Tumgik
#أدب صيني
hakim-ghali · 1 year
Text
Tumblr media
جديرة أن تقرأ ...
عام 1906 فى قرية جرجا ...
بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر اشترى أحد الشيوخ البسطاء صحيفة وعندما قرأها لفت انتباهه خبر غريب مفاده ..
رئيس وزراء اليابان
الكونت " كاتسورا " أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة طوكيو فى مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون ديناً رسمياً للإمبراطورية اليابانية بأسرها ،،
وسبب ذلك
أن اليابانيين بعد انتصارهم المدوي على الروس فى معركة تسوشيما عام 1905 م رأوا أن معتقداتهم الأصلية لاتتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذى وصلوا إليه ؛ فأرادوا أن يختارو ديناً جديداً للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائماً لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم ..
عندها أسرع هذا الصعيدي المتحمس لنصرة دينه إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد ﷺ إلى أقصى بقاع الأرض ..
فلم يستمع الشيخ إلا عبارات
" إن شاء الله" ،
"ربنا يسهل"
وهكذا !
فكتب الشيخ فى صحيفته الخاصة "الإرشاد" نداءاً عاماً
لعلماء الأزهر لكى يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر و لكن لا حياة لمن تنادي ..
وبرغم كل هذا الإحباط لم يستسلم هذا الصعيدي البطل ؛ فحمل هم أمة كاملة على كتفيه وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جل ثروته لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ، ومنها إلى عدن في اليمن ، ومنها إلى بومباي في الهند ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان ، ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسنغافورة ، ثم إلى هونج كونج ، ثم سايغون في الصين ؛ ليصل أخيراً إلى ميناء يوكوهاما الياباني بعد مغامرة بحرية لقي فيها الأهوال والمصاعب و هناك فى اليابان كان العجب ! ..
فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخ هندي وشيخ بربري من مشايخ القيروان في تونس وشيخ صيني من تركستان الشرقية وشيخ قوقازي من مسلمي روسيا ، كل هؤلاء جاءوا مثل هذا الصعيدي وعلى نفقتهم الخاصه !
ليجتمع أولئك الدعاة جميعاً و يكونوا وفداً إسلامياً ضخماً مكوناً من مسلمين من أقطارٍ مختلفة ليحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد بن عبدالله ﷺ في وجدانه ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصياً ..
وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية و كاد امبراطور اليابان " ألماكيدو " نفسه أن يسلم على يد ذلك الشيخ الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام إلا أنه خاف على كرسيه الامبراطوري بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر ..
فأخبر " الماكيدو " الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك ..
فخرج الجرجاوي - رحمه الله - إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق فى كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن العشرين أسماه "الرحلة اليابانية" ، وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التي عايشها فى رحلته الدعوية إلى اليابان ..
أنا متأكد أن غالبية المسلمين وأنا منهم
لم يسمعوا من قبل عن هذا الشيخ الرباني "علي الجرجاوي" لأننا مع الأسف أمة لاتقرأ تاريخها ولاتطبق ماتقرأ لتنهض بنفسها والله المستعان ..!
رابط تحميل كتاب "الرحلة اليابانية"
بصيغة PDF
http://ia802603.us.archive.org/34/items/www.booksjadid.blogspot.com_228/1325.pdf
همسة فكر
35 notes · View notes
maiiashour · 3 years
Text
چو جوه بينغ: الهدوء الثريّ
Tumblr media
يزداد العالم صخبًا، بينما يزداد يومي هدوءًا. أحب قضاء أيام ساكنة. قطعًا، الهدوء لا يعني الركود، ولا الانغلاق، مثل بئر فيه ماء بلا حراك. في عصر ما، كان العالم الرحب بالنسبة إلينا مجرد أسطورة نَعجز عن تأكيدها، كان ينزوي كل منا برُكن صغيرة، كمسمار مدقوق لا يغير مكانه أبدًا. بعد تخرجي من الجامعة مباشرة، أُرسلت للعمل في منطقة جبلية نائية، وهناك، كانت الحياة ساكنة، بل ووتيرية. وكأن الأيام تجمدت، لم تكن مثل نهر، بل أشبه ببئر.
لكن لاحقًا، تبدّل الزمن فجأة، وصارت أيام البشر تشبه نهرًا ذاب جليده، فانساب متداخلًا تحت نور الشمس، وفوق سطح الأرض. أما أنا فكنت أشبه بنهر خزن طاقة مهولة، وتدفقت بمجراه أمواج الحياة العتيدة المتلاطمة، فحولت سنوات شبابي إلى تيار مضطرب غير مستقر.
أما الآن فقد عدت مجددًا إلى الهدوء. ولكنه ��دوء جاء بعد إيقاع صاخب. فبعد أن مررت بالعديد من الصدمات والمنحنيات، شعرت وكأن نهر حياتي قد وصل أخيرًا إلى واد مترامي الأطراف، وتراكم مُشكلًا بحيرة شاسعة الاتساع. ذات مرة، جلست عند البحيرة الموجودة أسفل جبال الألب، متأملًا انعكاس صورة الجبال الثلجية، والغيوم البيضاء والغابات التي يناطح غموضها الأفق الأزرق. أعلم أنه لا زال هناك حراك في البحيرة، بل وأن عمقها هو الذي أفضى على صفحتها سكونًا كالمرآة.
"إن قلبي يمتلئ بالشكوك صوب كل القضايا كثيرة الضجة، والمشاعر المبالغ في إعلانها والتعبير عنها، فهما دائمًا يذكرانني بمقولة شكسبير الساخرة من الحياة: "زاخرة بالصخب والغضب، لا جدوى منها""
أيامي فعلًا غاية في الهدوء. أمكث يوميًا في البيت للقراءة والكتابة، وليس لي شأن بحلقات واجتماعات الصخب الموجودة بالخارج. أستمتع بالدفء الأسري للناس العاديين مع زوجتي وابنتي، لا تربطني أدنى علاقة بأماكن الترفيه واللهو. فأنا راضٍ جدًا عن هذه الأيام؛ لأن السكينة تغمر نفسي.
قد يحتاج كل منا في مرحلة ما في حياته إلى قدر من الحركة والصخب. وحينها، ستحتاج الحيوية الفياضة للتدفق إلى الخارج، بل والبحث عن مجرى لها، وتحديد واجهة تدفقها ومسارها. ولكن، مستحيل أن يظل المرء ثابتًا عند هذه المرحلة إلى الأبد. يقول تولستوي: "تصير حياتي أكثر روحانية، بتقدمي في العمر". فربما يفسر الناس ذلك على أنها إشارة للعَجَز والوهن، ولكنني أدرك جيدًا، رغم كبر سن تولستوي حينذاك، إلا أنه كان أكثر حيوية من هم في نفس عمره، بل وحتى أكثر نشاطًا من شباب كثيرين. بالأحرى، وحدها الحيوية العظيمة، يمكنها أن تتطور تدريجيًا صوب الروحانية.
"في رأيي أن الهدوء الثري هو الحالة الأعظم في الحياة. فالهدوء، يكون بسبب التحرر من الإغراءات السطحية الزائفة للعالم الخارجي. أما ثراؤه، فهو لامتلاك كنز العالم الروحاني الداخلي"
في رأيي أن الهدوء الثري هو الحالة الأعظم في الحياة. فالهدوء، يكون بسبب التحرر من الإغراءات السطحية الزائفة للعالم الخارجي. أما ثراؤه، فهو لامتلاك كنز العالم الروحاني الداخلي. قال طاغور: "حركة العالم اللانهائية تثبت أنه لا يوجد ثمة هدف يمكننا الوصول إليه، وبل وأن ذلك الهدف موجود بمكان آخر؛ فهو يكمن في العالم الداخلي للروح. أكثر ما تتوق إليه قلوبنا هناك، هو راحة البال والطمأنينة المبنية على الإنجازات. وهناك، سنلتقي بإلهنا". وقال أيضًا: "الإله، هو الحب الكامن في الروح المطمئنة على الإطلاق". والحب الذي يتحدث عنه ينبغي أن يكون شاملًا وواسع المعنى، يشير للإنجازات المحققة، وغنى الروح، والقلب المتسع بالمحبة، فكل ذلك يجتاز الصراعات الدنيوية، ويكمن في السلام الدائم. فهذه الحالة، هي أسمى مراحل الهدوء الثري.
أنا لا أُقصي الصخب تمامًا، فهو أيضًا يمكن أن يكون له مغزى. ولكن في نهاية المطاف الصخب هو من خصائص الأنشطة الخارجية، فلو خلا النشاط الخارجي من سعي روحاني، باعتباره قوة محركة له، أو من قيمة روحانية كهدف من أهدافه، فقطعًا سيكون فقيرًا وخاويًا في جوهره، حتى لو كان حيويًا وعظيمًا في مظهره. إن قلبي يمتلئ بالشكوك صوب كل القضايا كثيرة الضجة، والمشاعر المبالغ في إعلانها والتعبير عنها، فهما دائمًا يذكرانني بمقولة شكسبير الساخرة من الحياة: "زاخرة بالصخب والغضب، لا جدوى منها".
چو جوه بينغ: كاتب ومترجم صيني معاصر، باحث في معهد الفلسفة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. ولد عام 1945 في مدينة شنغهاي، وتخرج من جامعة بكين في قسم الفلسفة عام 1967. ترجم أعمال نيتشه إلى الصينية، وله العديد من المؤلفات النثرية التي يطغى عليها الطابع التأملي.
ترجمتها عن الصينية مي عاشور.
نشر 12 يناير 2022
5 notes · View notes
abdulaziz2023 · 7 years
Photo
Tumblr media
[ الحنين]
عندما كنت صغيراً كان الحنين يتجسّد في طابع بريد كنت في هذا الجانب وأمي في الجانب الآخر.
بعدما نضجت أصبح الحنين يتجسّد في تذكرة باخرة كنت في هذا الجانب وزوجتي في الجانب الآخر.
واحسرتاه! بعد فترة تجسّد الحنين في قبر منخفض كنت في الخارج وأمي في الداخل.
في الوقت الحالي يتجسّد الحنين في مضايق تايوان وأنا في هذا الجانب بينما وطني في الجانب الآخر.
◾يو جوانج زونج Yu Guang Zhong - شاعر صيني ترجمة : ياسر شعبان.
16 notes · View notes
sosq8 · 7 years
Text
كتاب
💎عام 1906 فى قرية جرجا🍃 بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر اشترى أحد الشيوخ البسطاء صحيفة وعندما قرأها لفت انتباهه خبر غريب مفاده : رئيس وزراء اليابان الكونت " كاتسورا " أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة طوكيو فى مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون ديناً رسمياً للإمبراطورية اليابانية بأسرها ،، وسبب ذلك أن اليابانيين بعد انتصارهم المدوي على الروس فى معركة تسوشيما عام 1905 م رأوا أن معتقداتهم الأصلية لاتتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذى وصلوا إليه ؛ فأرادوا أن يختارو ديناً جديداً للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائماً لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم .. عندها أسرع هذا الصعيدي المتحمس لنصرة دينه إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد ﷺ إلى أقصى بقاع الأرض .. فلم يستمع الشيخ إلا عبارات " إن شاء الله" ، "ربنا يسهل" وهكذا ! فكتب الشيخ فى صحيفته الخاصة "الإرشاد" نداءاً عاماً لعلماء الأزهر لكى يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر و لكن لا حياة لمن تنادي .. وبرغم كل هذا الإحباط لم يستسلم هذا الصعيدي البطل ؛ فحمل هم أمة كاملة على كتفيه وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جل ثروته لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ، ومنها إلى عدن في اليمن ، ومنها إلى بومباي في الهند ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان ، ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسنغافورة ، ثم إلى هونج كونج ، ثم سايغون في الصين ؛ ليصل أخيراً إلى ميناء يوكوهاما الياباني بعد مغامرة بحرية لقي فيها الأهوال والمصاعب و هناك فى اليابان كان العجب ! .. فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخ هندي وشيخ بربري من مشايخ القيروان في تونس وشيخ صيني من تركستان الشرقية وشيخ قوقازي من مسلمي روسيا ، كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة ليجدوا أن الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني أرسل وفداً كبيراً من العلماء الأتراك ! ليجتمع أولئك الدعاة جميعاً و يكونوا وفداً إسلامياً ضخماً مكوناً من مسلمين من أقطارٍ مختلفة ليحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد بن عبدالله ﷺ في وجدانه ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصياً .. وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية و كاد امبراطور اليابان " ألماكيدو " نفسه أن يسلم على يد ذلك الشيخ الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام إلا أنه خاف على كرسيه الامبراطوري بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر .. فأخبر " الماكيدو " الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك .. فخرج الجرجاوي - رحمه الله - إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق فى كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن العشرين أسماه "الرحلة اليابانية" ، وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التي عايشها فى رحلته الدعوية إلى اليابان .. أنا متأكد أن غالبية المسلمين لم يسمعوا من قبل عن هذا الشيخ الرباني "علي الجرجاوي" لأننا مع الأسف أمة لاتقرأ تاريخها ولاتطبق ماتقرأ لتنهض بنفسها والله المستعان ! رابط تحميل كتاب "الرحلة اليابانية" بصيغة PDF http://ia802603.us.archive.org/34/items/www.booksjadid.blogspot.com_228/1325.pdf
0 notes
hj555555 · 7 years
Text
4‏/8‏/2017، 21:47:55: Yousef Almudhahkah - 🇰🇼: 💎عام 1906 فى قرية جرجا🍃 بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر اشترى أحد الشيوخ البسطاء صحيفة وعندما قرأها لفت انتباهه خبر غريب مفاده : رئيس وزراء اليابان الكونت " كاتسورا " أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة طوكيو فى مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون ديناً رسمياً للإمبراطورية اليابانية بأسرها ،، وسبب ذلك أن اليابانيين بعد انتصارهم المدوي على الروس فى معركة تسوشيما عام 1905 م رأوا أن معتقداتهم الأصلية لاتتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذى وصلوا إليه ؛ فأرادوا أن يختارو ديناً جديداً للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائماً لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم .. عندها أسرع هذا الصعيدي المتحمس لنصرة دينه إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد ﷺ إلى أقصى بقاع الأرض .. فلم يستمع الشيخ إلا عبارات " إن شاء الله" ، "ربنا يسهل" وهكذا ! فكتب الشيخ فى صحيفته الخاصة "الإرشاد" نداءاً عاماً لعلماء الأزهر لكى يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر و لكن لا حياة لمن تنادي .. وبرغم كل هذا الإحباط لم يستسلم هذا الصعيدي البطل ؛ فحمل هم أمة كاملة على كتفيه وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جل ثروته لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ، ومنها إلى عدن في اليمن ، ومنها إلى بومباي في الهند ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان ، ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسنغافورة ، ثم إلى هونج كونج ، ثم سايغون في الصين ؛ ليصل أخيراً إلى ميناء يوكوهاما الياباني بعد مغامرة بحرية لقي فيها الأهوال والمصاعب و هناك فى اليابان كان العجب ! .. فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخ هندي وشيخ بربري من مشايخ القيروان في تونس وشيخ صيني من تركستان الشرقية وشيخ قوقازي من مسلمي روسيا ، كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة ليجدوا أن الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني أرسل وفداً كبيراً من العلماء الأتراك ! ليجتمع أولئك الدعاة جميعاً و يكونوا وفداً إسلامياً ضخماً مكوناً من مسلمين من أقطارٍ مختلفة ليحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد بن عبدالله ﷺ في وجدانه ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصياً .. وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية و كاد امبراطور اليابان " ألماكيدو " نفسه أن يسلم على يد ذلك الشيخ الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام إلا أنه خاف على كرسيه الامبراطوري بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر .. فأخبر " الماكيدو " الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك .. فخرج الجرجاوي - رحمه الله - إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق فى كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن العشرين أسماه "الرحلة اليابانية" ، وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التي عايشها فى رحلته الدعوية إلى اليابان .. أنا متأكد أن غالبية المسلمين لم يسمعوا من قبل عن هذا الشيخ الرباني "علي الجرجاوي" لأننا مع الأسف أمة لاتقرأ تاريخها ولاتطبق ماتقرأ لتنهض بنفسها والله المستعان ! رابط تحميل كتاب "الرحلة اليابانية" بصيغة PDF http://ia802603.us.archive.org/34/items/www.booksjadid.blogspot.com_228/1325.pdf
0 notes
touactech-blog · 7 years
Text
"سقوط ورقة الشجرة وقصص موجزة أخرى" يقدم الأدب الصيني
"سقوط ورقة الشجرة وقصص موجزة أخرى" يقدم الأدب الصيني
يأتي كتاب “سقوط ورقة الشجرة وقصص موجزة أخرى”، من ضمن سلسلة الأدب الصيني في القرن الحادي والعشرين، والذي يهدف إلى تقديم أدب صيني معاصر باللغة الإنكليزية والفرنسية والعربية وغيرها من اللغات للقراء في كافة أنحاء العالم. ولهذا يمكن اعتبار أن هذه السلسلة الجديدة تعكس المساعي الروحية المتنوعة، والابتكار والإبداع الفني في الأدب الصيني المعاصر.
وجاء الكتاب بعنوان “سقوط ورقة الشجرة.. وقصص موجزة أخرى”…
View On WordPress
0 notes
emiratesnn · 7 years
Photo
Tumblr media
نصف مليون عنوان من 30 لغة في معرض أبوظبي للكتاب أبوظبي: نجاة الفارس أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن تفاصيل فعاليات الدورة السابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في الفترة من26 أبريل/ نيسان الجاري إلى 2 مايو/ أيار المقبل.قال سيف سعيد غباش مدير عام الهيئة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة في منارة السعديات أمس «نلتقي مجدداً في عاصمة الثقافة والفكر، في منارة السعديات، المنطقة التي احتضنت مؤخراً قمة القيادات الثقافية العالمية، لنؤكد أننا نفي بوعدنا في جعل أبوظبي منارة للثقافة وشعلة لا تنطفئ في سبيل المعرفة والفكر».وأضاف «استطعنا هذا العام تحقيق زيادة في المساحات المحجوزة لتصبح 35,148 متراً مربعاً، بعدد إجمالي للعارضين بلغ 1320 ناشراً وبزيادة قدرها 60 عن السنة الماضية، يمثلون 65 دولة من حول العالم، وبما يزيد على 500 ألف عنوان من أكثر من 30 لغة، وبرنامج يضم أكثر من 800 جلسة حوارية وندوة وورشة عمل خلال دورة العام الجاري». وقال غباش: «نحتفي العام الجاري بالصين وبإعادة إطلاق مشروع طريق الحرير ثقافياً من أبوظبي لنؤكد أنّها أثبتت قدرتها على الدوام على تشجيع العطاء الثقافي والانفتاح الحضاري والعلمي، ومن هنا أتقدم بوافر الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة»حفظه الله»، على الاهتمام الكبير والدعم اللامحدود الذي يُوليه سموه لمسيرة الثقافة المتنامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهوده الداعمة لجائزة الشيخ زايد للكتاب التي أطلقها سموه في عام 2006 تقديراً للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، واحتفاءً بالثقافة والفكر العربي والإنساني وجميع المبدعين من شتى أنحاء العالم، حتى تحوّل حفل تكريم الفائزين إلى مهرجان للفكر والإبداع، ومناسبة عالمية للتشاور بين مختلف المدارس الفكرية، وملتقى نادر للتعاون الثقافي ولحوار الثقافات والاستراتيجيات الساعية لرفع شأن الثقافة العربية، والدفع بحركة النشر والترجمة من وإلى اللغة العربية».وبدوره قال عبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في الهيئة: «أنجزت الهيئة الكثير، وتسعى للكثير أيضاً في كافة المجالات، وبشكل خاص على صعيد استراتيجية صناعة الكتاب، تأكيداً على دور الإنسان الإماراتي في رفع شأن الثقافة العربية وتعزيز حوار الحضارات، وبالإضافة إلى ما يُشكله مشروع «كلمة» كأحد أهم محاور الاستراتيجية الشاملة للهيئة في خدمة الثقافة العربية والكتاب العربي، وتحتفي «كلمة» اليوم بمرور عشر سنوات على إطلاقها ومنجزها الكبير الذي حققته على مدار هذه الأعوام، وفي إطار دوره بوصفه مشروعاً ثقافياً عربياً رائداً، وكجسر يربط بين مختلف ثقافات العالم والثقافة العربية، ينظم مشروع «كلمة» للترجمة، مؤتمر أبوظبي الدولي الخامس للترجمة».من جهته، قال محمد الشحي مدير إدارة البحوث والإصدارات في الهيئة «يعتبر البرنامج الثقافي والمهني للمعرض ثمرة للتعاون مع جمهور الكتاب والقراء، وعالم النشر والعديد من المؤسسات العلمية والثقافية التي تجعل المنطقة مركزاً رئيساً للنشاط الأدبي والفكري، وتجسيداً لمبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الخاصة بإدراج مادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية في الإمارات. وأضاف الشحي: «إن هذه الندوات والفعاليات تعكس التزامنا وتفانينا في إرساء وتطوير أسس النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويكمن الهدف الأساسي من هذا البرنامج في تكريس مكانة أبوظبي كوجهة للثقافة والنشر. ومما لا شك فيه بأن المعرض سيوفر للزوار فرصاً تعليمية رائعة ويفتح الأبواب أمامهم لإبرام الصفقات الناجحة».وتقدم الشحي بالشكر إلى الرعاة والداعمين للمعرض وأبرزهم طيران الاتحاد الناقل الرسمي للمعرض، وأبوظبي للإعلام على كل ما يقدمانه للحدث من دعم.وقال شياو قوانغ لو مدير قسم الفعاليات في مركز الصين للمؤتمرات الدولية: من دواعي سروري أن أتحدث عن مشاركة الصين ضيف الشرف في المعرض بعد أن كانت الإمارات ضيف الشرف بمعرض بجين عام 2015، ونأمل أن تتمكن وسائل الإعلام من جذب اهتمام الحضور للنشاطات الصينية، كما أننا سنعرض في جناح الصين حوالي 3400 عنوان في 5400 نسخة باللغة الإنجليزية والعربية والصينية وسيشارك أكثر من 200 شخص منهم 100 ناشر بالإضافة إلى كتاب وفنانين، وسيتم تنظيم 50 نشاطاً ما بين منتديات وتوقيع كتب، في خمسة أقسام منها معرض ثقافي ومكان لاستقبال الجمهور ومكان لكتب مختارة باللغة العربية واللغة الإنجليزية، في الثقافة والفن وكتب الأطفال. وأضاف كذلك سيتضمن الجناح الصيني معرضاً للصور الكلاسيكية القديمة والحديثة ونماذج تتضمن نشاطات حركة النشر الصيني، أيضا سيكون هناك منتدى تبادل الكتاب العرب والصينيين.وستتنوع فعاليات المعرض بين تلك التي تسلط الضوء على حياة وسيرة وإسهامات الفيلسوف ابن عربي، وتلك التي تقدّم المنجز الثقافي والفكري للصين ضيف شرف المعرض، إلى جانب فعاليات البرنامج المهني للناشرين ضمن نادي الأعمال، وركن الإبداع للناشئة، وركن النشر الرقمي، وعروض الطبخ، وسينما الصندوق الأسود، والبرنامج الثقافي، وتواقيع الكتب وركن المؤلفين. أبرز الكتاب الصينيين في المعرض شيو تسي تشن ولد عام 1978 في حي تيانغ سو بمدينة دونج هاي وحصل على درجة الماجستير في الأدب الصيني من جامعة بكين، يشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة (الأدب الصيني) التي تصدر بعدة لغات، نشر العديد من الروايات، من أهمها: (ماذا لو أغلق الجليد الباب؟) الحائزة علي جائزة (لو شون) للقصة القصيرة في دورتها السادسة، ويركز أدب شيو بشكل كبير على الطبقات الاجتماعية الأقل حظًا في الصين، وأسلوبه الواقعي يضفي طعم انتقادية تهكمية على الصراعات اليومية للبشر في الحياة، ويعتبر شيو واحدًا من النجوم الجدد في المشهد الأدبي الصيني، حيث فاز بالعديد من الجوائز التي تمنح للكتاب الواعدين كما صدرت له باللغة العربية عن دار العربي للنشر بمصر رواية (بكين بكين).يعتبر «شيو تسي تشن» فخر أدباء ما بعد مرحلة السبعينات في الصين، كما اعتبرت أعماله معبرة عن «الآفاق الروحية التي قد يصلها المرء في ريعان شبابه». يوخوا كاتب صيني ذائع الصيت، ولد في إبريل عام 1960. بدأ مشواره الأدبي عام 1983، له من الأعمال الأدبية خمس روايات، وست مجموعات من الروايات القصيرة المجمعة، وأربع مجموعات من المقالات المجمعة. من أهم أعماله: (الأخوة)، و(على قيد الحياة)، و(صرخة وسط الرذاذ)، و(مذكرات بائع الدماء)، و(اليوم السابع). ترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات، ومنها المترجم إلى اللغة العربية، وهي: (على قيد الحياة)، و(مذكرات بائع الدماء)، و(اليوم السابع).حاز يو خوا على عدة جوائز أدبية رفيعة المستوى. ماي جيا أحد أشهر الروائيين الصينيين المعاصرين، بدأ مشواره الفني في تأليف الروايات عام 1986، وظل روائيًا مغمورًا طوال 16 عامًا، قضى خلالها سنوات اكتنفتها الصعوبات والمعوقات، وفي عام 2002 صدرت أولى رواياته رواية (الشفرة) التي استغرقت كتابتها 11 عامًا، فحازت على جائزة الدولة الصينية للكتاب بالإضافة إلى ثماني جوائز أدبية أخرى، وفي عام 2014 أدرجت روايته (الشفرة) ضمن قائمة (مكتبة بنجوين للأعمال التراثية وقد ترجمت روايته (الشفرة) للغة العربية، كما سيتم ترجمة روايته الأخرى (المؤامرة) إلى العربية. ونشيوان عضو في اتحاد الكُتاب الصينيين، ويشغل منصب نائب رئيس اتحاد كُتاب بكين، أستاذ في جامعة بكين، من أبرز أعماله الأدبية رواية (بيت من القش)، وله مؤلفات في أدب الطفل كسلسلة (كتا�� الملك)، وصل عدد طبعات روايته (بيت من القش) إلى 300 طبعة، وتجاوزت مبيعاتها العشرة ملايين نسخة، حاز تساو ونشيوان على ما يزيد على 40 جائزة أدبية صينية، منها جائزة أندرسن العالمية عام 2016، وترجمت مؤلفاته إلى اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والسويدية، واليابانية، والكورية. ليو جين يون ولد عام 1958 بمقاطعة خنان وتخرج في قسم اللغة الصينية بجامعة بكين العريقة عام 1982 وهو أحد أهم الأصوات الأدبية في جيل ما يعرف بجيل الرواد الذين لمعت أسماؤهم على الساحة الأدبية الصينية منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، درس الأدب الصيني بمعهد لوشون بجامعة المعلمين ببكين، وتم ترشيحه مع عدد من الروائيين الصينيين المعاصرين لجائزة نوبل في الآداب، من أهم أعماله الروائية (جهة العمل)، و(السَرية الجديدة)، و(البُرج)، و(المسؤول)، و(الموبايل)، (لستُ خائنة) و(رُب جملة بعشرة آلاف جملة). توجت أعماله بحصول روايته (رُب جملة بعشرة آلاف جملة) على جائزة ماو دون الأدبية (نوبل الأدب الصيني) عام 2011، كما ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة وقد تم تحويل معظم أعماله إلى مسلسلات وأفلام سينمائية حققت نجاحًا كبيرًا داخل الصين وخارجها، وقد ترجمت ونشرت بعض أعماله إلى اللغة العربية، ومنها (رب جملة بعشرة آلاف جملة). Read more
0 notes
ar-mah · 7 years
Audio
،
قصيدة حب صينية قديمة ترجمة: فوزي محيدلي
“أفكار إلى البعيد تحت ضوء القمر”
قمر بدر ينير صفحة البحر،
الشواطئ متباعدة، وثمة شخص عزيز علي
يشاهد نفس المنظر. ثمة على الشاطئ الآخر
تعاف نفسي هذا الليل المتطاول،
وقد أصابني السهاد وأنا أفكر فيك وحدك.
تحت ضوء هذا البدر،
من يهتم لنور الشمعة؟
وأنا أخطو إلى الخارج، أنهمك بارتداد عباءتي
ومتحسساً الندى على الارض.
أود أن أقدم لك ملء قبضتي من نور القمر،
لكن يا لخجلي، هذا غير ممكن.
آوياً إلى فراشي، يبدو أنني قد أقع على أيام أكثر سعادة في أحلامي
زانغ جيولينغ# (678-740)
‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎
‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎
‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎
27 notes · View notes
maiiashour · 4 years
Text
لومين :من الأفضل أن تمطر في ليالي السهاد
لا يكون الأمر مملاً تماماً حينما يداهمني الأرق. بعد الساعة الرابعة والنصف فجراً، يمكنني أن استمع إلى صوت مبهم غير واضح لكنس الأرض، منبعث من خارج النافذة؛ بعيد ويدنو، خفيف ويحتد، كما أنه غاية في الرقة، وكأنه طراز حديث لسلم موسيقي ابتُكر خصيصاً.
ينشغل تفكيري أحياناً بعامل النظافة الذي يكنس الأرض، وينتابني القلق بشأنه (بشأنها) بعض الشيء، بل ويشغل بالي في ماذا يفكر (تفكر) يا ترى في تلك اللحظة، واللحظة التي تليها، والتي تتبعها، وهو يكنس بشكل لا متناهٍ هذا الشارع الساكن والذي يبدو مهجوراً؟ أفترض أنني بدلاً منه، فماذا لو كنت مكانه (مكانها)، فمن يقول إن ذلك مستحيل؟.
هناك أيضاً بائع اللبن. أسمع صوت سيارته للنقل الصغيرة الكهربائية تفرمل أسفل البناية، ثم أنصت إلى صوت حيوي جداً لوقع صعود أقدام تتقدم بسرعة على الدرج: "تك، تك، تك"، وأصوات خفيضة واضحة ورخيمة، لارتطام زجاجات اللبن ببعضها بعضاً، وكأنها محادثة مذهلة. في بعض الأوقات أنهض بسرعة بدون أي اكتراث، ملقية بالملابس على جسدي بسرعة، وأندفع صوب الشرفة، وأنتظر بائع اللبن حتى يخرج من ممر بنايتنا. أراه مرتدياً ملابس خفيفة ومريحة، نحيف تماماً كالنساء، وتنبعث الحرارة من كل جسده. يشبه عمال المناجم يرتدي كشافًا على رأسه، أشاهده هو وكشافه، وهما يدلفان إلى البناية المحاذية لبنايتنا، فينتقل النور عمودي الشكل متصاعداً درجةً تلو الأخرى، وكأنه ينقب عن الظلام دون كلل أو ملل.
عندما يداهمني الأرق، دائماً ما أنتظر بائع اللبن وصوت زجاجاته. قد يكون هناك عدد كبير من الجيران أيضاً ينتظرونه، ولكنني أتمنى أن يكون على دراية بهذا الشيء: لا ينحصر عمله فقط في في جلب زجاجات اللبن البيضاء في وقت متأخر من الليل، ولكنه أيضاً له تأثير عميق وخفي من المواساة.
بالطبع إن هطول المطر ما زال هو الأفضل. ولكن يتوقف هذا على الحظ. فأنا أتمنى بشكل خاص الاستماع إلى وقع المطر في الأوقات التي يطير فيها النوم من عيوني ففي النسبة الذهبية لليل*، يكون الجميع مثل الدمى يغطون في نوم عميق، وكأنهم يتبادلون التخلي عن بعضهم بعضاً، والتنافس سوياً على المغادرة. وحده المطر يحضر ويهطل بقدر متساوٍ ومتناسق على كل أغصان الأشجار، وينهمر على الأرض، وفوق صناديق القمامة، وينقر على زجاج النوافذ بمسافات مناسبة جداً، وبمجر�� أن يحدث هذا الصوت، لا أحتاج إلى النهوض كي أتمكن من سماعه بوضوح. سأكون في غاية الامتنان، وسأصغي مقدرة جداً صوت المطر هذا.
إن المصاب بالسهاد، يكون عقله مزدحماً للغاية، تماماً مثل حانة ممتلئة بمواسير تضخ الخمر بالمجان؛ تقفز إلى عقله بفظاظة أمور منتصف العمر، وخاصة التافهة منها، والتي ليس لها أدنى فائدة، بل وتتكرر وتدور مئات المرات، ولا يكون هناك سبيل للتخلص منها مهما حدث. في هذا الوقت يكون المرء منهكاً، لديه أوجاع ومعاناة، بل يمكن أن ينبجس بداخله شعور عميق وراسخ بالقسوة والقهر.
ولكن مع وجود صوت طقطقة المطر على النوافذ من خارج، يجعله أفضل بكثير إلى حد ما، تبدأ الأشياء المتكدسة والصاخبة الموجودة بالعقل، في أن يكون لها إيقاع وإحساس بالنظام، شيء أشبه بالإلهام، وكـأن خيط نور ذهبي يتسلل متناثراً إلى الداخل. يبدأ الألم في التحول تدريجياً من المرارة إلى اللذة، وتلوح تباعاً في العقل بعض الجمل القصيرة أو عنوانين عبقريين بنفس التساوي، وكذلك خصائص لملامح وجوه الأبطال، وفي أي جزء يجب أن يظهر وصف المنظر....إلخ إلخ.
يدق قلبي ويرفرف فرحاً، وأحب نفسي بقدر ما، وأتأمل بقدر المستطاع، وأبذل جهداً للتذكر، وأكبح جماح نهوضي للذهاب لإحضار قلم وورقة، أشك في أنني نائمة الآن، بل وأتمنى ذلك أيضاً، ولكنني لا أود أن أشوش أو أقطع هذه اللحظة سريعة الزوال. بالإضافة إلى كل ذلك يكون فعل الكتابة ركيكاً ومبتذلاً، فأشعر بالأسف من أجل حضور الإلهام.
ولكنني سرعان ما أدرك أنني لم أخلد إلى نومي؛ لأن صوت المطر لا يزال جلياً واضحاً، ثم يعلو صوته بعض الشيء. تمطر بغزارة. يخطر ببالي أنه من حسن حظي أنني مستيقظة، فبوسعي أن ألمس وأميز كل هذه التغيرات الصغيرة التي فقدتها: لا أريد أن أخذل صوت المطر. أجتهد للاستمرار في الإصغاء إليه، فيبدو لي أنني بهذا الشكل سأتمكن من الاستمتاع بلذة الحياة أكثر قليلاً من كل النيام.
إن الإصغاء بتركيز، له تأثير الإنقاذ والمساعدة، ويشبه تماماً ماكينة الغسيل أو المصفاة، ينبسط العقل المنسد المختنق رويداً رويداً، كأنما تبدأ أشباح ظلال الناس المتكدسة في الحانة في التلاشي، وتبدأ العديد من الأمور المختلطة والمشتتة في التقهقر كمد الماء، مخلفة وراءها زجاجة فارغة أو آثار أقدام متسخة، وتبقى هناك بعض بقايا الأفكار في الزاوية، أفكر مستخدمةً نظرات يصعب إرضاؤها: لا يجوز، وهذا لا يجوز، وذلك أيضاً لا يجوز، ولكن في منعطف ما على امتداد بصري، تكمن هناك دائماً بعض الأشياء المتلألئة والوامضة. أنبه نفسي، أنه من الأفضل أن أستخدم الكلام الذي أتذكره في كتابة رواية، ولكن في الحقيقة سرعان ما أكون على وشك نسيانه؛ لأنني أخيراً أكون نائمة في أحضان صوت المطر.
عندما أستيقظ، يكون النور قد أفضى على الدنيا. لم تبق أي علامة في الخارج توضح أنها أمطرت ليلًا. آه، إنها لم تمطر، ينكر جميع الناس ويرضخون الأمر. ولكنني أكون غاية في الرضا، أتظاهر بالاعتراف أنني سمعت خطأً. يكمن بقلبي شعور حلو بالأنانية، فأنا على يقين أنها أمطرت؛ يوهب استماع ذلك المطر فقط إلى الساهدين في جنح الليل، بل ويجب أن ينصتوا إليه بمفردهم.
*النسبة الذهبية تبلغ 0.618، وهي واحدة من أهم مقاييس الجمال، واستخدمت الكاتبة هذا التشبيه للدلالة على أجمل وقت في الليل.
تعدّ لو مين من طليعة الكتاب الشباب في الصين. ولدت عام 1973، ونشأت في الريف الصيني، من أم تعمل مدرسة، وأب يعمل مهندساً. بدأت حياتها العملية في الثامنة عشرة، إذ عملت بعدة وظائف: موظفة بمكتب بريد، سكرتيرة، مخططة مشروعات، صحافية، وموظفة في القطاع العام، وغيرها من الأعمال الأخرى.
بدأت لو مين الكتابة وهي في الخامسة والعشرين. وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية: جائزة لو شون، جائزة الشعب الأدبية، جائزة أفضل كاتبة لعام 2011. واختيرت من بين أفضل 20 كاتباً تحت سن الأربعين عام 2012 من قِبل صحيفة الشعب الأدبية.
نشر في موقع ضفة ثالثة ٢ يوليو 2017
Tumblr media
ترجمتها عن الصينية مي عاشور
4 notes · View notes
maiiashour · 6 years
Text
چانغ آي لينغ:حُب
Tumblr media
 هذه قصة حقيقية..
  كانت هناك فتاة ساحرة الجمال من عائلة كريمة تعيش في قرية،  وكان يتمنى أناس كثيرون أن يتوسطون في موضوع زواجها، ولكنهم لم يصرحوا عن ذلك قط. لم تكن الفتاة قد تعدت الخامسة عشر أو السادسة عشر  من عمرها في ذلك العام، عندما ذهبت ذات ليلة من ليالي الربيع   للوقوف عند  الباب الخلفي ، وكانت تستند بيديها على  إلى شجرة الخوخ. تتذكر أنها في ذلك اليوم كانت ترتدي قميصًا قمري اللون. كان يسكن قبال بيتها  شاب، سبق لها وأن رأته ، ولكنها لم تتحدث إليه  أو تلقي عليه السلام من قبل، تقدم الشاب بضعة خطوات تجاهها، حتى  اقترب منها، ثم وقف وقال بصوت خفيض: " آه ، أنتِ أيضًا هنا؟ "، لم تنبس  الفتاة ولو بكلمة واحدة، وهو أيضًا لم يقل شيئًا ثانية، وقفا قليلاً قليلًا ثم مضى  كل منهما.
  كان هذا كل شيء......
 فيما بعد باعها أحد أقرباءها خارج القرية لتكون جارية،  بيعت عدة مرات، وقابلت صعابًا وخاضت مغامرات   كثيرة،  تقدم بها العمر ولكن ظلت  هذه الليلة مشعة  في ذاكرتها لا تبرحها، بل وكانت  دائمًا تتحدث عن ذلك الشاب  الذي رأته عند الباب  الخلفي تحت شجرة الخوخ، في تلك الليلة من ليالي الربيع.
   تقابل شخصًا ما  وسط آلاف  البشر الذين قابلتهم، عبر آلاف   السنيين، في  براري الوقت اللامحدودة، وتلحق خطواتك به  تمامًا، دون أن تقدم أو تؤخر خطوة، لا يبقى من الكلام  ما يمكن قوله، سوى أن تسأله بصوت خافت: " آه،  أأنت   أيضًا هنا؟ "
چانغ آي لينغ أكبر وأهم الكاتبات الصينيات في العصر الحديث )1995-1920(، لها العديد من الروايات والمؤلفات النثرية
ترجمة مي عاشور 
9 notes · View notes
maiiashour · 7 years
Text
لين خوي يين:أتمنى
أتمنى أن أصبح ورقة شجر متساقطة،
تذروها الرياح العاصفة والأمطار المنهمرة إلى الأمكنة،
أو أصير غيمة منسابة، في السماء صافية الزرقة،
لم تعد مرتبطة بالأرض.
أحتضن علامات ذلك الحزن وحسب، 
وألامس الهموم التي لا تنبع من مكان؛
في الغسق، في الليل، أسير بخفة على أطراف الأقدام، 
كل شيء فارغ، ولم يعد به دفء.
أنسى وجود هذا العالم، ووجودَكَ؛
أرثي من كان عاشقًا ذات يوم؛
وأتناسى مثل تهاوٍ الأزهارَ المتساقطة،   
تلك المشاعر الكامنة داخل قطرات الدموع.
لن يبقى أي شىء حتى ذلك اليوم،
بل ويكون أثره أقل من وميض نور، وزفرة رياح،
وأنتَ أيضًا أنسى،
أنني عشت في هذا العالم ذات يوم. 
ترجمة عن الصينية :مي عاشور
Tumblr media
6 notes · View notes
maiiashour · 4 years
Text
فنغ جي تساي:لا غنى عن أسواق الكتب القديمة في المدينة
ترجمتها عن الصينية: مي عاشور
في المدينة تذهب إلى المكتبة إن أردت شراء كتب جديدة، أما لو أردت البحث عن كتب قديمة فعليك الذهاب إلى أسواق الكتب القديمة. الكتب الجديدة هي الكتب التي صدرت حديثًا، أما كل ما سبق نشره في الماضي فيندرج تحت مُسمى الكتب القديمة. العديد من الكتب تنشر، وق�� لا يعاد نشرها ثانية فيما بعد، ولو أردت الاطلاع عليها أو استخدامها، فلن يكون أمامك سوى الذهاب إلى أسواق الكتب القديمة. لذلك فالطريق للإصدارات الجديدة يكون المكتبات، أما الطريق للقديمة منها فيكون أسواق الكتب الواقعة في قلب المدينة. وأثناء البحث بين تلك الكتب، دائمًا ما تظهر بعض المصادفات والاكتشافات المذهلة. فإن استكشاف كتاب فريد، لم تكن تعرفه من قبل، يشبه تمامًا اكتشاف أرض جديدة لم تكن تعلم بوجودها. الكتب القديمة تحمل سعادة كبيرة، وسحرًا فتانًا، لمحبي الكتب.
أتذكر أيام شبابي، أن أكثر الأماكن المحببة إلى قلبي كانت "القسم المشترك" بين مركز تشوان ييه التجاري وسوق تيان شيانغ اللذان يقعان في مدينة تيان جين، كان هذا المكان عبارة عن قسم للكتب القديمة التابع لمكتبة شينخوا، رغم أن الأرفف والطاولات كانت مُكدسة بالكتب القديمة، إلا أن كل الكتب بما فيها المجلدة بالخيط، والمجلدة على الطراز الأوروبي، والأخرى التي تحتوي على موضوعات متنوعة، كانت مقسمة بشكل منظم. وكان قسم الكتب القديمة لمكتبة شينخوا مقسمًا إلى جزأين؛ فالقسم الخاص بشراء الكتب، كان موجودًا في متجر في شارع مقابل، مجاور لمجمع تاي كانغ التجاري الموجود بشارع خه بينغ. فالناس الذين يمتلكون كتبا لا يحتاجون إليها، بوسعهم أن يبيعوها هناك. تقوم المكتبة بترتيب الكتب القديمة التي اقتنتها، وتعرضها للبيع في المنفذ المختص لبيع الكتب القديمة. كان تدفق الكتب القديمة هناك أشبه بالسيل، وعادة كنت أجد الكتب التي أريدها، أو في بعض الأوقات أشعر بالدهشة التي تجلبها كتب أصادفها للمرة الأولى. أحب الكتب التي صدرت في عصور مختلفة، والتي تحمل بين ثنايا صفحاتها السحر الفريد لهذه العصور، وأكثر ما كان يثير دهشتي مدى تنوع التصميمات النادرة والمميزة والصناعة الماهرة لتلك الطبعات. كل هذا يسمى بثقافة الكتاب.
لوقت طويل جدًا، كنت متيمًا "بكُتاب الأدب العالمي"، وكان لدي "مشروع لجمع الكتب واقتنائها"، مما يعني أن أجمع الترجمات الصينية للكتاب العالميين، بل واختار الترجمة الأفضل بينها. على سبيل المثال: تُرجمت أعمال بلزاك من قِبل كثيرين، ولكن أفضل ترجمة كانت للمترجم فو لِي. ولكن لم يترجم فو لِي رواية "الجلد المسحور"، وبذلك اخترت النسخة التي ترجمها المترجم الصيني مو مو تيان. ولم يترجم فو لِي أيضًا رواية "المرابي"، فاخترت الترجمة التي قدمها المترجم تشن جان يوان. وكذلك ترجم فو لِي رواية "ألبرت سافاروس"، والتي صدرت قبل خمسين سنة. فكل هذه الطبعات، لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحث وسط الكتب القديمة التي تشبه بحرًا شاسعًا. إن البحث هو نوع من الإغراء، وبمجرد أن تجد ما تبحث عنه، يغمرك شعور أشبه بسقوط فرحة مباغتة عليك من السماء، فهذا الإحساس فقط تشعر به أثناء تنقية الكتب، كما أنه أيضًا يمنح لمحبي الكتب "متعًا ثقافية" شتى.
لكن لماذا تلاشت أسواق الكتب القديمة من مدننا دون أن نشعر؟، فحتى القسم الخاص بالكتب القديمة التابع لمكتبة شينخوا تم إلغاؤه منذ أمد. ومن حسن الحظ أنه يوجد موقع كونفوشيوس للكتب القديمة (1).
في بداية الألفية ذهبت إلى باريس لتفقد حماية التراث الثقافي. سكنت منطقة أصيلة في باريس بالحي اللاتيني، والتي كانت مجاورة لنهر السين، على الضفة المقابلة من النهر تظهر كاتدرائية نوتردام التاريخية المبهرة. أما على هذه الضفة فهناك سور قصير بامتداد النهر، تتراص عليه عشرات من أكشاك الكتب القديمة، يفصل بينها بضعة أمتار، الأكشاك عبارة عن أرفف لها غطاء من الصاج المطلي باللون الأخضر. في الصباح تُفتح لبيع الكتب، وفي المساء تُغلَق. كل كشك من تلك الأكشاك ممتلئ بألوان شتى من الكتب القديمة، تخفي بين طيات أوراقها إبداعات بشرية لم تُكتشف بعد، وكذلك تخفي كنوزًا من المواهب وتشع جاذبية. فأكشاك الكتب القديمة هذه، واحدة من مناظر باريس المشهورة التي تفتخر بها المدينة. كانت تراودني رغبة البحث عن بعض الطبعات القديمة لكتاب كلاسيكيين فرنسيين، ولكن على غير المتوقع، عثرت على طبعات حجرية ملونة تعود إلى عام 1900 من مجلة " Le Petit Journal. ومن المصادفة أن المجلة كانت تحتوي على عدد كبير من الصور والمعلومات عن فترة انتفاضة الملاكمين. شعرت بسعادة لا تضاهى، وجمعت عددًا كبيرًا منها. لم أتوقع أن بعد عشرين عامًا، أنني سأستخدم هذه الجرائد المصورة والتي تحمل بشكل جلي نظرة الغرب للشرق لذلك العصر، كمادة لروايتي الجديدة "التلسكوب".
إن أسواق الكتب القديمة أشبه بعالم، يخفي أشياءً غنية وعميقة، ويصعب توقعها للأبد. ألم اكتشف النسخة الأصلية لكتاب النثر الكلاسيكي النادر "ست سجلات لحياة عائمة" على فرشة الكتب الموجودة في مدينة سو جو؟ (2)، ألم يعثر شانغ شو خونغ على كتاب "تدوينات حول كهوف دون خوانغ" لبول بيليو (3)، على إحدى فرشات الكتب القديمة قرب نهر السين، عندما كان يدرس الفنون في باريس في الأربعينيات. ثم في الحال ترك دراسته وعاد إلى الصين، وذهب وحده إلى صحراء جوبي لحماية كهوف دون خوانغ.
ذات مرة ذهبت للتجول في سوق للأنتيكات بلندن، كانت في السوق فرشة خاصة بالكتب القديمة. لمحت على إحدى فرشات الكتب لوحة "بان وانغ" لقومية ياو، كانت لوحة طويلة من 18 لفة. تصور قومية ياو، وهم يقدمون القرابين للملك "بان" بجيان خوا (3). كان مشهدًا فخمًا، والأجواء ملكية مهيبة. لكن بسبب جهلنا لقيمة تلك الثقافة في ذلك الوقت، لم نقدرها، فقام بتجميعها بعض الدارسين والمجمعين الأوروبيين في الثمانينيات، حتى أصبح نادرًا جدًا أن ترى مثلها في الصين. لم يخطر على بالي إطلاقًا أن أصادفها في سوق للكتب القديمة في لندن. وطبيعي أنني لم أدعها تضيع مرة أخرى، اشتريتها في الحال، ووضعتها في متحف معهدي.
الكتب القديمة قطعًا ليست كتبًا بالية. كما أن المغزى من أسواق الكتب القديمة والمكتبات متشابه للغاية، كلاهما بمثابة بحور للمعرفة البشرية، وتضم ثروات روحية للبشر لا تقدر بثمن تجعل المرء يقف خاشعًا أمامها، كما أن كليهما أماكن يتصل فيها الإنسان بالكتب، وكذلك الأرض التي ينقب فيها عن الكنوز. ولكن هناك أيضًا اختلافات بينهما، المكتبات هي مكان تحفظ بها الكتب وتقدم للقارئ، أما الأسواق القديمة فأماكن لتنشيط ثروات الكتب بالمجتمع، كما أنها تمد هذه الثروات إلى من يحتاجون إليها بشكل مباشر.
لا تقدر أسواق الكتب القديمة بثمن. فلنر الأمر من زاوية أخرى، فالمدن التي بها أسواق قديمة للكتب تكون نابضة بالحياة، وقطعًا تكون "مجتمعاتها قارئة". ولكن ألم نُخطئ في تصنيف أسواق الكتب القديمة على أنها أسواق للبضائع القديمة؟، وكذلك توصيف فرشات الكتب القديمة على أنها فرشات للأشياء البالية أو للروبابيكيا.
أنفهم حقًا الكتب؟، سألت باحثًا عن الإجابة في قرارتي.
فقبل أن نحسد الأخرين على ولعهم بالقراءة فلننظر أولًا كيف يعاملون الكتب.
إذا كنا نربط بشكل وثيق العلاقة بين تشجيع القراءة وبيع الكتب الجديدة والترويج لها، فيمكننا أن نكون ربطنا بقصد أو بدون قصد بين القراءة وبيع الكتب. الكتب الجديدة تحتاج إلى ترويج وتسويق، ولكنها مجرد جزء من القراءة في حياتنا، وليست عصب القراءة.
والمدن التي تفتقر إلى أسواق الكتب القديمة، بالتأكيد ينقص روحها سحر فريد عميق.
هوامش:
(1) موقع كونفوشيوس: موقع إلكتروني يمكن شراء الكتب النادرة والقديمة منه.
(2) سو جو: من أعرق المدن في الصين، والتي تتميز بسحر جمالها.
(3) بول بيليو: باحث وعالم صينيات ومستكشف فرنسي.
(4) جيان خوا: محافظة ذاتية الحكم بمقاطعة خونان.
*****
فنغ جي تساي (1942م) كاتب وروائي ورسام صيني معاصر، ويُعَدّ واحدًا من أكبر الكتاب الصينيين المعاصرين وأهمهم، ولد في مدينة تيان جين، هو الآن عميد معهد فنغ جي تساي للأدب والفنون بجامعة تيان جين. له اهتمامات أدبية؛ موسيقية وفنية كثيرة، له إنتاج كبير من الأعمال الأدبية التي تعكس حياة المثقفين الصينيين، وكذلك تروي قصصًا تاريخية متعلقة بالمدينة التي يعيش فيها.
Tumblr media
نشر ١٧ أكتوبر ٢٠٢٠ في ضفة ثالثة
1 note · View note
maiiashour · 7 years
Text
يانغ تچيانغ:خواطر المائة عام
Tumblr media
ترجمتها عن الصينية :مي عاشور
أصبحت في المئة من عمري هذا العام، فقد وصلت إلى حافة الحياة، ولست متأكدة على الإطلاق أنه لا يزال بوسعي السير بخطى أبعد من ذلك، فمستحيل التحكم في العمر، لكنني أعي جيدًا أنني أوشكت على "العودة إلى دار الحق".  
يجب أن أغسل كل ما دنّس هذه المئة عام من شوائب، ثم أعود إلى دار الآخرة. لا يمتلكني شعور بأنني عظيمة أو في مكانة مرموقة، وكأنني أقف على قمة جبل التاي* وأرى الدنيا صغيرة من تحت قدمي، فأنا أقضي حياة هادئة بداخل عالمي الصغير وحسب. حينما أفكر ملياً في هذا الأمر، يسكن قلبي كالماء، فينبغي أن أستقبل كل يوم بسلام، وأستعد للعودة إلى الآخرة.
إن حياة الإنسان حقًا قاسية، وسط هذا العالم الذي تغمره التطلعات المادية. تضمر في نيتك أن تكون شخصًا صادقًا وزاهدًا في الدنيا، لكن سرعان ما يستغلك بعض الناس ويحقدون عليك. إذا كنت تملك قدرًا من الموهبة والخلق، سيحسدك الآخرون عليهما، بل وسيحاولون إقصاءك. وإن كنت حليمًا متهاونًا، سيحاول الآخرون الاعتداء عليك وإلحاق الضرر بكَ. فلو كنت لا ترغب في التصادم مع الآخرين، يجب ألا يكون عند مطالب من الدنيا أو مساعِ فيها. وفي نفس الوقت ينبغي عليكَ أن تحافظ على قوتك وتستعد للصراع والكفاح. ولو كنت تريد التعايش بشكل سلمي مع البشر، فعليك أن تختلط بهم أولاً، وتكون مستعدًا لأن يداهمك الأذى في أي لحظة.
  يكون المرء مولعًا باللعب واللهو عندما يكون في صباه، وعندما يصير شابًا يصبح مهووسًا بالحب، وعندما يكون في عنفوانه يغدو متلهفًا إلى الشهرة والجاه، وعندما يبلغ من العمر أرذله يجد في خداع نفسه طمأنة لقلبه.
  كم يبلغ طول عمر الإنسان، وكم من الوقت يحتاج المعدن الخام حتى يصير ذهبًا خالصاً؟ فإن الدرجات المتفاوتة من التدريب، تؤدي حتمًا إلى درجات متفاوتة من النتائج، والدرجات المتفاوتة لإطلاق العنان للشهوات من دون ضبط النفس، ينجم عنها درجات مختلفة من الشر والفساد. 
  لا يجعل الله السعادة كلها تجتمع في قلب شخص واحد، فربما ينال هذا الشخص الحب، ولكن لا يمتلك أموالاً، أو وربما يكون غنيًا ولكن ليس ضروريًا أن يكون سعيدًا، وقد يحظى على السعادة ولا ينعم بالصحة، أو ربما ينعم بالصحة، ولكن لا تسير الأمور كلها وفقًا لما يتمناه.    
  إن الاحتفاظ دومًا بسيكولوجية راضية وسعيدة، هي أفضل طريقة لتصفية العقل وتنقية الروح. فإن الاستمتاع بشتى أنواع السعادة في الأصل، متعلقٌ بالروح. وهذا النوع من السعادة يحول المعاناة إلى متعة، ويعد ظفرًا للروح على المادة، فهذه هي فسلفة الحياة.   
  يمر الإنسان بمراحل متباينة من الصقل، وبالتالي يحظى على درجات متفاوتة من تهذيب الذات، بل ومن الإنجازات أيضًا. كأن الأمر أشبه بعطر كلما حاولت الإمساك به تناثر أكثر، وكلما مسحته تضاءل، ولكن في نفس الوقت أصبح أريجه فواحًا أكثر. قد اعتدنا على تأمُل أمواج القَدر، ولكننا اكتشفنا في النهاية أن أكثر مناظر الحياة روعةً، هي هدوء وسكينة القلب. واعتدنا على انتظار تأييد المحيطين بنا، ولكن سرعان ما أدركنا في النهاية أن العالم بأسره ملك لنا، وليس للآخرين أدنى دخل بذلك. 
*جبل التاي: جبل له أهمية تاريخية وثقافية في الصين. يرجع تاريخه إلى 2000 سنة، يقع شمال مدينة تاي آن، بمقاطعة شاندونغ.
       يانغ تجيانغ (1911-2016) كاتبة ومترجمة صينية كبيرة، أتقنت اللغة الإنجليزية، والفرنسية والإسبانية. أول من نقل "دون كيشوت" من الإسبانية مباشرة إلى الصينية، وهي زوجة الكاتب الصيني الكبير تشيان جونغ شو. لها العديد من المؤلفات النثرية والروايات، والمسرحيات. توفيت عن عمر يناهر 105 أعوام.
 نشر في موقع ضفة ثالثة
٢٢ أكتوبر ٢٠١٧
8 notes · View notes
abdulaziz2023 · 7 years
Photo
Tumblr media
[ قصيدة من الأدب الصيني ]
وانغ جوه چن*
ترجمتْها عن الصينيّة: ميّ عاشور
القصيدة : ( شبابٌ لا يُكبح )
اعتدتُ الكثيرَ من الأحزان،
استدعاءُ الماضي يمزِّق الإنسان.
لا أدري
أين دربي ومسعاي!
سألتُ الرياحَ، والمطرَ، والأرض فلم أتلقَّ جوابًا!
تتدفّق السنون في سكون،
لكنْ، مَن يرضى أن تتملّكه الحيرةُ باستمرار،
ويكونَ، دومًا، كسيرَ الفؤاد هكذا؟
أريد أن أحلّق، ولو لم يكن لديّ جناحان صلبان
أودّ أن أغنّي، ولو لم يصفّق لي أحد.
أُمهّد الطريقَ بالحماسة والحياة.
لا يقوى أيُّ فصل من الفصول على كبح جماح الشباب.
وانغ جوه چن: شاعر صينيّ معاصر، وخطّاط، ورسّام.
تركتْ أشعارُه بصمةً قويّةً على عالم الشعر الصينيّ، وهي تتميّز بنشر الأمل وحبّ الحياة. وُلد سنة 1956 في بكّين وتخرّج من قسم اللغة الصينيّة، في جامعة تـچي نان، سنة 1982. نشر ديوانَه الشعري الأوّل عام 1984، السير مبتسمًا نحو الحياة. توفّي عام 2015 بعد صراع مع السرطان.
10 notes · View notes
emiratesnn · 7 years
Photo
Tumblr media
«مويان».. رجل لا يكف عن الضحك القاهرة: «الخليج» لو كان صحيحاً أن براعة الروائي الصيني «مويان» في المزج بين الواقعية السحرية والحكايات الغرائبية المعهودة في التراث الصيني القديم هي المسوغ لحصوله على جائزة نوبل في الأدب عام 2012، إذن لاستحقها معه عدد من أهم كتاب القصة في جيل ما يعرف ب «أدب البحث عن الجذور»، وهؤلاء كثيرون كما يؤكد د. محسن مرجاني في تقديمه لترجمة مجموعة «رجل لا يكف عن المرح» لمويان.أحد مميزات هذا الجيل أنه راح يتخذ موضوعاته من الحياة البدائية، وتأثرت عبثية هذا الجيل من الكتاب بفلسفة الحياة عند برجسون وتحليلات فرويد، وأبرز من يمثلون هذا التيار اثنان، هونفن ومويان، علما بأن الأساس في إبداعهما يقوم على فكرة الانتصار لطاقة الحياة البدائية وكشف الجوهر العبثي للإنسان.بهذه الخلفية دخل مويان إلى الساحة الأدبية لأول مرة عام 1981 عندما نشر قصة بعنوان «قطرات مطر في ليلة ربيعية»، وكان وقتها يقضي مدة الخدمة العسكرية بمقاطعة هيبي، قبل ذلك بعدة سنوات كان قد كتب عدة مسودات لقصص قصيرة وأرسلها إلى مطبوعات أدبية مختلفة، لكنها لم تنشر.قضى مويان سنوات طفولته البائسة في مناخ لم يسمح له سوى بالقليل من فرص التعلم والقراءة، حتى إذا فرغ من قراءة أعداد ضئيلة من الكتب، لم يجد إلاّ قاموس «شينهوا» يطالعه ويحفظ بعض مواده، وقد ضاقت به سبل العيش حتى إنه عمل أجيراً في مصنع للزيوت وهو شاب في الثامنة عشرة من عمره.عمل مويان فترة في رئاسة أركان جيش التحرير الشعبي والتحق عام 1984 بالقسم الأدبي بكلية الفنون الجميلة التابعة للجيش الصيني، وفي العام التالي نشر روايته «الفجل الأحمر»، ثم انتهى من رواية «الذرة الرفيعة الحمراء»، لكن كتابة الرواية كانت تتطلب وعياً كبيراً فبادر إلى مواصلة دراساته التكميلية ملتحقاً بمعهد لوشون للدراسات الأدبية عام 1989 وفي تلك السنة كانت إحدى المجلات تجري استطلاعاً حول معدل القراءة التي يحظى بها الأدباء الشبان، ففاز مويان بالمركز الأول.كان مويان يرى أن القصة التاريخية الجديدة ليست نفياً لتراث القصة الثورية، كما كانت في المراحل السابقة، بل هي استمرار طبيعي لها، مؤكداً أن إبداعاته الأولى تأثرت بالقصة الثورية، وذلك أن قصة «القنبيط المر» للكاتب فنغ ديين تركت آثاراً عميقة في كتابته لروايته «الذرة الرفيعة الحمراء»، فبعد قراءته لها في شبابه أحس بأن وصفها للحب واقعي جداً ووحشي أيضاً للغاية، فلما قرأها ثانية تأكد من أن هذه الكتابة لا يبدعها إلاّ عبقري رواية، وأضاف إن جوانب من وصف مشاهد الحرب في روايته المشار إليها تكاد تتماثل مع أسلوب قصة «القنبيط المر» في كثير من فصولها، وهي رواية ثورية بمعنى الكلمة، ومع ذلك فقد وجد في الكثير من وقائعها عناصر تقبل الاندماج في أسلوبه الإبداعي.ويرى د. فرجاني أن الكثير من الدوائر النقدية غير الناضجة، قد رأت في استفادة كاتب صيني من عنصر جمالي عالمي مجرد نقل تام لبضاعة جاهزة ومعتبرة، فالذهنية الإبداعية عند مويان أروع كثيراً من إيحاءات الفهم حسب هذا التقييم فإبداعه يملك ملامح وسمات متفردة بشكل واضح، وهو إذ يحاول مثلاً أن يجرب تقليد كاتب من أمريكا اللاتينية متأثراً بكتابة سحرية، فهو يلجأ على غير وعي أحياناً إلى النهل من معين الحكايات الشعبية، وتبقى السمة السحرية بالنسبة له مفهوماً غريباً يستوجب الاطّلاع عليه بهدف التعرض والتعريف لا أكثر.اسم «مويان» يعني «الزجر بالصمت»، امتثالاً لفضيلة استحسان السكوت في زمن المتاعب الجاهزة لمن يتكلمون، والزجر يرجع إلى تلك الفكرة القديمة عن صناعة القصة القصيرة بأنهم ثرثارون بما لا يفيد، وهذه المجموعة القصصية «رجل لا يكف عن المرح» للكاتب الأشهر مويان، الذي يعد رافداً من روافد المرحلة الأدبية المعاصرة في الصين.في عالم مويان السردي فإن الخلفية، والحدث وفصول الكتابة وطبائع الشخصيات والتعيين الوصفي للبيئة، كل ذلك يتحول إلى سيرورة استجابة عفوية لأحاسيس ذاتية، والفرق بينه وبين باقي الكتاب يتمثل في عدم وقوفه طويلاً أمام جذوره الثقافية القديمة يتأملها بلا نهاية، حرصاً على اكتشاف ونشر وتعميم طاقة الحياة المستمدة من الأجداد، لذلك فهو يجعل من تاريخ حياة الذين مضوا منذ زمن بعيد، لحظة بينية تنقضي سريعاً في حاضر من يتناولهم السرد، ما يخلق توتراً حاداً بين الشخصية في القصة والرواية في الحكاية، ومن ثم فالوعي يمثل جسر انتقال عبر الرؤية السحرية بين الموت والحياة، فيتخلق عالم رابط بين نقيضين. Read more
0 notes
emiratesnn · 8 years
Photo
Tumblr media
طبعة جديدة لـ «أن تملك وألا تملك» لهيمنجواي القاهرة: «الخليج» ربما لم ينتبه الكثيرون في العالم العربي إلى أهمية رواية «أن تملك وألا تملك» التي نشرها إرنست هيمنجواي (1899 1961) عام 1937، ولكن صدورها في سلسلة «روايات الهلال» بالقاهرة، في طبعة تليق بمؤلفها وزهيدة الثمن أيضاً، سيجعل محبي أدب هيمنجواي يعثرون على بدايات عالم روايته الأكثر شهرة «العجوز والبحر». ففي «أن تملك وألا تملك»، لا يكون الصراع بين حوت وصياد شيخ في عرض البحر، وإنما يتسع مسرح الدم ليشمل شوارع ومقاهي وبارات، ويمتد في البحر أيضاً، على ظهر سفن التهريب، حيث تكون وحشية الحيتان أقل بكثير من شرور تجعل من القتل حرفة وسلوكاً لا يثير الدهشة «وكانت هناك سمكتان رماديتان ضخمتان، تسبحان حول المركب.. يبدو أنهما لم تكونا قد اكتشفتا الوليمة... جلطات الدم المتساقطة من الثقوب السفلى في المركب اتجهتا إليها وبعد أن شبعتا، انصرفتا». في مشاهد مرسومة بدقة، وبأقل قدر من الكلمات تتصاعد أحداث الرواية وبطلها «هاري مورجان»، الذي لا يبالي بالقتل، ثم يصير قتيلاً. وبين قيامه بقتل رجل صيني، وإلقاء جثته في الماء، ثم مصرع «هاري مورجان» على ظهر السفينة نفسها على أيدي لصوص أحد البنوك، تجري تراجيديا يمتزج فيها الحب والفقر والجشع والثورة والفجيعة.
0 notes