Tumgik
#ما معنى الحرب الباردة
t-ablog · 4 months
Text
‏أكفرتَ بهذا العالم أم ليس بعد؟!
1. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق الطّفل وقد رأيتَ أطفالَ غزَّة يُنتشلون قِطَعاً من تحت الأنقاض!
وأعيذكَ باللهِ أن تكون قد انطلتْ عليك دموعهم الباردة، ما هي إلا دموع التّماسيح بعد الفراغ من التهامِ فرائسها!
هؤلاء لا يعنيهم أطفالنا إلا حين يضعون لهم مناهجَ لتدجينهم، وحين يبثون فيهم سموم المثليّة وحريّة اختيار الجنس، ما عدا ذلك فإنَّ ابنكَ وابني ليسوا إلا أرقاماً، موت الواحد منهم والألف عندهم سواء!
2. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق المرأة وقد رأيتَ نساء غزَّة تطايرتْ أشلاءهُنَّ فأداروا وجوهم عن المشهد!
هؤلاء لا تعنيهم المرأة إلا إذا كانت قضيَّتُها خلع الحجاب، واتخاذ الأخدان، ومزاحمة الرّجال!
ما عدا ذلك فهُنَّ مصانع للإرهاب!
إنَّ امرأة واحدة تهربُ إليهم خالعة حجابها يحتفون بها كأنّها اخترعت دواءً للسرطان، أو قضتْ على المجاعة وأوقفت الحروب في هذا العالم!
أما نساؤنا فليُقصفنَ وليمُتنَ، لن تتحدث عنهنَّ النّسويات، ولن تُذرفَ عليهنَّ الدُّموع، يا صاحبي هم لا يريدون حريّة المرأة وإنما حرّية الوصول إليها!
3. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمجلس الأمن الذي يُرفع فيه الفيتو ضدّ وقف الحرب، هذا العالم الذي يُدين فيه روسيا في ثانيّة، ويصلي استخارةً منذ ثمانية أشهرٍ ليُقرر إن كان سيدين جرائم الاحتلال، ثمّ يتبيّن له بعد خشوعٍ طويل، أنه دفاع مشروع عن النّفس!
4. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بالأمم المتّحدة ومواثيقها، فهي ليستْ إلا حبراً على ورقٍ، وليست أكثر من أصنام العرب المصنوعة من تمرٍ في الجاهليّة، يعبدونها حيناً ويأكلونها حيناً!
إنهم يعبدون قوانينهم إذا تعلّق الأمر بهم، أما إذا تعلّقَ الأمر بنا، خرجوا علينا ليخبرونا أنَّ النّاس في هذا العالم ليسوا سواسية، وإنما مقامات، فيهم الشُّقر نُخبة البشرية وخلاصتها وفيهم أولاد الكلب نحن!
5. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمحكمة العدل الدُّوليّة، مطارقهم القضائية لا تُطرقُ إلا في وجوهنا نحن، وبسالة القانون لا تطالُ جرائمهم، بل ويتمُّ تكريم قادتهم بجوائز نوبل للسّلام، يعتلون المنصات وأيديهم تقطرُ من دمائنا، وبين أسنانهم بقايا لحومنا، ولكنّه السّلام، أما أنتَ فمُتْ بسلامٍ!
6. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بحرِّيةِ التّعبير وقد رأيتهم ينهشون بعضهم كالكلاب المسعورة! أما رأيتَ فضّ الاعتصامات في جامعات أمريكا أمّ الديمقراطيات؟!
أما طُردَ الذين عبروا عن الآراء التي لا تُعجبهم من وظائفهم؟
أما جرحروهم إلى المحاكم بتهمة معاداة السّاميّة؟
وأنتَ أما قيّدوا حساباتك وحذفوا منشوراتك، يا صديقي الحرّية عندهم ليستْ إلا تمثالاً!
7. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً أن هناك أشياء عبثيّة في هذا العالم!
هل سمعتَ شيئاً عن كورونا ومتحوراته ومتحولاته منذ بدء الحرب على غزّة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن سُعار الشذوذ وترويج المثلية والمخنثة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن القلق من انخفاض سقف الحريات في مكان ما في هذا العالم؟!
هل سمعتَ شيئاً عن تعديل المناهج؟!
هل سمعتَ شيئاً عن حوار الأديان، والتعايش المائع، وتلك الحكمة الباردة؟!
المُعلّمُ الذي يقفُ وراء كلّ هذا واحد، قد شغلته غزّة عما كان فيه!
في اليوم التالي لنهاية الحرب، سيظهر المتحور الفتاك، وحملات الشذوذ، وكل تلك السمفونية المشروخة!
وإني أعيذك بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بهذا العالم!
أدهم شرقاوي / مدونة العرب
Tumblr media
عالم قذر بكل ما تحمله الكلمة من معنى ❗
عالم ذو وجوة متعددددددة ❗
T
16 notes · View notes
angrybouquetpaper · 1 year
Text
هل أستحق هذا القدر من العفونة؟
هل سأظل حبيسة الماضي؟
هل تكرار الأيام لها يد في ذلك؟
هل حبيبي يحبني حقاً أم الأيام ستوبخني على ما ضاع وما سيضيع؟
وهل حقاً -كما قالت أحد النساء- ولا أريد ذكر اسمها بالتفصيل. إنني اتعالى وأرى نفسي في القمة؟ الحقيقة إنها لا تعلم عن الحرب الباردة التي داخل احشائي ليس لديها فكرة عن ما أظن من أنا والحقيقة أنني لا شيء ولو هناك شيء اذكره بالتحديد عن أحقر من القاع لقولت. انا لا شيء أنا خواء.
هل سيعاقبني عن ما بدر مني من إيذاء أحب الناس ليِ؟
وهل سيعاقبني عن ايذائي لنفسي؟
كيفما الإنسان إن يتمادى في عشق شخص لكن الحياة لا تحبنا؟ كيف سأعيش من بعده وكيف سيعيش من بعدي؟
أتألم.
اسيعاقبني الله على سوء اختيارتي؟
وانا لا صلة لي بتاتاً أفأنت المختار لي أم أنا عاشقة الأرق المزمن واضطرابات المعدة؟
أؤكد إني ليس لي شأن في اختياري سواء كان جامعة أو حتى أهل انا لا شيء.
من ذا الذي يقول إنني مخير؟ بم ينتفع الإنسان لطالما الله الذي يخيره وهو يعلم كل العلم ما المراد! من المختار بالله يا عالم.
أأستحق هذا العذاب يا الله لم؟ اللهم لا اعتراض يا رب اللهم لا اعتراض.
آمنت بك وبكل رسلك وأخطئت لكن خطأي كان ماضياً. هل هذا عقوبة أخطائي أم هذه مجرى حياتي؟ ارفض بشده أن تسير حياتي بهذا الرتم الكئيب الحزين
انا بحب محمد ومستعدة احارب الدنيا كلها علشانه بس نفسي يجي نفسي أصحى وانام الاقيه في مصر نفسي المسه واحسه نفسي اتفرج عليه واملى عيني منه. نفسي أحب حب حقيقي. يا رب بالله عليكي ما تكسر قلبي. يا رب ما اندم على اختياراتي. يا رب عرفت أد ايه معنى دعاء اللهم اخترلي ولا تخيرني! اتأذيت واتجرحت أوي. ونفسي حياتي الجاية تكون كويسة ومستقرة وناضجة. نفسي كل حاجة شايفاها قدام عنيا تتحقق يا رب.
3 notes · View notes
najihossein · 2 years
Text
0 notes
senoritasema1 · 5 years
Text
”الحمار وغناء العندليب“
Tumblr media
5/5/2019
08:00 pm
هل كان مطمئنًا إلى هذا الحد امتلاكك بطاقة تقول لك اسمك وديانتك و جنسک، أكانت كافية لتدرك أنك على جادة الطريق؟
يؤسفني أن أتلوا على مسامعك وأهز خلايا عقلك أن البطاقة التي في جيبک ليست بالضرورة من تحدد هويتک، اسمك، ديانتك، رقم بطاقتك كلها لا معنى لها إن لم تحدد أنت هويتک وانتمائك إلى فئة محددة، وأن القضايا التي تستبسل في الدفاع عنها، والأفکار التي تتبناها هي من تحدد هويتك الحقيقة؛ قد يكون اسمك محمد وأنت أول من يعادي رسالته، أو شريف وأنت سارق، أو صادق وأنت كاذب، لا أهمية للبطاقة إذن، أليس كذلك!
على مسرح الحياة لابد للإنسان أن يكتشف هوية له ليقرر مع من سيرقص؛ السکير، اللص، أم مع صاحب الحق؟
الحيادية أمر مزعج وقاتل، أنقر بأصابعي على الطاولة بشکل قلق، هناك سائق غبي يصرخ بأعلى صوته في الخارج، عقلي يكاد ينفجر متي سينتهي إزعاج الناس؟ متى سيموت الأغبياء؟
كل كلماتي نـُسجت من دموع الحرب، يقال أن الحرب وضعت أوزارها، أيقال هذا بعد أن أهلكت الأخضر واليابس، الحرث والنسل؟
بعض الناس يظنون أن الحيادية أمر شريف ويظنون أنهم من أهل الحظوة ولكن ما ضر نهر الفرات إذا ولجت فيه الكلاب؟!
تطوف بالمكان نغمات حزينة، هناك رجل مخبول على الشاشة يُلقي خطابَ زورٍ ينوه فيه أن الظروف الإقتصادية وكل شىء بخير.
أقضم شفاهي بغضب، ليس ثمة ما في الأمر ما يدهش، إنهم أباطرة التدليس والتزوير، يختارون كلماتهم بعناية فتخرج كعطر يُسكر العقول، منّ قال أن سُکر الخمر ٱشد وطئًا من سُکر الكلمات!؟ لا يا عزيزى بعض الكلمات تقال على عجل وتظل دهرًا في عقلک، لا تبرح مكانها؛ توهمك أنک تُحسن صنعًا وأنت لست کذلك!
المكان هنا ينقصه الإنتماء الحقيقي، مذبذبين في معركة الهوية، لا يعلمون إلى هؤلاء ينتمون أم إلى هؤلاء؟ مع من يرقصون هؤلاء أم هؤلاء؟ في أي صف يصتفون؟!
يرقصون على السلم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..
الأمر مثير للضحك ولکن يميل أكثر للغثيان.
رائحة الدماء تعصف بالمكان، الموت يطاردنا، أؤمن ٱن الحرب الباردة انكى للمرء، أکانت الحرب فقط صواريخ وبنادق، لا ليست بالضرورة الحتمية كذلك، معركة الفكر والهوية أکثر شناعة.
أي خبل أصاب الناس! أرددها في نفسي. مالي أراهم يفطنون إلى اللغة الأجنبية، ويسخرون ممن يتحدث بالعربية، أليس اللغة هوية؟ من أفسد أذهانهم وقال لهم أن التعري حرية، أليست الملابس المحتشمة بعيدًا عن الدين وهوس العلمانية هوية؟ منّ قال أن الدياثة من شيم رجالنا؟ ألم تكن الغيرة هي الخصلة التي تمييزهم؟ أليست الغيرة هوية؟ من رسم في مخيلتهم أن ثقافة الغرب أولى بالاتباع وهم أراذل من في العالم اليوم وإن تقدموا علينا ماديًا!! من أجل ماذا باعوا النفيس بالرخيص!! ألم يدرکوا أن الحياة شرًا مستطيرًا؟ ألم يعلموا أن معرکة الهوية تتركک عاريًا من كل ما يميزک، حتى مبادئك ستذهب أدراج الرياح..
كش ملك.
لا هوية لا مبادئ لا شىء، أراهن أنک ترقص مع الغفلة الآن!
أتميز غيظًا، الحفلات صاخبة جدًا، يتمايلون ويرقصون رقصًا طافرًا، يصرخون وتشرأب الأعناق و تنتكس الفطرة وترتفع الأيادى مصفقين ومهللين، أي فراغ يجتاح الأمة؟ أي بهيمية يسير العالم نحوها؟!
الدين الذي من المفترض أن ينظم شئون العامة مختزل في كلمتين؛ صلاة وصوم وما يأتي في طيات الحياة بعد ذلک مباح بشهادة سيدنا المفتي، وليكن كذلك؛ الفتاوي وإن كانت زورًا، الجهل ليس شافعًا؛ أرى الناس يترنحون ويرددون ساعة لربك وساعة لقلبك, يا ويحهم!!!
ما الشىء الذي عاندوا من أجله الحق؟! وما هذا التركيب المضاد لعقولهم؟! وماهذا الغباء الشديد ؟!
أمقت الجهل، أدقق النظر في الخارج مازال ذاک المعتوه يصرخ، عندما يمجد الشعب طاغوتًا ويصوره إنه رمز للعزة ويترحم عليه، فأقرأ على تلك الأمة أيات الهلاک والتية أربعون سنة.
تذكرت أن الثائر لأجل مجتمع جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كي يضيء الطريق لشخص ضرير !
بدلًا من أن نصبح جنـود على الثغور ندافع عن حقوقنا المغتصبة وحريتنا، سادت فينا الشهوات التي تنطلق بلا ضابط ولا رقيب وأصبحنا كالغرب نبحث عن متاع الدنيا الزائل!!
لطمتني عنجهيتهم وكبرهم يحسبون أنهم على شىء، يصرخون بأعلى صوت كل هذا هراء، نحن نريد أن نعيش، وستجيبهم أنت بکل هدوء ماذا يفهم الحمار من غناء العندليب؟! ماذا يفهم العبد من خطاب الحرية؟!
ألم يحن أن تحدد هويتک، تحدد انتمائك على رقعة الشطرنج تلک؟!
من أنت؟
بيدق، حيوان، وزير أم خليفة!؟
بقلمي/ قمرة أندلسية
71 notes · View notes
mohamedaboelgheit · 7 years
Text
التسامي بالتطلع إلى المستقبل - فيكتور فرانكل
فيكتور فرانكل 1905 - 1997 هو طبيب نفسي وعصبي نمساوي، يهودي، عاصر الحرب العالمية الثانية، وقضى الفترة 19 أكتوبر 1944 إلى 27 أبريل 1945 في معسكرات الاعتقال النازية. ويحكي في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى" عن هذه التجربة من جانبيها الذاتي بوصفه معتقلاً، والموضوعي بوصفه طبيباً ومحللاً نفسياً. في الاقتباس التالي يذكر فرانكل تجربة شخصية له في التغلب على الواقع الأليم الذي كان يهيمن على يوميات حياته كعبد عامل في المعسكر:
((وهناك خبرة شخصية أتذكرها، حين كانت الدموع تنهمر من عيني من وطأة الألم، إذ كان بقدمي قروح مفزعة نتيجة ارتدائي لحذاء ممزق، وأخذت أعرج سيراً على الأقدام لبضعة كيلومترات مع صف طويل من الرجال من المعسكر إلى موقع عملنا، وكانت الرياح القاسية الباردة تصفعني. أخذت إذ ذاك أفكر في المشكلات الصغيرة التي لا تنتهي لحياتنا التعيسة: ما الذي سنأكله هذه الليلة؟ هل إذا منحونا قطعة من السجق كحصة إضافية أستطيع أن أستبدلها بقطعة من الخبز؟ هل أستطيع استبدال آخر سيجارة تبقت معي بشيء من الحساء؟ هل أستطيع الحصول على قطعة من السلك أستخدمها كرباط للحذاء؟ هل أصل إلى موقع عملي في الوقت الملائم كي ألحق بمجموعتي التي أعمل معها عادة، أم سأوضع مع مجموعة أخرى تعمل تحت إمرة رئيس فظ؟ كيف أتقرب إلى حرس الكابو الذين يستطيعون مساعدتي في الحصول على عمل بالمعسكر بدلا من القيام بهذا العمل اليومي الشاق الذي يتطلب سيرا طويلا على الأقدام؟
لقد سئمت تلك الحالة التي اضطرتني، في كل يوم وكل ساعة، إلى التفكير فقط في تلك الأشياء التافهة. واشمأززت مما كنت فيه، وعليه أجبرت أفكاري على التحول إلي موضوع آخر: ففجأة رأيت نفسي واقفا في إحدى القاعات على منصة لإلقاء محاضرة عظيمة، وأمامي كان يجلس مستمعون على مقاعد مريحة، ويصغون إليّ بانتباه، وكان موضوع هذه المحاضرة عن سيكولوجية معسكر الاعتقال! ولقد صار كل ما يكدرني ويقمعني في تلك اللحظة موضوعيًا ومرئيًا وموصوفًا من وجهة النظر العلمية البعيدة. بهذه الطريقة نجحت إلى حد ما أن أعلو فوق الموقف، وأن أسمو فوق المعاناة والآلام التي كانت تعتمل في نفسي في تلك اللحظة، فرأيتها كما لو كانت من الماضي بالفعل. لقد صرت أنا ومتاعبي موضوعا لدراسة نفسية شيقة أقوم بها بنفسي. ويقول سبينوزا في كتابه الأخلاق "إن الانفعال، وهو في جوهره معاناة، يتوقف عن أن يكون انفعالا ومعاناة، حالما نُكوِّن صورة واضحة ودقيقة عنه"))
من كتاب الإنسان يبحث عن المعنى ترجمة: طلعت منصور
Tumblr media
191 notes · View notes
kayokine · 4 years
Text
عن مستقبل الفكر العربي
 عن مستقبل الفكر العربي
لقد آن لنا، ونحن في عصر ما بعد الفكر العربي المعاصر، عصر ما بعد الربيع العربي، أن نتجاوز هذا الفكر، لثلاثة أسباب أساسية:
.
أولاً: اكتمال أغلب مشاريع الفكر العربي المعاصر النقدية، كمشروعات أدونيس، وعابد الجابري، وحسن حنفي، وحسين مروة، والطيب تيزيني، ومحمد أركون، ومحمود طه، وفؤاد زكريا، ومراد وهبة، واكتمال المحاولات، التي لا تتوصل إلى بنية مشروع متكامل، ولم يرجُ أصحابها أن تكون كذلك، كمحاولات نصر أبو زيد، وعلي مبروك، وعبد الله النعيم وغيرهم. فبالرغم من اكتمال أغلبها قبيل الربيع العربي، فمن الواضح، والمعروف، أنها لم تحدث أثرًا حقيقيًا على شباب هذا الربيع، الذين تأثروا بأفكار الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وحرية التعبير، أكثر مما تأثروا بأطروحات القومية، والتقدمية، واليسار الإسلامي، مما قدمته تلك المشاريع.
Tumblr media
ذلك أن تلك المشاريع صيغت، أو تبلورت أفكارها الأساسية على الأقل، في فترة الحرب الباردة، في عالم الاستقطاب الأيديولوجي، واتضح كونها غير فعالة في عالم ما بعد الاتحاد السوفييتي، فانقرض عصرها. اتضح لنا بعد اكتمالها –وكما سيلي في دراسات الكتاب- انحيازها الأيديولوجي، ولا-علميتها، ولا موضوعيتها، وكونها تحقق في جريمة هي التي ارتكبتها، وتصف نماذج هي التي اختلقتها. اتضح لنا باختصار معوقاتها المنهجية، وبنيانها الشمولي، واستنكارها الحرية الفردية، وحقوق الإنسان، لصالح مقولات المصلحة العامة، والسياسة المركزية التقدمية.
.
ثانيًا: إن حالة ما بعد الربيع العربي حالة من العدمية الخُلقية والمعرفية؛ نظرًا لسببين: أولهما حالة انهيار الأنظمة والدول، وبيان هشاشة البنيان العام للسلطة، وإقدام بعض جماعات الإسلام السياسي على تحطيم الآثار، ونزع الحضارة de-civilization إن جاز التعبير، في مشاهد القتل، والحرق، وسبي النساء، واغتصابهن، وامتداد حوادث التفجير والتحطيم إلى قلب العواصم العربية، والأوروبية، وإقبال بعض الشباب العربي على الانتحار؛ رفضًا للأوضاع القائمة، والشعور العام بعدم الأمن، الذي لا ينقذ منه الدين هذه المرة.
إن التناسب الطردي بين عدم الأمن الاجتماعي والنفسي وبين التدين معروف، لكن بعد وصول بعض جماعات الإسلام السياسي –بما تحمله من أفكار مشروعات الإصلاح الإسلامي- إلى السلطة كما في مصر وتونس بالانتخابات، أو بالقوة كما في الدول الإسلامية في العراق والشام، وبيان فشلها بالاختبار المباشر، لم يعد هناك ملجأ من العدم. وظهر القلق الوجودي.
.
ثالثًا: تطور تقنية العالم الافتراضي، وتقنية المعلومات عمومًا: فقد ازدهرت مؤخرًا في الأدب والسينما والفلسفة أطروحات الواقع الافتراضي virtual reality، ذلك من جهة، كما أحدثت ثورة المعلومات ثورة على أرض الواقع، كما حدث في حالة الثورة المصرية 2011. منحتنا ثورةُ المعلومات ثورةً، لكنها لم تمنحنا المعلومات. أي أنها أحدثت حركة، دون ثوابت معرفية، أو قيمية. هذا التطور ليس جديدًا فقط بالنسبة للعرب، بل على البشرية بأسرها، ويتطلب منا استجابة فلسفية.
.
ونعتقد أن مستقبل الفكر العربي المعاصر هو فلسفة عربية معاصرة، ذات ملامح مذهبية قوية، وذات بحوث منهجية أصيلة، مستقلة عن الرافد التراثي، والوافد الأجنبي. إنها تعتمد بلا شك على التراكم الفلسفي المحقق في السنوات الخمسين الأخيرة بالذات، منذ تدشين مشروعات القراءة المسحية للتراث عند أدونيس في أوائل السبعينات، وتستفيد منه، وتهضمه، وتتجاوزه، نحو رؤية جديدة، تفهم أخطاء تلك المشروعات، وتصححها، لكنها لا تكتفي بذلك، بل تستفيد من حالة العدمية الحالية، وحالة الشك في واقعية الواقع في سياق الواقع الافتراضي، لتُرسِي ركائزَ ثابتةً في تلك السيولة الجارية.
إن هذا التفكك الفلسفي هو عينه المطلوب من أجل التركيب الفلسفي. لقد آن أوان تجاوز طروحات الجابري، وحنفي، ونصر أبو زيد، إلخ، نحو إبداع نظريات في الوجود، والمعرفة، والقيمة. لقد تخلخل اليوم معنى الوجود، وهذا هو المطلوب من أجل إعادة اكتشاف معنى الموجود.
.
- د.كريم الصياد
من كتابه القادم قريبًا "مرايا الأنا ونافذة الآخر"
المصدر : افاق فلسفية )صفحة فيسبوكية(
from Blogger https://ift.tt/33bYaU4 via IFTTT
0 notes
mo3tah · 5 years
Text
زهرتي يا نَبعُكِ أنا ;  .. أنا شواقٌ لكِ..!
Tumblr media
النبعُ.... يا زهرتي قد فاضَ..
البحرُ يا عمري قد جف من مرارةِ الأقدارِ .. الدنيا ياعزيزتي كالحرب الباردة بدونك.. كالحرب الطاحنة داخل قصوري.. النبعُ يا أنثاي منهمرُ ..
هائجٌ شوقًا لكِ ثائرٌ وحيد مسكين.. نسماتهُ الباردة وترابهُ الحار الغاضب..
يازهرتي قد انتشلوكِ إلى أرضٍ لا أعرفها.. قد أبعدوا عني ما يبقيني حيا ..
يازهرتي لم أعد آبه إن علِموا سري او فضحوا شوقي .. يا زهـرتي لكِ حبي وشوقي وخوفي .. يازهرتـي لا أملكُ إلا نداءاتي ودعائي .. صِرتُ كدموع الساجد فجرا لا يجففه صمت السجاد ولا يعنيهِ صراخُ النهار ..!
قد صِرتُ مثل الفارس الذي قد تاهَ وطنـه .. بالرغم من التيه إلا أنه لم ينسى وعده .. بالرغم من إنعدام الأمل وبؤس اليأس ;  إلا أنه يشـتاق..!
يا وِحشة الأيام دونكِ.. يا شدة اللحظات معكِ.. يا توقف الأزمنة فيكِ يا بعدَ الغربة معكِ.. قد تاهت الكلمات وأرتجفت المعاني.. لم يبقى فيني قطرة إلا وقد هاجت.. لم يبقى فيني وهجٌ إلا وقد تجمر.. لا رمادَ يدفنني ولا نارٌ تحرقـني..
لستُ إلا نبعً يهيج وبركـانٌ لا يتوقف.. ياليتني أسمع كلماتكِ.. ياليتني أحتوي معانيكِ .. ياليتني أداةٌ فتستخدميني..
يا قبح الألفاظ مني .. يا سوء تعبيري يا بشاعة فضيحتي.. يا سوء أشواقي.. يا تعاسة بكائي.. يا خذلانَ إيماني..
يا زهرتي يا حبكتي يا قصتي يا عنواني ..
ياجمالَ تكراركِ يا دهشة جديدكِ يا جمالَ ماضيكِ حاضركِ ومستقبلكِ وخيالكِ كيانكِ عمرانكِ أطفالكِ كلَ كلُ اشيائكِ..! ياليتني مدنٌ تعيش وتنمو وتزهر ألف مرة وتعيش قرونًا كي تجابه وتستطيع نطق ما يجب ان ينطق لشعرةٍ من شعراتكِ..!
ياليتني دخانٌ فانتشر.. ياليتني ورقةٌ فتحرق.. ياليتني كل التلاشـيء كيف أفي بجزءٍ منهُ لكِ.. ياليني كل الجند وكل الحرب وكل الجيوش لكي أعلن الحرب ضد كل قدرٍ لا يفي بكِ زهرتي..!
والله لا شمسٌ تنافِسُ بعض دفءِ احتوائتكِ .. والله لا نورًا ينافس بسمتكِ .. والله لا معنى يطغى كمثلِ معانيكِ .. والله لن أفي بكِ والله لأجعلن الوفاء جزءًا من أهدافِ حياتي.. كل هذا الخذلان اللغوي لا يجدي فكلهُ أحطابً لإيقافِ بعض الأشواقِ..
لا يعلمون كم من بياضِ الورد فيكِ كم إزداهارِ الزهرٍ فيكِ يا زهرتي .. يا كل دفءٍ قد زرعتيه في كياني.. يا جمال إرتجافي لكِ .. يا لذة العيش بل وحتى الألم لأجلِ عيانكِ.. فلربما كنت مثل بقية المشتاقين المثرثرين..!؛ ولكني لم اثرثر شوقًا لكِ.. بل انا أريد ان أفي ببعضِ محاولاتِ الوفاء لكِ ..
لعل جزءًا من النبعِ يرتوي منكِ وهو النبع.. لعل الزهرَ يبيض سواد نبعي وحزني.! لعل أرضي تحيا وتهنا لعل كل شيء وشيء ان يصبح ويكون وسيكون ايا كان
زهرتي
زهرتي يا نَبعُكِ أنا ; مشتاقٌ وشواقٌ لكِ..!
Tumblr media Tumblr media
مصدر اللوحة والوصف: التغريدة
1 note · View note
fhrsx · 6 years
Photo
Tumblr media
لماذا رفض "كارل ساغان" و"بيل ناي" فكرة الأرض المسطّحة؟ يعدُّ مجتمع الأرض المسطَّحة Flat Earth Society صورَ الأرض الكروية الفوتوغرافية الفضائية الكثيرة ليست أدلَّة ذات مصداقية عالية؛ وذلك لسهولة التلاعب بها. ويزعم هذا المجتمع أيضًا في صفحاته الرسمية على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أنَّ سبب انتشار تلك الصور يعود إلى أن وكالات الفضاء اشتركت في مؤامرة لتحقيق مكاسب سياسية في أثناء الحرب الباردة واستمر الحال حتى يومنا هذا؛ لهذا لا يمكننا طرح فكرة الاستعانة بآلاف الصور الآن وسنحاول دحض نظرية تسطُّح الأرض بوسائل أخرى. دعونا نبدأ مع العالم كارل ساغان؛ إذ تناول في إحدى حلقات برنامجه (الكون Cosmos) الطريقةَ التي قاس بها عالم الرياضيات اليوناني إراتوستينس Eratosthenes محيطَ الأرض، وهي التي دحضت فكرة تسطح الأرض قبل أكثر من ألفي سنة فضلًا عن دقة النتائج التي حصل عليها. وتستعرض ميشيل ثالير فكرة أخرى وهي ليست جديدة فربما مررت بها في حصة العلوم. فلو ذهبت إلى المحيط وشاهدت السفن من الشاطئ وهي تُبحر نحو الأفق تصغُر؛ فهذا يعني أن الأرض مسطحة. أما إذا شاهدتها تغرق خلف الأفق؛ فهذا يعني أننا أمام أرض كروية. ولو أردنا اختبار الفكرة أكثر سنفترض وجود مُراقب يقف على تلٍّ على الشاطئ، فلو لم تتمكن من رؤية السفينة فإن المراقب سيتمكن من رؤية السارية مدة أطول؛ وذلك لأن الارتفاع الإضافي يُوفِّر رؤيةً أبعد من تقوُّس الأرض. ولكن؛ ماذا لو لم تكن قريبًا من الشاطئ؟ يمكنك تجربة فرق الارتفاع على الأجسام البعيدة الغارقة خلف الأفق. فلو كانت أرضنا مسطَّحة لشاهدت تلك الأجسام بالكامل بغضِّ النظر عن ارتفاعك، ولكن هذا لا يحدث لأننا دائمًا نرى أفضل بسبب تقوُّس الأرض. وبهذه الفكرة نفسها يُضيف رجل العلوم بيل غاي أنْ لو افترضنا أنك أحد سكان ساحل الولايات المتحدة الشرقي؛ فإنك لا تستطيع رؤية إسبانيا أو أية دولة أخرى على الجانب المقابل، وحتى لو تسلَّقت برجًا فلن تتمكن من رؤية اليابسة؛ وذلك لأن كروية الأرض تحول دون رؤية أوروبا الساحل والعكس صحيح. وأمام كل هذه الأدلة نجدُ أن مُؤيدي الأرض المسطحة يستشهدون بكتاب من القرن التاسع عشر يعود لصامويل روبوثام Samuel Rowbotham. وباختصار يعتقد الكاتب أن الأرض مسطحة تُحلِّق النجوم فوقها وهناك جبل جليدي على الحافة يمنع المحيطات من السقوط نحو الحافة. جدل مستمر: ولكن هل سينجح جدالنا مع جماعة الأرض المسطحة لنُغير رأيهم؟ لا يعتقد رائد الفضاء كريس هادفيلد ذلك؛ إذ إنه يخشى أن النقاش معهم يُعطيهم شيئًا من المصداقية. وأحد الأمثلة على الجدال اللاعقلاني بطله العالم والمستكشف البريطاني ألفرد راسل والاس؛ إذ شاهد عام 1870 إعلانًا يُقدِّم 500 باوند لمن يُثبت أن الأرض كروية، وبعد أن قدَّم شرحًا وافيًا يُثبت كروية الأرض؛ رفض المسؤول عن الجائزة وأحد مؤيدي فكرة الأرض المسطحة جون هامبدن تسليمَ الجائزة، بل شنَّ على والاس حملةً من المضايقات استمرَّت واحدًا وعشرين عامًا. وفي عصر الإنترنت والاتصالات الواسعة؛ لا بد من الإشارة إلى التأثير القوي لما يُسمّون بالمؤثرين influencers؛ وهم من يتمتعون بشهرة وانتشار واسع على منصَّات التواصل. ففي تقرير للراديو الوطني العام في الولايات المتحدة NPR؛ أفاد أن أساتذة إحدى المدارس المتوسطة قد بدؤوا بإعادة تعليم الطلبة المبادئ العلمية لكروية الأرض بعد أن صرَّح لاعب السلة الأمريكي كايري إيرفينغ بأنه من مُؤيدي الأرض المسطحة. ووفقًا للعالم نيل ديغراس تايسون فإن فكرة ارتفاع أصوات هذه الجماعة هو دليل على وجود فشل في الأنظمة التعليمية وأن عليها تدريب الطلبة على مهارة التفكير التحليلي واستنتاج الأدلة حتى لا يُصدِّقوا كل شيء دون التفكير فيه. إنكار العلم: إذًا؛ لماذا لا يزال هناك من يعتقد بأن الأرض مسطحة؟ يعتقد مؤيدو تلك الفكرة أن هناك من يخفي شيئًا وأننا ضحية لتلك المؤامرة؛ إذ يتميز البشر بقدرتهم على سرد القصص، ونحن نصنع روابط بين الأشياء لمنحها معنى وغرضًا، ونضع أهميتنا في تلك القصص. أما السرد العلمي فلا يحمل هذه الميزة ولا يعطينا أية أهمية في قصة تكوُّن النظام الشمسي؛ لذلك من المغري التحرُّر من تلك الأفكار وإيجاد فرضيات بديلة تضمن عودة أهميتنا إلى القصة. وبهذا فإن الاعتقاد بالأرض المسطحة ينقل الفردَ من مكانة عادية إلى أخرى مميزة ونادرة. وإذا لاحظتم غالبًا ما يُضمِّنون كلمات مثل الفكر الحر أو التحرر من الأفكار السائدة، فهم قلة مختلفة عن البقية بتلك الفكرة المميزة. وربطت بعض الدراسات بين فقدان السيطرة على حياتك وإيمانك بنظريات المؤامرة؛ إذ تدعم بعضها رفضَ الحقائق العلمية تجنُّبًا للقبول بحقائق غير مريحة؛ فمثلًا: يميل المدخن لرفض التحذيرات المتنامية لعادته فيلجأ لاتِّهام المؤسسات الطبية بعدم الموضوعية، وكذلك الأشخاص الذين يشعرون بتهديد من خطوات محاربة الاحتباس الحراري يميلون لاتِّهام بعض الشخصيات بخداع الناس بدلًا من تقبُّل نتائج علم الفيزياء. وختامًا؛ لا يمكن كبت أصوات جماعة الأرض المسطحة فهم سوف يستمرون بجدالهم، ولكن؛ إذا أردت أن تقف مع جانبٍ؛ فبالتأكيد تقف مع المعرفة العقلانية التي اكتسبناها بوصفنا بشرًا عن طريق تعاقب قرون طويلة وأمم عديدة وليس مع فيديو يظهر على الإنترنت بعدد مشاهدات عالٍ. المصادر:1. هنا2. هنامن المقالات السابقة:هنا
0 notes
nada-abdelmenam · 8 years
Text
السؤال المتكرر..جدا.. : ما حدود العلاقة بيننا في فترة الخطوبة ؟! بين (اللي محبكنها لدرجة التعقيد) و (اللي فاتحينها على البحري)..تبقى الخطوبة = وعد بالزواج.. يعني مجرد اثنين أجنبيين عن بعض..بينهما وعد بالزواج..ما ينفعش فيه خلوة كاملة..وغيره مما لا أحب تفصيله.. وفي نفس الوقت ما ينفعش نقول خلينا بعيد، ولما نتجوز نبقى نستكشف بعض..ونقرر نكمل ولا لأ ! الزواج عشان يتم لازم يكونوا وصلوا لدرجة (طبعا مش كاملة تماما؛ لأن قفل باب البيت على روحين لازم فيه مفاجآت سارة..وأخرى ليست كذلك..لكن ما دمنا مقتنعين ببعض فلازم بنوصل لنقاط التقاء) من التفاهم والاطمئنان إن ده الرفيق المناسب..ودي الرفيقة المناسبة لمشوار العمر.. طيب ده كله معروف ومفهوم..لكن نتعامل ازاي ؟! خلينا واقعيين.. صاحبنا ما صدق طبعا إن صار له (تاء مربوطة) في حياته..مسموح له يتكلم معاها وتنتسب له ولو بمجرد (دبلة).. وأختنا متحرجة جدا من جرأته واستعجاله (غالبا)، وحيرانة بين رغبتها في عدم التجاوز وحرصها على رضا ربنا، والفكرة السلبية اللي ممكن ياخدها عنها.. (وأحيانا الوضع ده بيكون معكوس) !! شوف يا عريس: الحب تقدر توصله بألف طريقة ليس من ضمنها التصريح..مهمتك هي بناء معنى (الأمان) بداخلها في هذه الفترة.. نقاش ودود ومتحفظ..ورجولة بتغمرها في حفاظك عليها..وترك كل شيء لوقته.. بتكون أمور لا تُنسى لك بعد ! يا عروسة: الحب برضه هيحسه هو بدون تصريح ومخالفة، وبدون ما تلعبي دور (خفر السواحل) اللي بيجيب نتايج عكسية كتير..دورك هو بناء معنى (الاحتواء) في سماعك وردودك وعرضك حتى لآرائك التي قد تخالفينه فيها.. مش مطلوب منك تكوني نسخة منه..ولا مسموح لك تتنازلي عن حدود المرحلة..مطلوب تحيي بداخله فقط أمل التطلع للمرحلة القادمة ! ونصيحتي: لو وصلتِ معاه للأمان..ووصلت معاها للاحتواء الصادق = عجلوا بالعقد..وعجلوا بالبناء بعده.. طول الفترة دي سواء خطوبة أو عقد (رغم جمال ذكرياتها) مش كويس غالبا..لأن المشاكل فيها بتتشعب، وبيتدخلوا أطراف ممكن جدا يفسدوا كل حاجة..ويضيعوكم من بعض.. عافاكم الله ! ليس معنى الحديث المتكرر عن ضوابط فترة الخطبة والتزام حدودها = أن يتحول الأمر لـ (وسواس) عند الأخوات تحديدا ! وأجد كثيرا منهن فيما يعرض من مشاكل واستفسارات بدلا من فرحتها بنعمة الله في (خطيبها) ترى الأمر اختبارا لثباتها أمام هذا (المتسلل) لقلعة دينها، وبالتالي فلا بد من أن تلبس له لأمة الحرب، وتشهر في وجهه سيف الردع، وتقيم على قلبها حارسا شرسا ضد أي نبضة شاردة تجعلها (والعياذ بالله) قد تميل له أو تعجب به .. ولتحد لسانها جافا غليظا؛ عقابا له على جرأته أن اختارها لتكون زوجة له ! يا هداكن الله .. ليس الأمر كما تفعلن .. لنتفق ابتداء أن الرجل (غالبا) يكون أضعف أمام الحدود؛ ليس بالضرورة لنقص في دينه أو عفته .. ولكن لأن (حالته صعبة) وما صدق أن تكون في حياته بعد الجفاف الذي سبب له (قشفا عاطفيا) تاء مربوطة تصبغ حياته بألوان أخرى .. جديدة جميلة .. أسئلة خائفة مرتعشة متوجسة: - يا شيخ الحقني ده قالي (بحبك) ! - خطيبي كويس جدا وبدأت أتعلق به أوي .. وخايفة من كده ! - مش عارفة أعمل ايه .. بقالنا أسبوعين ما اتكلمناش وقالي: (وحشتيني) .. -- طب وعملت ايه ؟! .. - قفلت السكة في وشه ! - هو بيصلي وعلى خلق وكويس جدا .. بس بيقولي يعني ما تبعتيش رسالة حتى تدعيلي في الامتحانات، أو تطمني علي بعد السفر .. وأنا كنت فعلا هعمل كده .. بس خايفة ليكون حرام ! إلى غير ذلك مما يكشف خللا شنيعا في تصور الأمور .. ما هو لما نقول (الفتح على البحري) لا يجوز الآن = يبقى ما تقفلوش الأبواب والشبابيك وتفصلوا الكهربا لغاية ما يموت الأمل مختنقا .. محترقا ! أيوه الأمل .. الأمل هو غاية ما يجب أن تسعوا لتحقيقه في هذه المرحلة .. الأمل من ناحيتها في أنها وجدت فيه الأمان الذي يظلها بقية حياتها، والأمل من ناحيته في أن يرى فيها السند الذي سيشتد به ظهره أمام تقلبات الحياة ! هذا الأمل إن انعدم بسبب التعقيد بالوسواس أو البرود المبالغ فيه أو انعدام الاهتمام = لم يعد لاستمرار العلاقة معنى ولا مبرر .. فارق كبير بين التزام الحدود .. وبين التعذر بالحدود لستر خلل نفسي وغباء اجتماعي ! يا أختنا .. - لو أحببتيه فاحمدي الله كثيرا .. ولا تقاومي قلبك .. وربّي هذه المشاعر واحفظيها الآن .. حتى تصير دفئا يرافقكما إلى آخر المشوار .. من يقول لك: وكيف تحبينه وقد لا يتم الأمر فتتعذبين = يلزمه أيضا أن ينهى الزوجة عن الاستغراق في حب زوجها؛ فهو قد يموت وقد يطلقها .. المشاعر لا نملكها ولا ينبغي أن نخافها ما دامت في إطار مشروع. - لو اعترف هو لك = فإياك والتشنج والردود العنيفة؛ خوفا من الحرمان بسبب الذنوب ورجاء البركة (إلى آخر هذه الاسطوانة الباردة التي توضع في غير موضعها) .. بل احمدي الله (في صمت) .. وأخبريه أن دع كل شيء لوقته، وسيكون الخير .. نعم .. ليكن هذا شعارك اللطيف: "دع كل شيء لوقته" .. فهذا يبرر دوما عدم تجاوبك (الذي نؤكد عليه هنا)، ويعد بشيء جميل محفوظ في موضعه .. ودعي عينه ساعتها تلمع بالأمل ! يا شباب الدنيا أبسط كثير مما تحبسون أنفسكم فيه .. إنكم بشر تحملون قلوبا .. لا حواسب تعمل بمعادلات برمجية .. ويبقى الموفق دوما من سلمت فطرته، وصحت له النية. #الشيخ محمد عطية
38 notes · View notes
dreamywrites9 · 4 years
Text
يوم تقليدي في حياتي
(القصة التالية هي عبارة عن وصف دقيق ليوم حقيقي في حياتي أثناء العطلة الصيفية،أنا من المغرمين بكتابة أيامه على شكل قصص قصيرة في دفاتر يومياتهم)
 عادة ما يبدأ يومي عندما تشير عقارب الساعة الى السادسة صباحا،بمنبه يفوق دوي المدافع-امزح بالطبع،فهذا مجرد تشبيه لتبين درجة علو الص��ت-فأنتفض مع لحافي الوردي المزين برسومات لأأكثر أميرات دزني اللاتي احبهن ،لاكتشف ان طائر البلبل البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة غاضب للغاية لان البلبل الاصغر عمرا والذي لم يبلغ الستة اشهر بعد ملاصقا لها طلبا في دفئ حنون
بينما البلبل الكبير لم يرغب بلعب هذا الدور وجل مااراده هو تناول فطوره المكون من الخضار الطازجة بهدوء وسكينة لكن عينا الصغير الواسعتان اللتان تحدقان به دون رحمة منعتاه من الحصول على هكذا سلام،وعند مشاهدتي لهذه الحرب الباردة المحتدمة بين طيوري العزيزة وجدت انه لا مفر من النهوض والسير بخطوات متثاقلة ��اخراج الطير الصغير من القفص واعلان الهدنة بينهما،وهكذا عم الهدوؤ اخيرا وارجع انا الى فراشي منتصرة بعد ان انهيت الحرب بين البلدين المتنازعتين،اه كم الفراش دافئ وجميل لكن هذا الاحساس لا يدوم سوى لبعض دقائق،وعلى مدى الساعتين القادمتين احظى بنوم متقطع من المفترض ان يمنحونني جائزة من نووع ما مكأفاة على صمودي في الفراش في ظل تلك الظروف،اكثر من عشر مرات استيقظ من احلامي فزعة لاجد عينان بنيتان بحدقتان كبيرتان تحدقان بي وتترقبان لحظة نهوضي من الفراش،منقار صغير يعض أذني بقوة ويتمشى على طول ذراعي الغير مغطاة بباللحاف بيله الاسود الطويل مسببا دغدغدة مثيرة للحكة،بعد صراع نفسي هائل أقرر النهوض من الفراش،فتنتفض بذلك الطائرات المفعية التي تشاركني الغرفة فرحا عند أنارة الغرفة وديبي الحياة فيها،يطيران في كل الاتجاهات معبران عن سرورهما الكبير بحلول الصباح،وأنا أتوجه بكسل لغسل وجهي ومن ثم المعل بطقوسي الصباحية،أحدق في المرأة الاشاهد وجها متعب لشابة من الجلي
انها لم تحظى بنوم كامل،وعلى كل من كتفيها طائرا بلبل برأس حالك السواد وخدود بيضاء مشعة ومناقير نظيفة ومفتوحة تترقب فطورها-البلبل كائن جائع على الدوام،لا يهم كم تعطيه من الطعام فهو دائما يترقب المزيد-بعد الانتهاء من غسل الوجه جيدا بصابونة معطرة ذات لون وردي-واضح للقراء الان هوس المؤلفة باللون الوردي-أتوجه قبل النزول واعطاء هذه الطيور الجائعة ما تشتهي من الطعام، اقوم بفتح حاسوبي المحمول الابيض الصغير بينما أقوم بتنظيف نظاراتي من الاتربة التي علقت بها خلال الليل الطويل،بعد مناقشة غير طويلة لتقرير مالذي سأتناوله على الفطور والذي غالبا هو ذاته لا يتغير-أنا شخص يقدس الروتين للاسف الشديد-كوبا من الشاي مع صحن من قطع الجبن والزعتر مغمسة بزيت الزيتون،هذا ما سيكون فطوري،بعد الانتهاء من طقوس غسل الوجه وتمشيط الشعر المتطاير وتقرير مالذي سوف اقوم بأكله،تبدأ قدماي مسيرتهما المعتادة لنزول خممسة عشر درجة من السلالم نحو بقية البيت،يقع المطبخ في الزاوية اليمنى البعيدة ببلاطه الابيض المرقط بعشوائية باللون البني وسيراميك جدرانه الاسود،لم يكن الاسود يوما من الالوان المريحة لعيناي كونه
كئيب للغاية ولا يتماشى مع معنى الغرفة التي يغطي جدارنها كون المطبخ مكانا سعيدا تجتمع فيه متعة العالم كله وهو الطعام-التجربة الاكثر امتاعا في العالم كله-ومع سرحان دماغي في احلام يقظة تتعلق بالطعام تقترب الطائرتان المدفعيتان بسرعة هائلة لتحط احدهما وسألقبها بالسيد كاف النرجسي والذي يظل دوما وابدا يتأمل انعكاس ريشه المنفوش على زجاج باب المطبخ المفتوح كليا،والطائرة الاخرى التي لا تكاد عيناك ترى لها مستقرا فهي تارة تحظ على مروحة المطبخ السقفية المتوقفة حيث تشكل لها موقعا استرتيجيا بحتا يتيح للطائر رؤية كافة محتويات الثلاجة بوضوح شديد،أما موقعه الاثير الثاني فهو على باب الثلاجة المفتوح عندما اكون مشغولة باخراج علبة الجبن،هنا يقوم برفرفة جناحيه برفق ويفتح عينيه على وسعهما وبكل لطف ممكن يغرد بنمغات رقيقة خافته علني أعطيه حصة أكبر من الطعام،وبدع عدة محاولات لابعادهما عن يدي المحملتان بخبز والذي بنطرهما اغلى كنز في الدنيا وما فيها،في بعض الاحيان تنتابني الشكوك حول قيام الطائرين بالمتاجرة بالخبز في سوق الطيور السوداء،والا مالذي يفسر جنونهما عن رؤية حافة رغيف خبز ابيض؟افتفت الخبز من خمس الى سبع دوائر صغيرة بحجم فمهيهما الصغيران وبعد ان تشبع البطون يرفرفان بفرح معلنين ان يومهما الملئ بالطيران والعرك بدأ الان،
،بعد تناول الافطار والذي عادة مايدوم لربع ساعة أكون خلال قد شاهدت بعضا من الفيديوات على موقع اليوتيوب المحبب لدي،وحين تصبح الساعة العاشرة او العاشرة والنصف صباحا اكون امام خيارين اثنين لا ثالث لهما،مشاهدة شئ ما مسلسلة او حلقات من انيمشين ياباني،او قراءة قصة مصورة يابانية على برامج معينة لتتناسب مع السرعة الخارقة لدينا في شبكة الانترنيت-من الواضح انني اقصد العكس تماما-او خيار اخر يتضمن قراءة وهو البحث والتحري والتنقيب العميق عن كتاب او رواية جديدة ذات احداث مشوقة لاقرأها ، وحالما اجلس الى كرسي الجلدي المريح تبدأ الافكار تتزاحم في رأسي ومنها الصراع الحثيث حول ضرورة ترك الغرفة لمدة ساعة فقط والنزول للتفسح في حديقة البيت والتعرض لاشعة الشمس الدافئة لكن مجرد ان تخطر الحشرات على بالي يصرف ذهني الفكرة بعيدا،وبعدها يصيح صوت في جزء قصي من دماغي اظنه عميل مزدوج لوحي النظافة ، فهو يكرر جملته مرارا وتكرارا(أوصيك بالنظافة وماحييتي) نبرته فيها رجاء للتنظيف وكأنني أعيش في مكب نفايات، غرفتي مرتبة للغاية ولا يوجد فيها شئ لانظفه سرعان ما اعزي هذا الصوت
لوسواس نظافة قديم لم يمت ويظل يصيح بين الحين والاخر،عندما تجق الساعة الرابعة والنصف عصرا هنا يحين موعد نزولي الى المطبخ للمرة الثانية لهذا اليوم للاستمتاع بكوب شاي ساخن ونصف ساعة كاملة من تبادل احاديث النميمة مع امي ،عادة يعتبر الوقت من الخامسة عصرا وحتى السابعة مساءا وقتا ضائعا لا أفعل فيه شئيا يذكر،بعد الساعة السابعة مساءا ايحين وقت عشائي بتوقيت معدتي الجائعة،فيكون كالتالي اما عشاءا حضرته  بلهفة خلال الساعتين بدل الضائعتين كونها وصفة جديدة اكتشفتا ووددت تطبيقها،عند العشاء اشاهد حلقة من ايا كانت المسلسلة التي اتابعها في هذا الوقت،وغالبا انهي طعامي قبل انتهاء الحلقة بكثير،عندما تصبح الساعة الثامنة والنصف يحين وعد حمامي الليلي والذي يستغرق من عشر دقائق الى ربع ساعة ، بعد اكمالي ارتداء ملابسي والتاكد من ان شعري جف تماما ابدا بالتصفير مرة او اكثر اذا اقتضت الحاجة لتعود الطيور التي تتفسح بالبيت على هواها الى غرفة النوم وحالما يدخلان ويريان الانوار تبدأ في الانطفاء، يتخذان مواضعهما وينامان فوق المروحة السقفية ،بالاحرى التي تقع فوق راسي تماما،وعندما يملئ السكون الغرفة أقرر أن اقرا كتابا كنت ادخره للحظات هادئة مثل هذه ، تقرر ساعتي البايولوجية انه حان موعد الاطفاء الكامل للنظام عندما تصبح العقارب على الحادية عشرة مساءا،فأغمض عيناي معلنة انتهاء يوم هادئ مسالم وخال من اي حدث،يوما ما سأتوق الى ايام كهذه خالية من المسؤوليات وبسيطة.
0 notes
fhrsx · 6 years
Photo
Tumblr media
الجانب الآخر من فيتنام: كيف يتذك�� المنتصرون الحرب كتبه لموقع “ذي اتلانتك”: إليزابيث روسن نشر بتاريخ: 16/4/2015 ترجمة: إبراهيم العيسى التدقيق اللغوي: نعمان البياتي تصميم الصورة: مثنى حسين حرب فيتنام، بعيون المنتصرين: كيف يتذكر فيتناميو الشمال الصراع بعد 40 عاماً من سقوط سايغون (عاصمة الجنوب)؟ هانوي – فيتنام؛ قبل أربعين عاماً وتحديداً يوم 30 نيسان عام 1975 كان أسعد يوم في حياة نغوين دانغ فات. دخلت القوات الشيوعية في ذلك الصباح عاصمة فيتنام الجنوبية سايغون، وأجبرت الحكومة المدعومة أمريكياً على الاستسلام، واحتفل جندي جيش فيتنام الشمالية بنهاية الحرب مع حشد من الناس في هانوي؛ كادت المدينة أن تصبح عاصمة فيتنام موحدة؛ “كانت كل الشوارع تعج بحشود المواطنين الذين يحملون الأعلام”، منذ وقت قريب أخبرني نغوين والبالغ من العمر حالياً 65 عاماً: “لم تكن هناك أصوات قنابل أو طائرات ولا صراخ، فعلاً كانت لحظات لا توصف من السعادة”. يحتفل سكان هانوي في هذا اليوم على أنه يوم توحيد فيتنام، أما في الولايات المتحدة فهو يوم سقوط سايغون واستحضار صور تزاحم الفيتناميين الهلعين أمام الحوامات كي يتم إجلاؤهم، يستذكر الفيتناميون في يوم العطلة هذا بعض أفكار صراعهم الذي امتد 15 عاماً ويزيد، والذي سعى فيه فيتناميو الشمال مع مناصريهم من فيتناميي الجنوب إلى توحيد البلد تحت راية الشيوعية؛ تدخلت الولايات المتحدة لصالح حكومة الجنوب المناهضة للشيوعية في ذلك الصراع والذي سقط فيه أكثر من 58000 جندياً أمريكياً بين 1960 و1975، أما عدد القتلى الفيتناميين من مدنين وعسكريين فتشير التقديرات إلى أنه يتراوح بين 2,1 مليون و3,8 مليون طبعاً خلال مرحلة التدخل الأمريكي وفي صراعات أخرى قبله وبعده. تُعدّ قصة هزيمة أمريكا وفيتنام الجنوبية أمراً معروفاً ومألوفاً في الولايات المتحدة، أما جيل الحرب في فيتنام الشمالية فقد مروا بتلك التجربة بطريقة مختلفة، وقد أخبرني العديد منهم مؤخراً ماذا تعني أن تكون من الطرف المنتصر. وبعد عقود مما يعرف هنا بالحرب الأمريكية، لازالت فيتنام دولة شيوعية، لكنها تنفتح تدريجياً على الاستثمارات الأجنبية لتصبح من أقوى الاقتصادات نمواً في شرق آسيا، وقلما أسمع -أنا الأمريكية التي تعيش في العاصمة الفيتنامية منذ 3 سنوات- نقاشات تتعلق بذلك الصراع؛ في بحيرة هوو تيب والتي تقع عند تقاطع زقاقين سكنيين هادئين، يبيع الباعة منتجاتهم الطازجة دون الانتباه الى حطام القاذفة B52 والتي أُسقطت هناك عام 1972 ولازالت بارزة فوق سطح مياهها كذكرى لها، ولا يتوقف المارة كذلك لرؤية اللوحة التي تصف باللغتين الإنكليزية والفيتنامية العمل الفذ لتلك اليد المذهلة التي أسقطت تلك القاذفة للولايات المتحدة الإمبريالية. أما في شوارع هانوي، من النادر أن تجد دلائل على النصر الشيوعي. يعج شارع خام ثيان -وهو من الشوارع العريضة في وسط المدينة- بالدراجات النارية وبالمحلات التي تبيع الألبسة وهواتف الآيفون، ولا دليل واضح على أن ما يقارب 2000 منزل قد دمرت، وحوالي 300 نفس قد أُزهقت في قصف عيد الميلاد في العام 1972، ذلك القصف الذي كان أعنف قصف تقوم به الولايات المتحدة خلال الحرب تحت إدارة الرئيس نيكسون لإجبار الشمال على التفاوض وإنهاء الصراع. “كانت الأشلاء في كل مكان” تستذكر فام ثاي لان، والتي ساعدت في عمليات الإنقاذ عندما كانت طالبة طب، كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها هذا العدد الهائل من الجثث خارج المشفى؛ تبلغ ثاي من العمر 66 عاماً اليوم والمرح سمتها، ولكن ما إن بدأنا نتحدث عن ذلك اليوم حتى انتابها الحزن والكآبة، وكما أخبرني نغوين ذلك المحارب القديم: “عندما تتحدث عن الحرب فأنت تتحدث عن الفقد والذكريات المؤلمة”. عندما أتحدث مع قاطني هانوي وعن تجاربهم خلال الحرب، يسألونني أي حرب تقصدين؟ أما جيل نغوين، فقد كانت الحرب الأمريكية فترة فاصلة لكن عنيفة من عقود من الخوف والصراع، فهي تقع بين النضال من أجل الاستقلال من الفرنسيين والذي بدأ في أربعينيات القرن العشرين، وحرب حدود دامت شهراً مع الصين في العام 1979. يبلغ فو فان فن اليوم 66 عاماً، وقد كان عمره 5 سنوات عند مغادرة الفرنسيين مستعمرتهم السابقة في فيتنام في العام 1954، تعلّم حينئذ الحذر من العسكر الفرنسيين الذين كانوا يقومون بدوريات في شوارع مدينته الواقعة في مقاطعة كوان نينه، شمال شرق هانوي؛ “كنت أشعر بالخوف كلما رأيت أجنبياً” أخبرني فو، وبعد 10 سنوات بدأت الولايات المتحدة قصف فيتنام الشمالية، عندما رأى قاذفة B57 الأمريكية للمرة الأولى، فتح فاه نحو السماء محاولاً معرفة ما يجري؛ “لِمَ تقوم طائرة حربية بإلقاء طائرات حربية أصغر؟” وأردف قائلاً: “وبعد دقيقة، كان كل شيء يهتز، والأحجار تتدحرج، والبيوت تتداعى، هرعت إلى المنزل وكلي خوف وارتباك، لازلت لا أعرف ماذا كان في بالي”. وبسبب التحليق شبه الأسبوعي للقاذفات الأمريكية فوق مدينته، انتقل فو وعائلته إلى منطقة جبلية على بُعد عدة كيلو مترات تزخر بكهوف من الحجر الكلسي استخدموها ملاجئ من القصف، وجد فو مرة جثة رجل في الكهف لم يكن قد شاهده فيه من قبل، ويقول: “حالما قلبته، انفجر وجهه مثل حبة الفشار”. سِيقَ فو الى الخدمة العسكرية في جيش فيتنام الشمالية، لكن تم تسريحه بعد شهر من التدريب بسبب مشكلة في السمع لديه، كذلك سِيق أخاه للخدمة العسكرية وانتهى به المطاف في جبهات الجنوب، كان بوسع فو وعائلته متابعة تطورات الحرب من خلال الإذاعة والجرائد التي تديرها الحكومة، “كانت الحكومة وحدها تملك الكمرات وتعطيها لقلة من الصحفيين لالتقاط صور للمعارك”، يشرح البروفسور نغوين داي كو فيت، من جامعة فيتنام الوطنية، إنه من خلال تقييد الوصول إلى الكمرات هذا تمكنت الحكومة إلى حد ما من ضبط طريقة فهم الحرب، “أمرني قادتي بإطلاق النار على كل ما يمكن عدّه خسارة للعدو” أخبرني الصحفي الحربي السابق وصانع الأفلام الوثائقية تران فاي ثوي. سمع فو وعائلته في منطقة كوان نينه الريفية بعض الأخبار؛ كم طائرة حربية أُسقطت في ذلك اليوم؟ من كان المنتصر؟ وما كانت تقوم به “الثعالب الأمريكية المتوحشة” في عدة مناطق من البلد؟ لم يكن هناك شرح واف عن سبب العنف بذاته، إذ قال: “لم يكن الناس يتحدثون عن معنى الحرب، حقيقة كنا متحيرين عن سبب قيام الولايات المتحدة بغزو بلدنا، فنحن لم نفعل لهم أي شيء”. سألت فو إن كان الفيتناميون يعلمون أنّ الولايات المتحدة كانت ترى في الشيوعية تهديداً؟ كان جوابه أن الناس حتى لم تكن تعلم ما الشيوعية، كانوا فقط يعرفون ما يجري في شؤونهم الحياتية. أكد حواري مع فو على فرق جوهري بين ما تعلمته عن الحرب، وأنا التي ترعرعت في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن العشرين، وكيف فهمها الفيتناميون الذين تحدثت معهم في هانوي والذين عاشوا تفاصيلها ويومياتها. “حاولت الولايات المتحدة صبغ حربها في فيتنام بصبغة حملة معسكرها في الحرب الباردة”، هذا ما أخبرني إياه توماس باس المؤرخ وبروفسور الصحافة في جامعة في ألباني –فرع من جامعة نيويورك- وأضاف: “كان الفيتناميون الشماليون شيوعيون أشرار، وكان علينا حماية شعب الجنوب الحر والمستقل”، لكنني قلما سمعت الفيتناميين يستخدمون مفردات كهذه؛ ذكر نغوين دانغ فام جندي جيش فيتنام الشمالية المتقاعد، أنه خلال الحرب في نشرات الأخبار كانوا يقولون إن هذه الحرب من أجل الاستقلال، كان الجميع مستعداً للقتال وحماية البلد، والكل كان يرغب بمساعدة الجنوبيين ورؤية البلد موحدة من جديد”؛ وضع دو زوان سينه والبالغ حالياً 66 عاماً، والذي عمل في قسم تموين الجيش، الحرب الأمريكية في سياق تاريخ طويل من النضال ضد التدخل الأجنبي، “من مقاومة الصينيين لـ 1000 عام –إشارة إلى احتلال الصين للبلد بدءاً من 111 قبل الميلاد وحتى 938 بعد الميلاد- إلى الحرب مع الفرنسيين، “يعلم جميع الفيتناميين أن الحزب الشيوعي الفيتنامي ساعد فيتنام على نيل استقلالها من فرنسا، ومن ثمّ خلال الحرب الأمريكية فهمنا أنه ساعدنا كي ننال استقلالنا ثانية”. أخبرني تران فاي ثاي، الصحفي الحربي السابق، من “الصعب” أن تجد أحداً في فيتنام الشمالية ضد الحرب، وعزا ذلك جزئياً إلى ما أسماه الماكينة الإعلامية القوية والفعالة، “كنت تشاهد طوابير الناس يشترون جريدة الحزب أو حشود الناس يتجمعون حول مكبرات الصوت لسماع الأخبار”، وأضاف “كان الناس جوعى للأخبار وكانوا يصدقون ما يسمعون، كان هناك إجماع وطني قوي”. أما في الجنوب فقد كان الناس –على نقيض الشمال- يستمعون لنشرات أخبار الإذاعات العالمية وكانت القصص الشعبية تندب الحرب وويلاتها، وربما يدل هذا على موقف أكثر تردداً منها هناك، كذلك لم تكن في فيتنام الشمالية أي حركة بمستوى تنظيم وشهرة الحركة الأمريكية المناهضة للحرب، “أمريكا وفيتنام مختلفان”، هذا ما قاله نغوين داي كو فيت، الأستاذ في جامعة فيتنام الوطنية، وأضاف: “تعرض بلدنا للغزو، فما كان بوسعنا إلا الدفاع عنه وحمايته”. أخبرني أحد السجناء السياسيين السابقين والذي طلب عدم ذكر اسمه أنّ كل من كان يشهر معارضته للحرب فهو يعرض نفسه للخطر، وأنّه عندما أنشأ تنظيماً للاحتجاج على الحرب، زجوه في السجن عدة سنوات؛ عندما كان مراهقاً، كان يستمع لنشرات أخبار بي بي سي بشكل غير قانوني، وعندما نشب القتال، جمع بعض أصدقائه لطباعة منشورات مكتوب فيها كما أخبرني: “لم تكن غاية الحرب مصلحة الشعب الفيتنامي البتة، بل كانت مصلحة السلطات في الشمال والجنوب فحسب”. وأضاف “يسميها البعض الحرب الأمريكية، أما أنا لا أراها إلا حرباً أهلية بين الشمال والجنوب في فيتنام، حرب شاركت فيها أمريكا دعماً للجنوب في قتالهم ضد الشيوعية”، ولا زال هذا الانقسام الإقليمي؛ يرى سون تران ذو الـ 55 عاماً وصاحب عمل في هانوي وصاحب أقارب في الجنوب، أن البلد موحد منذ 40 عاماً، لكن لازال هناك حاجة للمصالحة، إذ لا زالت البلد في طور المصالحة، وقال: “لقد أظهرت وسائل الإعلام الفيتنامية صور العديد من الجنود الأمريكيين يعانقون جنوداً من فيتنام الشمالية، لكنك لا ترى صورة لجندي من فيتنام الشمالية يعانق جندياً من فيتنام الجنوبية”. في الأول من أيار من عام 1975، احتفل فو وستة من أصدقائه بنهاية الحرب؛ جمعوا حصصهم التموينية لشراء كيلو غرام من لحم البقر وملأوا اللحم بالتوفو، لم تكن لديهم آنية للطبخ، لذلك صبّوا الماء في علب الحليب المجفف وغلوا اللحم بداخلها، “مثل قدر ساخن” قال فو؛ لم يكن أخوه معهم، جثته، حالها حال ما يقارب رفات 300000 جندي فيتنامي لم يتم العثور عليها بعد، ولا تزال قنوات التلفزة الحكومية تبث أسماء وصور أولئك المفقودين كل أسبوع مع معلومات عن أقاربهم للتواصل. أعقب انتهاء الحرب وما رافقها من مظاهر احتفالية بحسب بوي ذا غيانغ، وهو مسؤول في وزارة الخارجية الفيتنامية، عقد الثمانينيات “الكارثي”، إذ كان مسؤولون غير مدرّبين يتخذون القرارات الاقتصادية، والحكومة تتحكم بكل القطاعات، وكان النمو في حال ركود، والتضخم عال، والفقر منتشر؛ قدّر بوي أن خُمس السكان كانوا يتضورون جوعاً، ” كانت الكهرباء تعمل 4 ساعات يومياً فقط” تتذكر ابنة فو (لين شي) وهي الآن في عقدها الرابع من العمر، وتضيف: “بلغت الخامسة أو السادسة من عمري ولم أكن قد شاهدت تلفازاً قط”. إلا إنه ومنذ الإصلاحات السوقية في أواخر الثمانينات تحسنت الحياة تدريجياً، فبعد سنوات من النمو الاقتصادي الثابت، انخفض معدل الفقر في البلاد من 60% تقريباً في التسعينيات إلى 20% تقريباً في 2010؛ تملك لين شي اليوم مطعماً مكسيكياً عصرياً في هانوي، ويتزاحم الفيتناميون الشباب والمغتربون لإيجاد مكان لركن دراجاتهم النارية ونشر صور شطائر الدجاج ذات الـ 6$ على الإنستغرام. وفي غضون ذلك، نشأ جيل لا يعلم عن الحرب وتجربتها شيئاً، تشتكي بائعة سندويتش (بانه مي) في هانوي وابنة الـ 56 عاماً، قدمت اسمها على إنّه (ثوان)، من المدى الكبير الذي تغيّر فيه المجتمع، فتقول: “الشباب هذا الأيام كسولين، ليس لديهم قابلية العيش في الفقر، أو أن يكون أحدهم نادلاً أو ربة منزل، لم يعاصروا الحرب لذا لا يعلمون كم عانى الناس فيما مضى، يريدون أن يصبحوا في مناصب عليا دون مكابدة”. قاطعنا ابنها، يبلغ من العمر 26 عاماً، قوي البنية، يعرج بسبب إصابة تعرض لها بعد شجار أعقب مباراة كرة قدم، طالباً سندويتش (بانه مي)، قطعت (ثوان) لفافة بالمقص ومددته بطبقة من الباتيه. “إنّها لا تكف عن الحديث عن الحرب. وهذا ممل جداً، لذا لا أستمع إليها” قال ابنها. نغوين مانه هيب، جندي فيتنامي شمالي متقاعد افتتح مؤخراً في منزله أول متحف خاص في فيتنام عن الحرب، تظل تلك الحرب شغله الشاغل وكذلك حاجته لتعليم الأجيال الناشئة عنها، معروضاته من كلا الجانبين، جمعها خلال 8 سنوات من القتال وعقدين من رحلات العودة إلى ساحات المعارك، تتنوع المعروضات بين ملابس أمريكية، وأجهزة إرسال، وبطانية أعطاه إياها قائده عندما أُصيب برصاصة؛ أراني كذلك مصفاة قهوة صنعها رفيقه من حطام طائرة أمريكية كانت قد تحطمت، شربنا الشاي في فناء منزله محاطين ببقايا طائرات وقذائف صاروخية. “أود الاحتفاظ بمتعلقات من زمن الحرب عسى أن تتمكن الأجيال القادمة من فهمها، فهم لا يعرفون عنها كفاية”، كانت ذلك مما أخبرني إياه في جلستنا. المقال باللغة الإنجليزية: هنا التدوينة الجانب الآخر من فيتنام: كيف يتذكر المنتصرون الحرب ظهرت أولاً على Iraqi Translation Project.
0 notes
whisperingdialogue · 6 years
Photo
Tumblr media
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن (بناية غرنفل) لبنى ياسين لم أفكر قبل هذه اللحظة في المعنى الحقيقي للحياة أو للموت، رغم أنني واجهت في رحلتي نحو بلاد الضباب الموت على نحو مخيف، كانت تبدو فيه فرص نجاتي مساوية تماماً لفرص موتي، لكن هذا التساوي بين الحياة والموت جعلني أراهن على الحياة، وأمد عينيّ بعيداً نحو السماء، أطلب عمراً مديداً، وأحلم بأنني سأكون ما أريد، وسأمسك بتلابيب حلمي يوماً ما. الآن فقط وأنا بين جدران أربعة، يفصلني عن الموت وقت مهما طال فهو قصير جداً، أنتظر قدري، موقن في أعماقي بأن النجدة لن تأتي، بعد أن طال انتظاري لها أو ربما تأتي متأخرة بمقدار آخر نفس أتنفسه تغادرني الروح بعده، أفكر في معنى الموت، ومعنى الحياة، أفكر في سؤال فلسفي لا إجابة له:لماذا خلقت؟ وفيم أموت؟ وما بين البداية والنهاية..ما هي الحكمة من وجودي على هذه الأرض. لا أدري من أين واتتني كل هذه الشجاعة لكي أنتظر الموت في غرفتي، وأتصل بأهلي وأصدقائي مودعاً كمن هو على شفا رحيل، وليس قاب شهيقين وزفير واحد من الموت. لا أدري أيضا من أين واتاني كل هذا الجبن لأتسمر في غرفتي بانتظار النهاية. تمر حياتي كشريطٍ سينمائي أمام عينيَ، مدرستي الإبتدائية في الحي الذي عشت فيه في قريتي الوادعة خربة غزال، أصدقاء الطفولة، الثياب المدرسية، المدرسة الإعدادية، مدير المدرسة، مدرس اللغة العربية، الوجوه المتململة في الصف، المدرسة الثانوية، النشيد الوطني، وتحية العلم الصباحية، الطريق إلى المدرسة، بنت الجيران التي عشقتها حتى خلت أن الحياة بدونها مستحيلة، حواري دمشق، الجامعة.. وما أدراك ما الجامعة!! الحرب في سوريا، الحواجز التي أتعبت نهاراتنا  رواحا وغدوّاً ، ثم القرار الأخير...الرحيل. لم يخطر في بالي وأنا أعتنق الرحيل خياراً لا بديل عنه أنني كنت أمشي باتجاه الموت، كنت أعتقد أنني أهرب بعيداً عنه ما أمكنني، كنت أهرب من الجندية الإلزامية التي تعني فيما تعنيه على أرض الوطن أن أتحول إلى مشروع نعوة وعزاء، كما هم أصدقاء الطفولة الذين ذهبت بقلب مثقل بالهم والحزن لمواساة أهليهم واحداً تلو الآخر، بعد أن تم فرزهم إلى النقاط الساخنة، قبل حتى أن يستعدوا لذلك، وهناك عند النقاط الساخنة تساقطوا تباعاً، وجلبوا إلى بيوتهم جثثاً مدماة، مع تعويض مالي ضئيل يهين كرامة الجثة قبل الأهل. أراهن أن أحداً من أبناء المسؤولين لن يكون في المناطق الساخنة، ولا حتى الباردة، بل هم في بيوتهم تدثرهم أمهاتهم في ليالي البرد، لم يشعروا بالغلاء، ولا بنقص المواد الغذائية، لم يخشوا الجوع، ولا تشردوا عن منازلهم، ولا نال البرد من فرائصهم كما حدث معنا جميعاً. المواطن فقط ..المواطن المسكين الذي لا هوية له ولا حق داخل وطنه هو من تشرد وجاع وخاف، وفي آخر الأمر رُمي بأولاده أمام عينيه على الخطوط الساخنة دفاعاً عن وطن نسي فيما نسي أن يحفظ لهم ماء وجوههم. جاحدٌ هو هذا الوطن الذي يدلل بعض أولاده، ويأكل بعضهم الآخر، يلتهمهم كما الغول، ولا يبقي من آثارهم إلا عويل الأمهات، والدمع الأخرس لأبٍ يحاول أن يبقى متماسكاً كرجلٍ حتى آخر لحظة. أشم دخان الحرائق المشتعلة في البناء، أشعر بالدفء الذي تفرضه ألسنة اللهيب التي تأكل البناء العالي بسرعة مخيفة، وتنتابني قشعريرة لمجرد أن يمر في رأسي أنني سأموت حرقاً، يا ألهي: هل هربت من الموت رمياً بالرصاص، ونجوت من الموت غرقاً، لأموت محترقاً؟ سيضحك المسؤولون في بلدي شامتين:هربت من الجندية ها؟؟ تفضل ومت حرقاً .. أخطأني الموت مرتين، مرة في بلدي عندما ركبت جياد الرحيل هرباً من موت محقق له ألف وجه ووجه يلاقيني به، ومرة وأنا أهرب في القوارب التي تسير نحو الموت أكثر مما تسير نحو النجاة، وعندما اعتقدتُ أخيراً أنني نجوت من براثنه، أطبق علي من حيث كنت أظنني في مأمن منه. من المضحك أن أكون في بلد متقدم، وفي عاصمة كلندن، وأموت بسبب تقصير في إعدادات الأمان في بناء كغرين فيل، يزهو باستطالة سبعة وعشرين طابقاً، ألأنه بناء مخصص لذوي الدخل المحدود لم يُعطَ أمر تدابير الأمن والسلامة فيه  الأهمية اللازمة التي كانت كفيلة بانقاذ البناء وأهله؟!! أقترب من النافذة، وأرى طفلاً يسقط من البناء باتجاه الأرض، لا بد أن أمه ضنت بجسده اللين على النار، فصرخت بها: التهميني لو شئتِ لكنك لن تصلي إلى ابني أبداً، أي قلب قلبها وهي ترمي به بعيداً عنها لتهبه الحياة، وتستأثر بالموت كما لو كان رفيقاً محبباً؟!!. أرجو من الله أن يكون هناك على الأرض ما أبقاه سالماً.  الدخان يتسرب من  تحت الباب، ومن الشقوق.. البارحة فقط كنت أخبر صديقي عن فرحي بدراسة الهندسة في جامعات لندن، قلت له أنني كنت سعيداً وأنا أدرس الهندسة في سوريا، ولم يخطر في بالي حتى في أشد لحظات الحلم جموحاً أن أفكر في أنني سأحمل شهادة الهندسة من بريطانيا. أخبرته أنني سأعود وأبني وطني الذي عيث به فساداً ودماراً. قلت له أنّ على جيلنا أن يتحمل مسؤولية البناء، طالما أن جيلاً سبقنا عرف كيف يدمر الوطن بطريقة لا أخال أنه ستقوم له قائمة في وقت قريب. قلت أيضاً أن حكمة الله قضت بخروج معظم الشباب، ليعودوا بعد حين إلى ربوع الوطن وهم أكثر خبرة وتفتّحاً ودراية بما يحتاج الوطن ليقف مرة أخرى حصاة في حلق الأعداء. لا أريده مجرد حصاة..أريده جبلاً شامخاً شموخ قاسيون. كم هو جميل قاسيون في مساءات الصيف، والنسائم الدافئة تقبّل وجوهنا بحرارة لا تشعر بها إلا في نسائم بردى المحملة برائحة الياسمين.. هل حملت شجرة الياسمين في حارتنا  من الزهر الأبيض الرقيق ما يكفي ليطغى برائحته على رائحة البارود يا أمي؟ أنظر إلى الساعة، مرت ساعتان وبضع دقائق مذ عرفت أنني محتبس في بناء يحترق وأن مصيري بات معروفاً. استطاع أخي- ولله الحمد-  أن يخر��، وحاصرني الدخان فيما كنت أتبعه محاولاً النزول  فأجبرني على العودة إلى غرفتي. لم ينتبه أخي إلى غيابي، ظنّني وراءه، وعندما استدار ولم يجدني كلمني عبر الجوال.علم أنني عدت إلى غرفتي بعد أن حاصرني الدخان , بكى ورجاني أن أحاول النزول، لكن ذلك كان ليعجل حتفي، لماذا علي أن أتجه لملاقاة النار ؟ ألا يكفي أنها تسير بسرعة نحوي؟! سأكلم أمي وأبي، من أولى منهما بسماع آخر كلماتي؟!.. ومن لي الآن بدعائهما يخفف عني وعثاء النار ولهيبها؟!. الرنين المتقطع لا يطول، يبدو أن أمي وأبي ينتظران مكالمتي، ربما يحدوهما أمل بأنه قد تم انقاذي،  يظنان أنه في بلد متقدم كلندن لن يطول الأمر قبل أن تصل إليَ فرق الإطفاء وتأخذ بيدي وتخرجني سالماً غانماً وأن هذا الحادث سيغدو ذكرى سيئة، أخبر بها أولادي، وربما أحفادي لاحقاً. صوت أمي تنتحب...أنفاس أبي تصلني عبر جهاز الجوال آه يا أمي: لم يوفر لي الوطن فرصة بما يكفي لأرد جميلك وجميل أبي...ولا الحياة فعلت!! أمي ..أبي.. النار وصلت إلى باب بيتي لا أمل لي في النجاة أحبكما كثيراً صوت نحيب أمي يعلو ويعلو حتى يقطع نياط قلبي، أريد أن أطلب منها ألا تبكي، أريد أن أطمئنها أن من يموت حرقاً شهيد لا محالة، وأن هناك على الضفة الأخرى من الحياة مكاناً أجمل وأكثر أمناً وأنني سأكون في كنف الرحمن.. لكنني لا أقوى على الكلام، شيء ما يكبلني بقوة، فلا أستطيع أن أحرك جارحة من جوارحي.. حتى لساني.. الدخان يغمر الغرفة، أشعر برئتي تحترق، سعال شديد يقتلع رئتي من مكانها، ألم هائل في رأسي يفتك بي، صور كثيرة تتزاحم فيه، تتزاحم..حتى لا أستطيع أن أفك طلاسمها، الملامح تختلط ببعضها فلا أستطيع أن أميز هل هذا وجه أبي يرتسم في رأسي؟ أم وجه أمي؟.أشكر الله دون صوت أن أخي نجا من الحريق، فثكل واحد كافٍ ليمزق قلب أمي، تتداخل الألوان أمام عيني بقوة فلا أعرف لها اسما ولا صفة.. ثم تختفي كلها دفعة واحدة، لا شيء سوى البياض يملأ رأسي الذي صار ثقيلاً  بما يكفي ليلقي بي على الأرض، كل الأشياء حولي اختفت… ولم يبق سوى صوت نحيب أمي .
0 notes
yahyasalah · 6 years
Text
إلى أمير الذباب .. “هل نحن في صراع؟!”
(1)
رواية (أمير الذباب) لأديب نوبل البريطاني ويليام جولدنج تعد من عيون روايات الأدب العالمي، وهي من أبرز الروايات الرمزية التي كُتِبَت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بالقبلة النووية (لا يا عزيزي لم أخطئ كتابة كلمة القنبلة) التي وضعتها أمريكا على خد أختها اليابان معلنةً نهاية الحرب.
كُتِبَت الرواية في ظل انخماد مشاعر الكراهية والعنف في العالم بانتهاء الحرب، وبداية الخلاف على  تقسيم مناطق النفوذ بين الشرق والغرب وهو ما نعرفه في يومنا هذا باسم (الحرب الباردة). وقتها تراجعت مشاعر الكراهية والعنف ليحل محلها مشاعر الخوف والقلق، هل الإنسان حقًأ كائن بهذه الوحشية؟ هل الشر والفتك صفة مركبة بالفعل في العنصر البشري وتحتاج فقط للبيئة المناسبة لكي تظهر؟ هل كان فرويد (بعد كل ذلك) محقًا؟
تروي لنا الرواية قصة مجموعة من الأطفال البريطانيين يتم انتخابهم من طلاب بريطانيا العظمى لنقلهم إلى مكانٍ آمنٍ خوفًا عليهم من حرب نووية مشتعلة في العالم، من أجل حفظ النسل البريطاني. وفي أثناء نقل الصغار لملاذهم تقع طائرتهم بهم في جزيرة نائية مهجورة ليجدوا أنفسهم وحدهم في جزيرة مطالَبون بالبقاء على قيد الحياة حتى يعودوا إلى ملاذهم الآمن.
يتفق الأولاد فيما بينهم على انتخاب قائدٍ منهم، ويفوز بالمنصب متوسط الذكاء (رالف) بمساعدة صديقه السمين المصاب بالربو (بيجي)
تبدأ احداث الرواية بالاشتعال، مع تطاول العمر بالأطفال على الجزيرة. حيث ترتفع الأسئلة (هل سنعود حقًا إلى أهالينا أم سنبقى هنا إلى الأبد؟) و(هل يتركز مجهودنا على الصيد للحصول على الطعام أم للحفاظ على النار مشتعلة كي يرانا أهالينا إذا ما بحثوا عنا؟)
بمرور الوقت تبدأ مجموعة الصيادين بقيادة الشاب العنيف (جاك) بإظهار سلوك أكثر عنفًا يبرر وجوده اعتقادهم بوجود وحش على الجزيرة، وينتهي ذلك بانفصاله مع مجموعة من أصدقائه عن البقية باحثين عن مسارٍ أكثر تسليةً وعنفًا للحياة على الجزيرة.
وبتطاول أحداث القصة يزيد سلوك مجموعة جاك بالهياج والهمجية حتى أنهم يبدأون في ممارسة العنف والقتل ويصل بهم الأمر إلى إحراق الغابة بحثًا عن المجموعة المسالمة لقتلهم جميعًا.
لكن القصة انتهت بأن رست سفينة للكبار على الجزيرة والتقطهم أهلهم (بعد أن ظنوا أنهم لن يعودوا).
ولم يتعدَّ الأمر أن لام الكبار الصغار القتلة أصحاب السلوك الوحشي على ما تسببوا به، لكنهم ولأنهم أطفال ولأنهم أولادهم -بطبيعة الحال- لم يوقع بهم عقاب القتل.
___ "لقد فعلنا كل شيء كان البالغون ليفعلونه. ما الخطأ الذي ارتكبناه؟!"
___
(2)
لدى قراءتي للرواية للمرة الثانية توقفت طويلًأ أمام رمزية الرواية على حال الجنس البشري مع بعضه البعض.
ربما كان الكاتب يقصد بالرواية الحال السياسي لشعوب تتقاتل في حروب عالمية ودمار بلا داعي.
لكن ما بلغني من المكتوب كان أكثر عمقًا من ذلك.
الجنس البشري الذي أُخبِرَ منذ مهبطه إلى الأرض أن مستقره في الجنة، والذي بسبب كونه خطاءً حطت به سفينة الاقدار الالهية في جزيرة الحياة الدنيا.
البشرية -بعدها- انقسمت قسمة ثنائية بين السلوك الهابيلي المتمثل في الطاعة لله عز وجل، والامتثال لأمره، والمسالمة لأخيه ابن آدم.
والسلوك القابيلي الذي تحركه شهواته وغضبه، ويتلاعب به إبليس من نقاط ضعفه، فيبتكر الوسائل تلو الوسائل للفتك بهابيل وإعلان سيادة نفسه في الجزيرة (المقام المؤقت الفاني للبشر).
وفي لحظة الصدام في كل مرة بين السلوكين يكون الضحايا من أبناء هابيل، وبالرغم من ذلك يتكرر في ردة أفعالهم معنى الرحمة والسلام الغير مكافئ لعدوان إخوتهم.
ثم يأتي في المشهد الختامي رب البشر (ولله المثل الاعلى) يعاقب العيال البشرية، ويرجع بالخالصين له منهم إلى مستقرهم مرة أخرى، تاركين جزيرة الحياة الدنيا إلى الحياة الأكثر ديمومية.
هذا التصور الحياتي يشترك فيه حوالي ٥٠٪ ‏من أبناء الجنس البشري في يوم الناس هذا على الأقل، وهم أبناء اكثر ديانتين انتشارا في الارض (الاسلام والمسيحية).
وليس من ثمة مصادفة ها هنا في هذا الاشتراك. ___
قال رالف لجاك "الزم القواعد! أنت تكسر القوانين والقواعد"
رد جاك قائلًا "ومن يهتم بذلك؟" أجاب رالف بذكاء "لأن القوانين هي الشيء الوحيد الذي نملكه!" استمر جاك في الصياح "فلتسقط القوانين! نحن أقوياء! نحن نقوم بأعمال الصيد! فإذا كان هناك وحش فسنقوم باصطياده على الفور! سنطبق عليه ونشبعه ضربًا وضربًا وضربًا" ___
(3)
على وجه الحقيقة فإن طبيعة رسالة السيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، أنه لما تاهت بنو اسرائيل عن هذا المعنى الانساني في ظل ضغط الشريعة اليهودية وتكاليفها الشاقة (التي فُرِضَت عليهم بسبب غلوهم وصدهم عن سبيل الله) على قلوبهم، نزل المسيح برسالة الرحمة يخفف عنهم مشاق تكاليف هذا الضغط وينبههم لحقيقة وجودهم في الارض (جزيرة مؤقتة نحيا عليها حتى نعود لموطننا الاصلي)
ويطرق على معاني المحبة التي غارت في قلوبهم التي هي كالحجارة أو أشد قسوة.
وانتهت رسالته صلى الله عليه بشكل مشابه لنهاية ثنائي قابيل وهابيل (ظنوا أنهم قتلوه وصلبوه).
رسالة الرحمة التي خلفها كلمة الله عليه السلام أثرت في أتباعه المخلصين نصارى الحواريين ومن خلفهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم شاء الله لها أن يجري عليها ما جرى على ما سبق عليها من التحريف، والبقية يعرفها القارئ الكريم.
__ "ترى ماذا نكون؟ بشر؟ حيوانات؟ ك��ئنات متوحشة؟" "ربما لا يوجد وحش في الجزيرة. لا يوجد إلا نحن"
__
(4)
ولما أصابهم الخلل مرة تانية نزلت الرسالة الخاتمة لتعدل المسار للمرة الأخيرة.
وتذكر بني آدم أن كلهم لآدم وآدم من تراب.
نزلت الرسالة الخاتمة بالنور الرباني العلوي، لتحل للمؤمنين الطيبات وتحرم الخبائث، ولتظهر الحق وتبطل الباطل.
حتى حين حملت الرسالة الخاتمة السيف وسنت الحدود إنما كان ذلك من باب الاستجابة لسنة التدافع البشري .. إذ لا يستقيم أن يقتل قابيل هابيلًا في كل مرة ولا يدفع هابيل ظلم قابيل.
ولأول مرة حمل رالف وظهيره السلاح، دفاعًا عن أنفسهم وعن عقلانيتهم ورشادهم.
لكن يظل الأصل القائم والعمود الفقري لهذه العقيدة
أننا كلنا هؤلاء الأطفال الهلكى التائهين في الجزيرة المنتظرين لآبائهم لينقذونهم.
وما زلنا نحن نمثل الفريق العاقل المسالم الذي لا هم له إلا الحفاظ على حياته حتى تتم له النجاة .. ربما إن هاجمه الفريق الآخر يدفع عن نفسه فقط .. لكنه يدفع وفي قلبه هم إخوته الذين يعتدون عليه .. أنه يخاف عليهم ألا ينجون. __
"العالم، هذا العالم غير المفهوم وغير العادل، كان ينجرف بعيدًا"
__
(5)
الحقيقة أنه أي مبصر بعين العقل المتجرد لكتب التراث الإسلامي من أول السيرة والتأريخ وعموم مدونة الفقه يدرك بوضوح معنى الرحمانية المسيطر عليها.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يحزن على نفس الكافر التي أفلت منه إلى النار ويدعو "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".
وسيدنا علي يقول عن الخوارج الذين يكفرونه ويحلون دمه وسيقتلونه بعد شهور قليلة "إخواننا بغوا علينا".
حتى في الفقه ..  فالحدود اللي تمثل قمة العقاب الجسماني في التشريع الجنائي المسلم .. ليست إشباعًا لرغبات سادية في إيذاء المذنب، أو انتقامًأ للشخصية الاعتبارية للحاكم أو المجتمع منه، إنما لزجره هو وتطهيره هو من ذنوبه، والحدود نفسها تُدرأ بالشبهات ..وكما ترى فالشريعة هنا تصب في معنى الرحمة حتى بصاحب الإثم والجريمة
بل إنه أحيانًا وفي شكل عجيب على كل نظم التشريع البشرية يؤتى بالرجل المشتبه في سرقته .. فيقول له القاضي ما نصه "هل سرقت؟ قل لا"، إذا وقع في ظن القاضي أن صاحب الإثم قد وقع له الزجر، أو أنه مهدد بعقاب أكبر مما اقترف من الإثم.
وكذلك نجد إغراق كتب الكلام في سرد موانع التكفير بشكل قد يظن ظان معه أنه يستحيل تكفير أحد تقريبًا.
__
"أي الأمرين أفضل؟ أن يكون لدينا قواعد واتفاق؟ أم أن نصطاد ونقتل؟" __
(6)
مع توالي القرون وزيادة الحيدة، ظهر في المسلمين إخلاد شديد إلى الأرض. إخلاد أنساهم فكرة إنهم على جزيرة .. فظنوا أن الجزيرة مستقر لهم .. ساعد على تكون هذا التصور تكرر الاعتداء من الكفار على الإسلام ودياره، فتحولنا عن مدافعتهم رحمةً منا لهم، إذ هم النفوس الإنسانية التي نستنقذها بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم من النار .. إلى قتالهم كراهية لهم واستغناءً عن هدايتهم.
وكأننا استغنينا عن أرواح كثيرة أفلتت منا إلى النار.
ثم زاد الغلو .. حتى وصل إلى تكفير وتبديع أهل الملة، وكراهة الخير لهم ..
نعم ساعد على ذلك ظلم وعدوان كثير منهم على المستضعفين المسلمين حتى تظن في بعضهم أنه شر من المشركين؛ لكن في النهاية أصبحت القاعدة هي الولع بالتبديع ثم بالتكفير.
اليوم.. وبعد أن تطاولت القرون بيننا وبين عصر الإسلام الأول، وزاد انسلاخنا من إدراكنا لكون الأرض دار فناء بتطاول القرون علينا
أصبحنا نجد من أهل الملة من لا يظن النجاة إلا لنفسه .. ولا يرجوها إلا لنفسه.
حاله كحال الأعرابي الذي قال "اللهم ارحمني وارحم محمدًا ولا ترحم أحدًا غيرنا".
بيد أن الأعرابي منعته أعرابيته وجلافته (رضي الله عنه وهو بالنسبة لنا صحابي) عن إدراك هذا المعنى فأفهمه رسول الله إياه.
أما هؤلاء (أبناء الأمس) منعهم انتكاس الفطرة وفساد الخلق والرغبة في الانتقام وليدة العجز عن انتزاع حقوقهم ممن أورثهم الذل والظلم .. فمضوا يكفرون هذا ويبدعون ذلك ويرمون هؤلاء بالإرجاء.
وصار الأمر بالنسبة لأحدهم يوازي متعة لعب ألعاب الفيديو.
فبدلًا من أن تكون الرحمة هي الأصل الذي لا ينازعه السيف إلا كما ينازع الاستثناء القاعدة.
صار التبديع أصل ولا ينجو من التبديع إلا من نكس فطرته وشرب من نهر الجنون مثلهم ومضى يبحث عن هابيله ليقتله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
__ "وفي الوسط منهم، وبثياب متسخة، وشعر متشابك، وأنف مترب، وقف رالف يبكي على موت البراءة، واسوداد قلب الإنسان، والسقوط في دوامة الواقع، وعلى صديق حكيم كان  يدعى بيجي"
0 notes
elyomnews-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
الحرب في اليمن الى اين؟ الحلقة الاولى بقلم الكاتب اليمنى صادق صالح الهمداني عندما نتناول الوضع في اليمن لا نتناوله بمنأى عن المحيط العربي والاقليمي بل ينبغي ان ننطلق من المقدمات الصحيحة للوصول الى نتائج صحيحة وعندما نحلل الوضع الحالى لا بد من ربطه بالماضي باعتباره قاعدة انطلاق للمستقبل والخروج برؤية حقيقية يمكن الاعتماد عليها في الاستفادة من الدروس والاخطاء لتلافيها وتدارك ما تبقى من خيارات السلام وايقاف نزيف الدم اليمني والعربي بشكل عام لقد وقع العرب ضحية وهم خطير نتيجة لوجود اختلالات في انظمة الحكم في كثير من البلدان وحاولوا مجارات الحضارة بين معسكري الشرق والغرب والتي بدورها تنافست على تمزيق هوية الامة العربية والاسلامية في التجاذبات الفكرية لينقسموا الى فريقين وكان يراد لهم ان يعيشوا ضعفاء على قاعدة فرق تسد كماكان لاتفاقية سيكس بيكو وما تلاها من صراع قطري حدودي وفكري بهدف تمزيق الامة.. لن نتعرض للتفاصيل لانها ستحتاج الى مجلدات ولكن سنعطي فقط لمحة مختصرة فالعرب تاهو بين الراسمالية والاشتركية ودخلوا في صراع فكري ايدلوجي ولم ينتبهوا انهم وقعوا ضحية وبعد الحرب الباردة وانتهاء ما يسمى بالمعسكر الاشتراكي الذي تخندق فيه وانخدع بعض العرب في ما يسمى بالحرب الافغانية وكيف قاتل العرب بغباء لصالح المشروع الامريكي الصهيوني فيما كانت قضيتهم المركزية الاولى هي القضية الفلسيطنية ولم ينتبه العرب الا وهم امام قضية اخرى لشغلهم وهي الحرب العراقية الايرانية والتي انقسم العرب ايضا حولها على سبيل المثال اليمن قبل الوحدة حيث كان نظام الجنوب سابقا مع طرف والعكس كذلك كان الوضع في الحرب الافغانية ... المهم ان الغرب كان يخطط كما قالت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الصهيونية نحن نفكر بالمستقبل البعيد اذا نحن عمالقة معنى ذلك انهم يرسمون خطط لمئة سنة قادمة حينها كانوا يعدون لما يسمونه بالشرق اوسط الجديد وفي هذه المرة بدأ المخطط ينحو منحى اخر وهو ايجاد صراع مذهبي وطائفي حيث قال الرئيس الامريكي لقد نجحنا في نقل المعركة الى ساحة العدوا ومن هو العدو معنى كلامة انهم العرب والمسلمين وقالت ايضا وزيرة الخارجية كلنتون لا تحتاجون لقتال العرب بعد اليوم دعوهم يقتلون انفسهم وهو ما اكده رئيس ال سي اي ايه في عام ٢٠٠٦م سنصنع لهم اسلام يناسبنا ..وهو هذا الاسلام الشيعي السني المتطرف اليوم وبدأ تنفيذ المخطط عندما تغيرت المعادلة واشعلوا فتيل الصراع دعوهم يقتلون بعضهم وكانت البداية فيما يسمى بالربيع العبري وكان الهدف منه ضرب الجماعات بالانظمة والجيوش للدول فقط الجمهورية ولعل البداية كانت من تونس ومصر وليبيا مرورا بسوريا واليمن ولكن العملية بفضل الله ووعي القيادة المصرية تم تداركها وانقاذ مصر لتغرق العراق واليمن وسوريا الا انه تم تجاوز الكثير من المحن في هذه البلدان الامرالذي يربك اعداء الامة لاستخدام الجماعات الارهابية المتطرفة في اللعب بالورقة الطائفية والمذهبية لاشغال الامة في حروب وصراعات عبثية بين الاخوة فعلى سبيل المثال كانت مشكلة اليمن اقتصادية بحته كما اشار الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل وكما حذر الرئيس المصري من عدم الدخول في اليمن بحرب برية بالاستفادة من اخطاء سابقة لان ذلك سيخلق حرب استنزاف طويلة الامد وهاهي الحرب على اليمن تتجاوز الثلاث سنوات ولولا الطيران لما حقق التحالف اي تقدم في بعض المحافظات اليمنية لان الثبات على الارض هو للمدافع عن السيادة لان اليمنيين يدركون ابعاد الاطماع السعودية بالتوسع والسيطرة على الارض اليمنية الاهم ان الصراع في اليمن على السلطة لا يمكن حسمه بالحرب بل بالجنوح لاحتواء كافة الاطراف اليمنية وتوضيح ابعاد الصراع الذي يستهدف اغراق المنطقة العربية في حروب عبثية ستحرق وتستنزف الجميع لان اليمنيين اصبحوا اكثرا وعيا اليوم وان هذه الحرب ليست في صالحهم وخاصة عندما تطال الحرب البنية التحتية والارض والانسان حيث تدمر الطائرات منازل المواطنين على ر ؤس ساكنيها ناهيكم عن الاستهداف المتكرر والمتعمد للطرق والجسور والاسواق وصالات العزاء والافراح وقتل الاطفال والنساء والشيوخ في جرائم يهتز لها الضمير والوجدان الانساني وتستدعي صحوة عربية ولو متاخرة ونعول كثيرا على الدور المصري ان يلعب دورا فاعلا ومؤثرا لحلحلة هذه الازمة و المشكلة في اطار جمع الاطراف والتوصل الى حلول ناجعة لوقف الحرب وانهاء والحصار والذي تجاوز الثلاث سنوات وتجنيب اليمن والمنطقة المزيد من الدماء والدمار وفي الاخير لا يسعني الا ان اتوجه بالشكر والتقدير لجريدة اليوم المصرية وكافة الاقلام المسؤولة عليها بنسختيها الورقية والاليكترونية وعلى ايلائهم اخوانهم واشقائهم في اليمن الاهتمام في زمن القطيعة العربية ولا يفوتني ان اتوجه بالشكر والتقدير للبرلمان المصري الذي ينظر لليمن بغض النظر عن الصراع الدائر بين فرقاء العملية السياسية في اليمن وخاصة ما يتعلق بالتمثيل البرلماني في المؤتمرات البرلمانية وبما يمكن من ايصال معاناة ٣٠ مليون يمني لما يزيد عن الف يوم من الحرب والحصار وتفاقم الحالة الانسانية..
0 notes
mutazzmf · 7 years
Text
هام ‏أخطر مقال! ‏الحرب القادمة في الخليج ‏والمخططات الغربية لتقسيمها! ‏إبراهيم غراقول ‏⁧ معركة_الوعي ⁩ ‏ ‏⁦http://m.yenisafak.com/ar/columns/ibrahimkaragul/2038370 أزمة قطر، والهجوم على طهران، والاستعداد لحروب مكة! 08 June 2017, 10.29 إبراهيم قرغوال Tüm Yazıları من السهل أنّ تتقلب مقاييس الشرق الأوسط في ليلة واحدة وتتغير الجبهات فيها، فالصداقات والعداوات هناك ليست خالدة، ولا حدود للخيانة والغدر فيها، والشيء الوحيد الثابت هناك هو أنظمة العبودية والوصاية، من السهل إدارة الشرق الأوسط بالتعليمات والأوامر وتشكيل الجبهات داخلها، وقد يكون من بين تلك الجبهات دولة مجاورة أو حتى مواطن لها. وليس من المستحيل إقناعها بمحاربة الإسلام تحت حجة "المحاربة من أجل الإسلام"، ومن السهل انتزاع السلطة السياسية من بين يديها مقابل النفط والغاز الطبيعي والرفاه الاقتصادي، والاستبداد الاقتصادي فيها سهل بمجرد أن يتم إقناعها على "أنها موجودة بفضل زعمائها"، كما من السهل سلب شرفها وكرامتها ومصادرها. الشيء الوحيد الثابت عندها هو الاحتلال و المذلة! هذه القطعة الجغرافية تدار من قبل أمريكا وبريطانيا، وقراراتها تصدر من هناك، هؤلاء أصحاب التعليمات والأوامر وهم من يوزّعون المسؤوليات والصلاحيات داخل هذه المنطقة، كافة زعماؤها معينة ومدارة من قبلهم، فتلك الدول التي تبدو مستقلة في الظاهر فهي محتلة سرّيًّا، ها هي منطقة الشرق الأوسط هي منطقة محتلة، من السهل تجزئتها وتفريق مجتمعها وخلق الحروب الطائفية فيها. أما الشيء الوحيد الثابت الذي لا يتغير فيها هو سهولة تجزئة وتقسيم كافة دولها مثل العراق وسوريا وليبيا وصولًا إلى اليمن. ها هي المؤامرة التي يتم تنفيذها منذ انتهاء الحرب الباردة إلى اليوم، حيث تم زعزعة استقرار دولها واحتلال بعضها وصُنعت الحروب الأهلية فيها وتوزعت المجموعات الإرهابية حولها حتى أصبحت منطقة لا يُطاق العيش فيها. أزمة قطر ما هي إلا أصوات حرب إيران والسعودية هناك دول أخرى مستهدفة مثل تركيا وإيران والسعودية وباكستنان وأندونيسيا وأفريقيا الشمالية. لديهم خطة احتلالية لكل دولة. سواء أكانت هذه الدولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية أو عدوة لها، فكل دولة لها مخطط احتلالي خاص بها. بالنسبة إليهم يجب تجزئة وحل وتوزيع كل دولة تقع على هذه القطعة الجغرافية لتتحول المنطقة إلى دويلات كما تم في سوريا وليبيا والعراق. باشروا بأزمة قطر قبل انتهاء الأزمة السورية. وأول عملية للرئيس الأمريكيّ ترامب ستكون بإطلاق حرب إيران والسعودية. ويبدو أن التعليمات والأوامر صدرت خلال الزيارة الأولى لترامب حتى أصبح لقب "خائن العرب" جاهز خلال لحظة واحدة، حيث تم سد طرقها البرية والبحرية والجوية وكأنها تُهيّأ للعملية الاحتلالية. عملية الهجوم على طهران ماهي إلا عملية استخباراتية.. في ظل هذه الأحداث الغامضة قام تنظيم داعش فجأة بمهاجمة مدينة طهران، حيث استهدف أهم شعارين للشعب الإيراني وهو مجلس الشورى الإيراني وضريح الخميني، وتفاجأنا بتنظيم داعش الذي اعتدى على إيران في هذه المرة رغم أنه لم ينظم إلى الآن أي اعتداء ضد إيران أو إسرائيل حيث كان مشهورًا بتنفيذ الجرائم بحق السنة فقط رغم أنّ تمثيله ظاهريًّا للمعارضة الإيرانية. فما حدث في طهران ما هو إلا عملية استخباراتية. هناك من يحاول تحريض الطرف الإيراني بعد أزمة قطر مباشرة عن طريق تنفيذ العمليات المستترة وذلك بهدف تحريض إيران ضد العالم العربي. ومن خلال عملية الاعتداء على طهران تبين لنا من يدير تنظيم داعش وما هي الدول التي تُنفذ العمليات الاستخباراتية عن طريق المجموعات الإرهابية. عشرات من المجموعات الجديدة ستُهيّئ للحرب الكبرى نحن معتادون على ذلك، نعرف كيف تستهدف أمريكا دولة تركيا عن طريق منظمة غولن الإرهابية وتنظيم الـ بي كا كا، ونعرف ما ترسم له في سوريا عن طريق تنظيم الـ بي يي دي. ولا تستغربوا بانتشار عشرات المجموعات الغريبة بهدف تنظيم الحرب بين العالم العربي وإيران كما حصل في سوريا التي تجزّأت على يد تنظيمي داعش والـ بي كا كا. أزمة قطر والعمليات الاعتدائية على طهران كلها منتجات لنفس المصدر وجزء من نفس المخطط، والهدف الأساسي هو تحريض العالم العربي السني والشيعي الإيراني معًا لتنفيذ كافة الأساليب ضد بعض، حتى يصل الوضع إلى نقطة يستسلم فيها جميع الأطراف إلى أساليب ومعايير هؤلاء، وهذا ما يحصل في كل مرة، دائمًا نضطر للاستسلام إلى معايير الصواب والخطأ التي تُحدد من قبلهم، ودائمًا نحدد مواقفنا بناء على معاييرهم. كل ما نراه ما هو إلا تجهيزات للحرب المذهبية الكبرى! قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ الخطوة الأولى في العملية المستهدفة لدولة إيران، حيث أنها أطلقت الرصاصة الأولى من خلال تشكيلها للجبهة العربية السنية من ضمنها دولة مصر وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ويبدو أو دولة قطر لم تقتنع بهذه الحرب حتى رُميت خارج إطار هذه الجبهة، لقد اعتدنا إلى اليوم على ردود الأفعال الغاضبة ضد إيران بسبب مواقفها العنيفة والغير شرعية في سبيل نشر الشيعة، وقد نشهد في الأيام المقبلة نفس الغضب ونفس ردود الأفعال تجاه المملكة العربية السعودية. ففي هذه المرة ستكون جبهة السعودية هي الطرف الضاغط وليس دولة إيران. لا نعلم الوعود التي قدمتها أمريكا للسعودية ولكن هذه الحرب ستكون حرب محلية بكل معنى الكلمة، وهي الحرب المذهبية التي حلم بها الغرب طيلة سنين، ولن تنجو أي دولة من هذا الصراع، وقد لن تنهض هذه المنطقة طيلة خمسة عقود أخرى. مخططات لعمليات إرهابية جنونية ستبدأ هذه الحرب في لحظة احتلال جبهة الرياض لدولة قطر، وتلك الثورة النفطية فلن تستطيع إنقاذ أحد، وسنرى في الحدث بعد قطر دولة خليجية أخرى، وفي تلك اللحظة لن تستطيع دولة الكويت النجاة من احتلال إيران والعراق، وعلى تركيا إجراء الضغط اللازم على إيران والسعودية لتمنع وقوع حرب القيامة هذه. كما على إيران وتركيا الكفاف عن مفاوضاتهم الأمنية في سوريا، وعلى تركيا فتح أبواب ومجالات السلام. وقد نشهد قريبًا انطلاق عمليات إرهابية جنونية في إيران والسعودية وفي كافة دول المنطقة، وذلك بهدف تهيئة الرأي العام للحرب عن طريق خلق عداوات محلية ستسببها العمليات الإرهابية، فعلينا أن نكون حذرين تجاه هذه المؤامرة. هذا فخ ضد السعودية أحلّل هذه العملية التي أطلقتها أمريكا بهدف إيقاف السعودية لإيران ما هي إلا فخ تم تشكيله ضد السلطة السعودية، وأرى أن الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو تجزئة السعودية وتحويلها إلى دويلات، ثم التوجه إلى تركيا وإيران، سمّوها كما شئتم الحرب العربية الداخلية أو الحرب الإسلامية الداخلية أو حرب إيران والسعودية لكن كلها تصب في المخطط الغربي الهادف لخلق الحرب المحلية الكبرى! وقد تتطور هذه الأحداث لحد أن تصل إلى حروب مكة، وهذا هو هدفهم الأساسي. هذه تجهيزات لحروب مكة تناولت هذه النقطة كثيرًا، وناقشتها وحذّرت منها، ووضحت أن أبحاث "الإسلام سيحارب في داخله" و " الحرب ستلد في قلب الإسلام" و" حرب الإسلام الداخلية" هي المواد الأساسية لنفس الهدف. كتبت أنه "ستلد أزمة في الخليج العربي خلال عامين" ولكن لم يمر عامين حتى أتى ترامب ليسوق المنطقة كلها إلى الجحيم، وبدأت الأزمة من دولة قطر. كتبت سابقًا أن "الرياح الخبيثة ستتجه إلى الخليج العربي بعد انتهائها من سوريا وستضطر دول الخليج إلى مواجهة تهديدات إيران، وستتمثل حرب الخليج بحرب السعودية وإيران"، وبدأن اليو نرى هذه التوقعات على أرض الواقع حتى قبل انتهاء حرب سوريا. إني واثق أن حرب إيران ستكون على يد السلطة السعودية وأن الحرب ستشتدّ لحد أن تطرق دبابات إيران أبواب الكعبة، وهاهي الكارثة الكبرى أي الحرب الإسلامية الداخلية التي قاموا بالتخطيط إليها. قبل أن تطرق الدبابات أبواب الكعبة.. لقد قمت خلال السنوات الأخيرة بالتنويه إلى وجود تجهيزات لمؤامرة كبرى هادفة إلى خلق صراعات عظيمة داخل منطقتنا، وشاركت قلقي حول هذه المؤامرة، كلنا يرى الخطر الذي يقترب إلينا خطوة وراء خطوة. وأعتقد أن مصير السعودية ودول الخليج العربي بأكملها سيشبه مصير سوريا وأنه وسيتم انتهاك مقدساتنا إن لن نتخذ التدابير اللازمة، لكن بمجرد أن ندرك ونعي ونرى عظمة وخطورة الأمر سنجد أمامنا خيارات كثيرة يمكننا تنفيذها قبل أن تطرق الدبابات أبواب الكعبة. وتلك الدبابات إما ستكون لإيران أو لأمريكا. والصواريخ التي ستعتدي على الكعبة المشرفة إما ستكون صواريخًا إيرانية أو حوثية أو أمريكية. كونوا واثقين أن الذين خططوا إلى حرب إيران والسعودية وحرّضوا هذه الحرب عن طريق أزمة قطر هم يخططون اليوم إلى ظنوني هذه. كل ما أخشاه هو أن تكون نهاية هذه المنطقة على يد أهلها..
0 notes
fhrsx · 7 years
Photo
Tumblr media
ما تعريف الأمّة في القرن الواحد والعشرين؟ ترجمة: مانويل حنكو مراجعة وتدقيق: نعمان البياتي تصميم الصورة : حسام زيدان بقلم : MICHAEL GOLDFARB أثارت استفتاءات الاستقلال الأخيرة في كردستان العراق وكتلونيا، وردة الفعل الصارمة المتوقعة من قبل الحكومات المركزية في بغداد ومدريد، موجة عارمة من التساؤلات، عن معنى الانتماء القومي في القرن الواحد والعشرين؛ ما هي القومية؟ وما المقصود بالدولة القومية؟ هل يُعنى بها الوطن؟ هل الشعب أو القبيلة مرادفان للوطن؟ ماذا تعني السيادة القومية في الاقتصاد العالمي؟ باعتقادي إن معظم الأمريكيين لا تخطر على أذهانهم هذه الأسئلة، فهم يعيشون ضمن “أمّة واحدة غير متجزّئة”، وإن كان بلدهم لا يتماشى مع هذا المبدأ مؤخراً. ولكن أصبح سؤال “ما هي الأمّة؟” مطروحاً بشكل ملح في أنحاء متعددة من العالم لثلاثة عقود، منذ نهاية الحرب الباردة. فقد ظهرت 15 دولة جديدة تقريباً من رحم الاتحاد السوفييتي وحده، وأعاد المستوطنون الأوروبيون ضمن الاتحاد تشكيل أنفسهم؛ خلال السنوات الخمس عقب انهيار جدار برلين، وافقت ألمانيا الشرقية على أن يتم شراؤها على نحو فعّال من قبل الألمان الغربيين، وجيكوسلوفاكيا أصبحت دولتين مختلفتين بناءً على التفاوض، في حين إن يوغسلافيا أمست في نهاية المطاف سبع دول بإراقة الدماء. لم تُوفَق كافة المجاميع السكانية في إنشاء دولة خاصة بهم، فالأكراد لم يتوقفوا عن السعي نحو دولتهم الخاصة بالرغم من شبح القمع. لغرض فهم هذه الحاجة الملحة لإعادة رسم الخارطة، عليك الاطلاع على التاريخ الامبراطوري الحديث، فقد تم ترسيخ الحدود الكردستانية واليوغسلافية، والتي كانت متقاسَمة من قبل الامبراطوريتين العثمانية والنمساوية – الهنغارية عند نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت الخطوط الحدودية هذه ذات وقع طفيف على الطموح العالمي، في حين كانت ذات أهمية بالغة عند الامبراطوريتين المنتصرتين بريطانيا وفرنسا؛ وقد تم الحفاظ على هذه الحدود بعد الحرب العالمية الثانية من قبل القوى العظمى، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، اللتان أزاحتا كلاً من بريطانيا وفرنسا. بدأ السعي نحو فكرة القومية مع انتهاء الشيوعية، وتوسعت هذه الفكرة عندما بدأت الأمم الغربية بشق طريقها للتعافي من الانهيار الاقتصادي عام 2008. فقد طرح بريكست جدالاً داخلياً شغل البريطانيين منذ الانهيار الاقتصادي حول ماهية أمتهم وما يجب أن تكون عليه. وزاد هذا الانهيار من الأصوات الداعمة للحزب القومي الإسكوتلندي، الذي حاز على تصويت الأغلبية في البرلمان الإسكتلندي عام 2011، فخلال استفتاء أجري عام 2014، سُئل الإسكتلنديون، “هل يجب على إسكتلندا أن تكون دولة مستقلة، نعم أم كلّا؟” فكانت أصوات الرافضين للاستقلال ذات أغلبية، ولكن هذه لم تكن نهاية القصة، لأن الشعور القومي الإنكليزي كان قد أُثير. في عام 2016، قرر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي كان قد فاز في استفتاء إسكتلندا، إجراء استفتاء آخر فيما يخص عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي: “هل يجب على المملكة المتحدة البقاء عضواً في الاتحاد الأوروبي أم لا؟”. الجدل حول الاستمرار في الاتحاد الأوروبي كان قد أقيم على إثر السيادة القومية، فهو لم يكن جدلاً حديثاً؛ فعندما بدأ الاتحاد الأوروبي إجراءاته الحثيثة تجاه مستقبل فيدرالي في أواخر الثمانينات، امتنعت بريطانيا من المشاركة؛ من وجهة نظر مارجريت تاتشر فإن الانضمام لأوروبا فدرالية، يعني نهاية الاستقلال القومي لبريطانيا، فبسبب حجم بريطانيا وأهميتها الواسعتين في المنطقة، كانت قادرة على الانسحاب من التدابير الأساسية للاتحاد الأوروبي، مثل اتفاقية شينغن التي تسمح بحرية التنقل بين الدول الأوروبية، إضافة للعملة الموحدة، اليورو. إن الخوف من السيادة جعل الناشطين المدنيين الإنكليز غير عقلانيين، فخلال الاستفتاء الإسكوتلندي بيّن الاتحاد الأوروبي للإسكوتلنديين أنهم إذا ما اختاروا التصويت للاستقلال من بريطانيا، فإن دخولهم للاتحاد الأوروبي، وإقرارهم لليورو كعملة لهم لن يكون سهلاً، إذ لم يكن من الممكن تخيل سيادة أفضل من السيادة البريطانية. عندما تم فرز أصوات الاستفتاء، 53% من الإنكليز صوتوا بالمغادرة بينما اختار 62% من الإسكوتلنديين التصويت لصالح البقاء؛ تعبيران واضحان للإرادة الوطنية ولكن لم يُمتثل إلا لواحد منهما فقط. ما مقدار أثر الصوت الإسكوتلندي على قرار كتالونيا بإقامة استفتاء للاستقلال؟ هل أخطأ رئيس برلمان كتالونيا كارلوس بويدمونت، عندما افترض أن نسبة كبيرة من الكتلونيين قد يصوتون ضد الانفصال مثلما حصل في استفتاء انفصال إسكتلندا من المملكة المتحدة؟ ألم يكن يعلم أن وعد الاتحاد الأوروبي باحترام سيادة الأعضاء الموجودين لن ينفع بعدما قامت الحكومة الإسبانية بإرسال حرس مكافحة الشغب لإيقاف الاستفتاء؟ الأزمة الكتالونية تقود إلى سؤال أخير حول القومية: هل تستطيع الأمم الأوروبية الغربية المحافظة على ثرواتها ومستوياتها المعاشية العالية في خضم الاقتصاد المتضخم، من دون جرِّ أمّتهم إلى شيء أكبر؟ بدايةُ الإجابة على هذا السؤال المعاصر تأتي من الماضي، فقبل حوالي 500 سنة، في زمنٍ آخر من التباينات السياسية والاقتصادية، سُئل أحدُ البولنديين النبلاء الذي ضاع اسمه في التاريخ، عن هويته القومية فأجاب: “أنا من الأمة البولندية، من جنسية ليتوانية، من الشعب الروثيني، ومن أصل يهودي”. هذه الإجابة تدعم وجهة نظر البيرت ريفيرا، والذي يقود إحدى الأحزاب اليمينية الرافضة للاستقلال في كتالونيا حيث يقول: “كتالونيا هي موطني، وإسبانيا بلدي وأوروبا مستقبلي”. هل من الممكن أن تصبح أوروبا أمّة؟ هذا إحدى أكثر الأسئلة جدلاً في القرن الواحد والعشرين. المصدر هنا التدوينة ما تعريف الأمّة في القرن الواحد والعشرين؟ ظهرت أولاً على Iraqi Translation Project.
0 notes