Tumgik
#شخصيات الحرب الباردة
najihossein · 2 years
Text
0 notes
abdel-gaber · 4 years
Text
التاريخ الحديث يبدأ من برلين
الأربعاء 13 نوفمبر 2019
التاريخ البشرى فى معظمة يعتمد على شخصيات قامت بأحداث غيرت مسار التاريخ الأ أنه فى التاسع من نوفمبر عام 1989 كانت صفحات التاريخ على موعد مع مجموعة من الشباب المجهولة من ألمانيا الشرقية أنذاك لا يملكون سوا حلم بمستقبل افضل ولا يحملون سوا معاول فى يدهم عازمين على تحطيم جدار العار و تسريع عجلة الزمن لأنهيار الأتحاد السوفيتى بأكملة.
بأنتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت حرب من نوع أخر وهى الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى تحت راية الأتحاد السوفيتى و المعسكر الغربى تحت لواء الولايات المتحدة وكانت المانيا المنهزمة فى الحرب بشكل عام و برلين بشكل خاص فى قلب ذلك الصراع, عقب تقسيم المانيا بين الدول المنتصرة لتفرض سيطرتها عليها اعلن فى مايو 1949 قيام المانيا الغربية ليرد الأتحاد السوفيتى بقيام المانيا الشرقية فى أكتوبر من العام نفسة ولكن ظلت برلين الغير مقسمة حسب أتفاقية يالطة مصدر قلق و تهديد حقيقى للدولة الشرقية وذلك لقيام الكثير بالهرب عن طريقها من جحيم الذل و القمع لحياة اكثر أشراقا فى الجانب الغربى.
أمام ذلك التهديد لم يكن هناك وسيلة افضل من بناء بطول 155 كم 43 كم قطعت برلين من الشمال إلى الجنوب ، بينما عزلت 122 كم برلين الغربية عن باقي أراضي المانيا الشرقية بنيت معظم أجزاء الجدار من الإسمنت المسلح بارتفاع يفوق الـ3 أمتار مع تحصينات وبمراكز مراقبة وأسلاك شائكة والإضاءة القوية لمنع محاولات التسلل. أشهر نقاط المراقبة الأمنية على طول السور كانت نقطة شارلي و الذى تم الأنتهاء منه عام 1961 ليقع ما يقرب من 16 مليون شخص تحت اسر جهاز أمن الدولة القوى الذى حول الدولة لما يشبة المعتقل حيث لا يمكنك الترقى وظيفياً او أيجاد عمل فى الأصل دون التبليغ عن كافة المعلومات عن زملائك و أهلك فيما يشبة روايات الخيال العلمى ذات الطابع السودوى الديكتاتورى حيث يعمل كافة الأفراد كجاوسيس على بعضهم البعض.
استمر ذلك الوضع المأساوى من قمع الحريات و الأعتقال لمجرد التفكير لما يقرب 28 عاما دون أى محاولة من السلطات لمراجعة نفسها حتى أنه خرج رئيس الوزراء إيريش هونيكر فى أحتفالية العيد الوطنى  يقول أن ألمانيا الشرقية باقية 100 عام أخري ولكن كانت لعجلة التاريخ و الحرية رأى أخرحيث نزل الناس للشوارع بعد يومين لكن ليس بهدف الإحتفال كما توقّعت القيادة السياسية، بل بهدف إسقاط النظام بالكامل أعداد صغيرة تجمعت ثم بدأت الحشود تكبر وتغمر ميدان كارل ماركس وساحة القديس نيكولاي وما هو إلا شهر واحد حتي أسقط المتظاهرون معبر بورنهولمر الحدودي، وبضربات معاولهم أسقطوا جدار برلين في 9 نوفمبر 1989.
تحتفل المانيا الموحدة بذكرى مرور 30 عام على سقوط جدار الفصل و العزلة بالعمل على خطين متوازين من وقتها و حتى الأن أولهما هو عدم اغفال الماضى بل تذكر أنه فى يوم من الأيام كانت حصيلة 40 عام من الجاسوسية المجتمعية 111 خزنة  كل خزنة فيها 100 ألف ورقة و 47 كيلو من الأفلام و 600 كيلو من شرائط تسجيل ملايين المكالمات
و الخط الثانى و الأهم هو العمل على دمج مجتمع المانيا الشرقية الذى عانى من الخوف والتخلف فى المانيا الموحدة وذلك بالعمل على زيادة الأستثمارات فى الجانب الشرقى بجانب التعددية السياسية و فرض حالة من حرية الفكر و التعبير فى طريق طويل و متواصل لتعزيز قيم الديموقراطية و احترام حقوق الأنسان فى الجانب الشرقى كانت نتيجة تلك المحاولات تواجد اقوى أمراه فى العالم لما يقرب 10 سنوات حاليا متزعمة رابع أقوى اقتصاد عالمى وهى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ابنة المانيا الشرقية و ابنة حراك التاسع من نوفبر 1989 الذى غير شكل التاريخ و وضع بدايات عالم مع بعد الحرب الباردة  
0 notes
lebanon2day · 5 years
Photo
Tumblr media
ماجدة وإليسا وراغب/ بقلم “نديم قطيش” لا تقاس أزمات لبنان بالعجز في الميزان التجاري أو العجز في ميزان المدفوعات. هذه قائمة وتتفاقم، والحديث لا يتوقف عن أزمات اقتصادية ومالية ونقدية قد تواجهها البلاد. الأخطر هو العجز في ميزان الأمل. كانت الهجرة خيار الأجيال الشابة من معمل الكفاءات الذي اسمه لبنان إلى حيث الفرص المفتوحة في كل العالم. اليوم صارت الهجرة خيار قادة البلاد. لم يتردد أحد كبار المسؤولين، وقد زرته متمنياً سنة أفضل، في القول ”لو فيه الواحد يضب غراضو ويفل“، أي يحزم حقائبه ويمضي. الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يشارك متابعيه على منصة «تويتر» صور رحلة إلى الخارج، يوقعها بتلميحات لاذعة. ملامحه تقول كم يشتهي أن تطول الرحلة. أن يتقاعد كسائح عادي تتدلى كاميرا من عنقه، تنتمي إلى زمن ما قبل الهواتف الذكية وكاميراتها المبهرة. لا شيء في لبنان يثير الفضول هذه الأيام الا قدرة الطبقة السياسية على مراكمة أسباب الانهيار، بسرعة وإصرار ومثابرة. البلاد معلقة على سؤال تشكيل الحكومة منذ سبعة أشهر تقريباً. أعرف وزيراً لاحقاً (وزير لاحق، على وزن وزير سابق) أتى من مغتربه مرتين حين كانت الحكومة قيد الولادة، ثم عاد وزيراً مع وقف التنفيذ؛ لأن تفصيلاً شيطانياً استفاق في اللحظات الأخيرة، وأعاد الأمور إلى المربع الأول. كم ترانا ألفنا هذا المربع إلى حدود الرعب من مغادرته. كأنها جمهورية الم��بع الأول، بأضلاعه المقدسة. كان بعض السياسة في لبنان وليس بعض الحرب فقط، هو سياسة الآخرين على أرض لبنان. في خمسينات وستينات القرن الماضي كان لبنان مسرحاً جزئياً لـ”الحرب العربية الباردة“، بحسب عبارة العالم السياسي الأميركي مالكولم كير، بين الشعبويين السوفياتيي الهوى والملكيات والنخب المحافظة المتحالفة مع المعسكر الغربي في السبعينات والثمانينات، تصدر لبنان واجهة سياسات الآخرين وحروبهم. شكل موت عبد الناصر مقروناً بجنون أسعار النفط، السبب الرئيسي لتراجع سياسات الصراع الآيديولوجي العابر للحدود، ليحل محله انغلاق الأنظمة على دواخلها ورغبتها في تثبيت مداميكها والاستفادة من الثراء الجديد. كان لبنان بديل الجميع، وساحتهم المفضلة لتصفية الحسابات. ازدهر إعلاماً وسياسة، وقيادات وشخصيات وميليشيات ومعسكرات. صار لبنان مسرحاً كمسارح ”آرب غوت تالنت“، بحدة التنافس بين المشاركين، ولجان التحكيم المزروعة هنا وهناك، لانتقاء المواهب الجديدة. المواهب الفلسطينية والعراقية والليبية والسورية واليمنية انطلقت من لبنان. ثم أطلت إيران بنجومها الصاعدين والمختلفين مطلع الثمانينات، فيما قدمت السعودية في مطلع التسعينات موهبة استثنائية اسمها رفيق الحريري. نمت في رحم هذا الحراك أحلام لبنانية لا حصر لها. وكانت كلما كبرت الأحلام كبرت معها رقعة الدمار التي تحدثها، تماماً كما يكون الحفر العميق جداً مقدمة لبناء العمارات الشاهقة. حفر ملأها اللبنانيون بفوائض الأمل والأحلام القاتلة. غريب كيف أن السلم الأهلي البارد يستنزف أعصاب اللبنانيين اليوم أكثر من زمن الحروب الساخنة. ومع ضيق الأمل، أو بسببه ربما، ضاقت السياسة. لم تعد السياسة اللبنانية تثير ما كانت تثيره. ولم يعد يملك السياسي اللبناني ما يخرجه من كيسه لإدهاش الحضور. جسد السياسة اللبنانية شاخ، تكلست مفاصله. فقد المرونة المدهشة التي تحلى بها يوماً. ليس أدل على ذلك من صدور السياسة اليوم، بمعناها الواسع، عن نجوم القوة الناعمة، وليس عن أهلها المحترفين. تجاوز مثلاً كلام ماجدة الرومي في حفل افتتاح مهرجان «شتاء طنطورة»، في مدينة العلا السياحية بالسعودية، عن العلاقات اللبنانية السعودية كل ما يمكن أن يصدر عن أحزاب أو شخصيات قريبة من المملكة. جاء كلامها حاراً صادقاً صاعقاً في مواجهة كل محاولات تخريب العلاقات اللبنانية السعودية. قالت ماجدة: «أفتخر بالغناء في هذا البلد الحبيب الذي نقدره ونحترم شعبه كثيراً. في قلبي كلام كثير، لا أعلم من أين أبدأ. هذه الأرض، التي قبل أن تخص قلوبنا، نحن نحسبها منذ زمن على ضمائرنا، إذ أصبح لنا فيها بيوت وأهل، تماماً كما في بلدنا“. كلمات بسيطة أطاحت عمارات من التحريض على المملكة والطعن في سمعتها وتاريخها وحاضرها. الأهم كلام وصل للناس. الناس أنفسهم الذين صرخ باسمهم واسم خوفهم الفنان راغب علامة بأغنية ”طار البلد“. لم تثر كل الاشتباكات السياسية مع الطبقة السياسية ما اثارته أغنية راغب. الأغنية خاطبت مخاوف الناس الحقيقية وشعورهم الأكيد أن البلد ”آيل للطيران“. حكى باسمهم خارج رطانة الخطاب السياسي ولغة الأرقام والإحصاءات وسياسات الهويات المقيتة والشعور المرضي لممثلي المجموعات اللبنانية الذين شرط حياة كل منهم موت الآخرين كلهم جميعاً. وفي هذا السياق يأتي كلام الفنانة إليسا التي عبرت عن مشاعر أغلبية لبنانية تجاه وزير نجح في أن يكون السياسي الأكثر مقتاً في لبنان، حتى من داخل بيته السياسي. النقد لهذا الوزير في كفة وما قالته إليسا في كفة ثانية. هي أيضاً وصلت للناس بعفوية وصدق وبساطة. ليس بسيطاً أن التصريحات السياسية الأهم تصدر عن ثلاثة فنانين وليس عن سياسيين باتوا يعانون معاناة شديدة في جذب الانتباه إلى مقابلاتهم التلفزيونية. هل هو موت السياسة أم موت السياسيين؟ نديم قطيش - الشرق الاوسط
0 notes
nady3rab · 4 years
Text
تعرف على الرموز في مسرحية waiting for godot
مسرحية waiting for godot
من المسرحيات الهامة التي نالت على أهم عمل مسرحي هي مسرحية waiting for godot، التي قام الكاتب الأيرلندي الجنسية (صمويل بيكيت) بكتابتها، وتم عرضها لأول مرة عام 1953 على مسرح بابلون.
من هو الكاتب صمويل بيكيت
صمويل بيكيت هو واحد من أهم رواد المسرح الطليعي وأحد مبدعين كتابة دراما العبث، ولد في دبلن بايرلندا عام 1906، ثم درس في ترينتي كولج، ليحصل بعدها على إجازة في اللغة الفرنسية والايطالية عام 1927.
أثرت اللغة في حياته بشكل كبير، وذلك نظرًا لسفره إلى فرنسا لتعلم اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى اللغتين الفرنسية والايطالية، والتي جعلته بتأثر بالمدارس السيسيولوجية والسينميائية أثناء تعامله مع اللغة، وهي الأشياء التي ظهرت بوضوح في مسرحياته.
مسرحية في انتظار جودو waiting for godot
تُعد مسرحية waiting for godot، من أهم المسرحيات التي جعلت كاتبها (صمويل بيكيت) يقوم بترجمتها بنفسه من الانجليزية إلى الفرنسية، بعد أن قد كتبها باللغة الفرنسية في الفترة بين عامي 1948 – 1949 بعنوان En attendant Godot.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد عرض المسرحية لأول مرة في باريس عام 1953، تم عرضها في نيويورك عام 1954، ثم في لندن عام 1956، ويقوم موقع نادي العرب، بتقديم فكرة المسرحية وأحداثها وشخصياتها، بالإضافة إلى الرموز في مسرحية waiting for godot، وما تعنيه.
شخصيات مسرحية في انتظار جودو  waiting for godot
 تتكون مسرحية waiting for godot من رجلين يسمى الأول (فلاديمير)، أما الثاني فيدعى (استراكون)، حيث يقومان هذان الشخصان بانتظار رجلاً آخر يُسمى (جودو) وهو الشخصية الرئيسية في القصة، وتتضح الشخصيات في المسرحية بأنهم أربعة على حسب ظهورهم، وهم:
فلاديمير.
استراكون.
جودو.
لاكي.
ملخص مسرحية في انتظار جودو  waiting for godot
تعبر مسرحية waiting for godot، عن الأحداث التي أعقبت أحداث الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على البشر، وتبدأ الأحداث بظهور رجلين مشردين وهما: (فلاديمير واستراكون)، وهم يتقابلان في مكان يشبه الصحراء في أرض بجانبهم شجرة واحده غير مثمرة.
كانا هذان الرجلان في انتظار جودو وهو بطل القصة، الذي اتضح ذلك من حديثهما عنه أثناء قيامهما بمناقشة عدة مواضيع ليس لها أهمية، ثم وصل لاكي ليقطع حديثهما وهو مربوط بحبل طويل، تظهر وهي ممسكة بنهايته.
أحداث مسرحية في انتظار جودو  waiting for godot
تحكي مسرحية waiting for godot عن قصة لانتظار شخص لا يأتي، وعلى الرغم من طول الانتظار، إلا أن الأمل مازال باقياً، في أن يأتي (جودو) وهو الشخص الغائب الذي لا يأتي.
ولعل من الأمور التي لم يكن (بيكيت) يعلمها، هو الجدل الكبير الذي تمت إثارته حول معاني هذه المسرحية، والتي اختلف النقاد فيها، وكان السؤال الدائم هو “من هو جودو؟”، وقد أجاب (بيكيت) في مقدمة المسرحية وقال: “لا أعرف من هو جودو، ولا أعرف إذا كان موجودًا أم لا، لا أعرف إن كانت شخصيات المسرحية يؤمنون به أو لا، هؤلاء الذين ينتظرونه، كل ما أعرفه عرضته في المسرحية، وهو ليس بالكثير لكنه كافٍ بالنسبة لي، قد لا يكون واضحًا عند البعض، لكنه معقول، ربما تدينون بالتوضيح لشخصيات المسرحية، دعوهم يوضحون لكم. من دوني.”
إقرأ أيضًا: قصص اطفال قصيرة ومفيدة
تفسير الرموز في مسرحية في انتظار جودو  waiting for godot
تنوعت تفسيرات الرموز في مسرحية في انتظار جودو waiting for godot ، ما بين السياسية، والدينية، والفلسفية، والاجتماعية، والسيكولوجية، وعلى الرغم من تنوع تفسيرات الرموز بها إلا أنها مازالت مصدر لإثارة الجدل حتى الآن.
قال عنها بعض النقاد أنها تجسيد لواقع الحرب الباردة التي قامت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، بينما يرى بعض النقاد الآخرين أنها تجسد فلسفة ( سيغموند فرويد) التي تتعلق بالذاتية والشهوانية .
بينما يوجد في الجانب الآخر من يراها ذات بعد ديني يعبر عن النزعة الإلحادية التي تتمثل في غياب الله، وظهر ذلك عندما قام استراكون بطرح سؤال على فلاديمير، وهو “هل الله يرانا؟”.
وكان يوجد تفسير آخر لرموز مسرحية في انتظار جودو وهو، الدعوة إلى المثلية الجنسية للذكور، وجاء هذا التفسير كون شخصيات المسرحية هم الذكور، بالإضافة إلى علاقة الحب بين (فلاديمير واستراكون)، التي أوحت بهذا التفسير.
فقد قام (فلاديمير واستراكون)، بوصف أنفسهم بأنهم مثل آدم وحواء من شدة حبهما وارتباطهما ببعضهم البعض، فهما صديقين لا يعرفان كيف تعرفا على بعض، ولكنهم لا يعلمان سوى أنهم يحبان بعضهما حب حقيقي وينتظران جودو الذي لا يأتي.
وعلق كاتب المسرحية (بيكيت) على هذا قائلاً: “إنهم يعقدون الأشياء البسيطة”، مما زاد من إثارة الغموض حول الأفكار الموجودة في المسرحية ومعنى رموزها.
وعلق (الحسين الزاوي) في صحيفة (الخليج الإماراتية) على الرموز في مسرحية في انتظار جودو قائلاً: “إنها حالة سوريالية لواقع غربي متناقض ما زال يعيش على تداعيات إفرازات نهاية الحرب العالمية الثانية، التي أسست داخل الفكر والوجدان الغربيين، لوضعية تتسم بالكثير من اللاعقلانية وبالجنوح نحو إقامة أصنام فكر من نوع جديد، وكأنها تريد أن تمسح من على الطاولة كل الإنجازات الكبرى التي حققها عصر النهضة الأوروبي بداية من فرنسيس بيكون، عصر ميّزه السعي الحثيث من أجل محاربة أصنام الفكر التي تعيق حرية العقل وتنصُب في طريقه فخاخًا تحرمه من التحليق الانسيابي من أجل الكشف عن الحقيقة، والآن وبعد مرور قرون من العقلانية والتنوير، نجد أن هناك من يسعى إلى منع المؤرخين من البحث في خبايا ما حدث من تجاوزات ضد الإنسانية، خلال الحرب الكونية الثانية”.
from نادي العرب https://www.n-3rab.com/a-summary-of-the-play-waiting-for-godot/
0 notes
machahir24 · 4 years
Text
“هوليوود” بين سندان البعد عن السياسة وصناعة الترفيه الساذج
أنتجت “هوليوود” العديد من الأفلام المخلصة لسينما الترفيه، كوميدية وبوليسية ورعب وخيال علمي وموسيقية، إلا أن كل فيلم من إنتاجها كان انعكاساً لموقف سياسي خالص.
فالابتعاد عن طرح سياسي هو طرح سياسي بحد ذاته، وذلك في الوقت الذي طالما اتهمت فيه السينما الأميركية بأنها مجرد ترفيه ساذج، وأن هوليوود عبارة عن مصنع لإنتاج أفلام الترفيه وحدها، يتراءى مجدداً كم هو اعتبار بعيد عن الحقيقة اليوم كما كان بعيداً عن الحقيقة في الماضي.
لكن حتى مع الافتراض أن أفلام هوليوود الترفيهية ليست سياسية في نهاية المطاف، فإن ما لا يُحصى من أفلامها كان سياسياً بالمفهوم الشائع للكلمة.
حتى حين النظر إلى أفلام الوسترن (الغرب الأميركي) المعروف منها والمتناثر بين طبقات التجاهل والنسيان، يجد المرء أنها – في العموم الكاسح – كانت إما أفلاماً تنتمي إلى مفهوم الحزب الجمهوري أو أفلاماً تنتمي إلى سياسة ومفهوم الحزب الديمقراطي.
هذا قبل الولوج إلى ما إذا كان الانتماء الأول أسفر عن أفلام يمينية، بينما أسفر الثاني عن أفلام يسارية.
في الحكاية الأكثر وروداً في عالم هذه السينما هناك «البطل» الذي يسعى لمجابهة أعيان البلدة وأشرارها الذين هم – في العادة – من الأثرياء والطامعين للمزيد من الثراء والسُلطة. وإذا لم تكن هذه هي إحدى القصص المتوالية، فإن الأخرى هو الحديث عن التوسع الأميركي في ذلك الغرب وكيف تم «ربح الغرب» (كما هو عنوان أحد الأفلام) على حساب المواطنين الأصليين الذين تمّت تسميتهم منذ أيام كولومبوس بـ«الهنود الحمر».
فيلم ضد فيلم
الفارق بين فيلمي «منتصف ��لنهار» (High Noon لفرد زنمَن، 1952) وبين «ريو برافو» أن الأول مال لليسار والثاني مال لليمين.
والحكاية الموثوقة هي أن كلاً من السيناريست كارل فورمن والمنتج ستانلي كرامر والمخرج فرد زنمَن كانت لديهم ملاحظات قوية ضد جنوح المكارثية ودورها في تقليم أظافر السينمائيين الذين اعتبروا يساريين.
هذا ينطبق أكثر على فورمَن الذي سمّته «لجنة التحقيق في النشاطات المعادية لأميركا» شخصاً غير متعاون وصار صعباً عليه إيجاد عمل (رحل إلى بريطانيا لبضع سنوات).
«منتصف النهار» كان في طور الإنجاز عندما حدث كل ذلك.
وفورمَن اقتبس الحكاية من قصة قصيرة حول «مارشال» (رجل القانون الفيدرالي) بلدة اسمه ول كْـيْن (غاري كوبر في الفيلم) كان في طريقه وزوجته لقضاء شهر عسل عندما وصله نبأ قرب وصول أربعة مجرمين لقتله (كان أودى بأحدهم إلى السجن وخرج لينتقم).
يقرر الشريف البقاء حيث هو وسط تذمّر زوجته (غريس كَلي) ويستدير صوب أهل البلدة باحثاً عن متطوّعين لمواجهة القتلة القادمين.
لكن البلدة تُدير ظهرها له بعدما شجعته على الفرار بجلده أو أخبرته إنها مشكلته الخاصة وعليه أن يحلها بمفرده. أفراد قليلون تبرعوا لنجدته أحدهم فتى صغير لن يسمح له ول بحمل السلاح وعجوز (لون كاغني) لا يستطيع أن يبلي في المعارك ومعاون له يريد أن يثبت جدارته ولو بالقوّة (لويد بردجز).
في نهاية المطاف ينبري منفرداً لمواجهتهم وينتصر ثم يرمي شارة المارشال عند أقدام المواطنين الذين جاءوا ليهنؤوه بنصره مزدرءاً إياهم والشارة التي حملها.
في الرد على هذا الفيلم قام المخرج هوارد هوكس والممثل جون واين بتبني فكرة مضادة في «ريو برافو» مفادها أن الجميع متحد في مواجهة الأشرار ورجال القانون أكثر كبرياءً من طلب المساعدة من أحد.
بطريقته المتميّزة انبرى جون واين في هذا الفيلم بتوزيع المهام على أعوانه ومجابهة الأشرار بالقوّة المستحقَّة. وفي المضمون هنا أن طلب المساعدة من أهل بلدة متيّمون بمصالحهم الشخصية يناقض الأخلاق الوطنية الأميركية لجانب أنه يصوّر رجل القانون وقد تخلّى عن كبريائه وهو يجول طالباً المساعدة من أهل البلدة حتى خلال تأدية صلاة يوم الأحد ما يشكل انتقاداً آخر لهم.
الخطر الأحمر
الحال هو أن النموذجين المستخدمين هنا ليسا منفردين والسينما الأميركية مليئة بالاتجاهات المختلفة التي أدّت سابقاً إلى تغيير مسارات الأفلام تبعاً لتغيير السياسة الراهنة.
خلال الحرب العالمية الثانية، وقبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب بجانب الحلفاء، كان هناك مكتب ألماني في هوليوود يقرأ سيناريوهات الأفلام التي تتعامل مع الموضوع النازي لإبداء الرأي فيها وفي حال كانت معادية فلن تسمح باستيراد الفيلم إليها.
استوديوهات الإنتاج الأميركية الكبرى في مجملها أذعنت كون حجب السوق الألمانية يعني خسارة الأفلام أحد أهم مواردها العالمية.
فقط عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب اندفعت السين��ا الأميركية لتحقيق أفلام وطنية معادية لألمانيا كانت غالباً من أفلام الحروب التي امتدت سريعاً لتشمل «العدو» الياباني قبل وبعد غارة بيرل هاربور الشهيرة.
ما إن انتهت الحرب حتى توقف الزخم السابق من الأفلام المعادية للنازية ولفترة قصيرة بدا أن التحالف السوفييتي – الأميركي سيعني استبدال سوق بآخر، بل كان هناك إنتاج لحفنة أفلام أميركية تحدثت إيجاباً عن الحياة تحت ظل النظام الشيوعي.
لكن هذا لم يستمر طويلاً ففي أواخر الأربعينات، مع بداية محاكمات المكارثية، أخذت سينما اليمين الأميركي تتحدّث عن الخطر الأحمر بديلاً عن الخطر النازي، خصوصاً حين وردت الأنباء بأن روسيا صنعت أول قنبلة نووية سنة 1949.
انبرت شركة «فوكس»، في سنة 1948. لإنتاج «الستار الحديدي» The Iron Curtain تحت إدارة المخرج ويليام أ. ولمان، الذي كان فيلمه «أجنحة» (رومانسي تقع أحداثه في إطار الحرب العالمية الأولى) نال أول أوسكار منح لفيلم وذلك سنة 1929.
القصّـة مأخوذة عن حياة طالب لجوء روسي فعلي هو إيغور غوزنسكو (قام بدوره دانا أندروز) وفحواها هو أن إيغور كان جندياً سابقاً مُـنح وظيفة إدارية ثم طُـلب منه العمل في السفارة السوفييتية في مدينة أوتاوا قبل سنة من نهاية الحرب. مهمّـته جمع المعلومات عن القنبلة النووية والقدرة العسكرية الكندية. لإتمام ذلك سيقطن إيغور حيّـاً سكنياً مع زوجته (جين تييرني) وسوف يتوددان لمحيطهما الجديد لكنهما عليهما الحذر من الإفصاح عن حقيقة علاقتهما بالسفارة.
ما يحدث هو أن الزوجة تكتشف محاسن الحياة الحرّة وأن هؤلاء الكنديين ليسوا أعداء كما زعمت السُـلطة الموسكوفية. إيغور بدوره بات يميل إلى هذه الحياة الرغيدة التي ستمنح طفله الجديد مستقبلاً واعداً على عكس ما ينتظره إذا ما عاد لموسكو.
بعد عام واحد قامت شركة مترو – غولدوين – ماير بإنتاج «الدانوب الأحمر» The Red Danube للمخرج جورج سيدني.
الحكاية خيالية وتدور حول ضابط بريطاني اسمه مايكل نيكوبار (وولتر بيدجون) تم تعيينه في فيينا للمساعدة في تجميع الروس الذي تشتتوا خلال الحرب العالمية الثانية للعودة إلى بلادهم، وليكتشف أن العديد منهم لا يرغبون في العودة وبينهم راقصة باليه (جانيت لي التي لاحقاً ما لعبت جزءاً من بطولة «سايكو»). ينحو الفيلم بشدّة صوب إدانة الشيوعية كنظام ملحد مبتعد عن الدين ويسوق عبر ذلك رسالته المناوئة والوطنية.
«الخطر الأحمر» The Red Menace (في عام 1949 أيضاً) نجد حكاية أميركي (روبرت روكوَل) التحق بالحزب الشيوعي في أميركا بعدما تم التغرير به.
 هناك يتعرّف على نينا (هانلوري أكسمان) وكلاهما يكتشف أنه خُـدع فيحاولان الإفلات من القبضة المحكمة للحزب. هذا فيلم تشويقي من المخرج أر.ج.
 سبرينغستين بموضوع منتم إلى ما انطلق ليسود السنوات اللاحقة تحت راية سينما الحرب الباردة.
والجزء الأكبر منها ورد في مطلع الخمسينات مثل «كنت شيوعياً لحساب أف بي آي» لغوردون دوغلاس (1951) و«المرأة عند الرصيف 13» لروبرت ستيفنسون.
في الخمسينات نشطت أفلام الخيال العلمي التي انتقلت من تصوير الخطر الشيوعي من ملفات واقعية (أو خيالية مرتبطة بالحاضر المعاش على نسق ما ورد في الأفلام الواردة) إلى أخرى خيالية يتم فيها تصوير المخلوقات الفضائية كرمز للخطر الشيوعي الذي يهدد الولايات المتحدة وديمقراطيتها.
من بين هذه الأفلام «جاء من الفضاء الخارجي» (It Came From Outer Space) لجاك أرنولد (1953) حيث تهبط الأرض مخلوقات فضائية بغاية السيطرة على الآدميين عبر استلاب قواهم والاستيلاء على شخصياتهم للتظاهر بأنهم أرضيون أيضاً.
«غزاة من المريخ» لويليام كاميرون منزيز (1953) حكى القصّة ذاتها تقريباً: مركبة ترتطم بالأرض وكل من يقترب منها يعود بالملامح ذاتها، إنما بشخصية جديدة. وكما الحال في الفيلم السابق، تقع الأحداث في بلدة صغيرة وتتفشّى تلك الشخصيات فيها. هنا البطولة لصبي يرى بوضوح ما يحدث ويكشفه.
من اليسار إلى الوسط فاليمين
في السنة نفسها تم تحقيق فيلم آخر من هذا النمط هو «حرب العالمين» (The War of the Worlds) لبايرون هسكين حيث تقع معارك طاحنة حين تغزو القوى الفضائية الولايات المتحدة مسببة دماراً شاملاً، مما يستدعي اللجوء إلى الدين (ترمز إليه الكنيسة) للرد على تلك المخلوقات غير المؤمنة.
في عام 2005 قام ستيفن سبيلبرغ بإعادة صنع الفيلم نفسه إنما مع توجه مختلف.
بين كل هذه الأفلام وما جاورها لن نجد ما هو أفصح شأناً من فيلم دونالد سيغل «غزو ناهشو الجسد» (Invasion of the Body Snatchers) ليس فقط من ناحية تصوير الخطر المدهم لمخلوقات ستحوّل الأميركيين إلى أجساد لا أرواح آدمية فيها، بل أيضاً كمثال على كيف تغيّرت رسالة الفيلم في كل مرّة أعيد فيها إنتاجه من جديد.
هي بلدة صغيرة في ولاية كاليفورنيا اسمها سانتا ميرا، وهو طبيب اسمه مايلز (كيفن مكارثي) يتابع شكاوى بعض المواطنين حول أفراد عائلاتهم. معظمهم يردد الأعراض ذاتها وهي أن سلوكيات هؤلاء الأفراد تغيّرت فجأة. معاونه يعتبر أن هناك «وباءً هستيرياً» معتبراً أن هذه الشكاوى لا صحة لها.
لكن العوارض تزداد انتشاراً: رجال ونساء عديدون يتصرّفون كما لو أنهم يعيشون بلا أرواح. لا عواطف على الإطلاق. لا ردّات فعل من أي نوع. نظرات هائمة وابتسامات غامضة وقت الحاجة والبلدة تتحوّل فجأة إلى غالبية كاسحة قوامها أناس متبدّلون إثر كل ليلة.
يكتشف الطبيب أن هناك بذرة نباتية تهبط مع المطر وتنمو ثم تغزو الأجساد حين نوم أفرادها وتحوّلهم من صباح اليوم التالي إلى شخصيات غريبة. مايلز نفسه يصبح في خطر التحوّل. كل ما يمنعه من ذلك القدرة على البقاء يقظاً بلا نوم. في النهاية يغادر البلدة ليحذر العابرين فوق الطرق السريعة من خطر ماحق قد يستولي على أميركا كلها.
شيء قريب مما يحدث اليوم، مع وباء كورونا، والنظريات الكثيرة (ليست كل نظرية مؤامرة) التي تحيط بالأسباب وتعايش الأوضاع السياسية المحيطة بها.
في عام 1973 قام فيليب كوفمن بتحقيق نسخة من هذا الفيلم من بطولة دونالد سذرلاند وبروك أدامز.
هنا نلاحظ اختفاء الرمز السياسي واهتمام المخرج كوفمن بتوفير عناصر فيلم الرعب المبني على الحكاية الخيالية العلمية.
وبعد عشرين سنة تم تحويل الفيلم الأصلي إلى اتجاه آخر. فإذا كانت نسخة سيغال يمينية في توجهها على نحو مباشر، وكانت نسخة كوفمن غير سياسية على نحو شبه تام (على الأقل لا تخدم بعداً آيديولوجياً ما) فإن نسخة أبل فيرارا المسماة «ناهشو الجسد» (Body Snatchers) توجهت لنقد اليمين وحده.
هذا معبّر عنه بحكاية مستوحاة تقع أحداثها في قاعدة عسكرية عندما يكتشف بطل الفيلم (تيري كيني) وابنته (مغ تيلي) وجود مخلوقات غامضة تحتل الجنود لتبدلهم من آدميين إلى نسخ تمهيداً لهيمنة عسكرية واسعة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
فيروس “كورونا” يصيب ضحية جديدة من مشاهير هوليوود
فيلم الرسوم المتحركة “اونوارد” يتصدر إيرادات دور السينما الأميركية
Source link
source https://machahir24.com/%d9%87%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%88%d8%af-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%86%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d8%b5/
0 notes
chameleducation · 5 years
Text
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي https://ift.tt/2Y4HbPF
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته متابعي موقع التعليم الشامل في الجزائر أسعد الله أوقاتكم في هذه الصفحة الرائعة التي بذلنا فيها نحن طاقم الموقع جهد كي نضعها بين أيديكم أعزائي مجموعة شاملة من الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي التي تساعدكم في اجتياز امتحان البكالوريا بكل ثقة و تحدي أتمنى أن تفيدكم و أن لا تبخلو على زملائكم بالصفحة .. و شكرا و بالتوفيق  
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
الوحدة الأولى
وودرو ويلسن “طوماس ولسن”(1856- 1924) :رئيس الو م أ بين عامي 1913 و 1921 ، أدخلبلاده الحرب العالمية الأولى في سنة 1917 إلى جانب دول الوفاق ، اشتهر بمبادئه 14 التي تأسست عليها عصبة الأمم . 
ونستون تشرشل (1874- 1965) : رئيس وزراء بريطانيا 1940-1945و1951-1955.قاد بلاده إلي النصر في الح ع 2 تحصل على جائزة نوبل للآداب.شارك إلى جانب روزفلت في الإعداد للميثاق الأطلسي أوت 1941.
هاري ترومان : (1972-1884)رجل سياسي أمريكي و رئيس الو م أ خلفا لفرا كلين روزفلت من 1945_ 1953 و صاحب القرار الذي ينص بقنبلة هيروشيما و نكازاكي و هو الذي تدخل فيالحرب الكوبية 1950 و من مساهمي قيام الدولة اليهودية و صاحب مشروع ترومان في 12مارس 1947 . 
فرانكلين روزفلت: (1882-1945)شخصية سياسية أمريكية أنتخبرئيسا للوم أ لثلاث فترات متتالية من 1933*1945 حضر عدة مؤتمرات منها يالطاساهم في وضع الميثاق الأطلسي 14 أوت 1945 . 
دوايت إيزنهاور: (1969-1860) رجل سياسي و عسكري أمريكيورئيس اللوم أ بين 1953*1961 بعد ترومان. أول قائد لحلف الناتو في 1949وساهم في الحرب الكورية . وصاحب مشروعإيزنهاور 05 جانفي 1957 الذي ينص على مساعدات اقتصادية للشرق الأوسط . 
جورج مارشال(1880 ـ 1959 ) :رجل سياسي أمريكي و وزيرالخارجية الأمريكية, صاحب مشروع مارشال 5 جوان 1947 الذي ينص على تقديم مساعداتاقتصادية لأوروبا . 
رونالد ريغان (1911- 2004) :رجل سياسي و زعيم أمريكي رئيس اللوم أ بين1981*1989 صاحبمشروع حرب النجوم. تميزت فترة حكمه في الحرب الباردة بداية نهاية الصراع بينالمعسكرين. 
جورشبوش الأب :رجل سياسيأمريكي و زعيم أمريكي رئيس اللوم أ 1989*1993 حضر مؤتمر مالطا مع غوربا تشوف عرفتفترة حكمه بتدخل اللوم أ في عدة مناطق لحرب الخليج الثانية 26 فيفري 1991 وصاحبفكرة النظام الدولي الجديد . 
ريتشارد ينكسون (1994-1913): رجل سياسي أمريكي و رئيس اللوم أ من 1969*1974 وقع معالإتحاد السوفياتي اتفاقية سالت 1 ـ 1972 . 
كنيدي جون، “فيتزجيرالد” ( 1917- 1963) : رجل سياسي أمريكي ورئيس اللوم أ بين 1961*1963 وقع مع مع الإتحاد السوفياتي معاهدة خطر التجاربالنووية اغتيل بإطلاق النار في 22 نوفمبر 1963 . 
ماك ارتر (دوغلاس): (1880-1964) : جنرال أمريكي. قائد الجيش الأمريكي و الحلفاء في المحيط الهادي زمن الحرب ع 2 (1941-1945) كما قاد القوات الأمريكية في كوريا 1950. هدد بقصف الصين بال��نبلة الذرية، فأقاله
الرئيس ترومان 11 أفريل 1951. هنري كيسنجر: سياسي امريكي (ألماني الاصل) وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون و جيرالد فورد. حامل جائزة نوبل للسلام بعد مساهمته في وقف حرب الفيتنام 1973 يعتبر مهندس إتفاقية السلام المصرية الأسرائيلية (كام ديفيد) 1979.
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
شخصيات الإتحاد السوفياتي:
جوزيف ستالين (1879-1953): رجل سياسيسوفياتي و رئيسه بعد توليه منصب الأمين العام للحزب الشيوعي تميزت فترة حكمه بتوترشديد و الحدة في العلاقات الدولية أدت إلى ظهور عدة أزمات توفي في 1953/05/03
جدانوف أندري الكسندروفيتش (1896 ـ 1948) : زعيم سوفياتي و أحد كبار قادة الإتحاد السوفياتيالشيوعي و هو من وصف المعسكر الغربي بالإمبريالية و صاحب فكرة مكتب الكومنفورم 1947/10/06و مبدأ جدانوف 1947/09/22
مولوتوف : سوفياتي شيوعي ووزير خارجيةالإتحاد السوفياتي سنة 1949 صاحب فكرة إنشاء منظمة الكوميكون 1949/01/25
بريجنيف ليونيد اليتش ::(1906 ـ 1982): رجل دولة وماريشال سوفييتي خلف خروتشوف على رأس الاتحاد السوفييتي اشتهر بالمبدأ المعروف باسمه( مبدأ بريجنيف) كانوراء العديد من التدخلات العسكرية السوفييتية في الخارج مثل: ربيع براغ 1968 ـ دعمالثوار الماركسيين في العالم ـ غزو أفغانستان …
بولغالين : زعيم سوفياتي أحد كبار قيادة الحزب السوفياتي في الإتحاد وتولى القيادة بعد وفاة ستالين و أحد القيادة الثلاثية المعتدلة تميزت العلاقات فيعهده بالإعتداله تجاه الصراع ضد الغرب الرأسمالي و أحد دعاة التعايش السلمي
مالينكوف : زعيم سوفياتي و أحد كبار الحزب الشيوعي تولى قيادة الإتحاد بعدستالين مع القيادة الثلاثية تميزت العلاقات في عهده بإعتداله و هو أحد دعاة التعايشالسلمي و التفاهم
خروتشوف نيكيتا (1894- 1971): زعيم سوفياتي رئيس الإتحاد أحد القيادةالمعتدلة و هو من أرسى الدعائم الأولى لسياسة التعايش السلمي و الانفراج الدولي
غورباتشوف ميخائيل(1931) :رجل سياسي و زعيم سوفياتي و أمين عام الحزب الشيوعي سنة 1985 ورئيس الإتحاد 1988 و قد جاء بإصلاحات غلاستنوست و بروسترويكا لإصلاح الإتحادالسوفياتي و هو الذي ساهم بإسقاط الإتحاد و تفككه في مؤتمر مالطا 1989/12/04.03. 
أحمد سوكارنو (1901-1970) : سياسي و زعيم أندونيسي ، تزعم حركة تحرير بلاده ضد الهولنديين بعد الحرب العالمية الثانية تولى رئاسة أندونيسيا إلى 1967 ، منضم مؤتمر “باندونغ” 1955 و أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز .
ونستون تشرشل (1874- 1965) : رئيس وزراء بريطانيا لفترتين(1940-1945) و (1951- 1955) ، ساهم في صعود بلاده أمام ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو صاحب مصطلح “الستار الحديد” للدلالة على انقسام أوربا إلى معسكرين .
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
الوحدة الثانيـــــــــــــــــــة :
شخصيات جزائرية
مصالي الحاج 1898 ـ 1974: زعيم التيار الاستقلالي و أول من طالب به رمز للوطنية والتحرر في الشمال الإفريقي، مؤسس نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب ثم حركة الانتصار للحريات الديمقراطية غير أن موقفه كان سلبيا من الثورة؟
فرحات عباس 1899 ـ 1985 : أول رئيس للحكومة المؤقتة 1958 احد قادة التيار الإدماجي شارك في صياغة بيان فيفري 1943 التحق بالثورة سنة 1956 أسس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 
أحمد بن بلة : 1918 … أول رئيس للجزائر المستقلة 1962 – 1965 مناضل في حزب الشعب و حركة ا ح د ترأس المنظمة الخاصة احد مفجري الثورة التحريرية تم اعتقاله في عملية القرصنة الجوية الشهيرة 1956. 
بن يوسف بن خدة : 1923- 2003 : رئيس الحكومة المؤقتة الجزائرية من 1961 – 1962 مناضل في حزب الشعب و حركة ا ح د 
مصطفى بن بلعيـد1917- 1956 : مناضل في حزب الشعب و حركة ا ح د عضو لجنة 22 و لجنة 6 قائد الولاية الأولى القي عليه القبض وسجن بقسنطينة أستشهد في 22 مارس 1956. 
ديدوش مـراد:1927- 1956: انخرط في حزب الشعب الجزائري سنة 1943 ساهم في تكوين المنظمة السرية من مفجري الثورة عين قائدا للولاية الثانية،قاد معركة قرب قرية سمندو في ولاية سكيكدة في 18 جانفي 1956.
زیغودیوسف : (( 1956 – 1921 مناضل بحزبالشعبوعضوالمنظمةالخاصةو اللجنة الثوریةللوحدةو العملمن مفجري الثورة نظمھهجوم 20 أوت 1955 ثمعُیِّنعضوابالمجلسالوطنيللثورةالجزائریةاستشھدیوم 25 سبتمبر 1956
محمد بوضياف1919- 1992 : انضم إلى صفوف حزب الشعب ثم عضوا في المنظمة السرية عضو مجموعة 22 اعتقل في حادثة اختطاف الطائرة 22 أكتوبر 1956 إلى غاية وقف إطلاق النار استدعي لينصب رئيسا 1992 توفي مقتولا سنة 1994
كريم بلقاسم 1922- 1970: مناضل بحزب الشعب منذ 1947 و عضو مجموعة 6 كان احد مفجري الثورة و قاد العمليات في منطقة القبائل 
رابح بيطاط 1925- 2000:ناضل في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية عضو في اللجنة الثورية للوحدة والعمل وهو عضو في مجموعة 22 ومجموعة 9 اعتقل سنة 1955 و بعد وقف إطلاق النار أطلق سراحه تولى رئاسة المجلس الشعبي الوطني إلى غاية 1990 .
حسين ايت احمد 1926:انضم إلى صفوف حزب الشعب وعند إنشاء المنظمة الخاصة كان من ابرز عناصرها انتقل إلى القاهرة رفقة محمد خيضر 1951 واعتقل في حادثة اختطاف الطائرة .
محمد خيضر 1912- 1967:انخرط في صفوف نجم شمال أفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري لجا إلى القاهرة 1951 وأصبح مندوبا لحركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم احد عناصر المنظمة الخاصة وكان من بين المختطفين في حادثة الطائرة .1956
عبد الحميد بن باديس 1889 – 1940 : ولد بقسنطينة، تابع دراسته بتونس ف  جامعة الزيتونة و بعد عودته للجزائر انخرط في العمل الوطني وأسس سنة 1931 “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ” رائد حركة الإصلاح و غرس القيم والثوابت الوطنية – الإسلام –العروبة 
العربي بن مهيـدي 1923-1957: ولد بضواحي عين مليلة عين قائد للولاية  الخامسة وهران أشرف على إضراب السبعة أيام بالعاصمة،ألقي عليه القبض في 23 فيفري 1957 بمدينة الجزائر أستشهد بالسجن تحت التعذيب يوم 03 مارس 1957.
الشاذلي بن جديد : 1929 – شارك في الثورة .عضو مجلس الثورة سنة 1965 ورئيسا للجزائر مابين 1979 – 1992 عرفت فترته الكثير من الاضطرابات وفي عهده أقرت التعددية السياسية في الجزائر…
هواري بومدين (محمد بوخروبة) 1932- 1978: مناضل ورجل دولة قائد الولاية الخامسة 1958 ثم قائدا الأركان 1960. وزير للدفاع بعد استقلال الجزائر. نظم العملية التي أطاحت ببن بله والتي حملت اسم التصحيح الثوري في 19 جوان 1965. و أصبح رئيسا للدولة و مرسي أسسها السياسة و الاجتماعية و الاقتصادية اشتهر بنشاطه في إطار حركة عدم الانحياز و أحد أقطابها توفي في27 ديسمبر 1978
محمد البشير الإبراهيمي 1889-1965 : من أعلام الفكر والأدب في الجزائر عضو جمعية العلماء و نائب في رئاسة الجمعية ثم ترأس الجمعية بعد وفاة ابن باديس توفي سنة 1965 . 
الأمير خالد(1875-1836): حفيد الأمير عبد القادر شارك الحرب العالمية الأولى في الجيشالفرنسي ومؤسس رابطة النواب المنتخبين الجزائريين بعد الحرب العالمية الأولى والتيمثلت تيار المساواة.
الأمير عبد القادر الجزائري : هو عبدا لقادر بن محيي الدين الجزائري ولد سنة 1807 مونشأ وتعلم في غرب الجزائر لمع اسمه واشتهر في مواجهة الجيوش الفرنسية (ما بين 1832- 1847) قبل اعتقاله ونفيه إلى سوريا حيث ظل بها إلى وفاته.
عبد الرحمان فارس : ولد في 30 جانفي 1911، مع إندلاع الثورة حالت فرنسا استغلاله لمواجهة الثورة لكنها فشلت، إستقر سنة 1956 بفرنسا كان له دور في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، عين على رأس الهيئة التنفيذية المؤقتة (مارس- سبتمبر 1962).
عبان رمضان : عضو في المنظمة الخاصة. لعب دورا مهما في إعداد ميثاق الصومام. صاحب فكرة (أولوية الداخل على الخارج و اولوية العمل السياسي على العسكري). قتل في 26 ديسمبر بالمغرب .
أحمد توفيق المدني : عضو في جمعة العلماء. وزير الشؤون الثقافية في الحكومة المؤقة.
محمد شعباني :من المساهمين الأوائل في الثورة. كان مساعدا للعقيد سي الحواس بالولاية السادسة (الصحراء)ثم رئيسا لها بعد استشهاد سي الحواس .قتل في بداية الاستقلال.
علي كافي : شارك في هجوم شمال قسنطينة 1955، و في مؤتمر الصومال 1956. سفير الجزائر بعد الاستقلال في سوريا، لبنان، العراق. عين عضوا في المجلس الأعلى للدولة سنة 1992. ثم رئيسا له بعد إغتيال بوضياف.
محمد بولوزداد (1927-1957) : انخرط في صفوف حزب الشعب 1943، قيادي في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، أول رئيس للمنظمة الخاصة (فيفري 1947) ثم خلف ايت أحمد نتيجة لمرضه. 
الأمين زروال : رئيس الجزائر في المرحلة الانتقالية 30جانفي 1994. أنتخب رئيسا للجمهورية في 16 نوفمبر 1995. انسحب من السلطة 1996 .
عبد العزيز بوتفليقة : وزير الخارجية من 1963إلى 1979 أنتخب في 16 أفريل 1999رئيسا للجمهورية الجزائرية، ارتبط اسمه بمشروع الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية تجنبا حقن دماء الجزائريين.
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
شخصيات فرنسية :
شارل ديغول 1890 ـ 1970 : سياسي وجنرال فرنسي مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958 .حاول ضرب الثورة بسياسته التي جمعت بين القمع والإغراء ومحاولة الاختراق وأخيرا وقع اتفاقيات ايفيان مع جبهة التحرير الوطني. مما أنقذ فرنسا. توفي سنة 1970 
جاك سوستال 1912 : عين واليا عاما على الجزائر سنة 1955 و هو صاحب مشروع سوستال نصب نفسه مدافعا عن “الجزائر الفرنسية” وسياسة الإدماج عينه ديغول سنة 1958 بوزارة الإعلام ثم الوزارة المنتدبة للصحراء.  ليون بلوم : 1872 ـ 1950 : سياسي فرنسي، عضو الحزب الاشتراكي رئيس حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية (1936 ـ 1937). اشتهر بإصلاحاته التي حملت شعار: “الخبز، الأمن، الحرية صاحب المشروع الإدماجي الذي يجمعه مع الوالي العام الفرنسي في الجزائر- موريس فيوليت – المعروف بمشروع بلوم ـ فيوليت.[/b]
بيير مانديس فرانس(1907-1982) : رئيس حكومة فرنسا 17 جوان 1954 إلى 5 فيفري 1955.
إدغارفور (1908-1988) : رئيس حكومة فرنسا من 23 فيفري 1955 إلى 24 جانفي 1956.
غي مولي (1905- 1975) : رئيس حكومة فرنسا 30جانفي 1956 إلى 21ماي 1957. 
موريس بورجيس مونوري (1914-1993) : رئيس حكومة فرنسا12 جوان 1957 إلى 30سبتمبر 1957.
فيلكس غايارا(1919-1970) : رئيس حكومة فرنسا من 6 نوفمبر 1957 إلى 11 أفريل 1958.
بيير بفليملان ( 5 فيفري 1907- ): رئيس حكومة فرنسا من 13 ماي 1958 إلى 28 ماي 1958.
جاك ماسو (5 ماي 1908) عسكري محترف شارك في تحرير فرنسا من الألمان في الحرب ،قائد الفرقة العاشرة للمظليين ،شارك في تمر د13ماي 1958.
ما رسيل بيجار (نوفمبر 1916) : شارك في حرب الهند الصينية ،بعد هزيمة الفرنسيين ديان بيان فو انتقل الى الجزائر للمشاركة في إخماد الثورة ، كلف نهاية 1956بالقضاء على معركة الجزاج ئر ولعب دورا كبيرا في تعذيب الجزا ئريين(المناضلين والفدائيين).
فرانسوا ميتران(1916-1996): رجل سياسي فرنسي رئيس الجمهورية الفرنسية لفترتين رئا سيتين(1981-1995)تولى حقيبة وزارة الداخليةمع اندلاع الثورة 01-نوفمبر 1954.
المارشال بيتان( فيلب) : رجل عسكري وسياسي فرنسي رئيس حكومة (فيشي)العميلة للالمانمنجوان1940-1945تاريخ تحرير فرنسا من النازية .توفي في السجن1951.
جورج بومبيدو : رئيس فرنسا 1969-1974 خلف ديغول. ترئس الوفد الفرنسي المفاوض مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية 1961 في سويسرا قبل الوصول إلى إتفاقية ( إفيان).
شال موريس (1905-1979) : جنرال إستدعاه (ديغول) لقيادة الجيش الفرنسي بالجزائر 1959، صاحب فكرة الخطوط المكهربة على الحدود الغربية و الشرقية للجزائر، مع بداية المفاوضات الجزائرية الفرنسية إنقلب على ديغول 22 افريل 1961 حكم عليه في 1 جوان ب 15 سنة سجنا، أطلق سراحه في 1966 بعوف من ديغول.
راوول سالان (1899-1984) : جنرال فرنسي، شارك في حرب فرنسا في الهند الصينية، من معارضي إستقلال الجزائر، شارك في إنقلاب الجنرالات أفريل 1961 ضد ديغول مع جوهو، زيلر، شال، دخل العمل السري بتأسيس (المنظمة العسكرية السرية)ن سجن في أفريل 1962 إلى غاية جوان 1968.
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
الوحــــــــــــــدة الثالثــــــــــــــة : 
المهاتما غاندي 1869 ـ 1948 : داعية وطني و زعيم هندي نضال ضد الوجود البريطاني و اشتهر باستخدام أسلوب اللاعنف في نضاله . اغتيل من طرف متطرف هندوسي عام 1948. 
جواهر لالا نهرو 1889 ـ 1964 :رجل سياسة هندي و تلميذ غاندي من صانعي استقلال الهند شغل منصب الوزير الأول (1947 ـ 1964) و كان من ابرز أقطاب حركة عدم الانحياز .
محمد علي جناح 1876 ـ 1948 : مناضل تحرري وسياسي باكستاني ناضل لتحرير شبه القارة الهندية من الوجود البريطاني و كان شريكا لغاندي ونهرو عمل على الانفصال عن الهند قي اطار دول باكستان سنة 1947 التي اصب حاول رئيس لها .
هوشي منه 1890 ـ 1969 : مؤسس الحزب الشيوعي الفيتنامي قاد حربا ضد الوجود الفرنسي من 1946 ثم تزعم الحرب ضد الحكومة العميلة في الفيتنام الجنوبي وضد الولايات المتحدة عام 1960 وانتهت بانتصار الشماليين وانسحاب الو.م.أ وتوحيد البلاد رسميا عام في أفريل1975
جمال عبد الناصر 1918 ـ 1970 : انظم لتنظيم الضباط الأحرار الذي اطاح بالملك فاروق1952 أصبح رئيسا للجمهورية عام 1956 من أهم انجازاته تأميم قناة السويس و بناء السد العالي في عهد كانت هزيمة حرب 1967توفي سنة 1970 .
أرنستو شي غيفارا 1928- 1967 : طبيب و ثوري ماركسي من أصل أرجنتيني شارك في الثورة الكوبية إلى جانب كاسترو 1956 ـ 1959 حاول التأسيس لثورة شاملة في أمريكا اللاتينية ضد الهيمنة الأمريكية و الموالين لها . أصبح رمزا عالميا . قتل في بوليفيا سنة 1967
فيدال كاسترو 1926 : ثائر و سياسي كوبي – قاد الثورة ضد – باتيستا – قوبلت سياسته بالعداء من طرف الولايات المتحدة التي حاولت الإطاحة به – عملية خليج الخنازير 1961 – تقارب مع السوفيت مما أدى إلى وقوع أزمة الصواريخ 1962 . كان صديقا مقربا للجزائر في عهد هواري بومدين
باتريس لومومبا 1925 ـ 1961 : سياسي كنغولي ناضل من أجل استقلال بلاده عن الاستعمار البلجيكي و أصبح وزيرا أولا بعد الاستقلال 1960 سعى من اجل استعادة السيادة على إقليم كاتنغا الغني بالثروات الطبيعية . اغتيل 1961 وتتهم المخابرات الأمريكية بمقتله.
ياسر عرفات 1929 – 2004 : رمز لحركة النضال الفلسطيني و أحد مؤسسي حركة فتح و قائدها العام منذ 1969 اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات الملقب “ابو عمار” حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب 1996 توفي في ظروف غامضة في نوفمبر 2004
الجنرال جياب : عسكري فيتنامي من أهم أبطال الثورة الفيتنامية، صاحب خطة معركة ديان بيان فو التي هزم فيها فرنسا بتاريخ 7 ماي 1954.
بيل كلينتون : 1946- رئيس الو م أ من 1992 إلى 1999 في عهده أنشئت المنظمة العالمية للتجارة ، ساهم في الاتفاق بين ربين و عرفات.
جيمي كارتر :1924- رئيس الو م أ من 1976 إلى 1979، له الفضل في إقناع أنور السادات بتوقيع إتفاقية كامب دايفد 1978.
بلغور جيمس ارثر : [1848-1930] سياسي بريطانـي محافظ و ذو ميول صهيونية صاحب تصريـــح 2 نوفمبر 1917 و شغل منصب وزير خارجية بريطانيا .
تيودور هرتزل : كاتب و صحفي يهودي، ولد بالمجر، مؤسس الحركة الصهيونية سنة 1897.
باتيستا : زعيم و سياسي من أمريكا اللاتينية، نشط قي الحزب الشيوعي الكوبي بعد الحرب العالمية الثانية و خلال الحرب الباردة.
أنور السادات:رئيس مصر 1970-1981.من زعماء ثورة جويلية ضد الملك فاروق.قرب مصر من الغرب .زار القدس 1977.ابرم اتفاقية (كام ديفيد) مع إسرائيل 1979.قتل في استعراض عسكري 6أوت1981.خلفه حسني مبارك.
صدام حسين : صدام حسين عبد المجيد التكريتي نائب رئيس الجمهورية من 1968 إلى 1979 رئيس جمهورية العراق من 1979 إلى 2003، قبض عليه في 13 سبتمبر 2003، تمت محاكمته و إعدامه في 30ديسمبر 2006.
دايان موشي : 1915-1981 جنرال و سياسي إسرائيلي قائد للأركان 1953-1958 و وزير للخارجة 1977-1979.
بيغن مناحيم : 1913-1992 : سياسي إسرائيلي من أصل بولندي، شغل رئيس للوزراء من 1977-1983 كان من الموقعين على اتفاقية السلام مع السادات 1978.
مئير غولدا : 1898-1978: سياسية إسرائيلية روسية الأصل عملت رئيسة للوزراء من 1969-1978، كما تقلدت قبل ذلك عدة مناصب منها الخارجية.
دافيد بن غوريون: [1886-1973]أول رئيس وزراء إسرائيل(1948-1953ثم1955-1963. من مؤسسي دولة إسرائيل درس التوراة و هو من يهود بولونيا يتكلم لغة اليادش .
اسرة رومانوف : عائلة ليتوانية استقرت في روسيا و حكمت من [1613-1917] أسقطتها الثورة الاشتراكية
سيسل رودس: [1853-1902] شخصية مالية و سياسية استعمارية من بريطانيا  و أسس عدة شركات لاستخراج الماس و الذهب في جنوب أفريقيا .
ديلسيس فردينارد :[1805-1874] سياسي و دبلوماسي فرنسي كان له الفضل في شق قناة سويس و بدا في شق قناة بانما دون ان يكملها .
اتلي كليما : رئيس وزراء بريطانيا بعد تشرشل [1945-1951] .شارك في مؤتمر (بوتسدام)أوت1945.
أدولف هتلر :[1899-1945] مؤسس ألمانيا النازية ، و أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية-
نيفيل تشميرلين:[1869-1940] سياسي و رجل دولة بريطاني تولى رئاسة الوزراء سنة 1937 حتى 1940.
احمد بلفريح:ولد سنة 1908،مؤسس حزب الاستقلال المغربي سنة 1944 وفقه علال الفاسي وعين وزير خارجية للمغرب في قترة [1956-1958] 
احمد عرابي :[1841-1911] شخصية سياسية و عسكرية مصرية ، صاحب الثورة العرابية 1881 ضد الوجود الإنجليزي في مصر ن حكم عليه بالإعدام ثم خفف الى النفي بجزيرة “سيلان” و توفي سنة 1911 .
إدريس السنوسي : ولد سنة 1890 ، تولى قيادة الزاوية السنوسية سنة 1915 ،و عين ملك على ليبيا [1951-1969] .
اوتو بسمارك : [1815-1898] شخصية سياسية وعسكرية بروسيا موحد ألمانيا سنة 1871 و خاض عدة حروب ضد( الدانمارك، النمسا، فرنسا).
بطرس بطرس غالي: ولد 1922 بمصر سياسي أكاديمي مصري، شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة [1992-1996].رئيس الفرونكوفونية1997-2002.
سليمان القانوني: [1520 – 1566] تولى السلطة في الدولة العثمانية بعد موت والده سليم و يعتبر عاشر سلطان في تاريخ الدولة العثمانية.
محمد بن عبد الوهاب: [1703 – 1792] من تميم بنجد يعتبر مؤسس الطريقة الوهابيةو هو ��عيم النهضة الإصلاحية في شبه الجزيرة العربية و تحالف مع محمد بن سعود أميرنجد و له أتباع.
عبد الرحمان الجبرتي :[1751- 1824] مؤرخ مصري أزهري التكوين و له عدة مؤلفات دون فيها تاريخ مصر منها ” عجائب الآثار في التراجم و الأخبار ” .
جمال الدين الأفغاني: [1838 – 1897 ] ولد في اسعد أبار بأفغانستان، نشا في كابول.كان غرضه توحيد المسلمين و يعتبر من فلاسفة الإسلام، زار عدة دول.
محمد عبده: [1841 – 1905 ] مفتي الديار المصرية أزهري التكوين تصوف و عمل بالتعليمو تولى القضاء و الإفتاء في مصر زار الجزائر سنة 1903.
إبراهيم باشا: [1789- 1848] ابن محمد علي قائد عسكري مصري جاء إلى مصر سنة 1805 قاد حملة ضد الوهابين [1816-1819] و هزم اليونانيين 1825 اتسم بشعور عربي رغم جذوره الغير عربية.
مصطفى كمال أتاتورك:[1881- 1938] مؤسس دولة تركيا الحديثة، أسس حزب تركيا الفتاة
اتلي كليما : رئيس وزراء بريطانيا بعد تشرشل [1945-1951] .شارك في مؤتمر (بوتسدام)أوت1945.
فرانكلين روزفلت:أنتخب رئيسا للولايات المتحدة1933-1945 أخرج بلاده من الأزمة الاقتصادية العالمية1929.أدخل الوم أ الحرب ع 2 سنة.1941ساهم في انتصار الحلفاء في ح ع2.
ماو تسي تونغ:أسس الحزب الشيوعي الصيني 1921قاد حربا شعواء أثناء الح ع2على الوطنيين بقيادة (تشان كاي تشيك) انتصر فيها و أعلن عن جمهورية الصين في1أكتوبر1949.تنحى عن السلطة سنة1958.
أنديرا غاندي: رئيسة حكومة الهند 1969-1977.ثم ما بين 1984-1989.قتلت بسبب تشددها في تطبيق سياسة تحديد النسل بتاريخ 31أكتوبر1989من قبل حارسيها من السيخ.خلفها ابنها (راجيف غاندي)،قتل هو الآخر في21ماي1991.
أريال شارون: رئيس حكومة إسرائيل ماي1999.دخل الحرم القدسي2سبتمبر2000مستفزا مشاعر المسلمين متسببا في بداية الانتفاضة الثانية.متهم بارتكاب مجزرة (صبرا و شتيلا) بلبنان 1982. تعرض لجلطة دماغية جانفي2006.خلفه (يهودأولمرت)أفريل2006…
أندري جيدانوف:1896-1948.فيلسوف و رجل دولة روسي.الرجل الثاني بعد ستالين في الهرم السوفيتي.في إطار الحرب الباردة1947-1953 برزت له أفكارا تعرف باسمه(الجيدانوفية)وتتمحور حول أن:الاشتراكية هي التحرر بينما الرأسمالية تمثل الاستعمار و الامبريالية.كما ساهم في تأسيس (مكتب الكمنفورم)ردا على مشروع مارشال.
فلاديمير لينين:1870-1924.زعيم الثورة الشيوعية(البلشفية) في روسيا1917ضد القيصر (نيكولاي2).مؤسس الاتحاد السوفيتي ورئيسه ما بين1922و1924.
موسوليني(بينيتو):زعيم الديكتاتورية الفاشية بايطاليا 1926-1943.تحالف مع النازية والعسكرية اليابانية1963او ما يسمى بدول المحور.
كورت فالدهايم:دبلوماسي نمساوي.أمين عام هيئة أمم 1972-1981.رئيس النمسا1986-1992.
جورج بومبيدو:رئيس فرنسا 1969-1974خلفا ديغول.ترأس الوفد الفرنسي المفاوض مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية1961في سويسرا قبل الوصول إلى اتفاقية (ايفيان) .
أحمد سوكارنو:رئيس اندونيسيا 1945-1968.من مؤسسي حركة عدم الانحياز.وضع تحت الإقامة الجبرية بعد الانقلاب عليه من طرف قائد الجيش(سوهارتو)إلى غاية وفاته1970. 
نكروما(كوامي):رئيس غانا 1960-1966.من مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية1963.من دعاة تحرير شعوب إفريقيا من الاستعمار.
هارتزل:(1860-1904) : .يهودي مجري .عاش في النمسا.مؤسس الصهيونية العالمية.دعى لوطن قومي لليهود. 
جورج بوش(الأب): رئيس الولايات المتحدة (41). حكم مابين 1989و1993. أنهى الحرب الباردة اثر مؤتمر مالطا 1989 مع غورباتشوف.قام بغزو (باناما)نهاية1989و ألقى القبض على رئيسها (نورويغا) .أخرج العراق من الكويت1991.خلفه بيل كلينتون.
الملك فاروق: ملك مصر من1936-1952.أتهم بالمسئولية على الهزيمة العربية مع إسرائيل 1948.أطيح به من قبل الضباط الأحرار بقيادة عبد الناصر 23جويلية1952و أسسوا الجمهورية.
محمد الخامس: ملك المغرب من1957-1961.نفي من قبل فرنسا إلى مدغشقر 1952و كان ذالك إحدى 
ويلي براندت: مستشار ألمانيا.عرف بسياسة (الانفتاح على الشرق) مؤكدا على سياسة تسوية قضايا الخلاف بين المعسكرين بالطرق السلمية.
هربرت صاموئيل1870/1963:سياسي بريطاني يهودي اول منعين كمندوب بريطاني سامي بفلسطين 1920/1925 اصدر قانون تسهيل الهجرة اليهودية
الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي
The post الشخصيات التاريخية للسنة الثالثة ثانوي appeared first on موقع التعليم الشامل في الجزائر.
from WordPress https://ift.tt/2Y4HbPF via IFTTT
0 notes
fhrsx · 6 years
Photo
Tumblr media
نقاط ضعف الديمقراطية الليبرالية التي قد تقضي عليها كتبه لموقع “ذي نيويورك تايمز”: ماكس فيشر نشر بتاريخ : 1/11/2018 ترجمة: مها علي مراجعة وتدقيق: أمير صاحب تصميم الصورة: مثنى حسين تشكل التطورات الراهنة في ألمانيا والبرازيل لغزاً محيراً لمن يعتريه الفضول حول مستقبل الديمقراطية. فلا يمكننا تجاهل التشابه الكبير بين الحالة التي يمثلها انتخاب “يائير بولسونارو” في البرازيل وبين الاكتساح الذي حققته الموجة الشعبوية اليمينية المناهضة للمؤسسات الحاكمة في أوروبا والولايات المتحدة و اعتبار ذلك مجرد صدفة . أيد السيد “بولسونارو”، المعروف بإشادته بنظام الحكم العسكري الدكتاتوري السابق في بلده و بإهانته للأقليات وللنساء ، حالة الغضب من المؤسسة الحاكمة في البرازيل حيث تعهد بالحكم بقبضة من حديد . عقب ساعات قليلة من فوز بولسونارو ولتعزيز الشعور بوجود تحول عالمي أعلنت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، التي تولت زمام الأمور في بلادها لفترة طويلة و التي تعتبر أحد أعمدة استقرار منظومة الاتحاد الأوروبي، أنها لن تترشح مرة أخرى. ومع ذلك، لا توجد هناك صلة واضحة بين صعود السيد بولسونارو وصعود الشعبويين في الغرب حيث أن بروز شخصيات مثل رئيس الوزراء “فيكتور أوربان” في المجر وكذلك الأحزاب الشعبوية في ألمانيا كان من خلال إدانتهم للسياسات المعتمدة تجاه قضيتي الاتحاد الأوروبي والهجرة ، ولا تعد أي منهما مشكلة في البرازيل .لقد ركب السيد بولسونارو موجة الغضب العنيفة ضد الفساد والجريمة واللتان تعدان أوبئة امريكية لاتينية بامتياز . ق�� تمثل نتائج الانتخابات في البرازيل إلى جانب صعود التيار الشعبوي في أماكن أخرى من العالم أمورا أكثر خطورة من كونها مجرد موجة ذات مصدر واحد حيث تشير الأبحاث إلى أن هذا الاتجاه يجسد نقاط الضعف والتوترات الكامنة في الديمقراطية الليبرالية نفسها والتي يمكن أن تدمرها في أوقات الشدة . عندما يحدث ذلك يميل الناخبون إلى رفض كل ما يخص هذا النظام (باستثناء المسمى) ويتبعون أكثر غرائزهم البشرية بدائيةً متجهين نحو الأنماط القديمة في الحكم مثل حكم الأغلبية و الحكم الاستبدادي (ذو القبضة القوية) والحكم ذو عقلية “نحن في مواجهة الآخرين”. قد يبدو هذا النموذج صادما أو جديدا في الغر ، ولكنه مألوف تماما في أمريكا اللاتينية التي شهدت العديد من الموجات الشعبوية مثل تلك التي صعدت بالسيد بولسونارو. “تنتهي معظم المحاولات لتحقيق الديمقراطية بالعودة إلى الحكم الاستبدادي ” عبارة قالها العالم السياسي جاي أولفيلدر في عام 2012 تفسيرا لما قام به الشعبويون المنتخبون في فنزويلا والإكوادور ونيكاراغوا من تقليص للحقوق بطرق تبدو مألوفة اليوم. آنذاك، ألقى معظم الخبراء باللوم على قضايا خاصة بتلك المنطقة و بتلك الفترة الزمنية ولكن السيد أولفِلدر رد قائلا: “أعتقد أن رؤيتنا ستكون أعمق إذا نظرنا إلى هذه الأنظمة على أنها النتيجة النهائية التي ستؤول إليها معظم المحاولات لتحقيق الديمقراطية”. عندما لا تعمل الديمقراطية كما نتصور هناك فجوة بين ما يتم تسويقه عن الديمقراطية الليبرالية التي تحمي حقوق الأفراد وسلطة القانون وبين تطبيقها على أرض الواقع. فكثيرا ما تُصوّر الديمقراطية الليبرالية على أنها حكم الشعب، ولكن من حيث ممارستها فعليا نجد أن الانتخابات والرأي العام لا يمثلان سوى جزء من نظام تحكمه المؤسسات والقواعد التي تحمي الصالح العام. هذه الفجوة في كثير من الأحيان هي حيث تبدأ المشاكل. فعندما يحدث قصور من قبل المؤسسات الحاكمة كما حدث في البرازيل، تتزايد شكوك الناخبين حول فكرة إعادة السلطة للبيروقراطيين والنخب التي فشلت بطريقة سلطت الضوء على هذه الفجوة. لذلك يميل الناخبون إلى استبدال هذه المؤسسات بحكومة ذات طابع يبدو أقرب للديمقراطية التي يتصورونها : الحكم المباشر من قبل الشعب. وهذا يعني في كثير من الأحيان انتخاب قادة مثل السيد بولسونارو الذي وعد بتفكيك المؤسسة وبالحكم من خلال سلطة شخصية. في الواقع ، يميل هؤلاء القادة إلى تعزيز سلطتهم الشخصية كما فعل سيلفيو برلسكوني بعد أن وصل إلى السلطة في إيطاليا مستغلاً موجة الغضب ضد الفساد آنذاك حيث أحكم سيطرته على بيروقراطيات الدولة وأوقف تقدمها الذي كان واعداً في يوم ما واستبدل نظام الرعاية القديم بآخر جديد موال له. تحدي الإرادة الشعبية في بعض الأحيان تحدث ردة فعل مناهضة للمؤسسة الحاكمة عندما يكون هناك فساد عميق في النظام كما هو الحال في البرازيل أو إيطاليا، ولكن يمكن أن تحدث أيضا عندما تقوم الحكومات بأمور لا تحظى بتأييد شعبي بكل بساطة. كثيرا ما تسبب هذا في زعزعة الاستقرار في أوروبا حيث يرى القادة أن القيام بإصلاحات تخص منطقة اليورو والهجرة ضرورية لبقاء و استمرار أوروبا على المدى البعيد. ولكن هذه المعايير لا تحظى بشعبية لدى الناخبين مما يولد لديهم فكرة أن هذا النظام صمم ليتجاهل ما يريدونه في بعض الأحيان. ولكن لا أحد يريد أن يصدق أن قادته يتحدّون رغباته لأن الديمقراطية الفعالة تتطلب التحقق من مطالب الشعب ،لذلك يصبح من السهل رؤية هؤلاء القادة على أنهم يخدمون أجندات خفية . مما يفسح المجال أمام منافس صاعد يتحلى ببعض الحكمة والمكر ليصل إلى السلطة عن طريق جعل المصالح المالية أو الخارجية كبش فداء و من خلال تقديم وعود باستعادة إرادة الشعب – كان الليبرالي و صاحب الأعمال الخيرية جورج سوروس هدفا محبّذاً. و يشكل الاتحاد الأوروبي الذي لم ينجح طوال تاريخه في تبني هوية بعيدة عن المصرفيين و التكنوقراطيين مثالا على ذلك ، حيث كان من السهل تصويره على أنه عدو للإرادة الشعبية مما أدى إلى انهيار أحزاب المؤسسة الحاكمة المرتبطة بشكل وثيق بهذا المشروع. و قد كانت الإخفاقات المؤسسية أكثر فداحة في أمريكا اللاتينية حيث كان الفساد ينخر الأحزاب السياسية وكان الناخبون على دراية بهذا الفساد لأن أنظمة العدالة أصبحت قوية بما يكفي لاجتثاث جذوره. قد يقول تكنوقراطي بأن هذا يدل على الحاجة إلى مؤسسات أقوى وأكثر استقلالية ولكن يبدو الأمر بالنسبة للناخبين و كأنه إدانة للنظام بأكمله مما يدفعهم للرغبة بهدمه و الصعود بشخص يمكنه فرض النظام. لا يختلف هذا كثيرا عما حدث في الولايات المتحدة حيث أصبح يُنظر إلى ممثلي الأحزاب على أنهم لا يستجيبون لمطالب الشعب و أنهم مقيدون بمصالح مالية، و من الأسباب التي أدت إلى صعود ترمب هي التحجج بأن ثروته تمنحه استقلالية – على الرغم من أنه في واقع الأمر قام بتعزيز نفوذ أولئك المهيمنين على القطاع الصناعي – و كذلك تعهده بإتباع سياسات اعتبرها قادة الحزب متطرفة للغاية. حكم الأغلبية إن ردود الأفعال الشعبية، حتى ولو كانت تركز على نخب معادية للشعبوية نوعا ما، فإنها عادة ما تنشأ كرغبة في تحقيق حكم الأغلبية حيث يبدو ذلك أمرًا ديمقراطيا بالنسبة للأفراد المنتمين لهذه الأغلبية و قد يمثل لهم أحيانا مسألة حياة أو موت. يميل البشر بطبيعتهم إلى القبلية أو التعصب حيث تدفعنا غرائزنا لأن نرى مصلحة الجماعة التي ننتمي إليها أولا و أن نرى أنفسنا في منافسة مع الجماعات الأخرى، ولكن الديمقراطية الليبرالية التي تقول بأن الفائدة سوف تعم على الجميع عندما تكون حقوق كل فئات المجتمع مكفولة تطالبنا بأن نكبت هذه الدوافع. وليست هذه بالمهمــة السهلــة حيث تتصدّر هذه النزعات العصبية المشهد في الأوقات التي تشح فيها الموارد أو ينعدم فيها الأمان، أي عندما تكون قدرتنا على التطلع إلى المثل العليا و التخطيط على المدى الطويل في أدنى مستوياتها. وفي بحث أجرته أخصائية علم النفس السياسي دافنا كانيتي-نيسيم من جامعة ميريلاند خلصت إلى أنه عندما يعتقد الناس أنهم معرضون لعنف مستهدف موجه فإن حسهم المجتمعي يتقلص فيصبحون أكثر دعما للسياسات المسيطرة على الأقليات وأقل دعما للتعددية أو الديمقراطية. ومن الممكن استغلال هذه الدوافع. مثال على ذلك حملة العنف المروعة في الفلبين والتي قامت بها مليشيات ترعاها الدولة بدعم من قبل الرئيس رودريجو دوتيرتي الذي علّق مشاكل بلاده على طبقة اجتماعية غير مرغوب بها – جيش ضخم من تجار المخدرات ومستخدميها بحسب روايته- ووعد بالسيطرة عليها بالقوة. كذلك وعد السيد بولسونارو بشن حربه الغير قانونية على المخدرات . تعمل مثل هذه التكتيكات بشكل أفضل عند حشد الفئات ذات الأغلبية في المجتمع، ولا تزال الديمقراطية الليبرالية ، على الرغم من حمايتها للأقليات ، تفوض السلطة عن طريق الانتخابات التي تُحسم لصالح من لديه العدد الأكبر من الأصوات. و قد تجلى هذا في أوروبا والولايات المتحدة من خلال العمل على خلق إحساس خفي و جلي بنفس الوقت بأن المسيحيين البيض يرزخون تحت نوع من الحصار مما جعل الناخبين البيض يصبحون أكثر شراسة في الدفاع عن عرقهم الأبيض وأكثر رهبة من الأقليات و خلص بهم إلى اعتبار الديمقراطية صراعا صفريا لا جدوى منه. فرض المساواة وقد وجدت مارثا مارشليوسكا من أكاديمية العلوم البولندية من خلال دراسة أجرتها في ثلاث دول أن المشكلة غالبا ما تبدأ عندما يعتقد أفراد منتمين إلى فئة اجتماعية معينة أن أوضاع فئتهم تتراجع مقارنة مع الفئات الأخرى. وهذا يجعل أفراد تلك المجموعة مهتمون بشكل أكبر بكثير بهوية جماعتهم ويرون في الناس الواقعين خارجها تهديدا لهم. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى سياسة “نحن في مواجهة الآخرين ” حيث تبدو المثل العليا التي تنادي بها الديمقراطية الليبرالية وكأنها استسلام متهور. إن الديمقراطية الليبرالية مصممة للتخلص من التسلسل الهرمي الاجتماعي مما يجعل هذا النوع من ردود الأفعال الصادرة عن مجموعات الأغلبية أمرا لا مفر منه. وقد ساعد هذا في دفع الكاثوليك في بولندا، والذين هيمنوا على المجتمع في فترة ما، لدعم حزب سياسي تعهد بعرقلة عمل الجهات القضائية. و ربما يكون ذلك أيضا ما دفع البيض في أوروبا وأمريكا الذين كانوا يخشون فقدان مكانتهم الخاصة في المجتمع إلى دعم القادة الشعبويين الذين وعدوا بالسيطرة على المهاجرين والأقليات، وكذلك ما دفع الطبقة الوسطى في البرازيل للمطالبة بإجراءات قاسية لضبط الأمن في المجتمعات الفقيرة. تأتي الديمقراطية الليبرالية بميزات مثل المحاكم المستقلة والضمانات الدستورية التي تهدف إلى التحقق من الدوافع العصبية وفرض المساواة. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يحملون هذه الدوافع فإن تلك الميزات تبدو تعسفية وأي وعد شعبوي بهدمها يبدو وكأنه سيحقق الحرية، رغم أن هذا نادرا ما تجلبه. وما زال الباحثون يحاولون جاهدين التنبؤ بمصير الديمقراطية التي تعثر نموها على مدى عقد من الزمان وربما تكون في حالة تراجع الآن. تشير البرازيل إلى أحد حالات التراجع هذه ومن الممكن أن تكون التجربة في دول أمريكا اللاتينية التي جعلتها أصوات الناخبين تترنح بين فترات ديمقراطية أشمل وبين فترات حكم الرجل الشعبوي القوي هي حالة من التعثر الطبيعي للديمقراطية. وربما كان نصف قرن من الاستقرار الديمقراطي في الغرب هو الاستثناء و مجرد ناتج عرضي لتنافس القوى في الحرب الباردة. لطالما اعتقدنا أن الديمقراطيات في مناطق مثل أمريكا اللاتينية أو جنوب شرق آسيا ستلحق بتلك الموجودة في الغرب وربما سيفعلون ذلك أو ربما كنا نتراجع إلى الخلف طوال ذلك الوقت. المقال باللغة الإنجليزية: هنا التدوينة نقاط ضعف الديمقراطية الليبرالية التي قد تقضي عليها ظهرت أولاً على Iraqi Translation Project.
0 notes
jalal5518 · 6 years
Text
بعد فوز The Shape of Water بأوسكار أفضل فيلم.. القصة الكاملة لاتهامه بالسرقة
في الوقت الذي تسيطر فيه مشاعر السعادة على صنّاع فيلم The Shape of Water بعد فوزهم بجائزة أوسكار أفضل فيلم فى الدورة الـ90، والمقدمة من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية، التي حصلوا عليها في الحفل الذي أقيم مساء أمس الأحد على مسرح دولبي بولاية لوس أنجلوس، يواجهون دعوى قضائية بتهمة سرقة أدبية، على الرغم من تأكيد مخرجه المكسيكي جييرمو ديل تورو أنه قرر أن يأخذ القصة الخيالية عن أفلام الوحوش إلى زاوية مختلفة، لم يتطرق لها أحد قبله.
تدور أحداث The Shape of Water حول حكاية أسطورية، تجري على هامش فترة الحرب الباردة في أمريكا خلال ستينيات القرن الماضي، داخل معمل حكومي خفي وعلى درجة عالية من التأمين، حيث تعمل «إليزا سالي هوكنز» التي تعيش أسيرة لحياة العزلة، وتتغير حياتها إلى الأبد حين تكتشف وزميلتها في العمل «زيلدا أوكتافيا سبنسر» تجربة عملية على درجة كبيرة من السرية بطلها كائن برمائي يصنع مع «إليزا» قصة حب غريبة ومميزة.
قصة الاتهام بالسرقة
تم تحريك دعوى قضائية،  ضد صنّاع فيلم The Shape of Water أمام محكمة اتحادية في لوس أنجلوس، وتتهمهم بالسرقة الأدبية، وتقول الدعوى «إن مخرج الفيلم جييرمو ديل تورو، والمنتج دانيال كروس، وشركة التوزيع "فوكس سيرشلايت"، سرقوا بوقاحة القصة والعناصر والشخصيات والمواضيع من مسرحية للكاتب الراحل بول زيندل، التي صدرت عام 1969»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وعلى الرغم من أوجه الشبه الواضحة بين المسرحية والفيلم فإن المتهمين لم يكترثوا بطلب موافقة صاحب القصة أو احترام حقوقه الأدبية أو حتى الإشارة إليه، فيما ردت شركة «فوكس سيرشلايت» قائلة: «إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وهذه الدعوى تتزامن عن قصد فيما يبدو مع تصويت الأكاديمية من أجل الضغط للوصول إلى تسوية سريعة.. لكننا سندافع عن أنفسنا بقوة».
تصميم الكائن البرمائي
شهد عام 2014 بداية الأمر كله، إذ استأجر المؤلف والمخرج جييرمو ديل تورو مجموعة من الفنانين والنحاتين من أجل تصميم موديل من الصلصال للكائن البرمائي الذي تدور حوله قصة الفيلم، وهذا من أجل تقديمه إلى استوديو «فوكس» لإنتاج الفيلم، وتحمس الاستوديو للقصة دون تردد بمجرد عرضها عليه وبدأت عملية الإنتاج، واجتمع ديل تورو مع «فوكس» وكاتبة مشاركة محتملة للتعاون معه في كتابة وتطوير السيناريو وشخصية «إليزا» تحديدا، والتي كانت فانيسا تايلور، وبدأت عملية الكتابة.
وعند صناعة المخلوق البرمائي، أراد تورو أن يبدو الكائن حقيقيا، وفي الوقت نفسه جميلا، وهذا كان صعبا للغاية، لأنه كان يعلم أنه سيأخذ وقتا طويلا، لذا لم يضع هذا الأمر في ميزانية الفيلم، وتكفل بالأمر بنفسه، وقد بذل فريق المصممين مجهودا كبيرا في تحويل الاسكتش المرسوم إلى ماكيت ثم إلى بذلة كاملة يرتديها الممثل دوج جونز.
وعلقت «سالي هوكنز» على هذا الأمر قائلة: «أشعر كأن هذا الكائن هو من أجمل الأشياء التي رأتها عيناي، كان عليَّ أن أقع في حبه من خلال شخصية إليزا، وبسبب العمل الذي بذلوه أصبح هذا أمرا طبيعيا، لم أكن قد شاهدت دوج، ولكن أمامي فقط هذا المخلوق الرائع والغامض، الآخرون يرونه وحشا، ولكن إليزا ترى شيئا مختلفا بالكامل داخله».
قصة الفيلم
كان المخرج جييرمو ديل تورو قد كشف أنه قرر أن يأخذ أفلام الوحوش إلى زاوية مختلفة، لم يتطرق لها أحد قبله، إذ أراد أن يدمج الحياة الحقيقية بالحكايات الخيالية، وألا تكون في الوقت نفسه بعيدة عن قصص البالغين، وأيضًا أن تكون الحكاية أكثر واقعية، وهذا ما جعل الحب هو البطل الرئيسي في الحكاية بالكامل، حسب قوله.
كما لفت تورو إلى أن اكتشاف الحب بطبقاته المتعددة سواء كانت داخلية أو خارجية، هو العنصر الأهم بالنسبة إليه، متابعا: «أردت خلق قصة جميلة ورائعة مع الأمل والخلاص، وضد السخرية من عصرنا الحالي، وتأخذ القصة شكل الحكايات الخيالية، والتي فيها يتعثر شخص بشري في شيء مختلف يفوق كل ما قابله في حياته من قبل، وبعد ذلك اعتقدت أنها ستكون فكرة رائعة لو جعلنا هذا الحب مجاورا لشيء تافه وشرير كالكراهية بين الأمم والشعوب، وهو ما يتمثل في الحرب الباردة، حيث أسباب الكراهية تكمن في المنافسة واللون والقوة والجنس وغير ذلك».
اختيار الأبطال
أكد تورو أن كل شخصية مكتوبة للممثل الذي يؤديها، خاصة سالي هوكنز، موضحا أنها لم تكن فقط خياره الأول، إنما الوحيد، مشيرا إلى أنه قام بكتابة الفيلم من أجلها، وأن تكون شخصية «إليزا» جميلة بطريقتها الخاصة، مضيفا أن هذه الشخصية تمتلك قدرا من التألق والجمال والسحر الأثير، بدورها قالت هوكنز: «هذا فيلم خاص جدا، والمشاركة فيه تعني الكثير بالنسبة لي، إنها قصة ستكون دائما قطعة من قلبي».
اختيار دوج جونز لأداء شخصية الوحش البرمائي كان غريبا بالنسبة للبعض، فمن النادر الاستعانة بالممثلين لأداء مثل هذه الأدوار، حسبما أوضح تورو فى تصريحاته، قائلا: «هو واحد من الممثلين القلائل الذين يؤدون شخصيات حيوانات، وفي الوقت نفسه ممثل درامي على أعلى مستوى، وهاتان الموهبتان منفصلتان تماما، ودوج يمتلك كليهما، هو ممثل رائع بدون أي مكياج، فإن لم تكن تمتلك ممثلا داخل سترة المخلوق البرمائي، فلا هناك فيلم، ودوج ليس مؤديا، إنه ممثل».
الاخبار التقافية from Blogger http://ift.tt/2I8TxxZ via IFTTT
0 notes
iraqims · 7 years
Text
لماذا يتم استخدام الحرب النفسية و الدعاية الإعلامية الأمريكية ضد الشعب العراقي و لمصلحة من ؟
لماذا يتم استخدام الحرب النفسية و الدعاية  الإعلامية الأمريكية ضد الشعب العراقي و لمصلحة من ؟
مدونة العراق تمتد جذور الحرب النفسية الى أزمنة تاريخية قديمة، وبصور متنوعة إذ استخدمت بشكل واسع في بعض المجتمعات فاحتلت مكانة متميزة ومهمة، وخلال نشوء هذه الحرب وتطورها تنوعت أساليبها ووسائلها وتكتيكاتها واختلفت باختلاف نوعها وهدفها، كما اختلفت هذه الأساليب في وقت السلم عنها في وقت الحرب. ويقول الدكتور عبد السلام السامر: "أن الحرب النفسية وصلت الى "مستوى النشاط الأساسي إلى أن أصبحت أحد فروع الحكومات المعاصرة وأنشطتها" [1].
تمثل الحرب النفسية الاستعمال المخطط والمُمنهج للدعاية ومختلف الأساليب النفسية للتأثير على آراء العدو ومشاعره وسلوكياته بطريقة تسهّل الوصول للأهداف. كما أنها وسيلة مُساعدة لتحقيق الاستراتيجية القومية للدولة.  وتُشن في وقت السلم والحرب على السواء، وتُستخدم فيها كل إمكانات الدولة ومقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية وغير ذلك من القوى التي تتفاعل مع بعضها لتحدد كيان المجتمع وشكله.   وتذكر الدكتورة سحر خليفة عند حديثها عن تعريف الحرب النفسية بأنها: (الاستخدام المدبر لفعاليات معينة معدة للتأثير على آراء وسلوك مجموعة من البشر بهدف تغيير نهج تفكيرهم وهي تشمل بمعناها الواسع استخدام علم النفس لخدمة الهدف بأساليب الدعاية والإشاعة والمقاطعة الاقتصادية والمناورة السياسية)[2] .  بينما ترى الدكتورة حميدة سميسم استاذة الحرب النفسية عند تعريفها للحرب النفسية بأنها: (نوع من القتال لا يتجه إلا إلى العدو ولا يسعى إلا إلى القضاء على إيمان المستقبل بذاته وبثقته بنفسه، وبعبارة أخرى هي تسعى لا إلى الإقناع والاقتناع، وإنما تهدف إلى تحطيم الإرادة الفردية..)[3] . أما الدكتور فهمي النجار فيرى أن: (الحرب النفسية أخطر انواع الحروب، فهي حرب تغيير السل��ك، وميدان الحرب النفسية هو الشخصية، ولهذا فإن هذه الحرب تستخدم علم النفس بصفة عامة، وعلم النفس العسكري بصفة خاصة لإحراز النصر)[4] . وقد اتفقت جميع التعريفات على أن الحرب النفسية هي حرب متميزة بأدواتها وأسلحتها وأهدافها ولها تكتيكاتها واستراتيجيتها، فهي جزء اساس من الصراع بين الدول، وهي حملة شاملة تهدف الى التغلغل لثوابت القيم والقناعات الراسخة وإلى الروح المعنوية عند الجيوش والشعوب على السواء بهدف كسرها وتفتيتها ثم إعادة المواقف والقناعات بما يتلاءم مع أهداف الجهة التي تشن تلك الحرب.. كما اطلقت عليها العديد من التسميات منها: (حرب الأفكار، حرب الكلمات، غسيل الدماغ، حرب المعتقدات، الحرب الباردة، الحرب السياسية، وحرب الاعصاب) وغيرها من التسميات. وتعدها الدكتورة سحر خليفة أنها اقل الاسلحة كلفة إذا ما احسن استخدامها ولا يقتصر استخدامها في وقت الحرب فقط بل هي عملية مستمرة، كما لا يمكن معرفة نتائجها إلا بعد مدة من الزمن قد تكون لمدة اشهر أو ربما لسنين.  كما يرى بعض خبراء الدعاية انها استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الاجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها وطريقة تسهم في تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة للحرب النفسية.  وقد بذل بول لينباجر - وهو من الرواد الذين كتبوا في مجال الحرب النفسية- جهوداً واضحة للوصول إلى تعريف جامع شامل فقال: (إنها استخدام الدعاية ضد العدو مع اجراءات عملية اخرى ذات طبيعة عسكرية واقتصادية أو سياسية بما تتطلبه الدعاية) ويضيف: (إنها تطبيق لبعض أجزاء علم النفس لمعاونة المجهودات التي تبذل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية).  كما يمكن القول إن الحرب النفسية هي حرب تغيير السلوك ومبدؤها هو الشخصية وسلاحها هو الكلمات والأفكار من خلال ما يطلق عليه حديثاً (الدعاية والشائعة وغسيل الدماغ).  ان الحرب النفسية لا تسعى إلى الإقناع، وإنما تهدف إلى تحطيم الارادة الفردية وتحطيم الثقة في الذات، في مواجهتها لعدو يسعى للحصول على بعض التنازلات إن لم يكن تحطيم المجتمع الذي ينتمي إليه المواطن..  إن أهم ما يستوقفنا في التعريف هو وصف الحرب النفسية بانها نوع من القتال النفسي ولم يصفه بالقتال المعنوي وفي الحقيقة فإن لكلا المفهومين خصائص مميزة لابد من تحديدها للتفريق بينهما بشكل واضح.  والحرب النفسية نوع من الحرب يستخدم الدعاية بغرض التوصل إلى اهداف معينة.. ويمكن استخدامها قبل الحرب لمنع وقوع قتال أو أثناء الحرب لكسبها، وتلجأ بعض الدول إلى الحرب النفسية لإقناع اعدائها بأنه ليس باستطاعتهم إحراز النصر وأن عليهم ألا يبادروا بالقتال. وتستخدم دول أخرى الحرب النفسية أثناء القتال لتقنع جنود العدو بأن أهدافهم جائرة ولن تتحقق ولإضعاف ثقتهم في قادتهم، فالغرض هو تثبيط عزيمة العدو عن القتال. تستخدم الحرب النفسية ضد العدو فقط، كأسلوب داعم للحرب العسكرية في أغلب الأحيان، وكما أن للحروب أهدافاً وغايات، فإن للنفسية منها الأهداف ذاتها التي تسعى عن طريقها إلى تحطيم الاسوار المنيعة للدول والمجتمعات، فتدمر النفس البشرية التي تحمي هذه الاسوار باستهداف معنوياتها وإرادتها لتصبح خاوية من كل قوة وفاقدة للأمل.  وربّ سائل يسأل: ما الهدف من تحطيم الروح المعنوية للنفس البشرية والقضاء على أمل الشعوب وإرادتها؟ انواع الحرب النفسية يختلف الخبراء في الحرب النفسية عند تقسيمهم لهذه الحرب إلى انواع متعددة، فصنفوها على اسس وأهداف عدة، إلا إنه عن طريق الاستقراء يمكن لنا حصرها في الأنواع الآتية: 1- الحرب النفسية المضادة: هي الحرب النفسية التي تأتي كردّ فعل (دفاع) ضد حرب نفسية موجهة إليها من دولة أخرى، وبعبارة أخرى فإنها تعني أن كل هجوم لابد ان يخضع لتخطيط محكم لو اريد له النجاح، فكذلك الهجوم العكسي يجب أن يخضع للمبادئ نفسها لو أريد له أن يضع حداً للهجوم الذي يخضع له، وبقدر الضربة يجب ان تكون رد الفعل. 2- الحرب النفسية الوقائية: هي الحرب النفسية التي تبتدئها دولة معينة تحسباً لحرب محتملة تتوقع التعرض لها من عدو محتمل، فتقوم بعملية إعداد مسبق لمواجهة تلك الحرب.  وبعبارة أخرى فإن مفهوم هذا النوع يعني ان دولة معينة تتوقع حرباً نفسية تشنها عليها دولة أخرى، فتقوم بعملية إعداد مسبقة لمواجهة تلك الحرب.  فهي تمثل البعد النفسي لسياسة الامن القومي في اوسع مفاهيمه، وتقوم على التثقيف السياسي المكثف أولاً وتعميق الكراهية للعدو المحتمل ثانياً، وفي هذا النوع من الحرب النفسية تختلط عملية التثقيف السياسي بالحرب النفسية نفسها، أي ان التثقيف السياسي هو أداتها الأساسية انطلاقاً من مبدأ (الوقاية خير من العلاج)، فهي تعني عملية التحصين الذاتي للمواطن في مواجهة الحرب النفسية المعادية. أساليب الحرب النفسية   كما أن للحرب العسكرية اسلحتها وعدتها، فكذلك تستخدم الحرب النفسية أسلحة خاصة للوصول إلى غايتها، ويطلق عليها أساليب الحرب النفسية، ويختلف المختصون في تحديد عددها، فيعدها بعضهم ثلاثة (كما يرى ذلك الدكتور فهمي النجار[5] : الدعاية، الشائعة، غسيل الدماغ. بينما يعدها بعضهم عشرة (كما تصفها الدكتورة سحر خليفة وآخرون) بينما يعدها آخرون أنها غير محددة بسبب تغيرها بحسب الظروف التي تستخدم فيها.  إلا إننا يمكن أن نتبنى ما ذهبت إليه استاذة الحرب النفسية الدكتورة سحر خليفة، إذ حددت أهم هذه الأساليب بما يأتي: أولاً: الدعاية تعرّف الدكتورة حميدة سميسم الدعاية بأنها (النشاط والفن الذي يحمل الآخرين على سلوك مسلك معين ما كانوا يتخذونه لولا ذلك النشاط)، وكذلك يعرفها الدكتور زيدان عبد الباقي بأنه(محاولة التأثير في شخصيات الافراد والسيطرة على سلوكهم بإثارة غرائزهم وتحريك شهواتهم ونشر الاكاذيب والفضائح والتهويل في الاخبار). وكذلك هناك من عرّفه بأنه (الاستعمال المخطط لأي نوع من وسائل الإعلام بقصد التأثير في عقول وعواطف جماعة معينة أو جماعة صديقة لغرض استراتيجي وتكتيكي).  وبشكل عام فإن الدعاية تسعى إلى ارساء او نشر افكار معينة من خلال استخدام الرموز والصور والايحاءات والتلاعب بالمشاعر والعواطف ويتضمن ذلك بطبيعة الحال التأثير في الجمهور.  وتقسم الدعاية من حيث نشاطها إلى انواع عدة منها: الدعاية السياسية، الدعاية الاجتماعية، الدعاية الدينية، الدعاية التجارية، ..الخ. ثانياً: الشائعات   يعرفها الدكتور ميشال روكيت في كتابه  (الشائعات) بأنها: صورة من صور التواصل تستخدم القناة غير النظامية من الفم الى الإذن، فالوسيلة هي الفم والاذن وهي تواصل شفوي وشخصي، وهي تقدم مضموناً إعلامياً عن فرد أو حديث، وتعبر عن حاجات الأفراد الانفعالية وتلبيها في الوقت نفسه.  أما الباحثان (جوردن اولبورت وليوبوستمان) فيعرفان الشائعة بأنها "قضية أو عبارة موضعية نوعية مطروحة للتصديق، وهي تتداول من فرد إلى آخر بالكلمة الشفهية في العادة من دون ان تستند إلى دلائل مؤكدة على صدقها".  وعرفها الباحث أحمد أبو زيد بأنها "الترويج لخبر مختلق لا اساس له في الواقع، وهي المبالغة في سرد خبر يحتوي جزء ضئيلاً من الحقيقة. وتعد الشائعة إحدى الأدوات الهامة للحرب النفسية، وتستخدم للقضاء على الروح المعنوية للعدو وشل حركته قبل ضربه وسحقه عسكرياً، كما أنها من وجهة نظر العامة فكرة خاصة يعمل رجل الدعاية على أن يعلم بها الناس.  وهي تتسم بصفة التناقض، فقد تبدأ على شكل حملات هامسة أو تهب كريح عاصفة عاتية، وقد تكون مسالمة لا تحمل اكثر من تمنيات طيبة للمستقبل، أو مدمرة تحمل بين طياتها كل معاني الحقد والكراهية والتخريب.  ولها تصانيف وتقسيمات عدة منها: شائعات الاماني، شائعات الخوف، الشائعة الزاحفة، الشائعة الغائصة، شائعة العنف وغيرها. ثالثاً: التسميم السياسي يعبر مفهوم التسميم السياسي عن حملة شاملة تستخدم كل الأجهزة والأدوات المتاحة للتأثير في نفسيات وعقول وذاكرة الجماعة أو الامة أو الشعب المحدد، وذلك بقصد تغيير أو تدمير مواقف معينة، وإحلال مواقف أخرى محلها تؤدي إلى سلوك يتفق مع مصالح واهداف الطرف الآخر الذي يقوم بعملية التسميم السياسي، وغالباً ما تكون هذه العملية موجهة إلى أمة أو مجتمع أو سلطة أخرى عادة ما تكون معادية.  ويتوجه التسميم السياسي إلى عقل الإنسان ونفسيته وليس جسده، محاولاً التأثير في ثوابته ومنهج تفكيره، ويعد التسميم السياسي جزءً لا يتجزأ من مفهوم الحرب الشاملة وقد تتم ممارسته قبلها وفي اثنائها وفي اعقابها. وغالباً لا يتم إدراك مدى نجاحه أو اخفاقه إلا بعد سنوات.  وتتم ممارسة هذه العملية في إطار التسميم السياسي عبر آليتين هما: - أداة التضليل: الذي يقوم على التوظيف المخالف للواقع السيء للقيم السياسية والدينية. - أداة الترويض: التي تجعل تلك القيم والمواقف الجديدة ليست مستغربة وإنما مطلوبة ومتسقة مع الأطار أو النظم القائمة بصرف النظر عن طبيعتها الواقعية. رابعاً: غسيل الدماغ هي عملية إعادة البناء الفكري للشخص وذلك بتغيير الشخصية عن طريق أساليب فسيولوجية ونفسية، وهي تمثل غرض الحرب النفسية وتعني إعادة تشكيل فكري عند العدو المطلوب استخدامه لغايات سياسية او غيرها.. ولا يوافق عليها قبل خضوعه لهذه العملية.  ويعرفها الدكتور فخري الدباغ بأنها: كل محاولة للسيطرة على العقل البشري وتوجيهه لغايات مرسومة بعد أن يجرده من ذخيرته ومعلوماته السابقة.  وبشكل عام يمكن تحديدها بأنها اسلوب من اساليب التعامل النفسي يدور حول الشخصية الفردية بمعنى نقل الشخصية المتكاملة أو ما في حكم المتكاملة إلى حد التمزق العنيف بحيث يصير من الممكن التلاعب بتلك الشخصية للوصول بها إلى ان تصبح مجرد أداة جامدة في ايدي المهيّج أو خبير الفتن والقلاقل كما يرى ذلك الدكتور حامد ربيع استاذ علم الحرب النفسية. خامساً: الحرب المعلوماتية ويقصد بها الحرب التي تستهدف المعلومات وسريتها والتحكم بانتقالها من عدمه، وتكون بأشكال متعددة، منها ما يتم عن طريق منع تدفق المعلومات بين قادة الخصم ووحداته، ومنها ما يتم عن طريق تشويه معلومات الخصم في ميدان المعركة، أو باستخدام الوسائل التي تتيح حرمان الخصم من الحصول على المعلومات. وهناك وسائل عدة لتحقيق ما ذُكر منها: - تنفيذ إجراءات الحماية الالكترونية الوقائية. - تطبيق إجراءات الإخفاء والتمويه. - تطبيق أمن الوثائق والاتصالات والعمليات والحاسبات. سادساً: الحرب الثقافية هو مصطلح عسكري تم استخدامه في المجال الثقافي والفكري للتعبير عن ظاهرة فرض ثقافة معينة على أخرى بالضغط المباشر وغير المباشر، والثقافة هنا يقصد بها الافكار والقيم وأنماط السلوك.  وقد واجه هذا المصطلح كثيراً من الجدل والنقاش في الاوساط الفكرية العربية، فمنهم من اطلق عليه (الغزو الثقافي) أو (التغلغل الثقافي) أو (التبعية الثقافية) أو (الاحتلال الثقاف��) أو غير ذلك.  وهنا يجب ان نسجل نقطة مهمة هي: أنه لا يمكن للغزو الثقافي أن ينجح في بلد من البلدان إذا كانت وسائل الإعلام فيه بيد مختصين مبدعين قادرين على استنهاض الثقافة الوطنية وإعادة صياغة التراث الحضاري للأمة بما يتلاءم مع حاضرها، ولا تترك هذه الوسائل لأنصاف المواهب والطارئين على العملية الإعلامية والوصوليين والسماسرة مما يدفعهم لتدارك عجزهم إلى تبعية أجهزة الإعلام بالثقافة الاجنبية ومحاولة تقليدها تقليداً أعمى. سابعاً: الحرب السياسية  الهدف الاساسي لهذه الحرب هو اضعاف العدو.. وإذا أمكن تدميره بوساطة المناورات الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والمعلومات الصحيحة والمضللة والاثارة والتخويف والارهاب وعزل العدو عن اصدقائه المؤيدين.  وتستخدم فيها الافكار للتأثير على السياسات، وهي تعالج الآراء وتنقلها إلى الآخرين، وهي عملية منظمة لإغواء الآخرين بطرق غير عنيفة، على نقيض الحرب العسكرية التي تفرض فيها إرادة المنتصر على الجانب المنهزم إما بالعنف وإما بالتهديد باستخدام العنف. ثامناً: افتعال الأزمات  يكون ذلك بالدس والوقيعة واصطناع الأخبار المزيفة أو بالتحريض على أعمال التخريب، وعند افتعال الازمات تستخدم كل جهة كل ما تستطيع من شائعات وحرب نفسية.  إن افتعال الأزمات متعدد الاشكال والمضامين، فقد يأخذ شكل أزمة اقتصادية كما حاولت ان تفعل الولايات المتحدة الامريكية مع مصر خلال الستينات، إذ امرت بوقف شحن القمح الأمريكي إليها لإحداث أزمة خبز من شأنها أن تؤثر على استقرار النظام.  ويتخلص الأقوياء من أزمتهم بتصديرها للآخرين واختلاق الأزمات لهم أو بالالتفاف حولها وتجاهلها، أما الضعفاء فتستغرقهم وتجرهم إلى أزمات ومشاكل أخرى يفتعلها لهم العدو لكي لا يفيقوا منها أبداً، فما أن يقوم الشعب من أزمة إلا ويقع في أزمة أخرى، لتهمّش العقول وتركن إلى الخمول وتعود البلاد أعواماً الى الوراء. تاسعاً: الحروب الاقتصادية  وهي من أقدم انواع الحروب التي عرفتها البشرية، وهي الحرب التي تقوم كنوع من الصراع على الموارد الاقتصادية وتملك الاسواق الدولية ومصادر الطاقة والماء.  وقد مثلت اليوم صور الاحتلال الاقتصادي والسيطرة على الاسواق من خلال حركة الواردات ورؤوس الاموال محل القوة العسكرية، وتجلت أعظم صوره فيما يعرف مؤخراً بالعولمة والنظام العالمي الجديد، بآثاره المدمرة ونتائجه الخطيرة بخاصة على الدول النامية، وتتمثل نتائج وآثار الحرب الاقتصادية في البطالة والهجرة وتغير معاني الثقافة وزيادة أعداد الافراد الذين يعيشون تحت خط الفقر. وتستخدم الحرب الاقتصادية نوعين من الاسلحة هما: المقاطعة الاقتصادية، ويتم من خلالها مقاطعة كاملة لسلع احدى الدول وعدم الاستيراد منها أو التصدير إليها على الاطلاق، وذلك باستخدام المنتجات المنافسة لمنتجات تلك الدول وعدم اعطائها أي فرصة لترويج سلعها التصديرية.  اما السلاح الثاني فهو الحصار الاقتصادي والعسكري، والتي تعني دخول المقاطعة الاقتصادية نطاقات اوسع لتشمل الحصار الاقتصادي- ومنع دخول وخروج السلع للمنطقة الواقعة داخل الحصار الاقتصادي وذلك من خلال فرض حصار بحري وجوي وبري مثلما حدث مع العراق وليبيا وكوبا. الحرب النفسية والدعاية  شهدت المدة اللاحقة للحرب العالمية الثانية ولادة اصطلاحات عديدة كل منها يتداخل مع مفاهيم الاصطلاحات الأخرى بحيث يكاد يستحيل في بعض الاحيان التمييز بينها، وهي (دعاية، حرب نفسية، حرب باردة، حرب ايدلوجية، حرب معلومات، دعوة عقائدية، تسميم سياسي، غسيل مخ، تضليل إعلامي، غزو ثقافي.. الخ)، وهذا التعدد في الاصطلاحات او المسميات لإجراءات التعامل النفسي قد أدى إلى صعوبة في تعريف الدعاية بشكل محدد ودقيق، كما أن هذه المفردات التي تطلق على تقاليد التعامل النفسي تختلف من بلد إلى آخر وفقاً لموقف الرأي العام من طبيعة التعامل النفسي، ففي فرنسا فقدت لفظة (الدعاية) مكانتها في اللغة الفرنسية، بسبب استعمالها من النازيين وكأنها منهج للإفساد والكذب.  وفي بريطانيا يصفون النشاط النفسي باسم الحرب السياسية في الوقت الذي يصفه الأمريكيون باسم الحرب النفسية، وقد وصف (روبرت لوكهارت) المدير العام للجنة التنفيذية للحرب السياسية في الحرب العالمية الثانية (الحرب السياسية بأنها عبارة عن تطبيق الدعاية لتخدم حاجة الحرب.. غرضها الرئيس هو تعبيد الطرق أمام القوات المسلحة وتسهيل مهمتها).  ويرى (فيليب تايلور) أن هناك علاقة وثيقة بين الحرب والدعاية والحرب النفسية، فالحرب في جوهرها تبادل منظم للعنف والدعاية في جوهرها إقناع منظم بينما تهاجم الاولى الجسد، تهاجم الدعاية والأعمال النفسية جزءً من الجسد لا تستطيع الاسلحة الأخرى أن تصل إليه[6] . وعلى ضوء ما تقدم نرى في بعض الأحيان ان هناك تداخلاً في استخدام مصطلح (الدعاية) و(الحرب النفسية) بالدلالة والأساليب التي تقرب كثيراً بين المصطلحين، بل وتزيد الدعاية عليها بعشرات الاساليب، وهذا ما ذكرته الدكتورة سحر خليفة في اشارتها إلى أهم الاساليب الدعائية المستخدمة في الدعاية، وتحددها بالآتي: (اسلوب التكرار، اسلوب التشويه، اسلوب الكذب، اسلوب التعتيم، اسلوب اطلاق التسميات، اسلوب إثارة الخوف، اسلوب التحويل، اسلوب الخداع، اسلوب الجوقة، اسلوب الاختلاق، اسلوب التزوير، اسلوب التضليل، اسلوب العدو الاوحد، اسلوب الشائعات، إثارة الانفعالات والعواطف، اسلوب السخرية، اسلوب الإجماع أو اللحاق بالركب، اسلوب الاستمالات العاطفية، اسلوب توظيف العامل الديني، اسلوب المنطاد، اسلوب النكتة، اسلوب الصمت، اسلوب الشعارات، اسلوب الجدل والمناظرة..)[7] . امريكا وهيمنة الاعلام  من المعروف ان غالبية المجتمعات تبني وجهات نظرها اعـتمادا على اعــــلام الشــــركات الكبرى - الذي يعبّر بدوره عن وجهات نظر هذه الشركات ومواقفها ويروّج لأعمالها- والذي يعرف بالإعلام المهيمن، ويشمل وسائل الاعلام المختلفة كشبكات التلفزيون الكبرى والمجلات واسعة الانتشار، كما يشير إلى ذلك الاستاذ محمد أحمد الفياض في بحثه الدعاية الأمريكية الموجهة للعراق إذ يقول: (أصبح الاعلام من أهم وسائل الهيمنة وقد تتحول الهيمنة وتتطور وتقوم بتعبئة الرأي العام بحسب تقلبات الأوضاع)، وكذلك (أصبح من التقاليد الاعلامية في أمريكا في وقت الأزمات أن يقدم الاعلام المهيمن وجهات نظر الإدارة القائمة ومواقفها بأفضل صورة متعاطفة ويعتمد الاعلام بشكل خاص خلال الأزمات على المصادر الرسمية، وبهذه الطريقة تستطيع الادارة التلاعب والسيطرة، ويكون ذلك حافزاً مضافاً للاعلام المهيمن لتفضيل رأي الادارة الحاكمة).  وما يتميز به الاعلام الأمريكي ناتج من تفوّق وسيطرة على إنتاج وتدفق الأخبار والمعلومات، ومن ثم سيطرته على اختيار محتوى هذه الاخبار والمعلومات مما يجعل مسار المعلومات احادي الاتجاه فلا يعطي الفرصة أمام الآخرين لعرض وجهات نظرهم.  ويؤكد هربرت0أ0 شيللر، في كتابه المتلاعبون بالعقول (ترجمة عبد السلام رضوان/ الكويت) ذلك بقوله: "فامتلاك وسائل الاعلام والتحكم فيها شأنه شأن أشكال الملكية الأخرى متاح لمن يملكون رأس المال، والنتيجة الحتمية لذلك تصبح محطات الإذاعة وشبكات التلفزيون والصحف والمجلات وصناعة السينما ودور النشر محكومة جميعاً لمجموعة من المؤسسات المشتركة والتكتلات الاعلامية وهكذا يصبح الجهاز الإعلامي جاهزاً تماماً للاضطلاع بدور فعال وحاسم في العملية التضليلية". الحرب النفسية الأمريكية تعد امريكا من اكثر الدول التي نجحت في استخدام سلاح الحرب النفسية ليصبح أداة قوية في قبضتها، والأساليب المستعملة فيها كثيرة ومتداخلة، ولكنها كلها تلبي الطموح للأهداف التي وضعتها ورسمتها السياسات العليا في هذا البلد، تنوعت بين الابتزاز والاستعطاف والمناورة والترغيب والترهيب وغيرها من الأساليب. وقد بقيت حركة التطور في وسائل وأساليب الحرب النفسية في امريكا بشكل مستمر، ولم يقتصر هذا النشاط على قضية التأثير في الرأي العام فقط، بل تمكنت من احتكار هذا المجال عن طريق انشاء مؤسسات إعلامية كبرى، وحملات دعائية وصناعة رأي عام عالمي كبير. ومن الواضح أن بروز الحرب النفسية وتطبيقاتها لدى الولايات المتحدة قد ظهر بشكل واضح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ لم تتوقف عجلة الحرب الأمريكية في يوم من الأيام، حتى بات معروفاً أن كل رئيس أمريكي كان يعرف أن مكانته بين ساسة بلاده وفي تاريخها لا تكتمل الا بان تكون له (حربه الخاصة)، وفي كل هذه الحروب كانت الحرب النفسية والدعائية رديفا للحرب العسكرية، وفي هذا المجال يمكن تسجيل بعض النقاط التي تثبتها الدكتورة سحر خليفة[8]  إذ تقول: -        يشير الدكتور عبد الستار جواد في كتابه (الاعلام الامريكي: اهدافه واساليبه) أنه في أثناء الحرب الفيتنامية (1965-1973) كانت الحرب النفسية الأمريكية موجهة الى الرأي العام الأمريكي بهدف إقناعه بجدوى الحرب وضرورة كبح جماح الشيوعية التي تصورها عدواً لدوداً للولايات المتحدة ومصالحها، في وقت زجت فيه الولايات المتحدة حوالي نصف مليون من شبابها في حرب لا يعرف عن اسبابها الحقيقية الا قلّة من الشعب، فلقد كانت صورة العدو أو الكراهية واحدة من اهم أساليب التعبئة النفسية في أمريكا. -        كما يشير الدكتور حسن الحاج علي احمد في كتابه المنشور من قبل مركز دراسات الوحدة العربية (بيروت، 2004م) الذي حمل عنوان (تغير الثقافة باستخدام السياسة/ الولايات المتحدة الامريكية وتجربة العراق في العراق-الاهداف- النتائج- المستقبل) أنه بحلول الحرب الباردة كان على الولايات المتحدة أن تغير أساليبها وخططها العامة على وفق الموازنة أو المرونة التي تتناسب مع التوجهات الجديدة في هذه الحرب، ففي سعيها من اجل كسب الصراع السياسي مع منافسيها عمدت أمريكا الى تنويع أساليبها الدعائية بالاعتماد على استمالة عقول الافراد وقلوبهم في مختلف أنحاء العالم مستخدمة في ذلك شبكة واسعة من وسائل الاعلام المختلفة المدعومة مباشرة أو غير مباشرة من الاستخبارات الأمريكية، يضاف الى ذلك اثر المؤسسات الاعلامية والثقافية والأكاديمية في نشر الثقافة والذوق وأنماط السلوك الأمريكي أو ما أسماه (ناي وأوين) بالقوة الناعمة التي لا تعتمد على بطش الأساطيل والمدافع الحربية وانما تلجأ الى (أسر العقول والأفئدة). وفي هذا المجال يؤكد الدكتور عبد الستار جواد في كتابه (الاعلام الامريكي: اهدافه واساليبه) على حقيقة مهمة فيقول: أمدت الحرب الباردة المخطط الاعلامي والباحث الدعائي الأمريكي بأساليب متطورة لممارسة العملية الدعائية الموجهة وقد اسهم في ازدياد عنفوان هذه القضية تركز كبريات وسائل الاعلام في الولايات المتحدة وتعدد شبكات اتصالاتها مراسليها مما مكن أمريكا من أن تكون اضخم ماكنة للتدفق الاخباري في العالم. لماذا استهداف العراق؟   لا يخفى على المتابعين لسياسات امريكا ان الدافع الاقتصادي الذي تستند عليها الحكومات المتعاقبة على حكم هذا البلد هو الدافع الاساس الذي يرسم سياستها الداخلية والخارجية، ويحدد علاقتها مع دول العالم.  ونظرتها الى العراق لا تختلف عن تلك الاهداف العامة، وكما يقول الباحثان مايكل اوترمان وريتشارد هيل مع بول ويسلون في كتابهما (محو العراق، خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع آخر، ترجمة انطوان باسيل، لبنان 2011): لن يعاد بناء بلد يضم 25 مليون نسمة- العراق- كما كان قبل الحرب؛ بل سيمحى ويختفي. وستظهر مكانه صالة عرض للاقتصاد القائم على عدم التدخل، يوتيوبيا لم يسبق للعالم أن شهد مثلها قبلاً. وستُعتمد كل سياسة من شأنها أن تطلق على يد الشركات المتعددة الجنسية لتتابع سعيها من اجل الربح: دولة منكمشة، قوة عاملة مرنة، حدود مفتوحة، حد أدنى من الضرائب، لا تعرفات، ولا قيود على الملكية. وعلى شعب العراق ان يتحمل طبعاً معاناة قصيرة الامد: على الدولة أن تتخلى عن الموجودات التي امتلكتها من قبل لتوفير فرص جديدة للنمو والاستثمار ويجب فقدان بعض الوظائف، ومن سوء الحظ أن الاعمال المحلية والمزارع العائلية لن تتمكن من منافسة تدفق البضائع الأجنبية عبر الحدود، غير أن هذه تشكّل لواضعي هذا المخطط ثمناً صغيراً يُدفع في مقابل الازدهار الاقتصادي الذي سيتفجر بالتأكيد مع توافر الظروف المناسبة، وهو ازدهار قوي جداً فيمكن للبلاد ان تعيد عملياً بناء نفسها بنفسها.  وما اطلع عليه كاتب هذه السطور في كتاب (محو العراق، خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع آخر، مايكل اوترمان وريتشارد هيل مع بول ويسلون، ترجمة انطوان باسيل، لبنان: 2011) يحمل كثيرا من الحقائق التي ينبغي الوقوف عليها في هذا المجال، نذكر منها ما يأتي:   (بدأ استيلاء الولايات المتحدة على الاقتصاد العراقي قبل وقت طويل على اجتياح العام 2003. وتعود جذوره إلى واقع أن إنتاج النفط الأمريكي بلغ ذروته في سبعينات القرن الماضي، الأمر الذي دفع إلى الاعتماد المتزايد على الإمدادات من دول الشرق الاوسط. وجاء أول القيود على إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة عام 1973 عندما فرضت الأوبيك (منظمة الدول المصدرة للنفط) حظراً على الشحنات، تبعه عام 1978 الحظر النفطي الإيراني الذي أدى إلى زيادة التضخم وارتفاع معدلات الفائدة. ودفعت هذه العوامل –إضافة إلى الغزو السوفياتي لافغانستان واحتلالها- بالولايات المتحدة إلى تبني سياسة استخدام القوة العسكرية لضمان الوصول إلى نفط الشرق الأوسط. وقال جيمي كارتر، في خطابه إلى الأمة في 23 كانون الثاني/ يناير 1980، ان "للمنطقة التي تهددها الآن القوات السوفياتية الموجودة في أفغانستان أهمية استراتيجية كبرى: فهي تحتوي اكثر من ثلثي النفط العالمي القابل للتصدير". فالوصول غير المنقطع إلى نفط الخليج الفارسي يشكّل أهمية قصوى. وشدد كارتر على أن "الجهد السوفياتي للسيطرة على أفغانستان أوصل الجيش السوفياتي إلى مسافة 300 ميل من المحيط الهندي وإلى مقربة من مضيق هرمز، الممر المائي الإجباري لمعظم النفط العالمي". وأضاف: "وليكن موقفنا واضحاً وضوحاً مطلقاً"، شارحاً الخطو�� العريضة لما سيُسمّى لاحقاً "مبدأ كارتر": سيُنظر إلى أي محاولة من أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج الفارسي على أنها هجوم على مصالح الولايات المتحدة الامريكية الحيوية وسيرَدّ مثل هذا الهجوم بكل الوسائل الضرورية بما فيها القوة العسكرية.  وسّع كارتر من العمليات البحرية الأمريكية في الخليج، وحصل على قواعد جديدة في المنطقة، وشن "حرب الأشباح" الأمريكية على السوفيات في افغانستان.  وأتبع الرؤساء المتعاقبون ايضاً مبدأ كارتر. ووضع الرئيسان رونالد ريغان وجورج هـ.و. بوش موضع التنفيذ سياسات تجارية وغيرها من الإجراءات لضمان استمرار وصول الولايات المتحدة إلى إمدادات الشرق الاوسط من النفط. وارتبط هذا بأحادية أميركية متزايدة الحدّة صيغت لتقديم المصالح الامريكية في الشرق الاوسط وحمايتها. وعام 1992 – وقبل بضعة اشهر على حرب الخليج الأولى (التي اقتلعت القوات العراقية من الكويت الغنية بالنفط)- أصدر كبار مسؤولي إدارة بوش توجيه "إرشاد التخطيط الدفاعي"، وهو الوثيقة السياسية التي تعلن أن الولايات المتحدة "ستبقى القوة الخارجية المسيطرة في المنطقة وتحمي وصول الولايات المتحدة والغرب إلى نفطها". وأسهم الكثيرون من واضعي هذا التوجيه من المحافظين الجدد –ديك تشيني، "سكوتر" ليبي، إريك إدلمان وكولين باول- في صياغة مسودة "الزعامة الأمريكية الشاملة" التي يحتويها "إعلان المبادئ" الذي نشره عام 1997 "مشروع القرن الامريكي الجديد"، وهو مركز أبحاث محافظ نافذ. وابرز البيان الذي يستند إلى زيادات مقترحة في الانفاق العسكري وعلاقات اكثر وثوقاً مع الحلفاء في مواجهة الانظمة "المعادية"، "الدور الأمريكي الفريد في الحفاظ على نظام عالمي مؤاتٍ لأمننا وازدهارنا ومبادئنا وتوسيعه".  فالشرق الأوسط، بالنسبة إلى بول وولفوفيتز وديك تشيني ودونالد رامسفلد وسواهم، هو مكمن التهديد البارز للمصالح الأمريكية، وبخاصة تقلّب النظام العراقي في ظل صدام حسين وما ينتج عنه من تهديد لإمدادات النفط. وفشلت حرب الخليج عام 1991 في إخراج صدام من السلطة وهو، كما سيتبين، ما أعطى الذريعة المثالية لجورج و.بوش وإدارته للمطالبة بتغيير النظام في العراق. وقد صمم بوش الأبن، منذ تاريخ تسلّمه السلطة، على الإطاحة بصدام حسين. وبحسب ما قاله وزير الخزانة بول أونيل لبرنامج "60 دقيقة" أوائل العام 2004: "تكوّن منذ البداية اقتناع بأن صدام حسين شخص سيء ويجب أن يرحل"، وأن الاجتياح شكّل الموضوع الأول على لائحة الاعمال التي ينوي الرئيس القيام بها. ووضعت الخطط العملية لغزو العراق بعد ساعات على هجمات 11/ 9).  ويشير مؤلفا كتاب (محو العراق..) في صفحة (25) إلى حقائق متعاقبة جاء فيها:  (أدلى كبار مسؤولي إدارة بوش، في السنتين اللتين أعقبتا 11 أيلول/ سبتمبر 2001، بما لا يقل عن 935 بياناً عامّاً كاذباً عن التهديد الذي يشكله العراق.  واجتاحت الولايات المتحدة العراق في آذار/ مارس 2003، واعلن الرئيس بوش –وهو يرتدي في شكل أخرق بِزّة طيّار مُفصلة على قياس جسمه- في الأول من آيار/ مايو 2003، عن متن السفينة الحربية ابراهام لينكولن، "انتهاء الأعمال العدائية". اتضحت نيات الولايات المتحدة في العراق منذ بداية الاحتلال. فتم تأمين الحماية لوزارتي الداخلية والنفط فحسب، بينما تُركت المتاحف والمكتبات بل وحتى مخازن الذخيرة من دون حماية. وسمح البنتاغون، استناداً إلى ياروسلاف تروفيموف من الوول ستريت جورنال، بعمليات النهب لتقويض الدولة العراقية. واستذكر تروفيموف لاحقاً أن "الكثيرين من القادة العسكريين قالوا لي يومذاك إن النهب أمر جيد.. فالنهب يحرّر؛ والنهب يقوّض النظام القديم".  ووسط عمليات نهب ممتلكات العراق الثقافية وموارده العامة وبضائعه العسكرية، شرع الحاكم المعيّن حديثاً للعراق (بول بريمر) في تفكيك الدولة العراقية، في انتهاك لقوانين الاحتلال الواردة في اتفاقات جنيف. تسلّح (بريمر) بسلطات تنفيذية كاسحة فحّلَّ الجيش العراقي –وانتج فيضاناً من الرجال الغاضبين الذين تلقوا تدريباً عسكرياً، وانضموا سريعاً إلى التمرّد- وأصدر أوامر صُممت لإنشاء "نيرفانا" السوق الحرة المتناسبة مع المصالح الأمريكية.  وسمح القرار رقم 39 على سبيل المثال بتخصيص المؤسسات العراقية المئتين التابعة للدولة، ويحق التملّك الأجنبي الكامل للأعمال العراقية مع تحويلات مطلقة معفاة من الضرائب على كل الأرباح وغيرها من الأموال، وتراخيص ملكية مدتها أربعون سنة.. وعلى ما ذكرته انتونيا جوهاز، كبيرة المحللين في "فورين بوليسي إن فوكوس" ومؤلفة "أجندة بوش: اجتياح العالم، الاقتصاد تلو الآخر"، فإن قراراته الأخرى منعت العراقيين من الحصول على الافضلية في إعادة الإعمار، فيما سمحت للشركات الاجنبية –هاليبورتون وبكتل، على سبيل المثال- بشراء الأعمال العراقية، والقيام بكل الاشغال وإرسال مالهم كله إلى الديار، ومن غير المفروض عليها استخدام عراقيين لإعادة استثمار الأموال في الاقتصاد العراقي. وفي إمكانها في أي وقت سحب استثماراتها مهما بلغت قيمتها.  ولضمان تطبيق هذه التوجيهات، طالب قرارا بريمر الرقمان 57 و77 "بوجود مدققي حسابات ومفتشين عامين تعيّنهم الولايات المتحدة، مدة ولايتهم خمس سنوات ويمتلكون سلطة كاسحة على العقود والبرامج والموظفين والأنظمة"). ويستمر الباحثان في صفحة (26) بالقول: (سعى بريمر لضمان ضبط السوق الحرة الجديدة، كما يجب، فأصدر القرار الرقم 17 الذي يمنح "المقاولين الأجانب، بما في ذلك المؤسسات الأمنية الخاصة، حصانة كاملة من القوانين العراقية".  وبحسب جوهاز فإنهم "ولو قتلوا، مثلاً، شخصاً، أو تسببوا بكارثة بيئية لن تتمكن الجهة التي لحقتها الإصابة من اللجوء إلى النظام القضائي العراقي. بل يجب بالأحرى رفع الاتهامات إلى المحاكم الامريكية". واستشهد تكراراً بالقرار الرقم 17 عقب حال الهياج التي تسببت بها بلاكووتر في 16/ ايلول/ سبتمبر 2007 في ساحة النسور، حيث ادى هجوم إلى مقتل 17 مدنياً عراقياً أعزل... وسمحت قرارات أخرى "للبنوك الاجنبية بشراء ما يصل الى 50 في المئة من البنوك العراقية"، وبخفض شأن في معدّل الضرائب على الشركات، وخفض ضريبة الدخل، وإلغاء "كل التعرفات والرسوم الجمركية ورسوم الترخيص والأعباء الإضافية المماثلة على البضائع التي تدخل العراق أو تخرج منه".  وأدى هذا، بحسب جوهاز، "إلى إغراق درامي فوري للسوق بالبضائع الاستهلاكية الأجنبية الرخيصة التي اجتاحت المنتجين والبائعين المحليين غير الجاهزين لمواجهة تحدي منافسيهم العالميين الجبابرة". وعلينا أن نتذكر أن كل هذه القرارات صدرت من جانب واحد عن مسؤول مؤقّت يمتلك سلطات تنفيذية ومن دون أي اعتبار جدّي لحاجات الشعب العراقي ورغباته.  وتخلص جوهاز إلى القول: أدت نتائج هذه القرارات إلى خلق مناخ اقتصادي مؤات للشركات الأمريكية اكثر من قوانين الولايات المتحدة. وأستبُعدت، نتيجة لذلك الشركات العراقية والعمال العراقيون عن إعادة إعمار العراق.. وفشلت إعادة البناء في توفير الكهرباء اللازمة والغذاء ومعالجة مياه الصرف الصحي، بل وحتى البنزين –سوى أن الشركات الأمريكية استفادت في شكل رائع من إعادة البناء الفاشلة هذه).  ومما يمكن الافادة منه في بحث اسباب الحرب على العراق ما اشار إليه المسؤولون الامريكيون أنفسهم، إذ يذكر الباحثان مايكل اوترمان وريتشارد هيل مع بول ويسلون: (ان لحرب العراق علاقة كبرى بالنفط.. واستعرض وزير الخزانة السابق بول اونيل في وقت لاحق تركز الإدارة على رغبتها في نفط العراق. ففي 30 كانون الثاني/ يناير، وخلال الاجتماع الاول لمجلس الأمن القومي في عهد جورج و. بوش، يستذكر اونيل أن وزير الدفاع دونالد رامسفلد تحدّث طويلاً عن الإطاحة بنظام صدام وتولّي السيطرة على ثروة البلاد الكبرى من النفط –��لاحتياط العالمي الثاني الأكبر بعد السعودية- وقال رامسفلد: "تخيّلوا كيف ستبدو عليه المنطقة من دون صدام ومع نظام يصطّف مع مصالح الولايات المتحدة. من شأن هذا أن يغيّر كل شيء في المنطقة وفي ما هو ابعد منها. وهو ما سيبرهن ما هي عليه سياسية الولايات المتحدة". وفهرست وثائق أعدتها ذلك اليوم وكالة استخبارات الدفاع حقول النفط العراقية، ووضعت ايضا قائمة بالشركات الأمريكية التي تعتقد الوكالة أنها ستهتم باستغلال النفط العراقي)[9] . الحرب النفسية على العراق  يذكر دوغلاس كلير انه (مع تجارب أمريكا العديدة في الحرب الباردة مع المعسكر الشيوعي السابق والحرب الفيتنامية وأزمة الرهائن في بيروت والحرب العراقية - الإيرانية وأزمة الطاقة وغيرها التي أمدتها بالكثير من الأساليب والخبرات الدعائية تبقى التجربة الأهم هي حرب الخليج الثانية في (17 /كانون الأول/ 1991) التي جاءت لتعطي دعاة العسكرة فرصة ذهبية لتطوير برنامجهم ودعم ذرائعهم في الحاجة الى التوسع العسكري في هذا العالم المتسم بالخطورة) [10]. ويرى (كلينر) أن (حرب الخليج) هي حرب الدعاية الاعلامية التي نجح خلالها بوش الاب وإدارته بإخفاء الأسباب الجوهرية للتدخل العسكري من خلال نمط خاص للخطاب وفي بعض الاحيان التضليل والاكاذيب لدفع الناس الى الموافقة على سياسات وافعال معينة. وفهم منطق الدعاية الأمريكية ضد العراق خلال حرب الخليج الثانية يستوجب التمييز بين نوعين من الرسائل الدعائية التي كانت أمريكا توجهها للعراق: الرسالة الدعائية المباشرة التي تعتمد على خلق اتجاه محدد للسلوك والتصرف والتقبل والرسالة الدعائية غير المباشرة التي تستعمل أساليب التمويه والخداع. بدأت أمريكا حملاتها الاعلامية والدعائية بتصعيد واسع لإظهار العراق بأنه مصدر الخطر المهدد لأمن وسلامة واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وجاء هذا التصعيد بعد الثاني من اب 1990 حينما دخل الجيش العراقي الى الكويت واحتلها ليتطور هذا الحدث فيما بعد الى نشوب حرب كبيرة في 17/1/1991 بين العراق وقوات التحالف التي تكونت من (28) جيشا و(33) دولة على رأسها أمريكا. ويحدد الدكتور مصطفى الصباغ بعض الأسس النفسية للإعلام الأمريكي في حرب الخليج الثانية/ 1991التي تدور حول محاور عدة هي بمثابة النظريات او الفرضيات الإعلامية وكان أهمها: 1) الاحتكارية الإعلامية: أي هيمنة إعلامية لا تبقى للآخرين حيزاً للحركة الإعلامية. 2) الدكتاتورية الإعلامية: التي تفرض رقابة تامة محكمة على تدفق المعلومات ونوعيتها وتوجيهها بشكل يكاد يكون تاما. 3) الفورية والشمول: وهذا ما كان يتحقق لو لم يتم تحقيق الأساسين الأول والثاني مما هيأ التربة والمناخ لهذا الأساس المهم في حملة إعلامية تواكب اكبر حملة عسكرية شهدها العالم. التهيئة للحرب على العراق   بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر استخدمت الولايات المتحدة ما يسمى بالإرهاب الحكومي، فأكثرت في وسائل الاعلام الحكايات المخيفة معتمدة في ذلك على أسلوب الخوف الذي يقوم على أساس قوي لدى الجمهور الأمريكي حول أفعال يمكن ان يقوم بها الإرهاب في المستقبل، فقد تحول شيئا فشيئاً وجه (أسامة بن لادن) الى وجه (صدام حسين) وبدأت وتيرة الحملات الاعلامية والدعائية بالتصاعد لإظهار العراق على انه مصدر الخطر المهدد لأمن وسلامة واستقرار منطقة الشرق الأوسط وبدأت التصريحات تتوالى من أفواه المسؤولين الأمريكان والبريطانيين التي تنادي وتصر على معاقبة العراق لإجباره على التخلص من أسلحته المدمرة. فقبل مدة من إعلان الحرب على العراق اندلعت حملة دعائية أمريكية مكثفة من اجل الترويج لوهم ان (أمريكا تتعرض للهجوم) ورسمت هذه (الادعاءات) التي تبث ليس فقط عبر وسائل الاعلام واسعة الانتشار، ولكن ايضا من خلال عدد من المواقع الاعلامية على شبكة المعلومات الدولية، وتصف الحرب على انها عمل مشروع للدفاع عن النفس، بينما تخفي بعناية الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية الواضحة للحرب[11] . وتنمو حملة الدعاية بدورها لتصبح ذريعة للحرب ومبررا لها وشرعية سياسية لشنها تعتمد(الحقيقة الرسمية) التي اطلق عليها بوش في خطاباته بالحرب (الوقائية) او(الدفاعية) وعادة تقوم الدعاية الأمريكية في حروبها على تكتيك اعلامي يتمثل في نفخ العدو وإظهاره بمظهر العدو الذي له جيش متمرس يتطلب قهره جهدا وعتادا، وهذا حدث في الحملة الاعلامية التي سبقت غزو العراق والتي تتحدث عن (الحرس الجمهوري المخيف) و(فدائيي صدام) و(الأسلحة الفتاكة المهابة) الى غير ذلك كما في حرب أفغانستان التي اعتمد فيها الخطاب الأمريكي الإعلامي على التشديد على شراسة المقاومة الأفغانية ودحرها للقوات الروسية من قبل[12] . وكان للتضليل دور كبير في التهيئة لغزو العراق فالإدارة الأمريكية ومعها الحكومة البريطانية قامتا عن سابق إصرار باختلاق معلومات تعلمان تماما بانها ليست موجودة على الإطلاق في سعيها المحموم لاحتلال العراق[13]   "وتتأكد هذه الحقيقة بما ذكره بول اونيل وزير الخزانة الأمريكي والعضو في مجلس الامن القومي في إدارة الرئيس بوش (الابن) حتى كانون الاول 2003 من ان بوش كان يبحث بنشاط عن عذر للإطاحة بصدام حسين (...) وان لديه مستندات يرجع تاريخها الى ما قبل هجمات 11/أيلول 2001 توضح وجود خطط للعراق في مرحلة ما بعد الحرب وسقوط نظام صدام حسين". في الجانب الاخر قام مسؤولون في ادارة بوش بترويج الإشاعات ولعبوا لعبة حساسة تعتمد على التلميحات التي تشبه الكذب كما في قصة اجتماع محمد عطا أحد خاطفي الطائرات في 11/أيلول مع المسؤولين العراقيين في براغ، فعلى الرغم من انعدام أي دليل موثوق يؤكد ذلك الاجتماع قد حدث بالفعل، واصل المسؤولون في إدارة بوش ترويج تلك الإشاعة.. هذا الى جانب أسلوب التكرار الذي اعتمدت عليه الدعاية الأمريكية قبل نشوب الحرب بشكل مكثف باعتمادها على تكرار بعض القصص غير المثبتة وقائعها مثل: ـ شراء العراق اليورانيوم المنضب من كندا. ـ وجود علاقة بين العراق وتنظيم القاعدة. ولقد دعمت الدعاية الأمريكية السوداء (أسلوب إطلاق التصريحات) في العلاقات الدولية ففي خلال الأعوام 2001 ،2002 ،2003 امتلأت الصحف وأجهزة الاعلام العالمية بالتصريحات والتلميحات والقرارات التي تمهد وتدعم او تسوق للسياسة الأمريكية الجديدة، وهي سياسة عولمة الحروب[14] . وجاء في احد تصريحات الرئيس بوش في اجتماع له مع أعضاء الكونغرس: (ان الخطر على بلدنا فادح، الخطر على بلدنا يتعاظم فالنظام الحاكم العراقي يملك أسلحة بيولوجية وكيميائية.. ويسعى هذا النظام الى امتلاك قنبلة نووية وبما لديه من مواد انشطارية يستطيع ان يصنع واحدة في غضون عام) وهكذا نجد ان نوع المعلومات الاستخبارية الذي جرى النفخ فيه والخطابية المثيرة للسخط اللذين قدما للشعب الأمريكي لتبرير حرب مع العراق هو الدليل المبالغ فيه نفسه الذي قدم الى الكونغرس لحصد أصواته لصالح الحرب يوم 11/تشرين الأول/2002  . ومع بدء الحرب في20/3/[15]2003 بنت وزارة الدفاع الامريكية في العاصمة القطرية (الدوحة) مركزا صحفيا بكلفة 1.5مليون دولار حيث قدم من هناك العميد فنسنت بروكس، قائد قوات التحالف، التقارير الموجزة عن سير العمليات العسكرية، وهو محاط بشاشات البلازما الناعمة الزرقاء، وقد بذلت الشبكات العالمية جهودا عاجلة لاشتقاق الاسماء لتغطيتها الاخبارية(شيلدون رامبتون وجون ستوبر). وقد تم الحاق (500) صحفيٍ يعملون مع القوات الامريكية على ان يتقيدوا بـ(12) صفحة من التعليمات التي اعطاها البنتاغون من اجل تغطية الحرب وتسمح التعليمات بنشر الصور في شكل مباشر عندما تعدها السلطات الامريكية مناسبة[16] وقد اتسمت التغطية الاعلامية للحرب على العراق بكثافة غير معتادة وتدفق غير مسبوق للأخبار والتقارير والتعليقات والصور، كما ظهرت في هذه الحرب تكنولوجيا متطورة باستعمال التقنية السمعية والبصرية الحديثة من الجانب الامريكي، والاداء المسرحي من الجانب العراقي فكلا الطرفين كان يعطي صورة انتقائية عن الواقع، وكانت انتقائية الجانب الامريكي تتسم بكونها مدروسة وتصدر من الاعلاميين الملتحقين بقوات التحالف، والذين ينقلون ما يتسنى لهم رؤيته ومتابعته وهي في ذلك لا تختلف كثيرا عما كانت تمارسه السلطات العراقية من رقابة على عمل الصحفيين في الاماكن الخاضعة لسيطرتها[17] . وقد الحق الجانب الامريكي - فضلاً عن الصحفيين الملتحقين بالوحدات العسكرية- المقاتلين العسكريين الذين يعملون كصحفيين وكل منهم مصحوب بطاقم التصوير الخاص به والذي يطلق عليه اسم(الكاميرا المقاتلة). ومع كل الترتيب الذي قامت به الادارة الامريكية فقد كان هناك افتقار شبه كلي الى المعلومات التي تصدرها القيادتان الامريكية والبريطانية عن الحرب سواء بشان عدد القتلى أم نتائج الحملة الجوية التي شملت حتى التاسع من نيسان نحو 34 الف طلعة منها نحو 13 الف طلعة اغارة و6850 طلعة تزويد للطائرات بالوقود في الجو، و6500 طلعة جسور جوية واكثر من 2250 طلعة مخابرات واستطلاع استراتيجي واطلاق اكثر من 750 من صواريخ كروز وما بين 15 الف و16 الف وحدة ذخيرة دقيقة التصويب و7500 سلاح غير موجه (آمي ورثنغتون واخرون). الحرب النفسية قبل 2003 وجدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حربها مع العراق مجالاً خصبا للاستخدام المكثّف والبارز لحملاتها الدعائية والإعلامية فبرز استخدام أساليب عديدة ومتنوعة منها عامة وهي أساليب (الكذب والخداع والتعميم) التي تشكل الثالوث الأخطر والأبرز في معركة الإعلام في حرب الخليج الثانية، وتضم أساليب (التضخيم، التشويه، تحطم ارادة القتال، والتبرير)[18] . وفيما يأتي توضيح لأبرز الأساليب الدعائية الأمريكية، وكيفية توظيف امريكا لها: 1. الكذب : ويتم ذلك عن طريق نشر خبر أو معلومات غير مؤكدة فمن حين لآخر تقوم الدعاية الأمريكية بنشر معلومات غير مؤكدة حول موضوع يستحوذ في حينها على انتباه الناس وتهدف من ذلك جعل الجمهور في حالة من الذهول والارتباك إما لإضعاف المعنويات أو للتشكيك بالأمور أو قد تقوم بتركيز الأفكار في وقت من الاوقات نحو الحدث (غير المؤكد) لإمرار موضوع أخر خططت له[19] وكمثال على ذلك: الكذبة التي اطلقتها التي لم يكن هناك ما هو اشد تأثيراً على الرأي العام الأمريكي منها وهو الادعاء بان الجنود العراقيين اخرجوا (312 طفلا من الحاضنات) وتركوهم يموتون على ارض المستشفيات الباردة في الكويت (وبعد انكشاف زيف هذه القصة أصبحت مضربا للمثل في سوء التدبير ضمن مجتمع العلاقات العامة) (مصطفى الدباغ). 2. الخداع: ظهر هذا الأسلوب الدعائي في الحرب في المرحلة التي تلت الهجوم البري الامريكية، حيث ترافق الخداع مع الاساليب الاخرى لتحقيق الاهداف النفسية والدعائية للحملة العسكرية التي قامت بها أمريكا ضد العراق. 3. التعتيم: وذلك من خلال تمرير المعلومات الملائمة وحجب التي لا تخدم أهداف الدعاية وان كان لابد من نشرها وبثها فيمكن التلاعب بها، من خلال التعليقات والتحليل والتحايل لكي تصل الى الجمهور كما يراد لها أن تصل ��الضبط. وأسلوب التعتيم اتبع منذ بدايات الأزمة في التوجه للجمهور الأمريكي فضلاً عن الأساليب الأخرى، فكان حجب الحقائق والمعلومات أسلوبا مهما وضروريا لتمرير قرار الحرب، ثم الاستمرار بها، إذ صار الحديث في مرحلة لاحقة عن متى وكيفية الذهاب للحرب وليس عن موضوع الذهاب الى الحرب نفسه. كما عمد الاعلام الأمريكي الى التعتيم على أخبار المعارضة للحرب مستخدما عملية (تكميم الأفواه) ومؤكداً أن الأزمة لا يمكن حلها الا بحرب عسكرية، وقد عد النقاد والمراقبون الأمريكيون أن أسلوب التعتيم والتضليل الذي تنتهجه أجهزة الأعلام الأمريكية من اجل تغطية الأحداث ومجريات الحرب في الخليج لا يخدم الا المخطط العسكري للقوات العسكرية فقط، وقد أشار النقاد والمراقبون الى أن هذا الأسلوب غير الامين في نقل الحقائق عن التفاعلات والمواجهات يثير الشكوك لدى الرأي العام الأمريكي، وأن الاعلام المغرض والتصريحات بالانتصارات لن تعمر طويلا لدى المشاهد الأمريكي، كما أن الاعلام الدولي اصبح يحتج على التعتيم الذي يعرض العمليات العسكرية في الخليج[20] . 4. التضخيم: يعد هذا الأسلوب من أهم الأساليب التي حاول الاعلام الأمريكي استخدامه.. من اجل التمويه وتضخيم الأمور بما يخدم السياسة الأمريكية وتحركاتها على الصعيد الدولي معتمدة بصورة أساسية على الخبر، فكان له دور كبير في ذلك من خلال بث أخبار غير مؤكدة، وافتعال الأحداث بما يلائم الخطة الدعائية المعادية، وتمرير المعلومات التي تشوه المواقف و الأمثلة على ذلك كثيرة في هذه الحرب منها الاشاعة بان العراق يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية و الكيماوية فضلاً عن قوة جيشه الذي وصل الى حد إعطائه المرتبة الرابعة بين أقوى الجيوش في العالم وغيرها[21] . ولا شك أن كل ذلك من مستلزمات توجيه الضربة العسكرية للعراق، وذلك بإعداد الساحة الدولية إعلاميا لقبول هذا العمل. 5. التشويه: عمدت أمريكا الى استخدام هذا الاسلوب من خلال خلق صورة سلبية لحكومة صدام السابقة "باستخدام الأساليب اللفظية والصور والمقارنات مع شخوص الثقافة الشعبية وميتافيزيقا المانوية"( دوغلاس كلينر). التي قدمت حرب الخليج الثانية بوصفها صراعا بين الخير والشر. فمنذ بداية الأزمة عملت الدعاية الامريكية على جعل النزاع شخصيا وتبسيطيا بين الولايات المتحدة وحلفائها الذين يمثلون (الخير)، والعراق الذي يمثل (الشر) وهذا الاسلوب معروف في الدعايات الامريكية فهي معتادة على خلق الأعداء من خلال تضخيم وتشويه وتبشيع صورة أعدائها. 6. تحطيم إرادة القتال: عمدت الدعاية الأمريكية الى شن حملات دعائية موجّهة الى القوات العسكرية العراقية تهدف الى إضعاف روح القتال، واقناعهم بعدم جدوى المقاومة ودفعهم الى التمرد، كما تم التأكيد على تضخيم النتائج الحربية للعمليات العسكرية الجوية والبرية بهدف تضخيم القدرة الأمريكية والتقليل من شأن المقاومة العراقية حتى لا يظهر العراق بأنه قادر على الحاق الأذى بعدوه الذي يملك اعتى آلات الدمار، وقد عملت من اجل ذلك على إلقاء آلاف المناشير . 7. التبرير: بدأت حملات التبرير منذ فرض الحصار على العراق بقرارات اصدرتها الأمم المتحدة وقدمت المبرر في ان المقصود بالحصار هو صدام حسين وليس الشعب العراقي وفي مرحلة لاحقة تم تبرير استمرار حصار العراق بحجة بقاء صدام حسين في السلطة ومن ثم إعطاء انطباع للرأي العام الامريكي بان الحرب انما هي لمصلحتهم الخاصة وهي من اجل الطاقة، فقامت وسائل الاعلام بإيجاد التبرير النفسي لاقناع الأمريكيين وإعطاء فكرة ان الحرب ستكون مجرد عملية جراحية (أي سريعة وحاسمة وغير مؤذية للمدنيين) كما أن النتيجة ستكون انتصارا سريعا وحاسما حتى أصبحت كلمة (العملية الجراحية) كالنقد المتداول وصار بمثابة مصطلح يستخدم في تلك المرحلة بدلا عن الحرب، وكان يرافق هذا الشعار شعار(الحرب النظيفة) و(الحرب العادلة) واثناء الحرب دأبت شبكة (CNN) الأخبارية على عرض صور وأفلام من بغداد تبين حركة الناس العادية بعد عمليات القصف الوحشية ويقصد منها اعطاء الانطباع للأمريكيين وللرأي العام بان القصف يستهدف الوحدات العسكرية والمراكز الحربية ومراكز الأسلحة الكيماوية والجيولوجية فقط، وان العراقيين يعيشون حياة طبيعية وهذا ما كذبه السيد رامزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق عندما استضافه بيتر ارنت مراسل شبكة (CNN) في بغداد حيث تحدث بصفته شاهد عيان على الدمار الذي لحق بالمدنيين وبالمنشأت المدنية في العراق على حد سواء. فضلاً عن تلك الأساليب الدعائية العامة والخاصة فهناك أساليب دعائية أخرى اعتمدتها الدعاية الأمريكية خلال حرب الخليج الثانية نذكرمنها: 8. أسلوب التكرار: ولعل اشهر القصص التي تكرر تداولها وسماعها في وسائل الأعلام الأمريكية هي قصة (انتزاع الأطفال الخدج من الحاضنات) فطبقا لقاعدة[22] البيانات(Lexis Mexis) حضيت هذه القصة بما مجموعة (138 اشارة في الأخبار) خلال الاشهر السبعة الممتدة بين احتلال الكويت ونهاية حرب الخليج الثانية، وبعد مدة قصيرة من انتهاء الحرب بدأ الصحفيون بفضح الرواية الحقيقية، وبعد عام (1992) اختفت القصة بشكل كامل تقريبا، ثم عادت للظهور على السطح سريعا في كانون الأول /2002حين عرض تلفزيون (اتشن بي او) دراما وثائقية تستند الى(قصة واقعية) عنوانها (مباشر من بغداد) أعادت الى الأذهان تفاصيل مغامرات بيتر ارنيت ومراسلي (CNN) الاخرين في أثناء الحرب تضمن هذا الفيلم مشاهد مسجلة (لنيرة) وهي تقدم شهادة الزور الشهيرة تاركة الانطباع لدى المشاهدين أن القصة كانت صحيحة، ونتيجة للاحتجاجات اضطرت المحطة الى اضافة تنصل من المسؤولية في نهاية الفلم تعترف فيه ان هذه القصة لم تحدث أبدا (بالطبع لم يقرأ تلك الاشارة التي تتنصل من المسؤولية سوى القليل من المشاهدين)( شيلدون رامبتون وجون ستوبر).   هناك مثل آخر على الاستخدام الواسع لأسلوب التكرار من قبل الدعاية الأمريكية، فأثناء حرب الخليج الثانية تجنبت إدارة بوش الأولى ذكر حادثه (حلبجة) والمراسلون معها فقد بين البحث في قاعدة بيانات أخبار موقع (Lexis Mexis) أن حلبجة ذكرت في (188) خبرا في أمريكا عام 1988(السنة التي جرت فيها الحادثة). وفي عام 1989 ذكرت في (20) خبرا، وفي عام1991 ذكرت في (20) خبرا وهي السنة التي جرت فيها حرب الخليج الثانية، بين احتلال الكويت في2/8/1990 ونهاية الحرب في 27/2/1991 حضيت بما مجموعه (39) إشارة فقط في وسائل الاعلام، بينما نلاحظ في خلال العقد التالي لم يتجاوز متوسط الإشارات الى حلبجة في الأخبار معدل (16) إشارة في السنة، وفي اثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 اصبح المعدل (10) إشارات فقط ثم لم تبدأ القصة بالظهور ثانية في أجهزة الاعلام الأمريكية حتى ايلول /2002 عندما بدأت ادارة جورج دبليو بوش بتكثيف جهودها الرامية الى دفع الرأي العام الى تأييد غزو العراق، اذ ذلك بدأت الإشارات بالتزايد بشكل حاد ففي شهر شباط/ 2003 ذكرت (57) مرة، وفي اذار/ 2003 ذكرت (145) مرة. 9. إثارة المخاوف: استخدمت أمريكا أسلوب التخويف او(اثارة المخاوف) عن طريق تضخيم القدرات القتالية للقوات العراقية، وركزت على التكنولوجيا العسكرية حيث أدت هذه الادعاءات الى اثارة المخاوف في نفوس الأمريكيين وهيأتهم لفكرة ضرب العراق. ولابد من الاشارة الى ان السياسيين والإرهابيين ليسوا الدعاة الوحيدين الذين يستعملون الخوف لقيادة السلوك البشري في الاتجاهات اللاعقلانية، فاحدث استعمال مميز لعامل الخوف في مجال التسويق برز عام1991 في أثناء الحرب فقد ساعدت التغطية التلفزيونية لعربة (همفي) المسلحة وهي تكتسح الصحراء على إطلاق عربة (الهامر)، وهي نسخة استهلاكية من العربة التي صممت في الأصل خصيصا للاستخدام العسكري، فقد ساعدت الحرب على اطلاق هوس واسع النطاق بالعربات الرياضية الكبيرة في الولايات المتحدة تلك العربات تجعل مالكيها يشعرون بالأمان ليس بحمايتهم ولكن بإشباع قواهم ودوافعهم العدوانية[23] . 10. توظيف العامل الديني: لم يغب العامل الديني عن دعاية الأمريكان، ففي حرب الخليج الثانية استمر بوش الأب بالعزف على وتر(الحرب والدين) فقد ذكر بوش خلال الاجتماع السنوي لطائفة المعمدانيين يوم 6/حزيران/1991: انه يتذكر اداء الصلاة في كامب ديفيد قبل إصدار الامر للبدء بحرب الخليج، وجاء في صحيفة نيويورك تايمز يوم 7/حزيران/1991 أن بوش مسح الدموع من عينيه وهو يصف صلاته قبل إعطاء امر القصف الذي بدأ به الحرب ضد العراق فهتف 000 و23 شخص من الحضور الذين هبوا وقوفا وهم يهتفون (أمين) (دوغلاس كلينر). الحرب النفسية الأمريكية على العراق بعد عام 2003   يقول الدكتور حامد ربيع عند حديثه عن الاشكال الجديدة للحرب النفسية المستخدمة على النطاق العالمي: يشهد اليوم معنى جديداً للحرب النفسية فهي لم تعد أداة يستخدمها القائد العسكري بل استقلت عن الصراع المسلح بحيث أضحى هذا الاخير عنصراً من عناصرها، فبعضهم يرى فيها صورة من صور القتال السياسي. وبعضهم الآخر يرى فيها تعبيراً عن الحرب الكلية. كل هذا يعكس تطوراً حقيقياً في مفهوم الحرب النفسية وفي وظيفتها وبصفة خاصة بفضل عوامل اربعة فرضت مفهوماً جديداً ووظيفة جديدة لهذه الظاهرة: أولاً: الالغاء التدريجي للتفرقة التقليدية بين الحرب والسلام، لقد اضحت الحرب النفسية أحد مظاهر المجتمع المتمدن في حالة السلام وليست مرتبطة بالقتال المسلح فقط، لتعد له أو لتنهي نتائجه. ثانياً: الالتجاء إلى فكرة الطابور الخامس. ثالثاً: ظهور فكرة إعادة تثقيف العدو المهزوم. رابعاً: استغلال عملية غسل المخ في نطاق واسع رغم ما يثيره ذلك من اعتراضات اخلاقية [24]. و يشير الدكتور عبد السلام أحمد السامر[25]  إلى إعلان انطلاق المرحلة الجديدة من الحرب النفسية والدعائية على العراق بعد عام 2003 قائلا: (في التاسع من نيسان عام 2003، اعلن عن سقوط بغداد بيد القوات الامريكية وبعد شهرين من الاحتلال قام مسؤولون امريكيون بزيارات إلى العراق من اجل ايجاد مؤسسات إعلامية محلية تروج للخطاب الدعائي الامريكي والسياسة الامريكية في العراق لاسيما وان مرحلة ما بعد 9 نيسان تعد انعطافه مهمة في مسار الدعاية الامريكية التي وجدت نفسها بانها لابد وان تؤسس قاعدة قوية على ارض العراق تنطلق منها إلى العراقيين مباشرة فضلاً عن الرأي العام العالمي.  وفي البدء ارادت الادارة الامريكية انشاء مؤسسة إعلامية تكون بديلاً عن وزارة الإعلام العراقية التي تم حلها بقرار من الحاكم المدني "بول بريمير" وفي الوقت نفسه تقوم هذه المؤسسة بإعداد خطاب يتوافق مع المرحلة الجديدة من تاريخ العراق السياسي الذي يتوقع ان يشهد انفتاحاً إعلامياً بعد أن كان يعرف مرحلة الإعلام المركزي في ظل نظام شمولي، فأصدر "بريمر" القرار رقم (66) في 23 / نيسان/ 2003 القاضي بإنشاء شبكة الإعلام العراقي لتكون بديلاً عن وزارة الإعلام المنحلة.  أشرفت على الشبكة شركة امريكية خاصة تدعى (ساينس ابليكيشن انترناشينال كوربيريشن) واسمها المختصر (سايك) والتي تعاقدت مع البنتاغون في شباط 2003، اي قبل شن الحرب بشهر، ومنحت ثلاثة عقود لبناء جهاز إعلامي في العراق بعد الاحتلال، بلغت قيمتها (108) ملايين دولار، وقد بدأت الإذاعة في 10 نيسان 2003 والتلفزيون في 13/ ايار/ 2003 وفي 17/ آيار/ 2003 صدرت جريدة الصباح، وخصص للشبكة ميزانية خاصة بلغت (100) مليون دولار، ومنح البنتاغون في التاسع من كانون الثاني 2004 عقداً جديداً بقيمة (96) مليون دولار لشركة (هاريس كوريوريشن) ومقرها ولاية فلوريدا الامريكية لإدارة شبكة الإعلام العراقي على ان يظل العقد ساري المفعول مع (سايك) وفي كانون الثاني عام 2005 جدد العقد مع هذه الشركة بقيمة (22) مليون دولار ولمدة ثلاثة اشهر من اجل تدريب الملاكات الإعلامية العراقية. وبذلك اصبحت قدرة الاعلام العراقي في الحقيقة جزءً من عمليات التدخل الامريكي. في مواجهتها السياسية والنفسية والعسكرية كانت الولايات المتحدة الامريكية توجه دعايتها من اماكن بعيدة عن الهدف، من خلال راديو (اوربا الحرة) وراديو (الحرية) باللغة العربية اللتين تبثان من براغ، ووجهت إذاعة (الحرية) الى العراق بعد احداث 1991 واصبح اسمها (إذاعة العراق الحر) بعد عام 1994، وهي من الوسائل الدعائية التي تشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الامريكية حتى عام 1972، إذ انتقل تمويلها إلى الكونغرس الامريكي واصبحت ميزانيتها تناقش في المشاورات السنوية لاقرار الموزانات للحكومة الاتحادية.  ويمكن القول أن اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بالعراق وهو يشهد مرحلة جديدة من التغيير كان السبب الرئيس في بث قناة (الحرة عراق) بعد ان تطلب الامر بناء نموذج إعلامي ليبرالي يساعد في نشر المفاهيم المعرفية والحضارية الامريكية، وفي داخل العراق اهتمت قوات الجيش الامريكي بالدعاية، لان تحقيق الهدف لا يتصل دوماً بالتغيير المادي كتحريك الجيوش على سبيل المثال إلا انه يتصل ايضاً بالتغيير النفسي أو تفسير الاحداث تفسيراً يتماشى مع الغايات المستهدفة.  ولذلك وجدت القوات الامريكية حاجتها للاجهزة الدعائية التي تخدم قواتها العاملة على الارض وتعزز من هيبتها وتدافع عن وجودها العسكري في العراق.  وانشاء مثل هذه المؤسسات الدعائية في العراق عملية لم يتولّها البنتاغون وحده بل اسهمت الخارجية الامريكية بدور فاعل فيها طالما ان الهدف هو محاولة التأثير في الرأي العام ونقل صورة تخدم الاستراتيجية الامريكية بشكل عام. فقد ساعدت السفارة الامريكية في العراق الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في تمويل مشاريع اعلامية عديدة وذلك محاولة منها لتعزيز وتمرير الخطاب الدعائي الامريكي، كما قامت فرق الجيش الامريكي باصدار صحف خاصة بها باسماء مختلفة كرستها للترويج للنشاطات العسكرية وتسويق صورة ايجابية عن ال��ندي الامريكي في العراق وتوثيق الصلة بينه وبين المواطن العراقي عن طريق نشر صور متكررة لجنود امريكان يقبلون اطفالاً ويقومون بمساعدة امرأة أو رجل مسن. إلا ان العبء الدعائي الاكبر يقع على عاتق المركز الصحفي والاعلامي المشترك الذي اطلق عليه اختصاراً اسم (سيبك cipc) الذي تأسس عام 2003 ويقوم بتغطية نشاط القوات الامريكية وقوات متعددة الجنسيات وبث اخبارها وايصال المعلومات إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ويتولى اصدار البيانات الصحفية، وتسهيل مهمة الصحفيين في ايصالهم إلى مواقع الحدث واطلاعهم على احداث ليس بالضرورة ساخنة وبما يؤكد دور الجيش الامريكي في تقديم المساعدات للعراقيين. ويوفر(سيبك) تسهيلات للصحفيين الراغبين بالمعايشة في مواقع الاحداث لاسيما الساخنة.  ويؤكد الدكتور علي بن عبد الله الكلباني[26]  ان جذور الحرب النفسية في حرب الخليج الثالثة تعود إلى ما قبل هذه الحرب، فقد بدأت إدارة الرئيس بوش الأب بحملة إعلامية وسياسية ونفسية ضد النظام العراقي، ثم اشتدت هذه الحرب بعد الاجتياح العراقي للكويت، وتركزت جهود الحرب النفسية في المستوى الاستراتيجي على إقناع العالم بمدى الخطورة التي يشكلها العراق على السلم العالمي، وكان نصيب الشعب الأمريكي الجزء الاكبر من هذه الحملة.  ويضيف: يذكر الكثير من الخبراء والمحللين العسكريين في دراستهم عن الحرب التي دارت بين القوات المتحالفة من جانب والقوات العراقية من جانب آخر أن الحرب النفسية التي خططت لها القوت المتحالفة كانت اشد تأثيراً من الاسلحة النيرانية التي استخدمتها في هذه الحرب، حيث أدت في كافة المراحل إلى انهيار معنوي كامل للقوات العراقية قبل أن يبدا الاشتباك الفعلي والاتصال المباشر للقوات. فقد وصلت آثار هذه الحرب النفسية إلى كافة قوى الدولة العراقية (مدنية وعسكرية)، واصابت الجهاز العصبي والتوازن النفسي لكافة قطاعات الدولة بالعطب والشلل، وحطمت إرادة القتال لدى افراد القوات المسلحة على وجه الخصوص، ووجهت كافة انشطتها إلى الكتلة السكانية باعتبار أنها لو نجحت في تحطيم إرادة القتال لديهم فإنها بذلك تحقق اكبر انتصاراتها دون خسائر في الارواح، وقد تطلب ذلك استخدام كافة الوسائل الاعلامية المهنية والتقنية في التوقيت المناسب.  أما قبل الحرب فقد ركز الإعلام الامريكي على التفوق العسكري الأمريكي غير المسبوق، وعلى الإمكانات المرعبة لأسلحة امريكية لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل، وكان لهذه الرسالة هدف مزدوج؛ إثارة الرعب في قلوب العراقيين وبث الطمأنينة في قلوب الامريكيين، وتمثلت الرسالة الإعلامية الثانية في صياغة هدف يبدو مشروعاً للقتال، وهو تخليص العالم من خطر امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، ومن ثم كفالة الأمن لجيران العراق والعالم، وأيضاً تحرير العراق من الحكم الديكتاتوري.  وفي الاحوال كلها يمكننا على ضوء ما تقدم إجمال اهم أساليب الحرب النفسية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق على النحو الآتي: أولاً: الدعاية  بدأت الدعاية الامريكية بالظهور منذ اللحظات الاولى لدخول القوات الأمريكية للأراضي العراقية، وهذا ما تمثل في ".. الاتصال الدعائي التكميلي «الاتصال المواجهي».. الذي كان له حضور واضح في الممارسة الدعائية الأمريكية في العراق من خلال عقد المؤتمرات الصحفية لبعض قيادات الجيش الأمريكي في العراق والتي يتم التحدث فيها عن النشاطات العسكرية ويتخللها عرض صور لمواقع العمليات والأسلحة التي يتم العثور عليها بما يشير الى قوة الجيش كأسلوب من أساليب استعراض القوة فضلاً عن صور مواقف إنسانية للدلالة على ما يحمله الجيش الأمريكي من احترام لحقوق الإنسان و بما يتمتع به من قوة يوازيها شعور كبير بالجانب الإنساني وكثيراً ما تنتهي هذه المؤتمرات بتقديم الهدايا الرمزية للصحفيين وهي عبارة عن قرطاسية او أدوات رياضية تحمل علامة اللواء او الفرقة العسكرية او شعارات تدعو الى السلام ومحاربة الارهاب. والدعاية بذلك اعتمدت الاستثارة العاطفية لاستحالة الجمهور عاطفياً، وعادة ما يلجأ الداعية الى هذا الأسلوب عندما يصعب استعمال الأساليب الموضوعية التي تعتمد على الحقائق المادية في استمالة الرأي العام او مواجهة رأي عام مضاد، وفي سياق ذلك يأتي على سبيل المثال في احد البيانات الأمريكية «في بغداد مات ثلاثة عشر شخصاً بريئاً من العراقيين وجنود التحالف بسبب الأعمال الإرهابية اللوجستية». ويلاحظ في هذا النص الدعائي ان مصدر الدعاية جعل جنود التحالف من ضمن ضحايا التفجيرات ولم يشر اليهم بشكل منفرد لانه لو ذكر جنود التحالف الذين قتلوا في عملية تفجيرية بشكل منفرد لجاء ذلك في إطار عمليات مقاومة الاحتلال، الا انه تم الإيحاء بان الاستهداف لم يكن بدافع مقاومة الاحتلال طالما انه استهدف معه مواطنين عراقيين أبرياء [27]. ثانياً: الشائعات يمكن إجزال أهم الفقرات التي حددها الدكتور محمد منير حجاب[28]  في كتابه الشائعات وطرق مواجهتها، بما يتعلق بالشأن العراقي وانتشار الشائعة فيه على النحو الآتي: - إذا أخذنا العراق في الوضع الراهن من فترة الاحتلال الأمريكي له تتأكد لنا مقولة أحد الضباط العسكريين في الحرب العالمية الثانية "أن نعلن حرباً على قوم خير من أن تنتشر بينهم شائعة واحدة". هذه العبارة التي جسدتها خطورة الشائعة على المجتمع وأثرها النفسي في تقرير نتائج الحروب وانعكاساتها على الأمم، ففي الحالة الراهنة للعراق، حالة الاحتلال وما يتمخض عنها من تداعيات اجتماعية ونفسيه تفشت ظاهرة الشائعات في المجتمع العراقي كبديل للحقيقة وللسيطرة والتلاعب بالشعب العراقي الذى تحول إلى بيئة بلهاء خصبة لتقبل واستيلاء ونشر مقولات لا يدرى أحد من أين تجيء أو كيف تنمو لكنها تفعل فعلها الأكبر في التفكيك والفرقة والانقسام العام. وقد مهد نظام صدام حسين لهذه البيئة السائدة حاليا وأسس لها، فقد اعتمد نظام صدام حسين على الشائعات والهمسات والقيل والقال إلى أبعد الحدود، لينشر بطشه وهيمنته الكلية على المجتمع العراقي، إخفاء الحقيقة أو تغطيتها أو تحويرها أو مكيجتها أو تجزئتها.. شكلت المبدأ الثابت والممارسة الدائمة خلال اكثر من ثلاثين عاماً. من الجانب الآخر، اقتات الشعب العراقي على الشائعات، والتهم هذه الأقاويل و(الأسرار) والحقائق الكاذبة إلى حد الإدمان باعتبارها بديلاً عن الحقيقة الغائبة منذ عقود. واليوم يبدو أن جميع القوى الفاعلة في الواقع السياسي العراقي الراهن - وبضمنهم الإدارة الأمريكية- مدركة تماماً لأهمية الشائعات وغيرا من أساليب الحرب النفسية كبدائل عن الحقائق للسيطرة والتلاعب بالشعب العراقي. من الواضح أن تغييب الحقائق هي السمات الأبرز في المرحلة الحالية، مما يشيع نظرية المؤامرة حتى بين القطاعات الأكثر عقلانية في المجتمع[29]. فقبل إلقاء القبض على صدام، كان الناس واثقين تماما أنه لن يلقى القبض عليه إلا في منتصف المعمعة الانتخابية الأمريكية. ما أن القى القبض عليه حتى قالوا : (إنه كان تحت يد الأمريكان منذ الصيف الماضي). إلى حد الآن، هناك من لا يعتقد بمقتل عدي وقصي حتى بعد أن نعاهما صدام في رسالة صوتية، إذ يقال أنهما في جزيرة كاريبية تحت رعاية أمريكية. في بعقوبة وضواح كثيرة من محافظة ديالى يعتقد الكثيرون بأن صداماً لا يزال حراً طليقا ويقود الهجمات ضد القوات الأمريكية، بدليل أن هذه الأخيرة عجزت حتى الآن عن إلقاء القبض على عزة الدوري نائب صدام. أما من شاهده الناس على الشاشات في أنحاء العالم، وزاره ممثلو الصليب الأحمر مؤخراً وأثار الدنيا وشغلها فهو (الشبيه) ليس إلا. بالطبع، فإن التفجيرات الإرهابية، تحظى بنصيب وافر من الشائعات، فمعظم هذه التفجيرات هي من صنع الأمريكان وهى لزرع الفتنة الطائفية بين المسلمين، وإطالة أمد الاحتلال، لكن كيف؟.. الأمريكان يصنعون الإرهابيين، كيف؟ يأخذون الرجل ويسقونه سائلاً أو محلولا فينام، ليستيقظ في اليوم التالي وقد اصبح انتحارياً مطيعاً للأمريكان. ويذهب البعض، إلى أن الشرطة العراقية نفسها، ألقت القبض عدة مرات على زارعي قنابل وعبوات ناسفة من الإنكليز والأمريكا��، إلا أن الإدارة الأمريكية أطلقت سراحهم ولفلفت الموضوع، وتكتمت عليه أو قد يقال، أن دول الجوار قاطبة تدرب الإرهابيين وترسلهم أفواجاً للانتحار في العراق. وعندما تحتدم التوترات الطائفية على خلفية الصراعات والمنافسات السياسية لا تتورع كل جماعة عن إلصاق التهم بمليشيات وتنظيمات الجماعات الأخرى.  بين جموع الشيعة تدور أحاديث عن تكفير السنة لهم، والعكس أيضاً شائع بين جموع السنة. كما تتردد الأحاديث عن استهداف المسيحيين وغيرهم من الطوائف في البصرة والموصل. والآن إلى مجموعة أخرى متفرقة من الشائعات التي تحاول تفسير الأمور بطريقة مختلفة: الأمريكان اغتالوا السيد باقر لم يرغبوا برؤية خميني عراقي، مئات الألوف من الإيرانيين دخلوا العراق لتغيير التوزيع السكاني لصالح الشيعة، اليهود يغزون العراق ويشترون العقارات بأسعار فاحشة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، كما أن معظم البضائع الجديدة الرخيصة الثمن هي من منشأ إسرائيلي علما أنها جميعا مستوردة من دول الجوار- الأحزاب والحركات المؤتلفة في مجلس الحكم، اتفقت على التخلص من السيدة عقيلة الهاشمي لأنها بعثية سابقة، الشيعة يريدون استعجال الانتخابات للهيمنة على الحكومة المقبلة، السنة لا يريدون الانتخابات ويعملون على تفجير الوضع الأمني. القوات الأمريكية تترك قتلاها في العراء وتتخلى عنهم، الجنود الأمريكان يشترون (الدشاديش) من الأهالي بمئة دولار للتنكر بها والهروب من الخدمة، لكن لماذا.. لان ..المجاهدين يصنعون البطولات والخوارق، ويقتلون يومياً - أو يأسرون - مئات الجنود والمجندات، لذا تلجأ أميركا إلى تشويه سمعة المجاهدين بإلصاقها الأعمال الإرهابية بهم. النفط العراقي يهرب مباشرة إلى أميركا وإسرائيل، وكذلك (الزئبق الأحمر) الذى ربطت آباره في الناصرية أو العمارة - لا يهم - بشبكة أنابيب مباشرة إلى الأراضي الأميركية.  لذا حاربت أمريكا صداماً وفتشت الأراضي العراقية شبراً شبراُ.. لان صداماً كان قد نجح في الاستيلاء على صواريخها النووية العابرة للقارات المخبأة في الكويت، وهدد باستخدامها ضد إسرائيل أو ضد القواعد الأميركية في الخليج العربي. أن ما يسود في العراق، هو نتيجة مباشرة لعقلية نظرية المؤامرة التي غذاها ورعاها نظام (البعث العراقي) على مدى عقود، فالعراق احتل الكويت تجنباً أو استباقا لضربة أميركية أكيدة، أو رداً على إهانة موجهة للمرأة العراقية أو لعزة الدوري. كما شن الحرب على إيران لثمان سنوات منعاً من تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق ودول الخليج العربي.. فركش مشروع الوحدة مع سوريا واعدم مئات البعثيين لأنهم تآمروا مع حافظ الأسد ضد صدام وحزبه. كل شيء كان قابلاً للتبرير والتفسير، أو قد تقوم الجماهير التي أتقنت لعبة (تغييب الحقيقة)  بتقديم التبرير والتفسير اللازم للعقل الجائع والنفس المضطربة. وفى المرحلة الحالية، يستطيع أي مراقب محايد إعادة الشائعات والأقاويل إلى مصادرها الأصلية، وتأويلها أو إعادة قراءتها، على خلفية الصراعات السياسية والتوازنات الطائفية المتحركة، لكنها في كل الأحوال دليل على غياب العقل أو تغييبه نتيجة غياب الحقيقة. ولهذا التأثير الخطير للشائعات تهتم الكثير من الحكومات والدول بالدراسة المكثفة للشائعات دراسة علمية ومنظمة وهادفة، فنجد علماءها يكرسون جهودهم للبحث عن مختلف العوامل النفسية التي تساعد على انتشار الشائعات وعن الدوافع التي تحركها وعن أنواعها.. الخ وذلك من اجل المحافظة على كيان المجتمع ووحدته.. وحتى تستطيع تلك الدول مواجهة الاعتداءات الخارجية.. نظرا لما تؤدى إليه هذه الشائعات الخارجية من آثار سلبية على الروح المعنوية، وكذلك دراسة الشائعات من الناحية الإيجابية بحيث يمكن استخدامها ضد العدو ولمصلحة الوطن. ثالثاً: غسيل الدماغ أجرى مكتب المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة أواخر العام 2007 مسحاً لتحديد مستوى الصدمة التي اختبرها منذ العام 2003، اللاجئون العراقيون المقيمون في الخارج – بلغ عددهم في ذلك الوقت ما يقارب 2،4 مليون. وعانى كل شخص بين العراقيين (عينة البحث)الذين اجريت معهم المقابلات من حادث صادم في العراق، وجاء في المسح:  أفاد 77 في المئة من اللاجئين العراقيين الذين اجريت معهم المقابلات عن تأثرهم بالغارات الجوية والقصف أو الهجمات بالصواريخ. وتحدث 80 في المئة أنهم شهدوا عمليات إطلاق نار. وقال 68 في المئة أنهم خضعوا للتحقيق أو للمضايقة على يد الميليشيات أو غيرها من المجموعات، بما في ذلك تلقيهم تهديدات بالموت، فيما تعرض 16 في المئة للتعذيب. وشهد 72 في المئة عملية تفجير سيارة، في حين يعرف 75 في المئة أحد الاشخاص الذين قُتلوا[30].  وتشير احصائيات أخرى إلى أنه في عام 2003 اطلق اكثر من 380 صاروخاً في يوم واحد, وبين 20 آذار/ مارس و2 آيار/ مايو، أي في أسابيع (المعارك الكبرى)، رمى الجيش الأمريكي أكثر من 30000 قنبلة على العراق، بالإضافة إلى 20000 صاروخ كروز دقيقة الهدف –أي 67% من عدد الصواريخ المصنوعة[31].  إشارة إلى ما تقدم نرى نتائج العمليات النفسية التي قام بها الأمريكيون عن طريق خطة ممنهجة لإجراء عمليات غسيل دماغ واسعة ضد الشعب العراقي بتعريضه إلى صدمات متكررة، إذ " افترض إيوين كاميرون الطبيب النفسي المموّل من وكالة الاستخبارات المركزية الذي حاول أن (يزيل الانماط) من أذهان مرضاه عبر إعادتهم إلى مرحلة الطفولة، أنه إذا كانت صدمة صغيرة قد أفادت هدفه، فإن صدمة أكبر ستكون ذات فائدة أكبر. لذا راح يصدم الذهن بكل الوسائل الممكنة –كالكهرباء أو المواد المهلوسة أو الحرمان والإثقال الحسيّين- وذلك لمحو ما كان موجوداً وتأمين صفحة بيضاء تمكن نطاقاً اوسع في غزو العراق واحتلاله. فقد استطلع مهندسو الحرب ترسانة الصدمة الشاملة وقرروا اعتمادها كلّها: هجوم عسكري سريع بسلاح الجو والأرض إلى جانب عمليات نفسية معقدة، يليها برنامج المعالجة بالصدمة السياسية والاقتصادية الأسرع والأشمل الذي لم يسبق له مثيل، والذي يتعزّز من خلال جمع المتمردين وإخضاعهم لإساءات لا ترحم لدى مواجهة أي نوع من المقاومة[32] .    ويعد ما حدث في سجن ابي غريب مثالا جيدا لهذه القضية لتجنيد العناصر المتطرفة التي كان آخرها داعش، وهذا الأخير مثل النموذج الواضح لعمليات غسيل الدماغ التي قامت بها عناصر الاستخبارات المركزية على الجماعات المسلحة والمعتقلين العراقيين[33]  التي استخدمت فيها أساليب ووسائل متنوعة انتجت بمجموعها هجيناً من افكار متطرفة لتنفيذ أهداف معينة تصب في صالح الإدارة الأمريكية في العراق.  وقد استخدمت خطوات عدة لتحقيق وضع المجموعات الإرهابية الموجهة، يمكن تحديدها عن طريق الإستقراء بما يأتي: 1- الاعتقالات العشوائية للمواطنين وبأعداد كبيرة، وملء السجون بهؤلاء المعتقلين والتعامل معهم بأقسى أنواع المعاملة، تمهيداً لتهيئتهم نفسياً للمراحل اللاحقة. 2- اختيار العناصر الارهابية من أزلام النظام المقبور ممن كانت له سوابق إجرامية ضد المواطنين، وتهيئتهم لمناصب قيادية في التنظيمات الارهابية. 3- استخدام برامج نفسية واستخباراتية مقننة (ضمن عمليات غسيل الدماغ) للتعامل مع العناصر المختارة. 4- تنظيم هذه العناصر بتجمعات نظامية تحت قيادة مسيطر عليها لتنفيذ عمليات محددة. 5- تسليح هذه الجماعات بالأجهزة والمعدات الاتصالية والقتالية والاستخباراتية المناسبة لطبيعة الاعمال التي يقومون بها. 6- إيجاد ملاذ آمن لهذه الجماعات وحمايتهم من الجهد الأمني والاستخباراتي العراقي لضمان تنفيذ الأهداف المطلوبة. 7- توفير غطاء قانوني وحماية هذه الجماعات عن طريق ضمان عدم تعرضهم للاعتقالات أو المساءلة القانونية بحجج وذرائع متعددة ومنها حقوق الإنسان والحقوق الشخصية ونحوها. وفي هذا المجال ايضاً نلاحظ أن قوات الاحتلال الامريكي سعت وبشكل متواصل إلى إيجاد أساليب وطرق خاصة لإخراج البعض من رموز هذه التنظيمات الإرهابية من السجون بعد ادانتهم بتنفيذ عمليات إرهابية واعترافهم بتنفيذ هذه الجرائم. 8- تسليط الدعاية الاعلامية المحلية والخارجية على بعض القادة لهذه المجاميع الإرهابية عن طريق اعطائهم بعض الصفات الخارقة، والعدو الذي لا يقهر[34] . 9- التصفية الجسدية لبعض هذه العناصر بعد انتهاء المهام الموكلة إليهم[35]  أو نقلهم إلى مناطق أخرى لتجميدهم عن أي نشاطات إرهابية فترة من الزمن إلى حين احتياجهم مرة أخرى وللغرض نفسه. رابعاً: الحرب المعلوماتية  سعت الإدارة الأمريكية في العراق الى عدم امتلاك الحكومات العراقية المتعاقبة التقنيات والمستلزمات الضرورية من اجل النهوض بواقعها الأمني والاقتصادي والسياسي والذي انعكس بدوره على نواحي الحياة في المجتمع العراقي بأجمعه.  إذ اننا نلاحظ ان العراق وفي المدة التي شهدت هيمنة الإدارة الامريكية على الواقع السياسي العراقي، لم تجر أية صفقة أو تعاقد فيه لشراء تقنيات حديثة او اسلحة متطورة للجيش العراقي على الرغم من توقيع عقود ضخمة مع الحكومات العراقية على تدريب القوات العراقية وتجهيزها بالأسلحة والمعدات، وإنما اكتفت فقط بالأسلحة والمعدات الكلاسيكية بالإضافة الى السيارات وناقلات الجنود ونحوها.  وأبلغ صور الحرب المعلوماتية الموجهة تجاه التشكيلات الاستخباراتية العراقية ان الاخيرة لم تستطع ان تخرج من دائرة تحكم الإدارة الأمريكية العسكرية التي راحت تسيطر على تقنيات المعلومات والمراقبة واستخدام الأقمار الصناعية والطائرات الموجهة عن بعد في رصد تحركات الجماعات الارهابية الداخلة عبر الحدود العراقية او المتواجدة في المناطق النائية أو الصحراوية، والتي كان أثرها يظهر عن طريق تغلغل الجماعات المسلحة والإرهابية إلى داخل المدن وفي مراكز حيوية دون أن تكون للقوى الأمنية العراقية دراية بهذه التحركات في الغالب. خامساً: الحرب الاقتصادية لقد تعمدت قوات الاحتلال الامريكي ومنذ الساعات الاولى لدخولها الأراضي العراقية السعي إلى تدمير البنى التحتية والاقتصادية للدولة من مصانع ومعامل ومراكز صناعية متعددة، وعلى رأسها النفط العراقي الذي جعلته مستباحاً من جميع الاطراف الداخلية والخارجية "فقضية النفط العراقي المستباح كان حافزاً لإسرائيل على الدخول بقوة في اطار المنافسة على استغلاله، وهذا ما كشفته مصادر عبرية أكدت على أن إحدى الشركات وتدعى شركة بزان ستقوم بشراء (10%) من إجمالي الواردات النفطية الإسرائيلية من العراق، وصرح بذلك يشار مودخاي مدير الشركة نفسها، وأكد على أن الشركة ستقوم بشراء النفط الخام من العراق عن طريق تركيا.. ولم يقتصر الأمر عند مستوى مدير هذه الشركة وتصريحاته بل إن (بنيامين نتنياهو) وزير المالية الإسرائيلي قد أبلغ جمعاً من المستثمرين البريطانيين في لندن بتاريخ (20/6/ 2003م) انه لن يطول الامد قبل أن يتدفق النفط العراقي إلى حيفا وعلى الرغم من انه لم يحدد موعداً لذلك إلا انه أكد على ان الكيان الاسرائيلي يقوم بدراسة المراحل الاولية لإعادة تشغيل الانبوب الذي يخترق الاراضي الاردنية وهو خط (كركوك – حيفا) الذي اغلق منذ عام (1948م))[36] .  وكان ومنذ اللحظات الأولى لدخول قوات الاحتلال الأمريكي وبعد تدميرها للمنشآت الصناعية الكبيرة، حرصت على عدم إعادة إعمار هذه المنشآت ورفض رجوع العاملين والموظفين إلى هذه المؤسسات حتى بعد استقرار الوضع الامني في بعض المناطق.  أما بخصوص ما اطلق عليه إعمار العراق فهي عملية ليس الهدف منها سوى إضفاء الشرعية على نهب خيرات هذا البلد واستثمار ثرواته والتحكم السياسي والاقتصادي، وقد برزت المطالبة بمشاركة إسرائيل في هذه العملية داخل الكيان وداخل الولايات المتحدة على السواء، ففي مقابلة اجرتها صحيفة (يديعوت احرنوت) الاسرائيلية بتاريخ (22/6/ 2003م) مع جون تيلور نائب وزير الخارجية الامريكي أكد على ضرورة مشاركة اسرائيل في اعمار العراق وقال: (إن الطريق مفتوح امامها وعليها ان تعرف كيف تستغل الفرصة الكبيرة المتاحة أمامها..) وهذا صحيح فالطريق قد اعد من خلال المراحل السابقة، لكن اسرائيل لا تحتاج إلى النصح في كيفية استغلال الفرص، لأنها مهيأة ومستعدة، ثم يقول تيلور مؤكداً ما ذكره من أن (عملية التشريع في المجالات الاقتصادية التي سيشهدها العراق ستتيح الفرصة أمام شركات اسرائيلية للبدء في تنفيذ مشاريع في العراق والاستثمار فيه..)[37] .  كما أن الشكل الآخر من تدمير الاقتصاد العراقي هو استهداف المجال الزراعي والقضاء على مقوماته وإيقاف كل المساعي للنهوض به، حتى ان حدود العراق فتحت بمصراعيها أمام استيراد الخضار والمنتجات الزراعية بمختلف انواعها، (حيث قامت قيادة الجيش الامريكي بمنح اسرائيل حق تزويد القوات الامريكية في العراق بالفواكه والخضروات وغيرها من الاغذية في إطار صفقة تجارية تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات ويتم نقل هذه البضائع والمنتجات عن طريق الاردن ثم تقوم شاحنات بنقلها إلى العراق، ويسري الأمر ايضاً على القوات البريطانية وإذا لم تكف المنتجات الاسرائيلية في سد هذه الاحتياجات فإنها ستستوردها من تركيا أو من بعض الدول العربية..)[38] . سادساً: الحرب الفكرية والثقافية  وهي من اهم الاساليب المعتمدة للحرب النفسية، تزامنت مع دخول قوات الاحتلال الامريكي إلى العراق، وتمثلت بنقل الأفكار والايدلوجيات الرأسمالية التي تتبناها الثقافة الغربية مضافاً لها حركة التبشير الواسعة والتي قادتها منظمات دينية متطرفة، بالإضافة إلى المؤسسات الاستخباراتية التي دخلت إلى العراق بحجج مختلفة كالدفاع عن حقوق الانسان وحماية الاقليات وحرية المرأة وغيرها.  ومن الواضح أن هذه المؤسسات قد استمر عملها وجهدها إلى حد الآن عن طريق استحداث منظمات رديفة تحت المسميات نفسها ولتحقيق الاغراض نفسها، وهي تركز جهدها في الوقت الحاضر على طبقة الشباب بدعوى (التنوير) و(مواكبة التطور التكنلوجي) و(إقامة دولة ديمقراطية) ونحوها، والتي تخفي وراءها أهدافاً ومخططات استعمارية توسعية كبيرة.  ويضاف إلى ذلك إيجاد وسائل وقنوات إعلامية تسعى إلى إيصال الايدلوجيات والافكار الرأسمالية، بالإضافة إلى الخطط والآليات الامريكية في المنطقة والعالم اجمع، ومثالها قناة الحرة عراق وراديو سوا وغيرها[39] . إشارات ونتائج   في ضوء ما تقدم، وبعد استعراض الخطورة الكبيرة التي تمثلها الحرب النفسية واستهدافها للعراق بجميع مكوناته، والاضرار التي لحقت بالشعب العراقي بسبب استخدام هذه الاساليب، يجب ان نضع بين يدي المختصين جملة من المستلزمات والمحددات التي يجب ان يلتزم بها أصحاب القرار من مسؤولين ومهتمين بالشأن العراقي للخروج من خطر الوقوع في أزمة الحروب النفسية التي استخدمتها الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الأخرى لتحقيق مصالحها وأهدافها في العراق بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام، ومنها: أولاً: انشاء مراكز بحثية عراقية متخصصة في مجال الاعلام والدعاية والحرب النفسية، لتكون قاعدة اساسية في إنشاء أجيال جديدة متحصنة بسلاح العلم والقوة، وأداة يستفيد منها الباحثون في هذا المجال ويعملون على تطويره. ثانياً: الاستفادة من النتاج العلمي في مجال استخدام اساليب الحرب النفسية العلمية وتوظيفها بشكل علمي دقيق لمواجهة اساليب الحرب النفسية المعادية. ثالثاً: العمل على اعتماد اساليب نفسية عراقية رصينة في الحروب المضادة تعتمد على تخطيط علمي مسبق من خلال الاعتماد على قوانين العلم بعيدا عن الارتجالية وقرارات من هم خارج التخصص. رابعاً: اجراء دراسات وبحوث مستمرة في الإعلام والحرب النفسية المتخصصة بالشأن العراقي، والرجوع بهذه الدراسات إلى حقب قديمة للاستفادة من اخطاء الماضي وعدم الوقوع فيها مرة أخرى وبأساليب علمية وموضوعية. خامساً: . الاعتماد على خبرات علمية وكفوءة في مجال التخطيط للدعاية والدعاية المضادة وعدم الخوض في هذه مجالات بدون دراسة وتخطيط . ------------------------------ [1] ذكر ذلك في رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان الدعاية الأمريكية في العراق(1945-1958)/ جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم الاعلام، 1998، ص11). [2]  محاضرة للاستاذة سحر خليفة لطلبة الدراسات العليا/ الإعلام الجامعة العراقية (2016م). [3]  كتاب (الحرب النفسية للدكتورة حميدة سميسم/2004م). [4]  كتاب (الحرب النفسية.. اضواء إسلامية للدكتور فهمي النجار /صفحة 66). [5]  في كتابه الحرب النفسية.. اضواء إسلامية، صفحة 156. [6]  الدكتورة سحر خليفة، مجموعة محاضرات القيت على طلب الدراسات العليا (الماجستير) في الجامعة العراقية، 2016م. [7]  أساليب الدعاية الأمريكية والعراقية في حرب الخليج الثالثة، دراسة مقارنة للأساليب المستخدمة، 2005م. [8]  ذلك في بحثها الموسوم (أساليب الدعاية الأمريكية والعراقية في حرب الخليج الثالثة، دراسة مقارنة للأساليب المستخدمة). [9]  كتاب (محو العراق خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع آخر، ترجمة انطوان باسيل، لبنان 2011م، في صفحة 63). [10]  كتاب الحرب التلفزيونية، ترجمة ناصرة السعدون، (بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1998م). [11] (ميشيل تشوسوفسكي، الدعاية للحرب/عمليات سرية للتأثير على الرأي العام وصناع السياسات، مجلة المجتمع العدد 1544 في 29/3/2003). [12]  (الحبيب الغريبي وآخرون، الفضائيات العربية وتغطية الحرب على العراق(حلقة نقاشية)، مجلة المستقبل العربي، العدد (295)، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، ايلول2003، ص122). [13]  (محمد الهزاط واخرون، احتلال العراق: الاهداف- النتائج- المستقبل، سلسلة (32)، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2004، ص58). [14]  (سعد حماد، عولمة الحروب.. إلى أين؟ القاهرة،  بلا دار نشر، 2003م). [15]  (سعد حماد، عولمة الحروب.. إلى أين؟ القاهرة،  بلا دار نشر، 2003م). [16]  (سعد حماد، عولمة الحروب.. إلى أين؟ القاهرة،  بلا دار نشر، 2003م). [17]  (سعد حماد، عولمة الحروب.. إلى أين؟ القاهرة،  بلا دار نشر، 2003م). [18]  الدكتور مصطفى الدباغ في كتابه الخداع في حرب الخليج، (عمان، 1993). [19]  (مصطفى الدباغ ص33). [20]  عبد الحميد الجوهري، الخليج العربي وعدوان الحلفاء على العراق، بغداد، دار الحرية للطباعة، 1994. [21]   سهام الشجيري، الشرفة.. والمرآة (التغطية الإخبارية في ام المعارك)، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 2001، ص92. [22]  (أطلق متخصصو الحرب النفسية الامريكية (29) مليون منشور فوق القوات العراقية في الكويت تطالبهم بالاستسلام، واعديهم بمعاملة حسنة ان هم غادروا مدرعاتهم، مهدديهم بالهجمات المقبلة) على القوات العراقية لدفعهم الى ترك مواقعهم(الدكتور مصطفى الصباغ). [23]   (شيلدون رامبتون وجون ستوبر، أسلحة الخداع الشامل (استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق)، بيروت، مركز التعريب والبرمجة، الدار العربية للعلوم). [24]  نقلاً عن كتاب دراسة في الرأي العام والإعلام والدعاية لمؤلفه رفيق السكري، لبنان: مكتبة مؤمن قريش، 1991، ص143. [25]  في بحثه المنشور في مجلة الباحث الإعلامي العدد(28) 2015م، بعنوان (اساليب الدعاية الامريكية في العراق). [26]  في كتابه (الحرب النفسية، حرب الكلمةِ والفكر، عالم الكتب، 2015م). [27]  عبد السلام أحمد السامر، (اساليب الدعاية الامريكية في العراق)، بحث منشور في مجلة (الباحث الإعلامي/ جامعة بغداد) العدد(28) 2015م، ص 33. [28]  الشائعات وطرق مواجهتها ، محمد منير حجاب، دار الفجر للنشر والتوزيع: القاهرة، 2007. [29] يوحنا دانيال: الشائعات المكونة للعقل العراقي: http://ift.tt/2wXUqqQ. [30]  مايكل أوترمان وآخرون، محو العراق، خطة متكاملة لاقتلاع العراق وزرع آخر، لبنان: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2011، ص42. [31]  نعومي كلاين، عقيدة الصدمة.. صعود رأسمالية الكوارث، لبنان: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2011، ص458. [32]  نعومي كلاين، عقيدة الصدمة.. صعود رأسمالية الكوارث، لبنان: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2011، ص458. [33]  كان تمويل جماعة – داعش- في البداية وقبل أن تستقل ماليا من دول الخليج وخاصة من السعودية كما يقول الكاتب الأمريكي وليم إنغدال صاحب الكتاب المشهور -قرن من الحروب: السياسة البريطانية الأمريكية والنظام العالمي الجديد-(2011) يقول الكاتب إن الجماعة قد تم تدريبها في معسكر صفوى شمال شرق الأردن والذي تشرف عليه وكالة المخابرات الأمريكية بمشاركة مخابراتية أردنية وتركية (داعش، نشأتها .. قياداتها .. استراتيجيتها في وسائل الاعلام ومراكز الدراسات، ملحق مجلة الرصد/ العدد(4)، المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية في العتبة العباسية المقدسة، 2015. [34]  يمكن ملاحظة ذلك بشكل واضح عن طريق تتبع سيرة اسامة بن لادن وأيمن الظواهري وابي مصعب الزرقاوي وابي بكر البغدادي ونحوهم. [35]  وهذا ما شاهدناه بشكل جلي مع اسامة بن لادن وابي مصعب الزرقاوي. [36]  علي عبد الجليل علي، الحرب على العراق.. رؤية توراتية يهودية، عمان: دار اسامة للنشر والتوزيع، 2004، ص 26. [37]  علي عبد الجليل علي، الحرب على العراق.. رؤية توراتية يهودية، عمان: دار اسامة للنشر والتوزيع، 2004، ص 27. [38]  علي عبد الجليل علي، الحرب على العراق.. رؤية توراتية يهودية، عمان: دار اسامة للنشر والتوزيع، 2004، ص 28. [39]  ينظر إلى الموسوعة الحرة (ويكبيديا)، تحت عنوان قناة الحرة. المصدر :المركز العراقي للدراسات و البحوث الاسلامي 
  from مدونة العراق http://ift.tt/2vQeKFC via iraq
0 notes
alqubaisimohd-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
«مؤتمر ميونيخ للأمن» لا يوفر الأمن د. عبد المنعم المشاط في مؤتمر ميونيخ الثالث والخمسين دعا سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، القيادات المسؤولة في العالم للعمل معاً من أجل خلق نظام دولي عادل يمكن أن يطلق عليه «النظام الدولي ما بعد الغربي»، كما هاجم حلف الأطلسي باعتباره من بقايا الحرب الباردة التي انتهت بسقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، وأكد أن توسعة الحلف تشكل تهديداً للأمن الدولي لأنه يدفع الطرفين، الشرق والغرب، إلى زيادة التسلح وتكثيف نشر القوات ومن ثم تهديد الأمن الدولي. كانت دعوة لافروف رد فعل على الاتهامات الأمريكية بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لصالح دونالد ترامب دون تقديم أي حقائق يمكن أن تثبت ذلك، وحاول لافروف تقديم تفسير لما يعنيه بالنظام الدولي ما بعد الغربي، بأن أساس النظام الجديد أن كل دولة وبناءً على سيادتها وفي إطار قواعد القانون الدولي، تسعى لإيجاد توازن بين مصالحها القومية من ناحية والمصالح القومية للشركاء الآخرين من ناحية أخرى، وأكد أنه لم يكن هناك صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة وأن روسيا إنما تسعى إلى خلق مساحة كافية من علاقات الجيرة الطيبة من فانكوفر إلى فيلاديوفيستك، وهي العلاقات التي تقوم على الالتزامات المتبادلة والتفاهم المشترك والمسؤوليات المتعلقة بالاستقرار الدولي، ومن أجل تحقيق ذلك فإن روسيا منفتحة بقدر انفتاح الولايات المتحدة على القيام بمسؤولياتها الدولية، وأخيراً فإن العلاقات الروسية - الأمريكية ينبغي أن تقوم على أسس براجماتية أساسها المصالح المشتركة بين البلدين، وقد رأى الأوروبيون أن غرض روسيا يستهدف «روسنة» الولايات المتحدة في عهد ترامب ووزير خارجيته ركس تيلرسون، صديق بوتين. وتتفق دعوة لافروف مع التقرير السنوي لمؤتمر ميونيخ للأمن الذي يتحدث عن النظام الدولي ما بعد الحقيقة وما بعد الغرب وما بعد الاستقرار، وهي قضايا تتصل بالتطورات الدولية التي حلت بالنظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. فقد تحول النظام الدولي في عام 1991 من نظام ثنائي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى نظام آحادي تقوده الولايات المتحدة ما بين 1991- 2008، ثم انتقل إلى نظام شبه تعددي تقوده أطراف خمسة هي الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والاتحاد الأوروبي، ثم ها هو يتحول إلى نظام ثلاثي تتحكم فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين، حيث صارت الصين الفاعل الدولي الأول بالنظر إلى عدد السكان والناتج القومي الإجمالي وحجم الصادرات والتجارة الدولية والاحتياطي النقدي، ولا شك أن انتقال النظام الدولي من التعددية التي كانت تضم الاتحاد الأوروبي إلى نظام ثلاثي يستبعده يشكل أزمة حقيقية للاتحاد الأوروبي خصوصاً في ضوء تصريحات ترامب في خطاب التنصيب يوم 20 يناير 2017 بأن «أمريكا أولاً»، بما يدفع إلى درجة عالية من الفوضى وعدم اليقين ويتعارض بصورة واضحة مع السياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما أن ترامب أبدى عدم تحمسه لحلف الأطلسي، كما أنه في مقابلته لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي حبذ خروج دول أوروبية أخرى من الاتحاد الأوروبي ما دفع السفير وولف جانج اشنجر، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى التحذير من أن البيئة الأمنية الدولية اليوم أكثر هشاشة من أي فترة أخرى منذ عام 1945، وكما عبر دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، عن خوفه من أن أوروبا تقع تحت التهديد من الجميع بما فيهم الولايات المتحدة، وذكر أن العلاقات الأوروبية - الأمريكية، بعد تصريحات ترامب وإن كانت لم تمت بعد إلا أنها تعرضت لجرح غائر ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما إذا كانت ستبرأ أم لا. ولعل ذلك ما دفع مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، إلى أن يؤكد أمام المؤتمر الالتزام الأمريكي بتقوية حلف «الناتو».وربما يكون من المفيد أن نلقي الضوء على أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن ودوره في رسم الاستراتيجية الدولية، فقد بدأ المؤتمر عام 1963 كمنتدى يضم ألمانيا والولايات المتحدة وأعضاء حلف «الناتو» بغرض البحث في أسس الأمن الأوروبي، ثم دعيت إليه روسيا ودول أوروبا الشرقية بعد تحولها إلى نظم ديمقراطية في أعقاب انتهاء الحرب الباردة، ثم دعيت إليه الصين والبرازيل والهند في السنوات الأخيرة، ويحضر المؤتمر ممثلون لبعض دول الشرق الأوسط نظراً للاهتمام بالاستقرار في المنطقة، كما تدعى إلى المؤتمر شخصيات عامة دولية ورجال أعمال وشركات كبرى يمكن أن تسهم في تحقيق الأمن الدولي. وتعود أهمية المؤتمر الأخير الذي عقد بين 17-19 فبراير 2017 إلى أنه يعقد في أعقاب انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب من ناحية، وتبلور القوة الروسية والصينية على المستوى الدولي من ناحية أخرى، ونظراً لذلك فقد حضر ما يربو على 500 من صناع القرار في العالم، منهم 25 رئيس دولة وحكومة،و80 وزير خارجية ووزير دفاع بالإضافة إلى ممثلين للهيئات التشريعية في عدد من الدول المشاركة.وقد نوقشت مجموعة كبرى من القضايا منها ما يتعلق بمستقبل النظام الدولي وقواعد بناء الاستقرار ومصادر التهديد وعلى رأسها الجهاديون الإسلاميون وقضايا الأمن الأوروبي وأزمة الديمقراطية في العالم، هذا فضلاً على المبالغات الإعلامية والدعايات الكاذبة. وعبر الأوروبيون عن تخوفهم من استراتيجيات وخطط الدول الثلاث المسيطرة على النظام الدولي، فهناك شغف كبير حول سياسة العزلة الأمريكية التي أتى بها ترامب والتي بدأ يرسي بعض ملامحها في مجالات تقييد الهجرة الإسلامية إلى الولايات المتحدة والاتجاه نحو معاداة العالم الإسلامي، والتخلي عن مبادئ حرية التجارة، حيث تخلى عن الشراكة التجارية مع دول المحيط الهادي، والتخلي عن حل الدولتين بين «إسرائيل» والفلسطينيين، وعدم الاكتراث بحلف «الناتو» بل والاتجاه نحو إضعافه، ومن جانب آخر هناك خشية من سياسة بوتين نحو إعادة دور روسيا بأي ثمن بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم وغزو أوكرانيا وجورجيا واللجوء إلى الحرب في سوريا، كما أن هناك عدم رضا إزاء محاولات الصين بناء القوى والنفوذ في بحر الصين الجنوبي على حساب الأطراف الأخرى. ولا شك أن ما صرح به لافروف- بشأن إقامة نظام دولي جديد غير غربي- ينسجم تماماً مع محاولات دول بريكس (الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا)، وهي جميعها ما عدا جنوب إفريقيا حضرت المؤتمر، إنشاء نظام دولي جديد يختلف مع النظام الأوروبي- الأمريكي الذي أنشئ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فقد أنشأت هذه المجموعة بنك التنمية الجديد برأس مال 100 مليار دولار ومؤسسة التمويل الدولية برأس مال مماثل لكي تحل محل البنك الدولي وصندوق البنك الدولي اللذين تم إنشاؤهما بناءً على اتفاقية بريتون وودز في الولايات المتحدة عام 1944، وما يدفع مجموعة بريكس إلى ذلك ليس فقط رغبة كل من روسيا والصين في إنشاء نظام دولي جديد خاضع لسيطرتهما لكن أيضاً لسحب السجادة من تحت أقدام أوروبا والولايات المتحدة بغية وضع أسس مختلفة، وربما أكثر عدلاً، للدول الصغرى وللنظم الدولية الفرعية كدول الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويكمن الهدف السياسي في التخلص من سيطرة مفهوم السلام الأمريكي Pax Americana على سير العلاقات الدولية والمنظمات الدولية الذي لن يحقق الاستقرار الدولي والأمن الجماعي كما نصت عليهما مواثيق الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ويقوم النظام الدولي الجديد على فكرة المساهمة الجماعية Collective Engagement في المسؤوليات الدولية. Original Article
0 notes
emiratesnews-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
المأزق العربي دائم في مسرحية «غصة عبور» الشارقة: محمد ولد محمد سالم حشد المخرج محمد العامري ستة من خيرة الممثلين على الساحة المسرحية الإماراتية هم: إبراهيم سالم ومحمود أبو العباس وحميد سمبيج ورائد الدالاتي وبدور وأحمد أبو عراده، وضمن بذلك أن يقدم أداء تمثيلياً رائعاً على الخشبة في مسرحية «غصة عبور» من تأليف تغريد الداود، وإنتاج فرقة مسرح الشارقة الوطني، وعرضت مساء أمس الأول في قصر الثقافة في خامسة ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الثانية.في العرض يبدو أبطال المسرحية عالقين على ذلك الجسر، الذي يجتهد حارسه في إجلاء الناس عنه، مخافة أن يحتشدوا فوقه فينهار، لأنه الجسر الوحيد للعبور بين ضفتين، وكل المعابر والطرقات تؤدي إليه، ولكل من أولئك العالقين حكايته المرة التي تجعله عاجزاً عن العبور إلى الناحية التي يتجه إليها، أو العودة إلى الجهة التي جاء منها، فالشاب الذي اندفع فجأة على الجسر محاولاً العبور، رغم تحذيرات الحارس، يقف في نهاية الجسر غير قادر أن يتقدم، لأن أمامه ناراً ستحرقه، ولن يستطيع الرجوع لأنه فارّ من جحيم من القتل والدمار كان سيمزقه، أما المرأة الحامل التي حاولت الانتحار على الجسر، فهي فارة من زوجها الإرهابي الذي أغواها حتى هربت معه وتزوجته، فلا يمكنها أن تعود إليه، وتخشى من مقابلة أهلها، كذلك الرجل المسن القادم من بلاد الغربة التي امتهنته وأكلت عمره، قد حنّ إلى وطنه، لكنه لا يستطيع أن يعبر لأنه لن يجد أحداً في انتظاره، ولن يعود إلى الوراء بعد أن خاصمه أولاده وتركوه يذهب وحيداً، أما ذلك الشاب الذي يحمل جنسية أجنبية واسماً أجنبياً، فهو عائد إلى وطنه الأصلي وحارته التي تربى فيها، ليبحث عن ذاته واسمه الحقيقي وجنسيته التي فقد معناها عندما اضطر إلى الهرب من وطنه، لكي ينجو من سياط القمع والموت، بعد أن سجن وعذب وقطعت أصابع يده التي كتب بها أعذب الأشعار لوطنه، وها هو على الجسر لا يستطيع التقدم لأن نظام القمع والموت الذي فر منه ما زال هناك ينتظره.إنها مآزق متشابهة، تجعل الجسر هو الملاذ الوحيد لكل أولئك الأشخاص، وتعطي للحارس فرصة استغلال ضعفهم وحاجتهم، فيدفع للشاب الأول مالاً ويعطيه سلاحاً لكي يعود إلى المكان الذي جاء منه، فيساهم في جحيم القتل، وعندما يعود للجسر يعود مضرجاً بالدماء، ويحاول الحارس أن يغري المرأة بالذهاب إلى مدينته حيث رجاله هناك سوف يدفعون لها المال ويفتحون لها فرصاً جديدة للحياة، ولئن كانت رصاصة الشاب التائه قد خلصتهم من ذلك الحارس الاستغلالي، فإن رجلاً أجنبياً استغلالياً سيظهر لهم من جديد، ليلعب على ضعفهم وحاجتهم، وسيظل الجسر يضطرب بهم، إنه مأزق لا مخرج منه. لا شك في أن العرض نجح في إيصال حالة المأزق التي تعيشها الشخصيات، وتأكيد وضع عربي متأزم، بإخراج فني متميز عرف به العامري، لكنّه منذ البداية كان واقعاً في مأزق درامي لا يمكنه التخلص منه، فهو يجمع بين أربع حكايات مستقلة لأربع شخصيات تنتهي كلها إلى مأزق لا يسمح بالتقدم أو التراجع، وهي حكايات واقعية، وقد فرض اجتماعها على العرض أن يسير أفقياً، ويفقدَ التصاعد العمودي المطلوب في النماذج الحكائية الدرامية، كما فرض عليه سمة السردية الباردة، فكل شخصية مضطرة إلى سرد حكايتها للحارس، لكي تفسر له المأزق الذي تعيشه، ولو أن حكايات الشخصيات كانت رمزية، لكان لذلك التعدد الحكائي مبرر، لأن الرمز قد يحتاج إلى تأكيد عبر التكرار لكي تتّضح دلالته، لكنها حكايات كلها واقعية، وكل واحدة منها تغني عن الأخريات، وكل واحدة منها قد تحتاج إلى ساعات وساعات من التمثيل لكي تتضح أعماقها وتتفتح مغاليقها، ألا تحتاج الصراعات الداخلية والحروب الطائفية إلى مسرحيات، وكذلك الإرهاب، والغربة، والدكتاتورية، لقد بدا العرض شبه متوقف بسبب تكرار حالات المأزق المتشابهة التي جعلت الشخصيات في حالة شكوى مستمرة لم تستطع أن تتجاوزها، فهي في حالة «غصة» دائمة.رغم ذلك المأزق الدرامي فإن المخرج نجح في معالجته بإحكامه للّعبة الإخراجية سواء على مستوى السينوغرافيا التي كانت موظفة بشكل جيد، خصوصاً ذلك الجسر الدوار الذي هيأ للمشاهد أن يرى الممثلين في عدة وضعيات، وكسر الرتابة التي تنشأ من حالة السردية، كما أسهمت الإضاءة في إعطاء أجواء الخوف والترقب والقلق فوق الجسر، وأجواء الحرب والدم والظلام من حوله، ولم تتخلف المؤثرات الصوتية عن ذلك، لكنّ البطل الفعلي في كل ذلك المشهد كان أولئك الممثلين البارعين الذين أدوا أدوارهم باحتراف عالٍ وتناغم جميل، وكان محمود أبو العباس الذي مثل الحارس الدينامو المحرك، نظراً لأن العبء الأكبر كان عليه، فقام بالدور أحسن قيام، وكان بارعاً في الجمع بين الجد والهزل، وإثارة الضحك، وقد أدت كل تلك الإيجابيات إلى جعل العرض يمر سلساً، ويتفادى الملل.
0 notes
alqubaisimohd-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
ترامب + بوتين= ؟ د. نورهان الشيخ غداً يوم آخر.. غداً سيدخل دونالد ترامب البيت الأبيض ليصبح الرئيس ال45 للولايات المتحد خلفاً للرئيس باراك أوباما. العالم يترقب ما سيفعله الرئيس الجديد المحمّل بأفكار ومواقف سوف تحدث تغييراً جوهرياً في السياسات الأمريكية تجاه العالم، إذا ما تم تطبيقها، وقد تشكل علامة فارقة في النظام الدولي، وفي العلاقات مع الدول الكبرى، مثل روسيا، والصين، وأوروبا، وحلف الأطلسي. تشكل العلاقة المقبلة لترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشغل الشاغل للمراقبين والسياسيين، إذ في ضوء هذه العلاقة سوف يتحدد الكثير من المواقف الدولية، بسلبياتها وإيجابياتها. ورغم الصعوبات التي كانت تكتنف العلاقات الأمريكية الروسية منذ إعلان واشنطن عام 2007 إقامة الدرع المضادة للصواريخ، واعتراض موسكو عليها، واعتبارها تهديداً مباشراً لأمنها القومي، فإن الخلافات بين البلدين ظلت كامنة وتحت السيطرة حتى جاءت الأزمة الأوكرانية لتشعل التوتر، وتكشف حجم التناقضات الاستراتيجية بينهما، وتعيد أجواء الحرب الباردة التي كانت اعتبرت جزءاً من ماض لن يعود. وعلى مدى عامين لم يلتق الرئيسان أوباما وبوتين، وعندما استؤنفت اللقاءات بينهما أواخر عام 2015، كانت باردة ومقتضبة، وخيّم عليها التباعد في الرؤى والتوجهات، وبدا أن اجتماعات كيري لافروف هي الشريان الذي يبقي العلاقات الأمريكية الروسية على قيد الحياة.وقد أثار فوز دونالد ترامب جدلاً واسعاً، وتساؤلات عدة داخل الولايات المتحدة، وخارجها، حول سياساته وتوجهاته، خاصة في ما يتعلق بروسيا، ومدى قدرته على إحداث تحول حقيقي في العلاقات الأمريكية - الروسية باتجاه التفاهم والتهدئة، وهل يكفي مجرد إبداء الإعجاب ببوتين لتقريب الهوة في مواقف البلدين من قضايا دولية وإقليمية عدة.إن ترامب لم يأت من قلب المؤسسات الحاكمة، أو ما يسمى ب«Establishment»، كما هو الحال في الرؤساء الأمريكيين السابقين، وهو يمثل اليمين الأمريكي، وأعلن صراحة أنه جاء بمنطق «الصفقات الكبرى»، وأن همه الشاغل هو الشأن الداخلي، وتحسين الأداء الاقتصادي، واستعادة الولايات المتحدة لمكانتها كقوة اقتصادية. ومن هنا يأتي الرهان على إمكانية اختلاف توجهاته، وأسلوب إدارته للسياسة الخارجية عن سابقيه، خاصة أنه قام بتعيين شخصيات في مواقع مهمة، هم أيضاً من خارج المؤسسات المهيمنة، ومن الراغبين في تحسين العلاقات مع روسيا، منهم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي. وتأتي الأزمة الأوكرانية في مقدمة القضايا التي من المنتظر أن تشهد انفراجاً بين البلدين، وكما كانت هي الأزمة المفجرة للتوتر بينهما، ستكون هي جوهر التهدئة بين واشنطن وموسكو، فقد أشار ترامب في كلمة ألقاها يوم 1 أغسطس/آب، أمام أنصاره في مدينة كولومبس بولاية أوهايو الأمريكية، إلى أنه سيدرس إمكانية الاعتراف بالقرم جزءاً من الأراضي الروسية، في حال انتخابه رئيساً، وأعرب عن اعتقاده بأنه إذا حاولت واشنطن مساعدة أوكرانيا على استعادة القرم من روسيا بالقوة فقد يؤدي ذلك إلى حرب عالمية ثالثة. وقال: «لقد فضل شعب القرم أن يكون مع روسيا، وليس مع البلد الذي كان معه من قبل (يقصد أوكرانيا)، وعلينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار». وقد يمتد التوافق ليشمل أيضاً الملف السوري الذي تأزم مع إعلان الجانب الأمريكي تعليق مشاركته في المفاوضات بشأن سوريا، ويبدو موقف ترامب مختلفاً كثيراً عن سلفه أوباما، حيث أعطى الأولوية لقتال «داعش» بدلاً من إزاحة الأسد، وأشار إلى ذلك صراحة في مقابلة له مع وكالة «رويترز». وفي مقابلة أخرى مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، حذر ترامب من أن استهداف بلاده النظام السوري، أو دعمها المعارضة السورية المسلحة قد ينتهي بمواجهة مع روسيا. كما أنه لا يبدو متحمساً لدعم المعارضة المسلحة، وفي واحدة من المناظرات بينه وبين منافسته الديمقراطية، انتقد ترامب سياسة أوباما في هذا الشأن، قائلاً «حالياً نحن ندعم فصائل معارضة تقاتل في سوريا، ولا فكرة لدينا عمن يكون هؤلاء الأشخاص». من ناحية أخرى، لا يبدو الأمر يسيراً على ترامب حتى لو كان راغباً حقاً في التفاهم مع موسكو، وهناك ضغوط داخلية وخارجية قوية قد تلجم خطواته باتجاه روسيا. ومن الواضح أن الكونغرس، رغم أغلبيته الجمهورية، لن يكون طيعاً لترامب، نظراً لوجود عدد من الجمهوريين في الكونغرس لا يكنون الود لترامب، وسيحاولون عرقلة عمله، ومن المتوقع تحالفهم مع الديمقراطيين للحيلولة دون تصديق الكونغرس على تعيين وزير الخارجية المرشح من قبل ترامب، والمقرب من موسكو. وكذلك لإحباط أي محاولة من جانب ترامب لإسقاط العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما ضد روسيا، بما في ذلك الحزمة الأخيرة التي فرضتها قبيل عيد رأس السنة، والتي تضمنت طرد الدبلوماسيين الروس، وغيرها من القرارات التي اتخذها سلفه. كما قام جون ماكين، السيناتور الجمهوري وأحد «الصقور» ذوي النفوذ في الكونغرس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي بجولة شملت دول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وأوكرانيا وجورجيا، مؤكداً ضرورة «اتخاذ خطوات عقابية أكثر صرامة ضد روسيا بسبب هجماتها على الولايات المتحدة، وأن الأخيرة ستواصل دعم هذه الجمهوريات السوفييتية السابقة». وفي كييف، وعد ماكين القادة الأوكرانيين بأن الولايات المتحدة «لن تتركهم بلا دعم» في وجه ما وصفه بتطلع روسيا إلى انتزاع «استقلال الأوكرانيين وحريتهم».وإلى جانب الكونغرس، هناك «البنتاغون» التي خصصت 3.4 مليار دولار ضمن الميزانية الدفاعية لعام 2017 «لردع روسيا»، ويتضمن ذلك دعم حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، واستمرار نشر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتوسيع تواجده العسكري في أوروبا الشرقية، وهي الخطة التي بدأ الحلف تنفيذها عام 2014 بحجة «ضرورة ردع العدوان الروسي». إلى جانب الاستمرار في نشر واشنطن درعها الصاروخية، وبدء العمل على تصميم مكونات جديدة في هذه المنظومة تمهيداً لنشرها مستقبلاً في الفضاء، في إحياء لبرنامج «مبادرة الدفاع الاستراتيجي»، أو ما عُرف ب«حرب النجوم» الذي دشنه الرئيس رونالد ريغان عام 1983، بهدف استخدام النظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من الهجوم المفترض بالصواريخ الباليستية النووية الاستراتيجية، وكلف واشنطن، قبل إغلاقه رسمياً عام 1995، نحو 30 مليار دولار. ويمثل هذا تصعيداً واضحاً في العلاقات الأمريكية - الروسية، وتحدياً حقيقياً لإدارة ترامب في تقاربها المأمول مع موسكو.أما التحدي الثالث، فيتمثل في المخابرات الأمريكية التي تميل إلى التصعيد مع موسكو، وأعدت تقريراً أكدت فيه تورط روسيا في عمليات القرصنة الإلكترونية للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأفردت فيه جزءاً خاصاً للهجوم على نشاط قناة «آر تي» الروسية وتدخلها السلبي في الانتخابات الأمريكية، كما أدلى كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية، بشهاداتهم، يوم 5 يناير، في هذا الخصوص متهمين روسيا بعمليات التسلل الإلكتروني. ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه خاصة مع تعيين ترامب السيناتور السابق دان كوتس، لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية ليتولى إدارة أنشطة 16 وكالة استخبارات أمريكية، منها وكالة الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، وهو واحد من الذين شملتهم العقوبات الجوابية الروسية، وتم منعهم من دخول الأراضي الروسية عام 2014، رداً على العقوبات الأمريكية ضد موسكو. وفي تغريدة له على تويتر يوم 7 يناير/كانون الثاني، قال ترامب إن «العلاقات الجيدة مع روسيا، أمر جيد، والحمقى فقط، يعتبرون العلاقات السيئة مع روسيا، أمراً جيداً»، وستكشف الأشهر القليلة المقبلة مدى قدرة ترامب على إثبات ذلك.*أستاذ العلوم السياسية (القاهرة) Original Article
0 notes