benardthegreat
benardthegreat
M.h.d *the Great*
132 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
benardthegreat · 11 years ago
Quote
وزورنا كلام الله،بالشكل الذي ينفع ولم نخجل بما نصنع،عبثنا في قداسته نسينا نبل غايته !
12 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media Tumblr media
8 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
والحُب لا يبدأ إلا عندما
تبدأ موسيقى المطر..
38 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
الطغيان السياسي والاستبداد الديني ""أبوهما التغلب وامهما الرياسة
27 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
15 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
27 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
سلاماً لأرض خُلقت للسلام، و ما رأت يوماً سلاماً.
  Peace for the land created for peace, yet it saw none.
— محمود درويش Mahmoud Darwish
13 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
133 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
رساله الوداع لجابرييل جارسيا ماركيز الى محبيه فى العالم
لا تنتظر أكثر | بقلم غابرييل غارسيا ماركيز
"لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.  ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك". * رسالة الكاتب إلى أصدقائه ومحبيه إثر قراره " ― غابرييل غارسيا ماركيز
356 notes · View notes
benardthegreat · 11 years ago
Photo
Tumblr media
بقلم : ديل كارنيجي
لا تجادل
حدث في مأدبة أن قص الجالس إلى جانبي قصة اقتبس فيها هذه العبارة : "إن هناك قدراً يصوغ مصائرنا كائناً ما كان ما نفعله نحن في تدبيرها" ، وزعم أنها من الإنجيل وكان مخطئاً , فصححت له خطأه وأظهرت أني أعلم منه , ولكنه أصر على زعمه . من شكسبير ؟ كلام فارغ ! إنها من الإنجيل . وكان إلى يساري صديق قديم لي وقد درس شكسبير درساً وافياً , فاتفقت أنا وصاحب القصة أن نطرح الخلاف عليه , فأصغى صديقي ثم ركلني برجله من تحت المائدة وقال : "إنك مخطئ يا ديل . وهذا السيد مصيب . فإن العبارة من الإنجيل".  ولما كنا في طريقنا تلك الليلة إلى بيوتنا قال صديقي على سبيل الإيضاح : "لا شك أن الكلمة من شكسبير يا ديل , ولكنا كنا ضيوفاً في مأدبة بهيجة , فلماذا تحاول أن تثبت لرجل أنه مخطئ ؟ أتظن أن هذا يجعله يستلطفك ؟ لماذا لا تدعه وشأنه ؟ ثم إنه لم يطلب رأيك فلماذا تجادله ؟ اتق دائماً الزاوية الحادة".  (اتق دائماً الزاوية الحادة) لقد كانت بي حاجة شديدة إلى هذا الدرس , لأني كنت مغرى بالجدل , وقد جادلت أخي في شبابي في كل شيء تحت السماء , ودرست في الكلية المنطق والمناظرة , ثم صرت أعلمها في نيويورك . وكانت النتيجة أني انتهيت إلى أن ثم وسيلة واحدة لإقامة الحجة وإنهاضها , وهي أن تجتنب إقامتها ! ففي كل تسع مرات من عشر ينتهي الجدل بأن يكون كل من المتجادلين أشد اقتناعاً بأنه هو على حق , ولا تستطيع أن تفوز , لأنك إذا انتصرت على خصمك فإنك تخسر , لأنك لن تكسب قط رضاه وطيب طويته .  وقد قال وليم م . ماك أدو وزير الخزانة في عهد رياسة وودرو ولسون إنه تعلم من السنوات الحافلة التي قضاها في السياسة : "أن من المستحيل أن تقهر جاهلا بالحجة" ، وما أرى إلا أن المستر ماك أدو قد آثر القصد , فإن تجربتي تنبئني أنه يكاد يكون من المستحيل أن تحمل أي رجل - بغض النظر عن علمه أو جهله - على تغيير رأيه بالجدل .  مثال ذلك أن المستر فردريك س . بارسونز , وهو مستشار في الضرائب , ظل ساعة يجادل مفتشاً للضرائب , وكانت المناقشة على9000 ريال ، يقول المستر بارسونز : إنها دين ميت , ويقول المفتش : إن ضريبتها يجب أن تجبى . قال المستر بارسونز : "كان هذا المفتش جامداً ومتعجرفاً وعنيداً , وكان يزداد عناداً كما طال الحوار , وأخيراً قلت له : أحسب أن هذه مسألة تافهة بالقياس إلى المسائل المهمة الصعبة التي تعالجها وتبت فيها ، وقد درست موضوع الضرائب , ولكن معرفتي بها مستمدة من الكتب , أما معرفتك فمستفادة من خط نار التجارب . وإني لأتمني أحياناً أن يكون لي مثل وظيفتك , فإنها خليقة أن تعلمني كثيراً مما أجهل . وكنت مخلصاً فما قلت , فاعتدل المفتش على كرسيه واضطجع وراح يتكلم طويلا عن عمله , وحدثني عن غش كثير كشف عنه . وصارت له لهجته ودية شيئاً فشيئاً , وما لبث أن حدثني عن بنيه . ولما هم بالانصراف قال لي أنه سيدرس موضوعي مرة أخرى ثم يبلغني رأيه بعد بضعة أيام , وعاد بعد ثلاثة أيام وقال لي : إنه قرر أن يترك الأمر على ما هو مدون في ملفه" . لقد كان هذا المفتش يبدي ضعفا إنسانيا شائعا جداً , فقد كان مطلبه الشعور بأنه ذو شأن وخطر , فلما كان المستر بارسونز يجادله , كان هو يرضي شعوره بقيمته بتقرير سلطته وتعزيزها , فلما أقر له بارسونز بقيمته وطمأنه من هذه الناحية وانقطع الجدل , وتيسر له أن يوسع نطاق ذاتيته انقلب إنساناً عطوفاً رقيقاً . وقد كففت عن القول لأحد : إنه مخطئ , وألفيت ذلك نافعاً , فإن المنطقيين قلة , وأكثرنا متحيز منكوب بآراء سابقة يعتنقها . وقد نعترف فيما بيننا وبين أنفسنا بالخطأ ، وقد نقرّ به لغيرنا إذا عالَجَنا برفق وحكمة , بل قد نباهي بصراحتنا , ولكنا لا نفعل ذلك إذا حاول بعضهم أن يرغمنا على ازدراد الحقيقة غير السائغة . حدثنا فرانكلين في ترجمته بقلمه كيف تغلب على عادة الجدل القبيحة , وكيف عالج نفسه حتى صار من أقدر الساسة في تاريخ أمريكا . وقال : إنه حين كان شاباً كثير العثرات انتحى به صديق قديم ناحية وقال له : "اسمع يا بني , إن آراءك كأنها سياط تجلد بها كل من يخالفك , وإن إخوانك ليطيب لهم العيش حين تغيب عنهم , وإنك لتبدو أعلم من أن يستطيع أحد أن يعرفك بشيء , بل إنه ما من أحد سيحاول ذلك , لأنه جهد لا يثمر إلا المتاعب . فأنت لا يحتمل أن تعلم أكثر مما تعلم الآن وهو قليل جداً" . وكان فرانكلين حصيفاً عاقلا , فأدرك أن هذا حق فتحول . قال : "اتخذتها قاعدة لي أن أجتنب كل معارضة لآراء غيري وكل تقرير لآرائي . بل حرمت على نفسي أن أستعمل لفظاً يدل على رأي مقرر أو مفروغ منه مثل : "على التحقيق" أو "بلا شك" وصرت أقول : "أحسب أن الأمر كيت وكيت" أو "إن هذا يبدو لي كذلك في الوقت الحاضر" . وإذا قال غيري قولا أراه خطأ فإني أحرم نفسي لذة الاعتراض عليه فجأة , وإظهار ما ينطوي عليه من غلط , فإذا أحببته بدأت بأن أبين أن رأيه يصدق في حالات معينة , ولكنه في الحالة الراهنة يظهر أن هناك شيئاً في الاختلاف . وصار هذا في النهاية عادة راسخة حتى إنه في خمسين عاماً تقريباً لم يسمع أحد مني عبارة تقريرية . وإلى هذه العادة , مضافة إلى النزاهة , يرجع الفضل في أنه كان لي تأثير في مواطني حين اقترحت مشروعات جديدة أو تنقيحاً في مشروعات قديمة , كما يرجع إليها الفضل في نفوذي في المجالس العامة" 
41 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
    قراءة في سيرة نيلسون مانديلا
بقلم: محمد ديبو
“إن الحرية لا تقبل التجزئة ..لأن القيود التي تكبل شخصاً واحداً في بلادي إنما هي قيود تكبل أبناء وطني أجمعين”
مانديلا
إن المتأمل في تاريخ البشرية، المنقب في تراثها الغني، الباحث عن جوهر التاريخ ودروسه، لا
بد وأن يستوقفه مدى الظلم والحيف والجشع الذي يلطخ تاريخ البشرية عبر مسارها الطويل، ذلك
الجزء من التاريخ الذي صنعه الطغاة والبرابرة والعنصريون ، مستندين إلى شهوة الدم والقتل
،مستمدين شريعتهم من الجيوش والآلات والسجون، رافعين سلاح الشر والباطل ، متشربين قيم
البطش والقتل والاستبداد ،ليقتلوا قيم الحرية والعدالة والمساواة المتأصلة في جوهر الإنسان ،تلك
القيم التي تشكل الجوهر الحي للإنسان ووجوده على الأرض، وتمثل الجذر القوي للديانات
والفلسفات والنظريات مذ وجد الإنسان على الأرض، كما أنها تعد الجزء الثاني والحي من
التاريخ ، تاريخ الفقراء والمهمشين والمناضلين والأحرار،المسلحين بقوة الحق، المضمخين
بتراث الحرية وقيم العدالة والتنوير،الرافعين شعار البحث عن مستقبل أفضل وحياة أجمل، لكل
البشر ، بغض النظر عن ألوانهم ومعتقداتهم وأديانهم ، حياة قوامها العدل والحرية والمساواة لا
حياة الذل والقهر والاستبداد.
وما تاريخ الإنسان عبر مساره الطويل، إلا تاريخ النضال المسلح بقوة الأمل من أ��ل الوصول
إلى الحرية، تلك الكلمة السحرية التي سقط الكثير من المناضلين على دروبها من أجل أن يحيا
الإنسان حرا كريما. ولكل أمة من أمم الأرض أبطالها وأحرارها الذين غدوا مثلا وقدوة للأحرار
على مدى التاريخ البشري، منهم من ضحى بدمه ليروي شجرة الحرية،ومنهم من غيبته السجون
سنيناً طوال، ومنهم من عرفته شوارع المنافي والجبال والغربة ، بدءا من سقراط وتجرعه سم
الحرية ،إلى ابن عربي والحلاج اللذين استشهدا لتحيا حرية الكلمة، إلى أبطال الثورة الفرنسية،
إلى لينين الذي قاد ثورة اكتوبر، وغاندي و باتريس لوممبا وماو تسي تونغ ، ونلسون مانديلا (
زهرة الربيع السوداء) التي توجت تاريخ القرن العشرين بأعظم مثال عن صراع الإنسان
ونضاله من أجل الحرية، بعد نضال دام نصف قرن ، أمضى منها سبعة وعشرين عاما داخل
السجن، ليزيح واحدة من أسوأ النقط السوداء التي لطخت تاريخ البشرية، نظام التفرقة العنصرية
الذي حكم جنوب افريقية لمدة ثلاثة قرون،ذلك البلد الغني بثرواته ومناجمه وطبيعته الذي ربما
بدأت مشاكله مذ رأى البحارة البرتغاليون صخور رأس الرجاء الصالح التي تقسم المياه إلى
محيطين هما المحيط الأطلنطي والهندي، حين هتف قائد الأسطول (بارتلو لميو دياز):
- (إنه أروع مشهد يمكن أن يراه بشر).
بعد سفينة دياز بعشرة أعوام، سلك فاسكو داجاما نفس الطريق، وهو يبحث عن ممر آمن يقوده
إلى الهند، ولم تكتشف أهميتها إلا في القرن السادس عشر أثناء الصراع الإنكليزي الهولندي من
أجل السيطرة على بحار العالم ، حين هبط جان فان رابيك عام 1625 إلى الشاطئ، ليشرف
على إقامة مزارع للمستوطنين الهولنديين الذين بدأ عددهم يزيد بعد انضمام أعداد من المتشددين
الدينيين من ألمانيا وفرنسا ، باحثين عن أرض بكر وخصبة، فبدؤوا بالابتعاد عن الساحل
والتوغل في عمق الغابات ولم يكن معهم إلا العربات الخشبية التي تجرها الخيول، وبعض
البنادق إضافة إلى الإنجيل ،كانوا متطهرين وقساة، لا يترددون في إطلاق النار بلا رحمة على
القبائل البدائية التي كانت تجرؤ على الظهور في طريقهم .
وفي عام 1957 قررت بريطانيا امتلاك (كاب تاون) حتى تقطع على فرنسا الطريق إلى الهند ،
وقد استغرق ذلك مدة طويلة ومقاومة شرسة من البوير الأفريكانيين أصحاب، العربات الذين
عبروا نهر البرتقال، وأسسوا أربع جمهوريات قصيرة العمر انتهت بتكوين جمهورية جنوب
افريقية بعد توقيع معاهدة سلام بين البريطانيين والأفريكان ،معاهدة لم تعترف إلا بحقوق البيض
فقط وتركت 80بالمئة من سكان البلاد والملونين ، لم تعطهم أي حقوق سياسية ولم تحررهم من
العبودية مم أثار موجة كبيرة من الإحباط لدى السود والملونين، الأمر الذي ساهم بإيقاظ الوعي
الأسود وخاصة مع تزايد عدد عمال المناجم ،الذين أصبحت جنوب أفريقيا بسبهم تنتج ثلث ذهب
العالم وهنا بدأت الحركات والأحزاب السياسية الأفريقية بالتكون لتحمل لواء النضال من أجل
الحرية ومنها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي تأسس عام 1912 ( قبل 6 سنوات من ولادة
مانديلا ) على يد جون دوبي، وهو الحزب الذي سينتسب إليه مانديلا بعد أكثر من ربع قرن
لمواصلة نضال أسلافه من أجل الحرية، ليتداخل تاريخ بلاده مع تاريخه الشخصي، وليغدو جزءا
من تاريخ البشرية ( فتاريخ حياته جزء من التاريخ العام الذي دخله بالجلد والتواضع وإعلاء
الروح الإنسانية ) 1.
فكتابه( رحلتي الطويلة من أجل الحرية) ،تاريخ يتقاطع مع التاريخ العام ويتوازى مع المحطات
الكبرى التي مرت بها جنوب أفريقيا، بدءا من عام ولادته 1918 ( السنة التي زار فيها وفد عن
حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مؤتمر فرساي للسلام لطرح مظالم الشعب الأفريقي في جنوب
أفريقيا )2، إلى تاريخ إقليم ترانسكاي، وقبائل الكوسا ونسبها ،إلى جوهانسبيرغ ،وبريتوريا
،وجزيرة روبن التي تحولت إلى مزار سياحي، بعد أن كانت منفى للمصابين بالجذام، ثم منفى
لأحرار جنوب شرق أسيا ، ثم أصبحت سجن طويل الأمد لكل السود الحالمين بغد مشرق،إضافة
إلى تاريخ المؤتمر الوطني الأفريقي ، وولادة إمكا ( رمح الأمة ) وكلها محطات
هامة في تاريخ جنوب افر يقيا ونيلسون مانديلا معاً، حيث يتوازى الشخصي مع العام والذاتي
مع الموضوعي ، ليتوحدا في مشروع واحد، قوامه النضال من أجل الحرية والعدالة وهنا النقطة
الأهم التي تميّز بها القائد الكبير مانديلا فهو لم يعتبر نفسه جسماً منفصلاً عن التاريخ أو نيزكا ً
شاردا عن الشعب ،بل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه ابن لهذا الشعب العظيم الذي استمر
نضاله ثلاثة قرون. وما نضاله الشخصي إلا استكمالا لنضال الرجال الذين سبقوه والذين سمع
عنهم في طفولته أبطال الكوسا العظام من أمثال شاكا وماكوما وماكانا حيث يقول : ( بينما كان
والدي يروي لنا قصص المعارك التاريخية وبطولات قدماء المحاربين من أبناء الكوسا كانت
أمي تتغنى بأساطير الكوسا وملامحهم وأساطيرهم التي تعود إلى أجيال غابرة، وكانت تلك
القصص تثير خيالي الغض لما كانت تحمله من مغاز عميقة ومتنوعة ) 3.
كما أن نضاله ليس سوى استمرار لنضال أبيه الذي وقف في وجه الحاكم الذي طلب حضوره
بسبب خلاف على الماشية قائلا :
( _ لن أحضر لأنني أتوشح سيفي استعدادا للمعركة
 أراد والدي بجوابه ذاك أن يبّين أنه ليس للحاكم المحلي سلطان شرعي عليه وبأنّه في الشؤون
القبيلية لا يلتزم بقوانين ملك إنكلترا ولكن بتقاليد التيمبو وأعرافهم ) 4.
في الوقت الذي التزم والده بتقاليد التيمبو فقط ،وسّع مانديلا التزاماته لتشمل جنوب أفريقيا بكاملها
منصتاً لأمالها، ومتطلعاً إلى تخليص شعبهاـ بيضاً وسوداـ من كل عذاباتهم، آخذاً بيدهم نحو
العدل والمساواة، ساعياً لتحقيق ديموقراطية تعلّم أولى أبجدياتها، مذ كان طفلا في
المكان العظيم عندما كان يتم الاجتماع لمناقشة مشاكل الإقليم . 5
ولعل أهم ما يميز مانديلا ذلك التواضع الجم الذي يميز مسيرته، فهو لا يدّعي العلم بكل شيء بل
يتعلم من كل ما يصادفه في حياته درساً ما ،يضيفه إلى تجاربه وعلومه، فهو يتعلم من السجن
والحياة والخصم والسجان والرؤساء والكتب بل نراه في صباه يتعلم حتى من الحمار إذ يقول
بتواضع : ( وبعد أن أهانني الحمار أدركت أن إهانة الآخرين معاناة لا داعي لها وتعلمت منذ
صغري أن أنتصر على خصومي ولكن دون الإساءة الى كراماتهم ) 6.
ونراه يتعلم من الحب عندما أحب ديدي التي تعمل خادمة في البيوت، وهي حبه الثالث فيقول بعد
أن يتردد في إعلامها بحبه : ( إن التعقل في السياسة فضيلة، ولكن ليس كذلك في الحب ) 7
إن ذلك النهم للمعرفة والتعلم من كل شيء هو الذي سيطبع شخصيته ،ويجعل منه قائداً مرناً قابلاً
للتكيف مع الظروف والمعاناة ،وسيجعل منه إنساناً مقارعاً للظلم مناضلاً من أجل إعطاء كل ذي
حق حقه، وفياً مع الآخرين ومع ذاته، عصامياً، محاوراً، مدافعاً عن حقوق الآخرين ولو كانوا
خصوما ،فنراه في سيرته الذاتية لا يدّعي البطولة لوحده بل يسرد أسماء كل الذين ناضلوا الى
جانبه وقتلوا في سبيل قضيتهم، ولا يتورع عن الإشادة بمن كان لهم فضل كبير في النضال بل
ويعتبر إن الكثيرين أفضل منه ولعل أفضل اللحظات نبلاً وإنسانية ووفاء عندما تخبره زوجته
ويني خبر وفاة المحامي برام فيشر، فيصفه بكلمات ملؤها الألم والخشوع : ( كانت اللحظة
الوحيدة المحزنة في تلك الزيارة عندما أخبرتني ويني بوفاة برام فيشر متأثرا بمرض السرطان
(......) كان برام نقي المذهب وقرر بعد محاكمة ريفونيا أن العمل السري هو أفضل وسيلة يخدم
بها النضال (......) لم يكن برام ليطالب غيره بتضحيات لم يكن هو شخصيا مستعداً لتقديمها
(......) مهما عانيت أنا في سبيل الحرية فقد كنت أستمد قوتي من أنني أناضل الى جانب قومي
ومن أجلهم أما برام فقد كان إنسانا حرا حارب قومه لضمان حرية الآخرين ) 8
ولم يكتف مانديلا بذلك بل كان دائم الإيمان والبحث عن الحقيقة حتى لو كانت موجودة
لدى خصومه أو حلفائه، فيعترف بها ويؤيدها ويتبناها أحيانا، فنراه يقول عند نجاح إضراب
الهنود عام 1964 : ( ما سجله المواطنون الهنود من احتجاج رائع ضد الاضطهاد العنصري
أفضل بكثير مما قام به الافريقيون أنفسهم من خلال المؤتمر الوطني الافريقي ) 9
القرار الشجاع ونكران الذات
أكثر ما يميز مانديلا هو ذلك الحس التاريخي المرهف باللحظة التاريخية التي ينبغي فيها على
القائد أن يتخذ فيها قراره بتغيير طريقة النضال لإيمانه بأن حرية الشعب معلّقة عليه ولأن القائد
يستطيع من تجاربه أن يقرأ الواقع بدقه محللاً معطياته، وقارئاً متغيراته ومستشرفاً ما يجب أن
يكون، وهذا ما نراه في عدة محطات تاريخية هامة ومفصلية في حياة مانديلا وتاريخ جنوب
أفريقيا، فعند انتهاء الحرب العالمية الثانية فاز الحزب القومي الأبيض بانتخابات 1949 على
أساس إقرار قوانين التفرقة العنصرية، وقد حرمت هذه القوانين الزواج المختلط والسكن في
أماكن واحدة، وأكدت على فصل كل أنواع الخدمات، حتى إن التصريح بدخول المدن الكبرى لم
يكن يتم إلا بتصريح خاص وإذا وجد أسود في الشارع بعد الساعة الخامسة يطلق علية النار فورا
في هذه اللحظة التاريخية، لم يعد النضال السلمي مجديا، وأصبح عديم الفاعلية ولابد من اتخاذ
قرار جريء بتغيير أسلوب النضال وإتباع أسلوب العنف المسلح، بدل اللا عنف الذي تبناه
الزعيم الهندي غاندي في الهند، ولكن المشكلة أن حزب المؤتمر الوطني الافريقي، هو حزب
لا يؤمن بالكفاح المسلح، فلابد من تغيير جوهري في الحزب، وهذا ما يقرره مانديلا مع عدد من
أصدقائه باتخاذ القرار التاريخي الشجاع بإحداث منظمة إمكا ( رمح الأمة ) ذلك القرار الذي
سيغير تاريخ جنوب أفريقيا بعد نصف قرن من اتخاذه .
واللافت هنا وعي مانديلا الحقيقي للتاريخ والواقع، ورمالهما المتحركة، فهو لا يتعصب لقرار ما
أو رأي أو فكرة، فهو يدرك جيدا أ ن لكل مرحلة تاريخية أساليب نضالها المختلفة حيث لايركن
لصحة قرار ما اتخذه، بل يبقى يتفحصه ويعيد النظر به ليتأكد من مدى استمرارية صوابه
وجدواه، وإذا ما رأى أنه استنفذ الجدوى منه يتخلى عنه دون أسف أو ندم، فبعد خمس وثلاثين
عاما من الكفاح المسلح نجده عام 1985 في سجن بو للسمور، يعيد النظر في أسلوب الكفاح
المسلح قائلاً : ( حاربنا حكم الأقلية البيضاء ثلاثة أرباع قرن، وخضنا النضال المسلح لأكثر من
عقدين من الزمن ،أزهقت أرواح كثيرة من الطرفين، وظل العدو محافظاً على قوته وتصميمه
(.....) فالحق في صفنا ولكننا لا نملك القوة بعد، وأصبح واضحاً في ذهني أن النصر العسكري
حلم بعيد إن لم يكن مستحيلا، والواقع أنه لم يعد من الحكمة أو المعقول أن يستمر الطرفان في
فقدان ألاف _ إن لم نقل ملايين _ الأرواح في حرب لا ضرورة لها )10
وهنا يتخذ قراره الشجاع الثاني بالحوار مع العدو، لإيمانه العميق بأن ذلك لمصلحة شعبه وبلده
متجاوزاً قرار الحزب وأصدقائه لإيمانه العميق بأنّ مصلحة الوطن والشعب أعلى من مصلحة
الحزب والعائلة والقبيلة وكثيراً ما وقف مانديلا موقفاً محايداً لغير مصلحة حزبه أو أهله أو رفقاء
سجنه فعندما كان في جزيرة روبن حصل صراع سياسي بين سجناء القسم العام ونشبت
منازعات بين أعضاء المؤتمر الوطني الافريقي والقومي الافريقي وحركة الوعي بالهوية
السوداء وتعرض عدد من أعضاء حزبه للضرب ورفعت دعاوى وطلب منه أن يكون شاهد 
تزكيه فيما يتعلق في سلوك المتهمين ففضل الوقوف على الحياد من أجل وحدة النضال التي يؤمن
بها إذ يقول : ( فإذا كنت أدعو الى الوحدة فيجب عليّ أن أتصرف كرجل يؤمن بالوحدة ولو كان
ذلك على حساب علاقتي ببعض زملائي من داخل الحزب ) 11
كذلك الأمر عندما يصل الخلاف بينه وبين زوجته الأولى ايفلين الى ذروته، وتخيره بين أسرته
ونضاله السياسي فيختار النضال، ليس لأنه يريد أن يضحي بأسرته وأولاده بل لأنه يدرك أن لا
معنى لحياته وحياة أولاده في ظل نظام عنصري لا يعترف بأبسط أسس الحياة البشرية،وذلك
رغم قساوة هذا القرار على وجدانه وقلبه ومشاعره، كأب إذ نراه يصف الأمر بكلمات تتقطر
حزنا وألما : ( كان لنهاية زواجي أثر مؤلم خاصة على الأطفال وخلّف في نفوسهم جروحا عميقة
(......) كان موقفا في غاية الألم والقسوة ) 12
ومما لاشك فيه أن هذه المواقف لا يتخذها إلا رجل عشق الحرية، وعرف عذابات شعبه وذاقها
وأدرك أن لا معنى للحياة بدون الحرية، لذا كانت معاناته تزداد مع معاناة أهله وأحبائه وفقرهم
وعملهم في الأرياف والمناجم وخاصة في مدينة جوهانسبيرغ (إيغولي) مدينة الذهب وسميت
بهذا الاسم لأن الصخور التي رصفت شوارعها كانت من منجم (كراون) أغنى منجم على وجه
الأرض، ولا يبتعد هذا الوصف عن الحقيقة، فالأحجار الصماء مليئة بشذرات الذهب الذي
اكتشف عام 1886 عندما( وجد مستكشف استرالي قطعة من الصخر توجد فيها آثار من الذهب
وكان شديد الإفلاس لدرجة أنه باع اكتشافه بالمكان الذي وجد فيه هذه الصخرة بعشرة جنيهات
استرليني فقط ولم يدر بأنه بهذا الثمن البخس قد باع سلسلة من الصخور تحتوي على أغنى عرق
ذهب في العالم).13 وخلال شهور قليلة تدفق على المنطقة ألاف الحفارين والأفاقين والقساوسة ، كلهم جاؤوا يركبون
العربات التي تجرها الخيول ومنها اكتسبوا اسمهم، فكلمة البوير تعني بالهولندية راكبو
العربات، هؤلاء الرجال ذوي الفكر العنصري الذي كان ضحيته السكان الأصليين الذين كان
مانديلا واحدا منهم ، تلك العنصرية الجائرة التي جعلت منه رجلا شرسا في دفاعه عن الحرية
منذ ولادته وطفولته وصباه، إذ كان ميالا منذ البدء إلى رفض كل ما يمس حريته بتقييد حتى لو
كان من قومه فنراه عندما كان في المكان العظيم مكيكيزويني، واختار له السلطان يونجينتابا
زوجة دون رأيه ، نراه يهرب تاركا السلطان ومكتسباته وحياته المريحة ولم يكن الأمر برأيي
مجرد هروب من الزواج، بقدر ما كان دفاع عن الحرية التي سيسلبها منه هذا الزواج.
وكذلك الأمر في فورت هير 1960 عندما قرر مع رفاقه مقاطعة الانتخابات الطلابية ما لم يتم
زيادة صلاحيات المجلس الطلابي، فيتم انتخابه للمجلس دون علمه، فيستقيل ثم يتم انتخابه مرة
ثانية فيستقيل لوحده هذه المرة، وعندما يواجه الدكتور كير يقول له:(لا أستطيع أن أرضي
ضميري بالاحتفاظ بعضوية المجلس الطلابي)14
وحول نفس الأمر يكتب : ( وجدت من الصعب القبول بفكرة أن أضحي بما أراه التزاما مني نحو
الطلاب لمجرد إرضاء مصلحتي الشخصية)15
هذا الإيثار الذي تميز به مانديلا وهذه الروح المقاومة،التي انتمت إلى مصالح الشعب والمهمشين
هي نفسها التي ستبقى معه ويخوض غمار النضال متسلحاً بها لمواجهة خصمه، مترفعاً عن
مصالحه الشخصية وذاته في سبيل حرية الآخرين، سنراه داخل السجن صلباً لا يلين ، مؤمناً بقوة
الخير في البشر ، مناوراً السجانين ومحاوراً لهم في آن ولكن دون أن يضحي أو يساوم على مبدأ
الحرية.
ولعل قمة إيثاره وتضحيته تتجلى عندما أعلن الرئيس بوتا عن استعداده لإطلاق سراحه من
السجن شرط أن يتخلى عن الكفاح المسلح، نجده يرفض ذلك قائلا في الخطاب الذي ألقته نيابة
عنه ابنته زندزي ،مسجلا بذلك أروع السطور وأجمل آيات النضال التي قيلت في الحرية على
مدى تاريخ البشر: (ماذا تعني تلك الحرية التي يعرضونها علي إذا ظل حزب كل الشعب
محظورا؟ وماذا تعني تلك الحرية التي سأعيش بمقتضاها مع أسرتي وما تزال زوجتي مبعدة....
وعليه فلن أتعهد بشيء مادمت لا أملك حريتي ومادمتم أنتم يا أبناء هذا الشعب لا تملكون
حريتكم، فحريتكم هي حريتي ولا يمكن الفصل بينهما . إنني عائد)16
وهنا نرى أقصى مراحل نكران الذات التي تميز هذا القائد العظيم، فهو رغم العذاب والسجن
والنفي والمعاناة الطويلة يرفض أن يتنازل عن أي جزء من حريته لإيمانه العميق بأن الحرية لا
تجزأ.
تفاصيل لا بد منها
يظن المر للوهلة الأولى أن هذا المناضل ، لم يكن يشغله سوى النضال والحرية والقضايا
الكبرى والعمل المسلح ومعاناة شعبه، ولكن ما يفاجئنا به مانديلا أن تلك القضايا رغم أهميتها لم
تكن تشغله عن تفاصيل الحياة اليومية المتعلقة بالأسرة والأهل والأولاد والأم والحبيبة ،إذ نراه
عاشقاً ممتازاً حيث تزوج ثلاث مرات ونراه أباً حنونا دائم التفكير بأولاده وأمه وأهله وقبيلته
ومسقط رأسه ، يفكر بهم أثناء النضال وخلال فترة التخفي وخلال سنوات السجن الطويلة ، الأمر
الذي يكشف عن رحابة روحه التي تتسع للكثير من الحب والأمل والآخرين الذين يفكر بهم دائما،
فنراه لحظة خروجه إلى الحرية بعد عشرة آلاف يوم سجن، بدل أن يفكر بحريته ، يتألم لأنه لم
يستطيع أن يودع حراس السجن، وكذلك عندما يعتقل للمرة الأولى أمام أسرته وأبنائه الصغار لا
يفكر بما ينتظره من معاناة وألم وعذاب ، بل نراه يتأمل وقع الاعتقال على أرواحهم البريئة ونراه
في السجن دائم البحث عن جذور الخير في نفوس السجانين، ومحاولة محاكاة ذلك الجانب الخير
وإيقاظه لإيمانه العميق بالأساس الفطري للإنسان، فبعد مغادرة مدير سجن جزيرة روبن
بادينهورست، وهو أقسى سجان مرّ على الجزيرة ،قال لمانديلا: - أتمنى لكم حظا سعيدا..
كانت كافية هذه العبارة لاستغراب مانديلا ودهشته في آن، إذ يقول: ( ذكرني ذلك بأن في أعماق
كل إنسان حتى أكثر الناس وحشية وقوة قدراً من الإنسانية، وأنه بإمكان كل إنسان أن يتغير إذا ما
لمست جوانب الخير في قلبه ونفسه )17
ولعل أقسى اللحظات التي عاشها مانديلا على الصعيد الشخصي، كانت عندما تلقى خبر وفاة
والدته وابنه وهو في السجن ، فنجده في اشد لحظات الحزن والتجلي والتفكير والتأمل ،
يستعرض الماضي ويقيم حياته متسائلا: ( هل كان اختياري وتقديم مصلحة الآخرين على
مصلحتي الشخصية ومصلحة أسرتي اختيارا صائبا؟)18
ولكن رغم كل المعاناة والألم والأسى لم يكن مانديلا يرضخ للحزن ويأنس إليه، إذ سرعان ماكان
يطرده بقوة الأمل والعزيمة على استمرار الحياة وعدم الرضوخ لعدوه ، حيث نراه يقدس الفرح
والحب والحياة ويحيط اللحظات السعيدة في حياته بكثير من العناية والحب ويتذكرها بشغف
حار،إذ يصف لمسه لزوجته داخل السجن بعد واحد وعشرين عاما من السجن:( وفجأة دخلت
عليّ ووجدتها بين أحضاني ، عانقت زوجتي وقبلتها لأول مرة بعد تلك السنوات الطويلة .إنها
اللحظة التي راودتني في الحلم ألف مرة ومرة ، وأحسست أني لازلت في حلم. أسلمت نفسي لها
ونسيت كل ما حولي، وصمت كل شيء عدا قلب�� وقلبها)19
ولم يكن اهتمام مانديلا بالحب والحياة عن عبث ، بل لأنه كان يدرك تمام الإدراك بأن معركته
مع عدوه هي معركة إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى، لأن عدوه إذ يسلبه حريته فهو يسلبه حبه
وزوجته وسعادته وإنسانيته ، لذا كان مانديلا مصرا على أن لا يجعل عدوه ينتصر عليه حتى في
الحب والإنسانية، وهذا شأن كل المناضلين الكبار الذين نذروا حياتهم من أجل حرية شعوبهم،
وما يلفت النظر هنا هو ذلك التشابه إلى حد ما بين معاناة ونضال هؤلاء الأحرار على الأقل من
ناحية السجن والعذاب والتشرد والتضحية التي تصل حد الشهادة من أجل أن تحيا أوطانهم حرة
كريمة، مع اختلاف في أساليب النضال المتبعة بين مناضل وآخر تبعا للظروف الخاصة بكل بلد
، ورغم ذلك نجد تشابها بين نلسون مانديلا وتشي غيفارا في التضحية إذ تخلى كل من��ما عن
بحبوحة الحياة الخاصة من أجل قضايا أمنوا بها بكل جوارحهم ،إذ كان غيفارا طبيبا من عائلة
برجوازية، وكان لمانديلا موقعه في قبيلة الكوسا الذي يؤهله ليعمل مستشارا لولي العهد ، وكان
كل منهما عاشقا من الطراز الرفيع ، كذلك الأمر من حيث اعتماد الكفاح المسلح أسلوبا لمقاومة
الظلم والطغيان ،رغم أن مانديلا كان في البداية متماهيا مع أسلوب اللا عنف الذي اتخذه
غاندي في الهند أسلوبا لنضاله ولكن غاندي يتشابه مع مانديلا في السمو الروحي والأخلاقي الذي
كان سمة نضالهما من أجل الحرية، وتمثل ذلك في الإيمان العميق بجوهر الخير في الإنسان ،
والنظرة الإنسانية لا العدوانية للخصم ، والإيمان بالحب كقيمة مشتركة وعليا للبشر والعمل على
توحيد نضال الجميع بما يخدم الجميع، ونراه يتشابه مع فيدل كاسترو في وصول كل منهما إلى
سدة الرئاسة، بعد محاكمات وسجن ونفي ونضال مرير ، رغم أن كاسترو سيبقى في الرئاسة ،
بينما مانديلا سيعزف عنها بعد أن حاول جهده في فترة رئاسته ليرسي أسس الوحدة الوطنية ،
ويزلل الخلافات ويضع وطنه على سكة الحرية، ثم يستقيل ليتفرغ لحياته الطبيعية كإنسان عادي
لا كأسطورة، فنراه يجيب بعد أن سئل عما سيفعله بعد تقاعده:
( سأفعل كل الأشياء التي فاتتني : أن أكون مع أولادي وأحفادي وعائلتي وأجلس وأقرأ ما أود
قراءته، إن قضاء سبعة وعشرين عام في السجن هو مأساة إلا أن إحدى فوائده كانت إمكانية
الجلوس والتفكير وهذا احد الأمور التي أفتقدها كثيرا)20
وهنا نرى قمة التواضع من رجل بإمكانه أن يمتلك كل شيء ، لكنه يختار بكل تواضع العزوف
عن السلطة ، لكي يحيا حياة هادئة بعيدة عن الأسطرة ، الأمر الذي يجعل من حياته ونضاله
تاريخا مفتوحا للبشرية جمعاء، لنتعلم منها الكثير من الدروس، خاصة نحن العرب الذين نعيش
إلى جانب آخر دولة عنصرية في العالم وهي إسرائيل التي مازالت تمارس أقصى حالات
العنصرية بحق الشعب الفلسطيني، وما بناء الجدار الفاصل الذي وقف مانديلا شخصيا ضد بنائه،
إلا دليل على عنصرية هذه الدولة التي زرعها الاستعمار في بلدنا وأرضنا العربية، ولا يمكن أن
ننسى وقوف مانديلا ضد غزو العراق ، ذلك الموقف الشجاع الذي سيسجله التاريخ له ، ولن
ننساه أبدا كعرب.
تبقى معاناة مانديلا شاهداً حيا على استمرار النضال في هذا العالم من أجل الحرية والخير
والعدالة، ولعل أهم ما نتعلمه منه هو ذلك الإصرار والأمل الذي يجب أن يتسلح به المرء وهو
يناضل من أجل الحرية، كما أنه يجب على المرء أن يسخر كل شيء من أجل نضاله وأن يكون
واعياً لحركة التاريخ وتكيكاته، وان يعمل دائما على معرفة عدوه وخصمه والبحث عن مكامن
الخير حتى عند الأعداء، ويتعلم المرء أن طريق الحرية طويل لا ينتهي أبدا وأن المعركة من
أجل الحب والحياة السعيدة هي نفسها المعركة من أجل الحرية التي كانت الهاجس الأكبر لمانديلا
: الرمز الحي للتاريخ البشري، وقلعة الحرية المضيئة على طول العالم، الرئيس الذي سيبقى في
ذاكرتنا كمثال حي للنضال ضد كل أشكال الهيمنة والاستبداد ، وستبقى كلماته زادا لنا لمواصلة
نضالنا من أجل العزة والكرامة والمستقبل.
19 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
Catherine Halpern 
ترجمة : محمّد الحاج سالم
بعد أن كان مرادفا للعبوديّة في العصور القديمة، أضحى العمل قيمة في المجتمعات الحديثة. فماذا لو كان الكسل يقودنا نحو مجتمع أكثر عدالة وأكثر تعزيزا لازدهار النّاس جميعا؟
****
"لا تتحرّك بهذا الشّكل، أنت تتعبني" يقول ألكسندر لكلبه. ويضيف: "أنت أيضا، يجب أن تتحرّك، أن تهرب، ولكن ما دهاهم جميعا؟ لدينا فسحة من الوقت. يجب على المرء أن يتمهّل. يجب أن يتمهّل في تمهّله". بهذا دعانا إيف روبرت (Yves Robert) قبل عام من أحداث ماي 1968 في فيلم "ألكسندر المغبوط" (Alexandre le Bienheureux) إلى التغنّي بالكسل من خلال صورة رجل يقرّر إثر وفاة زوجته أن يترك كلّ شيء وراءه، رغم استياء الآخرين، وأن يرتاح.
ذلك أنّ الكسل يزعج، بل هو كريه. ورغم ندرة من لا يزال يرى في الكسل خطيئة في معناها الصّريح، فإنّه لا يزال موضع استنكار أخلاقيّ كبير. إنّنا لا زلنا نكرّر الموعظة التي مفادها أنّ "الكسل هو أب جميع الرّذائل"، ونحسّن العمل ونقبّح التّكاسل.
ولكن إذا ما كان التّكاسل أمرا في منتهى العذوبة، فلماذا نعطي العمل كلّ تلك القيمة؟ إنّنا أمام تاريخ طويل تسلّط عليه دومينيك ميدا (Dominique Méda) الضّوء في كتابها "العمل: قيمة في طور الانقراض" (Le Travail. Une valeur en voie de disparition, Flammarion, 1995). ففي اليونان وروما العتيقة، كان النّشاط الإنتاجي الذي يضطرّ إليه الإنسان كي يعيش ويلبّي حاجاته المادّية غير خاضع للتّقييم البتّة. فقد كان العبيد مسخّرين للقيام بالأعمال الوضيعة كي يتمكّن الرّجال الأحرار من التفرّغ إلى ما هو إنسانيّ بحقّ: الفنّ، والفلسفة والسّياسة... هذا هو التصوّر الذي نجده في التّعارض الذي أقامه الرّومان بين الدّعة (otium) والعمل (labor): الدّعة هي وقت الفراغ الذي يبتهج فيه الإنسان، والعمل هو عبوديّة.
  نحن نعمل كثيرا!
وقد كان لا بدّ من انقضاء بضعة قرون حتّى ينقلب سلّم القيم ويتمّ إخراج العمل من حيّز الضّرورة إلى حيّز القيمة، وهو انقلاب لا يمكن إرجاعه إلى المسيحيّة وحدها، رغم أنّها مهّدت له. وفي الواقع، فإنّ أواخر العصر الوسيط هي الحقبة التي ستشهد الانطلاقة الحقيقيّة لإضفاء القيمة على العمل. وتدريجيّا وعلى مرّ القرون، أضحت الدّعة (otium) مرادفة للكسل، فيما أضحى العمل قيمة مركزيّة. ولقد نظر الاقتصاد السّياسي في القرن الثّامن عشر، وعلى رأسه آدم سميث (Adam Smith)، إلى العمل بوصفه العامل الرّئيسي في خلق الثّروات وبوصفه بؤرة الحياة الاجتماعيّة، بل ذهب القرن التّاسع عشر إلى أبعد من ذلك حين اعتبر العمل جوهر الإنسان ذاته. وبهذا، فإنّ الإنسان في اعتبار كارل ماركس (Karl Marx) لم يَغْدُ ما هو عليه إلاّ من خلال العمل : العمل هو ما يشكّل العالم والطّبيعة ويؤنسن الإنسان بالسّماح له بالتّعبير عن فرديّته. ولكنّ ماركس لا يضفي القيمة على جوهر العمل، إلا ليُدين العمل الفعليّ، أي العمل المغترب الذي يتمّ من خلاله استعباد الإنسان واستغلاله. ومع ذلك، فإنّ ماركس لا يدين العمل في ذاته، بل على العكس من ذلك تماما. فالعمل يجب أن يتخلّص من الثّوب الذي ألبسته إيّاه الرّأسماليّة لكي يغدو ما ينبغي أن يكونه : مجالا للابتهاج. لقد غدا العمل تدريجيّا بؤرة الحياة الاجتماعيّة والحياة المنتجة.
ومع ذلك، فقد ارتفعت بعض الأصوات على غرار صوت فريدريش نيتشه (Friedrich Nietzsche) في نصّ بعنوان "المنافحون عن العمل" (Les apologistes du travail) ساءل فيه الآليّات الحقيقية لهذه العظة الأخلاقيّة : "في تمجيد (العمل)، والكلام دون كلل عن (نعمة) العمل، يتراءى نفس القصد الدّافع إلى الثّناء على الأعمال غير الشّخصيّة والنّافعة للجميع : وأعني بذلك الخوف من كلّ ما هو فرديّ. ونشعر اليوم في قرارة أنفسنا أنّ العمل – ونحن نضع دائما تحت هذا الاسم العمل الشاقّ من الصّباح إلى اللّيل- يمثّل أفضل تهذيب، وأنّه يلجم كلّ فرد ويساهم بشكل قويّ في إعاقة تطوّر العقل والرّغبات وحسّ الاستقلال. ذلك أنّه يستهلك قدرا هائلا من الطاقة العصبيّة ويستثنيها من التّفكير والتأمّل والتخيّل، ومن المخاوف والحبّ والكراهيّة، وهو يمثّل على الدّوام هدفا تافها ويؤمّن ترضيات سهلة ومنتظمة". كما يندّد بول لافارغ (Paul Lafargue)، وهو صهر ماركس، من جانبه بالإنتاجيّة الحمقاء وغير الصحّية : "يتملّك الطّبقات العاملة في الأمم التي تسودها الحضارة الرّأسماليّة جنون غريب يستتبع شقاء على المستويين الفرديّ والاجتماعيّ، وهو ما يسبّب منذ قرنين معاناة الإنسانيّة المعذّبة. هذا الجنون هو حبّ العمل، والشّغف المَرَضيّ بالعمل الذي يتمّ دفعه إلى حدّ استنفاد القوى الحيويّة للفرد ولذريّته"(1). وقد واجه لافارغ أولئك المدافعين عن الحقّ في العمل بالدّعوة إلى الحقّ في الكسل، وأنّه لا ينبغي للفرد أن يعمل أكثر من ثلاث ساعات يوميّا. وبعد عقود قليلة، قدّم برتراند راسّل (Bertrand Russell) في كتابه "مديح البطالة"(2) ملاحظة مماثلة: "إنّ الاعتقاد بأنّ العمل فضيلة هو سبب شرور عظيمة في العالم الحديث، (...) والطّريق إلى السّعادة والرّخاء يمرّ عبر التّخفيض المنظّم للعمل". فالتّقنية وتقدّم الإنتاجيّة يمكن أن يسمحا لنا بالتخلّص من العبوديّة عبر التّقليص الجذريّ لوقت العمل.
ولكن سواء تعلّق الأمر ببرتراند راسّل أو بول لافارغ، فإنّ مديح البطالة ليس مديحا للخمول المحض، بل هو دفاع عن الأنشطة غير المنتجة والمختارة بحُرّية. وهذا ما يشرحه برتراند راسّل : "حين أدعو إلى وجوب تخفيض عدد ساعات العمل إلى أربع، فأنا لا أعني أنّه علينا تبديد جميع ما يتبقّى من الوقت في العبث المحض. إنّني أعني أنّ عمل الإنسان أربع ساعات في اليوم، ينبغي أن يترك له الحقّ في التمتّع بالأشياء الأساسيّة كي يعيش في حدّ أدنى من الرفاهيّة، وأن يتاح له التصرّف ببقيّة وقته بالطّريقة التي يراها مناسبة". فألاّ نعمل، لا يعني بالضّرورة ألاّ نفعل شيئا، بل أن نفعل شيئا آخر.
  الحياة ليست فقط إنتاجا:
تشغل مسألة دور العمل في المجتمع اليوم حيّزا مهمّا لم يسبق له مثيل. وقد سمح تطوّر التّقانات بزيادة كبيرة في الإنتاجيّة وخفّف عن البشر كثيرا من الأعمال الشاقّة؛ ومع ذلك فإنّ العمل ما زال يحتلّ مكانا بارزا في حياتنا. ورغم أنّه ما زال يعتمد بصفة واسعة أساسا لتوزيع الثّروة، إلاّ أنّه ليس موزّعا بالتّساوي، إذ لا تزال شريحة من النّاس مقصيّة عنه وتعاني من تردّي ظروفها المادّية قدر معاناتها من الوصم الاجتماعيّ. وبالنّسبة لعالم الاقتصاد جيريمي ريفكين (Jeremy Rifkin) الذي أثار كتابه "نهاية العمل" (La Fin du travail, La Découverte, 1996) جدلا واسع النّطاق، فإنّ العمل على شفا جرف هار. فبفعل الأتمتة والحوسبة، أضحت نسبة كبيرة من الوظائف في جميع القطاعات مهدّدة بالتّلاشي وينتظر أن تتسّبب في بطالة نسبة كبيرة من القوى العاملة. وفي مواجهة هذه المشكلة الاجتماعيّة، ينصح ريفكين بالتّقليص من وقت العمل وإعادة النّظر في توزيع الثّروة على أساس غير الإنتاج وتطوير ما يسمّى "القطاع الثّالث"، أي الاقتصاد الاجتماعيّ والمجال الجمعيّاتي الهادفين إلى تحقيق رفاهيّة الآخرين. وهذا ما يتّفق مع رؤية دومينيك ميدا، فهي تدعو أيضا إلى فكّ السّحر عن العمل، أي التّقليل من المكانة التي يحتلّها في مجتمعاتنا لصالح الأنشطة الاجتماعيّة والسّياسيّة التي تنمّي استقلاليّة الذّات والتّعاون بين البشر. فحياة الإنسان لا تختزل في الإنتاج.
فهل يعني العمل أقلّ، أن نتكاسل؟ كلاّ، على ما يزعم غيّوم دوفال (Guillaume Duval) حين يشير اعتمادا على الأرقام إلى الإنتاجيّة الممتازة للفرنسيّين(3). فرغم تحديد فترة العمل بخمس وثلاثين ساعة أسبوعيّا، فإنّ مكتب إحصاءات العمل التّابع لوزارة العمل الاتّحاديّة الأمريكيّة يشير إلى أنّ الفرد الفرنسيّ ينتج ثروات أكثر من الفرد الانكليزي والألماني والياباني... وقد أدّى اعتماد نظام الخمس وثلاثين ساعة إلى خفض ساعات العمل بالنّسبة لمن عمرهم بين 25 و 54 سنة، وهي الشّريحة التي يقع عليها القسط الأكبر من عبء الإنتاج في فرنسا مقارنة بالبلدان الأخرى، كما أدّى إلى زيادة وقت العمل الإجمالي على امتداد حياة الفرد إذ تطوّرت نسبة العاملين عند الشّريحة العمريّة بين 15 و 25 سنة من 25 ٪ في عام 1997 إلى 30 ٪ في عام 2001 ونسبة العاملين ممّن عند الشّريحة العمريّة بين 55 و 64 سنة من 28 ٪ في عام 1998 إلى 35 ٪ في عام 2002. وهذا لعمري مفيد للحدّ من البطالة بين الشّباب والمساعدة في تمويل مشاريع التّغطية الاجتماعيّة لكبار السنّ.
  مسألة بقاء؟
ويخلص غيّوم دوفال إلى القول : "إذا كان من شأن التّدابير التي اتخذت مؤخّرا أن تدفع المنتمين إلى الشّريحة العمريّة بين 25 و54 عاما إلى بدء العمل مرّة أخرى لمدّة أطول، فإنّه لا يستغرب ألاّ تنخفض البطالة إلاّ بنسبة قليلة على الرّغم من تقاعد مواليد فترة الانفجار السكّاني (baby-boomers)، ولا يستغرب أن يكون من الصّعب خفض سن التّقاعد الفعلي للأجراء. فـ(العمل أكثر) لا يتعايش في الواقع إلاّ نادرا مع (عمل الجميع). لذا نقول، مع كلّ الاحترام الواجب، إنّ الفرنسيّين لم يصبحوا مع نظام العمل بخمس وثلاثين ساعة كسالى، بل العكس هو الصّحيح".
لكن هل يكفي التّقليص من وقت العمل؟ أليس المطلوب إنشاء سلّم كامل من القيم ونمط عيش جديد؟ ألا يمكننا تصوّر مجتمع يكون فيه كلّ فرد حرّا في أن يعمل أكثر أو أقلّ حسب ما يريد؟ هذا ما تناوله فيلم "انتبه: خطر العمل" (Attention danger travail) (4) بتعريفنا بأولئك الذين اختاروا رغم كلّ شيء ألاّ يعملوا. إنّهم يثبتون، بعيدا عن صورة العاطل المحبط، إمكانيّة أن يبتهج الإنسان وأن يعيش حياة اجتماعيّة ثريّة خارج العمل. ويدعو المؤيّدون لهذا التّخفيض إلى استهلاك أقلّ وعمل أقلّ وإصلاح جذريّ لأنماط العيش، وبصفة خاصّة لأنماط استهلاكنا. إنّها مسألة بقاء، حسب قولهم، للحدّ من الأثر البيئيّ واستنفاد الموارد الطّبيعيّة، بل هي أيضا رغبة في تعزيز قيم أخرى : الإيثار والتّعاون والتّرفيه... لكن علاوة عن كونه مساعدا على ازدهارنا، هل سيكفي قليل من الكسل لإنقاذ العالم؟ قد لا يكون هذا أمرا مستبعدا، لكنّه يكفي على كلّ حال لتبرير رغبة كاتبة هذه السّطور في أن ترتاح قليلا.
21 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
من يعلمك ان الطاغية كان عظيما هو يسرق تاريخك .. من يعلمك ان تقتل باسم الجهاد هو يسرق دمك فاذا قتلت الآخرين هو يسرق يدك .. من يعلمك حرمة العشق فهو يسرق حبك .. من يعلمك دخول مساجد الاغنياء فهو يسرق صلاتك .. من يعلمك ان الاخر كافر هو يسرق ايمانك .. ومن يعلمك انه مباح في دمه وعرضه وماله وارضه هو يسرق انسانيتك .. من يعلمك الكذب باسم الحيلة الشرعيه هو يسرق صدقك
161 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
ل تعلم؟ ما من شئ أمتع للإنسان من أن يعيش في صخبة حمقى، ومن أن يعزف على أوتارهم: إنه يستفيد من ذلك! لا تأخذ عليَّ أنني أقيم وزناً لأراء المجتمع، وإنني أحرص على بعض المواضعات، وأنني أنشد الاعتبار والجاه. أنا أعرف أنني أعيش في مجتمع تافه .. ولكنني حتى الأن أتحمس له، وأنعق مع الناعقين؛ إنني أتظاهر بالدفاع عنه دفاعاً حاراً، ومع ذلك فمن الممكن، إذا اقتضى الأمر، أن أهجره أول من يهجره. إنني أعرف جميع أفكارهم الجديدة، رغم أنني لم أحفل بها يوماً. وعلام أحفل بها؟ إنني لم أشعر يوماً بعذاب الضمير. إنني أقبل كل شئ، متى كان لي فيه نفع. وأمثالي كثيرون، ونحن جميعاً في أحسن حال حقاً. يمكن أن يفنى كل شئ على الأرض، وأن نظل نحن وحدنا لا نفنى أبداً. إننا نوجد منذ وُجِدَ الوجود .. قد يغرق الكون كله، ونبقى نحن نطفو على وجه الماء، نطفو إلى الأبد. أنظر، بهذه المناسبة، كم تطول حياة أمثالنا. إننا نعمر كثيراً، ألم يلفت نظرك ذلك؟ إننا نعيش حتى الثمانين، حتى التسعين. فالطبيعة نفسها تحمينا إذن .. هه هه .. أريد أن أبلغ التسعين حتماً، أنا لا أحب الموت. سحقاً للفلسفة. فلنشرب، يا عزيزي. كنا نتحدث عن البنات الجميلات لماذا تقوم؟” 
18 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
"أياً كان هدفها المخطط له، فقد هبطت قذائف الهاون على دار للأيتام تديرها مجموعة خيرية من الموظفين في قرية فيتنامية صغيرة. قتل جميع أفراد المجموعة مع واحد أو اثنين من الأطفال على الفور، وجرح العديد من الأطفال الآخرين، ومنهم فتاة صغيرة في الثامنة من عمرها تقريباً. طلب أهل القرية مساعدة طبية من مدينة قريبة يمكنها الاتصال لاسلكياً بالقوات الأمريكية. وأخيراً وصل طبيب وممرضة من الأسطول الأمريكي في سيارة جيب. قرر الطبيب والممرضة أن الفتاة هي صاحبة الإصابة الأكثر خطورة. وبدون اتخاذ إجراء سريع، فإنها ستموت بسبب الصدمة وفقد الدم. كان نقل الدم حتمياً، وكانت هناك حاجة إلى متبرع له نفس فصيلة الدم. وأظهر اختبار سريع أن أحداً من الأمريكيين ليس له نفس فصيلة الدم، ولكن العديد من الأطفال الأيتام غير المصابين كانت لهم نفس الفصيلة. كان الطبيب يتحدث اللغة الفيتنامية قليلاً، والممرضة تجيد بعض الكلمات الفرنسية. وباستخدام تلك التوليفة، مع الكثير من لغة الإشارة، حاولا أن يشرحا للأطفال الصغار المذعورين أنهما إذا لم يتمكنا من تعويض بعض الدم المفقود، فإن الفتاة ستموت بلا ريب. ثم سألا إن كان أي من الأطفال مستعداً للتبرع بالدم لمساعدتها. صادف طلبهما صمتاً وأعيناً متسعة. وبعد عدة لحظات طويلة، ارتفعت يد صغيرة مرتعشة، ثم سقطت لأسفل مرة أخرى، ثم عادت ترتفع من جديد. قالت الممرضة بالفرنسية: “أوه، أشكرك. ما اسمك؟”. جاء الرد على السؤال: “هينج”. رقد هينج بسرعة على فراش من القش، وتم مسح ذراعه بالكحول لتطهيرها، وغرس إبرة في وريده. وطوال الوقت، ظل هينج راقداً في تيبس وصمت. ولكن بعد قليل من الوقت، أفلتت منه تنهيدة مرتعدة، فسارع بتغطية وجهه بيده الطليقة. سأله الطبيب: “هل تشعر بألم يا هينج؟”. هز هينج رأسه نفياً، ولكن بعد برهة أخرى، أفلتت منه تنهيدة ثانية، ومرة أخرى حاول أن يخفي بكاؤه. مرة أخرى سأله الطبيب عما إذا كانت الإبرة تؤلمه، ومرة أخرى هز هينج رأسه نفياً. كان الفريق الطبي قلقاً. لقد كان من الواضح أن هناك خطأ كبيراً يحدث. وفي هذه اللحظة، وصلت ممرضة فيتنامية للمساعدة. وعندما رأت كرب وجزع الفتى الصغير، تحدثت معه بسرعة بالفيتنامية، وسمعت رده، وأجابته بصوت هادئ لطيف. وبعد لحظة، توقف الفتى عن البكاء ونظر للممرضة الفيتنامية نظرة تساؤل. وعندما أومأت برأسها إيجاباً، علت وجهه نظرة ارتياح. قالت الممرضة للأمريكيين بهدوء: “لقد ظن أنه يحتضر. لقد أساء فهم مقصدكما. كان يتصور أنكما تطالبانه بالتبرع بكل دمه حتى تعيش الفتاة الصغيرة”. سألت ممرضة الأسطول: “ولكن لماذا يمكن أن يوافق على شيء كهذا؟”. كررت الممرضة الفيتنامية السؤال على الفتى باللغة التي يفهمها، فأجاب ببساطة: “لأنها صديقتي”. ليس هناك حب أعظم من هذا الحب؛ أن يهب الإنسان حياته من أجل صديق. - جون دابليو. مانسور
74 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
عزيزي_الوصي الطيب _الذى يرسل اليتامي إلي الكلية .
هانذا. لقد سافرت بالامس لمدة أربع ساعات بالقطار ، إنه شعور مثير ومبهج..اليس كذلك ؟ إنني لم أركب قطارا من قبل .
الكلية متسعة وضخمة وتدعو للارتباك ، أنا أضل طريقي ، دائماً بمجرد ترك غرفتي .سوف أكتب لك وصفاً تفصلياً عندما أشعر أنني اقل ضياعا ،وسأخبرك ايضا عن دروسي ، فالدراسة لن تبدأ إلا يوم الاثنين ، نحن الآن فى ليلة السبت ، لكني-على اية حال –رغبت فى أن اكتب لك خطابا لمجرد التعارف .
من الغريب أن تكتب لشخص مجهول لا تعرفة ، ومن المدهش بالنسبة لى شخصيا أن أكتب خطابات كليةً ، فانا لم اكتب طوال عمري خطابين أو ثلاث ، لذا أرجو أن تتجاهل هذا الخطاب إذا لم يكن نموذجيا للغاية.
قبلما أسافر صباح الأمس ، استدعتني مسز ليبيت "مسؤلة دار الأيتام "لتكلمني جديا ،أفهمتني كيف أتصرف طوال حياتي المقبلة ، لاسيما كيف أتعامل مع ذلك السيد الذى منحني الكثير ..حيث يجب أن
أخذ حذري وأكون مؤدبة بشكل غير أعتيادي .
لكن كيف أكون مؤدبة تجاه شخص يرغب فى ان يسمي نفسه جون سميث ، لماذا لم تختر اسما فيه بعض اللمحات الشخصية ؟ من الأفضل أن يكتب الإنسان خطابا لعزيزي :عمود النور أو عزيزي ضلفة الباب .
لقد فكرت كثيراً فيك هذا الصيف ، فإنه لمجرد أن يهتم بي شخص مابعد كل هذه السنين الطويلة ، يعتبر كانما ولدت من جديد وعثرت على عائلة أنتسب لها ..الآن ابدو وكأنني أنتمي لشخص ما ، هذا شعور مريح للغاية.
ولكني أري لزما علي أن أعترف بأنني كلما فكرت فيك فإن خيالي يجد القليل سيتند إليه ..وهذه ثلاثة اشياء فقط اعرفها عنك .
1_انك طويل القامة
2_أنك رجل غني
3_انك تكره البنات
أعتقد أنه ربما يجب أن ادعوك :عزيزي كاره البنات ، لكن هذا يعتبر إهانة لي .أو ادعوك :عزيزي الرجل الغني ،لكن هذا يعتبر إهانة لك ،فبالإضافة إلي اعتبار الشخص غنياً وهي صفة خارجية وسطحية ، فربما لا تستمر غنيا طوال حياتك..فكما تعلم ، كثيراً من الرجل تحطموا فى شارع المال "وول استريت"، لكنك –على أي حال –سوف تسمر دوماً طويل القامة مادمت على قيد الحياة .؟لذا قررت أن ادعوك :ولدي العزيز طويل الساقين .أرجو أن لا تمانع فى ذلك ، إنه مجرد اسم تدليل خاص ،طبعا لن نخبر مسز ليبيت بذلك .
سيدق جرس الساعه العاشرة مساء بعد دقيقتين من الآن ..يومنا مقسم إلي فترات بواسطة الأجراس ، فنحن نأكل وننام ونذاكر بالأجراس ،ويتملكني شعور بأنني أشبة بحصان المطافئ . لقد دق الجرس الآن ..سأطفي النور ، تصبح على خير.
لاحظ كيف أنفذ التعليمات بكل دقة متناهية ، وهذا راجع بالطبع لتمرسي ومراني على ذلك فى دار جون جرير للأيتام .
المخلصة جداً
جيروشا آبوت
إلي السيد والدي العزيز طويل الساقين سميث
34 notes · View notes
benardthegreat · 12 years ago
Photo
Tumblr media
"سابقاً كنتُ أظنُّ، أنَّ الطفولةَ – مجرد جزءٍ من حياة البشر. لكن، قسماً برأسي، حياةُ الإنسان – طفولةٌ، ليس إلا، من اليوم الأول وحتى نهاية المصير!"
53 notes · View notes