Tumgik
#سر المعمودية
christianlib · 2 years
Text
كتاب الحب الزوجي -  الاب فاضل سيداروس -  سلسلة الاسرار و الحياة - تحميل الكتاب pdf
كتاب الحب الزوجي –  الاب فاضل سيداروس –  سلسلة الاسرار و الحياة – تحميل الكتاب pdf
كتاب الحب الزوجي –  الاب فاضل سيداروس –  سلسلة الاسرار و الحياة – تحميل الكتاب pdf     كتاب الحب الزوجي  الاب فاضل سيداروس  سلسلة الاسرار و الحياة  مطبوعات الاباء اليسوعيين  عدد الصفحات 110                  محتويات الكتاب : المقدمة  الفصل الاول : النظرة الثالوثية : الحب الزوجي بين اصله و غايته  سر الثالوث والحب الزوجي  الروح القدس و الحب الزوجي  الاب اصل الحب الزوجي  الاب غاية الحب…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
horustech · 3 years
Text
تحميل برنامج افلام للكبار فقط 2021 اون لاين
تحميل برنامج افلام للكبار فقط 2021 اون لاين
مرحبا بكم في درس جديد علي موقعنا حورس للتقنية للكبار فقط افضل برنامج افلام للكبار – افلام اجنبية للكبار لا تصلح للمشاهدة العائلية اطلاقا اون لاين نبذة عن برنامج افلام للكبار 2021 – ان الملايين من مستخدمي أنظمة الأندرويد وأنظمة ios كأجهزة الأيفون والآيباد يرغبون بتطبيقات إحترافية لمشاهدة الأفلام والمسلسلات ان كانت عربية او أجنبية مترجمة ودبلجة إلى اللغة العربية أو لغة آخرى وتحتاج إلى تطبيق مميز…
Tumblr media
View On WordPress
#افلام للكبار فقط - فيلم 1995 مترجم#افلام للكبار فقط - فيلم the villa 1995 مترجم#افلام للكبار فقط - فيلم the villa 1995 مترجم يوتيوب#العاب تلبيس للكبار فقط حقيقية#العاب رعب للكبار فقط مخيفة جدا 2018#العاب طبخ للكبار فقط حقيقية#العاب مكياج للكبار فقط حقيقي#المعمودية سر للكبار فقط .. حلقة مهمة لكل مسلم#تحميل مهرجان للكبار فقط دندنها#تردد قناة للكبار فقط نايل سات#تردد قناة للكبار فقط نايل سات 2020#تردد قناة للكبار فقط نايل سات 2021#تردد قنوات للكبار فقط نايل سات 2018#ثيمات للكبار فقط#حدوتة للكبار فقط#حزازير للكبار فقط#حكم للكبار فقط#دعاء للكبار فقط#رواية عاشقي للكبار فقط كاملة#رواية للكبار فقط pdf دعاء عبد الرحمن#فوازير للكبار فقط وحلها#فيلم تونسي للكبار فقط نسخة كاملة#فيلم رعب للكبار فقط كامل مترجم 2018#فيلم ركلام للكبار فقط كامل#فيلم للكبار فقط مشاهد لا تصلح للصغار اطلاقا#كتاب للكبار فقط أسئلة وأجوبة pdf#للكبار فقط 2 فريق الاحلام#للكبار فقط افضل مواقف مضحكه محرجه ومؤلمه جدا للبنات#للكبار فقط اكوام#للكبار فقط العاب
0 notes
rakotycycs · 4 years
Text
سماوات جديدة وأرضاً جديدة
إلهنا الذي يحبنا ونحن له هو الخالق من العدم والذي يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة ، لذا لا نيأس فهو قادر أن يخلق من فوضى حياتنا وقبحها واقعًا جديدًا جميًلا له قصد و معنى يتحقق طالما نكون في شركة معه.
وكانت الأرض خربة وخالية، وعلي وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف علي وجه المياه. (تك 1: 2)
التفسير الطيبولوجي[1]
قيل عن الأرض إنها كانت «خربة وخاوية»، وفي الترجمة السبعينية: «غير منظورة وغير كاملة»، ويعلل القديس باسيليوس الكبير أنها غير منظورة لعدم خلق للإنسان بعد لكي يراها، ولأن المياه كانت تغطيها تمامًا، أو لأن النور لم يكن بعد قد أشرق عليها فكان الجو غامضًا. أما كونها «غير كاملة» فبسبب عدم قدرتها علي الإنبات.
علي أي الأحوال إن كان الوحي قد أعلن أن الآب خلق السموات والأرض بكلمته ، فهنا يكشف عن دور الروح القدس الذي كان يرف علي وجه المياه ليخلق من الأرض الخربة والخاوية عالمًا صالحًا جميلًا. ولا يزال الروح القدس إلي يومنا هذا يحل علي مياه المعمودية ليقدسها فيقيم من الإنسان الذي أفسدته الخطية وجعلت منه أرضًا خربة وخاوية، غير منظورة لحرمانها من إشراقات الله وغير كاملة... سموات جديدة وأرضًا جديدة، أي يهبنا الميلاد الجديد فيه ننعم بنفس مقدسة علي صورة الله خالقنا وجسد مقدس أعضاؤه آلات برّ لله.
لقد أنجبت المياه الأولي حياة، فلا يتعجب أحد إن كانت المياه في المعمودية أيضًا تقدر أن تهب حياة... كان روح الله محمولًا علي المياه، هذا الذي يعيد خلق من يعتمد. كان القدوس محمولًا علي المياه المقدسة، أو بالأحرى علي المياه التي تتقبل منه القداسة. بهذا تقدست المياه وتقبلت إمكانية التقديس. هذا هو السبب الذي لأجله إذ كانت المياه هي العنصر الأول لموضوع الخلق حصلت علي سر التقديس خلال التوسل لله.
(العلامة ترتليان)
راكوتى - الدرس الأول - فى البدء خلق الله
[1] يُقصد بالتفسير الطيبولوجى، التفسير النماذجي، أي تفسير شخصيات وآيات وأحداث في العهد القديم كظلال لشخصيات وأحداث خلاصية في العهد الجديد واعتمد آباء مدرسة الإسكندرية كالقديس أثناسيوس والقديس كيرلس على هذا النوع من التف
1 note · View note
free-knight · 3 years
Photo
Tumblr media
‏‎#فريق_مجاهدون فضيحة أول سر من أسرار الكنيسة السبعة : المعمودية و الرشم في الرشم لابد وأن تخلع فيه المرأة ملابسها كاملة وتكون عاريةً تماماً أمام الكاهن الذي يقوم برشمها في جميع فتحات جسدها https://t.co/RMdbttB1Iy‎ و يتعجب البعض بعد كل هذا من العدد المهول من حالات التحرش و الإغتصاب https://www.instagram.com/p/CWZhwbBKoia/?utm_medium=tumblr
0 notes
Text
الأنبا باخوم يزور كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية
الأنبا باخوم يزور كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية
زار نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية، كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بالمطرية. تأتي تلك الزيارة في إطار الإطمئنان على الأحوال الرعوية للكنيسة.  تضمنت الزيارة احتفال نيافته بصلاة القداس الإلهي بمشاركة القمص جورج سليمان، راعي الكنيسة، والأب سمعان البصير، بالإضافة الي إعطاء سر المعمودية لأحد أطفال الرعية المولود حديثًا.  اقرأ أيضا| بازبليك سانت تستلم تمثال…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
orsozox · 4 years
Text
سؤال: ما هي أسرار الكنيسة السبعة؟ وهل هي مجرد رمزية أم حقيقية؟
سؤال: ما هي أسرار الكنيسة السبعة؟ وهل هي مجرد رمزية أم حقيقية؟
أسرار الكنيسة السبعة سؤال: ما هي أسرار الكنيسة السبعة؟ وهل هي مجرد رمزية أم حقيقية؟ الإجابة: هي أعمال مقدسة ومِنَح إلهية، بها ننال نِعَمًا غير منظورة تحت مادة منظورة. والأسرار الكنيسة السبعة . 1- سر المعمودية (يو5:3؛ أف25:5؛ 1كو11:6) 2- سر الميرون (أع17:8، ثم 1يو20:2) 3- سر القربان أو تناول جسد الرب ودمه (يو53:6-56) 4- سر التوبة و الاعتراف (يو23:20) 5- سر مسحة المرضى (يع14:5، 15؛…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
chjoycom · 5 years
Text
سر المعمودية
http://dlvr.it/RNKdXz
0 notes
superramyahmedblog · 5 years
Text
ترقية أربعة آباء كهنة الى درجة القمصية
ترقية أربعة آباء كهنة الى درجة القمصية
كتب : فريد نجيب
كاهن الكنيسة هو الأب الروحي، ووجوده هو تطبيق لسر «الكهنوت» أحد أسرار الكنيسة السبعة وإقامة الصلوات والطقوس الدينية: مثل صلاة القداس الالهى وتقديم سر الت��اول (أفخارستيا)، طقوس المعمودية (سر المعمودية)، صلاة الإكليل أو الزواج الديني، صلاة التجنيز على الموتى، صلوات المرضى وتبريك المنازل و التعليم و الإرشاد الروحي و الافتقاد ويقوم الاب الاسقف بترقية القس الى درجة القمصية ويعنى كبير…
View On WordPress
0 notes
medmormod · 5 years
Video
youtube
01- سر المعمودية - عمو سانتو في مدينة الأسرار - ابونا داود لمعي
0 notes
christianlib · 8 years
Text
كتاب الصورة الالهية في الانسان لدى القديس غريغوريوس بالاماس - البطريرك الياس معوض
كتاب الصورة الالهية في الانسان لدى القديس غريغوريوس بالاماس – البطريرك الياس معوض
كتاب الصورة الالهية في الانسان لدى القديس غريغوريوس بالاماس   البطريرك الياس معوض
كتاب الصورة الالهية في الانسان
كتاب الصورة الالهية في الانسان لدى القديس غريغوريوس بالاماس  البطريرك الياس معوض  المنشورات الارثوذكسية 1986 احياء التراث الرومي الابائي 
بالاماس هو اكبر اباء الكنيسة في اواخر القرون الوسطى , هو البحر الذي صبت فيه جداول الارثوذكسية , و على الاخص مكسيموس المعترف و اسلافه و روحانيه…
View On WordPress
0 notes
universalbible7 · 7 years
Text
Recent Saturday, July 22, 2017 at 10:49amالله ليس بعيد بل قريب.....الله يوجد داخلك و ليس خارجك...الله هو نسمه ريح أنفك....الأب هو جوهر حياتك !Friday, July 21, 2017 at 9:47amياروح الله أنر عيون أذهاننا لندرك من انت لنا و من نحن فيك....أهدم كل حصون و ظنون تمنع الأنسان من معرفه هويته الحقيقيه فى عيون الأب.Thursday, July 20, 2017 at 8:12amالمسيح جاء لينقذنا و يحررنا من عبوديه االناموس (الناموس هو العمل بالوصايا لشراء محبه الأب او خوفا منه.هو ايضا الحكم على الانسان بحسب أعماله)Saturday, July 15, 2017 at 7:45am  الروح القدس لم يقتل حنانيا و سفيره. "شعورهم بالذنب الشديد و الخوف" مع "دينونة بطرس الناموسيه" هما السبب فى موتهما. الروح القدس لا يقتل احد !Friday, July 14, 2017 at 8:48am حلول الروح القدس يوم الخمسين لم يكن حلول الملء فى الجسد بل فى الوعى...الروح القدس ساكن فينا منذ تأسيس العالم و لكننا لم ندرك كمال مجده فينا.Thursday, July 13, 2017 at 12:33pm أجسادنا لها بدايه و نهايه اما أرواحنا فليس لها بدايه او نهايه !....الروح ليست لها بدايه لان الروح خارج بعد الزمن و بعد المساحه (صفات الماده)Saturday, July 8, 2017 at 11:43am نار ��لروح القدس التى فى داخلك هى هويتك و وعيك بحقيقة من تكون....اذا غاب ادراكك و فقدت هويتك غابت النار !Friday, July 7, 2017 at 10:01am الصلاه هى النار...العباده هى تجديد الذهن و اسقاط كل فكرة مضله من ذهنك عن الأب و عن نفسك....الصلاه هى الوعى بحقيقه من تكون.Thursday, July 6, 2017 at 2:37pm فى اللحظة التى تقرر فيها ان تخرج خارج قالب النظام العقائدى و قالب التقاليد المتوارثة لتنظر من الخارج....هنا فقط ستكتشف ما هو الحق !Saturday, July 1, 2017 at 1:10pm كل انسان هو ابن الله سواء أدرك ذلك ام لا ....العلاقة بالأب تحدد الأختبار الارضى لكن البنوة لا تتغير سواء صدق الابن انه ابن ام لا !Friday, June 30, 2017 at 12:22pm أعتقد ان سبب سقوط ابليس فى الكبرياء (اصل الخطية هو الخوف) هو عندما علم ان الأب سيخلق الانسان على صورة الله و مثاله.Thursday, June 29, 2017 at 2:24pm أيهان العظيم؟ أيذل الممجد؟ أيوضع المرتفع؟... يا لعظم حبك !....أتضع هذا العظيم ليرفع المتضعين....قبل ان يربط و يقيد ليفك المقيدين.Saturday, June 24, 2017 at 11:18am حب الله لك لا تقدر ان تشتريه بأعمالك الصالحه او بايمانك او حتى بصلاتك....يا أيها الأنسان حب الله لك مجانى....الأب يحبك بلا شروط و بلا حدود !Friday, June 23, 2017 at 12:19pm العالم يريد ان يقنع الانسان انه غير متحد بالأب لانه حينما يفقد الانسان هويتة الحقيقية حينئذ يستطيع العالم ان يتحكم في الانسان كما يريد.Thursday, June 22, 2017 at 3:35pm ما الجنه و النار الا حالات أرضية يختبرها الانسان نتيجة علاقتة بهويتة الحقيقية و مدى تواصلة معها.Saturday, June 17, 2017 at 11:25am " حينئذ امتلأت أفواهنا ضحكا، وألسنتنا ترنما. " - المزامير 126: 2Friday, June 16, 2017 at 12:17pm قيمتك ليست فى بيتك او ملابسك او شكلك او مهنتك.....قيمتك انك أنسان مخلوق على صورة اللة و مثالة. (تكوين 1:27)Thursday, June 15, 2017 at 4:08pm ملكوت اللة هو اكتشاف الانسان لهويتة الحقيقية فى عيون الأب !Saturday, June 10, 2017 at 11:52am لا تعتمد على الخدمة او نتائج الخدمة او الناس او الظروف لكى تتأكد من هويتك.....كن مرتاح فى الوعى بحقيقة من تكون.Friday, June 9, 2017 at 12:09pm لا تشك فى لحظة من حياتك انك "تستحق" ان تتحب من الأب ..... هذا هو معنى الجهاد الروحى.Thursday, June 8, 2017 at 3:28pm "أحباء الرب كخروج الشمس في جبروتها." - قضاة 5:31Saturday, June 3, 2017 at 1:28pm افحص دائما الرسائل التى تسمعها او تقرائها....اذا كانت تبعث فيك مشاعر الاحساس بالذنب او الخوف او الخزى اذن تأكد هذة الرسائل ليست من اللة !Friday, June 2, 2017 at 12:41pm الحياة الابدية هى ليست مكان تذهب اليه...الابدية هى حقيقة من تكون....الابدية هى جوهر كينونتك....الابدية هى انت هنا و الان.Thursday, June 1, 2017 at 5:54pm انت لا تصبح صالح بمجهودك بل بأكتشاف الصلاح (اللة) الذى فى داخلك و سماحك بهذا الصلاح ان ينمو كل يوم.Saturday, May 27, 2017 at 3:44pm الأب صالح ولا يسمح بالشر ابدا"....الاب ليس مجرب بالشرور و هو لا يجرب احد !. ( يعقوب 1: 13)Friday, May 26, 2017 at 12:42pm يسوع غلب البرمجة الذاتية الذهنية من الحزن فى جثيمانى قبل ان يذهب الى الصليب...كان يجب ان يتحد وعى يسوع بالكامل بهويتة الحقيقية قبل ان يذهب !Thursday, May 25, 2017 at 6:20pm لم يصلى يسوع فى جثيمانى لكى يغير مشيئة الأب بل لكى يطلقها و يخرجها للنور فيهزم يسوع الموت و يهدم اعمال الظلمة.Friday, May 19, 2017 at 12:46pm سلطان الهوية بدون محبة هو نحاسا" يطن....محبة بدون هوية هو صراع داخلى لة رائحة الموت....الهوية و المحبة هما اساس الحياة.Thursday, May 18, 2017 at 3:30pm هدف الشر الرئيسى هو سلب هويتك.....هويتك هى ابن.....هويتك هى ملك و كاهن.....هويتك هى الوحدانية مع الأب.....أحفر هذة الحقيقة فى قلبك !.Saturday, May 13, 2017 at 11:25am يسوع لم يأتى للعالم لكى يقنع الأب الغضوب حتى يتحنن على البشر....يسوع جاء لكى يقنع الانسانية التائهة عن صلاح الأب !Friday, May 12, 2017 at 11:54am كل من سر الزواج و التناول و المعمودية يشاور على وحدانيتنا مع الأب......سلاةThursday, May 11, 2017 at 2:59pm سر الزواج هو مجرد انعكاس للحقيقة التى تقول ان يكونوا الاثنان (المسيح و الكنيسة) جسد واحد....انت والمسيح واحد...انت و الأب واحد !Saturday, May 6, 2017 at 1:01pm "أجلسنا معه في السماويات." (أفسس 2: 6)...حيث المسيح جالس الان انت جالس معة....انت بالفعل جالس معة فى عرشة الان...الان و ليس فى المستقبل !Friday, May 5, 2017 at 11:49am المسيح مات على الصليب حتى يثبت لك انك تستحق محبة الأب لك بالكامل !. المسيح جعلك "مستحق" مثلة.....سلاةThursday, May 4, 2017 at 5:53pm لم تكن ارادة الاب ليسوع ان يموت على الصليب بل ان يهزم الموت و ينقض اعمال ابليس....سلاةMonday, May 1, 2017 at 11:54am الأب يقول "لذاتى مع بنى ادم"......الأب مسرور بك لان لذتة هى فيك !.Friday, April 28, 2017 at 11:58am المحبة, الفرح, السلام هم ثمر عما تعرفة فى روحك عن حقيقتك. الثمر هو تعبير تلقائى و بلا مجهود عن صفات الشجرة. كن مرتاح فى الوعى بحقيقة من تكونTuesday, April 25, 2017 at 12:54pm مستوى علاقتنا بالأب هو نفس مستوى علاقة المسيح مع الأب.....هذا هو فائدة الصليب و معنى ايماننا.Saturday, April 22, 2017 at 12:09pm الايمان الثمين الذى نلناة ليس هو ايماننا الشخصى بالمسيح لكن ايمان المسيح نفسة بالأب... هذا هو الايمان الذى فى داخلنا.....سلاةFriday, April 21, 2017 at 11:43am فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، "إيمان ابن الله" ، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. - غلاطية 2: 20Monday, April 10, 2017 at 12:10pm انت خلقت لكى تتحب من الأب...فقط لاحظة فى داخلك لانة يريد ان يكلمك....انة يريد قلبك و ليس اعمالك لان حيث يكون قلبك هناك يكون كنزك ايضا.Sunday, April 9, 2017 at 12:02pm وظيفتك فى الروح هى ان تكون ملك و كاهن...لا تترك مكانك فى الروح ابدا".....كن هناك دائما" !.Saturday, April 8, 2017 at 11:58am يسوع ليس هو الدين المسيحى او النظام العقائدى الموروث...يسوع ليس هو الطائفة او المجموعة التى تنتمى اليها. يسوع هو الحب و الاستنارة. انة داخلكFriday, April 7, 2017 at 12:10pm انت مهم (بغض النظر انت مسلم او مسيحي او يهودى او ملحد) و ذو قيمة عظيمة جدا عند خالقك....الخطية هى ان تفتكر انك اقل من الذى يؤمن بة الأب عنك.Thursday, April 6, 2017 at 12:03pm النهضة ليست هى تحويل البشر من دين الى دين اخر.....النهضة هى اكتشاف الانسان ان ملكوت اللة هو فى داخلة و ليس خارجة.Wednesday, April 5, 2017 at 12:05pm أسلوب الشحاتة من الاب او التذلل لة هو لغة العبيد....التمتع بالاب هو لغة البنين....الاب ليس لة شخصية سادية....كن واعيا" ماذا تفعل عندما تصلى.Tuesday, April 4, 2017 at 12:47pm الابن يتواصل مع الاب من خلال الروح القدس....اذا الابن لا يستمع للاب من خلال الروح فالابن أصم و اذا الابن لا يرى ما يفعل الاب فالابن أعمى !Monday, April 3, 2017 at 12:40pm يسوع لم يشفى المرضى بنفسة......الروح القدس الذى فى داخل يسوع هو الذى كان يشفى المرضى.....الروح القدس هو ايضا فى داخلك.....سلاةSunday, April 2, 2017 at 11:49am "الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك." - يوحنا 5:19Wednesday, March 29, 2017 at 12:14pm اللة لا يسكن فى مبانى من صنع البشر.....اللة ساكن فيك....الشىء الوحيد المفقود هو وعيك بحضورة داخلك.Tuesday, March 28, 2017 at 12:18pm السماء لا تأتى على ارضك بسبب اقناعك للرب او بسبب استحقاقك...لكن لان اللة دفع الثمن بالكامل ووجد مكان فى قلبك ليستقر فية لانك مصدق فى صلاحة.Monday, March 27, 2017 at 12:17pm لا تحاول ان تقنع قلب الأب الابوى لانك لست اكثر حنانا" منة....اللة لم يكن نعم ولا بل فيه «النعم» وفيه «الآمين» لمجدة بواسطتنا . - 2 كو 1:20Sunday, March 26, 2017 at 12:07pm يا هنانا بالبنوة أطلقتنا أحرار..... الضعف أصبح قوة..... والأصغر صار جبار.Saturday, March 25, 2017 at 12:26pm ان كنت تريد ان تخدم اللة فاخدمة ليس من ضمير عبد لكى تتبارك بل من ضمير ابن لانك وارث.Friday, March 24, 2017 at 1:51pm لا تضيع يوم واحد من حياتك و انت مصدق كذبة عن نفسك.....انت هو اعظم فكرة كانت عند الأب قبل تأسيس العالم .Thursday, March 23, 2017 at 12:13pm أين شوكتك يا موت ؟..... أين غلبتك يا هاوية ؟.....قد غلب الحمل......قد غلب الحملTuesday, March 21, 2017 at 12:15pm " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله ! " - 1 يو 3: 1Monday, March 20, 2017 at 12:14pm الأب نور و دائما ايجابى.....الافكار و الاقوال السلبية لا يمكن ان تخرج منة.....كيف للنور و الظلمة ان يجتمعا معا" !Sunday, March 19, 2017 at 12:11pm الأب يقول لك انت الان " انت هو ابنى الحبيب الذى بة سررت ".Saturday, March 18, 2017 at 4:31pm جذر كل خطية هو نسيان الهوية (هويتك هى الوحدانية مع الأب).......سلاةFriday, March 17, 2017 at 12:45pm لا تصدق اى عقيدة تقول لك ان هناك انفصال بينك و بين محبة الاب لك لاى سبب...انت واحد مع الأب ...كن متاكد من هذا و اجعل نفسك تحيا من هذا المكانThursday, March 16, 2017 at 1:23pm " كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات....كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. " - نشيد الأنشاد 2Thursday, March 9, 2017 at 1:14pm رئيس هذا العالم يأتى و ليس لة فيك أنت شىء...سلاةWednesday, March 8, 2017 at 1:19pm " الرب إلهك في وسطك جبار. يخلص. يبتهج بك فرحا. يسكنك في محبته. يبتهج بك بترنم ." - صفنيا 3: 17Tuesday, March 7, 2017 at 11:11am لا تجعل محور حياتك هو الثالوث المزيف (البعد عن الخطية, التخلص من العتيق , حرف الكتاب المقدس) بل الثالوث الحقيقى (الأب, الابن , الروح القدس).Monday, March 6, 2017 at 12:49pm الأب يريد ان نعطى كرامة لبعضنا البعض و نحتفل بأختلاف شخصياتنا التى هى على صورة اللة.Sunday, March 5, 2017 at 12:55pm انت لا تحتاج ان تنتظر حتى يفنى جسدك لترى و تزوق راحة اللة و مجدة.....انت تقدر ان تستمتع باللة و هو بك هنا و الان .Saturday, March 4, 2017 at 3:44pm " أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به." - يوحنا 15:3Friday, March 3, 2017 at 12:50pm صوت الحية يقول لك "انت ممكن ان تصبح مثل اللة" ....صوت الروح القدس يقول لك "انت بالفعل مخلوق على صورة اللة"...انت بالفعل ما تريد ان تصبح عليةThursday, March 2, 2017 at 3:00pm لا تساوم فى التخوم التى فى قلب الأب لك...تخوم فرح (لا ينطق بة و مجيد)....تخوم بر (كسانا رداء بره)....تخوم ارسالية (اذهبوا الى العالم اجمع)Wednesday, March 1, 2017 at 6:34pm "فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح." - رومية 8:17Tuesday, February 28, 2017 at 1:21pm الجهاد ليس الا ان تثبت وجهك فى بهاء و جمال وجة يسوع و تأكل من شجرة الحياة و تدرك عملة الكامل على الصليب لفداء اصغر شىء فى حياتك الأن.Monday, February 27, 2017 at 1:34pm فحص الذات ليس لة اى علاقة بالبحث عن ضعفاتنا و الخطايا المستترة......فحص الذات هو ادراك المسيح الذى بداخلك !Wednesday, February 22, 2017 at 1:50pm ‎الانجيل‎ updated their status.يسوع لم يأتى للعالم ليكون مثال لك.....يسوع جاء ليكون مثال من هويتك الحقيقية التى هى فى حضن الأب.Wednesday, February 22, 2017 at 9:29am " لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين. " - عبرانيين 10: 14Tuesday, February 21, 2017 at 8:25pm " قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ " - سفر إشعياء 42: 3Tuesday, February 21, 2017 at 1:34pm الغرض من الفرن الذى ينقى الذهب ليس الكشف عن الشوائب و لكن الكشف عن الذهب......سلاةMonday, February 20, 2017 at 1:18pm الأب مؤمن تماما بالمسيح الذى بداخلك ......و الأن هو يريدك ان تقتنع بنفس المقدار !Saturday, February 18, 2017 at 2:05pm لن ادرك أيا حبيب مقدار حبك العجيب.Tuesday, February 14, 2017 at 1:45pm الايمان هو اكثر بكثير من مجرد الايمان بمسيح تاريخى مات و قام ....الايمان هو ادراك و اكتشاف ملء المسيح الذى بداخلك حتى فى وسط المواجهات !!Monday, February 13, 2017 at 1:31pm " وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. " - 1 كو 6: 17Sunday, February 12, 2017 at 12:58pm " إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. " - 1 يوحنا 1:5Saturday, February 11, 2017 at 1:31pm اللة لا يسمح بالشر ابدا"....اللة اعطى اولادة تكليف الهى و هذا التكليف هو سلطان على اجناد الشر الروحية فى السماويات.Friday, February 10, 2017 at 3:54pm فى حضن الأب يهرب الحزن و التنهد.Thursday, February 9, 2017 at 1:36pm "وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه." - يوحنا الاولى 2:27Wednesday, February 8, 2017 at 6:14pm "الروح الذي أقام يسوع من الأموات ساكن فيكم." - رومية 8:11Monday, February 6, 2017 at 12:57pm يسوع هو عبارة عن الصورة التى فى قلب الاب عنك.....يسوع هو الصورة التى يؤمن بها الاب عنك.Sunday, February 5, 2017 at 2:07pm الأحساس الدائم بالذنب لا يساعدنا لكى لا نخطىء....لكن الوعى بان جوهرنا الأصيل هو فى حضن الأب ذلك الذى يجعلنا لا نخطىء.Saturday, February 4, 2017 at 2:48pm يسوع قال انا و الأب واحد .... وبما ان يسوع فيك وانت فية فأنت والأب واحد !!Friday, February 3, 2017 at 12:28pm التواضع ليس هو صغرالنفس ... التواضع هو قبول الصورة الجميلة و الرائعة التى فى قلب الأب عنك حتى ولو الواقع يقول عكس ذلك.Wednesday, January 25, 2017 at 9:08am يسوع لم ياتى لكى يدعونا ان نجتهد فنصير مثلة ... يسوع جاء ليعلن لنا انة كما هو فى هذا العالم كذلك نحن ايضا...فقط ادرك هذا ! - 1 يوحنا 4:17
0 notes
mahmoodzogbor · 7 years
Text
"سر المعمودية".. خلاف بين الكاثوليك والأرثوذكس ينهيه تواضروس وفرانسيس http://ift.tt/1Ml3uYx
وقع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، وثيقة لإنهاء الخلاف بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حول إعادة "سر المعمودية"، وذلك خلال اجتماع مغلق عُقد مساء الجمعة في الكنيسة البطرسية، التي استهدفها تفجير في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل نحو 30 شخصاً. from CNN Arabic - الشرق الأوسط http://ift.tt/2peXutC via http://ift.tt/1Ml3uYx from Blogger http://ift.tt/1Ml3uYx via IFTTT
0 notes
Text
الأنبا أرساني يترأس «قداس الغطاس» بدير الأمير تواضروس المشرقي بهولندا 
ترأس نيافة الأنبا أرساني أسقف هولندا، صلوات لقان وقداس عيد الظهور الإلهي (عيد الغطاس)، بدير السيدة العذراء والأمير تواضروس المشرقي بشرق هولندا. ومنح نيافته سر المعمودية لطفل من أبناء الأسر المصرية المقيمة بهولندا، وشارك في الصلوات عدد محدود من الشمامسة والشعب، مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة في إطار الإجراءات التي تتخذتها الحكومة الهولندية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وترأس أمس البابا…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
orsozox · 6 years
Quote
سيرة القديس مولده وصباه: أبصر النور في أنطاكية بين سنتي 345 و349 إلا أن الدكتور أسد رستم يرجح يقول أنه ولد في سنة 345. كان والده سكوندوس قائد القوات الرومانية في سورية. ووالدته القديسة أنثوسة. توفي والده في السنة الرابعة لزواجه وكان لديه ابنة وابن. فرفضت والدته أن تتزوج بعد ترملها. وتفرغت لتربية ولديها، تربية مسيحية خالصة. فكانت تربيتهم تنضح بعفة وطهارة وإخلاص القديسة اثنوسة. فقال به�� الفيلسوف ليبانيوس الوثني: "ما أعظم النساء عند المسيحيين". تهذيبه وتحصيله: درس يوحنا اللغة والبيان في مدرسة الفيلسوف ليبانيوس أشهر فلاسفة عصره ورئسي مدرسة أنطاكية. فأجاد القديس يوحنا اليونانية التي ساعدتها كثيراً في مواعظه وشروحاته. ولمس ليبانيوس مواهبه، فقال لتلاميذه مادحاً إياه: "لقد كان في ودي أن أختار يوحنا لإدارة مدرستي من بعدي ولكن المسيحيين سلبوه منا" إذ أن يوحنا أصبح قارئاً في الكنيسة في سنة 367. ودرس الفلسفة على يد انذورغاثيوس في أنطاكية أيضاً. وكان أكثر أصحابه المقربين باسيليوس الذي أصبح أسقف رفنية قريباً من مصياف. زهده وورعه: امتهن يوحنا المحاماة وبهر أقرانه بفصاحته وبلاغته. ثم رغب فجأة بتركها. وكان ملاتيوس الجليل أسقف أنطاكية يرقب تقدم يوحنا في العلم والفضيلة. فلما تيقن من زهده أحله في دار الأسقفية ثلاث سنوات ثم منحه سر المعمودية ورقّأه إلى درجة القارئ. وكان بعض المسيحيون في ذلك الوقت يهابون سرّ المعمودية خوفاً من عواقب الوقوع في الخطيئة بعدها. فآثروا تأجيل ممارسة هذا السر حتى سن متأخرة. أما سبب تأجيل معمودية يوحنا فهو أمر غير معلوم إذ لا يوجد في المراجع ما يقدم لنا الجواب. وقد تكون أحداث أنطاكية هي التي تسببت في هذا التأخر. وأراد يوحنا أن يخرج للصحراء للتعبد والصلاة والتأمل. إلا أن أمه طلبت منه أن يؤجل هذا حتى ترقد بالرب إذ لم يكن لها معيل غيره. فرضخ لطلبها، ويقول القديس في هذا الصدد: "ما كدنا -هو وباسيليوس- نبدأ بتنفيذ ما رمنا حتى تدخلت أمي، المحبوبة جداً، ضد المشروع. لقد أمسكت بيدي وقادتني إلى غرفتها الخاصة. وأجلستني، وجسلت قربي، على الفراش ذاته حيث شاهدتُ النور لأول مرة. وهنا فاضت دموعها وكانت زفراتها تقطع نياط قلبي وعباراتها العذبة الحنونة تمعن في التقطيع... ومما قالته لي: انتظر فراقي لهذا العالم، ربما يكون قريباً. لقد بلغت سناً لا يُنتظر معه إلا الموت. وعندما تعيدني إلى التراب، وتجمعني إلى أبيك، اذهب حيث تشاء؛ سافر إلى البعيد البعيد، إرم بنفسك في لجة اختيارك فعندئذ ليس من يمنعك. ولكن طالما أمك تتنفس وتتألم لا تتركها ولا تغضب الرب إلهك إذ تلقيني بلا مبرّر وبلا فائدة في لجج من الآلام أنا التي لم أصنع لك شراً. وتابعت: يا بني إذا استطعت أن تنسب لي أني أزيد همومك الحياتية فأنت حرّ من شرائع الطبيعة. دُسها برجليك ولا تأخذ بعين الاعتبار شيئاً واهرب مني كعدوة تنصب لك الكمين... إذا كنتُ صنعتُ بك شراً!!". وكان هذا الحادث بمثابة نقطة الثقل في حياته. من الأكيد الحصول على الطهارة المسيحية يفرض الهرب من العالم. هذه النجوة هي الطريق الأقصر نحو القداسة. ولكنه الذي يدوس برجليه كائناً إنسانياً -إذ يهرب من العالم- فإنه يسدّ على نفسه طريق القداسة إلى الأبد. ولكنه جعل من غرفته في المنزل قلاّية. وعاش حياة الراهب والابن في الوقت نفسه. فتقشف وكرس وقته للصلاة. ثم أنشأ بالاشتراك مع باسيليوس صديقه أخوية نسكية ضمت بعض رفاقهما في التلمذة أمثال ثيودوروس أسقف موبسوسته فيما بعد ومكسيموس أسقف سلفكية أسورية. وخضعت فيما يظهر إلى ديودوروس و كرتيريوس الراهبين الرئيسين في أنطاكية آنئذ. الراهب: وفي سنة 373 غضب والنس جاش على الأرثوذكسيين فأكره النساك على الخدمة العسكرية والمدنية. واعتبر بعض المسيحيين أن تقشفات النساك ضرب من الجنون. فضحك الوثنيون على الطرفين. فأخذت الكآبة في نفس يوحنا كل مأخذ. فعلم أحد أصدقاءه بهذا. فحض يوحنا أن يقيم كلامه حصناً يدرأ نار الاضطهاد فتردد يوحنا ثم أنشأ ثلاثة كتب في إطراء السيرة النسكية. لا تزال من أفضل ما صُنف في موضوعها. ومن ثم ذهب إلى وادي العاصي وأوى إلى مغارة في الفترة ما بين (374-381). وعاد إلى أنطاكية بعد ست سنوات. مريض، فجسمه لم يقوى على التقشف. ورجليه أصبحتا ضعيفتين. يُخيل للناظر إليه أن لا لحم له ولا دم يجري في عروقه. ولم يدرِ وقتها أن الله افتقده لما رأى ثمره نضج وقد حان الوقت ليرفع صوته ويسطع نوره في أفق الكنيسة. الشماس والكاهن والواعظ: (381-398) كان القديس ملاتيوس قد عاد إلى أنطاكية في صيف 378. فلما أطل يوحنا على دارس الأسقفية ابتهج الجليل في القديسين ملاتيوس وجاء به ورسمه شماساً رغم معارضته. فأوكلت إليه مهمة مساعدة المحتاجين، فوزع الصدقات وزار المرضى والحزانى.... ودعي ملاتيوس لحضور المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية وترأس أعمله. واستطحب معه الكاهن فلابيانوس يمينه. ووكل السهر على شؤون الكنيسة إلى يوحنا. ثم توفي ملاتيوس أثناء انعقاد المجمع، فبكاه يوحنا. ثم أجمع الآباء الأنطاكيين على فلابيانوس خليفة للرسولين. فتوثقت المحبة بينه وبين يوحنا. وشرع يفكر في ترقية يوحنا إلى الكهنوت. ثم وضع يده عليه في كنيسة القديس بولس سنة 386. واحتشد يومها أهل أنطاكية مسيحيين ووثنيين. فملك يوحنا قيادتها بقداسته وفصاحته. فسعى لإصلاح المجتمع. وحرك الأغنياء أن يمدوا يد المعونة للكنيسة والتي بدورها راحت تبني المشافي والمآوي. الذهبي الفم وعيد الميلاد: يؤرخ لنا القديس يوحنا الذهبي الفم أن كنيستنا الأنطاكية بدأت بالاحتفال بعيد الميلاد في أيامه. أخذة بذلك عن كنيسة رومة. فلمّا سيم قساً سنة 386 رأى من واجبه اقناع المؤمنين بأهمية هذا العيد المجيد. فوعظ في المؤمنين في العشرين من كانون الأول وتكلم عن عظمة عيد الميلاد لعظمة سر التجسد وقال: "لو لم يتجسد الرب يسوع المسيح لما كان صلب ولا أرسل الروح القدس. وما كنا نقيم عيد الغطاس ولا الفصح ولا العنصرة. فمن عيد الميلاد تولدت جميع الأعياد السيدية وتدفقت منه كما تدفق الأنهار من ينبوع واحد....". وعاد قديسنا إلى الوعظ في يوم عيد الميلاد فقال قولاً بليغاً وسجل لنا الأخبار المفيدة لتاريخ هذا العيد. فألمع إلى أننا لم نبدأ الاحتفال به قبل سنة 376 وأننا أخذناه من الغرب وقال: "ولئن كان ظهور هذا اليوم الشريف ومعرفتنا إياه من مدة لا تنيف على عشر سنوات... وقد كان معروفاً منذ البدء بين الشعوب القاطنين في الغرب ودخل بيننا حديثاً..." ثورة أنطاكية: كانت قد تلطخت حاشية ثيودوثيوس بالرشوة. وكتب ليبانيوس الفيلسوف إلى الامبراطور يقولا: "حكامك الذين تبعثهم إلى الولايات ليسوا سوى قتلة". وجاءت السنة 378 فشرعت الحكومة المركزية تتهيأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الامبراطور وبإتمام السنة الخامسة لإشراك ابنه اركاديوس بالسلطة. ففرضت الضرائب لأجل هذا الاحتفال. فاستثقل الأنطاكيون هذه الترتيبات المالية الجديدة وتقدم أعيانهم إلى عامل الأمبراطور في أنطاكية يسألونه رفع هذا العبء. فلم يلتفت لسؤالهم. وأبدى جباة الضرائب عنفاً شديداً فأمسوا هدفاً للشتائم واللعان. واشتدت وطأة هذا الظلم على الفقراء. فأخذوا يتجولون في الشوارع وجعلوا يشتمون الامبراطور وأسرته. وحطموا تماثيلهم النحاسية ولا سيما الامبراطورة بلاكلَّة التي كانت قد غمرت الأنطاكيين بالإحسانات. فجروا تماثيلها في الأوحال والأقذار ثم كسروها قطعاً. واختبأ رجال السلطة في منازلهم وحذا حذوهم سائر الأعيان، فأمست المدينة في يد أهل الفوضى. فنهبوا ودمروا وخربوا. ثم أفاقوا فتأملوا مرتجفين وتوقعوا نزول العقاب فهجر بعضهم المدينة وهرب آخرون إلى الهضاب المجاورة. وتقطر قلب فلابيانوس وخشيَ سطوة الأمبراطور وأشفق على خرافه من أن يؤخذ البريء بذنب الجريء. وقر قراره أن يطرق بابا الأمبراطور نفسه ويلتمس العفو منه بعد أن طلب منه ذلك القديس الذهبي الفم وترجاه. فسار في الشتاء وهو الشيخ الكهل مسرعاً ليسبق السعاة المنفذين لإنذار ثيودوسيوس بما جرى. فشخصت أعين الأنطاكيون إلى خليفته الذهبي الفم. فاقتدى هذا بأصحاب أيوب ولزم جنب الصمت سبعة أيان ثم أخذ يعزي نفوسهم مؤكداً حماية يسوع مذكراً ببلايا أيوب والفتيان الثلاثة الذين ظلوا يسبحون الرب في وسط أتون النار. وبلغ ثيودوسيوس الخبر قبل وصول السعاة. فاستشاط غضباً وجزم بأن ينزع عن أنطاكية جميع امتيازاتها وينقل عاصمة المشرق إلى اللاذقية وأوفد إليها قائدين كبيرين هما الليبيكوس وقيصاريوس. فلما وصلا إلى أنطاكية في الثاني والعشرين من شباط سنة 378 أعلنا سقوط امتيازات أنطاكية وأقفلا الملاعب والمشاهد والميدان والحمامات. وشرعا ينقبان عن المجرمين. ووقعت الشبهات على كثيرين من وجهاء المدينة لتقاعسهم عن قمع الهيجان. فأوثقوا وطرحوا في السجون وحجز على أموالهم وطردت نساؤهم من بيوتهم ولم يجرؤ أحد أن يَقبلهن عنده خشية أن ينهم بمشاركة أزواجهن. فتولى الذهبي الفم التعزية بنفسه. وتذكر الذهبي الفم أن هناك أناس يعطون حياتهم بسهولة من أجل الرب، هؤلاء هم العائشون في البراري والجبال، المتوحدون. فالنساك هم خزانة عقيدة الرسل وتعاليمهم. والأمر الصعب في هذا هو العثور عليهم، إلا أن قديسنا نفسه كان متوحد ويعرف كيف يجد هؤلاء المصارعين الروحيين. فبعث رسالة إليهم يحثهم على الظهور في أنطاكية لتخليص أخوتهم من التعذيب والموت. كيف انتشرت الرسالة؟! لا ندري. الذي نعرفه أن الخبر وصل إلى الجميع وبدأت تحركات المتوحدين نحو المدينة. جاء القديسون لنيقذوا من الموت أناساً لا يعرفونهم ولم يرونهم قط ولا تربطهم بهم إلا رابطة المحبة في المسيح. لقد أحبوهم حتى أنهم أتوا ليبذلوا حياتهم. فكانوا أعظم من الملائكة، كانوا أبطالاً وملائكة، مجردون من الأشياء المادية ومسلحون بدرع الإيمان وخوذة الخلاص. وكان أحدهم يدعى مكدونيوس. لا يعرفه أحد إلا أن اسمه كان معروفاً للجميع. هو أول من ظهر في أنطاكية. ورأى في الساحة العامة المرسلين الأمبراطوريين على حصانيهما. فاعترض طريقهما وأمرهما بالترجل وتكلم كمن له سلطان. وأمرهما بالرجوع عن أنطاكية إلى القسطنطينية وطلب إبلاغ رسالته إلى الأمبراطور بأنه كونه امبراطوراً لا يعطيه الحق اطلاقاً بقتل أي إنساناً واحداً. صحيح أن الأنطاكيين حطموا بعض التماثيل، وهذا غير مستحسن، إلا أن الأنطاكيين أنفسهم رفعوا كثيراً من التماثيل، تماثيل أجمل من التي تحطمت. هل يقدر الأمبراطور أن يعيد تكوين إنسان قتله؟ هل يقدر أن يعيد شعرة واحدة سقطت من رأس الرجل؟ إذا كان الأمبراطور لا يستطيع إعادة إنسان للحياة فإنه لا يحق له مطلقاً أن يقتل إنساناً. يجب على الأمبراطور أن يعيد السيف إلى غمده ويكفّ عن تقتيل الناس. كل إنسان مخلوق على صورة الله. كل إنسان نسخة عن الله. وقال مكدونيوس يجب أن يفهم الأمبراطور أنه لا يحق له أن يمحو من سفر الحياة ولا صورة إنسانية لأن الصورة الإنسانية هي نموذج عن صورة الله... وبعد أن انتهى من كلامه، ذهب. ووعداه بأنهما لا يمسان أحداً بسوء قبل أن يرفعا كلمته إلى الأمبراطور. إلا أن حماسهما قد خف في تبليغ الرسالة. وقابل الذهبي الفم موقفة الأساقفة والنساك والرهبان في هذا الحادث الجلل بموقف كبار الوثنيين. فقال في إحدى مواعظه ما معناه: أين هم الآن أولئك الرجال أصحاب الطيالس الطويلة واللحى العريضة الذين كانوا يتمشون شامخي الأنوف في الأندية العمومية وفي يدهم عصاً! أين هم في ساعة الأحزان والذعر؟ لقد هجروا المدينة عند حلول الخطر وفروا إلى المغاور والأود��ة إخفاء لعار ضعفهم. ولم يأتِ لإغاثة الشعب في ضيقه إلا محبو الحكمة الحقيقية حكمة الصليب هؤلاء النساك مستودعو كنز تعليم الرسل وورثة غيرتهم وشجاعتهم. وكفي بالحوادث صوتاً يفحم كل خصم - نخبة النخب 29. ووصل فلابيانوس إلى القسطنطينية وهرع إلى البلاط. وكان قد عانى من التعب أشده. فلما أبصره ثيودوسيوس تصدع قلبه أسفاً فذكر الامتيازات والإحسانات التي غمر بها أنطاكية وقال أهذا هو عرفان الجميل؟ فردّ عليه الأسقف الشيخ بخطاب طويل. وأفضل ما جاء فيه قوله: "إني لست فقط رسول شعب أنطاكية بل أيضاً سفير الله، أتيت باسمه أُنبئك أنك إن غفرت للناس سيئاتهم وهفواتهم غفر لك أبوك السماوي مساوئك وزلاتك.... فبمثل ما تحكم الآن يحكم عليك...." وعاد فلابيانوس إلى أنطاكية حاملاً العفو المنشود واحتفل بعيد الفصح المجيد فانبرى الذهبي الفم يرد آيات الشكر والتسبيح لأن شعب أنطاكية كان ميتاً فعاش وضالاً فوجد. أسقف روما الجديدة: (398-404) توفي نكتاريوس أسقف القسطنطينية في السابع عشر من أيلول من عام 396 فأصبح كرسي رومة الجديدة كرة شقاق بين الشعب ورجال الكهنوت. وكان ثيودوسيوس وقد توفي في مطلع السنة 395 مخلفاً أزمة الحكم ليدين ضعيفتين لابنيه اركاديوس في الشرق واونوريوس في الغرب. وتسلط على اركاديوس وزيره الأكبر روفينوس ثم قوي على هذا الخصي افتروبيوس فأسقطه وجلس مكانه. وهذا هو الذي عهد إليه منصبه أن يرفض توسلات أولي الأطماع وأن يفتح أذنه إلى وحي ضمير المؤمنين وصوت الشعب المسيحي الحقيقي. وكان افتروبيوس قد عرف الذهبي الفم في أثناء رحلاته إلى الشرق فأُعجب بفصاحته وقدر فضله فلم يجد أجدر منه بإعادة شعب العاصمة إلى الفضائل المسيحية. ولعله أحس بوحي أوتيه من فوق. فإنه عند المجاهرة باسم الذهبي الفم استصوب الجميع هذا الاختيار. وعرف الخصي تعلّق الأنطاكيين بمرشحه. فكتب إلى فيكتور استيروس والي الشرق أن يرسل يوحنا خفية دون إطلاع أحد من الأنطاكيين على ذلك. فبادر الوالي إلى التنفيذ ووجد أن أيسر الطرق هو الاحتيال بإخراج يوحنا إلى ظاهر البلد ليتمكن من تسفيره سراً. فدعا الوالي الكاهن يوحنا إلى زيارة كنيسة الشهداء حيث مدفون أجساد الشهداء في خارج أسوار المدينة. وكان هذا في أواخر تشرين الثاني. فعد يوحنا هذه الرحلة واجباً مقدساً ورضي بها. وذهب الذهبي الفم إلى المكان الذي اتفقا على أن يلتقيا فيه. وفي الموعد المحدد جاء استيروس راكباً في عربة كونتية مفروشة بالحرير، تجرّها جياد أصيلة. وقبل القديس دعوة استيروس للركوب وركب إلى جانبه. وما كادت العربة تتحرك حتى فتح الكونت "استيروس" فمه قائلاً: "بالحقيقة، ليست غايتي زيارة كنيسة الشهداء. أرجو القديس أن يغفر كذبتي". واتجهت العربة إلى القسطنطينية. ورغب الأمبراطور ومن حوله أن يستقبلوا المرشح الأنطاكي بما استطاعوا من العظمة والأبهة والإجلال لأنه سيتبوأ أسمى المناصب في الكنيسة بعد أسقف رومة. فدعا الأمبراطور إلى مجمع محلي للانتخاب وجمع أكابر العاصمة واستدعى ثيوفيلوس أسقف الإسكندرية، ليضع يده عليه ويسلمه عكاز الرعاية. وتمت سيامته أسقفاً في 26 شباط من عام 398، وكما يقول السنكسار اليوناني في منتصف كانون الأول من سنة 379. وثيوفيلوس -"الفرعون المسيحي"، "الفرعون الإسكندري"- هذا يعتبر من أسوء الأساقفة التي عرفتهم الكنيسة. فكان فظاً مثل فرعون، محباً للذهب والأحجار الكريمة مثل فرعون، ويحتقر الإنسان مثل فرعون. ولم يرضَ هذا الفرعون عن مقررات المجمع المسكوني الثاني الذي جعل من أسقف القسطنطينية في الكرامة بعد أسقف رومة. وكان لا يحب الذهبي الفم، ويخشى مواهبه وقداسته فأحب أن يجعل ايسيدوروس الكاهن الإسكندري أسقفاً على رومة الجديدة. وكان هذا الكاهن راهباً فاضلاً ولكنه مطواع فأحبه ثيوفيلوس، لأنه رأى في انقياده آلة يديرها في يده كيف شاء. فجاهر بعدم الرضى فاضطر افتروبيوس أن يقول له: "أمامك أحد أمرين إما أن تنقاد لرأي الأساقفة والوجهاء وإما أن تدافع عن نفسك ضد المشتكين عليك". فارتبك ثيوفيلوس واحتفل برسامة يوحنا الذهبي الفم. وأرسل يوحنا رسائل سلامية إلى رؤساء الكنائس. وفي أول يوم بعد دخوله القصر الأسقفي أحدث تغيرات. غيّر بعض الأشياء التي من شأنها إغضاب الرب. إذ أن سلفه كان محافظاً للمدينة ومن ثم وبعد أن تقاعد، أصبح أسقفاً فاحتفظ بالقصر وجعله القصر الأسقفي. فكان مليئاً بالذهب ومظاهر الترف. فأمر يوحنا ببيع جميع الأواني الفضية والذهبية وتوزيعها على الفقراء. ثم باع السجاد وشيّد بثمنه مستشفى للفقراء. وباع المقاعد الحريرية والمغاطس الرخامية والشماعدين وأقام بأثمانها مأوى للغرباء. باع المرايا واللوحات والأعمدة وترك الجدران عارية. وأخيراً باع السرير: الحرير والمخمل النادر. وأتى بسرير من ألواح الخشب. وبعد ذلك صرف جميع الخدام على اختلاف وظائفهم بعد أن دفع لهم ما يحق لهم من المال. وأرسل جميع أدوات المطبخ إلى المأوي والفقراء. لم يشهد سكان القصر الأسقفي مثيلاً لما يجري أمامهم. وتكلموا باحترام مع سيد القصر قائلين: إن أسقف القسطنطينية ثاني أسقف في العالم، وعليه واجبات رسمية. عليه أن يقيم مآدب، وأدوات المطبخ لازمة. عليه أن يدعو الأمبراطور والأمبراطورة والأعيان. هكذا البروتوكول! وأبدى القديس أسفه قائلاً: إن الأسقف طبيب روحي وأب. وليس صاحب مطعم يدعو الناس ليملأوا بطونهم. ولكي يعطي لكلامه وزناً عملياً أصدر أمره ببيع غرفة الطعام بكاملها. وأعلن أنه لن يدعو أحداً إلى الطعام وأنه سيأخذ طعامه وحيداً كما كان يفعل طيلة حياته. وأنه غير محتاج إلى طاهٍ وأدوات. سيهيئ، بنفسه وبمساعدة أحد الرهبان، الخضار التي يتناولها مرةً واحدة في اليوم. إلا أن إنسان واحد لم يقتنع ولم يصدق أن القديس يعيش حياة قاسية. وهو الأسقف أكاسيوس. كان صديقاً للقديس، وأسقفاً في الملحقات "خوراسقف". قدم لأشغال خاصة في القسطنطينية. وعرف الذهبي الفم بقدومه فدعاه للحلول ضيفاً عليه. وسر الأسقف أكاسيوس بهذه الدعوة، فكان بالنسبة له دخول القصر الأسقفي موازٍ للدخول ل��قصر الأمبراطوري. وقاده الراهب إلى الغرفة المخصصة له. كانت شبيهة بغرفة الذهبي الفم تماماً. فيها سرير من الخشب وعليه غطاء، والجدران عارية. وفتح أكاسيوس فاه عجباً، وظن أن صديقه الذهبي الفم يسخر منه. وللحال ترك أكاسيوس القصر الأسقفي غاضباً. ومن تلك اللحظة أصبح عدواً لدوداً للذهبي الفم. وعبثاً حاولوا أن يفسروا له أن أسقف القسطنطينية ينام في غرفة مماثلة. لم يصدق أكاسيوس أن صديقه الذهبي الفم سخر منه وهو لن ينسى له هذه الاهانة طالما فيه عرق ينبض. وسيحاول الانتقام لكرامته. وعني القديس بإصلاح الاكليروس. فسلق بعضهم بلسانه سلقاً. وأوجب عليهم الزهد في الملبس والمأكل والقيام بالواجب المقدس. وكان لكلامه وقع شديد في قلوب السامعين فانقاد اكليروس القسطنطينية لصوته وعاد عدد كبير منهم إلى ما اعتاد عليه آباء الكنيسة الأولون من التواضع والفقر والقناعة والقداسة. وكان الارشدياكون سرابيون أشد من الذهبي الفم غيرة على الإصلاح فأمسى إفراطه في التنقيب والتأنيب عثرة في سبيل القديس. فحقد بعض رجال الاكليروس على الأسقف والأرشدياكون واضطر الأسقف بعد أن يئش من إصلاحهم أن يقطعهم من جسم الكنيسة. وتفقد القديس بنفسه جميع الأديرة فأثنى على المحافظين على فرائض الدعوة وأكره الذين نفخ فيهم ريح العالم على الرجوع إلى الأديرة والتقيّد بقوانينها وتقاليدها. وحرم على الكهنة قبول العذارى المصونات في بيوتهم. وأنشأ للعذارى مآوي انقطعن فيها للصلاة والفضائل ولنسح ثياب الفقراء وتزيين الكنائس وجعل عليها أمّاً واحدة لسياستهن نيكارتية النقوميذية. ثم التفت إلى إصلاح ما فسد من أحوال الأرامل فئة الكنيسة العاملة في أوائل عهدها. فمنعهن من التردد إلى البيوت والحمامات والملاعب وأمرهن أن يعتضن عنها بالتأمل والصلاة ومواساة الفقراء وعيادة المستشفيات. وحتم أنهن إن استثقلن الترمل فليتقيدن بزاج ثان خير لهن وأولى. وفاقت أولمبياذة جميع الأرامل بجميل فضائلها وكثرة حسناتها. وكانت قد ترمّلت وفي في العشرين من عمرها فالتحقت بأحد الملاجئ. فلما أتى يوحنا إلى القسطنطينية كان لها من العمر خمسون عاماً. فأثرت شخصيته في نفسها فعرضت عليه خدماتها وأموالها. فأنفق القديس عن سعة في سبيل تبشير القوط والروس وبعض الفينيقيين وفي تلال لبنان وإنشاء المؤسسات الخيرية. وسعى سعياً حثيثاً لحماية خرافه من حملات الهراطقة - الآريوسيين والأفنوميين والمانيين والمركونيين والفالنتينيين. سقوط افتروبيوس: كان افتروبيوس ثاقب العقل وقّاد الفكر ينظر في مشاكل ويحلها من أبواب لم يستطع غيره الوصول إليها. فكبرت منزلته في عين أركاديوس. ورأى فيه الرجل الوحيد الذي لاغنى عنه في تدبير السلطة. وولّد هذا الاحترام في قلب الخصي صلفاً وتيهاً. وكان ثيودوسيوس قد أدخل في صفوف الجيش عدداً كبير من القوط ولا سيما في سلاح الخيالة. وكان بعضهم قد خدم الجيش بإخلاص فرُقي إلى رتبة عالية. وكان من بين هؤلاء غايناس القوطي. وكان هذا يهتم بشؤون القوط أبناء جنيسه. ولم يكن عددهم قليلاً في العاصمة. فأصبح أحد زعماء السياسة. وأصبحت سياسة العاصمة تطاحناً مستمراً بين غايناس وبين افتروبيوس. وكان للأول نسيب اسمه تربيجلد كان مستلماً قيادة بعض الجيوش في آسية الصغرى. فوسوس له غايناس أن يجتاح برجاله سهول فريجية. ففعل وفتظاهر غايناس بالغبط واستأذن بالإنطلاق لإطفاء نار الثورة والعصيان. فسار إلى آسية الصغرى وجمع الكل تحت أمرته وزحف إلى القسطنطينية. فانخلع قلب اركاديوس وفاوض غايناس فكان من أهم شروط الصلح أن يترك الأمبراطور وزيره افتروبيوس. فأمر الأمبراطور بنفي افتروبيوس ثم بقتله بالتجأ هذا إلى الكنيسة وهرع إلى المذبح والتزق به. وتابعه الجنود لإلقاء القبض عليه فصدهم القديس الذهبي الفم. وفي اليوم التالي بينما كان افتروبيوس لا يزال بجانب المذبح رقي الذهبي الفم ووعظ وعظته الأولى في حادث افتروبيوس. واحتمى افتروبيوس بالقديس ثلاثة أيام. وأصدر بعدها الأمبراطور عفوه عنه متأثراً بالذهب الذي يخرج من فم الذهب. إلا أن هناك شخصاً كان يريد أن يرى افتروبيوس مقتولاً. إنها افدوكسيا، الأمبراطور، فعملت على تلفيق تهمة جديدة لم يشملها العفو الأمبراطوري لكي تستطيع أن تأخذ حكم بإعدامه. وكان لها ما أرادت. أخصام الذهبي الفم: خشي الوطنيون الروم مطامع غايناس فعاهدوا قوطياً آخر. ولدى خروج غايناس من العاصمة أوائل سنة 400 هجم الوطنيون على من تبقى من عساكره في داخل المدينة وقتلوهم. وعبر غايناس الدانوب ووقع أسيراً في يد الهون وقُتل في أواخر سنة 400. وبزوال افتروبيوس وغايناس زالت هيبة السلطة فجهر أخصام الذهبي الفم بمعارضة أدت مع مرور الزمن إلى نفيه ووفاته. وشملت هذه المعارضة منذ البداية عناصر معينة من الرهبان والأرامل والأساقفة. وتزعم معارضة الرهبان اسحق الراهب الذي كان قد أمّ العاصمة في عهد والنس واشتهر بحق وبغير حق بقداسة فائفة وبجرأة في سبيل الأرثوذكسية. أدت به إلى مصارحة والنس باقتراب أجله. وكان قد أسس لنفسه مقرّاً عند مدخل العاصمة أصبح أول الأديرة فيها. ولم يرضَ الراهب عن إصلاحات الذهبي الفم، فلما زالت سطوة البلاط بدأ يطعن في الأسقف القديس فكان لكلامه ودعاياته أسوأ الأثر. وانضم إلى المعارضة عدد من الأرامل من بينهن صديقات الأمبراطورة افذوكسيا. كمرسة وكستريكية وافغرافية التي قدر لها أن تلعب دوراً هاماً في الدس والمؤامرات في البلاط. إذ أن القديس وبخها لأنها وهي كهلة تتصابى وتقلد الشابات في الملبس والمظهر. إذ كانت تفضل أسقفاً يقول لها أنت صبية. في أفسس: ترأس الذهبي الفم مجمعاً محلياً في أيلول سنة 400. وأثناء الجلسات الأخيرة تقدم أسقف غريب اسمه اوزيبيوس. جاء هذا الأسقف يُشهِّر الجرائم التي يرتكبها بعض أساقفة آسية، وأن الكرامات الكنائسية والدرجات الكهوتية تُباع بالمال. وأن الصولجان الأسقفي صار للتجارة. وأن وراء هذا أنطونيوس أسقف أفسس. وراح يتكلم ويشكو للذهبي الفم أوضاع الكنيسة في آسية. وكان القديس يسمع الكلام ورأسه بين يديه. وجاء الشماس ينبهه بأن وقت القداس قد حان ويدعوه للكنيسة. ولكنه رفض، بعد سماع مثل هذه الأشياء لا يقدر أن يخدم القداس. أذناه مازلتا متألمتين. القديس يعرف أن أفسس لا تخضع لسلطته. وأن أساقفة القسطنطينية لم يتدخلوا مطلقاً في شؤونها. ولكن الذهبي الفم يكسر الحدود دفاعاً عن كنيسة المسيح. وفتح تحقيقاً ليتأكد من صحة هذه الاتهامات. بإرساله أسقفين للبحث والتدقيق. ولسوء الحظ جاءت النتيجة إيجابية. فقد كتب أحد مؤمني آسية إلى القديس يقول: "منذ سنوات، أيها الأب الجليل، والقيادة فينا ينقصها العدالة والحق. نسترحمك اذن أن تأتي إلينا". وفي التاسع من شباط 401 أبحر إلى آسيا. وفي أفسس دعا إلى مجمع مؤلف من سبعين أسقفاً. وحضر أمامهم المتهمين. إلا أن أنطونيوس كان قد مات قبل وصوله. وأعلن الكهنة أنهم انخدعوا ووقعوا في الضلال وأن نيتهم حسنة!!! فطرد الذين اشتروا الكهنوت من أنطونيوس. وأعطاهم وثيقة يستطيعون ملاحقة ورثة أنطوينوس بها. وأقام خلفاً لأنطونيوس الشماس هيراقليدس. ثم انتقل إلى ولايات مجاورة وجرّد ستة عشر أسقفاً وأقام خلفاء لهم. المؤامرات تحاك ضده: وفي أثناء غيابه عن القسطنطينية حيكت ضده مؤامرة برئاسة الأساقفة، أكاكيوس صديقه، وسفيريانوس وبعض الأساقفة القادمين من أنطاكية. أما مكان التأمر فكان بيت افغرافية. وانضم لهذه العصابة الأمبراطورة نفسها. ولم يعطي القديس أي اهتمام لهذه المؤامرة. لأنه قد بلغ مرحلة الانفلات الكامل من أمور الدنيا. أما في ما يختص الكنيسة فيكون نشيط الحراك بطل في ساحة المعركة مناضل مصارع لا يهاب شيء. ونشب خلاف طارئ بين سفيريانوس وسيرابيون الشماس الأكثر إخلاصاً للذهبي الفم، والذي كان من مصر. وذات يوم مرّ به الأسقف سفيريانوس فلم يشأ سيرابيون أن يحييه. فوبخه الأسقف وكان ردّه عنيفاً وتلفظ ألفاظاً لا يجو لأسقف أن يتلفظ بها حتى لو غضب "اغضبوا ولا تخطئوا" ومن جملة ما قال: "إذا مات سيرابيون مسيحياً فإن الله لم يتأنس". وتم عقد مجمعاً لفحص للنظر بهذا الأسقف وأعاد أمام المجمع عبارته. فاعتبر كلامه هرطقة. وأوقف عن الخدمة. فطال لسانه هذه المرة القديس الذهبي الفم. وهذا الأمر لم يستطع مؤمني القسطنطينية احتماله. فهاج الشعب وأراد أن يقتله إلا أنه استطاع أن يفلت منهم وهرب في البحر ليلاً. فاغتاظت افدوكسيا للأمر وطلبت من سفيريانوس العودة. إلا أن الشعب كان يريد أن يراه فقط لينتقم لإهانة القديس، فلم يكن أمام أفدوكسيا حلّ إلا أن تذهب إلى القداس وتركع أمام الذهبي الفم وتطلب منه أن يغفر لسفيريانوس خطيئته، ففعل. وعمل على تهدئة الشعب. الأخوة الأربعة الطوال: كان ثيوفيلوس الفرعون الإسكندري يكره الذهبي الفم وقد أُجبر على سيامة يوحنا أسقفاً على القسطنطينية. وكان نشاطه بدأ يتسع إذ أخذ على عاتقه تهديم الهياكل والتماثيل الوثنية والمكتبات. كان المسيحيون في ذلك العصر، يعتقدون بأنهم يقدمون خدمة لله. إذ ينتظمون جماعات جماعات وينطلقون لتهديم هياكل الآلهة الوثنية. وكان الوثنيون يطلقون عليهم لقب "العصابات السوداء". وثيوفيلوس كان يقود بنفسه فرقاً من الجنود. فكان هذا الفرعون لا يتوارى عن إصدار الأوامر بالتعذيب. يل ويشترك في هذا العمل الوحشي. واهتم ببناء الكنائس كحجر ونسي واحتقر البشر. وابغض جميع الناس. تعاقد ثيوفيلوس مع افدوكسيا على مهاجمة الذهبي الفم. وكان جديراً بهذا. فهو خبير في التهديم والتخريب والتدمير وتصفية الإنسان! ولا بد من مناسبة لمباشرة العمل. فكان "الأخوة الطوال" الحجة التي تذرع بها للانقضاض على الذهبي الفم. "الأخوة الطوال" أربعة أشقاء يعيشون في برية مصر نساكاً منقطعين عن العالم. وأسماؤهم هي: امونيوس ديوسقوروس، افيميوس وأوريبيوس. وأراد ثيوفيلوس أن يخرجهم من حياتهم النسكية ليرفعهم للاسقفية. لكنهم رفضوا. فأرسل ثيوفيلوس جنوداً ليجلبوا امونيوس بالقوة. فلما رأى الجنود قادمين، أمسك بالسكين التي يستخدمها لتقشير الخضار وقطع إحدى أذنيه. فلم يعد يستوفي شروط الأسقف. وكان الذهبي الفم متتبع لأخبار الأخوة الطوال ومعجباً بهم. وأراد ثيوفيلوس أن يغتصب ثروة أرملة. ولكن كيف يبرر هذا الاغتصاب؟. فلجأ إلى مدير أبرشيته: الايكونومس ايزيدوروس. إلا أنه كان تقياً صالحاً فرفض أن يشاركه في هذه السرقة. فغضب وأصدر أمره بإلقاء القبض عليه وتعذيبه وتسليمه للقضاء. إذا كان الأسقف الإسكندري يتمتع بصلاحيات زمنية. ولإثبات التهمة كان الفرعون بحاجة إلى شهود. ولمّا كان مدير الأبرشية يتمتع بسمعة طيبة وصيت حسن، وجب إذن أن يكون الشهود أوفر فضيلة منه. ولا يتمتع بهذه الفضيلة إلا الأخوة الطوال. فاستدعاهم ثيوفيلوس وطلب منهم الشهادة. ولكنهم رفضوا بحزم. فأصدر أمره للجنود، فعذبوا الأخوة الطوال ثم قيدوهم بالحديد. وتولى ثيوفيلوس بنفسه ضربهم، بيديه. ثم راح يدوسهم برجليه. ثم اقتيدوا للسجن في سلاسل الحديد. وهزّ هذا المنظر الإسكندرية بأسرها. فلم يكن أمام ثيوفيلوس إلا أن يذيع خبر بأن الأخوة الطول أصحاب هرطقة. ولم تنجح الحيلة فأطلق سراحهم. وفي يوم ذهب ثيوفيلوس إلى برية مصر مصطحباً جنود معه. وراح يحرقون المناسك. وخرج الرهبان مرعوبين. ولحق بهم الجند وباشروا بتقتيلهم. واستمرت المجزرة طيلة الليل. ونجا الأخوة الطول ومعهم ثلاثمائة راهب. هؤلاء فقط الذين نجوا من مذبحة ثيوفيلوس. والذين يقول فيهم الذهبي الفم: إن المناسك في برية مصر تلمع بفضيلة الرهبان أكثر من نجوم السماء وإن سكان هذه القلالي هم ملائكة في صورة بشر. فاتفقوا على أن يقطعوا الصحراء متفرقين على أن يلتقوا على الحدود الفلسطينية. وعاد ثيوفيلوس إلى الإسكندرية وأصدر حرم عليهم جميعاً، على كل الذين نجوا من رجاله القتلة. ووصل إلى فلسطين وكان قد رقد منهم الكثير في مجاهل الصحراء. جوع وعطش ومرضاً... فصلوا على أرواحهم ودخلوا فلسطين. إلا أن أسقف أورشليم لم يستطع أن يبقيهم في أورشليم. فلم يبقَ لهم إلا القديس الذهبي الفم فالتجأوا إلى القسطنطينية. وكان عدد الذين دخلوا القسطنطينية 50 فقط. ولدى وصلهم طلبوا من الذهبي الفم أن يسمح لهم بالاستقرار في أبرشيته. للصلاة والتعبد. وكان الذهبي الفم يعلم بأمر حرم ثيوفيلوس لهم. فناقشهم في اللاهوت والعقيدة ليتأكد إذا كانوا في الهرطقة أم لا. ولم يلاحظ أي أثر للهرطقة في روحانيتهم. فقال للأخوة الطوال: "أنا أخذ قضيتكم على عاتقي. فإما أن يحلكم مجمع آخر ينعقد لهذه الغاية، وإما أن يرفع أسقفكم بتلقاء إرادته الحرم عنكم. اعتمدوا علي". فسمح لهم أن ينزلوا في بيت قريب من إحدى الكنائس وسمح لهم بالصلاة مع سائر المؤمنين ولكنه منعهم عن الإشتراك في ممارسة الأسرار المقدسة، حتى يحل الحرم عنهم. فكتب إلى ثيوفيلوس يناشده برابط "المحبة الأخوية الجامعة" أن يصفح عن الأخوة الطوال، وقال له أنه تأكد من عقيدتهم ولا يوجد فيها ما يخالف الإيمان القويم. وقال له بشجاعة أن الحرم الذي أنزله ظالم. وأنه سيدعو مجمعاً مقدساً يعيد الحق لنصابه. إذا رفض ثيوفيلوس أن يفك الحرم. وأظهرت افدوكسيا نوعاً من الشفقة عليهم وأجبرتهم على إمضاء عريضة يطلبون فيها حمايتها. فوافقوا بعد أن تعهدت الأمبراطورة التي تعهدت لهم بدعوة مجمع إلى الانعقاد ليمنحهم العفو ويرفع الحرم عنهم. وهنا انسحب الذهبي الفم، لأن القضايا الكنسية ليس من حق أحد خارج الكنيسة أن يعالجها. وليس من حق افدوكسيا أن تدعو إلى مجمع وأن تقرر إذا كان الحرم عادلاً أم لا. إلا أن الامبراطورة أرادت بهذه العملية أن تظهر أن الذهبي الفم مقصراً في حمايتهم. إذ أن الشعب دائماً إلى جانب المظلومين. ثيوفيلوس في القسطنيطينية: وبعد أن جهزت كل شيء دعت إلى عقد مجمع في القسطنطينية. إلا أن ظاهر المجمع كان شيء والخفي شيء أخر، فكان الهدف من المجمع هو أن تتم محاكمة الذهبي الفم. أما الذهبي الفم فكان يعتقد أن المجمع سينعقد ليحاكم ثيوفيلوس. في ربيع 403 أرسل ثيوفيلوس أحد أساقفته. القديس ابيفانيوس، اختصاصه كشف الهرطقات. ووصل إلى القسطنطينية. وتصرف منذ لحظة وصوله وكأن الذهبي الفم هو الهرطوقي، لأنه دافع عن الأخوة الطوال. وكان ابيفانيوس مخدوعاً، فعمل على تدبير حيلة تنهي قصة الأخوة الطوال وتعطي الفرصة للمجمع أن ينعقد ليحاكم الذهبي الفم. وبعد أن قدم حيلته للأمبراطورة. ذهب لعنده امونيوس وكلمه ثم سيرابيون فعرف أنه وقع في حفرة نصبها له ثيوفيلوس وأفدوكسيا فقرر العودة قبل أن يصل أعضاء المجمع. ورقد وهو في طريق عودته. وصل ثيوفيلوس وجميع أساقفته إلى البوسفور وأقام في خلقيدونية أياماً ثم جاء القسطنطينية. ومرّ أمام كنيسة الرسل ولم يدخل إليها. وعلى الرغم من هذا فإن الذهبي الفم ذهب لاستقباله في القصر الذي أعد له ودعاه للإقامة عنده. وكان بيت افغرافية مركز المشاغبة والمؤامرة على الذهبي الفم. مجمع السنديانة: (البلوطة) لما تم اتفاق المتآمرين واتحدت كلمتهم خافوا أن تحبط مساعيهم إذا عقدوا اجتماعاتهم في العاصمة لأن الذهبي الفم كان محبوباً موقوراً. فاستحسنوا بلدة خليقيدونية ونزلوا عند أسقفها المصري كيرينوس وعقدوا اجتماعهم في قصر السنديانة. وانضم إليهم أكاكيوس وسفيريانوسو أسقف جبلة وأنطوخيوس أسقف عكة وماروطة أسقف ميافارقين ومكاريوس مغنيسية. وكان هذا في منتصف تموز. وابتدأت المحاكمة. بينما كان يوحنا مع أصدقائه في غرفة الطعام يتحدثون. وكان يكلمهم كما لو أنه يودعهم. وأصغى المجتمعون في السنديانة إلى جميع الاتهامات الواردة في الذهبي الفم. فبلغت شكايات الارشدياكون يوحنا تسعاً وعشرين. وادعى الأسقف اسحق على الذهبي الفم أنه قبل في كنفه رهبان قالوا قول اوريجانس. وأنه تدخل في شؤون أبرشيات لا يتبعون إلى أسقفيته. ومن ثم الراهب اسحق قدم ثماني عشر شكوى منها "حنو القديس على الخطأة"!. وبينما كان الفرعون الإسكندري وأصحابه يفتلون الشر فتلاً ويحكمونه احكاماً قام غيرهم أربعون أسقفاً من القسطنطينية وغيرها ينظرون في ملافاة الخطر. أما الذهبي الفم فإنه طلب منهم أن لا يدع أحد منهم كنيسته لأجله. ثم كتب أعضاء السنديانة إلى الذهبي الفم أن يبرر نفسه أمامهم. فرد الأساقفة المجتمعون في القسطنطينية أن في هذا الطلب خروجاً على القوانين الموضوعة في نيقية. وأن أقلية مثلهم عليها أن تخضع لأكثرية مؤلفة من أربعين أسقفاً برئاسة سبعة مطارنة. ولكن الذهبي الفم وافق شريطة أن يترك المجمع أعدائه. فكان ثيوفيلوس قد قال في ليقية "إني منطلق لعزل الأسقف يوحنا". فأبوا وأبى. واتخذوا قراراً بخلعه وبعثوا به إلى البلاط ونشروه في جميع كنائس العاصمة. ولم يُبنَ الحكم فيه إلا على أن المجمع دعاه أربع مرات فلم يحضر. وقد ضاعت أعمال هذا المجمع إلا ما نقله فوطيوس العظيم عنها. وهذه هي التهم التي وجهت للقديس إن الذهبي الفم رقّى إلى درجة الكهنوت عبداً سابقاً متحرراً هو تيفريوس الذهبي الفم يأخذ حمامه اليومي وحيداً يأكل يأكل على إنفراد خضاراً مسلوقة في أيام الحر الشديد يضع بعض النقاط من النبيذ في الماء لا يرتب ثيابه الكهنوتية بعد الانتهاء من الخدم الإلهية وأكثر ما يضحك من بين التهم أن القديس الذهبي الفم ينام مع امرأة!!! وهذه التهمة التي حزت بنفسه فكتب إلى صديقه الأسقف سيرياكوس "يزعمون أيضاً أني أنام مع امرأة. ألا فليجردوا جسدي وينظروا الحالة المزرية التي فيها أعضائي". Bonbon Au Miel وبعد أن انتهى المجمع من خلع الذهبي الفم جاء دور "الأخوة الطوال". وكان عليهم أن يلفظوا هذه العبارة: "إذا كنا خطئنا فنحن تائبون ونطلب السماح والغفران". وهكذا اختصر المجمع قضية الرهبان اللاجئين وانتظر الآباء المجتمعون تنفيذ الحكم بالذهبي الفم. نفيه إلى بيثينية: واستغاث الذهبي الفم بالكنيسة الجامعة وسأل عقد مجمع مسكوني ولم ي��ضع فوراً لحكم قضاة السنديانة بل ظل يواصل أعماله الرعائية يومين كاملين. وكان يقول: وما هي أفكارهم وآمالهم أيظنون أنهم يخيفوني بتهديدات الموت والموت عندي خير عظيم أم بالمنفى والأرض بكمالها للرب الذي وقفت له حياتي. إن يسوع معي فماذا أخشى. ولا انفكّ أقول لتكن مشيئتك يا رب فها أنذا بين يديك مستعد لأعمل وأتحمل بسرور ما يجري من معين رحمتك وما تأمر به إرادتك! ولم يتجرأ عمال الإمبراطور أن ينفذوا حكم السنديانة بالقوة لأن الشعب كان عازماً على مقابلة القوة بالقوة. ثم رغب القديس حباً بالسلام أن يسلم نفسه بأيدي الجنود دون علم الشعب فنقل في الليل إلى مرفأ هيرون على الوسفور فهام القديس على وجهه وظلّ تائهاً حتى وصل إلى بيت قروي قرب برينيت Prenetos في ساحل بيثينية فأوى إليه. رجوعه معززاً: واستيقظ الشعب عند الصباح ولم يجد أسقفه فغضب. واكتظت الشوارع بالناس وأحاط بعضهم بالقصر من كل جانب وصرخوا طالبين إرجاع أبيهم المنفي. وظلوا على هذا الحال حتى المساء. وفي هذا الوقت كان مؤمني القسطنطينية عازمون على إلقاء ثيوفيلوس إلى البحر، لأنه عدا عن تآمره على قديسهم. كان يريد تنصيب أسقفاً عليهم يكون موالٍ له. وكان -وهو الخبير في مهاجمة الكنائس- قد حاول أن يقمع أصوات المؤمنين المطالبين بعودة القديس بالقوة وسفك الدماء. فهرب في الليل إلى مصر. مسطحباً اسحق السوري، شريكه في المؤامرة. ومقسماً ألا يعود إلى القسطنطينية. وفي أواسط الليل أرجفت الأرض وتزلزلت أركان القصر الإمبراطوري. فاشتد خوف الإمبراطورة ورأت في ذلك انتقاماً ربانياً. فقالت لاركاديوس إن لم يعد الأسقف فليس لنا تاج ولا سلطات. فوكل اركاديوس إليها أن تفعل ما تشاء، فكتبت بخط يدها تبدي عذرها وأوفدت أحد رجالها ليرجو العودة. فلما عبر البوسفور أبى العودة إلى كرسيه تواً لئلا يخترق حرمة القانون الكنسي فإن خروجه كان بحكم مجمعي فكان لا بد من حكم مجمعي لعودته. فطلب من افدوكسيا دعوة إلى عقد مجمع صالح للنظر في الاتهامات المنسوبة إليه من مجمع اللصوص مجمع السنديانة. ولكن الشعب لم يقبل له عذراً فسار بموكب عظيم إلى كنيسة الرسل وأوجز في الكلام فبارك أسم الرب إلى الأبد: "أجل تبارك الله الذي يحيط الكايد ويقضي برجوع الراعي. تبارك الذي يثير العواصف. تبارك الذي يحلّ جليد الشتاء ويقمع هيجان الريح ليقوم مقامها الهدوء والصحو والسلام". والتفت في كنيسة الحكمة الإلهية (أجيا صوفية) إلى كنيسته فتراءت له متوجة بإكليل سموي فهي العروس ساره العفيفة الطاهرة التي سعرت طلعتها الجميلة نار الهوى في جوانح فرعون. والإشارة هنا ثيوفيلوس الاسكندري. إلا أن افدوكسيا لم تعيد القديس من المنفى حبّاً به وعطف وحتى شعوراً بالذنب. بل كانت قد رأت في الزلازل عقاباً إلهيا لها. ولكنها كانت ما تزال تضمر الشر للقديس وتريد الانقضاض منه في الوقت المناسب. التآمر على الذهبي الفم: وأرادت الأمبراطورة أن يكون لها تمثالاً أسوة بالأباطرة. وشُرع بتنفيذ هذه الرغبة. واختارت أن يكون مكان التمثال في أكبر ساحة في العاصمة، أمام كنيسة الحكمة الإلهية. واتحاشى القديس أن يصطدم معها ويؤنبها على هذه العادة الوثنية. إلا أن حاكم المدينة كان مانوياً يكره الذهبي الفم. فأقام لمناسبة الاحتفال بالتمثال ملعباً للرقص والشرب والمصارعة في الساحة المقابلة لأبواب الكنيسة. فلم يستطع الذهبي الفم صبراً. فذكّر المؤمنين أن هذه الملذات من شأنها أن تجدد قبائح الديانات الوثنية. ولا يجوز الاشتراك بها. وطلب من الحاكم أن يكف عن هذه الأعمال، المصاحبة لتدشين التمثال. ولكن بما أن الحاكم يكره القديس، نقل للأمبراطورة أن الذهبي الفم غير راضٍ عن مظاهر الاحترام لشخصها. وبالاتفاق معها رفع من وتيرة هذه الأعمال وقدم المشروب المسكر بكميات كبيرة، وعمل كل ما يستطيع نكاية في القديس. وهناك رواية تقول أن الذهبي الفم ألقى عظة ذكر فيها الأمبراطورة، وهناك من يقول أن هذه العظة ليست له وإنما ملفقة مزورة. وبكلتا الحالتين كانت الأمبراطورة تترصد الذهبي الفم. ورأت في معارضته لهذه الاحتفالات تحقير للأمبراطورة. وقامت افدوكسيا بتوجيه رسائل إلى الأساقفة المصريين الذين سبق لهم وحكموا على الذهبي الفم. وكتبت رسالة طويلة إلى الخبير في تصفية الناس، ثيوفيلوس الإسكندري. تحثه على القدوم إلى العاصمة. إلا أن هذا الفرعون كان عارفاً أن ظهوره في شوارع القسطنطينية يعني موته وجعله طعام لأسماك البحر. فقام بإرسال مندوبين عنه بعد أن لقنهم دروساً في كيفية تجديد الحكم على القديس. وأرسل اركاديوس دعوة لأساقفة آسية وأنطاكية. فلبى الدعوة بعضهم وأبى البعض الآخر خشية من اتساع الشقاق في الكنيسة. وحضر جميع أخصام الذهبي الفم والمتآمرين عليه. واستمع الأمبراطور إلى عشرة أساقفة من كلا الطرفين -الأعداء والأصدقاء-. وقبل دعوة الذهبي الفم. وقف أسقف مصري وسأل المجتمعين: ماذا جئنا نفعل؟ وأجاب الأساقفة أعداء الذهبي الفم: نحن مجتمعون لنحاكم الذهبي الفم ونحكم عليه، فابتسم المصري. ثم فسر لهم أن الذهبي الفم غير موجود بالنسبة لهم وللقوانين. فكيف يمكن استدعاء شخص غير موجود للمثول أمام القضاة. وتكلم المصري عن مجمع التكريس الأنطاكي سنة 341. وأن بعض قوانين ذلك المجمع تدين الذهبي الفم وتحكم عليه بما هم راغبون فيه. وقرأ عليهم القانون الرابع من المجمع وينص: "كل أسقف مخلوع من قبل مجمع، بعدل وبغير عدل. يسمح لنفسه بالرجوع إلى منصبه بمجرد سلطان وبدون أن ينال عفواً عن إدانته من المجمع نفسه ومن مجمع آخر. وبدون أن يدعوه القضاة أنفسهم إلى ممارسة حقوقه الكهنوتية -بدون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه- هذا الأسقف وكل من يشترك معه يحرمون من شركة الكنيسة". وتابع المصري استناداً إلى هذه المادة فإن المجمع الحالي ليس أمامه شكوى للنظر فيها. فمجمع السنديانة المنعقد برئاسة (الكلي التقوى) ثيوفيلوس قد خلع يوحنا الذهبي الفم. فهو إذن محروم ولا يحق له المثول أمام مجمع لأن الذهبي الفم ليس أسقفاً بل محروم. ادعى أنه كان مظلوماً. هذا لا يبرره. فقانون أنطاكية يقول صراحةً أبعدل أم بظلم، لا يحق للمحكوم أن يمارس حقوقه. ولا يحق له أن يستأنف ويدافع عن نفسه!! وطلب المصري ألا ينعقد المجمع. وهنا جاء دور البيذس أسقف لاذقية سورية. وطلب إلى أخصامه أن يوقعوا قانون أنطاكية كأنه عمل أرثوذكسي قبل تطبيقه على يوحنا الذهبي الفم. فاحتاروا في أمرهم لأنهم إن قبلوه تلطخوا بالآريوسية وإن أبو سقطت حجتهم. فلاذوا بالكذب ووعدوا بالتوقيع ثم أخلفوا. وبحسب نفس المجمع والقانون الخامس منه: "كل كاهن وأسقف طرد من الكنيسة واستمر في إثارة القلاقل والاضطرابات، فليحاكم من السلطة الخارجية كمشاغب". وأشار المجمع المنعقد على أركاديوس بأن ينتهي من الذهبي الفم، مرة وإلى الأبد. فأرسل اركاديوس يسأل الذهبي الفم في الحكم. فأجاب أن كل أحكام المجمع المصري خاطئة. أولاً: إن قوانين المجمع الأنطاكي هرطوقية آريوسية. لا تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية. ثانياً: إن مجمعاً اكليريكياً-كنسياً لم يحكم عليه مطلقاً. وفي الواقع أن مجمع السنديانة لم يبلغ الذهبي الفم الحكم الصادر بحقه. وإنما ضابطاً امبراطورياً جاءه وقال له أن يتهيأ للرحيل. فبما أن لم يبلغه مجمع السنديانة الحكم الصادر عليه فهذا يعني أن الحكم غير واقع. ثالثاً: الذهبي الفم لا يطلب من المجمع أن يعيد له حقوقه. فحقوق القديس لم يسلبه إياها أحد. بل طلب من المجمع إظهار براءته من الاتهامات، ووضع حد للنميمة سيرة حياة القديس فصح السنة 404: ومضت عشرة أشهر والمدينة في قلق واضطراب والقديس لا يتزعزع. فاحتال أخصامه. وصورا مجتمعاته مستوقدات للاضطراب والإخلال بالنظام وسعوا من منع انعقادها. ثم طلبوا طرد الذهبي الفم قبل عيد القيامة (17 نيسان) لأنه محجوج من المجمع. فأتى أركاديوس هذه المنكرة وأوجب على القديس الخروج من كنيسته. فقال الأسقف القديس: لقد استلمت الكنيسة من يسوع المسيح ولا أستطيع أن أقصر في خدمتها. فإن أردت أن أترك هذه الحظيرة المقدسة فاطردني قهراً. فطرد يوم سبت النور من الكنيسة وحذر عليه الخروج من قلايته. وطرد من الكنائس أيضاً جميع الكهنة الذين كانوا في شركة الأسقف القديس. وكانت العادة حينئذ تقضي بأن يبقى المسيحيون ساهرين بالصلوات حتى صياح الديك معدين طالبي المعمودية -الموعوظين- إلى قبول هذه النعمة. فلجأوا جميعهم إلى الحمام الكبير الذي شيّده قسطنطين وحولوه إلى كنيسة. فسعى المتآمرون في فض هذا الاجتماع. فدخل الجند الحمام والسيوف بأيديهم مصلتة واخترقوا الحشد حتى وصلوا إلى جرن المعمودية فضربوا الكهنة والشيوخ والنساء واختلسوا الآنية المقدسة. فخرج المؤمنون خارج الأسوار واحتفلوا بالتعميد وأقاموا الذبيحة في ميدان قسطنطين. إلا أن الأمبراطور لم يكن صاحب فكرة سفك الدماء وإنما الأسقفان انطوخيوس وأكاكيوس اللذين كان من ضمن الفريق الذي حكم على الذهبي الفم. نفي الذهبي الفم: وبعد العنصرة بخمسة أيام أي في التاسع من حزيران سنة 404. سار اكاكيوس وأعوانه إلى الأمبراطور وقالوا: إن الله لم يجعل في الأرض سلطاناً فوق سلطانك. وليس لك أن تتظاهر بأنك أكثر وداعة من الكهنة وأعظم قداسة من الأساقفة. وقد حملنا على رؤوسنا وزر عزل الأسقف يوحنا. فحذار مما ينجم عن إهمال التنفيذ. فأوفد أركاديوس أحد كبراء البلاط إلى الذهبي الفم، يسأله أن يهجر كنيسته ورعيته بالراحة العمومية. فأصغى القديس وقام إلى المنفى، فالموت. وصلّى وودع "ملاك الكنيسة" ثم ذهب إلى مصلى المعمودية ليودع الماسات الفاضلات اولمبياذة الأرملة القديسة وبناذية وبروكلة وسلفينة وقال لهن: لا تدعن شيئاً يخمد حرارة محبتكن للكنيسة. وخرج القديس خفية. وقبض عليه رجال الشرطة وعبروا به البحر إلى نيقية حيث ألقوه في السجن. واستبطأ الشعب خروج راعيهم فارتفعت جلبتهم في كنيسة الحكمة. وفيما هم على هذه الحال اتقدت نار تحت المنبر وحولته رماداً. ثم امتد لهيبها إلى السقف وسرى خارج الكنيسة. ثم دفعته ريح شمالية إلى الجنوب فبلغ قصر الشيوخ فقوضه. وأمست الكنيسة الكبرى صفصفاً ولم يسلم منها إلا آنية الافخارستية!. وأقام القديس في نيقية أربعين يوم وأكثر. وعلى الرغم مما كان عليه من مضايق السجن وغلاظة الجنود. فإن نفسه ظلت تتوقد غيرة على خلاص النفوس في سورية وفينيقية وتحطيم الوثنية. وكان صديقه قسطنديوس البار لا يزال يعمل في حقل الرب في تلال فينيقية وسهولها متكبداً أشد المصاعب من الوثنيني ومن "الأخوة الكذبة" فقيض الله الذهب الفم راهباً زاهداً في نيقية فاستقدمه الأسقف القديس إليه واستمال قلبه إلى التبشير في فينيقية وأرسله إلى صديقه قسطنديوس. وفي الرابع من آب سنة 404 قامت قوة من الحرس الأمبراطوري إلى نيقية لتنقل القديس إلى منفاه. وقضى أمر النفي بوجوب مواصلة السفر نهاراً وليلاً إجهاداً وتعجيلاً. وما كاد الذهبي الفم يصل إلى مداخل قيصرية قدوقية حتى وقع لا يعي حراكاً. فوق حراسه عن المسير وأذنوا له بشيء من الراحة. بيد أن فارتيوس أسقف قيصرية شدد النكير فاضطر الذهبي الفم أن "يخرج وينفض غبار رجليه". وبعد سفر دام ستة وخمسين يوماً وصل الأسقف القديس في آخر أيلول إلى منفاه في بلدة كوكوس في شمالي طوروس. وعلى الرغم من إقفارها وحقارتها فإن الذهبي الفم ابتهج بمرآها لأنه أحب الانقطاع والراحة ولأن أهلها كانوا قد أوفدوا الرسل إلى قيصرية يسألونه قبول دعوتهم في بيوتهم ولأن اذلفيوس أسقفها كان على جانب من القداسة والطهارة ولأن جماعته الفقراء في المادة كانوا أغنياء بالتقوى والكمال. ومما زاد في سروره أنه لا في كوسوس صديقه القديم قسطنديوس الأنطاكي الذي اضطهد في أنطاكية لولائه وإخلاصه. وابتهج القديس ودهش عندما رأى الشماسة سبينة تنتظر قدومه في كوكوس. فإنها على الرغم من تقدمها في السن تجشمت مشقة الأسفار وسبقت راعيها إلى المنفى!. موقف أنطاكية ورومة: كان فلافيانوس أسقف أنطاكية قد بلغ من العمر قرناً كاملاً فلم يقوَ على محاربة عقارب الحسد التي دبت في قلوب بعض الأساقفة أمثال أكاكيوس حلب وسويريانوس جبلة وانطوخيوس عكة وفاليريوس طرسوس. فالذهبي الفم بلغ رتبة تقاصر عنها هؤلاء وتقطعت دونه أعناقهم فأصغوا إلى مفاسد الفرعون المصري-ثيوفيلوس الإسكندري، وآثروا الإقامة في العاصمة والدس على الذهبي الفم على العمل المثمر في أبرشياتهم. وتوفي فلافيانوس في السادس والعشرين من أيلول 404. فهرع أكاكيوس وأعوانه إلى أنطاكية لانتخاب خلفاً يقول قولهم ويسعى سعيهم. فأيدوا بورفيريوس الكاهن الأنطاكي وحاربوا قسطنديوس مرشح الشعب. وانتهزوا خروج الشعب إلى دفنة لمشاهدة الألعاب الأولمبية فأتموا انتخاب بورفيريوس وسيامته. ثم تواروا عن الأنظار وتولت السلطات المدنية إخماد كل حركة مضادة. وفي الثامن عشر من تشرين الثاني صدرت إرادة امبراطورية أوجب الإعتراف بسلطة أرساكيوس في القسطنطينية وثيوفيلوس في الإسكندرية وبورفيريوس في أنطاكية. ونفذت هذه الإرادة السنية بشدة فنفي كيرياكوس أسقف حمص إلى تدمر وسجن كل من البيذيوس اللاذقية وببوس ثلاث سنوات متتالية. وحرر ثيوفيلوس الإسكندري إلى انوشنتيوس أسقف رومة في موضوع الذهبي الفم. وكتب يوحنا نفسه أيضاً إلى أسقف رومة، يعلمه بالجريمة التي ارتكبت في القسطنطينية، ويقول: "ولما كان لا يجوز لنا أن نحزن بل يجب علينا أن نعيد النظام ونبحث عن الوسائل التي تمكننا من إيقاف هذه العاصفة رأينا من الضروري أن نقنع السادة الجزيلي الشرف والتقوى الأساقفة ديميتريوس وبانسوفيوس وببوس وأوجينيوس أن يتركوا كنائسهم ويجازفوا بأنفسهم فيقوموا بهذه الرحلة البحرية الطويلة ويسرعوا لملاقاة محبتكم وبعد اطلاعكم على كل شيء يتخذوا الإجراءات اللازمة لمداواة الموقف بسرعة". وأرسل مثل هذه الرسالة أيضاً إلى كل من فينيريوس أسقف ميلان وكروماتيوس اسقف اكويليه راجياً المعونة لإنقاذ الموقف. فكتب انوشنتيوس إلى كل من ثيوفيلوس والذهبي الفم يؤيد دوام الشركة ويقترح عقد مجمع مسكوني يمثل الشرق والغرب للنظر في الأمر. وأيقن القديس انوشنتيوس أن دعوى ثيوفيلوس فارغة فاندفع في سبيل الذهبي الفم ولم يكترث لموقف القديس ايرونيموس الذي نقل كلام ثيوفيلوس إلى اللاتينية فاتصل بأونوريوس أخي أركاديوس فقرر الاثنين أن يدعى إلى مجمع مسكوني في تسالونيكي. وكتب اونوريوس إلى أخيه بذلك وتآلف الوفد الرومان إلى المجمع المنتظر. وما كاد يدخل هذا الوفد داخل حدود امبراطورية أركاديوس حتى أُلقي القبض على أعضائه وأعيدوا إلى الغرب. رقاد -استشهاد- القديس: (407) وتوفي ارساكيوس في الحادي عشر من تشرين الثاني سنة 405. فتأمل الأرثوذكسيون أن تود الراحة بعد موته إلى مجراها وأن يعود يوحنا إلى رعيته. ولكن المتآمرين أقاموا اتيكوس السبسطي أسقفاً على القسطنطينية. فأبى بعض الأساقفة الإشتراك معه وتنحى الشعب عنه، فاستشاط غيظاً. فنال من الامبراطور أمراً بنقل يوحنا من كوكوس إلى بيتوس على الساحل الشرقي من البحر الأسود. وعهد ذلك إلى بعض الجنود فقطعوا به آسية الصغرى من غربها الجنوبي إلى شرقها الشمالي بعنف وصلابة وبدون راحة. إذ كانت مهمتهما أن يرهقا القديس حتى يسقط ميتاً على الطريق. واندهش أحد الضابطين من صلابة القديس حتى مال إلى الاعتقاد بأن عجيبة حدثت. وحاول أن يحسن معاملة القديس إلا أن الضابط الثاني لا يلين. إذا لم يمت القديس في الطريق فأن المكافأة "تطير". وكان الذهبي الفم عارفاً أنه يمشي إلى الموت، وهذا مشتاه. لقد بلغ الثامنة والخمسين من العمر. وهو جلد على عظم. وكان مستعداً لمتابعة الجهاد، لكن محبة الله رأت أن يرتاح هذا المناضل العتيد. وفي 13 أيلول من سنة 407 كان القديس نائم، فأرسل الله إليه القديس باسيليكوس الشهيد الذي تُقام كنيسة على اسمه من منطقة كومان. وقال الشهيد للقديس الذهبي الفم: "تشجع يا أخي يوحنا، غداً سنكون مع بعض"، ثم حضر الشهيد عند كاهن الكنيسة وقال له: "هيء مكاناً لأخي يوحنا لأنه آتٍ ولن يتأخر". وأيقظ الضابطان الذهبي الفم لمتابعة المسير ليلاً. واستعطفهما القديس أن يتمهلا عليه حتى بزوغ الفجر لأنه سيموت في الصباح. وضحك الضابطان وأرغماه على المسير. ومع الفجر شعر القديس بأن موته قد دنا. وطلب من الضابطين أن يرجعا به إلى كنيسة القديس باسيليكوس، لأنهم لم يقطعوا مسافة طويلة. وقبل الضابطان هذه المرة. وفي طريق العودة كان الذهبي الفم يسير بنشاط وهمة. كمن يأتي إلى محبوبه. وخلع ثيابه وارتدى قميصاً أبيضاً طويلاً. واستلقى على بلاط الكنيسة. وتناول جسد الرب ودمه الكريمين. ثم قال: "المجد لله على كل شيء. آمين". ومات الذهبي الفم إعلان قداسته: وكان ثيوفيلوس الفرعون الإسكندري قد ناشد أساقفة الشرق والغرب موجباً رفع اسم خصمه من الذبتيخة -لائحة تضم أسماء الذين يراد ذكرهم من شهداء وأبرار وقديسين ومن أساقفة وبطاركة عند تقديم الذبيحة الطاهرة-. وكان قد أصرّ على هذا العناد عدة سنين حتى أصبح ذكر الذهبي الفم في الذبتيخة من أهم مشاكل كنيسة الشرق ما بين 404 و414. وتوفي ثيوفيلوس في سنة 412 وخلف الرسولين في أنطاكية الكسندروس التقي وأحب أن يزيل النفور الذي كان قد دبّ إلى قلوب "الحناويين" من أبناء رعيته. فدوَّن أسم يوحنا الذهبي الفم في الذبتيخة الأنطاكية وقبل في الشركة البيذس أسقف اللاذقية وببوس وغيرهما ممن وقع تحت الاضطهاد من أصدقاء الذهبي الفم. وقضى العرف الكنسي بتسطير رسالة سلامية إلى كبار الأساقفة خارج أنطاكية فكتب الكسندروس إلى انوشنتيوس أسقف رومة، ينبئه بما جرى ويلتمس الشركة وبعث بكتابه مع وفد بصحبة الكاهن كاسيانوس تلميذ الذهبي الفم. فتهللت نفس القديس الروماني وأنفذ إلى الكسندروس رسالة مجمعية مذيلة بتوقيع أربعة وعشرين أسقفاً إيطالياً قابلاً شركة كنيسة أنطاكية. وكتب انوشنتيوس ايضاً كتاباً خصوصياً إلى الكسندروس أعرب فيه عن حبه وتقديره. وفي هذه الأثناء عرف أكاكيوس أسقف حلب خطأه فوضع اسم الذهبي الفم في الذبتيخة الحلبية. ولم يمض وقت يسير بعد هذا حتى اتحدت الكنيسة الأنطاكية على تكريم الذهبي الفم مفتخرة بكونه ابنها ورسولها. وأصرّت كنيسة القسطنطينية على إنكاره وغمص جميله. فسار الكسندروس أسقف أنطاكية إليها واستنفذ الجهد في اجتذاب اتيكوس فأخفق، فاستفز حمية الشعب بتعداد فضائل الذهبي الفم فتضرعوا إلى اتيكوس أن يقبل تكريم سلفه فأبى. وعاد الكسندروس إلى أنطاكية حابط السعي. وكتب اكاكيوس إلى اتيكوس وإلى كيرلس الإسكندري. فاشتد اللغط في الأوساط الشعبية في العاصمة حتى خُشي من شبوب ثورة. فاستشار اتيكوس الأمبراطور الشاب ثم بادر إلى تسطير اسم الذهبي الفم في الذبتيخة. ولم يسرّ كيرلس من هذا الخبر فكتب إلى زميله القسطنطيني والحلبي يلومهما. ولكنه لم يثبت في ذلك طويلاً. ولعله وافق زملاءه أجمعين في إكرام الذهبي الفم قبل سنة 419، ويقال أن السيدة العذراء قد ظهرت له وطلبت إليه أن يعدل عن رأيه ويثبت اسم القديس يوحنا الذهبي الفم في الذبتيخة. بشفاعته مع جميع القديسين أيها الرب يسوع المسيح إلهنا، ارحمنا وخلصنا. آمين
https://www.orsozox.com/forums/showthread.php?t=82773&goto=newpost
0 notes
jwd-news · 7 years
Text
مصادر : مصر: بابا الفاتيكان والبابا تواضروس يوقعان اتفاقاً حول “سر المعمودية” - اخبار الامارات العاجلة… https://t.co/XW4fiajF6u
شبكة جواد الاخبارية
0 notes
itfarrag · 7 years
Link
المصدر موقع اتفرج قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إن إله واحد يرفع شعار الإنسانية والسلام في العالم أجمع. وتابع الحبر الأعظم بكلمته المذاعة على التليفزيون المصري أثناء استضافته من قبل البابا
0 notes