتها وهي صاحبة القرار” إذن وحسب ما يفهم من السياق فالكاتب يجيب على مشاغل وأسئلة هذه الفئة الحاكمة المرتبطة بالغرب ليبدد بعضا من مخاوفها وقلقها، بسبب ما ينيخه هذا الظل الكثيف للازمة على توجهاتها الفكرية ومصالحها المادية وذلك “ببذله لمادة قلما تتاح لقارئ العربية” كما يقول. ونحن نوصي القارئ أن يدخل هذا القول في باب الدعاية لان جميع المادة بالكتاب مبتذلة و مكرورة. كل قراءة نقدية لدى الكاتب للغرب هي في الأصل قراءة في فلسفة الأنوار، وكل عودة إلى الأنوار هو في العمق عودة إلى أصولها الحضارية، مادام الغرب واقعا حضاريا حسب الكاتب، فهو إذن وحدة مبنينة، لها أصل واحد، أس مانع، وقعر جامع، قد تختلف الفروع والتفاصيل لكن الجوهر واحد، وجوهر الحضارة الغربية هو المسيحية. سيدلل الكاتب على قوله هذا بما أوتي من كلام ليخلص إلى أن حضارة الغرب نجحت لحدود الآن، وقبل أن تستفحل الأزمة الراهنة، لأنها بقيت مسيحية. فرغم ما يتبادر إلى الذهن من كون فلسفة الأنوار تبدت وكأنها ثورة على الدين، فإنها في رأي الكاتب تبنت كثيرا من قيمه ومنهجيته “فللإنسان كرامة مطلقة كما تقول الأديان التوحيدية وللمواطن حقوق والناس يولدون أحرارا كما كتب روسو في عقده الاجتماعي وكما سطره إعلان حقوق الإنسان والمواطن” ولكي يدلل على ما يقول اكثر، ينهي الجملة التي تلي هذا القول بنفس اللازمة التي هي “الإنسان و المواطن” كأننا أمام خلاصة متشابهة وواقع الأمر نحن أمام حشو لغوي متشابه فيقول: “وكما ان التراث اليهودي – المسيحي على الأقل في بعده المسيحي ذو نزوع كوني فكذلك الشأن بالنسبة لحقوق الإنسان و المواطن”. ويؤكد في موضع آخر انه ” لا يمكن أن ألا نرى وشائج بين الوصايا العشر وبين إعلان حقوق الإنسان والمواطن” كل ما أنتج الغرب من قيم، كل القيم لم تكن الا صدى للأصل باعتباره جوهرا مفارقا للزمان بحيث يحضر في الزمان و لا يحضر الزمان فيه” لقد قام الغرب على عمق ديني رغم مرجعيته العلمانية” وبذلك يصير كل إنتاج الأنوار ليس إلا نتاج لفلسفة دينية تحتاج الى حفار جينيالوجي ليصل الى عمقها الديني، الذي لا بد وان يتمظهر في الدولة باعتبارها جماع الفعل الانساني حيث يقول الكاتب وفي مكان آخر من الكتاب: “ونصب عرابو الأنوار بناء كنسيا علمانيا على غرار الكنيسة هو الدولة . تتأثر الدولة في التجربة الفرنسية بكيان الكنيسة. تأخذ عنها بنيتها و مفاهيمها وتراتبيتها بل ومصطلحاتها” إذن الدولة في الغرب هي دولة دينية برداء علماني. ومن هنا يصبح الغرب ، في صوره المتعددة وحضوره المختلف دائما مسيحيا. هذه الرؤية البسيطة المبنية على فهم عضواني للتاريخ، قائمة على البحث عن أصولأولى مستمرة أسطورية في فعلها واستمرارها، ورؤية الأصولكأحداثأبويةالأثر ذات مرجعية ثابتة، لاتصمد أمام الوقائع التاريخية، فأمام بداهة كون النهضة أحيت الفلسفة الإغريقية الأصيلة التي لا صلة لها بالمسيحية، ونقول الأصيلة لكون الفلسفة اليونانية تأثرت فيما بعد وبسبب فتوحات الاسكندر المقدوني بالأفلاطونية المحدثة بمدرسة الإسكندرية التي تأثرت بدورها بالتوفيقات الغنوصية للديانة اليهودية والمسيحية والمنطق اليوناني للمدرسة الحورانية المشرقية بسوريا، كما ان النهضة على مستوى التشريع احيت القانون الروماني، فان الكاتب يرد بان ” الفلسفة اليونانية لم تمح عالم الأسطورة التي ظلت تتعايش مع العقل وأصبحت خادمة له عوض ان تكون سيدة …” ويضيف قائلا: “من الضروري ان نذكر بذلك ، لان التعايش هو ما يميز الحضارة الغربية حتى عهود قريبة” اذن فالجانب الخرافي في كل الإنتاج الأدبي الإغريقي بقي حاضنا لمناطق اللاعقل، وبالضرورة فان عملية الإحياء في عصر النهضة كانت إحياء للتراث اليوناني شمولا بما فيه الأسطورة و الخرافة التي بقيت قلاعا ومناطق دفاع حصينة للإيمان والاعتقاد و التدين و استمرار قيمه، مما أعطى مجالا حيويا لتسرب المسيحية من جديد و بطرق مختلفة، إلا أن ما ي��ير الانتباه, وإعمالا لمنطق لكل مقام مقال عند الكاتب، نجده عندما ينتقل للحديث في نفس الكتاب عن الديمقراطية حينها يمكنكم أن تقرؤوا هذا القول ولا بد من القول أن غرابة هذا الكاتب تبدو في كثرة مصادرته على أقواله فهو قد يقول الشيء و نقيضه دون أدنى حرج علمي : “حينما أخذت أوروبا تنعتق من إسار العصور الوسطى ووصاية الكنيسة وهيمنة الإقطاعيين والأسياد وترتبط بالتراث الإغريقي والروماني. كان مما أخذت تحييه ديمقراطية اليونان في مواجهة ملوك مستبدين يحكمون باسم الحق الإلاهي” المهم لدى الكاتب هو القول و لاشيء غير القول مادام الجمهور الذي كتب الكتاب لأجله يحب الغرب بديمقراطيته و الدين بطمئنينته فلا عجب والحال هذه أن يأتي الكتاب متشابكا دون عقل ناظم يبرز بالفعل حيرة هذه الشريحة الاجتماعية ونزوعاتها المتناقضة. تقضي عملية لم التشتت الذي يبديه الواقع بفعل انعكاساته المضللة للجوهر إلى إعادة ربط الظاهر بجوهره، ضرورة إعادة الظاهر إلى مضانه ضمن حقيقة حضوره في التاريخ على اعتباره جوهرا موجودا ضمن أعراضه في انسيابات الزمن وما الزمن في حقيقته إلا مضارعة دائمة واستحضار متجدد، وإن تحت أشكال مختلفة لهذا الثابت الجوهري المسيحي. فلا فرق بذلك بين النظم الغربية لان أصلها واحد ثابت، هكذا تحضر الشيوعية في الكتاب بما أنها فكرة غربية فلا بد ان تكون بدورها مسيحية لنقرا هذا القول: ” الشيوعية في كثير من الأنحاء مسيحية جديدة بكهنوتها ومندوبو الشعب، بدغمائيتها : الجدلية التاريخية بخلاصها : انتفاء الدولة، بشراحها ، وشراح الشراح، كما في أدبيات الكنيسة”، هذا التنميط البسيط الذي لا نجده حتى في مدارس المُلا، لا يمكن أن يصدر عن عاقل، وأتساءل صادقا , هل أنت جاد ياحسن فيما تقول؟ الا زلت تحتفظ برؤية الى التاريخ نبتت جذورها في إشكالية النهضة، وتم تكرار صداها لذى الحركات الاظلامية المعاصرة، اشكالية وليدة صراعات نهاية القرن الماضي تقوم في أساسها على رؤية علاقة قائمة بين ماض مستمر بحاضر مغاير له في ظروفه الخارجية، علاقة جواني ببراني مطلق، علاقة بين ذات ومحيط هذا الذات المنفصل عنها بمفارقة مطلقة، لهذا التحديد الغاء للفاعليات المعينة للمجتمع و للتناقضات التي تحكمه لصالح نظام عمودي صارم المرجعية. لكن ما يحسب لصالح الكاتب هو هذه الجراة في قراءة تاريخ الآخر انطلاقا من مسلماتنا الفكرية البائدة. فإذا كانت البداهة البسيطة التي تتسم بها المقالة النهضوية – وجود امور ماضية في الحاضر بداهة تعمل على الايهام بالحقيقة المتاتية عن صحة المشاهدة المباشرة في واقعنا، فان استحالتها في الغرب دفع الكاتب الى القول بوجودها مضمرة في خطاب آخر وبصيغ مختلفة فأسعفته المقارنات الساذجة للدولة والكنيسة الى الصراخ بظهور الحق وزهقان الباطل، نتائج هذه المتشابهات التي خلص إليها الكاتب بين الأنوار و الشيوعية والمسيحية ستت��ول الى نمط تفسيري عنده ستساعده في إعادة توضيب تاريخ أوروبا الحديث، حيث يتحول العداء بين النازية و باقي الأنظمة السياسية بأوروبا إلى صراع بين سدنة المسيحية ومعادييها لهذا يرى الكاتب ان النازية قد “أدركت هذا الترابط بين الشيوعية والمسيحية ولذلك كانت تريد بديلا عن كل هذا التراث اليهودي المسيحي” وعلى المؤرخين إعادة النظر في كل تحليلاتهم لصعود النازية ولأسباب الحرب العالمية الثانية لأنه تم دائما تغييب عامل الصراع بين المسيحية و بين المعادين لها في دراسة أسباب هذه الحرب حيث يقول الكاتب في هذا الصدد: ” فاذا كانت النازية تمج المسيحية فمن البديهي ان تمج هذه الصورة المنقحة لها و الفتية الا وهي الشيوعية”. يبقى لنا الان ان نعرف لم عادت النازية اليهودية كذلك . إجابة على هذا السؤال يطرح الكاتب منطقا غريبا فبحسب الكاتب يأتي عداء النازية لليهود لان “النازية كانت تكره تقديس الرأسمالية للمال . لقد كانت تريد ان تبني مجتمعا من الأبطال …..على خلاف مجتمع التجار ” الذي في نظرها – وحسب الكاتب دائما – يدعو الى الخمول و “يأنف من البطولة والتضحية نموذج يحركه المال. أليست عقيدة اليهودي هي المال؟ ” لنعد توضيح هذا المنطق نتيجة هذا الكلام هو: النازية تكره المال . اليهود يحبون المال. النازية تكره اليهود ..ياسلام ياحسن على المنطق. وحب اليهود للمال قاله “يهودي نأى عن مرجعيته اليهودية كارل ماركس” وهنا لابد من فتح قوس طبعا للإحالة الى طريقة في الحديث عن كارل ماركس تتقنها فئة من المتأسلمة من مروجي كتب الرصيف. فحسب معرفتنا لماركس فانه لم يكن يوما يهوديا حتى ينأى عن مرجعيته اليهودية، وهذا يعرفه جيدا صاحب الكتاب، الا اذا كان ابيقور يهوديا وهيغل يهوديا اليسار الهيغيلي وفيورباخ يهوديا كذلك. لكن ترديد هذه النغمة البعيدة عن المعرفة والملهبة لاستمناءات المتدينين الفكرية لها لذتها فطوبى. لكن جهل الكاتب للماركسية يبدو كبيرا فعندما يقوم الكاتب بشرح وجهة نظر بيغي شارل، يقول “يحلل ماركس الراسمال ، وينتقد استغلال الطبقة العاملة و القصة معروفة . اما بيغي فينتقد المال ، ويعتبره المسؤول عن استيلاب العلاقات الإنسانية كلها” أين الجديد الذي يقوله بيغي حين يعتبر ان المال هو المسؤول عن الاستلاب، أية إضافة يأتينا بها بيغي و يتباهى بها اوريد؟ كأنه بصدد طرح تصور جديد لإشكالية المعادل العام للقيم الذي هو المال، وكان بيغي عندما قال انه عوض “أن يبقى المال وسيلة أصبح غاية” فقد احدث ثورة في الاقتصاد السياسي، ونحن نعرف ان المبتدئ في علم الاقتصاد السياسي يعرف ان دورة الرأسمال هي ،نقد -بضاعة -نقد ، أي ان دورة الإنتاج الرأسمالي تبتدئ بالمال لتخلص الى المال و الشيء الوحيد الذي يتغير بالعملية هو ان المال الذي انطلقنا منه في البداية يكون مغايرا للمال الذي نصل اليه في النهاية لذا رمز ماركس الى نون الثانية في الدورة الانتاجية ب (ن‘) ليشير الى انها ليست نفس النون التي انطلقنا منها َبسبب عامل فائض القيمة المضافة، وهذا ما يميزها عن الدورات القديمة التي كانت، بضاعة- نقد – بضاعة على اعتبار ان قيمة البضاعة الاستهلاكية كانت في مركز العملية الإنتاجية وليس قيمتها التبادلية. وحتى البضاعة التي هي مركز الاستلاب في التحليل الماركسي هي في حقيقة الأمر قيمة تبادلية، وفعلها الاستلابي لا ينتج عن اعتبارها تكدسا للقيم التي تتحكم فيها كمية الوقت اللازم لإنتاجها. بل استلابية البضاعة تعود لشروط إنتاجها، والمال في آخر المطاف ما هو الا قيمة مجردة تقاس بها باقي القيم التي هي البضائع في عالم الرأسمال. وحتى اذا اعتبرنا ان الكاتب لم يطلع على كتاب ماركس الرأسمال وكتب نقد الاقتصاد السياسي الأخرى، فبالأحرى أن يطلع على الأقل على الجانب الفلسفي للماركسية وعن تاريخ طويل من السجال الفكري حول الماركسية، فنجده مثلا يقول ان بعد سقوط جدار برلين ” أغلق قوس الشيوعية الطويل ، وهبت نسائم ربيع الحرية و المساواة و الإخاء . العالم سيصبح بلا حروب مثلما تنبأ بذلك شارح هيغل الكبير الكسندر كوجيف “. نفهم من هذا الكلام أن كوجيف تنبأ بما سيقع، ولم اعرف على طول قراءة هذا الفيلسوف من أين اتى بهذه النبوءة، وأين قالها و هو الرجل الذي افنى حياته في شرح هيغل فمنذ 1933 و الرجل يلقي دروسه بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا وفكرته المحورية في جميع دروسه هو تلك الإمكانية في التقارب الممكن إقامتها بين هيغل وماركس، ومن يطلع على كتابات الرجل خصوصا كتابه المدخل لقراءة هيغل سيجد ان كوجيف كان شارحا لا اكثر، وجميع محاضراته انصبت لتحليل الفكرة المحورية لهيغل وهي “الاعتراف” التي راى من خلالها امكانية احداث تقارب بين ماركس وهيغل عبر ادات مشتركة اشكاليا لدى الرجلين و هي الدولة الشاملة التي تشبع هذه الرغبة اشباعا كاملا . اما منطق التنبؤ هذا فلم نجده عنده ، بل العكس، فعندما دشن ليو ستراوس النقاش حول الطغيان بنقله مناقشة هيرون، طاغية سيراقوس و سيموند الشاعر كان موقف كوجيف يقول برغم ان الطغيان نظاما لا شعبيا لا يعني ابدا التخلي عنه مطلقا، ويستدل بنابليون و سلزار وستالين و الرجل أدرى بنظام ستالين لاعتبار أصوله الروسية. وسيلاحظ الكثير من قراوا هذا الكتاب قدرة هذا الكاتب على الانتقال دون قيد في القول، وبطغيان للمتن اللغوي وغياب تام للمعنى. ما هي النتيجة التي نصل اليها مع الكاتب، ان ازمة الغرب الراهنة سببها واحد وحيد هو تخليه عن أصوله المسيحية، والغرب تخلى عن مسيحيته في مسار الرأسمالية الحالية فوصل الى ما وصل اليه من أزمات، ذلك بسبب ” تتبع لسراديب العقل الغربي فيما يشكل جموحا بائنا وزيغا سافرا : في لهاثه وراء المادة ، في تقديسه للنزوع العلمي او العلموية ، في جريه وراء اللذة في عبادته للصورة ، في داء النسيان او الامينيزيا التي أصابته وأنسته قيمه” هذه ” المادة و الجنس و العنف … وهي ميادين كان الدين فيما سلف يتحكم فيها و يضبطها” فما العمل اذن؟ تماشيا مع منطق الطرح الذي دافع عنه الكاتب منذ البداية فان المخرج من المأزق الراهن يكمن في العودة الى ينابيع المسيحية الحقة، وهذا ما يستنتجه القارئ في سياق تقدمه في قراءة الكتاب بمنطق الإتساق، إلا أن الاتساق هو آخر ما يطلبه الكاتب، فالكتابة الفكرية عند حسن اوريد في كتابه هذا ” مرآة الغرب المنكسرة” شبيهة الى حد بعيد بشطحات بطل رواية “قلب الليل” لنجيب محفوظ، ففي الوقت الذي كنا ننتظر أن تكون نهاية الكتاب تلمسا لعناصر الجواب للإشكال المطروح منذ المقدمة ، انقلب الكتاب الى تصور آخر بعيد كل البعد عن كل ما عالجه في كتابه، حيث ينتقل الكاتب الى معالجة تمظهرات الازمة الاقتصادية الراهنة على صورة الاسلام والمسلمين وهو الموضوع الذي نعتقد في البداية انه عولج سهوا في الكتاب دون مصوغات وتدبيج يقدم له، ودون ان يكون ضمن المواضيع المعالجة على طول الكتاب، فمن اصل180 صفحة يعالج فيها الكتاب مظاهر ازمة الغرب الراهنة من خلال ابتعاده عن القيم المسيحية الغائبة سطحا والحاضرة عمقا في جميع انتاج الغرب الفكري و السياسي و الفلسفي، يأتي الفصل الأخير في 10 صفحات غريبا، يعالج في البداية صورة الإسلام الراهن لذى الغرب لينقلب عن طريق كلام موارب الى تقديم الاسلام كبديل روحي قادم الى الغرب من خلال موجات ” شرائح واسعة انتهت الى الاسلام من الارض الصلبة للحداثة ” وهؤلاء هم من سيحمل مشعل الإسلام غدا وهم مراة الغرب الصافية ” التي ستمكن الغرب من رؤية صورته صافية نظرا لكون الاسلام “يريد ان يكسب مع الغرب معركة الحفاظ على انسية الانسان ” والغرب لم يعد قادرا على ان يتقدم باي حل في الافق فقد كان له ما يقدمه للإنسانية وذلك ” عندما ارتبط بأنواره ” وفي هذه الحالة يصبح الإسلام هو الحل بالنسبة للغرب. لست ادري لم يحط اوريد من قيمة المسيحية في قدرتها على اعادة تثوير مضامينها للإجابة عن أزمات العصر الروحية المعاصرة ويعطي هذه الإمكانية للإسلام. فالكاتب يرى جازما أن للإسلام “ما يقدمه للجم جموح المادة والشهوة و إغراء الصورة و استغلال الرأسمال ” إن تحالف الإسلام و الغرب لحل أزمة الرأسمالية الحديثة لا يمكن ان يتم الا من خلال تبني الغرب للإسلام . ان الرأسمالية الراهنة بابتعادها عن المسيحية القابعة في ثنايا الأنوار قد وصلت إلى مرحلة الأزمة، فلم يبق إلا الإسلام الذي وحده بإمكانه ان يشكل الجانب الإيديولوجي الروحي المناسب للغرب. هذه النهاية التبشيرية للكتاب نعرف أنها سفافة فكرية إذا ما اعتقدنا أن الكلام موجه الى الغرب. لكن هذا المنطق يصبح ذا معنى اذا عدنا الى الجمهور الذي يستهدفه الكتاب ، الجمهور المعني بالأزمة الراهنة للرأسمالية والذين ذكرهم الكاتب في البداية، هؤلاء الذين ” تجري حياتها على نظمه – أي الغرب – وتفرض تصوراتها على مجتمعاتها وهي صاحبة القرار” فهؤلاء وحدهم عليهم ان يطمئنوا أن أزمة الرأسمالية لا تكمن في هذا الشكل من الإنتاج، فأزمة الإنتاج الرأسمالي الراهن مصدرها من خارجه، أزمته في وضع قائم مغاير عن ميدان الانتاج و المال و المعاملات. إن هذا الانحياز الإيديولوجي الفج للكاتب للقائمين على الامور يجعله يحيل اسباب الازمة الى حيث تتمظهر نتائجها، في ميدان مجال إنتاج القيم المصاحبة، وما يتوجب تغييره للخروج من الأزمة الراهنة ليس هذا النمط من الانتاج، الذي أصبح معيقا لتقدم البشرية، حسب ما نفهمه من سياق الكتاب قبل ان تنقلب لدى المؤلف الأسباب نتائج و النتائج أسباب، بتمرينات لغوية شكلية، بل ما يجب تغييره هو منظومة الأخلاق المصاحبة له، عن طريق ترك كل الإنتاج الفوقي الذي أنتجته المسيحية، واستبدالها بمنظومة قيمنا الدينية الخاصة بنا والتي لازالت لها طراوتها و جبلتها مستمدة من الإسلام الذي بإمكانه القيام بهذا الدور. وانهي مرة أخرى بسؤال هل أنت جاد يا حسن فيما تقول؟.
0 notes
alalamarabic · 8 years
Text
البحرين: الشعب في خدمة الثورة والقيادة
رغم المحاولات المتكرّرة من قبل النظام البحريني للنيل من ثورة اللؤلؤة، إلا أن حكمة وتضحيات هذا الشعب حالت دون ذلك. كثيرة هي المحاولات التي عمدت من خلالها السلطات البحرينية لتفريغ الثورة تارةً عبر استهداف القادة وأخرى عبر استهداف الشعب، وثالثةً عبر الهجمات السياسيّة والطائفيّة. العالم - مقالات  إنّ مؤامرة إسقاط الجنسيّة عن آية الله قاسم قد أُحبطت نتيجة تضامن الجماهير الثورية البحرينية التي تواصل الاعتصام أمام منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم في منطقة الدراز قرب العاصمة المنامة، والذي بدوره دافع عن حقوق الشعب ورعى ثورتهم. أسئلة عدّة تطرح نفسها اليوم حول هذا الصمود الأسطوري للشعب والقيادة في البحرين في "أنظف" ثورة رغم كافّة الإجراءات القمعية التي أقدمت عليها السلطات البحرينية، وحصار مطبق أشبه ما يكون بحصار غزّة من قبل الكيان الإسرائيلي. إن التدقيق في تفاصيل الثورة البحرينية التي يحاول الإعلام السعودي رميها بالأسهم الطائفية، تشير إلى جملة من النقاط، أبرزها: أولاً: لم يكن من المستبعد ان تقوم السلطات البحرينية بمحاولة الاعتداء على الاعتصام في محيط منزل آية الله الشيخ قاسم، لكن هذا الاعتصام قد حقّق الغرض منه أي منع قوات النظام من محاولة للاعتداء. إن هذه الاعتداءات تزيد من صلابة الشعب البحريني، في حين يبدو أن النظام لم يترك طريقاً للعودة. ثانياً: من الأسباب التي زادت من صلابة الشعب البحريني هو التدخل الخارجي الذي كشف ضعف النظام واتكائه على قوات درع الجزيرة وبعض المرتزقة المجنسين. كذلك، الإجراءات القمعية ضد رموز الثورة هناك بدءاً من الشيخ عيسى قاسم، وليس انتهاءً بالشيخ علي سلمان. ثالثاً: فيما يخص رموز الثورة، لا ندري لماذا تسعى السلطات البحرينية إلى استهداف كافّة رموز الثورة (أكثر من 25 عالم دين وخطيب زج بهم خلف القبضان بسبب آرائهم أو انتقاداتهم للاضطهاد الطائفي)، رغم أن هؤلاء هم أبرز ضمانة لبقاء هذه الثورة سلمية. ربّما يعتقدون أن هذه الخطوة تعد تصفية أولية للثورة عبر ضرب رأسها، ولكن الأمر ليس كذلك أبداً. رابعاً: رغم كون التضييق على العمل السياسي عنواناً بارزاً لاسيّما إثر إغلاق جمعية الوفاق الوطني الإسلامية كبرى الجمعيات السياسية في البلاد، إلا أن أحد أبرز الأساليب التي يعتمدها النظام البحريني اليوم هي "الطائفية" حيث وصل الأمر بهم إلى انتهاك المراسم الدينية فضلاً عن منع صلاة الجمعة. لقد تم تسجيل أكثر من 70 انتهاك خلال موسم عاشوراء ذكرى استشهاد سبط رسول الله (ص) الإمام الحسين (ع)، سواءً عبر تخريب وإزالة المظاهر الدينية والعاشورائية، أو عبر استدعاء الخطباء واعتقالهم والتضييق على العائدين من العتبات المقدسة، وهذا أحد الأسلحة التي يعتمدها "آل خليفة" في الداخل والخارج. خامساً: ما زاد من عزيمة الشعب البحريني هي أفعال النظام التي لاتمتّ إلى الإسلام والعروبة بأي صلة، فقد أعلنت حركة أنصار ثورة 14 فبراير "براءتها من الكيان الخليفي العميل لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل"، إثر استضافة الملك البحريني لوفد يهودي صهيوني الخطوة التي وجدها البحرينيون حركة استفزازية خطيرة لا تنفصل عن مسلسل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. سادساً: سقطت كافّة الرهانات من قبل النظام على تعب الشعب البحريني، وكيف لهم ذلك وهم يتخذون من عاشوراء الحسين (ع) نموذجاً لهم. إن هذا النموذج هو نموذج المواجهة الشريفة وعدم الرضوخ ومبايعة الظالم، والوقوف في جبهة الحق ضد الباطل. ليس في المواجهة فحسب، بل في الممارسات تعيش الثورة البحرينية عبقات كربلائية، تارةً عبر استهداف الأطفال والنساء، وأخرى عبر منعهم من الصلاة. البحرينيون، وعلى مرّ التاريخ، لم يثنهم "قمع وتهديد وسحق الأصوات" بحسب توصيف المقرر الأممي زيد بن رعد الحسين، عن المطالبة بحقوقهم وإحياء شعائرهم الدينية. وقد أدرك النظام البحريني جيّداً أن لا سبيل لإعادة الأوضاع إلى حالها إلاّ من خلال الرضوخ للمطالب الشعبيّة المحقّة، وما محاولات الاستهداف الأخير إلاّ "بالون اختبار"، وبالتالي قد نكون أمام مشهد م��اثل وبوتيرة عسكريّة أعلى خلال الأيام القادمة. المحاولة الأولى هدفت لاختبار الناس المرابطين في الدراز من جهة، وتخويف الناس وإرهاق الساحة من جهة أخرى. هذا الأمر قد يكون مقدّمة لمحذور أكبر من قبيل الهجوم على بيت سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم واعتقاله في الأيّام القادمة. ننصح عقلاء النظام، وإن لم يوجد، فالعقلاء المقربين من النظام في البحرين، ننصحهم بأن يبتعدوا عن رموز الثورة، وتحديداً شخص الشيخ عيسى قاسم، لأن أي إساءة لهذا العالم المجاهد ستقلب المشهد رأساً على عقب عبر عاصفة شعبية تحاصر رموز النظام في قصورهم. ربّما يعتقد النظام أنّه قادر على كسر كل الخطوط الحمراء، ولكن حينها ستتبدّل الكثير من القناعات في العمل السياسي والشعبي، وفي مقدّمتها التعاطي بسلميّة مع النظام. عندها، جلّ ما يفعله النظام هو تسريع الخلاص من الدكتاتورية في البحرين على يد الشعب الصبور المستعد للشهادة ومواجهة رصاص النظام بصدورهم، وفق عضو مجلس علماء المسلمين في البحرين الشيخ محمد حسن خجسته. المصدر: الوقت 106-3 http://dlvr.it/N3886W
0 notes
toumast-us · 7 years
Text
لعبة تشارلي وتأثيرها عاى الليبيين وما قالوعنها العلماء
اتقو الله عباد الله
الماسونية التي اتى بها الصهيوني برنار ليفي في ثورة فبراير هاهي بدا يظهر مفعولها  فلعبة شارلي تعني السجود والركوع لشيطان مثلما يريد اليهود اتقوا الله في انفسكم ياليبيين  انتم تجلبون الشياطين للبلاد بعدما كانت بلد المليون حافظ للقرآن ولو استمر الوضع راح تصيرو بشر  تجارب مقيادين وتفتح الخمارات وبيوت الدعارة ويصبح الامر عادي جدا وتبيعو بناتكم ونسائكم وشرفكم  بامر عادي بعد ان ينجح المسونيين بتنويهكم مغناطيسيا بسحر والشعودة ولعبة شارلي خافو ربكم يا ليبيين مش  ناقصين وين تبو تمشيو بينا وبالبلاد.... لي تابع سلسلة المسونية يفهم ما اقول حرب الجيل الرابع تجرب الان في ليبيا  وفي شعبها
إقراء ايضا كلام العلماء عن هذه العبة الدنيئة اكرمكم الله 
حديثنا اليوم عن جريمة سماها الناس لعبة؛ لعبة تشارلي قبل أيام عديدة وصلني مقطع على الجوال فيه بيان كيف تُلعب هذه اللعبة بين أطفال وأبناء المدارس فلم أعر الموضوع اهتماما لأني ما كنت أصدق أنها ستنتشر وسيتقبلها الناس، ولكن لما كتبت الصحف وتحدث الناس في بلدان شتى، وليس في قطر خاصة، بل في منطقة الخليج كلها تقريبا، يتحدث الناس عن لعبة راجت بين الأبناء والبنات، وسميت بهذا الاسم شارلي، جني، فيما يزعمون، من أقصى الأرض في الغرب ويلعبون لعبته في بلاد الإسلام، يدّعون أنه يخبرهم عما في الغد، يخبرهم عن الغيب، وما كنت أصدق أن لها تأثيرا حتى سألت من حولي فحدثني أحد الشيوخ أن ولده يأبى أن ينام في غرفته ويأبى إلا أن ينام مع أبيه في الغرفة لأنه مصاب بالذعر بسبب ما حدثه زملاؤه عن حضور هذاالجني.
الأمر يحتاج إلى حديث  اللعبة باختصار لمن لا يعلمها: عبارة عن وضع قلمين متعاكسين كعلامة ( + ) على ورقة أو على طاولة ، ثم يكتب في المربعات الأربع كلمات مرة نعم ومرة لا ، بالانجليزي yes _ no في كل مربع يُكتب كلمة ثم يصيح من يريد أن يلعب هذه اللعبة يصيح مستغيثاً بشارلي، بتشارلي ويزعم أنه سيجيبه ويسأله فإذا تحرك القلم جهة yes كان الجواب هو المطلوب  وإلا كان الجواب بخلاف ذلك، هذه اللعبة انتشرت بين الأبناء والبنات في المدارس وأصبحت تسبب ذعرا لكثير منهم، وهذا يلقي بالظلال على واجبنا نحن الآباء والأمهات ووسائل التوجيه والتعليم وما مدى ما بذلناه في سبيل غرس العقائد الصحيحة في نفوس الأبناء والبنات. يزعمون أن هذا الجني سيخبرهم بما سيكون في الغد، فمن سيصدق أن أبناء المسلمين يقبلون على هذا بنهم، ويتعاطونه برغبة، إلا عندما خفي الحق، عندما لم يُغرس الحق في النفوس والقلوب، أصبحت القلوب قابلة لأن يُغرس فيها ما جاءها. أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى **** فصادف قلبا خاليا فتمكنا هذا الإنسان بأصل خلقته لا يعرف شيئا كما قال الله تعالى: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، أخرجكم جهّالا لا تعلمون شيئا، وأعطاكم وسائل التعلّم: السمع والبصر والفؤاد، لعلكم تستعملونها في التعلم الصحيح فتشكرون نعمة الله تعالى. والأبناء والبنات هذا حالهم، لا يعلمون شيئا، والواجب على الكبار أن يعلموهم، وأن يبلغوهم دين الله تعالى، فإن من أولى الواجبات، من أهم الفرائض أن يتعلّم الأبناء والبنات التوحيد، كما قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) قوا أنفسكم يعني علموهم وأدبوهم كما قال الصحابة.  وأصل التعليم وأسّه أن تعلمهم ما يجب لله تعالى، وما يختص به الله سبحانه وتعالى من خصائص، وهذا معنى التوحيد، والله عز وجل تفرد بعلم الغيب، فلا يعلم الغيب أحد غيره سبحانه، قال الله سبحانه: ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )، وقال سبحانه: (وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ).  ومن ادعى أنه يعلم الغيب، ويُخبر بما سيكون في الغد فإنه كافر، لأنه مكذّب للقرآن، كافر: يعني خارج من ملة الإسلام والعياذ بالله، فإذا مات على ذلك فإنه من حطب جهنم، ومن صدّقه فيما يدعيه، من صدقه أنه يعلم الغيب وأنه يخبر بما سيكون في الغد، فإنه كافر مثله، وإذا مات على ذلك كان من حطب جنهم، هكذا قال عليه الصلاة والسلام، قال: (من أتى عرّافا فسأله فصدّقه فقد كفر بما أُنزل على محمد). من هو العرّاف؟  العراف: الذي يدعي المعرفة، يدعي أنه يعرف الغيب، يعلم الغيب، والعرافة أنواع عديدة، قد يُستعمل لها مقدمات كقراءة الكف وقراءة الفنجان والضرب بالحصى والخط على الرمل وغير ذلك مما يعلمه الدجالون والكذابون، وقد لا تُستعمل له مقدمات، فيخبر الكاذب بأنه يعلم الغيب مطلقا، هؤلاء كفار، ومن جاءهم وسألهم وصدقهم فإنه كافر مثلهم، (من أتى عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما أُنزل على محمد ) أما الذي يأتيه لا للتصديق، ولكن للاطلاع ومعرفة ما عند الناس وحب الاستطلاع كما يسمونه، من أتى هذا العراف فسأله غير مؤمن به، غير مصدق له، فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، يستحق معها أن يحرم من ثواب الصلاة، كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم: (من أتى عرافا فسأله لم تُقبل له صلاةٌ أربعين ليلة) هذا جاءه ولم يصدقه، جاءه لحب الاستطلاع ليرى ما عنده فقط، فإن عقابه ألا يثيبه الله على صلاته أربعين ليلة، أتى كبيرة من كبائر الذنوب لم يكفر، أرأيتم حجم الخطر الذي يتعرض له الإنسان حين لا يُعلّم الحق، حين لا يُغرس في نفسه التوحيد. إن أوجب الواجبات علينا أن نعلم أبناءنا دينهم الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يصيروا حطباً لجهنم، والعجب العجاب أيها الإخوة - ومن عرف حال الناس وسنة الله في خلقه لا يتعجب - لكن عجبٌ بادئ الرأي أن تنتشر هذه الخرافات وهذه الأكاذيب في جزيرة العرب، موطن الإسلام الأول وموئله بعد تفرقه، في القوم الذين خرج منهم الإسلام وصيّرهم أساتذة البشرية، عجب عجاب أن ينتشر فيهم مثل هذا، ولكن إذا علمت أن الناس إذا تركوا الحق لجؤوا إلى الباطل حينها لا تتعجب، فقد بيّن الله لنا في كتابه أن اليهود من قبلنا أعرضوا عن كتاب الله، فلما أعرضوا عن كتاب الله توجهوا إلى الشياطين (نبذ فريق من الذين أتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وأتبعوا ما تتلوا الشياطين). وهذا حال الإنسان دائما حين يعرض عن الحق، حين يعرض عن تعلم دين الله، يصيبه الله تعالى بأن يتسلط عليه الباطل، وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بأن جزيرة العرب هذه ستعود إلى الشرك في آخر الزمان ويفشو فيها كما كان فاشيا فيها قبل الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة) قبائل دوس قبائل يمنية وهي في جزيرة العرب، قبائل كثيرة دخلت الإسلام وحسن إسلامها ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن الشرك عائد إلى هذه الأرض وأنه لن تقوم الساعة حتى تزدحم النساء حول الأصنام وتدفع النساء بعضها بعضا في عبادة هذه الاصنام حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة، فالشرك هو البديل عن التوحيد إذا لم يتعلم الناس دين الله، ويقوموا به فإن الله تعالى سيسلط عليهم الباطل، ستتسلط عليهم الشياطين وهذا كما أخبرنا الله في كتابه في سورة الجن. وتشارلي واحد منهم، أخبرنا الله بأن مؤمني الجن أخبروا نبي الله أخبروه عن حال الجن مع الإنس فقالوا كما قال الله في سورة الجن: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) يقول عكرمة: كان الإنس إذا نزلوا واديا خافت منهم الجن كما يخاف الإنس من الجن أو أشد، تخاف، وهذا الحال الطبيعي، هذا هو الحال الصحيح، أن المؤمن مخيف للشيطان وليس العكس، (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).  هذا هو الحال الصحيح: أن يكون الشيطان قد ملئ رعبا وخوفا منك، لأنك متسلح بالسلاح الذي يضره ويقتله ألا وهو ذكر الله، كان الإنس ينزلون المنزل فيخاف الجن ويهربون، فأحدث الشيطان لهم وأحدث الناس لهم الاستعاذة بزعيم الجن في تلك البقعة، فكانوا إذا نزلوا وادياً صاح صائحهم: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يستعيذ ويحتمي ويلتجئ بسيد الجن في ذلك الوادي ليدفع عنه شر السفهاء من الجن فيما يزعم، - فعلمت كما يقول عكرمه- : فعلم الجن أن الإنس يخافون منهم فاقتربوا منهم وأصابوهم بأنواع الأذى والخبل، وهذا حال الإنسان حين يعرض عن الله ويتكل على الجني ويعتمد عليه ويخاف منه، فإن الله تعالى يسلطه عليه، قال الله تعالى: (فزادوهم رهقا) لما علم الجن أن الإنس بحاجة إلى أن يستعيذوا بهم ويحتموابهم، كانت النتيجة أن زادوهم رهقا، زادوا من؟ الفريقان زادوا في الرهق، والرهق يأتي بمعنى الإثم والذنب، ويأتي بمعنى العتو والكبر والطغيان، فالفريقان أصيبوا بالرهق، الإنس أصيبوا بالإثم وارتكاب المحارم وغشيان ما حرم الله حين استعاذوا بالجن، والجن زادوا كبرا وعتوا وطغيانا حين علموا بأن الإنس يحتاجون إليهم ويستعيذون بهم فزادوهم رهقا. كان النبي صلى الله عليه وسلم ماشيا مرة، فعثرت به دابة فقال صاحبه: تعس الشيطان. فقال عليه الصلاة والسلام (لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل الجبل ولكن قل بسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب) لا تقل تعس الشيطان هذه الكلمة تُشعر بأنه آذانا وفعل شيئا بنا، واستطاع أن يتمكن منا، ولكن حينما يعلم أنك متوكل على الله معتمد عليه، لا تخاف شر الشيطان، يرجع إلى حجمه الصحيح، يتصاغر حتى يصير مثل الذباب، وحين يرى من قلبك الفراغ من التوكل على الله والاعتماد عليه والالتجاء إلى المخلوق يعظم ويكبر حتى يصير مثل الجبل. لا غرابة أن يصاب الأبناء والبنات بالذعر والخوف إذا لعبوا هذه اللعبة؛ فإن الشيطان يتسرب منها إلى قلوبهم ليغرس فيها أنواع المخاوف، مع أن المطلعين على اللعبة يدركون تمام الإدراك أنه لا علاقة للجن في الإخبار بالغيب، إنما هي مجرد خرافات وسخافات، فقلم رصاص موضوع على آخر سيتحرك بأدنى هواء يرد عليه، ولذلك يدرك العقلاء جميعا بأنها لا حقيقة لها، ولكن الخرافات تروج وتسري وتتقبلها القلوب الضعيفة، وأول هذه القلوب قلوب الصبيان والنساء ولهذا كانوا دائما الهدف الأسهل للوقوع تحت دعاية الشرك وتحت وساوس الشيطان وأساليبه. جاء في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره أن عبد الله بن مسعود رأى في عنق زوجته خيطا فقطعه. قال ما هذا؟ قالت خيط رُقيَ لي فيه، فقال رضي الله عنه و��رضاه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك، وأن آل بن مسعود لأغنياء عن الشرك) لا حاجة بهم إلى الشرك، ولذلك قطع الحبل والخيط، فقالت امرأته لا تقل هكذا، فإن عيني تذرف – تبقى تسيل من الدموع - فإذا ذهبت إلى فلان فرقاها لي، وسمته في بعض الروايات باليهودي، فرقاها لي في هذا الخيط سكنت - هكذا يبتلي الله عز وجل الإنسان، إذا تركت نزلت الدموع وعادت الدموع إلى أذاها، وإذا رقيت لها سكنت، فقال بن مسعود: إنما ذلك فعل الشيطان، فإذا تركته نخسها بيده وإذا رقيتها ترك ذلك) يحاول أن يتسلط على الإنسان فيؤذيه من أجل أن يلجأ إليه، فإذا لجأ إليه كف عنه الأذى والخطر وهذا ما هو واقع في حال كثير من الناس، أكثر الناس اليوم لا سيما في هذه البلدان يشتكون السحر والعين والرقى وأنواع البلاء.   فنحن أحوج ما نكون أن نغرس معاني التوحيد الحقيقية، معاني التوحيد الصحيحة في قلوبنا وقلوب أبناءنا وبناتنا فذلك هو العاصم من الوقوع في سخط الله. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. (الخطبة الثانية ):  إخوتي في الله: مهما يكن من أمر، فإن تلقين الأبناء والبنات لمعاني العقيدة فرض لا بد من القيام به، أصيبوا بما ذكرنا أو لم يصابوا فإن التحصين واجب، كما أن تعلم هذا العلم فرض في أصله في حد ذاته بغض النظر تعرض الإنسان لما يؤذي أو لم يتعرض، ويدلنا على هذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد روت لنا كتب السنة الحديث المشهور الذي يخاطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا لم يبلغ بعد، إنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحتلم، كان قريبا من الاحتلام، علمه الرسول معاني العقيدة في حديث جامع، قال:( يا غلام إني أعلمك كلمات .. إلى أن قال له: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) هذا الحديث الجامع يلقنه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن نسميه نحن طفلاً، طفل لم يبلغ الحلم بعد، وهكذا ينبغي أن يفعل المؤمنون من بعده، أن يعلقوا قلوب أبناءهم بالله.  استمع إلى هذه القصة العجيبة الجميلة في كيفية تعليم الأبناء والبنات الاعتماد على الله، يقول ابن الجوزي رحمه الله في كتاب تلبيس إبليس حاكيا عن أحد العلماء في تلقين أحد تلاميذه قال له: إذا حاول الشيطان إيذائك وإغوائك كيف تفعل؟ قال: أجاهده وأصده. قال: فإذا عاد ثانية كيف تفعل؟ قال أجاهده وأصده. قال إذن ي��ول بك الأمر، الأمر طويل لأنك لم تعرف الحقيقية لطرد الشيطان عنك، ثم ضرب له مثلا: قال له: أرأيت إذا كنت في طريق فمررت بغنم ومعها كلبها فنبح بك الكلب كيف تفعل؟ إذا اعترضك الكلب يريد أن يؤذيك كيف تفعل؟ قال: أصده وأدفعه. قال إذن يطول بك الأمر ولكن إذا استعنت برب الغنم كفه عنك، صاحب الكلب الذي له سلطان على هذا الكلب إذا استعنت به فإنه سيدفع عنك شر الكلب ويرد عنك شر الكلب. وهكذا الحال مع الشيطان إذا استعنت بمن له عليه السلطان، بمن خلقه، فإن الله تعالى يكفه عنك، هكذا ينبغي أن تلقن العقيدة الصحيحة للأطفال للأبناء والبنات حتى يصح اعتمادهم على الله فيسلموا من شرور كثيرة.  نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي اسلام ويب المصدر هـــنا
from Blogger http://ift.tt/2pjojgY via IFTTT
0 notes