قال لماذا هذا الصمت..؟؟!! أي صمت؟؟!!...ألا تسمع نبضي يعزف لك لحنا...وفؤادي يهتف بك لهفا...وروحي تحوم حول روحك حوما....وترقص على نغمات حبك رقصا...وقلبي يخفق لك عشقا...بال ..أذا أهدئي وكفانا فوضى...
أبدو مرتبة أنا من الخارج، أنيقة التفاصيل في معظم الأحيان: أنتقي بدقة ألوان ملابسي، أهتم بتسريحة شعري، وشكل مساحيق التجميل على وجهي. أخرج لهذا العالم المجنون بكامل إيجابيتي وجاذبيتي وهدوئي. ألقي التحية على الناس بكل شغف، ولا أبخل على أحد بابتسامتي، أواسي هذا وأستمع لذاك....، ��كنني من الداخل فوضى عارمة، فوضى من المشاعر والأحاسيس، عواصف، براكين، زلازل وانجرافات، امرأة تحارب الأقدار وحيدة بقلب طفل وعقل عجوز، امرأة سلبتها الأيام سلامها الداخلي ولا تدري إلى أي وجهة تذهب أو ماذا تفعل لترمم هذا الخراب المستديم في داخلها!
بقايا امرأة تصارع شتى أفكار الاكتئاب نهارًا وأشرس الكوابيس ليلًا.... امرأة منظمة المظهر ومبعثرة السريرة، امرأة براقة من الخارج ومنطفئة من الداخل، امرأة تقدم لغيرها ما تعجز عن وهبه لنفسها، تناقض رهيب أليس كذلك؟
لكنني إنسانة مؤمنة، مؤمنة أن أقدار الله سارية لا محالة، وأن دوام الحال من المحال. سيبدل الله أحوالي إلى الأفضل (أكيدة أنا من ذلك) وسيصالحني القدر يومًا ما. ستبتسم روحي تمامًا كما يفعل ثغري أو أكثر، وسأستعيد سكينتي وسلامي شيئًا فشيئًا. سيزهر الربيع في قلبي ويبدلني الله بالأنهار والسهول بدلًا من العواصف والبراكين. سيزدان عمري بالورود، ستوزرني الأمنيات والأحلام ليلًا، وسيعود بريق قلبي وتوهج روحي نهارًا. سيكافئني الدهر يومًا على صبري وسيصبح داخلي منظمًا تمامًا كخارجي، وسينتظم نبضي وسأتنفس تنفس السعداء!
على يقين أنا من ذلك لأن وعد الله حق "إن بعد العسر يسرًا، إن بعد العسر يسرًا".
أنا - يا كُلي أنا - كمن يتسلق جبلاً أو إثنين حتى يصل إلى القمة، فيسقطُ ( متدهوراً) ليغرق في أعماقِ بحارٍ، ويحلو له الغرق!
أنا - يا عُمري أنا - بكُل لحظة أحبكِ، نعم بكل لحظة وليس بكُل ثانية، فاللحظة وحدة زمنية قديمة تساوي من الثواني تسعون!، فأنا - يا نبضي أنا - في وحدة زمنية واحدة - لحظة - أُحبكِ تسعون مرة!.
أنا - يا مُنية القلب - حين أراكِ ينعقدُ لساني، حين أراكِ تُزهر الورود في يدي، تبدأ الحياة حين أراكِ، وحين تراني عينيكِ أمتلكُ - يا دنياي - الدنيا!
إذا إجتمعنا - أنتِ وأنا - تحت سقف واحد، وبين جدران أربع!، هل سنكون مُحبان أوعاشقان!، أو هل ستُصيبنا لعنات العِراك ؟، الحقيقة المؤكدة أننا - أنتِ وأنا - سنكون روح واحدة في جسدين، يجمعنا مكان واحد، زمان واحد، ويُغلفنا ذلك الإحساس!
قبلكِ - يا حياتي - كانت الحياة كئيبة، قاسية، فارغة، مُملة، قبلكِ كانت الحياة ليست بحياة!، ومعكِ صارت الحياة - يا حياتي - حياة!
وختاماً أسمع البعض يتحدثون عن النهاية السعيدة، أبتسم ثم أضحك، لا يعلمون أنكِ - أنتِ - البداية والنهاية، وأنتِ - يا عُمري - السعادة بكُل ما تحمل الكلمة من معانٍ !!!