Tumgik
#البعد الأخلاقي
lucid-dreamer-0 · 2 years
Text
كنت حاسس مع كل مقال إن دماغي بتنضف أكتر. بس كان فيه شعور كده بين الأمل والزعل وانا بقرا كلام مالك بن نبي عن النهضة العربية وإزاي المثقفين كان عندهم أمل بعد ثورة يوليو إننا طالما اتخلصنا من الاستعمار يبقى خلاص مسألة وقت وهنبقى أقوى من اليابان، وكأن الاستعمار هو كان مشكلتنا الوحيدة.
لو قارنت بين الكلام عن إصلاح المجتمع زمان ودلوقتي، هتلاقي إن دلوقتي الكلام كله عن تنمية الفرد، وإن جودة المجتمع ما هي الا محصلة جودة الفرد فلو صلحنا الفرد المجتمع كله هيبقى كويس، وفي نفس الوقت لو الفرد نفسه فاسد وكذاب وضلالي فالمجتمع كله هيبقى كده برضه بغض النظر عن أي حاجة تانية.
ودي شوفناها في الاتحاد السوفيتي وإزاي في المجتمعات القايمة على الكذب والفساد والبلطجة، الافراد نفسهم بيبقوا كده وازاي كان 3 من كل 5 بيشتغلوا مخبرين للحزب الشيوعي ومستنين غلطة لجارهم او زمايلهم، عشان يشوا بيهم ويحصلوا على امتيازات كانت بتوصل أحياناً انهم ياخدوا بيوت ووظايف بل وحتى زوجات اللي بيشوا بيهم كمكافأة (شوفنا امثلة زي دي برضه في عراق صدام وعملاء حزب البعث) .. وعشان كده التوجه الحالي هو الفرد قبل المجتمع ونقطة.
إنما تيار مالك بن نبي كان العكس، وبيوضح ده في موقف حصل معاه في فرنسا لما كان قاعد في مقهى مع صديق له معروف عنه حسن الخلق والاجتهاد في العمل، والصديق كان بيشكو من ضيق الحال والفاقة المادية وعدم قدرته على توفير احتياجات أسرته. وبعد ما الصديق ده مشي، جت واحده قبيحة الهيئة وبتفوح منها ريحة الخمر كأنها بها تعطرت، وقفت في نص المقهى وقعدت ترقص أقبح رقص شافه مالك بن نبي في حياته، ولما خلصت بدأوا الناس اللي في المقهى يصقفوا ويدولها فلوس تكفي حاجة الصديق واسرته لمدة اسبوع بحاله. وهنا اكتشف مالك إن الفرد الصالح في مجتمع طالح مش كفاية، وإن قبل ما نرمي المسؤولية على عاتق الأشخاص لازم نبني مجتمع يقدر يوفر لهم ضمانات أنهم لو اصلحوا نفسهم فالمجتمع هيساعدهم ويكافئهم مش يعرقلهم ويعاقبهم.
والمجتمع عند مالك بيتكون من مثلث: انسان وتراب وزمن، ال3 أضلاع بيكملوا بعض، الإنسان يتوفرله صحة وتعليم وعمل، والتراب عبارة عن موارد وفرص، والزمن هو الإطار الزمني المسموح للطبخة خلاله إنها تستوي. وبعد المثلث ده يدخل البعد الأخلاقي يكمله ويدفع المجتمع للتحضر.
طب ليه التيار ده منجحش ساعتها وجيل مالك فشل في النهضة اللي كانوا بيحلموا بيها؟
طبعا الأسباب كتير، لكن أشملها من وجهة نظري إن الجيل ده بعد ثورات التحرير العربية صحى على كابوس وصدمة إن الاستعمار مكنش هو المشكلة الوحيدة. مالك ضرب المثل بالقيود اللي وضعها الاستعمار الفرنسي على التعليم في الجزائر، وفي الوقت اللي مثقفين العرب هناك قضوا كل وقتهم في الكتابة الادبية في صحف الغرب والدفاع عن حق الناشئة في التعليم، كان المثقفين اليهود فاتحين بيوتهم للاطفال اليهود وعملوا من كل بيت مدرسة وقدروا يقضوا على الأمية بين اطفالهم رغم أنف الاستعمار. وللاسف المثقفين العرب ساعتها معرفوش يتداركوا وضعهم قبل فوات الأوان.
لكن نرجع لتيارين الإصلاح تاني، لو سألتني التيار بتاع العرب دلوقتي إيه، ده لو اعتبرنا إن عندنا تيار، فهو الاتكالية الزايدة على المجتمع وعدم تحميل الفرد أي مسؤولية، لدرجة إننا لسه مستنيين المجتمع يقدم الضمانات اللي مالك بن نبي كان بينادي بيها من 70 سنة، واعتبرنا إن الضمانات دي هتكون سبب لسعي الفرد مش نتيجة له، وعشان كده إحنا لسه في نفس اللوب ومش عارفين نخرج منها.
Tumblr media
7 notes · View notes
mona--el-tahan · 2 months
Text
الشرموطة الفاجرة الشاذة الموجودة الليلادي الي متربية في بيت دعارة.. بترميلي .. علي الموبيل .. صور اعلانات الخولات.. الى. متعودين يمارسوا معاهم الزنا والشذوذ
منذ امس.. و وزاحمين. المواقع الإخبارية على الموبايل.. بصور .. نجاستهم و وساختهم وشذوذهم
تعليقي👇👇
مش ح اشتغل للابد حتى موتي.. لو تواجد معايا... اى شرموطة شاذة بنت كلب وسخة بتاعة شذوذ و زنا و دعارة و علاقات فى الحرام مع خولات.. َ او اى ستات أخرى من كوكب الأرض.. او جامعة عين شمس زبالة الزبالة.. لأنى مش بتاعة تسامح 💪💪
اي شرموطة شاذة فاجرة .. باعتينها عندى ليلا.. تنسي صفيحة الزبالة.. الي هي جاية منها.. و تتأدب و هي عندي
وتفهم.. انه شرف كبير .. ان النجسة الشاذة بنت الكلب الوسخة... الي مثلها .. تبقي في حضرتي .. وعندي
صور الخولات .. و أيضا الشاذات.. الي انتي بترميها يا شاذة .. أمامي على الموبايل .. هي لكى و لامثالك... يا شاذات كوكب الأرض يا بتوع الزنا والدعارة والشذوذ العلاقات في الحرام مع خولات
والي لا يمكن شرموطة شاذة منكن تقدر تمتلك قوتي .. ل و ساختها و نجاستها وشذوذها الجنسي
قوتي الي أنعم عليا بها الإله.. و اختصني بها .. عن الجميع.. لأنى أتمسك بتعاليم الدين الإسلامى الذي أعتنقه .. والذي جعلني ارفض شذوذكم الجنسي.. و انحرافكم الأخلاقي.. و الزنا.. والدعارة .. لانه ضد تعاليم الدين الإسلامي الذي اعتنقه.
وهذا الدين الإسلامي.. بعيد كل البعد .. عن خولات و شاذات أهل العار على الإسلام بالجهات السيادية البريطانية و المصرية
واعيد واكرر👇👇👇
لن اعمل للأبد.. لو تواجد قربى اى شرموطة فاجرة شاذة ... او اى ستات من كوكب الأرض .. او جامعة عين شمس.. او اذا لم أتزوج اولا.. الرجل المسلم المصري البشري.. الي أنا اخترته.. العالم الجليل ال Prof. .. و لا احد غيره
بل لتظل حربا بلا نهاية.. بين شاذات كوكب الأرض إلى بيحكموها.. و بيني.. لأنى اعتنق الدين الإسلامي.. و أتمسك بتعاليمه .. حتى موتي
استنضفوا يا رجالة معلمة عرر .. في الأشكال الوسخة الشاذة تربية بيوت الدعارة الي بتبعتوهم عندي😜😜.. انهن صفيحة زبالة وسخة .. مهما تحط فيها زبالة.. تنحة.. باردة .. مش حاسة انها وسخة 🤪.. بل مستمتعة بوساختها و بنجاستها
Tumblr media
0 notes
my-yasiuae · 1 year
Text
يفتتح محمد خليفة المبارك، رئيس اللوفر أبوظبي، الأربعاء، أحدث معارض المتحف «حروف من نور» والذي سيعرض مجموعة من أقدم النصوص المقدسة في الأديان التوحيدية الثلاثة. ومن المقرر أن يسلط المعرض، المُقام بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا، الضوء على السياق التاريخي الذي ظهرت فيه الكتب المقدسة، كما سيوضح طريقة تناقلها على مر السنين، إضافة إلى الكشف عن الممارسات العلمية والروحانية المرتبطة بها ودورها الأساسي في التاريخ الفكري والفني العالمي. ويقام المعرض بتنسيق كل من لوران إريشيه، رئيس قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية؛ والدكتورة ثريا نجيم، مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، والمديرة السابقة لإدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي. وسيحظى الزوّار المعرض، الذي يضم أكثر من 240 عملاً فنياً، بفرصة لاستكشاف أهم وأجمل المخطوطات من القرآن والإنجيل والتوراة، إضافة إلى تحف فنية من مجموعة مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف اللوفر أبوظبي. وتضم المجموعة المعروضة مخطوطات، وصوراً فوتوغرافية، وفنوناً تصويرية، وأعمالاً فنية ثلاثية الأبعاد، ومنسوجات، ولوحات من كافة أنحاء العالم. ومن الجدير بالذكر أن المعرض سيقدم لزوّاره أيضاً رؤية معاصرة من خلال عرض عمل فني يحمل اسم «اللامرئي» للفنان التشكيلي السعودي مهنّد شونو، وهو عبارة عن عمل تركيبي تلتقي فيه بصورة مجازية خيوط تمثل الأديان الثلاثة، وذلك عبر تجربة تأملية. وصرح مانويل راباتيه، مدير المتحف: «يمَكّن المعرض زوّاره من الانطلاق في رحلة من رحلات التأمل العميق لاستكشاف التفاعل الدقيق بين الإبداع والجوانب الروحانية، ويضم هذا المعرض مجموعة متميزة تشمل: لكتاب المقدّس،، نسخة سوفينيي، ولوحات رائعة مثل العذراء والطفل للفنان جيوفاني بيليني، إضافة إلى قطع أثرية مذهلة مثل مفتاح الكعبة، ومن خلال هذه المجموعة المتميزة يسلط المعرض الضوء على الأصول المشتركة للديانات السماوية الثلاث، حيث يجسد كل منها معنى الجمال والمعرفة. وبينما يتجوّل الزوّار بين أروقة هذا المعرض، سيكتشفون كيف تمتلك هذه الديانات التوحيدية الثلاث جذوراً عميقة ومشتركة؛ ما يثري معارف الزوار بما يتجاوز المعتقدات الشخصية». وتابع: «إنه لشرف لنا أن نتعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا لتنظيم هذا المعرض؛ ما يعزز من الروابط الثقافية ويدعم تطورها». ويقول لوران إريشيه، رئيس قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية: «المعرض يضم مجموعة من أقدم وأهم الكتب والمخطوطات، إضافة إلى أعمال فنية خطية متميزة ذات زخارف رائعة، حيث يؤكد شمولية رسائل القرآن والإنجيل والتوراة، إضافة إلى إبراز البعد الأخلاقي المتأصل في هذه الأديان الثلاثة، ويبرز دورها المحوري في صياغة التاريخ الفكري والتاريخ الفني على المستوى العالمي. ويتماشى هذا تماماً مع البعد العالمي لمتحف اللوفر أبوظبي باعتباره ساحة مشتركة لتعزيز الحوار، حيث يستوعب مختلف الثقافات بهدف تسليط الضوء على قصص الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الحضارات والعصور والأماكن. ونحن نأمل أن يحظى زوّارنا بلحظات من التأمل وتقدير الجمال من خلال هذه الرحلة التي تصحبهم إلى جذور التاريخ الإنساني». وأفادت د.ثريا نجيم، مديرة قسم الفنون الإسلامية في المتحف، والمديرة السابقة لإدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، بأنه من خلال تسليط الضوء على الأحداث والشخصيات التي اشتركت في ذكرها نصوص من الأديان التوحيدية الثلاثة، فإننا نسعى إلى تعميق فهم الزوّار لهذه الكتب المقدسة؛ ما يمنحهم فرصة لتأمل التاريخ الثري لهذه النصوص المقدسة واستكشاف أشكالها، ولغاتها، والنصوص التي تتضمنها». لحظة استثنائية يجسد معرض «حروف من نور» لحظة استثنائية لتأمل مجموعة من الأعمال النادرة المتمثلة في الكتب التوحيدية المقدسة وما يُعرض بجانبها من أعمال فنية أخرى. وتشمل تلك الأعمال الفنية قِطَعاً أثرية مثل «صحيفة من المصحف الأزرق»، حيث نرى تفسير عنوان المعرض «حروف من نور» بين سطورها. وقد خُطّت كلمات هذا العمل الحديث نوعاً ما بحروف ذهبية تتميز بتباينها مع الخلفية الزرقاء الداكنة؛ ما يبعث الرائي على التأمل. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
a5bar24 · 1 year
Text
"القاضي الروبوت".. هل سيؤثر الذكاء الاصطناعي في قرارات المحاكم؟
مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في كثير من مجالات الحياة، تدور حاليا نقاشات جادة في الأوساط العلمية بشأن البعد الأخلاقي لمنح الخوارزميات التي تحاكي السلوك البشري صلاحيات التأثير في قرارات المحاكم. ويأتي الذكاء الاصطناعي الذي يُعتقد أنه يوفر مزايا كثيرة مثل تسريع الإجراءات القضائية وأتمتة الروتين، في مقدمة التطبيقات التجريبية بمجال القانون التي بدأ اختبارها في أجزاء مختلفة من العالم، وخصوصا في…
View On WordPress
0 notes
muslim-library · 5 years
Text
الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد
https://is.gd/yq8iqX
الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد
Tumblr media
الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد
في هذا الكتاب يتناول المؤلف ملامح الشخصية السوية المتكاملة التي جاءت التشريعات المختلفة لتدعو إلى التزامها في التربية الصحيحة.
وقد رأى المؤلف من خلال استقراء النصوص أن هناك خمسة أبعاد، من استكملها كملت شخصيته، وصار متحققا بمراد الله من وجوده، وهذه الأبعاد الخمسة هي:
البعد الإيماني: وهو المعارف الإيمانية العميقة التي تشكل قناعات المؤمن العقلية والروحية، والتي تبرمجه بعد ذلك ليسير في الحياة وفق ما تمليه حقيقة الكون والإنسان والحياة.
البعد الروحي: وهو ما ينتجه البعد الإيماني من آثار في روح المؤمن ليصلها بالله عبودية وخشوعا وإذعانا وترق في مقامات السلوك إلى الله.
البعد الأخلاقي: وهو تهذيب النفس وفق الآداب الشرعية، وكسوتها بكسوة الإنسانية التي ترفع عنها ما تتطلبه طبيعتها من سلوكات قد تخرجها عن الكمال الإنساني إلى البهيمية.
البعد الاجتماعي: وهو الارتباط الصحي بالمجتمع، فيتأدب معه وفق ما تتطلبه العلاقات الاجتماعية من آداب، ويكون عضوا إيجابيا فيه.
البعد المعرفي: وهو التزود بكل العلوم والمعارف التي أتاحها الله للإنسان، ليتعرف من خلالها على أسرار حقيقته وحقيقة الكون، وليسهل ما تتطلبه حياته من مرافق.
المصدر: مكتبة نور
0 notes
keyfpro · 2 years
Text
مفهوم التسويق الاخلاقي وما هي أهميته أهداف التسويق الأخلاقي
مفهوم التسويق الاخلاقي وما هي أهميته أهداف التسويق الأخلاقي #التسويق_الاخلاقي مفهوم التسويق الاخلاقي وما هي أهميته أهداف التسويق الأخلاقي التي أصبحت في وقتنا الحالي أمرًا حاسمًا حيث إنها تعمل كعلامة تجارية طويلة المدى من خلال تأكيدها على سياسات تسويق جديرة بالثقة وشفافة، واجتماعية، وحساسة ثقافيًا. كما تتيح أساليب التسويق تحسين وجود المنتج أو الخدمة والعملاء المحتملين والمبيعات والتحويلات. حيث تدور أخلاقيات التسويق حول مبادئ ومعايير التسويق الأخلاقية التي تظهر سلوكًا تسويقيًا مقبولًا
مفهوم التسويق الاخلاقي وما هي أهميته أهداف التسويق الأخلاقي التي أصبحت في وقتنا الحالي أمرًا حاسمًا حيث إنها تعمل كعلامة تجارية طويلة المدى من خلال تأكيدها على سياسات تسويق جديرة بالثقة وشفافة، واجتماعية، وحساسة ثقافيًا. كما تتيح أساليب التسويق تحسين وجود المنتج أو الخدمة والعملاء المحتملين والمبيعات والتحويلات. حيث تدور أخلاقيات التسويق حول مبادئ ومعايير التسويق الأخلاقية التي تظهر سلوكًا…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
belalalaa · 4 years
Text
لم يكن شعبان صديقي بالمعنى الواضح الكلمة، لم يكن أيضًا مجرد شخص أعرفه من بعيد. نلتقي بشكل متكرر ثلاث أو أربع مرات في الاسبوع، نجلس بالساعات، لنخوض النقاش نفسه الذي يبدأ من شعبان وينتهي كل مرة إلى تأملاته المطولة في علاقة أحمد رامي وأم كلثوم.
أتيت من بيت ليست فيه ثقافة سماعية، بيت متدين، لكنه أيضًا، لا يستمع للأناشيد الدينية وللا حتى للقرآن. نقرأ ونحفظ القرآن طول الوقت بالطبع، لكننا لا نستمع إلىه مرتلًا من المقرئين. وبالتالي لم أكتشف أم كلثوم، إلا بعدما تخرجت من الجامعة، وكالكثير من الناس كنت غارقًا في قصة حب ضبابية، أعتقد أنها من طرف واحد، ضبابية لهذه الدرجة، أنني لا أستطيع الآن، بعد مرور سنوات طويلة، أن أقول واثقًا أنها كانت من طرف واحد. وإذن تماهيت تمامًا مع أحمد رامي، المهجور تمامًا، دون أن ينسى، أو يتذكر.
كنت أكتب بعض القصص لبعض المجلات ومنها أحصل على ما يكفيني بالكاد. يومي، مقسم بين مقهى عم صلاح، حيث أقابل شعبان، والسينما، ومقهى التعاسة، حيث ألتقي محمود، ومقاهي أخرى، أرتادها بوتيرة أقل، لألتقي حسن وخالد، كل منهام منفردًا، , وقليلًا مجتمعين، وكل هؤلاء الذين ألتيقهم، كشعبان، ليسوا أصدقائي جدًا، باستثناء حسن ربما، ولكني المستمع الأبرز لقصص حبهم، حيث أخطئوا جميعًا في رأيي في تفسير هدوئي البالغ وميلي للتفكير والتأمل في كل شئ، الناتج عن حيرة شديدة في كل شئ، وفسروه بأنه ناتج عن حكمة مبكرة وبصيرة اجتماعية يمكنها أن تفيدهم في علاقاتهم المعقدة. 
من بين الأربعة، شعبان ومحمود وحسن وخالد، كان حسن استجابة السماء الحرفية والسريعة لدعائي، قبل أن ألتقيه بنصف ساعة بالضبط، في يوم أربعاء، أخبرت صديقة لي أنني وحيد تمامًا، وأولت هي اعترافي الذاتي هذا بأنه شكوى منها إليها، عن تقصيرها، أخبرتني بما أعرفه عن ظروفها واكتئابها ووحدتها وأنها ليست في اللحظة التي تستطيع فيها أن تمنحني الاهتمام والمساحة التي أريد، أعتقد أنني كنت أفكر بصوت عال ليس إلا، وعندما غادرت وظللت أمشي في الشوارع بلا غاية، رفعت رأسي للسماء وقلت " يارب أريد صديق حالًا، حالًا وليس غدًا"، بعد الدعوة بربع ساعة كنت أجلس مع حسن في مطعم كشري، قابلته في أحد الشوارع، تعرف علي، وعرفني بنفسه، سألته عن الكتب التي يحملها، ثم أسئلة عن الأصدقاء المشتركين، ثم دعاني لنأكل سويًا، ولعام كامل، وحتى مغادرته للبلد، سيكون حسن أقرب أصدقائي، لم أخبره هذه القصة بالطبع، تناقشنا في الأدب والفلسفة والتاريخ، وتعاهدنا أن نلتقي اليوم التالي لنشتري كتب أكثر، وللغرابة، تأمل أخي الكريم، أختي الكريمة، التقينا اليوم التالي بالفعل، واشترينا كتب أكثر، لنخلق مواضيعًا أوسع وأكثر طزاجة لجلساتنا الطويلة، لكن نقاشنا، بطريقة سحرية، ككل نقاشات تلك الفترة، لسبب ربما يجب أن يبحث فيه علماء الاجتماع، كان ينتهي دومًا إلى أحمد رامي وأم كلثوم، حياتي حينها تقريبًا عبارة عن فصل دراسي حميمي شامل وموسع عن أم كلثوم ورامي. 
إذا أضفت نفسي لأصدقائي الأربعة، كنا نحن الخمسة، محاصرين بحب لا نعرف كيف نتصرف فيه، حب جميل وواعد لكنه مهزوم بالضرورة، ونتباحث معًا في كيفية مراوغة هذه الهزيمة لبعض الوقت للاستمتاع به.
تعرف ذلك الحب الذي يحطمك تمامًا، ويهوي بك إلى الأرض، لتصبح إنسانًا هشًا وحنونًا وجديرًا بحب حقيقي، لكنه في الوقت نفسه، لن يكون ذلك الحب الأخير، هو فقط سيحطمك، ويترك بقية المهمة لحب آخر، أعتقد أن هذا ما كنا نعانيه.، أو ما ظننا، مغرورين بذكاء مفترض، أننا نعانيه، وأصعب ما في الأمر، أننا كنا على علم بالمصير الحتمي لقصصنا تلك، كنا شبانًا أكبرنا لم يتعدى الحادية والعشرين من عمره، وأذكياء بما يكفي، لنستنتج أن القليل جدًا من الحب في ذلك العمر، ينجو من الزمن.
هناك شئ سحري في الاستماع لقصص حب طول يومك، من أشخاص مختلفين، وأنت ترى كيف يختلف كل فرد في حكاية حبه، شعبان مثلًا لا يذكر أبدًا اسم حبيبته، ولا صفاتها، ولا أي تفصيلة حقيقية عن العلاقة، "زي أم كلثوم بالظبط"، هذا أكثر تصريحاته مجازفة وتحررًا، غضبان من هزيمته ومستسلم لها، ومستمتع بها، ولا يحكي سوى أفكاره عن هزيمته، ليس عن حبيبته ولا عن حبه، بل عن هزيمته فقط، والغريب أنه نظريًا كان شعبان بالذات، أكثرنا نجاحًا في علاقته. كانت علاقة متبادلة بشكل واضح، والهزيمة التي يحكي عنها هي توقعه للهزيمة وليس الهزيمة نفسها، تبادله الفتاة الحب، وتسأل عنه باستمرار، لكنه يعتقد أنها بالتأكيد ستمل منه، ويفسر بعض أفعالها المربكة، مثل حكاياتها عن أولاد آخرين، بأنها تبحث عن من هو أكثر جدارة منه بها، يحدث هذا نفس الوقت، الذي لا يتوقف عن الشجار معها بخصوص طريقة كلامها وطريقة لبسها وطريقة أي شئ تفعله، وإذا سألته عما يعجبه فيها إذن، يجيب ببساطة "طريقتها في الحياة".
لا يمكنك أبدًا أن تعرف لماذا تحب شخص ما، وإلا لانتفى ذلك الإيهام الغامض الجذاب الذي يجعل منه الحب حبًا، سحرًا بلا تفسير، لم أعتقد حينها، ولا أعتقد الآن، أن ما جعله يحبها كانت طريقتها في الحياة، حتى ولو بدا تحليلًا سهلًا أن نقول أن جرأتها واندافعها وما يمثل ذلك من تحدي وقوة، كان جذابًا إليه، جاذبية الاشتراك في خناقة تمنح كل المشتركين فيها، هويات مؤقتة قوية، ولكن غير مشكوك فيها، ويصبح إنتهاء الخناقة إيذان بضرورة البحث عن هوية جديدة. 
وأعتقد أنه سيكون من الظلم أن أقول أنه لم يكن يحاول أن يغير من نفسه ومن أفكاره ليخلق الحد الأدنى من المشترك الأخلاقي الضروري لأي علاقة، فأنا أذكر بوضوح الفرق في شخصيته بين أول لقاء بيننا وبين آخر لقاء، لقد غيرت العلاقة كل أفكاره الأولية، ولكن ذلك التغيير الذي سينعكس في علاقاته القادمة، وليس في تلك العلاقة بالذات، التي ستظل تحمل روحه الأولى. ورغم أنني لم ألتق بالفتاة أبدًا، إلا أنني أعتقد أنها مرت بذلك التغيير نفسه، وبنفس معضلة أنها أصبحت في نهاية العلاقة ما كانت يجب أن تكون في بدايتها ليكون هنا احتمال نجاح ما، وربما هذا الاستسلام المشترك بينهما لفكرة أنهما في النهاية أصبحا جاهزين ليعودا بالزمن للبداية، ومع استحالة ذلك، هو ما جعله يعيد مرارًا تأويل مقطع "يورد على خاطري كل اللي بينا اتقال".
في العادة، عندما ينتهي لقائي بشعبان، أذهب إلى السينما لأرى أي فيلم، حيث أسقط نائمًا طوال الفيلم،  ثم أذهب لمقهى التعاسة لألتقي محمود، محمود هو من أعطى المقهى ذلك الاسم، ثم تبناه صاحب المقهى نفسه، وعلق لافتة كبيرة به، أكسبته شهرة في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الوقت. يقع المقهى في الوسط الهندسي لثلاث بارات رخيصة، وغالبًا يجلس به العائدون من البارات ليتناولوا قهوة يصلبون بها عقولهم قبل عودتهم لبيوتهم، منهكين على الدوام، وصامتين، بينما يحكي محمود عن قصة حبه الأول التعيسة، أو على الأدق، قصتي حبه الأوليين، التعيستين.
على عكس شعبان، محمود يحكي القصص بشكل مشهدي دومًا، "كنا بنتمشي في شارع ويادوب تشوف فيها اللي جنبك، وناس قليلة جدًا في الشارع، وبنغني ونتمايل واحنا بنغني، كانت لحظة عظيمة، أحلى حاجة في حياتي، الضوء الخفيف على وشها كان مخليها كإنها جنية أو كإني بحلم، واحنا في أول الشارع كنت فكر إن المشهد دا هفضل أحكيه طول حياتي، لولا إن في آخر الشارع، يادوب وصلنا لشارع رئيسي مليان عربيات وزعيق ويافطات نيون، قالتلي ما أقدرش أكمل فعلًا أكتر من كدا، الأحسن معدناش نشوف بعض". المربك أنني بالفعل كنت أعتقد وقتها أنها اختارت الخيار السليم، ولا يمكنني ببساطة، وأنا أشاهد استعراضات تعاسته، أن أخبره بهذا. كان يحب في ذات الحين، فتاة أخرى، حب بدأ قبل علاقته بهذه البنت، واستمر في وجودها، يخفت حينًا ويظهر حينًا، وكنت أكثر تصلبًا في أحكامي، ونصحته على الدوام أن ينهي العلاقة بأنه يظلم البنت، فيخبرني أنه يحبها فعلًأ وأنا يراهن على لحظات خفوت حبه للأولى، وأنه في لحظة ما من تحقق العلاقة الأخير، يجب أن يستمر هذا الخفوت حتى يتلاشى تمامًا، ليصعد الحب ناصعًا للبنت الثانية. كان معجبًا بها فعلًأ، أو يحترمها جدًا على الأقل، وهي حسبما فهمت لا تحبه، وإنما يعجبها نضوجه المبكر،  وقلة تصرفاته الصبيانية مقارنة بالآخرين، يخفت حبه للأولى حين تلقي عليه الثانية كل اهتمامه، ويظهر مرة أخرى حين تهمله، وكثيرًا ما تفعل ذلك، وحين يشكو إليه هذا، تخبره أن يتوقف عن التصرف كطفل، وأنها لديها حياتها الخاصة واهتماماتها وليس هو كل حياتها، وكان يجرحه ذلك، لأن نضوجه المبكر، كان قرارًا واعيًا من جهته، ولم يكن يطلب الاهتمام إلا في اللحظة التي يشعر بها بأن هناك ما يهدد العلاقة فعلًأ، أو هكذا يقول. "تخيل تكون بتحب اتنين أم كلثوم في نفس الوقت". هذه مفارقة قطعًا، فالشئ الأصيل في أم كلثوم، أنها يجب أن تكون واحدة على الداوم، بياس تام لوجود أي فرصة أخرى للحب، ووجود أخرى، ينفي الأمكلثومية تلقائيًا عن الاثنتين مرة وللأبد.
أغادر مقهى التعاسة، وأنا أفكر لا في الحب، بل في الصداقة، كيف تفشل لقاءاتي المتكررة بمحمود وشعبان، في خلق صداقة بيننا، نلتقي كثيرًا، نعرف الكثير عن بعضنا البعض، وأعرف أن كلا منا مستعد لمساعدة الآخر، ولا نضمر أي مشاعر سلبية تجاه بعضنا البعض، وهناك مساحة حميمية واضحة في أحاديثنا، كيف تظل الصداقة بعيدة إذن؟ ألأن علاقتنا مبنية على الهزيمة المشتركة؟ الهزيمة التي نعلم، رغم تحطمنا الآني الكامل، أننا سنتجاوزها في لحظة ما؟ هل على الصداقة أن تقدم وعد أجمل من مجرد كونها ما يخفف اصطدامك بالأرض وأنت تسقط؟ أم لأنها في النهاية، مثل الحب، تحتاج للإيهام الغامض الملهم، للوعد الصامت بما لا يمكن التكهن به؟ أم الأمر كله مسألة توقيت؟ لا أعرف فعلًا
أفكر فيما يجعل من حسن صديقًا أكثر من الآخرين، أول ما يخطر في ذهني هو إرادتي لأن يكون كذلك، نلتقي قليلًا لانشغالاته الكثيرة، كان يعرفني قبل ان أعرفه، لكني وددت فعلًا أن أعرفه، هادئ بشكل حقيقي، وليس كدرع حماية من العالم، والأهم أنه كان يسألني على الدوام عن نفسي، سيبدو ذلك غريبًا، لكني لا أعتقد أن كلا منا شعبان ومحمود سألاني عن حياتي أبدًا، أفكر الآن أن هذا يجب أن يكون خاطئًا، وأن ذاكرتي ربما تماهت مع هذه الفكرة، فمحت أي علامات لأسئلتهم عني، لكني بالفعل لا أتذكر ذلك، يحكون على الداوم عن مشاكلهم دون انتظار لأحكي في المقابل، حسن بالمقابل كان يسأل بإلحاح من يعتقد أنني لا أحكي احترازًا أو أني أحتاج لدفعات كثيرة لأخرج من غابتي الخاصة، لكني كنت محتارًا كيف يمكن حكاية قصة حب أول فعلًا؟ أو بالأحرى هل يمكن حكاية قصة حب أصلًا؟
بالنسبة له، كان الامر بسيطًا، فهو في علاقة خطوبة مع حبه الأول، منذ عام بالضبط قبل أن نلتقي، حكاية يسهل أن يقصها على أيًا كان، وفي حكاياته عشرات المواقف المربكة والموترة التي تملأ الوقت، وخوف منطقي ومشروع من احتمال الهزيمة بسبب العوائق الطبقية بين أسرته وأسرتها، وهكذا كانت صلته بأحمد رامي مستقبلية ومتخيلة أكثرمنها آنية، ذكي ومراعي وحنون مع بعض العجرفة واليقين الفكري المتعالي والمراهق، حتى بالنسبة لي وقتها، لكن على الأقل أنا أكثر إحاطة به كإنسان ذو أبعاد متعددة، وليس بعد واحد كعاشق مهزوم، هناك بعد العاشق طبعًأ، ثم بعد المثقف الناشئ المنبهر دون مبرر بذكائه، ثم بعد الابن الثاني المتمرد، ثم بعد الفهلوي الذي يعمل سبع صنايع، ولكن هنا بالضبط كان مأزق صداقتنا، فيما أتصور الآن، فغالبًا كنت ذو بعدين فقط بالنسبة له، بعد الكاتب الواعد، وبعد الشاب الذكي، وهما الشئ نفسه تقريبًا، فعلى ما في مدحه المستمر لكتابتي، كان ذلك ينحي أبعادي الأخرى، ولأني أرى أصلًا، أن حتى هذا البعد الذي يعجبه، هو بعد مؤقت لأني لن أكون كاتبًا عظيمًا أبدًا، ولرأيي حينها، أن من يعجبون بكتابتي يحتاجون للقراءة أكثر قليلًا، ليتجاوزوا هذا الإعجاب، فلا أنا موهوب بالقدر الذي يظنونه، ولا مجتهد بالشكل الكافي لاستثمار موهبتي المتوسطة في بناء مشروع متماسك، وأميل لإنهاء قصصي بسرعة دون العمل عليها وقت أطول، أو لانتظار أن تتخمر بشكل كامل، ولطالما ضايقني إعجاب أيا من أصدقائي بكتابتي أكثر من اللازم، لأن ذلك عنى لي دومًا أن هذه الصداقة ستنهار يومًا ما.
استمرت صداقتنا وقتًا أطول مما ظننت، ولهذا قد أكون مخطئًأ في تصوري عن تصوره عني، اختفى محمود شهور طويلة، ثم عرفت أنه في خضم الزواج بحبه الثاني/الأول، ثم ��ختفى شعبان ولا أدري للآن لماذا، وهكذا تبقى حسن وخالد.
كانت أعوامًا مليئة بالصداقات والمعارف واللقاءات، ولا أدري كيف تمكنت الوحدة من الصمود أمام كل ذلك، أو بالأحرى اخترقته، حتى أنني عندما أقول تبقى حسن وخالد أتذكر تلقائيًا إبراهيم وعبدالرحمن وأمل ونهى ومروة وأحمد ومحمد وعمر وعادل وماجد وعلي وعشرات غيرهم، ربما يظهر هؤلاء في حكايات موازية، ربما استبعدتهم تلقائيًا مقدمة الحكاية، الأكيد أن الوحدة كانت هناك على الرغم من ذلك.
لا أذكر متى التقيت بخالد أول مرة، فقط في لحظة ما حياتي يظهر، وكأنه كان هناك دائمًا، على هامش حكايتي ثم يدخل إليها من الباب الكبير، وأقصد هنا من الباب الكبير حرفيًا، فقد كنا نسهر أحياتًا في شقة أحد زملائنا، في منتصف الشقة، هناك غرفة بباب كبير، هي جزء من الصالة تحول لغرفة محميًأ باب خشبي كبير، وأرى خالد يدخل ليتشاجر مع عادل لأنه يظن أن الأخير يحاول أن يكسب ود صديقته، صديقة خالد بالطبع، وتطور الأحداث، لأتمشى أنا وخالد بجوار البيت في محاولة لتهدئته، تمشينا أكثر من الوقت المطلوب، ثم جلسنا بمقهى، وعندما هدأ، حكى أن عادل يحاول سرقة حبيبته، ثم حكى وحده أنها ليست حبيبته،بل صديقة له يحبها، وعادل يعلم ذلم، ثم حكى ان عادل لا يعلم ذلك فعلًا، ثم اتصل بعادل واعتذر له، كل هذا دون أي تدخل حاسم من جهتي. 
كان أميل للتفلسف، رغم أن سرعة غضبه لا توحي بذلك، وهكذا بدأ حكايته أن بعض الصداقات المرتبكة تصل لنقطة اللاعودة، حيث يحتاج أحد الطرفين أن يغامر بتحويلها إلى شئ آخر، وبمجرد شروعه في هذه المحاولة، عليه أن يعلم أنه يضحي بالصداقة للأبد، ولكن إذا وجد أي إنسان نفسه في هذه النقطة، فهذا يعني أن الصداقة قد انتهت فعلًا، وأن المتاح فقط هو تحويلها لشئ آخر، أو نسيانها إلى الأبد.
رغم هذا الوضوح، رأى خالد أنه يحتاج لوقت أكثر ليشرع في عملية التحويل تلك، وأن أي تدخل من أي طرف يعني فشلها المحتوم، ولهذا كان ثائرًا ضد عادل، الثورة التي ستضطره لتسريع محاولة التحويل غصبًا عنه، بعدما سيتلقى توبيخًا نابيًا من صديقته عندما ستعلم بما حدث. وستصير عملية التحويل تلك محور نقاشاتنا الطويلة، ولن يعيق تلك النقاشات أن عملية التحويل ستنتهي فور بدئها بإخبار صديقته إياه أنه أكثر من صديق، لكن ليس أبعد من أكثر من صديق (هناك دائمًا أزمة جغرافيا في هذا النوع من العلاقات) عمليًا حدثت عملية تحويل فعلًأ، لكن ليس تحول من الصداقة للحب كما أراد، بل من الصداقة للمناجاة اليائسة لجميلة أصبحت غريبة عنه، وكلما ازداد وضوحه وصراحته ابتعدت أكثر، وهي تراجع فكرتها عن الصداقة القديمة نفسها، وستخبره أنها تشك أنهم كانوا أصدقاء في أي يوم من الأيام.
رغب هو في أن يمتد الحب ليغطي المستقبل وليعيد تأويل الصداقة كحب ناشئ بروية، ومدت هي نفورها الحديث على الصداقة نفسها لتراها سوء تفاهم طويل. وضدًا من فلسفته هو عكس عملية التحويل، ليرتد للصداقة قانعًا دون جدوى. 
أذكر بوضوح تام، كنت أسير مع خالد وحسن، منتصف الليل، كل منا يحمل حقائب كتب عملاقة، ويدخن سيجارة، الشارع خال تمامًا إلا مننا نحن، ومن مقهى صغير خال من أي رود، تصرخ أم كلثوم: "عزة جمالك فين، من غير ذليل يهواك"، ليرد خالد بصوت عال غاضبًا : في ***ك
117 notes · View notes
arabipress · 3 years
Text
البعد الأخلاقي لخطاب السيد نصرالله: نزار بنات واليمن – جريدة البناء - ناصر قنديل
 ناصر قنديل – على رغم أهمية القضايا السياسية التي تناولها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصاً قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، والانتخابات النيابية، وملف الكهرباء والحكومة، فإن ما تضمنه الخطاب من إشارات لموقع البعد الأخلاقي في مواقف السيد نصرالله وخطابه، يشكل محطة متميزة في هذا الخطاب حضرت بقوة في قضايا شديدة الحساسية، … https://alarabi.press/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%86%d8%b2/
1 note · View note
abbas-55 · 3 years
Text
Tumblr media
دلالة الشجرة العارية في الهايكو النسوي /عباس محمد عمارة
الإنسان والطبيعة في وحدة واحدة، لديهم نفس الإلهام الحيوي الذي يأتي من الكون، لذلك ينبغي الاحتفاء به.تقليد الشنتو الياباني يقدس القوة الروحية الإلهية التي انغرست في اشياء عالمنا. الهايكو الياباني احد مظاهر هذا الإحتفال قبل أن يصبح جنسا شعريا عالميا يكتب بكل لغات العالم. أين نحن العرب وغير العرب من كل هذا.في الوقت الذي استمرت معاناة الإنسان العربي عبر تاريخه الطويل والتي انعكست على قصائده عبر انساق مغلقة تعتمد على الوزن والايقاع والقافية وحتى مع دخوله تيار الحداثة وقصيدة النثر والأشكال الحرة، إستمر هاجس المجاز واليأس والحزن مسيطرا على بنية القصيدة العربية إلا فيما ندر. في حوار مع الشاعر زاهر الجيزاني يقول " الشعر العربي القديم والجديد (شعر رثاء )مهما أخفى الشاعر العربي فجيعته بالبيئة التي يعيشها وابتكر أشكالا وأساليب جديدة..الرثاء انتقل من الحنين والانين اي من العاطفة البسيطة إلى رثاء مركب أسهمت الثقافة بكل عمقها واتساعها في تحويله إلى مرآة كبيرة تظهرعليه تفاصيلنا الشنيعة " . حوار هادي الحسيني مع الشاعر زاهر الجيزاني /صحيفة (أوروك) الإلكترونية العدد 38-6 تموز 2021.هنالك من يعتقد بأن الشعر هو الذي يقوم بتطوير اللغة من خلال الازاحات اللغوية. عشرات ومئات المصطلحات التي ظهرت منذ بداية القرن العشرين نتيجة التطور العلمي والثورات المتلاحقة التي حصلت. في إحد الندوات سأل أحد الحاضرين : لماذا لا يتم تعريب كلمة الهايكو إلى اللغة العربية؟ كان الرد من خلال مثال على بداية الترجمة في العصر العباسي وخاصة كتب الفلسفة، أن كلمة (فيلو سوفي )اليونانية الأصل لا يوجد لها مرادف يتطابق من الناحية الاشتقاقية في اللغة العربية، لذا قام المترجمون بإلغاء حروف العلة وأصبحت كلمة (فلسفة) خاضعة لكل مقاييس اللغة العربية. أما بخصوص الهايكو لا يوجد ما هو يتطابق مع هذه الكلمة لأن العرب لم يتعرفوا على الهايكو الا في مراحل متأخرة.مائة عام تأخر الشعر العربي عن استقبال الهايكو. هذا بالإضافة إلى الجانب الأخلاقي وإحترام سبق الكشف والريادة. عشرات الكواكب والإجرام السماوية بأسماء عربية ولم تقم (ناسا) بتغيير الأسماء. إلى هنا إنتهى جوابي للسؤال الذي طرح عن تعريب الهايكو. يقول الكاتب والهايجن السوري ديمتري أڤييرينوس في إحدى ملاحظاته عن علاقة شاعر الهايكو بالطبيعة : "كلما فتحنا أعيننا وأصخنا السمع أضفنا إلى الجسر الواصل بيننا وبين العالم لبنة ثمينة. الهايكو، مأخوذًا على محمل الجد، سبيل إلى المصالحة مع العالم. الهايكو المؤلف عن معاينة مباشرة، مهما بدا بسيطًا، هو ثمرة تناغم آني بين الداخل والخارج. فكأن الظاهرة الطبيعية كانت تنتظرك لتقول عنك حالك. "أنت" في انتحاء، والطبيعة لسان حالك! لهذا بالذات لا يضيف الهايكو المكتوب من المخيلة شيئًا إلى تفتُّح فرادتك، ولا إلى تجربتك الشعرية-الوجودية، بل يكرر ببغائيًّا ما اختزنتْه ذاكرتك.(سماء الهايكو 29حزيران 2021). بناءً على ملاحظة ديمتري ، هل نجحت نصوص الهايكو..في إضافة شعرية-وجودية ام كانت مجرد نتاج ذاكرة؟ ذاكرة فردية وذاكرة جمعية تعكس حساسية الشاعر إتجاه الطبيعة.قبل دراسة وتحليل النقاط المضيئة والمعتمة من خلال بنية المرأة كشاعرة و ما سوف نصل إليه عبر تحليل بعض النصوص وهو موضوع يدخل ضمن النقد النسوي، نلقي الضوء على الذاكرة وعلاقتها بالإبداع ولماذا يتم الحذر منها عند كتابة الهايكو. في الميثولوجيا اليونانية ((الذاكرة)) هي إلهة.الإلهة منيموسين وبناتها التسع ((ميوزات)) ملهمات الشعر والموسيقى والفنون. فالشاعر هنا مسكون بالذاكرة. ثم تحولت إلى مقولة فلسفية في نظرية المعرفة عند سقراط وأفلاطون وارسطو. ارتبطت بعالم المثل عند افلاطون وعملية التذكّر عند أرسطو كعملية ذهنية قابلة للفهم والدرس . في العصر الروماني أصبحت الذاكرة جزءا من علم البلاغة والخطابة والشعر . (وجيه كوثراني:الذاكرة من منظور مؤرخ . مجلة تبين للدراسات الفكرية والثقافية، العدد 33 صيف 2020). في العصر الحديث أصبحت الذاكرة هوية تمتاز بها المجتمعات فالإنسان العربي مثلا يقدس الماضي ولا يستطيع أن يعيش الحاضر مما انعكس على إبداعه الشعري فالفراق والحزن والبكاء والاطلال، سمة لا تفارق الشعر العربي . الفرح والسرور يشكل هامشا بسيطا . البعد الاجتماعي والثقافي والفلسفي الذي يقف خلف قصيدة الهايكو يتجلى في فلسفة الزن. وهي كما لخصها الدكتور فالح العجمي :" إلغاء الماضي بوصفه عملا من أعمال الذاكرة، وإلغاء المستقبل لأنه لا ينتمي إلى الحياة، بل إلى صورة من صور الفهم.فهذا هو ما تفعله هذه الفلسفة، برفض البكاء على الماضي، وأيضا رفض تأجيل الحياة إلى لحظة وهمية في المستقبل...الحياة في هذه اللحظة كاملة تماما..أن تعيش الحياة العادية بكامل امتلائها " د.فالح العجمي :فلسفة الزن وقوة الآن /مقال صحيفة اليوم السعودية 2019/4/1.
Tumblr media
بعد هذه المقدمات سنتناول كيف أستخدم موضوع (الشجرة العارية) وهل هي شجرة عارية في الواقع؟ شاهدتها ولمستها قريحة ويد وعيون الشواعر ام كانت الشجرة العارية هي المعادل الموضوعي للمرأة أو هي المرأة ذاتها؟ . في الجدول الأول المرفق لم تكن النصوص موفقة الا بإختيار الشكل الثلاثي . وهي نصوص غارقة بإستخدام الإنسنة، دون الإهتمام ببناء المشهد الصوري وحاولت سحب الهايكو إلى دائرة القصيدة العربية المتعارف عليها . لم يكن إستخدام "الشجرة العارية" إلا بطريقة مجازية ورمزية ومن صنع الخيال ولم تكن شجرة على أرض الواقع. انعكاسات مجازية وذهنية، تستمد وجودها من الذاكرة. الشجرة العارية هنا هي امرأة في حالة السلب والاضطهاد والعوز والحرمان. فالحقيقة وجدنا عشرات النصوص التي تنحو هذا المنحى، اخذت قصر وكثافة قصيدة الهايكو في التعبير عن مشاعرها وما تعانيه في مجتمعاتها. لكنها فشلت فنيا وجماليا في الإقتراب من دائرة الهايكو بسبب كثرة الأخطاء التقنية من أنسنة وتشبيه وقطع مفتعل والتدخل في بناء النص وبنية بعض النصوص استنتاجية على شاكلة المنطق الصوري خالية من التجربة والخبرة اليومية وملاحظة الأشياء واقتناص اللحظات الوجودية النادرة والزائلة.
Tumblr media
توجد نصوص أخرى وهي كثيرة أستخدمت "الشجرة العارية" فيها تقنيات الهايكو، إلا أنها بقيت تحت تأثير الواقع التراجيدي الذي يعيشه الإنسان العربي من انعدام الحرية والعدالة الاجتماعية وهي لم تحتفي بالشجرة العارية كرمز بطريقة إيجابية أو موضوعية وفي اغلب هذه النصوص نجد انعكاس لمعاناة المرأة في واقعها الإجتماعي وما تعانيه من ظلم وجور وتهميش. وهي كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وأندية الهايكو بالإمكان الاطلاع عليها.
في جدول رقم (2) نلاحظ هذه النصوص التي قمت بترجمتها لا علاقة لها بوصف الأفكار وسرد القصص والأحاسيس. مشاركة لحظة قصيرة أو تجربة..وترك حرية للخيال ولا وجود لمشاعر الشاعرات ووجهات النظر الخاصة من خلال إستخدام تقنية التجاور أو التجاور والتكرار كما في الجدول الثاني :
Tumblr media
في الختام نقول أن إحدى سمات الشعر العربي الحديث قد انتقلت الى الهايكو الناطق باللغة العربية وهي سمة الحزن (التراجيديا) التي رافقت الشعر العربي منذ عصر النهضة العربية الحديثة. بالطبع هذه السمة أو الصفة لا تمنع من وجود نصوص هايكو باللغة العربية، إيجابية تتفائل بالحياة.
3 notes · View notes
jaberatiq · 4 years
Link
عالم بشع ، عالم جشع ، عالم غبي ..
عند أنتشار فايروس كورونا لم يكترث العالم لشأنه ، لكنهم فيما بعد أدركوا حجم الكارثة ، وما جعلهم يدركون ذلك أن الكارثة ليست في البشر وحدهم ، بل في اقتصاد العالم برمته ، هنا تحركت الدول الكبرى لتعدل من قراراتها الغير مدروسة والرعناء التي تبنتها في بداية الأزمة ، فمنهم من قال ودعوا احبتكم ، ومنهم من قال أن كورونا سيختفي في مطلع شهر أبريل .
من اهمال ايطاليا لحجم الإصابات في البداية ثم مناعة القطيع التي تبنتها بريطانيا إلى الثقة الفائقة التي أبداها ترامب في عدم الخوف من الوباء ، وثقته أنه سينتهي في فترة قصيرة ، لا نستطيع أن نقول أن تلك الدول التي ضربها الوباء بعنف ، لم تدرك أن الوباء حاد وقوي ، بل هناك من داخل المؤسسات الحاكمة في تلك الدول من كانوا ينظرون في هذه المسائل ويخططون لكل الأزمات ، وهم على علم وأحاطه بأبعاد المرض وكيفية أنتشاره ومدى خطورته سواء في الجوانب الإنسانية أو الجوانب الاقتصادية .
وجهة نظر سريعة تولدت في أوساط الشعوب تجاه أوروبا ، اسقطت كل الأمجاد ، وكل العظمة ، وجعلت التقدم زائف في نظر الكثيرين ، حين أنكشف الغطاء عن بعض التصرفات اللآ إنسانية ، فحين نسمع رئيس الوزراء البريطاني يقول وودعوا أحبتكم ، يعرف الشعب البريطاني دون جدل أن المقصود به أباءهم وأمهاتهم ، حيث أن كبار السن مناعتهم أقل ونسبة الوفيات فيهم أكبر ، وهذا أيضاً ما فعلته إيطاليا لكن دون تصريحات ، وأرادته أمريكا كذلك ، لكن الأمور سارت بشكل لا يتوقعه هؤلاء الزعماء فأنتشر الوباء بشكل كبير وحاد جعلهم يدركون حجم الضرر الذي تسببوا فيه لبلادهم .
نعم حجم الضرر كبير ، أكبر من توقعاتهم ، لكن دعونا نعود ونعرف ما الفائدة التي كانت أوروبا تطمع فيها جراء أتباعها طريقة مناعة القطيع ، ولو فرضنا أن أوروبا وأمريكا تخلصت من كل كبار السن ، وجنت كل الفوائد من خروجهم من نظام التأمين الاجتماعي والصحي والأسكان ونظام المعاشات ، كم كانت كل دولة ستجني من الأرباح عشرة أو عشرين او ثلاثين أو مئة مليار ، وستزيد عمر تلك الصناديق الائتمانية عشر سنوات إضافية مثلاً أو اكثر قليلاً ، لم تكن أوروبا لتجني أكثر من ذلك .
دعونا نتعرف على حجم الضرر الذي أحدثته الحكومات الأوربية لدولها ولشعوبها وللعالم أجمع ، اولاً انتشار الفيروس بشكل كبير أتاح فرصة لتطوره ، وهذا ما بدأ الحديث حولة منذ فترة قصيرة ، أن هناك سلالات جديدة للفايروس ظهرت في أوروبا ، فكان عدد الوفيات في كل الفئات السنية دون استثناء ، ربما في كبار السن أكثر لكن هناك اعداد كبيرة من فئة الشباب والرجال والسيدات والفتيات ، كذلك اثبتت ازمة أوروبا مع فايروس كورونا أن أوروبا رغم تطورها في مجال الطب ، لا تستطيع بأي شكل من الأشكال أن تواجهه وباء بأسلوب القرون الوسطى ، وأن أساليب الحجر المنزلي ، والعزل الطبي لو طبقوها من البداية كانت ستعطيهم الفرصة لاستيعاب المرضى والتخفيف من حدة الوباء ، كذلك في القطاع الاقتصادي ، ان تكون في مرحلة الركود أو الانكماش ، أو أن تشغل طاقتك الصناعية بنسبة اقل لكي تغطي الاحتياجات المحلية فقط ، خير من أن تصل لمرحلة تعجز فيها من أن تؤمن الغذاء والدواء ، مرحلة لا تستطيع تشغيل آلتك الصناعية لأن الكل مصاب والخطر اصبح أكبر من المغامرة .
هناك جانب آخر وبعد أكبر لهذه المشكلة التي وقعت فيها أوروبا وأمريكا ، وهو البعد الأخلاقي ، فحين تريد حكومة دولة التخلص من كبار السن ، هذا يعني أنها حكومة بلا ضمير ولا أخلاق ، فكيف ستنظر لهم شعوبهم بعد انتهاء الوباء ، والعجيب أن حكام الدول التي أنتشر فيها الوباء بشكل أكبر هم الذين تبنوا النظرة الشعبوية ، ترامب وبوريس جونسون ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي ، وهذا الأمر سينعكس سلباً على هذا التيار بالذات بعد انتهاء مرحلة الوباء وربما يؤدي إلى موته ، وستسقط تلك الحكومات غير مأسوف عليها .
ستتضح الصورة بشكل أكبر لدى شعوب العالم وهم يرون أن حكومات الدول المتقدمة التي تدعي أنها صاحبة الحضارة ، وأنها تدافع عن حقوق الأنسان في كل العالم ، وهي التي تنظم العالم أيضاً ، وتكافح التطرف والاوبئة والعنصرية ، لا تنظر لشعوبها بمنظور أخلاقي أو اجتماعي صحيح بل هي تريد الفئة القوية التي تستطيع أن تعمل فقط ، ولا يهمها باقي الفئات التي تعتبرها عالة على اقتصادها ، وأن الاقتصاد هو الأساس والشعوب لا قيمة لها مقابل المال ، ستنهار نظرة التقدير والاحترام للحضارة الغربية لدى شعوب العالم .
ربما تنهار أوروبا ، لكن لا يوجد مشروع مارشال جديد لينقذها من الكارثة الاقتصادية بعد ان تتجاوز الكارثة الإنسانية ، وهذا يعني أنها ستنكمش وتقلص نفوذها وتقلص اقتصادها ، والولايات المتحدة الأمريكية ستعاني من نفس المشكلة لكن ربما بحجم أقل نظراً لقوة اقتصادها ومدى أنتشار نفوذها في العالم ، لكن سيصيبها انكماش أيضاً في الاقتصاد والنفوذ
5 notes · View notes
zahraaforest · 5 years
Text
"في البداية سأنطلق مما قاله فيلسوف الجنون في خضم عرضه لأطروحته، لقد صرح قائلا: "من أجل الحديث عن الجنون، ينبغي امتلاك موهبة شاعر"، بهذا الشكل لخص ميشال فوكو تقديم أطروحته. وقد أجابه حينذاك جورج كانغلهايم، عضو اللجنة المناقشه: " إنك تمتلكها، يا سيدي". أما بخصوص المداخلة التي أقترحها عليكم فهي تضم كلمتين ذات مهابة في النفوس و قيمة في العقول، وهما كلمتي الإنصاف و الجنون، الأول منهما يوحي بالتعديل وإحقاق الحق (باعتبار الفلسفة بحث عن الحقيقة)، نتيجة لما يمكن أن يمس الجنون والمجنون من ظلم وباطل. أما الثاني و هو متن الموضوع وصلبه المتمثل في الجنون، و ما يمكن أن يجري في فلكه من مفردات كالحمق و الهبل و الخرق ...الخ. وحين نقول"موضوع الجنون" وليس "جنون الموضوع"، فهذا يقحم، في الواقع، رهانا إتيقيا ينبغي علينا طرحه كشرط مبدئي لكل معالجة ممكنة، مادحة للجنون أو العكس. إنه من خلال تحديد هذا البعد الأخلاقي أريد أن أبدأ مداخلتي.
لكن لا بأس قبل ذلك أن نطرح مجموعة من التساؤلات التي تلامس الجوانب المظلمة و المناطق المجهولة للجنون: إذا كان الإنسان يتحدد بوصفه حيوانا عاقلا، وإذا كان العقل هو ميزته الخاصة، كيف يمكن لهذا العقل، الذي يبدو أنه كل الإنسان، أن يمنح معقولية، وجدارة وقيمة لمقابله، ولوجهه المظلم والمعكوس المتمثل في الجنون؟ أو لنقل هل يمكن للعقل أن يعترف بمعنى وقيمة للجنون؟ هل يمكننا قبول أن يكون الجنون صورة للحكمة، وشكلا من أشكالها، أو على الأقل، طريقا يسمح لنا من بلوغ الحكمة؟ هل هناك حقا معنى للرغبة في التوافق مع عالم عديم المعنى؟ ألا يوجد أسباب أخرى للرغبة في التميز عن عالم مجنون أكثر من التطابق معه؟ وبالتالي ما هو وضع الجنون (وكذا المجنون)؟
أولا: الجنون: الشائع والدلالات
-1- الاستخدامات المتداولة:
في الكثير من الأحيان، نصادف الجنون بالقرب منا. نراه حين نلاحظ استعمال كلمة "مجنون" في كلامنا اليومي. " أنني أحبك مثل "المجنون" !"، ينتشي العاشق و المغرم أمام موضوع رغبته. كما نقول: "إنه "مجنون"، حين الحديث عن سائق خطير. " إننا نلهو ونضحك كالمجانين!"، حين الكلام عن سهرة لا تنسى. الجنون هنا هو ذلك الذي، يبدو لامعقولا، يتحمس إلى الأقصى أو يأخذ مخاطر طائشة. لكن أيضا، هناك جنون آخر يستخدم في سياق ديني حين الكلام عن "جنون الصليب" أو ذلك الذي يرتبط بـ "مجانين الله" (fous de Dieu )، أو بشكل مختلف كذلك، حين الإشارة إلى الاتجاه السياسي الذي اتخذه الجنون عند هتلر أو ستالين.
إن الجنون الذي نتكلم عنه في الغالب، هو أيضا الغباء، الغرابة، البلادة التي تمسنا جميعا في بعض الأحيان، ولكن أيضا فيما يهمني طوال هذا العمل الاغتراب والغضب، والهوس أو المانيا ، جنون العظمة أو البارانويا، وجنون العظمة أو الميغالومانيا، وللكلام بشكل حديث، وبكيفية أكثر تحديدا، الفصام أو الشيزوفرينيا. موضوعي هو إذن الجنون و بالأخص الفصام أو الشيزوفرينيا والمقاربة المستعملة داخل كل قسم ستكون بينتخصصية (interdisciplinaire) عن طريق التوفيق بين مفاهيم الطب العقلي والفلسفة بالشكل المستخدم في العالمين القديم والحديث في آن واحد.
بهذا المعنى الواسع والفهم العامي يبدو أن كل واحد من عرضة لنوبات من الجنون، أو لنقل "إننا جميعا مصابون بالجنون. ربما تكون هذه إجابة الحكماء على ما يتردد من قول مأثور يرجع تاريخه إلى القرن السابع عشر:إذا أردت أن ترى مجنونًا، فما عليك إلا النظر إلى نفسك في المرآة"[1].
-2- الحقل الدلالي حول الجنون
يعترف أندريه لالاند في أن الجنون "لفظ عام ومبهم جدا"[2]، فهو مفهوم ضبابي غير واضح، ذي حدود غير مضبوطة بما أن الأمر لا يتعلق بتفسير ماهية الجنون بل بتقديمه بوصفه بديلا متاخما للعقل. إن الجنون، عند العديد من اليونانيين، هو الهوس (mania) الذي غالبا ما يكون مرتبطا مع عدة كلمات قديمة وبعواطف الروح التي غالبا ما ينظر إليها سلبيا: مينوس (menos) ، باثوس (pathos)، باثيما (pathema)، إيبيثوميا (epithumia)، للحديث بالإغريقية، و إنسانيا (insania)، فورار (furere)، ديليروس (delirus)، اضطراب (perturbation)، أنيمي (animi)، أو كذلك الليبيدو (libido) للمصطلحات اللاتينية. كل واحدة من هذه الكلمات تفتح الكثير من الفروق التي كان يعالج الجنون من خلالها في العصور القديمة اليونانية والرومانية: مرض الروح، المعاناة، الإلهام الإلهي، العاطفة، الشر، الرغبة، الحركة، الارتجاج، تؤثر، شهوة وغيرها.
من الملاحظ أن هناك تنوعا في الأبعاد و الدلالات التي يمكن أن يأخذها الجنون عند فلاسفة اليونان القدامى. تارة ينظر إلى الجنون إيجابيا حينما يفتح للعلم بشكل خفي ��نبؤات (présages)، و تارة أخرى ينظر إليه سلبيا عندما ينسب إلى أمراض الروح التي تورط في المغالاة (intempérance). ربما، في الأساس، أنه يوجد في الجنون بعض من الإيجاب و السلب حتى وإن كان ذلك من خلال الرؤى الجديدة التي تفتحها و المعاناة التي، غالبا ما، تولدها هاته.
ثانيا: الجنون عند الإغريق القدامى
لقد تعودنا على مقاربة الثقافة اليونانية من خلال التفكير والمنطق الفلسفي، غير أننا نشعر عموما بدهشة حين نرى بزوغ اللاعقلاني داخل فكر معروف بوصفه مهد العقلانية الغربية. " لم يولد آدم حكيما، وكذلك حواء. وكانت ثيمة جنون البشر أمرا بديهيا في فلسفة العصور القديمة وفي حكمة الشرق ولدى شعراء جميع القارات، والكتاب الأخلاقيين، ومنهم إيراسم، ومونتين، وباسكال وروسو"[3]. هناك بالطبع كل هذه الآلهة التي، من قمم الأوليمبوس إلى أعماق البحر، تملأ الكون، غير أن نسبها الجد مفصل وطابعها الجد بشري يجعلانها تفلت من خطورة عالم اللغز والسحر، "و قد تبدى الجنون، في الأساطير الدينية المبكرة والحكايات الخرافية، بوصفه قدرا أو ع��ابا"[4]. نقطة الانطلاق لهذا الجزء من العمل، مستقاة من مقال ج. ديفرو[5] (G. Devereux) الذي يشد انتباهنا إلى اللامنطقي، وذلك من خلال مقتطف من فيدروس لأفلاطون.
لقد بين باسكال أن الفلاسفة من أمثال أفلاطون وأرسطو رغم أننا لا نتصورهم إلا بحلة علمية ومعرفية كبيرة، إلا أنهما في الحقيقة رجلان نزيهان ومثلهم مثل الآخرين، يمازحان أصدقاءهما، وفي سعيهما لوضع القوانين و السياسة يقومان بذلك بنوع من السخرية و الفكاهة، إن هذا العمل ليس سوى الجزء الأقل فلسفة من حياتهما، أما الجزء الأكثر فلسفة فقد كان العيش ببساطة وفي سلم وهدوء، وحتى وإن كتبا في السياسة، فقد كان ذلك يشبه تنظيم مستشفى للمجانين، وإذا ما تظاهرا كأنهما يتحدثان عن شيء عظيم، فذلك لكونهما يعرفان أن هؤلاء الحمقى الذين كانوا يتحدثان معهم كانوا يعتقدون أنهم سيصبحون ملوكا وأباطرة. لقد كانا يسلمان بمبادئهم ويندمجان معها لكي يكبحا جنونهم ويخففا منه إلى أقل ضرر ممكن، حيث قال في الخاطرة رقم 331: " لا نتمثل أفلاطون وأرسطو إلا بأثواب مدعي العلم الواسعة. رجلان من ذوي الصلاح شأنهما شأن سائر الناس بمضاحكة الأصدقاء. تلهيا بتصنيف "الشرائع" و "السياسة" فصنفا هذه وتلك لاعبين، وهذا الشطر من حياتهما كان أقلها فلسفة وترصنا. وما كان أحراهما أن يعيشاه ببساطة وسكينة. وكأني بهما كتبا في السياسة لينظما مستشفى مجانين، وإذا كانا قد تكلفا التكلم عنهما تكلمهما عن أمر خطير فلمعرفتهما أن المجانين الذين يخاطبان يفكرون في أن يصبحوا ملوكا وأباطرة. وقد تكيفا بمبادئهم حتى يعدلا جنونهم بأقل ما يستطاع من الإساءة "[6].
-أ- جنون أغامنون
" لست أنا المذنب، بل زيوس"، يصرح أجاممنون الذي يتهم الله بأنه أعماه وقاده إلى خطف عشيقة أخيل كتعويض عن فقدان عشيقته الخاصة. "ماذا كان بوسعي أن أفعل؟ الألوهية سوف تفعل دائما ما تشاء ". لقد كان الجنون قبل الآن عند الإغريق مرتبطا بمفهوم المسؤولية. أما بالنسبة لنا، فغالبا ما يترافق تشخيص الاضطراب العقلي والجنون باللامسؤولية الجنائية، ولكن عند اليونانيين في العصور القديمة، لم يكن معترفا بالنية: كان يحكم على الأفعال، كذلك أجاممنون، المذنب، يجب أن يقدم تعويضا عن لأخيل عن فعله: "أنا مستعد لعقد سلام وتقديم تعويضات كافية". سيدفع ثمن أفعاله.
-ب- تصور الجنون وفق هوميروس و معبد دلف
في القصائد والأشعار الهومرية، نحن نرى الآلهة تفتن وتسحر الإنسان وتدفعه للقيام بأشياء ضد إرادته. "الآلهة يمكنها أن تجعل الإنسان الأكثر رشدا مجنونا، و أن ترد العقل للمجنون". إن الآلهة هي مصدر الجنون، فهو يأتي منها، غير أن الحمق لا ينظر إليه دوما بشكل سلبي مثلما هو الحال في مثال أجاممنون المستمد من الإلياذة. الجنون ليس دائما شيئا ينبغي الهروب منه أو تجنبه بما أن الأحمق، في بعض الأحيان، هو ذلك الذي يبدو ملهم بشكل يحسد عليه، و بهذا عندما ننسب إلى الشعراء سامعو الصوت الإلهي قرابة مع معبد أو هيكل دلف[7].
-ج- تصور الجنون في الفلسفة اليونانية
في النصوص الفلسفية، إنه أقل عند الآلهة، ولكن عموما في الإنسان، في عواطفه أو الجزء اللاعقلاني من روحه، هو الذي نعثر فيه على مصدر الجنون الذي يبقى غالبا هنا منظورا إليه بشكل سلبي إذا كان يدفع الإنسان للذهاب إلى ضد ذاته أو ضد ما هو معقول. عند الرواقيين (Stoïciens)، نجد شيشرون يصف المسؤولية الإنسانية، لا الإلهية في الجنون أو الحماقات عندما يقول أن أمراض الروح، المختلطة مع العواطف الفاسدة، لا يمكن أن تحدث دون أخطاء من طرفنا بما أنها "مستمدة من احتقارنا للعقل رغم أنها لا توجد إلا عند البشر ".
-د- الجنون العادي و الجنون الإلهي
يقوم ديفرو بتحليل فيدروس أفلاطون. الجزء الأكبر من الكتاب هو عن الحب والكتابة من خلال حوار سقراط وفيدروس. وهناك أيضا مسألة الجنون، ونظرية التذكر وتناسخ الأرواح وهجرتها (transmigration des âmes). هذا الملخص قد يجعل البعض يعتقد بلاتجانسية الموضوعات – وهو ما أوخذ عليه أفلاطون - ولكن في الحقيقة كما لاحظ العديد من المؤلفين، و يعتبر دريدا واحدا من المتأخرين الأكثر شهرة، هناك وحدة فكر وتناغم بين هذه المواضيع. في هذا الكل، ركز جورج ديفرو تفكيره على بعض الأجزاء فقط، التي من بينها تلك التي تتناول مسألة الجنون / الهذيان، و"يستخدمها" للحديث عن الشامانية. لقد بدا لنا إذن مناسبا أن نذكر بإيجاز بالتصور المعتمد من قبل أفلاطون ولكن أيضا من طرف ديفرو بهدف فتح الآفاق التي يوفرها هذا المقال.
وعموما، يميز أفلاطون ضمنيا بين جنون من أصل عادي وجنون من أصل إلهي، أي أن هناك:" نوع سيئ، وهو الهوس الذي يصاحبه ولع جسدي؛ ونوع جيد، ملهم سماوي"[8]. هذا الأخير هو الذي كان يتحدث عنه بشكل ضمني، وهو الوحيد القادر على جعل جملة سقراط: التي علق عليها كثيرا مفهومة:"إن أعظم النعم تأتينا من الجنون". وتجدر الإشارة إلى أن من بين العديد من الترجمات والتعليقات الفرنسية، وحيث الجنون والخبل، والتملك والهذيان هي كلمات غالبا ما تكون قابلة للترادف وتستعمل تبادليا. سوف نحافظ على كلمة الجنون التي نجد أن حقلها الدلالي الحالي هو بالتأكيد الأكثر عمومية، وبالتالي أيضا الأكثر محايدة من وجهة نظر الطب العقلي. هذا الجنون الإلهي المقدس، يقسمه أفلاطون إلى أربعة أشكال: الجنون النبوي (prophétique) تحت ستار أبولون؛ الجنون الطقوسي (rituelle) أو البدئي (télestique) تحت غطاء ديونيسوس؛ الجنون الشعري (poétique)، المستوحى من ربات الفنون أو الملهمات (les muses)؛ الجنون الإيروسي (الجنسي) (érotique)، المستلهم من أفروديت وإيروس.
بين وجهة نظر أفلاطون وديفرو التي تتبعها، من المهم أن نذكر شيطان سقراط: " كثيرا ما سمعتموني أتحدث عن راعية أو وحي يأتيني، وهي معبودتي التي يهزأ بها مليتس في دعواه، ولقد لازمني ذلك الوحي منذ طفولتي، وهو عبارة عن صوت يطوف بي فينهاني عن أداء ما أكون قد اعتزمت أداءه، ولكنه لا يأمرني بعمل إيجابي.."[9]. " العلة في هذا هو ما سمعتموني كثيرا، وفي كل مكان، أردده عن صوت إلهي و دايموني يظهر لي، وهو ما ذكره ميلتوس في دعواه متخذا منه موضوعا للسخرية. وقد بدا هذا عندي منذ كنت طفلا: صوت معين يظهر، وحينما يحدث هذا، فإنه يصرفني دوما عن شيء كنت أفكر في عمله، ولكنه لم يأمرني قط بعمل شيء"[10]. " كما نسبتم لي في عدة مرات وعدة أماكن سمعتموني أقول: يتجلى لي شينا ما إلهي، شيطاني [...]. البدايات تعود إلى طفولتي. إنه الصوت الذي، عندما يجعل نفسه مسموعا، يبعدني دائما عن ما سأفعله، ولكن لا يدفعني أبدا إلى العمل ...". هذا الشيء، نجد أن كل من بلوتارك (Plutarque) و آبولي (Apulée) قد فسراه، عندما قرباه إلى معبد دالف، في بعد نبوي في حين أن الدكتور لولو (Lelut)، وهو طبيب أمراض عقلية فرنسي كبير، يؤيد في كتابه "حول شيطان سقراط" (1836) أن الصورة الرمزية إذا كانت فعلا موجودة للفكر اليوناني، كانت تعاني من الجنون وأن عبقريته أو فكره المألوف لم يكن سوى ثمرة له هلوساته. من ناحية، الجنون الإلهي، ومن أخرى الجنون العادي.
ديفرو هو أيضا ميز بين أربعة أنواع، ولكن دون أن يقسم الجنون إلى عادي وإلهي، في تأسيس تصنيفيته الإثنوبسيكاترية لاضطرابات الشخصية. هذه النمذجة ليست عبارة عن وصف للأمراض (nosographie)، لهذا يرجع ديفرو إلى التصنيفات الغربية التقليدية، بالطبع قبل إستحداث ما يعرف بالدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلي (DSM)، والتي، يجب أن نشير إلى أنه، ليست في الواقع سوى ترتيبات وتدابير إحصائية دون مشروع تصنيفي للأمراض. وبالتالي يميز ديفرو: اضطرابات الأنماط، التي تتصل بنمط البنية الاجتماعية؛ الاضطرابات العرقية (الإثنية)، التي تتصل بالنموذج الثقافي للمجموعة؛ الاضطرابات" المقدسة " من نوع الشامانية؛ الاضطرابات الفردية الخصوصية (*idiosyncrasiques). "(1977: 13)
أ) سفينة المجانين
إن اللوحة الشهيرة "سفينة المجانين"[11] (la nef des fous) لجيروم بوش (Jérome Bosch) ترمز إلى ما كان عليه وجود الحمقى خلال فجر عصر النهضة. إنها تلك " السفن التي كانت تنقل حمولتها الجنونية من مدينة إلى أخرى وجدت حقا. ولهذا، فإن الحمقى كانوا يعيشون حياة التيه "[12]. المجنون هو العابر (المسافر) بين ضفتين التي لا ينتمي إليهما؛ حيث لا يمكنه السكن إلا خلال العبور. إن الجنون مستبعد من المدينة، إلا أنه لم يتم إنزاله بعد في بنية الأخلاق الديكارتية التي تعتبر المجنون باعتباره محروم من كوجيتو الإنسانية. رمزية الماء الذي هو في آن معا إلهي (المجنون هو جسم عائم (طاف، إنه غير متجذر لا في إيمانه، ولا في الكنيسة) و الذي لديه أيضا قوة التطهير (تنقية). الجنون المبتكر (المبتدع) على طول الماء يحكم بالتالي بالتيه والحيرة على "الركاب غير المناسبين والضارين" (passagers incommodes) المطرودين من المدن بحثا عن أماكن ووجهات مجهولة ينتظرون فيها نجاتهم. هذا الإبحار ينقل و يطهر، يسلم إلى مصير مجهول (حيرة/ لايقيني)، "فالإبحار يسلم الإنسان إلى قدر غير محدد"[13]. "فالمجنون المحتجز داخل مركب لا يستطيع فكاكا منه، قد سلم أمره للنهر ذي الاذرع الكثيرة، وإلى الماء ذي السبل المتعددة – إنه يسلم نفسه إلي عالم اللايقين الرهيب الموجود خارج كل شئ. إنه مسجون ضمن السبل الأكثر حرية والأكثر انفتاحا: إنه موثوق بشدة إلي الملتقيات اللانهائية. إنه بؤرة المرور بامتياز، أي أسير العبور. والأرض التي سيحط فيها تجهل عنه كل شئ، تماما كما لا تعرف اليابسة التي تطؤها أرجله من أى أرض هو آت. فلا حقيقة له ولا وطن إلا فى ذلك الامتداد الخصب بين البراري التي (أرضين) لا يمكن (ه) الانتماء إليها"[14].
إن خطاب الحمقى في الأدب يعلن، نهاية العالم، الرقصة الجنائزية (dance macabre) الموجودة من قبل في قلب عالم الموت. التجربة الهزلية والمأساوية للجنون تجمع الوجوه المسعورة التي تغرق في الليلة المستحضرة من قبل بوش (Bosch)، بروغل (Bruegel) ودورر (Dürer)*. موضوع الموت يتحول ويصبح المجنون تجسيدا لما كان يمثله من قبل الأجذم (المصاب بالجذام): توضيحا للحالة الإنسانية. " فها هو ذلك القلق الكبير يراوح مكانه في السنوات الأخيرة من القرن. لقد حلت سخرية الجنون محل الموت وجديته. و من اكتشاف ضرورة اختزال الإنسان في لا شيء، ننتقل إلى التأمل الاحتقاري لهذا اللاشيء (ترجمت خطأ لهذا الشيء) الذي هو الوجود ذاته. (...) إن الرأس فارغة وستتحول إلى جمجمة. إن الجنون هو الحضور المسبق للموت (وبهذا المعنى فإن تجربة الجنون وثيقة الاتصال بتجربة الجذام. فطقوس إقصاء المجذوم تبين أنه وهو حي يشهد على حضور الموت). (...) ما يوجد في ضحك المجنون هو أنه يضحك مسبقا من ضحك الموت، والأخرق وهو يتنبأ بالمأتم، ينزع عنه سلاحه."[15].
في المسرح والأدب، شخص المجنون له أهمية معتبرة: لقد بدأت شخصية الأحمق والأبله والغبي في الأشكال الهزلية والأهجوات تكتسب أهمية كبيرة.لم تعد هامشية، ولم يعد ينظر إليها باعتبارها كيانا مضحكا ومألوفا. لقد أصبحت تحتل الموقع الأساس داخل المسرح، كما لو أنها المالكة للحقيقة. (...) فإذا كان الجنون يأخذ صاحبه في دوامة حيث يفقد السيطرة على نفسه، فإن المجنون، على العكس من ذلك، يذكر الكل بحقيقتهم"[16].
سفينة المجانين تصبح مستشفى في وقت لاحق من خلال هذا التشكيل الأولي لـ "الكوجيتو" من طرف العقل الذي أدخلها في بنيته.
ب) ايراسموس، تجربة نقدية للجنون
هذه التجربة تصادف تجربة أخرى للجنون، نقدية هذه المرة، غريبة عن السابقة. مدح الجنون لإيراسم بمثلما نجده عند مونتاني (Montaigne) قادر على السيطرة على الجنون والتحكم فيه، أن يضعه على بعد مسافة ويخضعه، معتما وحاجبا جهة الظل التي تمثل حقيقة الجنون. إن الجنون محاط بالعقل الذي يحكم عليه. إنه يخضع لمبدأ السبب و يصبح "صورة للعقل". "ذلك أن حقيقة الجنون لا تشكل الآن سوى شيء واحد مع انتصار العقل والتحكم النهائي فيه: إن حقيقة الجنون هي أن يكون موقعه داخل العقل، أن يكون إحدى صوره، أن يكون قوة وحاجة آنية لإثبات وجوده"[17]. ويعتبر كتاب "مدح الجنون" محاولة كتبت سنة 1509 من طرف إيراسم الروتردارمي وطبع أولا سنة 1511 (وسيعاد نشره سنة 1532). لقد راجع وطور إيراسم عمله، في الأصل أولا متصورا أثناء عودته من رحلة روما، وكتبه في أسبوع واحد، عند وصوله عند توماس مور، مؤلف اليوتوبيا، في ملكيته التي كانت له في بوكليرسبوري (Bucklersbury). ويعتبر هذا العمل أحد من الأعمال التي كان لها تأثيرا كبيرا على الأدب في العالم الغربي، و كان من الكتب المحفزة على الأصلاح. إن العنوان الإغريقي "مدح الجنون" يمكن أيضا أن يفهم باعتباره ثناءا لمور لأن الكتاب، كما يسميه، قد أهداه لتوماس مور، صديقه الكبير، وهو ما يفسر لعبة الكلمات للعنوان الأصلي "Encomium Moriae".
محاولة إيراسم مليئة بالتلميحات الكلاسيكية الموضوعة على طريقة الإنسانويين المتعلمين للنهضة. وقد عرض الجنون (La folie) باعتباره واحدا من الآلهة، ابنة الثروة والشباب؛ من بين مرافقيها نجد "فيلوتيا" (النرجسية)، "كولاكيا" (المداهنة)، "ليثي" (النسيان)، "ميزوبونيا" (الكسل)، "هيدون" (اللذة/المتعة)، "آنويا" (التهور)، "تريف" (الطيش)، "كوموس" (المجون)، و "إيغريتوس هيبنوس" (النوم العميق).
[...] هم يفعلون العكس، إنهم قتلة أقربائهم والمسيح. يبرهن ايراسموس هنا، من خلال طريقة البلاغة المسماة أديناتون (Adynaton) التي تستند إجمالا على المبالغة العبثية (منافية للعقل) للإشارة إليه، أن كلا الفعلين غير متسقين وبالتالي يدين هذا العمل المشين،كل هذا مع السخرية منهم، بواسطة نزع المصداقية عنهما، و من خلال احتقارهما وازدرائهما.
مهما يقول عني معظم الناس (لأنني لست جاهلا بكل السوء الذي نسمعه يقال عن الجنون، حتى من قبل أكثر الناس جنونا)، بيد أنه أنا، و أنا وحدي، الذي، بفضل قوتي الخارقة وقدرتي الفوق طبيعية، ترتسم البهجة على الآلهة والبشر. لقد أتيت للتو على إعطاء الحجة المدوية؛ فبمجرد أن ظهرت وسط هذا الجمع الكبير، لأتناول الكلمة، حتى أشرقت ملامح المرح الأكثر جدة والأكثر غرابة على جميع الوجوه، وزالت التجاعيد من كل الجباه؛ لقد صفقتم علي مع ضحكات جد محبوبة وجد سعيدة لدرجة أنكم أنتم من جئتم من كل مكان ومثلما أراكم، تبدون لي سكارى برحيق آلهة هوميروس ممزوج بشراب السلوان (népenthès)، في حين أنكم قبل وقت قليل كنتم على مقاعدكم جد مسودين (مظلم) ومهمومين كما لو أنكم خرجتم للتو من كهف تروفونيوس (Trophonius)[18]. ولكن عندما تظهر الشمس وجهها الذهبي الجميل للأرض، وعندما تهب نسائم الربيع الجديد اللطيفة بعد شتاء قارس، حينها وعلى الفور تأخذ كل الأشياء وجها جديدا، ولونا جديدا وشبابا حقيقيا؛ بنفس الكيفية ما إن رأيتموني حتى تغيرت تقاسيمكم وتبدل شكلكم. وهكذا ما يمكن بالكاد أن يتحصل عليه خطباء موقرين من خلال خطاب طويل أخذ منهم وقتا طويلا لإعداده، أعني طرد الهموم والمخاوف البغيضة من الروح، لم أقم سوى بالظهور للوصول إلى ذلك.
ما الذي أتى بي اليوم في هذا الزي الغريب (هذه الحلة غير المألوفة)، سوف تعرفونه إذا كان هذا مع ذلك لا يجعلكم تأسفون لمنحكم إياي أسماعكم (آذانكم)، ليس بالطبع تلك التي تفيدكم في سماع الدعاة و المبشرين المقدسين، بل تلك التي درجتم على توجيهها نحو مشعوذي الأسواق الموسمية، والبهاليل والمهرجين*، تلك التي أظهرها قديما "ميداس" (Midas) لـ "بان" (Pan)[19].
لأنني قررت أن أقوم قليلا بدور السفسطائي أمامكم، ليس مثل سفسطائيو اليوم الذين يغرسون في الأطفال خزعبلات معقدة و يعلمونهم المجادلة والمخاصمة بشكل أكثر مكابرة وعنادا من النساء، بل بتقليد قدماء السفسطائيين الذين كانوا، من أجل الهروب من تسمية "الحكيم" المخزية والمهينة، يفضلون تسمية "السفسطائيين". كانت مهمتهم تكمن في الاحتفال بالثناء ومدح مجد الآلهة والأبطال. ستستمعون إذن مديحا، ليس لهرقل (Hercule) أو سولون (Solon)، بل الخاص بي، أي مدحا للجنون.
لا أهتم سوى قليلا بحالات أولئك الحكماء الذين يدعون و يصرحون أن هذا هو قمة الجنون (الغباء) والسفاهة (الوقاحة) أن نغني هذه الإشادات الخاصة (أي أن نمدح الجنون فذاك يبدو قمة الجنون). جنون كما يحلو لهم (فليسموه جنونا ب��درما يشاءون)، شريطة أن يعترفوا أن هذا يناسبني تماما، وبشكل يثير الإعجاب. لأنه ما الذي يمكن أن يكون أكثر اتساقا من يكون الجنون مغنيا لمديحه الخاص، وجعل نفسه منشد الثناء الخاص به؟ من الذي يمكنه أن يشيد بي أفضل من نفسي؟ ربما كان هناك شخص يعرفني أحسن من ذاتي؟
يبدو لي أكثر من ذلك أنني بهذا أعطي الحجة على أكثر تواع من أغلب العظماء والحكماء، الذين، من خلال حياء حربائي فاسد يتخطون خطيبا فصيحا أو شاعرا ثرثارا، ويرشونه لسماعه يتلو مدحهم، أعني بهتانا و كذبا خالصا. ومع ذلك، فإن الشخص المتواضع، مثل الطاووس ينشر ذيله وينصب قامته، بالاستماع إلى المتملق الوقح الذي يساوي للآلهة هذا الإنسان الذي لا يساوي شيئا، ويقترحه كنموذج كامل من جميع الفضائل، وهم يعلمون جيدا أنه عكس ذلك، يزينون الغراب بالريش المقترضة، يعملون على تبييض الأسود، وجعل الذبابة فيلا. وأخيرا، أتبع هذا المثل الشعبي القائل أنه محق ذلك الذي يمدح نفسه عندما لا يجد أي شخص آخر للقيام بذلك. وعلاوة على ذلك، في هذا الصدد، أنا مندهش من جحود أو كسل وقصور بعض البشر، الذين يجعلونني كلهم عبادة دؤوبة، يتمتعون بكل سرور بمحاسني، ولكن لا واحد منهم، منذ قرون كثيرة، برز للاحتفاء مع الامتنان بمحاسن الحماقة (الجنون)، بينما رأينا أناسا أضاعوا ... ونومهم من أجل التباهي والتفاخر في خطب وضعت بعناية، البوزيريس ()، الفالاريس ()، الأربعة حمى، والذباب، والصلع وآفات أخرى من هذا النوع. الخطاب الذي سوف تسمعونه مني سيكون مرتجلا ودون إعداد، وأكثر صدقا.
جنون المعيارية (السواء)
أكثر من الأنانية أو الكسل، يبدو أن الرضا الذاتي عن النفس هو السمة الأكثر تمييزا للإنسان. وقبل محاولة فهم هذا الأمر، نجد أننا في الكثير من الأحيان نحكم على الآخرين بأنهم أقل شأنا منا. إذ حول أبسط فرق في السلوك واللغة نقول غالبا: "هذا ليس طبيعيا/عاديا". ولكن عندما نفكر لمحاولة لمعرفة ما نريد حقا قوله بهذا نجد أنفسنا جد محرجين... ما يتبادر أولا إلى الذهن هو أنه "لا ينبغي فعل هذا"، أو أنه "ليس جيدا"، وبالتالي لا يجب أن نقبل ذلك، ولكن بالعكس من ذلك رفضه وإلغاءه. ومع ذلك، لنواصل تفكيرنا، فقد يتبين لنا جيدا كذلك أن هذا الرفض نفسه قد يحمل من قبل الآخرين على نفس هذا الحكم.
وهكذا تبرز مفارقة العادي: إن "المجنون" يمكنه أيضا أن يصرح بأنه أنت هو المجنون. لا أستطيع، في النهاية، أن أعارض حكمه سوى بفعل إيمان أو نوع من القناعة المسبقة التي تجعلني أريد أن أميز نفسي عنه بأي ثمن. وهكذا يمكن للمرء أن يجادل دائما بأن "الآخر هو المجنون"، وهو ما يعني أن في قناعتنا الداخلية الحميمية بأننا طبيعيين وعاديين، يمكن أيضا دائما أن نكون "مجانين بالنسبة لشخص آخر". ويبدو أن كل هذه الأمثلة من الخطاب العامي المشترك التي تقول العادي انطلاقا من صور الفروقات (مجنون، جنون، أحمق، معتوه، أخرق، هذيان، الخ) تظهر أن مفهوم «عادي/ طبيعي» لا يمكن أن يعرف مسبقا وبشكل بديهي بكيفية واضحة وعالمية، بل على العكس من ذلك، إنه مفهوم استفهامي يجب أن نحاول التركيز عليه. "في اللغة التي نستخدمها لمناقشة و وصف المرض العقلي، هناك أمور عديدة تتقاطع لتخلق تشوشا وسوء فهم، ونحتا تدريجيا لكلمات وتعبيرات تقليدية. لم يعد من الواضح معرفة مكان كلمات مثل مجنون، معتوه، مختل، مخبول، بهلول، مجذوب، درويش، عبيط، مهبول، مرجوج..."[20]. ولكن، إذا لم يكن هناك معيار "للطبيعي/العادي" فإن صعوبة محاولة توضيح هذا المفهوم تبدو غير ممكنة.
إنها ليست مسألة نعت أو حالة، الجنون، الذي سوف يؤثر على ما نعتبره كموضوع إنطلاقا من هنا. على العكس من ذلك، وبمجرد أن قبلنا الجنون كظاهرة، فإن الأمر يتعلق بمعرفة إذا كنا نستطيع نمنحه سمة موضوع أم لا، وهو ما يعني اذا كنا نستطيع إعطاءه معنى. المسألة ليست ثانوية بل أساسية، إنها مصدر تمييز الجنون - الذي وضع له ميشال فوكو تاريخا بطريقة حاسمة - وتقسم في الوقت الحالي المياه التي تسبح فيه�� المعالجات والممارسات النفسية. إن اختزال ظاهرة الجنون في سببية بيوكيميائية أو وراثية يستبعد في الواقع أي افتراض لموضوع للجنون ليختزله في حالة باثولوجية (مرضية) للعضوية. إننا بهذا الشكل نجعل من الجنون اضطرابا غريبا تماما عن الحالة التي نعتبرها عادية، و لكن بوجه خاص نحن نقصي أي افتراض لموضوع له معنى في إقحام الجنون في الوجود.
إن إدخال المريض للمستشفى (hospitalisation) يسمح بالتحكم في التأثيرات المسببة للأمراض لبيئة المريض. [إن الجنون لم يعتبر دوما مرض عقلي. إنه مرتبط بشكل وثيق بظروف ثقافية واجتماعية ومتصل بها مباشرة. الرغبة في علاج الجنون يطرح مشكلة السواء و المعيارية (normalité)]. إن الجنون يصحح العقل، يذكر ميشيل فوكو في كتابه تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي أن "مجنون الملك" (مهرج البلاط) كان في آن واحد مستشارا وشخصا يقوم، من خلال سخريته وتهكمه، بالتقليل من الأهمية التي كان يريد السادة الأقوياء منحها الأشياء. خلال عصر النهضة، قام ايراسم بـ "مدح الجنون". من خلال هذا العمل، حاول أن يبين أن كل عقل له جنونه، وبالمقابل لكل حماقة عقلها. يقوم المجتمع بصناعة مجانينه، في الوضع الراهن للمعرفة في علم الأعصاب، فإنه من المستحيل تماما البرهنة على أن الجنون له أسباب عضوية أو كيميائية، أو وراثية. إنه إذن ظاهرة ثقافية أساسا. وبالتالي، إن إعطاء الدواء إلى مكتئب (un déprimé) يسمح بالتخفيف من ألم الحياة، لكنه لا يسمح بعلاج السبب، الوجودي، لهذا الألم.
إننا نعزو بطريقة عفوية موضوعا ومعنى للعقل إلى هذا اللوغوس حيث نحن منغمسين بوصفنا كائنات كلام، وحيث ننام في هدوء طيلة الحياة. والمسألة تكمن في محاولة معرفة إذا ما كان باستطاعتنا منح موضوع للجنون أو لا، حينما يوقظنا من حلم العقل هذا الذي، كما نعلم حسب الرسام غويا (Goya)، يولد وحوشه الخاصة. عملية فرويد كانت، في الواقع، تهدف إلى إظهار أن "موضوع العقل" و "موضوع الجنون" ليسا منفصلين عن بعضهما البعض، و أن نفس اللوغوس هو الذي يحركهما، نفس المنطق المكتشف داخل بنية اللاشعور.
ضمن هذه الرؤية الفرويدية، الحدود الفاصلة بين الجنون و السواء الحكيم ليست محددة ومضبوطة و لا نهائية. إنها ليست مسألة تشخيص (diagnostique) أو تصنيف (taxonomie) بل مسألة إيتيقية خالصة. إننا نكتب دائما كلمة "معيارية" بين علامتي اقتباس، كعلامة للحذر إزاء هذا المفهوم الذي لن يكون أبدا بوصلة موثوق فيها للاهتداء في مجال أخلاقيات الرغبة التي دافع عنها سيغموند فرويد وجاك لاكان. في الواقع، "المعيارية" بالمعنى السليم هي بالنسبة لكل واحد منا ما يجعلنا الآخرون نعتقد أنه أمر طبيعي وعادي - ولهذا السبب من الحكمة أن يكتبه بين علامات اقتباس، كما لو أن الأمر يتعلق باقتباس، بكلام قيل من طرف الآخرين. ولهذا السبب نجد أنه بالنسبة للآخرين الأمر "الطبيعي" ليس مختلفا كثيرا: إنهم يعتقدون أيضا أن المعيارية هي ما يقول الآخرون أنه طبيعي.
هكذا، إن أفضل تعريف أمكننا إعطاءه للمعيارية ليس مشجعا جدا. إنه فقط ما تعتقد الأغلبية أنه عادي وطبيعي ليس إلا، و هو الأمر الذي حين نريد الاهتداء و البحث عن الوجهة، في الواقع، ليس بالضرورة الأكثر استحسانا وهو غير مثمر للغاية. المعيارية هي في نهاية المطاف المقياس الإحصائي القائم على مفهوم "المعيار"، أي ما نجده في معظم و أغلب الحالات.
مسألة الحدود بين الجنون والحس السليم قد أصبح بالفعل مشكلة صعبة للغاية عندما كنا نطرحها باعتبارها مسألة "معيار/ قاعدة" لرسم الخط الفاصل بين العادي والمرضي. الحس السليم سيكون بالتالي المعيارية والصحة الجيدة، والجنون هو اللامعياري والمرضي. على الرغم من أن كان هناك تقليد فكري قد ازدهر بالتعارض مع هذا الجمود، إلا أن هناك من لا يزال يهتدي ويتحرك وفق هذا النمط السلبي المسلم به في الممارسات الأكثر تنوعا التي تمس فرادة الذات. على العكس من ذلك، لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن هذا الخطأ للـ"المعيار" هو، أيضا، جنون وحماقة، هذيان جد عادي، بالمعنى الإحصائي للكلمة. هناك، مثلما يظهره التحليل النفسي، بعض المصابين بالبارانويا أو ما يسمى بجنون العظمة طبيعيون تماما ويتمتعون بصحة جيدة من وجهة نظر القاعدة الاجتماعية (المعيار الاجتماعي). لهذا السبب لا يخلط التحليل النفسي بين الذهان (psychose) والجنون (folie).
لقد صرح مونتاني "ماذا نصنع بتذكر كم نشعر بالتناقض في حكمنا ذاته! ". وبالتالي، كل حكمة لا يمكن تكتسب سوى على أساس من اللاوعي، والطبيعة واللامعقول ومن خلال تناقضات أحكامنا. وبالتالي تحديد الحدود بين الحس السليم والجنون يمكن أن يصبح إذن جنونا حقيقيا: كل واحد منهما ينطوي على الآخر في داخله، هذا أقل ما يمكننا قوله. في هذا الاتجاه كتب باسكال يقول، في استشهاد كان ذكره جاك لاكان عدة مرات، وفي راهنية أبدية، لم يؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية: " الناس مجانين حتما، حتى أنك تكون مجنونا – بضرب آخر من الجنون (بنوبة أخرى من الجنون) – إن لم تكن مجنونا"[21]. وهذا يعني أنه، لنكون "طبيعيين/عاديين"، يجب أن نكون مجانين، أو أنه ليس هناك جنون أسوأ من ذلك الذي يسلم نفسه للعقل ويؤمن كلية بحكمته الخاصة. إن هناك جنون ضروري للكائن وسيكون جنون آخر، ولكن في الغالب سيكون من التناقض، في الطريق الأخلاقي للرغبة، عدم المعرفة الجنونية بهذا الجنون.
في الواقع، يمكننا أن نجزم أن هذا الموضوع يصبح مجنونا بالضبط حينما لا يمكنه أن يحدد و يلاحظ هذا الجنون الضروري بالوسائل المتاحة له وهو يبقى خارج الرابط الاجتماعي مع الآخرين. إلى حد الآن، يبدو كل شيء عادي... هكذا، الموقف الإتيقي مثلما تفرضه عبارة "موضوع الجنون"، يجعل من هذا الأخير حدث بنية في كينونة الرجل ... والمرأة – حتى وإن اكتشف التحليل النفسي أن الجنون ليس نفسه عندهما – .
لاكان والجنون
لقد "كان جاك لاكان ينتقد النظرية العضوية للجنون الذي لم يعد أكثر من مرض عقلي:" بعيدًا إذن عن كون الجنون عرضًا ملازمًا لضعف الإنسان، فإنه التعبير الافتراضي الدائم عن الثغرة المفتوحة في جوهره […] وبعيدًا عن كونه "إهانة" للحرية؛ فالجنون هو رفيقها الوفي، ويتبع خطاها بالضبط. وليس أن الكائن البشري لا يمكن فهمه من دون الجنون فحسب، بل إنه لن يكون كائنًا بشريٍّا إن لم يحمل في داخله الجنون كحد لحريته"[22]. عرف جاك لاكان، خلال تجربته الأولى كطبيب نفسي في سنوات الأربعينات هذا الموقف الإتيقي الذي مختومة لقاءه مع التحليل النفسي على النحو التالي: "بعيدا إذن عن أن يكون الجنون هو الفعل المحتمل لهشاشات العضوية وضعف الجسم، هو الكمون الدائم والافتراضية المستمرة لشرخ مفتوح وخلل أو ثقب في ماهيته. بعيدا عن أن يكون بالنسبة للحرية "إهانة"، هو رفيقها الأكثر إخلاصا، إنه يتبع حركتها مثل الظل"[23]. ظاهرة الجنون ليست منفصلة إذن عن مشكلة المعنى عند كائن اللغة، إنها متأصلة في تجربة المعنى واللامعنى عند الإنسان وينبغي أن تعامل على هذا النحو بالنسبة لكل الموضوع. في صيغة "يجب أن تعامل على هذا النحو" يكمن التحدي الأخلاقي الذي يدافع عنه التحليل النفسي للعودة بموضوع الجنون إلى مكانه ومسؤوليته في عالم اللغة. ها هي نقطة المنعرج في لقاء المحلل النفسي الشاب جاك لاكان مع إكلينيكية الذهان (psychose)، لقاء كان من المفترض أن يقوده في وقت مبكر إلى التحليل النفسي. هذا اللقاء كان له اسم وتاريخ، إنه الحالة الشهيرة لإيمي (Aimée) لأطروحته في عام 1932، التي تعتبر في كثير من الأحيان كآخر أطروحة كبرى للعيادة النفسية قبل أن تتراجع تدريجيا لتصبح تقنية دوائية (technique pharmacologique). هذه الأطروحة كان لها كعنوان "حول الذهان العظامي (psychose paranoïaque) في علاقاته مع الشخصية"، وكانت تحلل الظواهر الوهمية الحاضرة في الذهان، وخاصة اظواهر اللغة في الإنتاج المكتوب لإيمي، وهي امرأة كانت قد مرت إلى فعل القتل في علاقة متناقضة مع الوجه المثالي لمضطهدتها. من المستحيل فهم ثوران ذهانها، و المرور إلى فعل القتل والتهدئة اللاحقة للذات المرافقه بتفسير وهمي فياض وحرفي دون تحليل دقيق لعلاقة الذات بظواهر اللغة، لما لاحظه لاكان نفسه، سنوات قليلة بعد ذلك، بوصفه البنية الدالة للهذيان. وبموجب هذا التوجه، سيحلل لاكان المعطيات الرمزية لموضوع الجنون بوصفه بنية دالة ناتجة عن نقص، التهرب من دال البدائية، المتمثل في اسم-الأب، أي "لا بد من وجود قانون، من تواجد سلسلة، من انتظام نظام رمزي. لا بد من تدخل نظام الكلام، بمعنى تدخل الأب، وبالضبط على شاكلة إسم-الأب"[24]. وعلاوة على ذلك، نصادف دائما، إذا قمنا بتحليل كل حالة على حدة، ترابط رمزي جد دقيق لحظة هياج الذهان التي تمس هذه النقطة: عندما تقترب الذات في تاريخها من هذه العقدة الرمزية، يمكن أن ينفتح ثقب في الواقع، وهنا ينبغي عليه ابتكار قصة في مخيال توهمه. إذا أصبح الإنسان مجنونا فذلك لأنه وجد في الواقع شيئا ما لا يستطيع استوعابه ودمجه في الكون الرمزي. إنه على ضوء هذا المنطق فقط يمكننا متابعة دراسة الروابط الملغزة الموجودة بين تجربة الجنون وبعض الاكتشافات الأساسية في مجال العلم والفكر. لنذكر على سبيل المثال حالة جورج كانتور (Georg Cantor) واكتشافه الأرقام الفوق متناهية (nombres transfinis)، أو حالة كورت غودل (Kurt Gödel) وصياغته لنظرية عدم الاكتمال التي دمرت عقل منطق عصرنا.
هناك جانب معين تخيلي و إبداعي متصل بالأوهام والهلوسات والأفكار الهذيانية التي تميز الجنون الذي أمكنه أن يعطي لبعض مغامري التفكير طعم و ذوق معرفته. لقد استطاع العديد من الفنانين ولا زالوا يحاولون، عن طريق المخدرات أو عن طريق وسائل أخرى، عيش حالة هذيان من أجل الجانب الإبداعي الذي هو مرتبط به، حتى "أن بعض العباقرة الموسيقيين والمغنين لا يبدأون في التلحين أو الغناء إلا بعد أن يتعاطوا بعض المخدرات أو بعد شرب كمية كبيرة من الخمر"[25]. إذا اعتقدنا أحيانا أن المجنون –و لعل الفصامي، في الأدب، هو مجنون بامتياز- باعتباره "ممتلك" من طرف الآلهة، قوى الشر أو الظلام، كان يظن أنه أيضا مستثمر من قبل العبقرية الخلاقة وبالتالي يساهم من هنا في نوع من المصلحة لمحيطه. وهكذا يتحدث إميل سيوران (Emil Cioran) عن غنائية (lyrisme) المجنون قائلا: " الذهانات تتميز، في بدايتها، بمرحلة غنائية حيث تنهار الحواجز والعقبات لإفساح الطريق لسكر داخلي الأكثر إثمارا ". حيثما كان، في جميع التقاليد، المجنانين، الذهانيون، الفصاميون تم ربطهم باللغز والحلم، وغالبا بالغرابة، وأحيانا بالمس والسحر ولكن أيضا بالعبقرية المبدعة، والإلهام، والرومانسية و الغنائية ... حتى أنه أمكن أن يحدث أن بعض الفنانين والمنظرين، مثل السرياليين، يرغبون أو يسعون للحصول على اختلال توازن فان جوخ (Van Gogh)، وإميل نليغان (Émile Nelligan)، و أنطوان أرتو (Antonin Artaud) والكونت لوتريامون ( Comte de Lautréamont) للانتقال الى المصادر العميقة التي لا تنضب للإبداع.
عندما يصبح الإنسان مجنونا، فإنه لا يفقد العقل، ولكن قد يحدث أحيانا أن نحمله إلى آخر نتائجه بكيفية جد صارمة من ذلك الذي تمكن من تجنب هذا الثقب للامعنى الواقع وعبثيته. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم القول المأثور لجيلبير كيث تشيسترتون (Chesterton)، نقلا عن لاكان نفسه في أطروحته عام 1932: "ليس المجنون من فقد عقله؛ المجنون هو الذي فقد كل شيء ما عدا العقل". في الواقع يتعلق الأمر بفهم المنطق الذي يقود العقل الوحيد حينما فقد اتصاله مع الآخر الرمزي للإستجابة لوضع اللامعنى المفتوح في وجوده. بالنسبة لنيتشه، هناك ضرورة للامنطقي واللاعقل لأنه، " حتى الشخص الأكثر تعقلا يحتاج من حين لآخر للعودة إلى الطبيعة، أي إلى العمق اللامنطقي لعلاقته مع كل الأشياء"[26].
الخاتمة:
على الرغم من التراكم الهائل لعلامات الجنون البشري، لا زلنا نعتقد أننا عقلاء أكثر. إن سبب هذا العمى يمكن تفسيره بسهولة إذا أجبنا على السؤال: من هو المجنون؟ المجنون هو الآخر، بطبيعة الحال. انه من المثير تقريبا أن نرى المهارة التي يدين بها إنسان إنسانا آخر، وكل طرف الطرف الآخر. واحدة من بين نقاط الضعف البشري العظيم هي العجز عن ملاحظة أولئك الذين نعتبرهم مجانين بعيون تمنحهم قدرا مهما يكن قليلا من العقل والحق، أو أن النظر إلى أنفسنا بعيون هؤلاء المجانين من الزاوية التي هم ذاتهم لا ينظرون لأنفسهم بأنهم مجانين."
2 notes · View notes
hussein-nour · 4 years
Text
Tumblr media
بسم الله
من حقهم كطائفة اغاخان مثلاً أن يقولوا : وإنت شو دخلك ؟! لي ولغيري !!
مثلما قالوها لي في المحكمة مثلاً عندما قلت مثلاً صغيراً حينها سريعاً حسب ماأتيح لي الكلام القصير عن اغاخان وشيمون بيريز .. مثلاً .. ثم إعتقال موسادي سلطوي مفتوح وتابعوني أمنياً بشكل مركّز وبأدق التفاصيل إلى داخل المعتقل والسجن والأسر الإسرائيلي ..
صحيح أنا وغيري لادخل لنا بذلك وليس شعلنا لابهم ولابربهم ولا بأربابهم وطائفتهم .. هذا يكون بشرط إنساني عادل منصف رحماني فضائلي أن يكونوا هم لاعلاقة لهم بنا ولاشغل لهم معنا ولادخل لهم فينا ماذا أكلنا وماذا شربنا وبماذا نؤمن وماهي عقيدتنا وديننا وفكرنا أو ماهو المطلوب منا أن نؤمن به ديناً وعقيدة وفكراً "واخلاقاً" ومسيرة حياة وسوى ذلك من حقوق الإنسان الفطرية !! صح ؟!
الواقع أن اليهود هؤلاء وجماعتهم الطائفية والماسونية ومن البداية يريدوا أن يحددوا لنا كل حياتنا ماهو معتقدنا ماهو الدين الصح الصحيح المطلوب ماهي العقيدة والفكر والأفكار ماهي الأخلاق ماهي مسيرة الحياة ..وإذا لم يتمكنوا من شراء ضميرك الإنساني الأخلاقي الرحماني وإستعبادك أمنياً وفق أجنداتهم وسياسات بروتوكولات "حكماء" صهيون فربما يعتبروك رسمياً خطراً وتهديداً للأمن القومي للنظام وللأمة والطائفة ..
ياأخي دينكم لكم وديننا لنا لاعلاقة لكم بنا ولاعلاقة لنا بكم ..
من البداية بتطلع من طائفة يهودهم اربابهم فتشتغل كل سفالاتهم الموسادية الرسمية السلطوية وغير الرسمية ..
يهود الطائفة ب سلميّة وسوريا أرباب الطائفة وهم فرع أبليسي أجنبي للعشيرة اليهودية الإسرائيلية الدولية أرادوا بجبروتهم الشيطاني مع قطعان عبيدهم وتوابعهم وقطعانهم الطائفية والماسونية أن يحددوا لنا الرب الذي نعبده والأرباب المطلوب لنا تبعيتهم وعبوديتهم ..
لايعجبهم الله الواحد الأحد الذي نؤمن وآمنا به لايعجبهم فكر وعقيدة مقاومة قبالة اليهود والصهيونية و(اسرائيل) والماسونية .. وهلمّ جر من منظومة دينية وعقيدية وفكرية وأخلاقية يهودية ماسونية إسرائيلية شاملة لديهم لايعجبهم من يخالفها أو من لايلتزم بها .. ولهم معي وضدي قبل ذلك كيهود مترببين بعض الحقد الشخصي المتفاقم الذي توّج حقداً أكثر بخروجنا وإبتعادنا عن طائفتهم وموساديتهم اليهودية والطائفية والماسونية الكفرية والشِركية شغالة ضدنا كما ضد غيرنا ضمن أيضاً منظومات وسياقات سلطوية رسمية وغير رسمية "خارج النظاموية" ..
هناك ناس لم يكن لهم دخل بهم ولاشغل معهم وفقط ذنبهم وجريمتهم أنهم خرجوا من الطائفة .. قتلوهم أو عاقبوهم عقوبات مؤلمة ومستدامة أحياناً غاية في الحقد الأسود والكفر المطلق والظلم المطلق واللارحمة .. وكله أو أغلبه يجري بهدوء وسريّة غير معلنة وفق مناهج وأساليب اليهود المعروفة "الشيطان اليهودي الإسرائيلي الرجيم الملعون اللعين" ..
لادخل لنا معكم فيجب أن تكونوا أنتم لادخل لكم بنا كفرد ولابغيرنا هنا وفي أي مكان وماحدا داير عليكم وملتكش فيكم لولا سفالتكم وكفركم العملي الظالم الذي توجهوه لنا وضدنا جميعاً .. ولادخل لكم بكل سوريا ولا بشعبها ولادولتها .. خليكم بحالكم .. طائفة ك.. عقربة أقلوية يستعبدها يهود إسرائيليين يتبنوا الماسونية ويعتبروها فكر تنويري وتنويرية وتريدوا أن تحددوا لنا وللناس وكل الشعب وكل الدولة كيف تكون أخلاقهم ودينهم وفكرهم وسياستهم ومسيرتهم ؟!
طبعاً فقط كمثل واقعي فهل البعد الدولي الصهيوني والغربي والإسرائيلي وتوابعهم سيتبنوكم ويدعموكم كطائفة لسواد عيونكم فقط هيك كرم أخلاق منهم ؟! يدعموكم ويحموكم ويدعموا سلطويتكم الرسمية وغير الرسمية ويفرضوها بالقوة في سوريا أو غيرها لأن دوركم وشغلكم المناط بكم يخدمهم وحيثياتكم كاملة معهم بسياقات وأخرى وأجنداتهم ينفذوها عبركم وعبر غيركم من شركائكم في الكفر والماسونية الإسرائيلية عبيد اليهود وكلهم تحت مظلة كريم اغاخان روتشيلد الطاغوت ويهوده الخزريين ومن هؤلاء يهوده الدوليين الإسرائيليين الأجانب في سلميّة وسوريا أرباب-أمراء طائفته الإسماعيلية الاغاخانية القادمين سابقاً للأرض السورية ضمن مخطط ومشروع يهودي إسرائيلي عالمي نفذوه دولياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً "بلاد المسلمين" وإسلاموياً وسورياً محلياً "دول وشعوب الطوق ودول الفرات والنيل خاصة قبل غيرهم" وقبل إحتلالهم اليهودي الإسرائيلي المباشر لفلسطين وبعض الأرض العربية والمسلمة حولها ..
يهوديتهم الإسرائيلية الأبليسية مع قطعانهم الكفرية والشِركية والموسادية الطائفية والماسونية لم يتركونا من شرّهم وحقدهم وحربهم لا نحن ولا غيرنا ولن يتركونا بعدائهم وحربهم وطغيانهم وعدوانهم ضد الله الواحد الأحد وأنبياءه "ص" والحق والعدل والخير والرحمة والتراحم ..
"لتفسدنّ في الأرض مرتين ولتعلنّ علوّاً كبيراً " الإسراء 4
وهل سوريا مثلاً ليست من الأرض حتى يتركوها أو حتى لايكون لهم بها علاقة وليس لهم فيها فساد وكفر وظلم وسياسات وأجندات إسرائيلية ؟! إن كان هؤلاء اليهود الشياطين المعادين المعاندين المحاربين لله الأحد الرحمَن الرحيم والرحمة والحق والعدل والبشرية الآدمية لم يتركوا شعوباً بسيطة ضعيفة مستضعَفة هامشية في أفريقيا ومجاهل أفريقيا من كفرهم وظلمهم وإجرامهم إذ يعتبرونهم شعوباً فائضة عن الحاجة وزائدة على التعداد البشري ع��ى الأرض !!! كل الشعوب الغوييم الأغيار أعداؤهم ويعتبرونهم بمرتبة العبيد لهم وخدماً وخداماً فقط ولاقيمة إنسانية معنوية لهم قبالتهم وفق نفوسهم اليهودية الأبليسية ومنهجهم الأبليسي الإسرائيلي الإستكباري الإستعلائي في الأرض ..
عدوّهم الأول عالمياً المقاومة وحلف ومحور المقاومة الإلهية قبالة صهيونيتهم وكيانهم الإسرائيلي .. وبصراحة ليس هناك في أمة العرب والمسلمين من يقاوم وينتهج المقاومة الفعلية دين الله الواحد قبالة أبليس الشيطان الإسرائيلي إلا محور المقاومة فقط .. وكل ماسوى ذلك في باقي الأمة من كلام عن المواجهة مع (اسرائيل) ظواهر صوتية موسمية فقط لاغير .. وياليتهم يبقوا كظواهر صوتية فقط وليس أن يتحالفوا عملياً وحركياً وسياسياً ويهادنوا أعداء الأمة ضد الأمة .. نكصوا عن المقاومة ويعتبروا الثلة المقاومة في الأمة غريبة ومن الغرباء ويتحالفوا غالباً مع أعداء المقاومة وأعداء فلسطين ويحاربوا لأجل (إسرائيل) وأقل مايمكن من عونهم للكيان الإسرائيلي واليهود بنكوصهم عن نصرة الحق المقاوم المستضعَف وخذلانه سواء المقاومة في فلسطين أساساً أو غيرها من حلفائها وأشقائها في المقاومة وحلف المقاومة من الثلة الأقلية المقاومة المستضعَفة في أمة العرب والمسلمين ..
ننتظر وتنتظر الأرض كلها الفرَج والنصر الإلهي .. ياوعد الله المنتَظر ..
#الإمام_الحسين "ع" إمام ونبراس المقاومة قبالة الطاغوت ..
{الحسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً - الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة } رسول الله صلوات الله عليه وآله ..
#مقاومة حتى النصر و #القدس و #بيت_المقدس
#امن_سياسي_موسادي🤘🕎
من سلميّة⁩ "مدينتي الغالية المحتلّة يهودياً رسمياً كما إحتلوا فلسطين وضمن ذات ونفس المشروع والتخطيط الصهيوني" معقلهم البهيمي الطائفي الإسرائيلي المستقل🔯///
سوريا 🇸🇾⁩⁦🇵🇸⁩
hussein-nour.blogspot.com
hussein-n.blogspot.com
vk.com/hussein23
hussein-nour.tumblr.com
t.me/AgakhanIsrael
drive.google.com/file/d/1kunpHHQr20uv92-K8tIOaiNpdiTXJdyW/view
#اغاخان ✡🕎🇮🇱 #agakhan⁦✡️⁩ #الصهيونية (#إسرائيل) #خنازير #خزر #تامر #ميرزا #موساد #يهود #جرابيع #طاغوت #خيبر #فرعون #سفيانية #ماسونية #اسماعيلية_اغاخانية #سلميّة 🇮🇱⁩ #تل_أبيب2
هؤلاء اليهود بلوة وبلاء إسرائيلي أعظم إبتليت بهم سوريا كلها شعباً ودولة في التاريخ الحديث المعاصر .. فرع أبليسي شيطاني بنيوي للعشيرة اليهودية الخزرية الإسرائيلية الدولية الحاكمة ..
مجرمين من خلف الستار ومن أوكارهم وجحورهم وحصونهم ومن خلف جُدُرهم يديروا ويحركوا إجرامهم الأسود الحاقد ضد الجميع بكفر أبليسي إسرائيلي مطلق ونفوس وعقيدة الظلم المطلق مع ربهم الأعلى الشيطان الرجيم كريم اغاخان شاة وقطعانهم المستعبَدة لهم ولخدمتهم وخدمة أجنداتهم وسياساتهم الطاغوتية الإستكبارية اليهودية الإسرائيلية .. هؤلاء فصيلة سلالة أعداء وقتلة الأنبياء "ص" وقتلة أولياء الله والصالحين وقتلة الناس والشعوب عبر التاريخ إلى زماننا ويومنا الحاضر .. هؤلاء المفسدون في الأرض وأينما حلّوا حلّ فسادهم الأبليسي وكفرهم وحلّ الخراب والظلم والإجرام .. دورهم وعملهم وشغلهم الشاغل الممنهج المنظم الفساد والإفساد وتخريب وتحطيم المجتمعات والشعوب والقيم الإنسانية الأخلاقية الفاضلة وجعل ذلك عقيدة وفكراً وحركة وعملاً وعبوديتهم وتبعيتهم وخدمتهم خدمة الشيطان الرجيم والسير معهم نشاطاً ومكسباً ومصلحة ومصالح وتنويراً ماسونياً أيضاً .. ولو كانت ماسونيتهم الأبليسية اليهودية تنويراً فعلاً وليست ظلاماً وظلماً وكفراً بكل القيم الفاضلة لما كانت في طور السريّة ومفروض عليها طوق السريّة وعدم الجهر والإعلان بل يحيطوها بالتضليل والكذب والأكاذيب حتى على معتنقيها من قطعان عبيدهم ..
تباً لكم و اللعنة عليكم يهود الخزر الدوليين الإسرائيليين المقنعين الأجانب الأغراب الغربان المنافقين آل مير ميرزا و مير تامر و مشتقاتكم اليهودية في سلميّة و في سوريا و خارجهم الفرع الطاغوتي الخزري الشيطاني للعشيرة والعائلة الخزرية الإسرائيلية الدولية الحاكمة القادمين من خارج الحدود القومية و الدينية و الطائفية (قدموا سابقاً من ثلاث مناطق خارجية منهم يهود خزريين من منطقة البلقان أساساً وعجم وكرد) أمراء طائفة الإسماعيلية الآغاخانية الموسادية المباركة التي إخترقتموها و دخلتموها كخدم وخدام في بيوتها بدايةً و ثم إستوليتم عليها وصرتم أمراءها لصالح موساديتكم الإسرائيلية أرباب وأمراء الماسونية العالمية و صهيونيتها و كيانها الإسرائيلي وتباً لطاغوتكم اليهودي الخزري الماسوني الأعظم كريم آغا خان شاة فرعون الزمان المتربب الدجال الخيبري الأستاذ الأعظم للماسونية الصهيونية ملك(إسرائيل) و تباً لقطعان متهوديكم من عبيدكم الحمير و حميركم العبيد بكل حربكم الموسادية ضدنا وحربكم العالمية الصهيونية الإرهابية التي أضرمتموها ضد وطني السوري دولةً وشعباً بقراركم و نفوذكم الصرف وبحقدكم التلمودي الخيبري و لرؤوسكم التلمودية الإسرائيلية العفنة رصاص الحق الإلهي المقاوم ..
لعنة الله على اليهود و على كل من يخدم و يعين كفرهم المطلق و ظلمهم المطلق و جبروتهم الشيطاني الجبان ..
نحن في مواجهة هذه الطائفة اليهودية الخزرية التلمودية العالمية الحاكمة التي لها وجود و فروع في كل دولة و مكان مثل يهود الطائفة الأكارم في سلميّة الذين حرمونا الحياة أبناء الأفاعي حقداً و ظلماً و عدواناً و كفراً ..
تعبدهم و تتبعهم فيرضوا عنك..تكفر بهم وبطاغوتهم الدجال المتربب كريم اغاخان إمام الطائفة وبعبوديتهم وتبعيتهم وخدمتهم وإستعبادهم و تنتهج المقاومة ديناً وعقيدة فيحرقوا أنفاسك و لايرحموك ..
سياسات غدرهم وخيانتهم ومكرهم اليهودي الإسرائيلي وجبروتهم الشيطاني الكفري الجبان الظالم اللاإنساني واللاأخلاقي تفترس وتفتك بدول وشعوب بحالها تاريخياً قديماً وحديثاً ونحن أفراد مستضعَفون قبالتهم كما وطني السوري المقاوم المستضعَف قبالتهم وقبالة طاغوتيتهم اليهودية الإسرائيلية كما حلف المقاومة الإلهية والإنسانية وصلبه سوريا ودولتها عدوّهم الأول عالمياً قبالة صهيونيتهم وكيانهم الإسرائيلي ..
اليهود يديروا و يحركوا حروبهم و يوعزوا بها ضد الأفراد و الشعوب و الدول من خلف الستار غالباً ..
‏هؤلاء اليهود الخزريين الجبناء الخنازير الجرابيع و البقرة اليهودية الأبليسية المقدسة يقتلوا و يجرموا فينا على مدى الزمان حقداً وإنتقاماً لشرفهم التلمودي المهدور و تهديداً وخوفاً ..
‏يهود الخزر الدوليين المذكورين أمراء الطائفة الموسادية المباركة في سلميّة و سوريا يشتغلوا بأريحية و إطمئنان وأمان فمعهم أمريكا و الغرب و (إسرائيل) وموساد دولي و محلي وقطعان داعش والإرهاب التلمودي وقطعان بهيمية عظمى تقاتل لأجلهم ولأجل مصالحهم وسياساتهم وأجنداتهم اليهودية ..
0 notes
akhbarchaabma · 4 years
Text
تنغير ... وحلم بناء الكلية لجبر الضرر الجماعي
Tumblr media
  اخبار الشعب/بقلم ابراهيم بوفدام بعد مصادقة المجلس الحكومي يوم الخميس 14 ماي 2020 على مرسوم 2.20.210 الذي تقدم به الوزير الم��تدب لدى وزير التربية الوطنية المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، القاضي بملائمة الخريطة الجامعية مع التقسيم الجهوي الحالي، وذلك من خلال احدث مؤسسات جامعية جديدة من بينها المدرسة العليا للتكنولوجيا بورزازات التابعة لجامعة ابن زهر خارج جهة درعة تافيلالت، وتساؤلات ساكنة تنغير المشروعة تطرح وتتقاطر من جديد حول أسباب عدم الاستفادة من استراتيجية تقريب المؤسسات الجامعية من طلبة أبناء مختلف القبائل ومجاهدي بوكافر و بادو...، الذين ضحوا بأجسادهم لتحرير البلاد من المستعمر والتخلص من بورنازيل في قمة جبل بوكافر. فماهي مبررات الترافع لإحداث هذه المعلمة الجامعية بتنغير؟ وهل ذلك راجع لضعف القوة الترافعية للسياسيين والمجتمع المدني بتنغير؟ وما علاقة الكلية بجير الضرر الجماعي للمنطقة؟ وما الحلول المقترحة للترافع عن ذلك بعد فترة كورونا Covid-19؟ 1- بعض مبررات الحاجة الملحة لبناء كلية متعددة التخصصات بتنغير كل بداية ونهاية للمواسم الجامعية و الطلبة التنغيريين يعيشون غمرة معاناة التهجير وماراطونات السفر ، و معظمهم الآن عالقين بمدن الشتات بسبب فيروس كورونا covid-19 الذي قطع أوصال المدن والقرى، ويستنجدون عبر "لايفات" مباشرة المحسنين ورؤساء الجماعات لسد رمقهم وتهريبهم الى دواويرهم، لدا فالحاجة ملحة وضرورية لا حداث كلية بمدينة تنغير، وتجد مبرراتها كذلك من خلال العدد الهائل للطلبة و مئات الحاصلين على شهادة البكالوريا في كل موسم دراسي، الى جانب كون الاقليم يتوفر على مختلف الخدمات والمقومات الضرورية لإحداث مثل هذه المؤسسات الجامعية، التي ستعتبر مدخلا أساسيا لتحقيق تنمية شاملة و متكاملة و مستدامة لاسيما في هذه المرحلة التي على رأس الاقليم عامل لصاحب الجلالة، شاب و نشيط أبان عن حنكة في التدبير، حرك المياه الراكدة في مختلف المجالات وحل معظم مشاكلها ومشاريعها التنموية المتعثرة، ومنفتح على جميع المبادرات الهادفة لتنمية الاقليم كالكلية مما سيحقق الفتح الاقتصادي للإقليم. إحداث كلية متعدد التخصصات بإقليم تنغير يفرض نفسه بمنسوب أكبر من المرافعة اليوم قبل الغد، لأنه اقليم بعيد كل البعد عن المراكز الجامعية الأخرى (اكادير و مراكش و الرباط و مكناس...)، وهي ضرورة تنموية استراتيجية لتحريك عجلة الاقتصاد في ظل الجهوية الموسعة، ومن شأنها أن تُنسي سكان الإقليم عقودا طويلة من التهميش في مجال التعليم الجامعي، و من شأنها كذلك أن تُخفض لأباء وأمهات طلبة الإقليم من تكاليف متابعة الدراسة الجامعية. وتحقيق حاجيات المنطقة المتزايدة و المستقبلية في "الأمن المعرفي- الأخلاقي" بإعداد وتكوين الموارد البشرية الكفيلة برفع مشعل التنمية المحلية والمجالية وتحمل المسؤولية التدبيرية لمختلف المرافق مستقبلا عبر فتح مجالات للبحث أمام طلبة الإقليم للقيام بأبحاث و دراسات تهم مُحِيطهم و مشاكل مناطق انتمائهم والبحث حول حلول وجوانب و ظواهر تتعلق بالمناطق القروية والجبلية (امسمرير، اوزيغيمت، اكنيون، حصيا..). 2- دور ممثلي الساكنة والمجتمع المدني للترافع حول احداث الكلية بتنغير إلى جانب مساهمة ممثلي الساكنة التنغيرية بالغرفتين (البرلمان ومجلس المستشارين) والمجتمع المدني والمجالس المنتخبة في بعض المبادرات والتساؤلات الضيقة حول أوضاع الاقليم الثقافية و الاقتصادية، لتشييد البنيات التحتية من طرق و قناطر و مدارس... ،لكن للأسف فمن خلال الواقع المعاش ميدانيا و شبكات التواصل الاجتماعي تطفو صراعات سياسوية تتحكم فيها المصالح الحزبية عنوانها التراشق بنشر صور التقطت أمام مشاريع برنامج تقليص الفوارق الفردية والمجالية، والسباق نحو تبني تعميم المنح على طلبة تنغير...، و ذلك أنسى عليهم بوصلة وأهمية الترافع لإحداث الكلية المتعددة التخصصات واعطاء الأولوية للجانب التعليمي بإقليم تنغير لاسيما استغلال فترة أزمة كورونا. وهنا نستحضر استقبال السيد سعيد امزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي يوم الاثنين 11 ماي 2020 بمقر الوزارة المستشار البرلماني من لونه السياسي من ورزازات، وذلك في إطار البرنامج الترافعي ، سياسة مثمرة وكانت نتيجتها احداث المدرسة العليا للتكنولوجيا بورزازات التي كانت تتوفر من قبل على الكلية والاقسام التحضيرية، هنا يتضح الدور الفعال والهام لممثلي الأمة لتنسيق الجهود فيما بينهم بتنغير والابتعاد عن التطاحن الحزبي ومنابر المحاكم، من خلال تفعيلهم للآليات الترافعية التي هي من اختصاصهم والتي خولها لهم الدستور، ولكن للأسف على الرغم من وجود نائب برلماني الابن البار للحزب الحاكم، فلم ترى تنغير من هذه الحكومة إلا صوره الفتوغرافية بمواقع التواصل الاجتماعي لمشاريع الدولة. 3- علاقة انشاء كلية تنغير بجبر الضرر الجماعي للمنطقة يُعتبر بعد "جبر الضرر الجماعي" عنصرا أساسيا في عملية المرافعة لإحداث الكلية المتعددة التخصصات بإقليم تنغير. فإنشاء مؤسسة حيوية مثل هذه في المنطقة المجاهدة بالجنوب الشرقي للمملكة التي تتميز بطابعها القروي والجبلي الصعب والمعزول الذي كان ساحة لمختلف الحروب والمعارك لتحقيق الوحدة الوطنية التي حسمها مجاهدي وأبطال المنطقة لصالح الوطن تاركين وراءهم حفدة وطلبة، كانت وصيتهم لهم "لقد حملنا السلاح في وجه المستعمر وتم دحره من أجل أن تحملوا أنتم القلم لتحقيق التنمية المنشودة "، فإنشاؤها سَيُحَرر آلاف من الساكنة وطلبة المنطقة من عقدة الماضي والاحساس بالغبن ويحقق جبرا للضرر الجماعي، ويحميهم من الاعتداءات الجسدية من ألوان الطيف الطلابي. كما سَيُحَرر ويشجع الفتاة والطالبة القروية من الهواجس النفسية المتعددة الناتجة عن نمط التفكير السائد بالمنطقة الذي يؤثر سلبا على عملية مواكبة الفتاة لمسارها الدراسي والجامعي. يُضاف إلى ذلك كله كَوْن معظم ساكنة الاقليم لم تستفد من فترة جبر الضرر و المصالحة عبر إنشاء مرافق تهم الرقي بمنظومة التربية والتكوين كبناء معاهد عليا ومرافق بيداغوجية للغات والهندسة والطب... ، وتم الاقتصار على احياء الذاكرة الجماعية عبر احتفالات موسمية باكنيون، وتشييد مركز للمقاومة وجيش التحرير بتنغير. فأحسن هدية لأبناء وحفدة المجاهدين هي انشاء معلمة جامعية بتنغير تستوعب جميع التخصصات لكي لا يتكرر الماضي الذي حرم أجيال من الدراسة الجامعية نظرا لحرمانه سواء من المنحة الدراسية لسنوات أو بسبب عدم قدرة أسرهم على تغطية مصاريف تكوينهم الجامعي. 4- ما العمل ما بعد كورونا covid-19 للترافع حول الكلية بإقليم تنغير لخلق أرضية خِصْبة وايجابية للترافع و تجميع القوى لإنشاء كلية للتعليم العالي بإقليم تنغير في ظل المغرب الجديد الذي يؤسس للجهوية الموسعة ومستثمرين ما سينتج عن فترة ما بعد كورونا covid-19 من تغييرات في منظومة القيم والأهمية التي ستعطى للتعليم مستقبلا، فالمطلوب هو استمرار التنسيق والتعاون ما بين جميع أطياف المجتمع التنغيري من مختلف مواقعهم الجمعوية والسياسية لتجميع المعايير والرسائل التي تقنع وتشرعن لتحقيق العدالة المجالية الجامعية عبر تمكين طلبة المنطقة من الدراسة بكلية تحمل اسم أحد مجاهدي المنطقة لتمكينهم من امتلاك مفاتيح المعرفة و وسائل إنتاجها، لأنه من يملك الكلية والجامعة يملك المستقبل. والابتعاد عن التطاحن السياسوي الذي لن يزيد الا التفرقة وضياع الجهود. Read the full article
0 notes
icikenitra · 4 years
Photo
Tumblr media
تأملات كورونية: حرير الصّين الجديد (النعومة التي تلتفُّ حول عنق أمريكا) انتعشت فرضيّة المؤامرة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بتزامن مع انتشار وباء كورونا. بالنسبة للبعض، الفيروس مجرد مظهر من مظاهر الصراع بين القوتين العُظمييْن: الصين والولايات المتحدة. وحتى إن تمّ إيجاد اللقاح، المطلوبة وصفته من حوالي أربعة ملايير من البشر، فإن اشتعال حرب أخرى يظل في حساب الاحتمال. هل نحن نُجاوز الصواب، حين يكون حديثنا "مُدَرَّحا" بفرضية المؤامرة؟ بالنسبة إليّ شخصيّا، لا أفهم "المؤامرة" إلا بوصفها مظهرا من مظاهر الصراع، التي تُتنزّل وفق خطط استراتيجية، وحساب توازنات إقليمة ودولية، على مختلف الأصعدة. أتصور أن استعمال مفهوم المؤامرة، في إطار التنافس على مصادر القوة، لا يفي بالمطلوب من حيث توصيف ما حدث، وما يحدث في الراهن والمستقبل من أيامنا. الاستعمال السابق ينقل الصراع، من بُعده السياسي الموضوعي، إلى بعده القيمي الأخلاقي. حتى وإن كان تخليق السياسة أملا يُرتجى، من أجل عالم يسوده التعاون والتسامح، إلا أن حجز موقع، ضمن قائمة "الكبار"، ظل يستوجب التخطيط الاستراتيجي، الذي سرعان ما يؤول إلى مجرد "مؤامرة" بالنسبة لـ"الصغار". فعلا، الصراع ينطوي على أساليب وحشية، من أجل تمهيد "الأرض" لصالح الكبار، وبخاصة في ظل توحش الرأسمالية المغالية، وشراهة النيوليبرالية المُنفلتة. إذا تمّ الاتفاق على هذا الفهم للـ"مؤامرة"، بوصفها صراعا يأخذ معنى التخطيط الاستراتيجي لاكتساب القوة، فما أحوجنا إلى أكثر من مؤامرة، في المغرب وفي بلداننا العربية ! فحين تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الصين، بإبقائها في مستوى ستاتيكي معين، فإنما تسعى إلى صون موقعها على رأس العالم. مبدئيا، هل من حق الدولة العظمى القيام بذلك، من دون تضخيم البعد الأخلاقي؟ أتصور أن من هذا الباب، وهو مجرد باب واحد فقط، "تدخل" فرضية المؤامرة إلى حيز العقل السياسي، لدى غير قليل من الفاعلين السياسيين، والنشطاء الإعلاميين. قد يكون نشر كورونا ناتجا عن مؤامرة، خططت لها أمريكا (المؤسسة) لفرملة توسّع الاقتصاد الصيني، الذي باتت نِسَب نُمُوِّه تتجاوز نظيرتها الأمريكية (تحقيق ستّة مقابل اثنين في المائة، إضافة إلى تحقيق تفوق على مستوى براءات الاختراع، إلخ). هل واقعة نشر الفيروس، "عن عمد وسبق إصرار"، مثلا، تقلّ وحشية عن إشعال أكثر من حرب في مناطق متعددة من العالم؟ أليست الحروب الأمريكية، لما بعد الحرب العالمية الثانية، حصرا، هي الأبلغ أثرا من حيث الدّمار المُو https://www.instagram.com/p/B-yff1OniOA/?igshid=1oj19bu0xirbk
0 notes
microsyria · 7 years
Photo
Tumblr media
البعد الأخلاقي بين الغياب والحضور http://bit.ly/2AN5nxQ
1 note · View note
qudsvoice-blog · 7 years
Text
~ ثالثاً : أثر اليهود في الثورة الشيوعيّة ~ أسهم أثرياء اليهود في (أمريكا) بتقديم الملايين من الدولارات للثوّار في (روسيا) ، و من هؤلاء : (فيلكس ، أوتو ، جيروم ، ماكس ، ستيف) (1) . و في الأيّام الأولى للثورة استولى اليهود على السلطة و انتقموا من الشعب الروسي ، و قتلوا الملايين من الشيوخ و النساء و الأطفال ، و حين تشكّل المكتب السياسي الأوّل كانت نسبة اليهود على الشكل التالي (2) : لينين ... ربيب اليهود . ستالين ... متزوّج من يهوديّة . تروتسكي ... يهودي . كامينيف ... يهودي . سوكولنكوف ... يهودي . زينوفيف ... يهودي . يبنوف ... روسي . و أوجه الشبه بين الشيوعيّة و اليهوديّة كثيرة أهمّها : 1- (كارل ماركس) - و هو أب للشيوعية الحديثة - يهوديّ و ابن حاخام يهوديّ ، و كتابه (رأس المال) يعتبر توراة الشيوعية . 2- الشيوعية تمتص دماء البشر ، و اليهودية قمّة في هذا الامتصاص . 3- الشيوعية أقلية خبيثة في كل مجتمع ، و اليهود أقلية خبيثة في كل مجتمع . 4- الشيوعية تشجّع الحروب و الاضطرابات و المظاهرات و أعمال الإرهاب في غير بلادها ، و اليهود هم سادة هذا المجال و الفوضى . 5- طريق الشيوعية للسلطة هي الديمقراطية و الاشتراكية و الوعود الكاذبة ، و طريق اليهودية للسلطة هي الدعوة للديمقراطية و الاشتراكية . و مصداق ذلك في قولهم : ((الماسونيّة لا تعيش إلّا في ظلّ الديمقراطيّة و الاشتراكيّة )) (3) . 6- الشيوعيّة وليدة الماسونيّة ، و اليهوديّة هي التي صنعت الماسونيّة . 7- الشيوعيّة تعتمد على البطش و الإرهاب و القمع و الوحشيّة و الظلم ، و اليهوديّة أعطت هذه الدروس التلموديّة . على أنّ الثورة الشيوعيّة لم تقتصر على (روسيا) ، فقد امتدّت إلى أقطار أوربية أخرى ، و كان المنفّذون في كل ثورة هم من اليهود . ففي (هنغاريا) قامت ثورة شيوعيّة بقيادة اليهودي (بيلاكوهين) الإرهابي الخطير . و في (رومانيا) قامت الشيوعيّة بقيادة اليهودية (أنا بوكر) . و كذلك حدث في كل من (بولونيا) و (تشيكوسلوفاكيا) . و بعد الحرب العالميّة الثانية امتدّت الشيوعيّة لتشمل (بلغاريا) و (يوغسلافيا) و (المجرّ) و (ألبانيا) و (بولندا) و (دول البلطيق : لتوانيا ، و أستونيا ، و لاتفيا) و نصف (ألمانيا) و (الصين) و (كوريا الشماليّة) ، ثم وصل البلاء إلى الوطن العربي ، حيث تبنّى هذا الإجرام أكثر من طاغوت في هذا الوطن المنكوب ..!؟   ~ رابعاً : أثر اليهود في هدم الخلافة الإسلاميّة ~ اعترف شياطين اليهود - الملقبون بالحكماء - أنّ ذنب الأفعى اليهوديّة ثابت في القدس ، و رأسها يتحرّك في بلدان العالم ، ينفث السموم و يواصل لدغاته لكل من يقف في طريق أطماع اليهود ، إلى أن يتمّ لهم تدمير الشعوب و السيطرة على العالم ، عندها يعود الرأس إلى (( أورشليم )) ليتربّع ملك اليهود على عرش العالم ، و يحكم الشعوب من هيكل سليمان الذي يخططون لإعادة بنائه .. و صراع رأس الأفعى مع الخلافة الإسلاميّة تميّز بلدغاته القاتلة التي أدّت إلى هدم الخلافة ... و لقد تعرّض السلطان (عبد الحميد) - رحمه الله - لضغط الصهيونيّة العالميّة برئاسة (تيودور هرتزل) الذي زاره في سنتي 1901 - 1902 ، و عرض عليه السماح لليهود ب��ستيطان (فلسطين) ، مقابل كمّيّات كبيرة من أموال اليهود ، فلقي من السلطان - رحمه الله - الازدراء التام لذهب اليهود و أطماعهم و وقاحتهم . و ممّا قاله السلطان (عبد الحميد الثاني) - رحمه الله - في هذا الصدد : { انصحوا الدكتور (هرتزل) بألّا يتخذ خطوات جدّيّة في هذا الموضوع ، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض (فلسطين) ... فهي ليست ملك يميني ... بل ملك الأمّة الإسلاميّة ! فليحتفظ اليهود بملايينهم ... و إذا مُزِّقَت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا (فلسطين) بلا ثمن ... أمّا و أنا حيٌّ فإنّ عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى (فلسطين) قد بُتِرَتْ من دولة الخلافة ... و هذا أمرٌ لا يكون ! إنّي لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا و نحن على قيد الحياة . } السلطان عبد الحميد الثاني استانبول 1901 م (4) .......................................... و حينما أدرك اليهود ثبات السلطان - رحمه الله - في وجه أطماعهم زادوا من تآمرهم لإسقاطه ، و استعانوا بالقوى الشريرة في الوطن العربي و العالم التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام ، و أهمّها : الماسونيّة ، و الدونمة (5) ، و الجمعيّات السرّيّة (( الاتحاد و الرقيّ )) . و كان من أبرز أعضاء هذه الجمعيّة - مصطفى كمال - الذي تمّ على يديه هدم الخلافة الإسلاميّة و عزل السلطان (عبد الحميد الثاني) في مارس سنة 1909 . و بعد إقصاء السلطان (عبد الحميد) - رحمه الله - و نقل السلطة إلى مجرمي جمعيّة (الاتحاد و الترقّي) ، أخذت النكبات تتوالى على الدولة الإسلاميّة . و مهما قيل عن مساوئ السلطان (عبد الحميد الثاني) ، فيكفيه فخراً أن يُثْبِتَ : بأنّ القوى التي تآمرت على إسقاطه كانت معاديةً للإسلام . و أنّه صان الدولة الإسلاميّة طوال مدّة حكمه . و أنّ عمليّة التمزيق لم تبدأ إلّا بعد أن سيطر اليهود و الماسون على (الإستانة) سنة 1909 ، و ظهر دعاة القوميّة العربيّة و المخدوعون بدسائس اليهود و عملائهم ، و كذلك القوميّة الطورانيّة . و لأشدّ ما يُحزن المرء أن يرى عدداً كبيراً من كُتَّاب المسلمين يجاري اليهوديّة الماسونيّة التي شوّهت تاريخ السلطان (عبد الحميد) رحمه الله . و كم من الكتب نُشِرَتْ مُؤَيِّدَةً أكاذيب اليهود التي صوّرت السلطان بأنه : سكّير ، ظالم ، فاسق ، متوحّش . (6)   ~ (مصطفى كمال) رأس الأفعى اليهوديّة ~ كما نجحت الدعاية الصهيونية الماسونية الصليبية القومية التي أنتجها مصانع الكيد اليهودي في إلصاق الرذائل بالسلطان (عبد الحميد الثاني) ، نجحت كذلك في إضفاء جميع صور البطولة على اليهودي (مصطفى كمال) الذي مثّل رأس الأفعى اليهوديّة ، و نفّذ لدغتها القاتلة التي أدّت إلى هدم الخلافة الإسلاميّة ، و تمزيق الوجود السياسي للمسلمين . فقد كان هذا الخبيث يتظاهر بالتديّن و التعلّق بأهداب الإسلام ، و يصلي في مقدّمة الجنود - كما يفعل بع�� طواغيت اليوم - و كان يتملّق العلماء المغفّلين و الضالين و المنافقين ، و يستغلهم لشحن نفوس عامة الناس و دفعها إلى تحقيق مآربه ..! و حالما استتبّ له الأمر و أصبح أباً للأتراك - كما كانوا يسمّونه (أتاتورك) - شرع ينفّذ خطته التي رسمها له اليهود لهدم الخلافة و تمزيق شمل المسلمين ...!؟ لتقوم على أنقاضها الحكومات المتفرّقة العميلة للشرق و الغرب . و قد نفّذ خطته اللئيمة على الشكل التالي : 1- ألغى الخلافة الإسلاميّة . (7) 2- فصل (تركيا) عن باقي أجزاء الدولة العثمانيّة ، فحطّم بذلك الدولة الإسلاميّة العظيمة . 3- أعلن العلمانيّة الإلحاديّة ، و فصل الدين عن الدولة ، و انتشرت هذه البدعة الكافرة في معظم بلاد المسلمين فيما بعد . 4- اضطهد علماء المسلمين أبشع اضطهاد ، و قتل منهم العشرات ، و علّق جثثهم على أعواد الشجر . 5- أغلق كثيراً من المساجد ، و حرّم الأذان و الصلاة باللغة العربيّة . 6- أجبر الشعب على تغيير زيّه الإسلامي و لبس الزيّ الأوربي . 7- ألغى الأوقاف ، و منع الصلاة في جامع (أياصوفيا) و حوّله إلى متحف . 8- ألغى المحاكم الشرعيّة ، و فرض القوانين المدنيّة السويسريّة . 9- فرض العطلة الأسبوعيّة يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة . 10- ألغى استعمال التقويم الهجري و استبدله بالتقويم الغربي الميلادي . 11- ألغى قوانين الميراث و الزواج و الأحوال الشخصيّة المستمدّة من الشريعة الإسلاميّة ، و حرّم تعدّد الزوجات و الطلاق ، و ساوى بين الذكر و الأنثى في الميراث . 12- شجّع الشاب و الفتاة على الدّعارة و الفجور ، و أباح المنكرات ، و ضرب بنفسه المثل الأعلى على انحطاط الخلق و الإدمان على الخمر و الفساد . (8) 13- قضى على التعليم الإسلامي في جميع المراحل الدراسيّة ، و منع مدارس القرآن الكريم ، و استبدل بالحروف العربيّة التي استخدمها الأتراك طوال ألف سنة الحروف اللاتينيّة . 14- سعى إلى حذف الكلمات العربيّة من اللغة التركيّة إمعاناً في البعد عن الإسلام . 15- فتح باب (تركيا) لعلماء اليهود الذين نبذتهم (ألمانيا) و استعان بهم لتنظيم الجامعة التركيّة ، و استدعى أعداداً كبيرةً من أساتذة اليهود لتوسيع أقسام الجامعة . (9) 16- أسّس حزب الشعب و مارس عن طريقه كل وسائل الإرهاب و البطش بالشعب التركي المسلم . (10) و ليس لنا من تعقيب على إجراءات (أتاتورك) إلّا أن نسجّل قول دائرة المعارف الماسونيّة إذ تقرّر : { إنّ الانقلاب التركي عام 1918 الذي قام به الأخ العظيم (؟!) مصطفى كمال أتاتورك ، أفاد الأمّة ! فقد أبطل السلطنة ، و ألغى الخلافة ، و أبطل المحاكم الشرعيّة ، و ألغى دين الدولة : الإسلام ، و ألغى وزارة الأوقاف ... أليس هذا الإصلاح (؟!) هو ما تبتغيه الماسونيّة في كل أمّة ناهضة ..؟ فمن يماثل أتاتورك من رجالات الماسون سابقاً و لاحقاً ...؟؟ } . (11)   ~ على درب رأس الأفعى ~ لقد أحالت خطة (مصطفى كمال) تركيا إلى مزرعة يهوديّة تتحكّم فيها الدولارات اليهوديّة ذات الوجه الأمريكي . فبعد أن نزع ثوب الإسلام الذي أوصلها ذروة المجد و السؤدد . غدت (تركيا) - بغير الإسلام - مهملةً في الميزان الدولي ، ليس لها من رسالة إلّا خدمة اليهوديّة العالميّة ، و عبيدها من دول الغرب الكبرى . و أخذت (تركيا) تتخبّط في الظلام الحالك ، تعجز الملايين من دولارات الغرب عن إنارة الطريق أمامها .. و حين قامت (إسرائيل) اعترفت بها تركيا مصطفى كمال و تبادلت معها السفراء ، و تعاونت معها اقتصادياً ، و أخذت تفتح أبوابها و تسخّر أجهزتها للدعاية اليهودية ضد الإسلام ، و سمحت للرأسمال اليهودي أن يسيطر على تجارة البلاد ، حتى أصبحت (تركيا) العلمانيّة سوقاً لـــ(إسرائيل) تصرّف فيه بضائعها و تهرّبها إلى الدول العربيّة المجاورة ، كما تفعل (لبنان) و (الضفّة الغربية) و غيرها اليوم . و بعد وفاة أتاتورك - و كان جسده قد تعفّن من الخمر قبل أن تفارقه الروح - تسلّم دفّة الحكم وليُّ عهده الأمين (عصمت إينونو) الذي استمرّ يُنَفِّذ سياسة أتاتورك الخبيثة التي أدّت إلى خراب البلاد و تحويلها إلى أداة صغيرة في الجهاز اليهودي العالمي . و في الجانب الأخلاقي : سهّلت حكومات (تركيا) المتعاقبة نشر الفساد و الرذيلة عن طريق الأفلام اليهودية الداعرة بحجّة الفن و حرّيّة النشر ، و تبادل المنتجات الفنيّة و الثقافيّة (12) ، و نشر الانحلال و الفجور عن طريق الكتب و المجلات و الأفلام ... و هذا من أعمال اليهود و الماسونية الأساسية ، لتحطيم نفوس الشباب و تدمير أخلاقهم ليكونوا أعضاءً فاسدين في المجتمع ... و لا لوم على اليهود في ذلك ، لأنهم يؤدّون رسالة تلمودية هي من صميم دينهم الكافر ، إنما اللوم على الحكومات الضالعة مع اليهود لمساعدتهم على تنفيذ خططهم الشيطانية . و بعد ... فإنّ اليهوديَّ يهوديٌّ قبل كل شيء ، مهما تكن جنسيّته ، و مهما يعتنق من عقائد و مبادئ في الظاهر ليخدم باعتناقها نفسه و أمّته ، فهو يتجنّس بالجنسيّة الإنجليزية أو الأمريكية أو الفرنسية أو العربية ، و يؤيّد جنسيّته طالما كان ذلك في مصلحة اليهوديّة ، فإذا تعارضت المصلحتان لم يكن إلّا يهوديًّا ، يحمي يهوديّته و يضرب بجنسيّته عرض الحائط (13) . و اليهوديّ يُسْلِمُ أو يتنصّر نفاقاً ليُخرّب و يُفسد و يدمّر من الداخل ، و حيثما ظهر مبدأ أو دين أو مذهب علمي أو فلسفي !! هبَّ اليهود ليكونوا من ورائه ، فإذا خالف معتقداتهم هاجموه و أخرسوه (بوسائلهم) ، و إذا كان مؤيِّداً لفسادهم و شرّهم ، روّجوا له و أشادوا به . فاليهوديّ (( كارل ماركس )) كان من وراء الشيوعيّة الاشتراكيّة التي أفسدت فطرة الإنسان . و اليهوديّ (( دور كايم )) كان وراء علم الاجتماع الذي أفسد نظام الأسرة و هدمها . و اليهوديّ (( سارتر )) كان وراء الوجوديّة و الإباحيّة . و اليهوديّ (( فرويد )) كان وراء علم النفس الذي أقام قواعده على الجنس المسعور و الفساد . (14) و اليهوديّ (( دزرائيلي )) (15) كان وراء سياسة : الغاية تبرّر الوسيلة ! و اليهود يستخدمون المذاهب المتناقضة لخدمة مصالحهم ما دامت تؤدّي أخيراً إلى تفكّك العالم ، و القضاء على أخلاقه و نظمه و أديانه و قوميّاته ، فتراهم يدعون إلى الرأسماليّة و الشيوعيّة و الاشتراكيّة و الديمقراطيّة و القوميّة و الليبراليّة و البعثيّة و الوطنيّة و الوجوديّة و الملكيّة و التقدّميّة و الجمهوريّة ... إلخ ، ليجنّدوا أتباع هذه الأحزاب و النظم لصالحهم ، فيعجّلوا بقيام مملكة (إسرائيل) العالميّة . (16) و هم الذين دعوا إلى إنشاء عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى (17) . و كان أكثر الموظفين فيها من اليهود ، و هم أنشئوا مجلس الأمن و هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية (18) . و معظم رؤساء الوفود من الدول المشاركة يهود أو موالون لليهود أو تربّوا في مدارسهم . و قد اخترعوا حق (النقض) - الفيتو - و أعطوه للدول التي أحكموا سيطرتهم عليها ، ليتحكّموا في العالم كله من خلال مجلس الأمن نفسه . (19)
1 note · View note