Tumgik
ahmedsherif12 · 3 years
Text
هل العرّافة اليونانية والمصرية صنعوا الاسكندر الأكبر؟
"نعم أيها الإمبراطور العظيم؛ اذهب إلى الحرب؛ الآلهة تخبرك أنها في صفك، وأن الطريق ممهد لك"
لم يحكم الأرض ويسيطر عليها إلا اثنين فقط في التاريخ، سيدنا سليمان بن داوود عليه السلام، والاسكندر الأكبر، فلم يعرف التاريخ لا القديم ولا الحديث شخص حقق كل هذا المجد في سنين قليلة من عمره، مثلما فعل الاسكندر الأكبر...
فقد كانت والدته أولمبياس شديدة الجمال وذات ذكاء وحكمة ودهاء وشجاعة. وكانت تعمل أحيانًا ككاهنة في المعبد، وكانت تدّعي أنّها من سلالة الآلهة وأنّ الإسكندر هو ابن الإله زيوس. بدأ الطفل بالفعل يقتنع بكلام والدته التي كانت تشرف بنفسها على تربيته وتدريبه على القتال والفروسية. إن اعتقاد الإسكندر أنّه من سلالة إلهية هو ما أبقى، وفقًا لبلوتارك، قلبه وروحه شامخين لا يعرفان اليأس طيلة تلك السنوات من الحملات والفتوحات التي خاضها.
فبجانب أن الاسكندر الأكبر كان يصدق ويؤمن انه ابن الإله زيوس، وأن أمه كانت كاهنة وكانت تدّعي ذلك، فجاء معبد سيوة ليذهب بالشك إلى اليقين في إيمان الاسكندر انه ابن إله، فعلى الرغم من ان معبد سيوة يقع في الصحراء الغربية بمصر، والذهاب إليه عرّض حياه الاسكندر وجيشه لخطر الموت عطشًا، بجانب انه كان من الممكن أن تأتي رياح جنوبية قوية قد تدفنهم أحياء في الرمال الناعمة العميقة في الصحراء، ولكن قام الاسكندر بتلك الرحلة لإشباع ميوله للمخاطرة ورغبته في أن يقتفي أثر بطل الأساطير الإغريقية "هرقل" الذي شاع الاعتقاد قديمًا أن الإسكندر ينحدر من سلالتها، فقد و رد في الأساطير أن هرقل تزود بشورة آمون سيوة قبل أن يقدم على جلائل أعماله ويجب ألا يعرب عن البطل أن ما تعتبره اليوم قصصاً وأساطير كان في نظر إغريق القرن الرابع قبل الميلاد تاريخًا صحيحًا.
وعندما وصل الاسكندر المعبد، رحبوا به وجرى إعلان الاسكندر الأكبر هناك فرعونا وابن إله آمون، وخضعت مصر لحكمه بعد ذلك، ذلك الشيء الذي أكّد له أنه غير عادي، ليس بشر مثل باقي البشر، بل إنه ابن اله، زيوس، وآمون، المستحيل لدى البشر، هو شيء عادي لديه، يستطيع القيام به بلمح البصر...
يرتدي الاسكندر درعه، ويلتقط سيفه، مستعدًا للحرب، ولكن هُناك شيء واحد مُهم لم ينهه قبل قيادة جيوشه تجاه طريق طويل من الحروب والفتوحات؛ وهو الإجابة عن سؤال: «هل اليوم مناسب لبداية حرب طويلة شاقة؟»، ولا يقصد هُنا الظروف السياسية او الطقس، بل الجانب الذي يهتم به هو بما وراء العالم الطبيعي الذي نراه بأعيننا، ولذلك سيترك جيوشه وراءه، ويذهب إلى معبد دلفي؛ ليجلس أمام عرافة المعبد، والتي تعد بمثابة الوسيط الروحاني بين زائرها والإله؛ يسأل الاسكندر، وتجيب العرافة بلسان الإله؛ فهل اليوم مناسب أيتها العرافة للخروج للحرب؟ وتردّ هي من خلف الأبخرة التي تحيطها في المكان وتلتقي منها إجابة الإله: "نعم أيها الإمبراطور العظيم؛ اذهب إلى الحرب؛ الآلهة تخبرك أنها في صفك، وأن الطريق ممهد لك."
ومنصب العرافة في معبد دلفي؛ شغلته نساء مختلفات منذ حوالي العام 1400 قبل الميلاد إلى العام 381 ميلاديًا، والأبخرة التي تتصاعد من أرض المعبد هي وسيلتها للتواصل مع الإله أبوللو، وحاولت الكثير من اللوحات القديمة توثيق هذا الحدث وتجسيده، حتى أصبحت تلك الأبخرة حقيقة بالنسبة لتاريخ اليونان مثلما يعد المعبد ذاته حقيقة، وسواء كانت العرافة قادرة على قراءة المستقبل في تلك الأبخرة أم لا، فهذا لا ينفي – من وجهة نظر التاريخ اليوناني – تواجد الأبخرة بالفعل...
Tumblr media
تقول الأسطورة اليونانية: إن إله الرعد زيوس أرسل اثنين من النسور ليحلقا في اتجاهين متعاكسين عبر السماء؛ وحيث يتقابل طريقهما في السماء تكون تلك النقطة وما يوازيها بالأسفل هي مركز الأرض، وتلك النقطة التي اجتمع فيها النسران كانت فوق سماء مدينة ديلفي باليونان؛ فقام زيوس بوضع علامة على هذا الموقع والذي أطلق عليه «سُرة الكون» للدلالة على مركزية الأرض.
تلك التنبؤات التي تخرج من العرافة اليونانية او المصرية لم تكن من الآلهة، فبالنسبة للعرافة او الكهنة المصريين، فقد كان هناك غرفة يدخل فيها من يريد التنبؤ، بجانبها غرفة أخرى يدخل فيها الكاهن كأنه سيسمع صوت الإله منها، ولكنه كان يسمع منها صوت الغرفة الأخرى، صوت الأماني التي كانت تُراد، فكان يخرج ويخبر المسكين بما يريد أن يسمعه، كأنه من الإله، ليخرج المسكين بنشوة الأمل والإيمان فيما يريده لدرجة أنها تحدث بالفعل...
كذلك عرافة اليونان، فلقد توصّل علماء الجيولوجيا في القرن الماضي أن الأبخرة التي كانت الأسطورة تقول أنها تخرج منها صوت أبوللو – إله النور والموسيقى في الأساطير اليونانية- ومنها تلتقي العرافة التنبؤات الإلهية، تلك الأبخرة اكتشفوا مصدرها، وهي أن تحت معبد دلفي يوجد خلل بالأرض يسمح بتسرب الأبخرة والغازات التي تسبب هلاوس للإنسان، وهذا قد نستطيع أن نربط تلك الاستكشافات باسم العرافة في اليونانية "μαντείο " المشتق من كلمة "μανία" بمعناه: حالة من غياب الوعي والانا، فقد كانت العرافة تستنشق البخار والغاز الخارج من الأرض مؤمنة أنه صوت أبوللو، ولكنه كان صوت هلاوسها...
لا أعرف كيف بدأت وظيفة العرافة اليونانية، ولكنها وظيفة غريبة بعض الشيء، ساحرة، ولا أعتقد أنها تقوم بالسحر، أو بشيء غير طبيعي، إنما فقط هي تلعب دورها مع الأنا والنفس الإنسانية، لم يكن تفوق منها على قدر ما كان الهالة التي أحدثتها المجتمعات اليونانية قديمًا، هي من جعلت الانسان الذي يلجأ إلى العرافة، كان مهيئ نفسيًا وروحانيًا أنه سيجد إجابة الإله من العرافة، وبغض النظر عن نوعية الإجابة، فستحدث، لأنها من الإله! فعندما يسمع الإجابة، يخرج من المعبد، ويملئه اليقين، أنها ستحدث، ويهيئ نفسه وظروفه وكل شيء حوله�� على أنها ستحدث، وكأن أول عرافة يونانية قد قرأت عن نظرية قانون الجذب، التي تنص على أن "مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا"، فلم تلعب العرافة إلا دورها في الأفكار التي تشكّلها باسم الإله، وأي انسان طبيعي إذا جائه شخص وقال له إن الإله الذي تؤمن به يقول لك كذا وكذا، سيصدق ويؤمن بذلك الكلام إيمان راسخ، خاصة إذا كان هذا الكلام، على هوانا ونتمنى حدوثه...
وفي نظري الشخصي، أن جميعنا نستطيع أن نقوم بدور العرافة، إذا فقط، أظهرنا إنسانيتنا وتعاملنا بها مع باقي الخلق، ومن يريد أن يسمع أنه يستطيع أن يفعل المعجزات، نخبره بذلك، وحتى وإن كان غير منطقي، فلا شيء مستحيل، الإنسانية اليوم في القرن الواحد وعشرون، تخطت حروب عالمية، أوبئة كورونيّة، حدثت ثورة إلكترونية لم يكن هناك أحد يتخيّلها يومًا، إلّا صانعيها، هم فقط من تخيّلوها، وصدّقوها، وقاموا بها، وهذا بالنسبة للإنسان الطبيعي، شيء خارق، ولكن بالنسبة للإنسان الذي يصدّق نفسه، وبما تقوله العرّافة الخاصة به له، فهو شيء ممكن أن يحدث... ولية لأ!
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
قصة قصيرة بعنوان:
"صدفة السينما"
تذكير: (بعض الأحداث حقيقيّة، وبعضها من وحي خيالي.)
.
كان يتدنجل على شاطئ النيل في منطقة "الزمالك" بالقاهرة، يضع سمّاعاته في أذنه، ويسمع الراديو حتى يترك اختيار الأغنيّة لشخص آخر على محطة الموسيقى "الجاز"، ذلك نوع الموسيقى الذي سيسمعه في الفيلم الذي سيشاهده بعد نصف ساعة، كان يسرسب وقته من يومه بدنجلته حتى تدقّ ساعة حفلة السينما، دائمًا ما يحبّ مشاهدة الأفلام وحده، على الرغم من رغبته الشديدة في محادثة أحدهم، ومناقشته في تفاصيل الفيلم الدقيقة، التي أصبحت غير مهمة لأغلب المشاهدين حاليًا، بعض المشاهد المضحكة والجنسية، وممثّل في غاية الشهرة، يكفيان لجذب الآلاف من المشاهدين، ولكنه لا يكترث بكل هذا، تذكّر في مرّة، دخل حفلة لفيلم أجنبي موسيقي، أسمه "A star is born"، دخله وحده أيضًا، على الرغم من رعبه من وحش "الوحدة"، ولكن كانت تجربة من تجاربه الفاشلة ليكسر ذلك الرعب من ذلك الوحش! المهم، بعد أن انتهى الفيلم، نهاية بائسة، تشبه النهاية التي يتوقعها لنفسه، وعاد إلى منزله، وتحدّث لصديق له، وحاول محاولة فشلت؛ أن يناقشه الفيلم على الرغم من أنه لم يراه، وحدّثه أنه أوّل مرّة يرى ذلك الممثّل الخرافيّ، ولكن انصدم عندما قال له صديقه " أنا دخلت شوفت الtrailer يا صاحبي، إزاي ماتعرفش "Bradley Cooper"!!" وحقيقةً، إنه رأى له عشرات الأفلام، ولم ينتبه إليه في ذلك الفيلم! هل لأنه يركّز على تفاصيل تهمّه هو فقط، كصوت ليدي جاجا وهي تغني "I'll never love again"! لا يهم، الساعة الآن السابعة إلا ربع، يجب أن يتّجه إلى السينما الآن ليشاهد فيلم "La la land"، لقد رأى إعلانه وتأكد هذه المرّة من وجود ممثلته المفضلة إيما ستون، وعرف قصته ولكن لم يعرف نهايته، تُرى هل ستكون النهاية مثلما تمنّى، أم ستكون مثلما يأمر الواقع!
وصل إلى باب السينما، ذهب لش��اء بعض الفشار حتى لا يخرج في إستراحة الفيلم ويضيع عليه أوّل خمس دقائق من الفيلم بعد الإستراحة، كما يحدث دائمًا، تراه يتعلّم من أخطائه الساذجة الآن! وهو يدخل القاعة، لمح شعر "كيرلي" بنصف وجه يشبه تمامًا صديقته الصدوقة في فترة لا بأس بها من حياته، واختفت من حياته عندما أعترف بكل سذاجته بإعجابه بها، هذا الخطأ الساذج أيضًا تعلّم منه، آخر مرة رآها كانت منذ خمس سنوات في حفلة موسيقيّة، ولم يتعدّى حديثهم ثلاث دقائق، وعلى الرغم من ذلك يتذّكره كأنه منذ ثلاث دقائق. حاول أن يسرع في خطواته حتى يحظي بثلاث دقائق أخرى، كان بينهم ثلاث خطوات فقط! ولكن، في خلال ثلاث ثواني تخيّل حديثهم قبل أن يحدث، ليعلّي آماله إلى السماء، ويأتي الواقع ويسقط بها إلى سابع أرض، ولكن، ذلك الخطأ الساذج لم يتعلم منه بعد، وبدأ في التخيّل:
- ياسمين!
= إية الصدفة الجميلة دي!
- مش مصدق نفسي، ماتغيّرتيش خالص!
= بس أنت اللي أتغيرت! ماكنتش مطوّل شعرك كدا!
- زهقت مالحلّاقين، ماحدش بيفهمني.
= وأنت من إمتى حد بيفهمك غيري؟
- ومع ذلك سيبتيني!
- كنت عاوزة آخد وقتي في التفكير، القرار مش سهل! وأنت عارف، كل صاحباتي اللي إرتبطوا بالبيست فريند بتاعهم خسروا بعض في أقل من شهرين، وأنا ماكنتش عاوزة نهايتنا تبقى كدا...
قاطع كلامها بلوم = بس أنا مش هما! ولا أنت صاحباتك! إحنا مختلفين عن كل الناس، مش دا اللي قولتهولي من خمس سنين؟
تردّدت وارتبكت - ايوة والله بس... مش عارفة!
= لأ، أنت عارفة، عارفة كويس قوي كمان!
توقّف عن لومها، وبدأ يخرج بعض اللطافة خوفًا من أن تكون إفراض نفسه عليها.
- معاكي حد؟
= لأ، وأنت؟
رفع يده التي يمسك بها الفشار معبرًا عن وحدته، فابتسما في نفس اللحظة، وذهبا ليتركوا للفيلم باق الحديث...
* * *
"أنت يا أستاذ، عاوز أعديّ!!!"
أخرجه من خياله شخص كان يعطّل مروره إلى كرسيه، بينما كان هو يتسمّر مكانه، رحلت عن نظره صديقته، ظل يبحث عنها بعينه، فلم يستطع من دموعه التي ملأت عيناه، وذهب لكرسيه المعتاد، وبينما هو يضع فشاره طلب منه أحدهم العبور، فمسح عينه، ووسّع له مجال للعبور، في تلك اللحظة، عرف مكان صديقته، عندما نادى عليها العابر "ياسمين! حبيبتي، إقفلي خلاص، بصي شمالك كدا!"
1 note · View note
ahmedsherif12 · 4 years
Text
يربكني ذلك الإحساس بوجودي من عدمه، أتمنى أن تكون تلك الحياة ليست حقيقيّة، وإنما مجرد حلم بداخله بعد يوم حدث فيه شيء واحد فقط أريده، سأكون ممتنًا لذلك الشيء الذي لبّى دعوتي وسمع صوتي، ففي تلك الحياة البائسة لا يوجد من يسمعني، بل لا وجود لمن يراني، وكأن الشيء الوحيد الغير موجود، هو أنا.
كل شيء طلبته في تلك الحياة البائسة، كل شيء.. هي أشياء بديهيّة أساسية في أي حياة كائن حيّ، ولكن الأساسيات والبديهيات للجميع، هي متطلّبات لي، تُسقِط سقف طموحي إلى قاع المحيط، الذي لا ترى فيه شيء، فقط عليك السكون، لتعيش!
وإذا خانتك الطبيعة بدون سابق إنذار، وجعلتك تحرك رمشك الحزين، ستجد مائة شيء ليحطّمك، ومائة شخص ليسقطك إلى قاع قاع المحيط، وإذا وصلت لنهايته، سيحفرون قاع جديد، ليكون مسكنك الجديد.
ما أستطيع فعله هو التفكير فقط، وشعوري بالذنب تجاه كل شيء، تجاه ذلك القاع، وذلك المحيط، وذلك الرمش، وتلك الحياة! وأضع على عاتقي الشعور بالشفقة على نفسي، وعلى طبيعتي، وبذلك كله، يُولد وحش بداخلي ويبدأ أن يفترس أحشائي، ليصل إلى عقلي، ويخرّج كل تلك المشاعر المضطربة التي تستطيع وحدها قتلي، يخرّجها كلها، حتى يستطيع الخروج من ذلك الجسد المُتآكل، بالطبع لا يطيق الجلوس معي لوقت أطول، فأنا أسوء من أن وحشي يستمر في البقاء معي، بعد أن يعرف حقيقتي طبعًا، ككل شخص وكل شيء يعرف حقيقتي ويهرتل حتى يهرب من الوحش الحقيقيّ الذي تعرفون حقيقته الآن، وأثناء تلك العملية الواقعية الخالية في نفس الوقت، يتطبّع عليّ كل صفات الوحش، وبين صفاتي المتوحّشة، وصفات الأخير، أقوم بتلك الأفعال الجنونية التي يخرج من خلالها الوحش من جسدي، أقوم بكسر أي شيء أمامي، وضرب أي جدران أراها، حتى تقف يداي من الوجع، أو يأتي والدي بتكتيفي وإحاطتي بذراعيه حتى لا استطيع الحركة، وفي تلك اللحظة، أظل أبكي وأبكي، فقد عُدت لذلك المحيط مجددًا.
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
عن إتخاذ قرار الموت، أو كما يسميه البعض.. الإنتحار
الموت، نتمنّاه كلما ضاقت علينا الدنيا، عندما نصل إلى الإختناق النفسي، ونشعر أن الروح تقف في أعناقنا تنتظر القرار مِن مَن وضعها في هذا الجسد البائس.. بالذهاب...
الموت، نتمنّاه كلما ضاقت علينا الدنيا، عندما نصل إلى الإختناق النفسي، ونشعر أن الروح تقف في أعناقنا تنتظر القرار مِن مَن وضعها في هذا الجسد البائس.. بالذهاب...
حديثي لن أجعله عن العقاب الذي ستناله بعد أن تقرر أنت ذلك القرار، ولا أقنعك أن الدنيا هي أعلى شيء، فهي من أسمها.. الأدنى...
ولاكن.. إذا نظرنا لهذا الشهور الذي يأتي بنا لطلب أو لفعل الموت.. أين يذهب بعدما نرحل ونتركه؟ لقد وجدت بعض الأماكن التي تتوزّع عليها تلك المشاعر...
تذهب كم هائل منها.. إلى من يحبّوك! أتدرك مدى الشعور السيء الذي ينتابه صاحبه عندما يفقد شخص يحبّه!! أعتقد أن تفكيرك بالموت.. نابع من نفس الشعور...
ولاكنك لم تدرك أن أحد أحبك يومًا.. أعلم ذلك، ولاكن من المؤكد أنك أحببت شخص ما.. حتى وإن لم يبادلك الشعور.. فتلك المشاعر التي أتيت بها إلى قرارك.. ستذهب إليه حتمًا.. عندما يعلم ذلك...
ولاكن هناك إحتمال أنك لن تلقي بحبك لشخص من قبل.. جميع من قابلتهم.. لم يصلك الحب في قلبك تجاههم.. أتوقع ذلك.. ولان من المؤكد.. أنك أحببت مكان، شيء، حيوان صديق! أتعلم.. أن كل شيء مررت به.. وكل شخص أتى على مسامعه أسمك أو سيرتك.. عندما يعلم ما قررت أو فكّرت أن تقرره.. يأخذ جزء من الشعور الذي جاء بك إلى هذا القرار!!!
الهروب من الدنيا.. هو أدنى شيء فيها...
الهروب من شعورك بالأسى.. بالحزن.. بالوحدة.. أيًا كان ما تشعر به، فهو ليس بحل!! بل.. إنك تعطيه لمن يحبك وتحبه..لكل شيء مررت به.. تعطه من لونك الداكن على ألوانه البلهاء...
واجه مشاعرك.. بأي طريقة تكون.. حتى يأتيك الميعاد.. لتكون على أتم الإستعداد.. لنشر السعادة على كل من تتركهم...
ليس المقصد بأنهم سيسعدون بغيابك عنهم.. ولكن سيسعدون بأنك.. ذهبت ورحلت بمشاعر تلتصق جنبها علامة الموجب.. رحلت بدون نقص من المشاعر.. فالأخير تنقص من روحك.. فكأنك أتيت هذه الدنيا.. لتنقص من روحك وترحل.. تاركًا جسدك؛ ومشاعرك تأكل فيه ليس الطبيعة.. تاركًا جسدك؛ وأنت تتآكل، ويأكلك حزنهم.. على كونك حزين...
لن أنسى أن تغيير المشاعر ليس قرار هيّن، ولكن الموت أيضًا كذلك... فإذا قررت بذل جهد.. إبذله في مكانه الصحيح.
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
أبواب شبه مغلقة
21-8-2019 أبواب شبه مغلقة
-       ألن تسمح لي بالخروج؟؟
= ليس بوسعي الآن...
-       إذن.. فمتى!!
= عندما نكون مستعدين لذلك...
-       ولكن، سنظل هكذا مادمت أنت بهذه ال��بتسامة، ومازلت أنا بداخلك!
= أتريد أن تتركني وحيدًا؟ فلم يتبق لي غيرك أيها الحزين!
-       لم يتبق لك غيري لأنك لن تسمح لي بالخروج، فأنا أسع المكان كله، لا يوجد متسع لغيري، فإذا أخرجتني.. سيكون هناك أماكن لأكثر من شخص!!
= وكيف لي أن أعرف، أنك عندما تخرج مني، سيشغل مكانك أحد!! ولن يكون فارغ! فالفراغ الداخلي كالسهام يقتلني، وإذا أتى أحدهم.. كيف لي أن أعرف، أنه لن يكون شخص لا يريد إلا القتال، وأنا، كما تعلم، جبان!
-       وكيف لي أن أعرف كيف تعرف؟ السؤال الأهم.. لماذا تريد أن تعرف كل هذا!! أستمنع قدرك؟ أست...
= وهل منعي لخروجك، ليس منع قدرك؟
-       أنت الذي تريدني.. أنا لا شيء.. أنا منك، فأنت قدري، وأنت الذي تحدد وجودي من عدمه.. أما قدرك أنت، شيء أكبر منك، أيضًا يريد بك الموازنة، كما تريدني أن أفعل..
= أنا لا أعرف شيئًا، ولا أعرف كيف أعرف...
-       معرفتك جميعها بداخلك، عندما تنظر إلى داخلك، ستعرف بأي إتجاة تحتاج أن تنظر في خارجك.. لتعرف...
= وتريد مني أن أخرجك؟ لا استطيع أن استمر بدونك...
-       سأعيدها مجددًا، أنا منك، أنت لا تستطيع أن تستمر بدون نفسك، بوجودي أو عدمي...
= وأين أجد نفسي؟ كيف أستمع إليها؟
-       توقّف عن التفكير للحظات، واطفئ ابتسامتك الساذجة التي تظهرها للعالم الخارجي، واجعلني أصمت، وأسكت كل صوت عدا صوتك.. وستجد نفسك...
= حسنًا، وعندما أستمع إليها، سوف أستطيع أن أخرجك وأستبدل مكانك بأشخاص يحبّوني؟
-       ....
= ....
-       ....
..
أغلق عينيه بعد أذنيه، ورأى نفسه أمامه مباشرة، هو مغلق العينين، يرهب من مواجهتها، وهي تحلّق بعينيها، حتى يكاد إذا فتّح، سيفقد وعيه من الرهبة...
كان لديها نفس وجهه وكأنه أمام المرآة...
- ماذا تريد؟
= ما تريدينه...
- أريدك خارجًا، كما كنت دومًا...
= بغير إرادتي!!
- وإن كان...
= أنا آسف!
لمعت عيناها، وبدأ كتفها يهتز بشهقة البكاء، وانفجرت...
قرّب إليها.. إلى نفسه، واحتضنها، كما أراد أن يُحتضَن من كل من يحبّه!
= والله العظيم آسف..
وانفجر هو الآخر في البكاء.. كأنهما لم يبكيا قبل اليوم أبدًا.. وبدأ يضمّها بكل قوّته، كما فعلت هيّ! ظل هكذا.. وظلت هي، لم تفش بكلمة أخرى، ولكن، دموعها قالت كل شيء...
دخل الغرفة التي تقيم فيها، من باب يشبه أبواب السجن! فأسرع بتغييره، إلى باب ضخم، وفتح طرفاه، قبل أن يرى أن الغرفة مليئة بالألوان الداكنة، فغيّرها لها إلى غرفة كافية لتسعدها أبد الدهر إذا ظلّت بها، كما يتمنى لها.. كما يتمنى لنفسه!
فتح عيناه، وعاد إلى العالم الخارجي، ولكن، شيء ما حدث.. شيء ما تغيّر...
3 notes · View notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
الطبيعة الحياتية
إذا أردنا أن نتعرف على الطبيعة الإنسانية، فلابد، أولًا، أن نتعرّف على باقي الكائنات الحيّة، فهي بدون ego -الأنا الأعلى-، بدون طمع، أو أنانية، أو تلك الأشياء الإنسانية التي طوّرها الإنسان، لتقوده إلى الهلاك، حتمًا، ولكن، باقي الكائنات الحيّة، الحيوان، أو النبات، خال من كل تلك التساؤلات، خال من كل الأشياء الغير إلهية، إذا أردنا التعرف على الأشياء الإلهية، التي زرعها الله في كل الكائنات، لكي تستمر الأرض، إلى حين ميعادها، -ولكن، أعتقد أن الله خلق للإنسان عقله، لكي يحاول أن يطوّر الأرض، تطوّر إنساني، الذي يقودها إلى ميعادها..- فلابد أن نلقي نظرنا على الحياة الغير إنسانية...
      فإذا نظرنا على الحياة الحيوانية، سنجد أن الزرافة، مثلًا، تمشي في الغابة، تتمخطر هنا وهناك، لا على بالها ماذا ستكسب بعد دقيقة، وإذ ها هي بعد دقيقة، تجد شجرة، فتبدأ في أن يأتي على بالها أنها تريد أن تأكل، ثم، فتبدأ بالأكل، لا على بالها بذلك الأسد، الذي يراقب طعامه، يراقبها، وكان من دقيقة، لا يبالي ما إذ كان سيأكل بعد دقيقة زرافة، أم غزال، أم إنسان! ولكن، بعد دقيقة من لا مبالاته، وجد أمامه عمدان من العظام المحيطة باللحم، زرافة، جميلة، أمامه، تتمخطر هنا وهناك، فيبدأ في أن يأتي على باله أنه يريد أن يأكل، ثم، فيبدأ في إستعداد نفسه، لأن يأت بطعامه، ولكن، في تلك اللحظة، تلاحظ الزرافة وجود خطر، فتبدأ الزرافة بإنهاء طعامها، وتنتهي من الإطمئنان، وتبدأ في الركض، حتى تظل على قيد الحياة.. لن أطيل عليكم، فأنتم تعرفون الباقي...
      ما نجده من ذلك المشهد، أنه، كل كائن –أيًا كان أسمه، شكله، طوله- خلقه الله، خُلق بدون ego، خُلق في سلام، وسيرحل في سلام، بغض النظر عن الطريقة التي سيأتي فيها أو سيرحل، فكل أم من أي كائن، تصرخ، وتتألم، ثاني ألم في الحياة بعد الموت حرقًا، وهي تولد مولودها الجديد، وهناك مولود جديد، عندما يحين وقت رحيله، ممكن أن يرحل في حرب، أو في حرب بغرفته، أو في كهفه، أو في ركض من أسد! ولكن، السلام هنا، الذي أقصده، سلام من الداخل، أعتقد، أن الزرافة هنا سترحل وهي راضية البال، فإنها رحلت، وهي تؤدّي دورها التي أتت من أجله، الركض، ومحاولة النجاة، كذلك الحياة الإنسانية، سنموت ونحن نركض، لمحاولة النجاة، ولكن، النجاة من الego، النجاة من الأسد الذي في عقلنا وفي فكرنا، الذي يحاول التغذّي بنا، النجاة من مطامعنا التي خلقناها نحن بهذا العقل الذي يقودنا، حرفيًا، إلى الهلاك.
      الحياة، كما وصفتها في مقالة سابقة، وجه آخر لمعنى الألم، فهما وجهان لعمة الدنيا، الألم مع الحياة، لا مفر منه، ولكن، لكي نحيا في هذه الدنيا، يجب علينا أولًا، أن نواجه أنفسنا، من الداخل، بكل سلام، نخبرها، بكل حب، أن هذا ليس خطأها، لا يحدث هذا لأنها سيئة، بل ما يحدث سيء، فيجعلها تشعر بسوء، ليس أكثر، ثم، نواجه هذا الألم، بكل رضا، لقضائنا، لما كُتبَ لنا، بقلوبنا...
      قرأت ذات مرة، أن الألم الذي لا يقتلك، يقوّيك، هذا تمامًا الغاية الإلهية، من الألم، في إعتقادي، الذي أعتقده لكي أداوي هذا الألم، الذي بداخلي،، الذي لا ينتهي، ولكن، أراه مقنعًا بعض الشيء، على الرغم من أن الألم الذي لا يقتلني، ثم يقوّيني، يأتي ألم أقوى منه في الألم، ولا أعلم، متى حقًا ستنتهي هذه السلسلة الأليمة من الألم، ولكن، أعتقد، أنها ستنتهي، عندما لا نبالي بالألم، ولا نبالي بالقوة، ولا نبالي بشيء، كذلك هذه الزرافة، وذاك الأسد، لم تبالي الزرافة بألمها، ولا يبالي الأسد بقوّته...
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
لا مفر
16/9/2019
أعلم أني كنت سيء، وأصبحت أسوء، ومتسالم مع هذا الأمر، وبدأت بالفعل بالعلاج الذاتي، على الرغم من فقدان الإيمان بالأمل وما يفعله في الحياة الواقعية، على الرغم من فقدان إيماني بالإيمان عدا الله، على الرغم من فقدان جزء المشاعر المبهجة في روحي، على الرغم من محاولتي أن أجعل يومي أفضل كل يوم، ولكن لا تتحول المحاولات إلى حتى فشل أو نجاح، فقط تظل محاولات، على الرغم من قدري الذي لا يرغبني ، وإذا أُجبر على إقبالي، يقبلني وهو متضرر، وهو لا يمتلك أي شعور بالحب تجاهي، ككل ما أحبهم، على الرغم من أني أعلم أني غير قابل لأن أُحَبَ، أقوم بعلاجي الذاتي، وأحاول أن أحتضن روحي كل يوم قبل أن أذهب إلى الموت المؤقّت، وأُهون عليها بكل ما حدث معها طوال اليوم، ولكن، الليلة، كيف لي أن أخبرها أن كل ما أٌجبرَت عليه، خير لها، وبكل المقاييس العقلية والمنطقية، وكذلك النتائج، عكس ذلك، هي تعلم أني أكذب، ولكن تحاول معي أيضًا أن نصلّح الوضع حتى ولو كان بالكذب على أنفسنا، لنستطيع أن نمارس عمليتي الشهيق والزفير في اليوم الآخر، بدون ألم، أو بإقناعي أنه لا مفر منه، بأقل قدر من الألم...
الليلة، كيف لي أن أخبرها، وهي كانت في محاولاتها بأن تصلّح نفسها، وتصلّح نظرتها لنفسها، بأنها روح جديرة بالحب، بأنها قابلة للحب، تمامًا كما تفعل، كانت مازالت في مرحلة العلاج، أو مازال هناك شكوك، أثناء إخباري من أحدهم، بأنه لا يحبّني، بشكل مباشر، بأفعاله، ولسانه، كنت أكذّب أشياء نشعر بها، وتحدث لنا بطريقة غير مباشرة، ولكن، الآن، من بيتي الذي يكون من المفترض أنه مصدر أماني، وإطمئناني، وحناني، يخبرني أحدهم بأنه لا ي��تطيع أن يحبني، أنا لم أحزن منه، أو أرد إليه نفس الشعور، ولكن، ما يحزنني الآن، أنني كنت على شك بذلك، وكنت أكذب، وكنت سأستمر بالكذب، كآخر وسيلة لإقناعي بأني شخص جيد، وكأني كنت أبني في مبنى، فكرة، حتى لا تنهدم، ولا تنتهي، جاء من أريد أن يرسّخ لي هذا المبنى، بهدمه...
أنا حزين لأنني خسرت وسيلة أخرى لإقناعي بهذه –التي أراها الآن أكذوبة-، وأنا الذي لا يستطيع أن يجد وسائله بسهوله، نسبةً أنني أفرط في التفكير في كل شيء، في كل تفاصيل كل شيء، في كل تفاصيل تفاصيل كل شيء، حتى يؤلمني رأسي فعليًا، لتجبرني أن أركز فقط على الألم، وتعطني نموذج في رأسي، لأتوقف بعض الوقت في إيجاد حلول له، وكأنها تقول لي، لا مفر من الألم، يا أحمد، لا مفر...
2 notes · View notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
عن السجود
6/12/2019
بعد إنتهائي من بعض الشعائر الإسلامية، عندما أصلي بقلبي حقًا، وليس بحركاتي الجسدية، بعد خروجي من المسجد، بعد صوت الإمام الذي يساعدني في الوصول، مع جمال الآيات القرآنية، أخرج كمن حيا مجددًا بعد موته، ولكن، بدون آلام، بدون ذنوب، بدون ضوضاء في عقلي، بدون زحام في قلبي، فقط نفسي، وهي في غاية نقائها...
ويظل السجود، هو سر هذا الشعور، وكأن كل تلك الأشياء التي ترهقك، تظل في الأسفل، بعد نهوضك، وكأن، ليس جسدك هو من نهض، بل روحك، نهضت لتحيا، لتسطيع مواجهة الحياة، التي تسقطها خارج المسجد، ثم تعود، لتسجد، ليسقطها السجود، وتنهض روحك.. وتظل هكذا... حتى يسقط جسدك، وتُرفع روحك، إلى راحمها.
1 note · View note
ahmedsherif12 · 4 years
Text
فَ
6/12/2019
أُملئ الطمأنينة بوجودك، فيختلط المصطلحين.. فيزداد العبث بمشاعري، فيذوب قلبي بينهم...
ينفطر قلبي في إختفائك، ويعود حي عندما يراك، كمن فارق الحياة، وعاد عن طريق الشحنات الكهربائية الطبّية، ولكن، تلك، شحناتك العاطفية الإنسانية...
تبكي عيني من الخارج مرة، عندما تطمئن أن لا أحد يراها، وتبكي عيني من الداخل مائة مرة، ولا تكترث بشيء، تبكي.. حتى تصل الدموع لقلبي.. فيُنبِت في قلبي وروده، التي تمدّني برائحة الصبر، والأمل، تلك الرائحة، التي تدفّئ المكان، عندما أراك...
لقد تعلّمت مع حبك، أن الحب الطبيعي، للأشخاص الطبيعين، يُقدّر بواحد من مائة، مع حُبّ الشخص الذي نحبّ فيه الحياة، فنحيا بحبّه، ويحبّ فينا الحياة، فيحيا بحبّنا...
ترهقني الحياة، وتهزمني تارة، ونقوم بهدنة تارة أخرى، ولكن، عندما تأتين، وتبادليني حبك، أشعر وكأن، ذلك الحب، هو الذي يحوّل صفوف الحياة في ميدان المعركة، إلى صفّي.. تتحد معي ضد الحرب، فإذا كان رآك أحد من بلاد اليونان، كان سينسب إليك تألية الحب، بدلًا من الإلهة أفروديت، وكان سيقوم بإنشاء أسطورة بدخولك مع الإله آريس حرب، ستنتهي بالوقوع في حُبّك...
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
23/10/2019 عن ال28 قيراط والرضا
كان هناك قرية صغيرة، ملك لرجل بسيط، وقام بتوزيع مساحة أرضها لأبنائه الأربعة بالتساوي، ولكن، كان هناك بعض المساحات لا تزرع الذرة، ولكن تزرع الأرز، وبعضها يزرع شجر الفاكهة فقط، والبعض الآخر يزرع كل شيء، ولكن يظل طوال العام ينتظرها لكي تنبت، والبعض الأخير غير قابل للزراعة...
أول ابن كان يحب الخبز كثيرًا، فكان يأخذه من اخيه الثالث، الذي رغم إطالة مدة نضج زرعه، إلا أنه من أجمل المحاصيل التي تحصل عليها، وكان الأخير يأخذ منه الأرز لأنه في حاجة دائمة إليه...
وأخوهم الثاني كان لديه فقط فاكهة، فكان يتبادل معهم المحاصيل، وكانوا ثُلاثِيَتْهم، يسكنون عند اخيهم الرابع، الذي ليس لديه أرض للزراعة، ولكن للبناء...
هكذا يتكون المجتمع بكل بساطة، كل شخص منا لديه ما يميزه عن غيره، كل شخص رزقه الله بمساحة متساوية مع مساحة غيره، ولكن يختلف ما بداخل هذه المساحة من شخص لشخص، هناك من تكون مساحته بها المال والصحة بدرجة عالية، ولكن العائلة درجتها تكاد معدومة، أما الأصدقاء فدرجتهم متوسطة...
وهناك الآخر من لديه المال كافٍ فقط لوجبتين في اليوم ومصاريف يومية، حتى إذا مرض، يعجز عن دفع المال لعلاجه، ولكن، لديه أصدقاء وعائلة تهوّن عليه هذا بطريقة أو بأخرى...
وغيرهم من الأمثلة التي لا نهاية لها...
تقسيمة ما تستحوز عليه مساحة الرزق تلك، ليس بيد أحد منّا، ولكن، هي بإرادة الله، والله لديه صفة لا نقيض لها؛ العدالة الإلهية، هو يعلم من يحتاج هذا ومن سيستطيع أن يعوّض هذا، وما البيئة المهيئة لتلك، وما التي ستدمر ذاك...
ليس دائمًا هذه التقسيمة تسعدنا، ولكن، واجب علينا أن نرضا بها، فإذا رضينا بها، ستتهيأ ظروفنا وطبيعتنا النفسية عليها، أو ستتغير هذه التقسيمة لتتهيأ على ظروفنا وطبيعتنا النفسية، ومع كلاهما سنكون أكثر رضا، ومع كلاهما سنشعر أن يدانا تمسك بيد الله، ذلك لأن الله دائما يمسك يدينا، ولكن، نحن الذي نفلت يدانا منه...
23/10/2019 عن الوحدة - العلاقات والمجهود المبذول فيها – العلاقة الشبه مستحيلة
الوحدة الذي أشعر بها في الجامعة لا تختبر قوة تحملي فقط، بل تختبر أيضًا صبري، وأنا أعترف أني شخص غير صبور على الإطلاق، رغم أني استطيع ان أصبر لمدة طويلة نسبيًا -فقد صبرت سنوات كثيرة على أشياء أكثر تؤذيني ليس لديها بديل ولا حل!- ولكن أفعل ذلك والصبر ينهش في جسدي، نفس المقدار الذي تنهش الوحدة في روحي به، نفس المقدار الذي تُؤذَى نفسيّتي من كل ذلك...
الوحدة تقتل في بعض الأحيان، وإذا لم تقتلك، ستصيبك بالمرض، نفسي كان أم جسدي، الفارق بينهم هو أن الجسدي ستلاحظه الناس، وستعتقد أنك أكلت طعام فاسد، ولكن الحقيقة أنك أكلت شعور فاسد، ستعتقد أنك تحتاج وقت للراحة، ولكن الحقيقة أنك تحتاج علاقة للراحة... ولكن على الأقل أنهم يلاحظون مرضك، وبعضهم يعطيك بعض الإهتمام، حتى وإن كان بالطريقة التي تنتظر غيرها، أما النفسي، يعتقدون أنك قد جننت، هذا أقصى حد لتفسير المرض النفسي لديهم، إذا تغيّرت حالتك النفسية في بضع ثواني، يلومونك، على عكس المرض الجسدي الذي –إذا كانوا أشخاص طبيعيين- سيتعاطفون معك إذا حدث ذلك... إذا كنت صامت طوال اليوم، سيعتقدون أنك مرتاح هكذا، إذا كنت تتكلم مع نفسك، سيعتقدون أنك وجدت صديقك المقرّب! إذا بكيت لأن مشروبك سقط على جسدك، سيعتقدون أنك تبكي على المشروب أو على ألم الحروق، لا يستطيعون أن يعرفوا أنك تبكي على نفسك، على حالك، على تلك الأشياء التي تمادت وتراكمت على روحك حتى أصبح نورها لا يضيء إلا بصيص من شعاع النور، لم يدركوا أنك تبكي على ذلك البصيص الذي اختفى في تلك اللحظة...
بعض الأصدقاء اقترحوا عليّ أن ابذل بعض الجهد لأصنع علاقات في الجامعة، بعد أن حكيت القليل مما أشعر به، عن مدى الحزن الذي ينتابني عندما أمر من باب الجامعة حتى أخرج منه، في كل مرة تلقي عيني على شخصين أو أكثر سويًا، يمنعوا الشعور بالوحدة والحزن لكلٍ من الآخر.. يجدون من يشاركهم الحياة الجامعية...
ولكن، عندما نظرت على فكرة أن أبذل جهد لأصنع بعض العلاقات.. تكوّن وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع... وتسائلت.. ما هي الوظيفة الإنسانية للعلاقات؟ أرى أن هناك نوعين من العلاقات، النوع الأول هو تبادل المصالح، علاقة مع مدير العمل؛ تقوم بالعمل، مقابل عائد مالي، معلّمك؛ يعطيك معلومات، مقابل عائد مادي من المؤسسة، وإحترام وتقدير ومكانة منك! وغيرهم من الأمثلة التي لا نهاية لها...
هذا النوع من العلاقات هو أساس الحياة الإجتماعية وتكافلها، كما ذكرت في مقالة "عن 28 قيراط والرضا"، والنوع الثاني من العلاقات، هو نوع أكثر إنساني من الأول، فالنوع الأول نوعًا ما آلي، تجد فيه بعض الإرهاق النفسي بشكل أو بآخر –دون أن تجد عذر أو عفو أو حتى شفقة مقابل إرهاقك-.
والنوع الثاني من العلاقات هو الذي يهوّن على هذا الإرهاق.. هو عن العلاقات التي تكون بينك وبين صديق، أو حبيب، تذهب إليه بعد يوم شاق، ومليء بعلاقات من النوع الأول –المرهقة-، ويستمع إليك دون ملل، ويأتي إليك في اليوم التالي بشيء تحبّه، ينسيك أي شيء أذاك ليلة أمس، ويمسح من روحك أي شيء قد يتراكم ويصنع منك شخص يبكي على الشراب الذي سقط عليه، ينير نفسك فتنير أنت روحك، فتعود طبيعيّ!
اعتقد انه نوع من العلاقات في العالم الإنساني الذي يمتصّ الإرهاق والجهد الذي يُبذَل في علاقات النوع الأول، فالعمل يحتاج هذا النوع من العلاقات ليمتص جهد العمل / البيت / الدراسة الخ...، ويتخلص من إرهاق العملية الغير إنسانية التي نكون مجبرين عليها لكي نعيش..
"نحتاج نوع العلاقات الأولى لكي نعيش.. ونحتاج نوع العلاقات الثانية لكي نحيا..."
فليس من المنطق أن يُبذَل مجهود في العلاقات التي تُهوِّن على الجهد!! فإذا حدث.. فما مسار هذا الجهد إلا إلى الإيجو الذي سيجعل هذه العلاقة علاقة من نوع ثالث.. علاقة مشروطة، فيبدأ بطلب مقابل، بطلب تهوين، بطلب إهتمام.. وإذا بدأت بالطلب في علاقة من "شكل" النوع الثاني، ستكون علاقة مشروطة.. وهو نوع به إرهاق الأول، وشكل الثاني، ولا تنتهي هذه العلاقة إلا بأثر سلبي نفسي على الشخص...
ولكن...
عن العلاقة الشبه مستحيلة، التي يتجمع فيها كل شيء مستحيل.
تحدّثت عن ثلاثة أنواع من العلاقات التي أنظر إليها من وجهة نظري الشخصية، التي إذا كنت تتفق معي أو تختلف، فكلا الموقفين متصالح أنه وارد جدًا حدوثهم..
أريد فقط أن أتحدث اليوم عن موضوع يشغل تفكيري من فترة ليس بقليلة، وهو عن الشبه مستحيل، العلاقة الشبه مستحيلة؛ وعلاقتها بالأشياء الشبه مستحيلة..
كان هناك مخزن، في منزل يمتاز بالفوضى، أي شيء في أي مكان، وصاحب المنزل ليس لديه مشكلة في أن يتركه هكذا بالسنوات دون تنظيف.. كان يكتب على جدران ذلك المخزن كل شيء يتمناه، شخصية، عمل، صديق، مجال دراسي، كل شيء.. وكان يمسحها إذا تحقّقت...
جاء في ليلة بعد يومها الشاق، كان مليء بالأحلام التي تنحصر على إنهاء هذا اليوم... وعندما عاد إلى منزله، دخل هذا المخزن، بكل هدوء، بعد بحث عن مكان فارغ على الجدران.. وكتب بخط عريض: "أتمنى أن أمسح أمنية واحدة من هذه الجدران."
..
في بعض الأحيان نتمنى تلك الأشياء والأشخاص الذي ليست في اليد، ولكن، عندما يتعلق الأمر بتمنّي علاقة، تحتاجها بيولوجيًا، وسيكولوجيًا، يحتوي عليها كل من حولك، ولكن، حتى لا تستطيع أن تعرف ما هو الشعور بداخلها، لا تعرف كم من الألم والأمل بها، لا تعرف شيء.. على الرغم من أن جميع من حولك يتحدّث عنها...
فمن الطبيعي جدًا أن تتمنّى ذلك النوع من العلاقة الذي أصبح أمنية من الدرجة الأولى، ومع كل يوم يمر دون الحصول عليها، يجعلك تحتاجها أكثر، وتؤمن أكثر.. أنها شبه مستحيلة...
يجعلك تؤمن أنها شبها مستحيلة.. فتذهب في عقلك تُجمِّع كل ما هو شبه مستحيل.. وتضعه فيها.. حبيب؟ صديق؟ اهتمام؟ مُحِب؟ كل شيء.. سيتجمع في تلك العلاقة التي صنعها لك عقلك بمساعدة من حولك بعنوان "الشبه مستحيل"، وعندما تلمحها من بعيد، تسألها، أين الحبيب؟ أين الصديق؟ أين كل ما هو شبه مستحيل...
ليس من المنطق أن يأتي إليك شخص يحقق لك كل ما عجزت عن تحقيقه، لا يوجد نبي أو ساحر سيسخره الله لك خصيصًا في هذا الوقت تحديدًا من الزمان.
لا يوجد في الدنيا مكان لمن يريدون أن يحيوا حياة كاملة، فإذا فكّرت في ذلك، ستشغلك في التفكير، وستظل في مكانك، التفكير، وستموت.. تفكر.. في حياة كاملة.
أمستعد للموت؟ لا. ولكن متصالح معه، ولكن، أريد منه أن ينتظر حتى أتم رسالتي، وأنا أعلم أنه سينتظرني حتى إتمامها، فبعد أن أنتهي منها، سأكون مستعد.
أنت جزء من العالم، ولكن العالم ليس جزء منك، إذا فعلت شيء ستكون أنت العالم، أما إذا أردت أن يفعل لك العالم شيء.. ستكون مجرد رقم في تعداد سكاني، رقم في أعداد أبناء والديك، رقم في دراستك الأكاديمية، رقم في عدد مقالاتك، رسوماتك، مجرد رقم، أنت الذي خلقت الأرقام.. أصبحت رقم، وهذا لا يعني –أيها المنطق- أنه خلق نفسه.
كل شخص منا، لا يرضا بحياته، يستطيع بكل بساطة أن ينهيها، ولكن، نحن ضعفاء، جبناء، لا نستطيع فعل ذلك رغم بساطة فعل الأمر، لا أقصد بساطة الأمر ذاته، ولكن، شيء ما بداخلنا يؤمن.. ولكن، ماذا إذا كان الشيء الوحيد الذي أؤمن به.. هو الموت!
أنا أكثر في الثرثرة، وكأنني تعاطيت حشيش، أو شربت خمر، ولكن، أيفيد دائمًا تفسير أسباب المشاكل؟ أم أنها تُخلق مشاكل على مشاكلها، لا تهتم، فقد كان عالم سيء، بقدر كاف أن أقتل نفسي تلك الليلة، ولاكني لم أفعل، ولن...
ولكن،
2 notes · View notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
جمال الشر وحماقة الخير
جمال الشر وحماقة الخير
يبقى أهل الخير وأهل الشر في جدل دائم، حتى ينتهي معنى الخير ومعنى الشر ولن ينتهوا هم من هذا الجدل...
فالشر يعشق المعارك، الحروب، وينتظر في دوام لحظة إعلان الحرب ضد الخير، حتى يكتسحها، فالحرب من عناصره هو ليس الخير.
ويقابله في الجهة الأخرى انتظار الخير للتفاوض، لحظة التغيير، لحظة استسلام الشر، ولكن تلك الأخيرة لم ينلها أبدًا، لطبيعة الشر الجدلية، ورغم ذلك لم يتوقف الخير عن الانتظار، لطبيعة الخير الصبورة، ولم يتوقف الشر من إعلان الإشتعال، لطبيعة الشر المتشنّجة...
الاختلاف طبيعة حتمية، والتغير حقيقة واقعية بعد ترتيب الموت المتصدر، الشر والخير يتبادلان هاتان الصفتان، وكلًا منهما متمسّك بمبادئه المختلفة عن غيرها حتى وقت الحروب، يظل الخير ينتظر من يفاوضه، أثناء وجود الشر في ميدان الحرب ينتظر من يدمره.. حتى يتغيّر أحدهم ليتطبّع بطبع الآخر.. وتميل الدنيل إلى المفاوضات، أو تميل للمراهنات.
.
تمر الأيام وتظن ان كل الأشياء من حولك تغيّرت، وفي الحقيقة؛ لا شيء تغير إلا أنت.
أصبحت ما أنت عليه، وكنت ما كنت عليه، فالحياة لا تترك شيء إلا وأن تعطي له علامتها؛ علامة المرور من خلالها، أيًا كان فقدان أشخاص، آمال، اكتساب أحلام؛ لا تتقبلها الحياة، اكتساب حياة؛ لا يتقبلها المجتمع.
دائمًا هناك إعاقة، وإلا ما كانت الحياة حياة...
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
عملة الدنيا
لا أستطيع تحديدًا التمييز بين بعض المعاني، كمعنى الحياة، والألم، وجهان لعملة واحدة، عملة الدنيا، فأنا أضعف من أن تكون حياتي هي المعنى الحرفي للألم في قاموسي، من كثرة اللحظات السيئة التي أمر بها في يومي، من كثرة الأشخاص الذي لا أرى في أعينهم حب تجاهي، من كثرة الحزن الذي ملئ قلبي، من كثرة الخزلان الذي تعرضت له، لا أستطيع العيش هكذا، بل، لم أستطع، فأنا بالفعل ميّت، الجسد المتحرك ليس دليل على العيش، فروحي سُلبت مني، من قبل الحياة، أكثر الناس الذين أنتظر منهم الحب، لم أجده. أكثر الأماكن التي أنتظر فيها المأوى، لم أجد فيها إلى الضلال. أكثر الأشياء التي تمنيتها، رفضتني. أكثر شعور تملّكته، الحب، لم أنل إعجابه، لا أعرف السبب، هل فيّ أنا، فلا أعرف كيف أميز الحب، أم في من يرسل لي ذلك الشعور، فلا يعرف كيف يظهره لي، أم في الحب ذاته، فلا يريد أن يعترف بي...
لم أقصد بشعور الحب، ذلك الشعور العاطفي تجاه إمرأة.. ولكن، أقصد بشعور الحب، من والداي، من أخي، من كل شخص يدّعي.. أنه يحبّني...
أعرف أن الحياة ما هي إلا ألم لنتعلم منه، كتبت ذلك ذات مرة في محاولاتي بإقناعي لتقبل الألم، أو تغيره، لا فارق بينهم، ولكن، نحن نتعلم من الألم.. حتى نكون أقوى لنتصدى ألم أقوى، فننهزم، على الرغم من إعتقادنا أننا أصبحنا أقوى من قبل، ولكن، الحقيقة هي.. أننا في نفس المكان، بنفس المستوى، بنفس المشاعر، بنفس كل شيء، الحياة لا تتحرك، عقارب الساعة فقط، العمر، وشبابنا هو الضحية بين هذان الطرفان، الظالم، والمظلوم، ترى من أنا فيهم، هل ظلمت نفسي بشعوري للألم والتعبير عنه، بالكتابة، بالبكاء – أو كتمه-، لا أكترث بما يظنه الناس بي، عندما أفعل ذلك، ولكن، الشخص الوحيد الذي أكترث به هي نفسي، لأنها الشخص الوحيد الذي يتأذى هنا، فأنا لا أستطيع أن أُئ��ي أحد عن قصد، حتى بشعوري تجاهه، فأنا طوال سنين حياتي لم أشعر أبدًا بالكره تجاه شخص، حتى هؤلاء الذين يتحدث عنهم التاريخ بأبشع الجرائم، لا أحمل تجاههم نوع من أنواع الكره، ولكن، أترى كل ذلك الكره الذي كان يجب أن يُوزّع على هؤلاء الأشخاص.. تجمّع في كرهي للحياة؟ لنرجع لسؤالنا.. هل أنا حقًا ظلمت نفسي؟ بذلك الثوران الذي يحدث بداخلي عندما يقوم أحدهم بإثارتي وغضبي!! أظلمت نفسي  بحبي الغير مشروط لكل العالم الذي فيه هذه العملة تُسلَب دون مقابل؟ يتعامل فقط بالحب المشروط، كما تعوّدت أن أتلقى الحب منذ الصغر.. (سوف أحبك.. إذا فعلت كذا...) أفي هذه الحالة أنا الظالم!! إما الإجابة بلا، أو بأن مفهوم الظالم تغيّر، واختلط علينا المعاني.. كما أختلط عليَّ المعاني، فلا أستطيع تحديدًا التمييز بين بعض المعاني، كمعنى الحياة، والألم، وجهان لعملة واحدة، عملة الدنيا...
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
عن البطل الخارق
أصبح رأسي أثقل مما قبل، ألم الأفكار تحول إلى ألم مادي برأسي، جعلها تؤلمني.. معنويًا، وماديًا.
أصبحت لا أتحمل شيء، لا استطيع أن أرى الشيء أو الحدث بوضوح، وواقعيته، لا أعرف حتى إذ كان واقعي أم خيالي.. أم هو بين ذلك وذاك...
وصلت إلى الإكتفاء الذاتي، هزمت حزني، أصبحت أرى أنه ضعيف، ولكن، المرء دون شخص يحبه بجانبه، فهو أضعف من الحزن، وأضعف من أن يستمتع بسعادته...
قرأت في الكتب ما يكفي من الأفكار التي أبرزت لي أن السعادة تأتي من الأفكار، تبدأ من عندي، ثم تخرج، كجذور الشجر تمامًا.. –على الرغم من أنها ليس بتلك السهولة، فلا أحد يعرف كيف من البذرة تخرج كل تلك الجذور لتصبح غابة من الأشجار، ولكن، نعرف أنها تحدث- ولكن، هذه الكتب بأفكارها غفلت عن شيء بقدر أهمية السعادة ذاتها.. وهو، من يشاركنا تلك السعادة، فإذا وصل الفرد إلى السعادة ولم يجد من يشاركه تلك اللحظة، سيقتنع إقتناع تام.. أن السعادة في حد ذاتها بداخلها شيء من الحزن.. لأن برغم كل شيء.. فالوحدة ممكن أن تأتي في أكثر المشاعر نشوةً، وإذا وُجِدَت الوحدة.. لا شيء يكتمل.. إلا الحزن.
ولا يمكن أن نستطيع التخلص من الوحدة بعدد من حولنا.. ولكن، بالشعور الذي ينتابنا بوجودهم.. فهناك أشخاص أقل ما يقال عنهم، أن الوحدة هي التي أرسلتهم ليوثّقوا حضورها...
ولكن، أيضًا ليس الشخص الذي يمدح في الحياة، أو تلك التي تغني بمدى نشوة الوصول إلى السعادة – على الرغم من أن ممكن أن تكون في الطريق المعاكس تمامًا لها...- ولكن، أقصد ذلك الشخص الذي يجعلك تشعر بحبه لك، أرى أن إجابة كل هذه الأسئلة.. هي الشعور بأن أحدهم يحبك، حب غير مشروط، دائم بدوامه، ومادام حبه إلا ودام هو معه أبد الدهر...
أرى شروق الشمس كل فجر، ولكن، أشعر به حقًا.. عندما يرسل لي أحدهم الشعور بحبه لي، ليس أحدهم تمامًا، ولكن، هذا الشخص الذي جميعنا نحلم به –إذا كنت لم تجده بعد...-، لست متأكد متى نبدأ بالرغبة في ذلك الشخص بذلك الشعور منه.. عند أول مرّة نشعر فيها بالحب المشروط؟ ليس متأكد...
هل سيستمر في كونه حلمًا؟ ولكن، إذا لم أرى بعض ممن حلموا به وجدوه، لظننت أنه بطل خياليّ، كأبطالنا الخياليين في شاشات الرسوم المتحركة.. ولكن، أتأمل قليلًا، هل كل من يتمنى هذا الحلم، يمر بطريق، يختلف بين المرء والآخر، ولكن، إذا كان هذا الظن صحيحًا، لماذا طريقي لا يوجد به إلا الألم.. وبعض مضادات الألم التي تمنعني من قتل نفسي!!
إنه لا يتعلق بالمرحلة العمرية، فهناك من كانوا أطفالا حيث بدأت رغبتهم الملحّة تأكل من عقولهم، ليس تأثيرًا بالبيئة، أو وسائل الإعلام على وجه عام، ولكن على وجه خاص، كانوا بحاجة إلى من يعوض ما أُخِذ منه عندما أَخَذ هو حب مشروط، أيًا كان مصدره.. فلا يمكن أن نقلّل من تلك المشكلة، فهذه.. هي التي نشأت البعض مضطرب، والبعض لا يحب الحكي، والآخر مشوّه إجتماعيًا.. لدرجة تكفي أن لا يستطيع العثور على ذلك الحلم الصغير...
أعلم أن على المرء أن يثق بنفسه، وقدرتها على إسعاد ذاتها، أعرف أيضًا، أن المرء لم ولن يذوق الحب مادام لا يحب نفسه، ولكن، لا يوجد كائن في عالمنا يستطيع أن يعيش وحيدًا، دون وجود أحد يحبه حب غير مشروط...
نحن كائن.. لا يحيا مادام لا يشعر بالحب في قلبه وقلب من يحب تجاهه، حتى وإن عاش أبد الدهر.
5 notes · View notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
عن الوضع الأستاتيكي في بلاد العجائب
28/9/2019
عن الوضع الإستاتيكي في بلاد العجائب
عن الدولة المثالية في عقل المؤيد، والدولة الكادحة في عقل المعارض
    عندما أنهيت حديثي مع مؤيد للنظام الحالي في بلدي، ومن الصعب أن تجده حاليًا، رأيت شيئًا جديدًا، على الأقل.. جديد علي، يتبلور في تشابه العقول بين العقول المختلفة في الرأي، فكلا الطرفين، يذهب إلى الأخبار التي تؤيّد أفكاره، ويظنّها الحقيقة، وكأن الحقيقة خلقت من أفكاره، وأي أفكار عكس أفكاره، هي عكس الحقيقة.. كذب!
    كلاهما يبدأ حديثهم بالنقاش، ثم يتحوّل، إلى محاولة إقناع الطرف الآخر بأفكاره، ليتحوّل.. إلى جدال!
    كلاهما يجعل من زعيم أفكاره، بطل! يفعل المستحيل! وأنا على يقين.. أنه لا يوجد بطل يجلس خلف القصور... وإلا وكان هناك تقصير...
    كلاهما يبني دولة في عهد بطله مثالية، لا يجوع فيها فقير، لا فقر فيها يعيش.. لا يعيش فيها الظلم.. لا يُظَلم فيها المعارض.. بل لنفسه هو الظالم...
وفي عهد معارضه يبني دولة يجوع فيها الفقر فيبدأ في أكل أعضاء أبناء الوطن، والظلم يُرسَّخ حول العنق فيرى كل معاني الحرية مقيّدة كالكلاب.. والكلاب تراقب الشوارع.. لتأكل بفمها كل من يفتح فمهه...
    كلاهما إذا رجعوا بزمنهم إلى الماضي.. وتغيّرت البيئة والأفكار المحيطة لهم، ستتغيّر معاني الحقيقة بالنسبة لهم.. مما يؤكّد.. على عدم وجود حقيقة مطلقة.. ولكن...
0 notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
" حتى لا تشعر بشعور غريب حينها"
إما أن تُبقي الحياة مشتعلة حتى إشعار آخر، أو تبقي الحياة هادئة، حتى تعلن عكس ذلك...
تتشكّل الحياة، الأيام، على شكل أفكارنا، وتتشكل أفكارنا، على شكل الواقع، وما الواقع إلى أيامنا! فحياتنا – طبقًا لأغلب نظريات علم النفس- هي ناتج أفكارنا، ولكن أفكارنا ما سببها؟ الكثير من الجوانب، منها بيولوجية، عقلنا الواعي، اللاواعي، أحداثنا، علاقاتنا، كل شيء يمر بنا واعي أو غير واعي، يُشكّل أفكارنا، ولكن هناك خيط بين السبب والنتيجة، الكل شيء وأفكارنا، وهو إما أن يكون ذلك الخيط أخضر (positive) وإما أحمر (Negative)، ذلك الخيط الذي يجعل أفكارنا – التي تكون بعد ذلك حياتنا – هادئة، أو مشتعلة، والشخص الوحيد الذي يتحكم في ذلك الخيط، هو أنت!
فعندما تقرر أنت، تكون أفكارك خضراء – بغض النظر عن الواقع-، تبقى الحياة في عينك خضراء، مليئة بالأشجار والزهور المتفتحة، حتى يأتي ميعاد البركان- تلك الأشياء التي تهزمنا في الحياة، تلك الحياة التي تهزمنا فينا-، وحينها، يُضيء الضوء الأحمر – هذا هو الإشعار الآخر-، وتبدأ الأيام العجاف، حتى تعلن عكس ذلك، وتظل الحياة بين موج وموج، بين أخضر وأحمر، بين زهد وعجاف، حتى يأتي اليوم، وتسكت الأصوات من حولك، وتسكن الحياة من بعدك، وتصمت أوراق الشجر للحظات، ويصمد الهواء عن دخوله جسدك، وتسقط، كورقة شجر، جاءت لحظتها، التي تفارق فيها شجرتها، تتمايل في الهواء، كراقصة البالية، ثم تهبط مثلها، مثل الورقة، والراقصة، على الأرض، في اللحظة التي تحلّق روحك، عاليةً، وتتركك، كمن تركتك وأنت على قيد الحياة، حتى لا تشعر بشعور غريب حينها، وتُحلق عنك، كحلم لم تنله يومًا، حتى لا تشعر بشعور غريب حينها، وتفارق جسدك، كحبيب فارقك من زمن، ولم تراه من وقتها، حتى لا تشعر بشعور غريب حينها، حينها، ستكون في حاضرك، والحاضر أحيانًا يكون منصف، ولكن، حينها سيكون حاضر من تلك الأحيان المعاكسة لذلك...
3 notes · View notes
ahmedsherif12 · 4 years
Text
Beauty and beast
يبدأ يومي بتفاصيل روتينية، وينتهي بتفاصيل روتينيّة، تكاد أن تكون، نفس التفاصيل تتكرر في أوقات مختلفة من اليوم، في أيام متتالية، ولكن، يبقى عقلي هو الشيء المتصاعد تدريجيًا.. إلى الجنون أحيانًا، وإلى النضج أحيانًا أخرى، أما معظم الأوقات، يظلّ بين ظِل ذلك وذاك، تأتي أمواجه العائرة بمدّها وجذرها، وتأخذ من شاطئ المَرْسَى بعض من أحاديثه، وتأتي إلى شاطئ العمر؛ وتدمّر من ذاكرته بعض الأعوام، لماذا لا تدمّر السنين؟ لماذا تظل السنين على وجه الذاكرة، بينما الأعمار نبذل جهد على إيجادها! ومع ذلك، عندما تأتي أمواج التدمير، لا تجد إلا أعوامي، وعندما تأتي أمواج التذكير، لا تجد إلا آلامي!!
ثم تنتقل الأمواج من شاطئ إلى شاطئ، تعطي وتأخذ منه ما يحلو لها، وما يتلائم مع الوضع الحالي للمحيط، فكل فصل مناخيّ له أحواله المختلفة عن الآخر، كذلك محيطي، كذلك عقلي، كذلك أنا!
ولكن، ما يثير أمواجي، ويجعلها مضطربة، ساحقة كل مركب قد تبحرها، ذلك الشاطئ، المضطرب، مثلي، لا أعرف، هل يملئه البعض بوجودهم، وتواجدهم، أم أنه يظهر هكذا، لعدم معرفته شعور وجود وتواجد شخص بداخله! فيتخيّله، كما أتخيّل يومي سعيدًا، فأبدو كذلك، إلا أنني، أكاد أن ينفطر قلبي، لعدم مرورها عليه...
عندما أصل إلى ذلك الشاطئ، أرى شخص غيري يقف فيه، أراني به مضطرب، غارق، يتبدّل مزاجه كتبدّل مكان عقرب الثواني في الساعة! أراني غير متّزن في ذلك الشاطئ، وكأنه مثلّث برامودا الحقيقيّ! الذي إذا أتى به شخص ما، يختفي، بدون سابق إنذار، وكأن مياه نهري تظل نقيّة، حتى تصل إلى هنا، وتتحوّل من مياه تسطيع أن ترى جمال روحك بها إلى مياه راكدة، أظل منتظر أحدهم، حتى تحوّلْت في ذلك الشاطئ وحشًا، كفيلم beauty and beast، أستطيع أن أشعر بتلك الوردة، الذي تساقطت كل أوراقها، ومع ذلك، لم أمت، هل أستمر في العيش لإقناعي بمدى وحشيتي، أم أوراق الوردة، عندما تسقط، وأكتب فيها قصائدي ورواياتي، ترى فيّ الجانب الحيّ بداخلي، وهذه الحياة الذي أعيشها، هي نتيجة هذا الجانب الحيّ! ولكن، إذا كان، فإنها حلقة مغلقة، تسقط الأوراق، للكتابة عليها، ونتيجة كتابتي تأتي أوراق مؤهلة للسقوط، ولكن، متى ستأتي الورقة التي تجعلني أحيا، نتيجة حياة، ليس نتيجة جانب حيّ!
أرى رغبة بالمزيد في سؤالي، ولكن، هل أستحق هذا المزيد! أم أن قناعتي بوحشيتي لها رأي آخر، لا أعرف، أنا منهك، تعبت الإنتظار، لا أجيد إلا الكتابة؛ لإظهار ما بداخلي، الsocial media جعلت مني شخص آليّ! يقولون علماء النفس، أن الرسالة، والمشاعر، يصل منها 30% فقط من الكلام، وباقي النسبة من الملامح، وحركة الجسد في الإخبار، ولكن، فقدت النسبة الأكبر من التواصل مع الأشخاص، وصبّت كل مشاعري في تلك ال 30%، وأراه تفسير جيّد، لبقائي على قيد الحياة، رغم سقوط كل أوراق وردتي، وهو أن مع كل ورقة تُسقط، يسقط معها بعض من كلماتي، الذي تعطها بعض الحياة، ولكن، يظل الوحش هو الظاهر...
كما قلت، أنا لا أعرف شيء، ولا أجيد شيء إلا الكتابة، ولكن...
3 notes · View notes
ahmedsherif12 · 5 years
Text
التراب والصخور...
التراب والصخور... 22/9/2019
جميعنا يدخل في صدور قلوبنا ترابا، منه يُنضّف، بكل يسر، ومنه يظل ساكنًا، بالداخل، ولا يتوقف فقط عند سكونه، ولكن، يجذب الأتربة الأخرى، ورغم جهودنا في إزالته، إلا أنه يصبح أكثر سُمكًا، مع كل مرة تفشل محاولة إزالته...
ولكن، إذا توقفنا عن المحاولة، فماذا نفعل؟ نظل ساكنين نحن أيضًا أمام سكون الأتربة وزيادة سمكها؟ وما الفارق؛ إذا كانت محاولاتنا تبوء بالفشل، في كل مرة!!
جميعنا ننظر على أتربة بعضنا البعض، على أنها مجرد أتربة، ولكن، صاحب التراب نفسه، يراها صخورًا، ليس لأنه أبئس، ولا لأنه يدّعي الإرهاق، لا أرى سبب إلا أنه.. صاحب الموقف! صاحب هذا الألم، هو وحده من يشعر به، هو وحده، من يَمُرّ بأمَرَّ الظروف، والمحن، هو وحده.. رغم وجودهم، وهذا أصعب أنواع الوحدة، المعًا وحدي...
يراها صخور، لأنها بالفعل صخور، على الرغم من أنه إذا رآها كل جزء منها على حدى.. ستكون أتربة.. ولكن، هي ليست كل جزء على حدى في قلبه... هي بالفعل صخور، مجبر على حملها بقلبه اللين، وهذه الصخور، ينتج عنها طريقين، إما أن ينطفر القلب، وينكسر إنكسارًا لا يرى بعده شيء.. وكأن.. عندما تتحول الأتربة إلى صخور، تُحوِّل القلب من قلب.. إلى أتربة...
أما الطريق الآخر، فهو أن يكون القلب غير ليّن، ولكن، لديه قوة قاسية، ولكن هذه ليست المشكلة كلها، ولكن، الجزء الآخر منها هو أنه يستعرض هذه القوة.. على القلوب الطبيعية اللينة، فيتحوّل إلى قلب قاسي، لا يزرع في قلوب الآخرين، إلا أتربة أخرى...
لا تستهين بصخور غيرك، ولا تقارنها بصخورك، فمثلا اذا اخبرك بانه فقد شيء، فتقول في نفسك، أنا فقدت أكثر.. إذا اخبرك بانه انكسر، فتقول في نفسك، أنا كسري أعمق.. إذا اخبرك بانه يعاني، فتقول في نفسك، معاناتي أكثر ألمًا... إنه لا يريد منك مقارنات، ولا يريد منك هذا الاسلوب المؤذي من طيب الخاطر، هو لا يريد شيء، إلا أن تحضنه بجسدك أو كلماتك، كما تستطيع، وتجعله يطمئن، فقط هو يريد الإطمئنان، إذا لم تجد نفسك جدير بهذا، لا تطلب منه أن يحكي لك عن صخوره...
الحزن يسرقنا من عمرنا، والعمر لا ينتظر أحد، لا ينتظرك حتى تنتهي من صراعاتك النفسية، العمر يأكل كل شخص لا يستطيع أن يأكل عمره... إما أن تُعدِّل محاولات إزالة صخورك، حتى تنجح، وتبدأ في أكل عمرك، أو، ستُؤكل، عن طريق عمرك، وحزنك.. وصخورك...
1 note · View note