-بمرورِ الأيَّامِ، كنتُ أدركُ كيفَ للمرءِ أنْ يصنعَ منْ طاقتِهِ للبكاءِ حبلًا يعينُهُ علىٰ تسلُّقِ الجبلِ.
-بمرورِ الأيَّامِ، عرفتُ كيفَ يؤمنُ المجنونُ باللهِ؛ لقد كانَ ذلكَ الإيمانُ دليلًا قاطعًا على عقلانيَّتِهِ.
-بمرورِ الأيَّامِ، أصبحَ عندي قناعةٌ مفادُها: أنَّ كلًّا منَّا مخوَّلٌ أنْ يحوّلَ الخواءَ الَّذي بداخلِهِ إلىٰ مصدرٍ للحرِّيةِ.
-بمرورِ الأيَّامِ، أدركتُ أنَّ الإنسانيَّةَ صفةٌ لا تمتُّ للإنسانِ بصلةٍ؛ إذْ أنَّهُ يمكنُ للحيوانِ أنْ يكونَ إنسانيًّا.
-بمرورِ الأيَّامِ، فهمتُ لماذا يهربُ الأطفالُ منَ الكبارِ؛ لطالما كانَ الخوفُ من أنْ نكبرَ هاجسًا يطاردُنا.
-بمرورِ الأيَّامِ، تعلَّمتُ أنَّ الابتسامةَ جهدٌ مضنٍ وآثرتُ أنْ أخفيَ وراءَها كلَّ معاناتي؛ لا لشيءٍ إنَّما لأنَّها هبةٌ منَ اللهِ.
بمرورِ الأيَّامِ، عذرتُ كلَّ الَّذينَ غادروني يومًا دونَ سبب ولمْ يرافقوني؛ ممتنَّةٌ للهِ على طريقتِهِ في إبعادِ الشَّرِّ عنِّي.
-بمرورِ الأيَّامِ، غفرتُ لنفسي كلَّ أخطائِها، تصالحتُ معَها وأصبحَتْ رفيقتي؛ هكذا، وجدتُ الحبَّ يغمرُني أينما أدرتُ وجهي.
| ديمة الحلبي |
16 notes
·
View notes
{ وفتناك فتونا } ..
د.كفاح أبو هنود
هل هذا هو عنوان الرحلة الإنسانية كلها ؟!
هل هذا هو طريق الأنبياء ..
حيث لا تتم المقامات إلا عبر مرارة العذابات ؟!
ما الفتنة .. وما معنى { فتونا } ؟
الفتنة ..
هي الإختبار ..
هي السلم الذي نعلو به ؛
إذا استندنا إلى جدار فيه أسرار المخاض !!!
أو هي ..
السلم الذي نسقط منه ؛
لأن القلب كان يمشي حافيا !!!
الفتنة ..
هي الإمتحان الذي يقيس خواء قدميك ،
أو قوة المخبوء في جناحيك !!!
{ وفتناك فتونا } ..
بالتنكير الذي يدل على الكثرة والتعظيم .. لأن الله إذا تعهد عبدا { غثه بالبلاء غثا وثجه بالبلاء ثجا } ؛ حتى يصبح ديمة مشبعة بالطهارة .. حيث أمطرت أبصر الناس !
ترى ..
من يزرع الصباح إلا قطرة الندى النقية !
ترى ..
من يزرع الصباح ؛
إلا الذين نجوا من ظلام الليل البهيم !!!
يا سيدي ..
بعض الطيور ممتلئة بالطيران .. وسماؤها ؛ محنة تحلق فيها ..
فإذا استقرت ؛ صارت نجمة هادية !
هل تراك تنبهت ؛
أن الروائع تستقر دوما في العمق ،
ولا يبرزها إلا زلازل الأحداث الكبرى ..
إلا لحظات الحزن الهائلة ..
تطل مثل لآلىء من عمق المحيط .. وتعطيك مكنوناتها ؛
فقد وهبتها أثمانها !!!
هل تعلم؟؟ ..
ما هو الفرق بين الحال والمقام ؟
الحال ؛ طارىء ومؤقت !
والمقام ؛ ثابت ومستقر !
وكي تبلغ المقام ؛ لا بد من جمر الإبتلاء ..
حيث لا يعبر إلا من تجذرت
أقدامهم على { الصراط المستقيم } !
يقول السلف :
" إذا رآك الله تسعى في المكاسب ؛ صب عليك المواهب " !
فقد جعل سبحانه العبور إلى المقامات المحمودة ؛
على جسر الإبتلاء !
هي سنة الله إذن ..
المهام العالية ؛ تسبقها دوما تجارب ثمينة ..
يصبح العمر حينها ؛ فيضا مختلفا .. تتكثف فيه التجارب والمعاني ؛
حيث تبدو السويعة كأنها دهورا
من أعمار الآخرين !
لا يحتمل العمر الذي تعده الأقدار للرسالة ؛ التفاتة فارغة ، ولا بطالة عاجزة !
{ وفتناك فتونا } ..
الفتنة ؛ هي الإختبار الذي يكشف عنا كل الأسرار المغلقة !
هي الإمتحان ؛ الذي ترتسم بعده اللوحة بحبر الحقيقة !
الإختبار لا يقتلنا ..
ولكنه يبعث المدفون فينا !
تحفر فينا المحن ؛
كي لا تبقى الهاوية في داخلنا مفتوحة !
صدقني ..
نحن نختبىء في السراء ؛
فتأتي الضراء لتمحو عنا الغبش ..
بل لتمحو عنا الوهم ؛
وتكتب أوصافنا الصريحة !
نحن في السراء .. مثل مسودة نص ؛ يحتاج إلى تعديل ..
وحبر الضراء ؛
هو الذي يكتب سيرتنا و تواريخنا .. وكلمات النص الحقيقية !
تشطب الإختبارات كثيرا من جملنا .. وتجعلنا ننطق بالجمل التي ولدت في عمق البئر ..
في عمق معرفتنا بذواتنا !
لماذا نرتعش أمام الامتحان ؟!
أليس هو الذي يجعل أعيننا ترمش بقوة لرؤية الحواف ؛
كي لا نسقط عنها !
الإمتحان ..
هو الذي يقود خطواتنا للسير إلى
أبعد مدى ؛
حيث تنتظرك دهشة النتائج !
الإمتحان ..
هو حرائق مشتعلة ؛ يجتمع بعدها كل رمادنا ..
ليكون هو ترميم عبورنا !
تتشقق أقدامنا في مضمار السباق .. نتمزق في لجة الغرق ..
نئن من ثقل الأحداث ..
لكننا نبصر بعدها ونرى رقاع ثيابنا !
نحن نتنفس تجاربنا !
هل تعلم ..
أن هواء الإبتلاءات يجبرك على الصمت ..
ويعلمك كيف تصغي للضائقة ؛
حيث ثمة لغة أشبه بالشوك الذي يوقظنا كي يوقفنا !
لاشيء مثل الإمتحان ؛
يجعلك صامدا دون انحناء مهما حفرت القيود في معصميك !!!
يصهرنا الله ..
حتى لا نكون إسمًا منسيا ..
حتى لا نكون قبرا منسيا !
الإبتلاء ..
"هو تمام نصرك وعزك
" ؛ إذا عرفت كيف تغادر شرنقتك !
ربما تبقى في العراء قليلا ؛ ويوجعك الإنتظار ..
لكن ثيابك لن تكتمل ؛ إلا بالإبتلاء !
في الإختبارات التي نمر بها ..
لا بد أن شيئا منا يبقى فيها ..
وهذا هو معنى الذكرى الحية ..
الذكرى التي لا تتوقف عن الهمس !
بعض الإمتحانات تنتقل إليك ..
تتسلل ؛ مثل المشاعر بهدوء شديد ..
ثم تحتلك أو تستوطنك !
نبتسم لها إذ تنتهي ؛ ففيها بَعضُنَا .. آهاتنا ودموعنا ..
والكثير من جهادنا !
نلتقيها هكذا نظن ..
لكنها في الحقيقة ؛ تلتقطنا كأقدار جاهزة لصناعتنا ..
تؤوينا مثل شي من ثيابنا التي نحنو علينا ؛ فتستر عوراتنا ..
إذ كنّا قبلها بثياب ناقصة !!!
{ وفتناك فتونا } ..
هي جوهر التربية القرآنية ..
هي معنى ؛ { ولتصنع على عيني } !
هي التربة ؛ التي ينبت فيها أسرار قمحنا المولود !
هذه الآية لك ..
هي توبتك وأوبتك ؛
اذ سمعت صوت النقص فيك جليا !
هي خطؤنا الذي يحيينا ..
و هي السبيل لإكتمالنا !
يا سيدي ..
البطولة ؛ أن يكون لك من ميراث النبوة أوفر النصيب ..
أن تكون في رعاية الله ؛
حتى ينبتك الله { نباتا حسنا }
2 notes
·
View notes
على هامِش رأس السّنة الميلادية..
نَحنُ نُؤرِّخ تاريخَنا؛ بالمعارك التي صَنعت مَلامحِنا!
نحنُ نؤرّخ ابتداءنا.. بقرارات الوَعي؛ مثل البِعثة ، والهِجرة، وفتحِ القُسطنطينيّة، و صَوت الخَيل في حِطِّين!
وَحُقُّ لـِـ (٧ أكتُـوبـر)؛ أن تكونَ بـدءَ أعمارِنا!
نَحنُ نؤرِّخ حياتنا.. بِمَحطات الألم.. التي تنفَجِر مَلحَمة؛ يظلُّ هديرها في صَفحة التّاريخ!
تاريخك..
هو لهاثٌ يَتراكم.. فإذا نظَرت بعدَ السَّعي؛ وجدْتَ نفسك بعيداً عن السَّفح.. حيثُ غالب النّاس يتكوَّمون!
تاريخُك..
هو حَفرٌ صامت في تَشكيل لوحةٍ؛ تستحقُّ أن تنضمَّ الى مشاهدِ النّعيم!
تاريخُك..
هو ذلك الرُّكام الهائل من الكُتب التي مَنحْتَها عُمرك؛ فَمنَحتك مِفتاح الخُروج!
تاريخُك ..
هو تِلك الُّلقيمات التي انتشرت في أجساد الجَوعى؛ فاشتدَّ بها العَظم، و وقفت الأقدامُ بعدَها للصَّلاة!
تاريخُك..
هو تِلك السُّويعات؛ التي انهمَرْتَ فيها نوراً على القناديل المُنطفئة في أيدي المُتعثِّرين!
تاريخُك..
هو قرار التّفرد في اليَقظة؛ اذا عزَف القومُ أغاني السّبات!
تاريخُك..
هو أنتَ و ليس هُمْ.. هو كلّ مقاومة لإغراءِ البقاء في مُنتصف الصّعود!
تاريخُك..
لا يبدأ من رأسِ السَّنة؛ فأنتَ مَن تُحدد رأسَ الفَيضان في عُمرك ، و تَرسُم خَارطة الشَّلالْ!
قلائل..
من يَعيشون أعمارهم؛ ديمة ثريّة بالمَطر !
قلائِل..
من تكون أعوامُهم مواسم خَصْبة؛ لشجرةٍ طيّبة، أصلُها ثابتٌ في الارض، وفرعُها في السّماء، تؤتي أُكُلَها كلّ حينٍ بإذن ربِّها!
المُتّصِلون بالسَّماء..
مواعيدهم في الإبتداء مُختلفة!
مواعيدهم..
تَفيضُ بهم؛ كأنّهم هُمْ سرّ النَّماء !
معذرةً يا رأسَ السّنة الميلاديّة..
فالميلادُ .. لا يُعرَف بالألوانِ وصيحات الطفولة ؛ وإنّما يُؤرَّخ بالإنجازات!
(٧ أكـتُـوبَـر)..
بدءُ تاريخٍ بأكمَلِه!
#د_كِفَاح_أَبوهَنّوْد
2 notes
·
View notes