#arabmusician | Explore Tumblr Posts and Blogs

yagota · 3 years

Text

رسالة بتاريخ قديم 💜

مرحبا .. أنت بصدد قراءة رسالة طويلة جدا ، أرجو أن تخصص لها وقتا يناسبها ويليق بها ، وأيضا أطلب منك الاستماع إلى هذه الموسيقى أثناء قراءتك إذا كان الأمر لا يزعجك ، أرجو ألا يفعل لأنني وضعت لك خيارات كي تنتقي منها ما يرتقي لذائقتك والأولى هي أكثرهم بهجة بالمناسبة ، شكرا لك .

https://soundcloud.app.goo.gl/iCAKc

https://soundcloud.app.goo.gl/c95Ax

https://soundcloud.com/arabmusician/onpr0z4kpdok?ref=clipboard&p=a&c=0

- https://soundcloud.app.goo.gl/Fh8S

هناك شيء آخر قبل البدء ، قد تكون هذه الرسالة بعنوان 2020 ، حيث أني لم أكتب رسالة البداية ولم أنوِ كتابة رسالة النهاية لكنه وقت مناسب لفعل ذلك ألا توافقني الرأي ؟ منذ أيام والإلهام يرافقني ويحوم حول رأسي كفراشة تصر على الاحتراق بالضوء حتى رغم علمها أن هذا الضوء نار ، يبدو أن إلهامي أنهى شرنقته وتعلم الطيران للتو .

من الأفضل ألا نفقد الإيمان أيها الأصدقاء الأعزاء ، ليس الحديث جديدا لكنه هذه المرة تجربة حقيقية ، حينما فقدت إيماني تساءلت كثيرا "ماذا الآن ؟ ما الذي يجعلني أستمر في البقاء ؟ " ولم يخطر لي سبب واحد حتى ولا نصف لأواصل العيش ، ياللبؤس ! أنظر في سقف الغرفة وأحاول إحداث ثقب في أفكاري المرسومة عليه لعلي أجد شيئا مختلفا هذه المرة ، سبب آخر يجعلني أستمر في إبقاء عيني مفتوحتين لوقت أطول ولم يحدث شيء بالطبع فأنا لا أملك قوى خارقة ، بل إني كنت أتألم حينما فعلت ذلك فالبقاء للنظر بلا جدوى هو الحل الأنسب حتى الآن .

وبالتفكير في الأمر ما الذي كان يدعوني للعيش مسبقا ؟ حيث أني الآن لا أؤمن بأي شيء فأنا بالتأكيد لا أعرف قيمة ما كان يجعلني أستمر ! وهذا جنون .. كيف يمكنك خلق شيء من العدم لكي يشعل فيك شغفا يجعلك تستمر في القتال والدفاع والذهاب ثم المجيء حتى تصل ؟ تلك الطرق التي تتخذها لتحقق شيئا ما وقد تجدي حينا وأحيانا كثيرة لا تفعل .

الأمر مرهق ، يبدو أن هذا العصف في ذهني أصابني بالصداع لأني أستمر بالنظر إلى الأمام ولا أرى سوى الفراغ ، تدفق الأفكار يتطاير كالفقاعات لكنه ينفجر سريعا ، حتى إن أغمضت عيني لا أرى سوى الفراغ لكنه بلون الظلام .

هذه السنة كانت تشبه المتاهات ، أنت وحدك تمضي في طريق لا تعرفه لكنه ربما يوصلك إلى شيء ما ، ما هو ؟ لا تعلم لكنك تستمر –وهذا ما كنت أقصده بالإيمان ! أنك تستمر لا تهتم ماذا تجد وإلى أين ستصل الم��م أنك تواصل الاستمرار لأن ضوءك بداخلك لا تحتاج الأضواء الخارجية– وفي هذا الطريق ربما تتعثر والعثرة إن كنت محظوظا قد تكون جيدة جدا بحيث تنقلك إلى مكان جديد بسهولة مع قليل من الألم الذي ستنساه سريعا ، وعلى الصعيد الآخر تكون سيئة جدا وتعيدك إلى حيث كنت سابقا لتجد طريقا آخر وقد عدت للبداية مرارا وتكرارا -وهذا ما جعلني أفقد الإيمان- أن أعود لأجد نفس الأبواب وأطرقها جميعا فأجد نفس الأجوبة وأجربها بطريقة مختلفة وحذرة فتعيدني إلى البداية ! ماذا تريدين أيتها الأبواب البغيضة ! إذا كان لديك المزيد من الخيارات فلا تترددي في إظهارها بدلا من الاستمتاع بقذفي كل مرة إلى المنتصف ثم عودتي من جديد .

لم تكن متاهة مخيفة لكنها صعبة ومظلمة وكثيرة الخيارات بشكل مبهم ، هادئة في أغلب الأوقات لكنه يصيبها إعصار مفاجئ وتتبدل أحوالها ثم يهدأ وتعاود البحث عن طريقك وما إن تظن أنك قادر الآن على الركض لأنك ترى أخيرا الضوء في آخر الممر يأتي إعصار آخر فتتوه للمرة التي لم تعد تضع لها رقما لأنك تعبت من العد .

إذا كنت سأتخيل متاهة الـ 2020 التي مشيت بها فأظن أنها تشبه قلعة مهجورة في مرتفع بعيد يحدها البحر من إحدى الجوانب لكني لا أعرف أي جانب لأنني أسمع صوته ولا أستطيع الوصول إليه ، وكلاهما يرمزان للتيه والأعماق ، المتاهة بكثرة طرقها والبحر بغموضه ، لا أتذكر كيف دخلت إليها يبدو أنها خدعتني وتجسدت بصورة أحد أحلامي! لكنني متأكدة أني لم أكن أحمل معي متاعا ، سوى بعض الأشياء في روحي ، كالأصحاب والكتب ، كانوا بمثابة الأرواح التي تأتي كلما سقطت وتضمد جراحي حتى وإن قاومت ذلك ، ربما في بعض المرات ضمدوا جراحي بالصمت والبقاء قريبا مني لقد شعرت بذلك كثيرا .

أما الآن فأنا في البداية من جديد لا شيء خلفي وأمامي الأبواب ذاتها ، ومتاعي بات ضئيلا جدا لأن الجراح ما عادت تضمد بأي شيء ، إن لم يفعل الطريق فلا أحد باستطاعته ذلك ، أتأمل الأبواب المتشابهة وأفتقد شيئا واحدا ؛ إنها رغبتي في طرق أحدها والحصول على إجابة ، لم أعد أبحث عن إجابة والحقيقة أنه لم يعد بحوزتي المزيد من الأسئلة !

كنت أفكر في هذا كثيرا وأنا أتأمل النجوم كل ليلة ، إن كانت كل الطرق مغلقة والمكان لا يساعدك على البقاء فأين باب الخروج من هذا كله ؟ إذا كنت تفعل شيئا ما ألا يجب أن تحصل على نتيجة ؟ أي نتيجة كانت لتساعدك على الاستمرار ، لتميز الصواب والخطأ وتعرف أن هذا يناسبك وما عداه لا ، لا بأس أن تتعثر لكن أن تعود إلى البداية في كل مرة ! في الحقيقة أنت وأنا وكلنا بشر إذا كنت لا أسأم وأقنط وأغضب لم أكن لأصبح بشر ، ظننت في إحدى المرات أنني بركان ثائر لهول ما أحرقني الغضب ! وظننت في إحدى المرات أني أرض جدباء إذ لم ينعشني أي مطر ، وظننت في إحدى المرات أني لا شيء لأنه لا يجدِ نفعا أي شيء ، فإذا لم يكن أمامي أي طريق لماذا أستمر بالمحاولة ؟ لماذا أحترق ثم أخبو ثم أطير ثم أصرخ وأقع لأستعيد قواي من جديد ولكن بلا أي نتيجة !

سيأتي أحدهم ليقول هذا كله لكي تتعلمي دروسا فالحياة ليست بهذه السهولة ، وأنا أقول تبا لك ولهذه الدروس إن كنت تتوق إليها فخذها وتعلمها وحدك أما أنا فأرغب بأن أحيا ببساطة لا أن تصفعني كل تلك الدروس التي تتغنى بها ومع ذلك فقد تعلمت بالطبع ، تعلمت أولا ألا أغفر لمثل هؤلاء الأشخاص الذين يقفون عائقا بينك وبين الحياة ويغرسون أوهامهم بداخلك كي تظن أنك عاجز وأنك تشبههم رغم أنك لا تريد وأنك بائس مثير للشفقة وأن حلمك مجرد خيالات ويكبلونك باعتقادات لا تعلم لها أصلا ، الذين يحبون منظرك أسيرا لهم بلا حيلة ، ثم تعلمت ثانيا ألا أطرق ذات الأبواب حتى لو بقي�� دهرا مقابلها ، بل سأخلع الأبواب وأغلق بها المسافات التي أبقيها بيني وبينهم وتدفعهم دناءة أصلهم بأن يتجاوزونها في كل مرة حتى وإن عنى ذلك أن أفتح للعواصف طريقا يخترق الدفء الوحيد الذي أحظى به مع ذاتي ، مالم تحدث معجزة ويفتح باب آخر لن أعاود الطرق ، ثم تعلمت أني لا أدين بأي شكر ولا حب لا أدين بأي شيء لمن رماني عبثا بين هذه الجدران الشاهقة وسأبني أحلاما تفوقها علوا وقوة حتى وإن عنى ذلك أن تكون مقابرهم هي قواعدي الثابتة.

تعلمت ألا أحب إلا من يستحق الحب ، ألا أهدر الحب لأناس لا يعرفون معنى أن تكون إنسانا بالأصل ! وأن أغادر قبل أن أفتح الباب إن دعتني روحي لذلك لأي سبب كان ، حتى لو كان الباب مفتوحا إن لم يعجبني الطريق لن أستمر لأبحث عن شيء ما طالما أني لا أجد ذاتي هنا ، وإن كانت هذه الدروس وغيرها الكثير لا تكفي سأعطيك المزيد رغم أني لست مجبرة على ذلك فأنت تهوى بالطبع الدروس وعليك أن تحظى بها وتبحث عنها بنفسك ، لكني أخيرا سأخبرك أني تعلمت أن أقول لأمثالك أنكم لا تستحقون الحياة لأنكم تقتاتون على حيوات غيركم ، يبهجكم أن ترتشفون كل قطرة في دمائنا لا لتحظوا بالحياة إنما لتسلبوها منا .

لا أعرف ماذا كانت تحمل هذه السنة في طياتها ، لكن الصعاب التي بها كانت قادرة على جعلي أغرق في ذاتي مرات وفقدانها مرات أخرى ، كنت أنجو في كل أيامي بالرفاق الطيبين وإن كان في داخلي إيمان ما أو ثبات حقيقي فأنا أعزوه إليهم بكل صدق .

وأخيرا أنا ممتنة لقراءتك هذه الأحرف الكثيرة ، إن وجدت ذاتك بداخلها فأنا آسفة على ذلك وأتفهمك جيدا ، وإن لم تجد ذاتك هنا فهذا جيد حقيقة لأني لا أود أن تجرب هذا التيه العميق .

لا أعرف كيف أضع نهاية لهذه الحروف ، لكني بالتأكيد سأكون سعيدة لو كتبت لي هذه المرة أي شيء عدا إن ظننت أن رسالتي للشكوى فلن أقبل المواساة 💜

5 notes · View notes