jayz4

[jayz4]

يوم اعتيادي

أحيانًا أنظر لحياتي من على ارتفاع، ويسقط قلبي من كل ما مر بي، وأفكر بما أفعله، وأني في كل يوم أكرر كل الأحداث، هل سيبقى اليوم كأمسه؟ وماذا سيحدث بعد سنة؟ ويتسلل شعور الفتور، غالبًا تحصل كل هذه الأحداث بدون وعي، تتسلل وتغزو ببطء تفكيرك، وأنت تقف هنا تنتظر الإنقاذ والخلاص.

The Ordinary - Alex Warren

أحب الأغاني التي تسرقك من مقدمتها، إيقاع موسيقى البداية تمنعك من ضغظ زر "التالي"، ويخطفني المقطع الأول، فيقول: سنحوّل، ونلوّن، ونُقَلِّب، الشيء الاعتيادي لأشياء عظيمة؛ ستحل أمور سيئة، رتيبة، أو فاترة، لكننا سنجعلها أجمل ما يكون، سنمسك الوضع الحالي، ونعيشه كأحلى يوم في حياتنا.

"We'll make the mundane our masterpiece"

أتحمس بسرعة، يمكن أن تطرح الفكرة وأنفذها معك في نفس اللحظة بدون أي حساب للتبعات، أعجبتني؟ يلا! وكل شيء يقف في طريقي يمكن التعامل معه. نحن نستطيع!

كذلك، يمكن تثبيطي بسرعة، لذلك فعلّت رادار شخصي، ينتبه للمحيط الخارجي، ويعلِّم على كل شيء لا يتناغم مع "جوي"، وأستطيع الخروج من أي مكان وأي موقف لا أهوى البقاء فيه، الأولوية القصوى لهذا المزاج أن يظل عاليًا.

أتحمس ليوم الخميس، لليلة الخميس بالتحديد، لليلة بدون عواقب، لنهار الجمعة، وفطوره، اليوم الوحيد الذي أستطيع رفع الستائر، وفي رفع الستائر بهجة خالصة، تضيء أشعة الشمس الغرفة، وينتعش كل شيء فيها.

أؤمن أن تكرار الحياة والطقوس اليومية قد يكسبها جزء من الملل والاعتيادية "الروتينية" المسلم بأمرها، لكن، لكن! أن تعيش اليوم وأنت تقدر على الحركة، وبصحتك، ترى الشمس والسحب، تقود سيارتك أو أحدهم يقلك، تنام على السرير، أحاول التركيز على الأشياء الصغيرة، وألا آخذها كأمور مسلم بها، بل هي نعمة وضعت بين يدي، وعلي تقديرها، لأن في تقديرها سعادة، كفتح النافذة عند بداية اليوم، أو وصول طرد كنت تنتظره من فترة، أو سماع أغنية جديد، أو غداء والدتك، ترتدي ثيابك وهي على قياسك، كلها أشياء بسيطة، إن تفكرت بها أشعر بسعادة ورضا، أشياء بسيطة، ولكن غير مسلم بها أبدًا.

ويكند سعيد. x

[jayz4]

مذكرات مايو

نحن في ثاني أسبوع في يونيو، هل يصلح نتحدث عن مايو بينما بدأنا يونيو؟

هايلايت الشهر

سخر لي ربي الفرصة الطيبة لإدارة أحد المشاريع المميزة، كان هذا ثاني مشروع في نفس المجال، حدثت الأشياء بسرعة، وفي آخر لحظة، لكني أرى أن النتيجة كانت وكأنه مخطط لها من فترة. أفضل جزء أحبه في العمل على المشاريع هو فوضوية البدايات، كرسمة مخطط بدأت بعمل الدوائر الفرعية، ثم تصل لمرحلة، يبدأ كل فرع يقترب من الدائرة المركزية، كل دائرة فرعية يكون تحتها أشخاص يتحركون بثبات وعزيمة ليكملوا خطهم. أجد بهجة خالصة في العمل الجماعي لا تقارن بأي شيء آخر. تحركني الأهداف المشتركة والنية الصافية للإتقان والتسليم.

خدمة العملاء

يقول بشكل دائم أن وظيفة خدمة العملاء من أكثر الوظائف التي تشهد تغيرا دائمًا، فلا يبقى موظف خدمة العملاء في وظيفته لمدة طويلة.

أستحضر أكثر من موقف، خصوصًا في هذه الأيام، مواقف حقيقية لقلة كفاءة موظفي خدمة العملاء، حيث عوضًا عن أن يرشدني ويجيب على تساؤلي، يطلب مني إرسال إيميل أو محادثة الروبوت في التطبيق، ما فائدتك؟ أعتقد والله أعلم أن نظام الشركة يحتاج إلى تغيير، ولا توجد إدارة مهتمة بقسم خدمة العملاء، سبب آخر أفكر فيه دائمًا هو وضع مقاييس لا تؤدي لنتائج حقيقية، أي أن يحاسب الموظف على عدد "التيكيت" التي تعامل معها في اليوم، عوضًا عن التركيز على رضا العميل وكيف تم حل مشكلته.

أتذكر مشكلة مع إحدى خطوط الطيران، أحدهم فتش حقيبتي، وفتح حقيبة مستحضرات التجميل، وترك اللوس باودر "لوس" فانتشرت البودرة على كل محتويات الحقيبة. اضطهاد، كأن يدخل أحدهم منزلك عنوة ويقلب محتوياته، والمزعج، أو دعونا نقول موقف تركك تدعي على قلة الأمانة وعدم الكفاءة، هو أنني لم أستطع رفع شكوى. شركة الطيران لا ترد، وحين ردت أخبرتني أنه الخطأ على المطار، وحين اشتكيت للمطار، أخبروني أن الخطأ على شركة الطيران.

جائزة احباط الشهر

مندمجة في مسلسل أشاهده يوميًا بهوس، شعور الحلقة بعد حلقة، صراخ داخلي عند كل حلقة، وضغط زر "الحلقة التالية"، وما علي لو تأخرت في النوم أو موعدي أو إللي يكون. وفي الموسم الأخير قتلوا البطل الرئيسي، ليس بسبب قصة المسلسل، لكن بظرف خارجي. حسبنا الله ونعم الوكيل. لا أستطيع إكمال المسلسل الآن، أشعر بخواتيم غير منتهية، جاني إحساس إني بعطس، لكن ما عطست.

القلب الأبيض

في زاوية الحي يقع "وايت هارتس"، نزوره وسط اليوم لكوكيز ساخن مع آيسكريم باااارد، تتدفق السكريات داخل جسدك معطية شعور بالطاقة، أو أن مداهمة الروتين هي من تعطيك الطاقة؟ أو ربما الصحبة؟ أو برودة الآيسكريم في صيف جدة؟ أو ربما الأربع أسباب!

سَم!

شاهدت فيديو يوتيوبي هذا الشهر بعنوان: "كيف تحصل على ما تريد" جوّي.

الآن، كيف تحصل على ما تريد؟ أطلب. لا لا جديًا، شيء رغبت فيه، ربما تستحقه، وربما لا تستحقه، شيء قد يكون صغير جدًا، غير مهم، ولكنه مهم جدًا لذرة من كيانك، أو شيء كبير سيغير حياتك، كيف تحصل عليه؟ أطلب.

عندي مثابرة، ربما هي ميزة، لا أمِلْ، لا أتردد، أصر، نفسي طويل، والحمدلله، حتى حين يملُّ السائلون، ويطلبون مني ترك المواضيع، لا أسمعهم. الطلب هو السبب الذي سيجعلني أحصل على ما أريد. أطلب، دائمًا، حتى لو الفرصة بعيدة أو ضئيلة، وجدت هذا الفيديو، وكان بمثابة تعويذتي، أطلب، حتى أنول. وسأفوز.

لأختم التدوينة، أنا في سعي لأستمر بالتدوين، في سعي لأكمل ما بدأته، أفكر بصوت عالي، ومهما مرت السنوات وتغيرت، فإن التفكير بصوت عالي يبدو أنه لا يزول، وإن لم يسمع أحد! أعرف أن صوتي يجد أحدهم صدفة، ويرافقه في بعض أيامه، تأتي الناس وتذهب، وأنا هنا. آمل أن يجدك صوتي في أحد الأيام ويكون لك مؤنسًا كما كانت كتاباتي مؤنسة لي.

ماهي مذكراتك من شهر مايو؟

ويكند سعيد. x

[jayz4]

آه ما أرق الرياض

في المرة الأخيرة التي سافرت فيها للرياض وجدت نفسي في فراش المستشفى وعطلة مرضية امتدت حول ثلاث أسابيع. لذلك، حين أخبرني أن علي الذهاب للرياض، انكمشت.

"كثيرًا ما يتراءى لي فندق الدولفين في أحلامي. وفي هذه الأحلام أجدني هناك عالقًا في بعض الأحداث المتواصلة. كل شيء حولي يقول إنني جزء من هذا الحلم المستمر. أجد الفندق دائمًا يحوطني من كل جانب. أستشعر نبضاته وحرارته. وفي أحلامي أجدني جزءًا منها.

أصحو من نومي، ولكن أين أنا؟ إنني حتى لا أفكر في ذلك، سألت نفسي بالفعل ذلك السؤال: أين أنا؟ وكأنني لم أكن أعلم: إنني موجود. في حياتي. ووجودي هو مظهر من مظاهر العالم. لست أستذكر ولو لمرة أنه سبق لي أن وافقت على هذه الأمور أو هذه الحالة أو مجموعة الأحداث هذه التي أظهر فيها."

أحاول ألا أفكر، كلما فكرت ارتبكت، لعل الإجازة المرضية كانت ثلاث أسابيع، إلا أن المرض امتد أكثر من ذلك، وأعتقد أنه لا زال حاضر، سيأخذ وقت حتى يختفي نهائيًا ويصبح مجرد ذكرى قديمة.

فتشت عن المرة الوحيدة التي كانت زيارتي فيها ممتعة ومريحة، وحاولت اتخاذ نفس الخطوات، بالحرف، حتى أني طلبت نفس الغرفة، لكنها لم تكن متاحة، لا بأس، مضت الأمور على خير ما يرام.

"اشبو دا"

لا أقولها. أقولها مزح، محاكاة لسخرية: "جداوي من جدة". قلتها بالصدفة خلال رحلة الرياض، وقالت "أول مرة أسمعك تتكلمي جداوي"، إيوا نعم، تختلف اللهجة باختلاف الأماكن، فتثقل اللهجة، ويتغير النطق، تبدأ الحالة من قبل الرحلة، ويعايروني على طريقة النطق الغير مألوفة. عَرَفت؟

أتذكر أحد العملاء، طلب مني اقتراح هدية لمناسبته، فأعطيته "حامل للجوال والنظارة"، اتصل علي، واسترسل يشرح: "أنتِ من لهجتك باين من جدة. شوفي أنتم بجدة تحبون الاكسسوارات الزايدة، يعني حتى ثيابكم مطرزة، بينما حنا أهل الرياض ثوب أبيض وانتهينا، ناشفين." بمعنى أن الاكسسوار الذي اقترحته لا يتناسب مع فئته المستهدفة، خسر اقتراحي وفزت بقصة ظريفة ووجهة نظر.

بين "آه ما أرق الرياض" و"جداوي من جدة"

أقلّب الأغاني بجوالها، وفجأة تظهر أغنية "حواري جدة" ياللبهجة! انصرفت أغني بصوت عالي في السيارة وهي تحاول فهم الكلمات بين ضحكي وراب كلاش!

يمكنك أن تخرج الجداوي من جدة، ولكن لا يمكنك أن تخرج جدة من قلب الجداوي

You take the man out of the city, not the city out of the man - End of Beginning

ظهرت مقابلة لمعنى الأغنية، يقول المغني –والكاتب والممثل في مسلسل سترينجر ثينقز-: "جاءتني فرصة العمل في مسلسل سترينجر ثينقز، فقفزت نحوها دون تردد، هاربًا من وظيفتي في مجال المطاعم. ولم أدرك حينها أنني لم أترك مجرد وظيفة، بل تركت حياتي وعالمي كله، وانتقلت إلى حياة جديدة تمامًا."

 كما يقول "نهاية البداية"، وكيف أن الخطوات الكبيرة بعضها لا تدرك حجمها إلا بعد أن تخوضها وتسترجعها في سنوات لاحقة، كلنا واجهنا نفسنا نقف فجأة في وسط حياتنا، نسترجع الماضي، وندرك حجم الفوهة التي تجاوزناها، تغير عالمك جذريًا، وتجلس في حالة تأمل لما كان.

طوال الرحلة كنت أركز على خطواتي، أن أقوم بكل ما هو سليم، أتبع نفس الخطوات التي ستعيدني سالمة إلى جدة، أعدد النجاحات، وأشعر بألم في قدمي لكني لم أتوقف لحظة واحدة، أخذت راحتي في الالتزام بمواعيد العمل، والاستغراق في النوم بعده، وزيارتي للأهل والأحباب، نفس الخطة الأولى. ركبت الطائرة بعدة حلقات محملة، ورواية شيقة، إلا أني قضيت الساعتين أكتب في دفتري وأنا أستمع للأغاني، 6 صفحات، أتذكر جلوسي على مقعد الطائرة بضماد المغذي، واليوم أنا نفس الشخص إلا أنه يبعد أميال عما كان عليه.

ويكند سعيد. x

[jayz4]

حتى إشعار آخر

عندي أسئلة، أسئلة كثيرة، يمكن الإجابة على بعضها، وبعضها في علم الغيب. أسأل طوال الوقت، أسأل نفسي، أسأل أمي، أسأل أصدقائي، أسأل زملائي. لا أسأل كل الناس كل الأشياء، أسأل القلة العزيزة من الأسئلة العميقة.

أسأل عن مسافة الطريق، أسأل عن الخدش في الجدار، عن العقبة والحشرجة، عن سائر لم يجد طريقًا سالكًا، لربما هو ضائع وليس عابر، يسأل عن الطريق وعن الوجهة، يهاب الوجهة، يهاب كل الوقت الذي يستثمره في الطريق المؤدي للوجهة. الوجهة مخيفة. هل الوجهة صحيحة؟

أقرأ وأسأل، تتحدث وأسأل، عقلي يسأل، والإجابة ليست بقريبة، أبحث بعمق، أحيانًا يحرجني السؤال والانكشافية، لكن تقتلني اللامعرفة، قوقل لا يعرف كل الأجوبة، شات جي پي تي لا يعرف كل الأجوبة.

أكتب لأن عقلي لا يكف عن التساؤل، بعض الأسئلة، تبقى بدون أجوبة .. حتى إشعار آخر.

— ويكند سعيد مــو حيران ولا حران.

[jayz4]

اللامتوقع

المتوقع رائع، الخطوات تعرف إلى أين تتجه، تتحول التحركات كلها إلى تحركات روبوتية، حتى أن العقل لا يفكر بالفعل، الجسد حفظ الفعل، وهو الآن على وضعية التكرار، بينما يتجول عقلك في كل مكان.

قبل عدة أسابيع شاهدت تيك توك أجنبية تذكرنا أن نغتنم رصيد إجازتنا، وألا يكون عند الحاجة، أي عند المرض –لا قدر الله-أو عند وصولك للعجز المطلق، ولكن كل مرة والثانية، إن شعرت بالتعب، خذ إجازة لا تنتظر.

Career of Evil

قراءة الرواية يشبه شرب القهوة، فحتى بعد انتهائها يبقى حضورها في أيامك، الرواية تتحدث عن الأحشاء والدماء وشيطان مجنون، أوقفتها قبل عمليتي بفترة وبعدها بفترة فهذا العقل والقلب لا يحتمل استرجاع الذكريات المفاجئة، كنت أجد صعوبة في إغلاق القصة على نهاياتها، ما مدى إعجابي بالرواية؟ طلبت الرواية التي بعدها.

Sabrina (1995)

وجدت "صوت" مأخوذ من الفيلم يقول "في وقت متأخر من الليل، هناك شخص يعزف أغنية لا في إن روز، وهي جملة فرنسية المقصد منها: أرى العالم ورديًا، وتختصر هذه الجملة كل ما أشعر به." شاهدت الفيلم لأن الصوت أعجبني، وفكرت بفترة سابقة حيث كنا نشاهد، ونقرأ، ونسمع، لنشعر بالإلهام لنكتب، ونحلل، ونتحدث، بينما الآن، تأتينا الفكرة مقصوصة جاهزة وجميلة، وسهلة الاستخدام، فأبحث عن مرجعها، وأتعمق فيه، لأستمتع بظهور النص المألوف فجأة.

View this post on Instagram

A post shared by Khadijah. (@whiplashsh_97)

إن شفت شي في طريقك وأعجبك، شلَّه!

جاءت الأغنية في سياقات عديدة، المضحكة أشهرها، أستمع للأغنية، وأستمتع بطريقة الأداء، يقول:

يحيى عمر قال يا طرفي لما تسهر .. وإن شفت شي في طريقك وأعجبك شله

"يحيى عمر" هو الشاعر كاتب القصيدة، ينصحنا، يحفزنا، يشعللنا، ويحثنا على اغتنام الفرص، عند ظهور الفراغ، تحرك، انطلق، أجري، وكن أنت من يملأ الفراغ، إن رغبت في شيء ما، فأسعى له، حكمة بسيطة جدًا، أيش المشكلة؟ لو رغبت بشيء ما فخذه! لكن التعقيد يكمن في بساطتها. أجلس نهاية اليوم أتذكر مقطع الأجنبية التي تخبرنا أن نغتنم رصيد إجازاتنا، وأتغنى بـ:إن شفت شيء في طريقك وأعجبك شلّه .. إن كان عندك رصيد إجازة فخذها ياحبيبي وتهنى جعل محد يتهنى غيرك!

ويكند سعيد X

[jayz4]

العودة للروتين

تعود الحياة إلى روتينها بعد العطلات، وتعود معها الوجوه المألوفة، الطرق المعهودة، وصوت المنبه. العودة للروتين مريحة للبعض، وصعبة على البعض الآخر.

مرّت عليّ عطلات كنت متحمسة فيها للعودة للعمل، ومرّت أخرى كنت أمقت الرجوع بكل ما فيه. أحيانًا أكون سعيدة بالعطلة ومتحمسة للعودة بنفس الوقت، وأحيانًا أشعر أني أريد تجميد الوقت والبقاء في اللحظة لأطول فترة ممكنة. أعتقد أني لست الوحيدة التي تراودها هذه المشاعر. فـلماذا نشعر جميعًا بهذا التناقض؟

الحقيقة أن الروتين لا ينكسر، بل يتبدل. العودة للدوام تعني في الوقت نفسه قطع روتين الإجازة. نعم، حتى الإجازة روتين! وهذا بحد ذاته فكرة مثيرة!

لكن... لماذا ننزعج أحيانًا من فكرة العودة للعمل؟

أحيانًا يكون السبب:

أن العمل ما صار يرضينا أو يشبعنا داخليًا، فنشعر أنه بلا معنى حقيقي. يمكن يفتقد للتحدي، أو ما يحفزنا، أو ما فيه هدف واضح.

أو يكون فيه شيء سلبي: بيئة غير مريحة، مشكلة معلقة، أو حتى شعور بعدم الانتماء.

في هذه المرة، أخترعت روتين جديد، تتسلل الأشياء الصغيرة وتندمج في روتين مذهل، قضيت على روتين الإجازة بيوم على شط البحر، الهواء نقي، والبحر حقيقي، والجو غيم، وهو نعمة في أجوائنا الحارة، تطل علينا الشمس كل ساعة، ثم تختفي. ترتيب الروتين الجديد كان عبارة عن إضافة عادات جديدة، تشبه أيامي العادية، لكنها ثابتة، فأستيقظ مبكرًا، اقرأ الذكر بعد الصلاة، ثم أستمع لفيروز عند إعداد الإفطار، وأشاهد على التلفزيون برنامج ماستر شيف الأمريكي، أنوّع بالأطباق، كلها تحتوي على البيض والشاي، أفضل مكونات الفطور بلا منازع! أعمل لتسليم تقرير مهم هذا الأسبوع، فأتذكر يوم البحر كلما خبت الطاقة.

غمّض عين، فتّح عين، وصل الخميس! أنتهى أسبوع كامل بدون أي موجات شديدة، أجزم، أن لكل شخص يتأمل أيامه وحياته، يقود للمنزل في آخر يوم الخميس وهو يتلذذ بانتصاره. عشتم!

ويكند سعيد. x

[jayz4]

اجتمعت النهايات

اجتمعت النهايات، نهاية رمضان، نهاية الشتاء، نهاية العيد، ونهاية العطلة!

نعتقد أننا نسير في خط، في ممشى خطي، للأشياء الخطية بداية ونهاية، نستقبل البدايات بلهفة، وحين نقترب من النهايات يجتاحنا الحزن.

أمر على موقع عنوانه "أختر طريقك بحكمة" يطرح مقالة قصيرة بعنوان: "هل تفضل المسار الخطي أو الدائري؟" يقول أن المسار الخطي عادة له نقطة بداية ونقطة نهاية، وإن اخترته عليك أن تخطط لما بعد النهاية، ربما خطتك الانتقال لمكان آخر، أو المبيت في أحد الأماكن، وتأخذ احتياطاتك بطريقة المواصلات، نقطة النهاية لها وجهة أخرى دائمًا، فلا يمكنك البقاء بنفس طريق النهاية إلا إن خيّمت هناك. بينما المسار الدائري معروف طريقه، فتعود لنقطة البداية دائمًا، تدور الحياة في مسار بدون بداية ولا نهاية حرفية.

بعد ختمة القرآن، وقراءة الدعاء، نقرأ الفاتحة، وأول عشر سور من سورة البقرة، في عمر أصغر سألت: لماذا نقرأ من جديد إذا انتهينا؟ أجابوني: لئلا تقطعي حبل الوصل، لتعطي لنفسك بداية جديدة لتكمليها.

أعجبني وصف المسار الخطي، يبدو أنه ليس النهاية الفعلية، بل مفاجأة في آخر المسار، لكن الحياة ليست خطية، ولا دائرية، هناك سير مستقيم، ثم هبوط اضطراري، يليه صعود صاروخي، مسارات خطية دائرية مثلثية مربعية، رواية لا تنتهي إلا بمماتك، موت الشخصية الرئيسية، يا لروعة شعور الشخصية الرئيسية، عينك على الشخصية الرئيسية.

اجتمعت البدايات، بداية الربيع، بداية الصيف، بداية الربع الثاني من السنة، بداية حياة مختلفة، رائحتها عشب أخضر غزير، ثم بحر مالح، يتبعها مثلجات باردة، وحبحبة صيفية.

ويكند سعيد. x

[jayz4]

بين أهلًا ومهلًا

براحتي

تعلّمت أختي الصغيرة عبارة ترددها بين وحين وآخر: "ممكن تخلوني آكل براحتي" مقلِّدة إحدى برامج الكرتون.

نضحك في مرات، وفي مرات ننهرها عن قول هذه العبارة، وفي مرات كثيرة، أجدني أرددها بيني وبين نفسي. ممكن تخلوني لوحدي براحتي؟ في فترة الصيام أعتبرني شبح، لا وجود له، لا تكلمني، لا تتفاعل معي، لا تقترب مني، سأرد عليك، وأتفاعل معك، لكن إن كنت "على راحتي"، فسأختفي من الوجود. أوقات العمل المتاحة هي بعد شرب كوب الشاي أما غيره فالمعذرة موظفينا في خدمة عملاء آخرين.

أمي والإجازات خطان لا يلتقيان

أصل اليوم، والطاقة تحت الصفر، انعدامية في الرغبات، وفقدان للشغف والاهتمام.

أشاهد مقطع على التيك توك لابنة ووالدتها تقول لها: "ممكن أعرف ليه تبين إجازة بعد اليوم وبكرة؟ رشح عادي يا أمي هذا ما يسمى تعب، التعب الله يعلم بحالهم إللي بالمستشفيات وبالأجهزة وحالتهم حالة، هذول الل�� يتسمون تعبانين، لكن يجيك احتقان أو شيء، هذا أبدًا ما اعتبره تعب."

رسالة أسى

أجلس مع حزني، كرفيق يمسك بيدي حيثما ذهبت ورجعت، نستلقي على نفس السرير ونفكر، لا نستطيع النوم، نفكر، ندور في دوائر، في كل الغرف ندور، ونتحدث، نتحدث عن سبب حزننا، وكل ما يحيط به، نتحدث عن عدم مقدرتنا على الخروج من الدائرة، وعن الظل الذي يتركه على أيامنا، يجلس معي على المقعد الأمامي للسيارة، في طريقي للعمل، وحين أعود من العمل، يقف فوق كتفي، ويتعبني، أفكر بأفكار لا أحبها، وتخرجني عن سياقي، وتهتز سكينتي في أكثر مكان أسكن إليه. أحاول التحدث معه، تهدئة صوته في أحيان، ونهره في مرات، أتحدث بصوت عالي عنه معها، لعله يستحي ويختبئ، ولا يختشي أو يختبئ. أحزن أكثر قليلًا مما أستطيع تحمله، ولكن، لا بأس.

لكِ

أفكر أني أهتم بنفسي واحتياجاتها، وأحاول قدر المستطاع سماع الصوت -والأصوات- الداخلية، أقف لأدافع عني، حين تتأذى أحلامي الصغيرة، ألا يحدث معك أحيانًا أن تتأذى من شيء ما، وحين تفكر بالموضوع تجد أن الوجع أقوى من الضربة، وحين تبحث وتتأمل أكثر فأكثر تكتشف أن الألم جاء لأن نسختك الصغيرة هي من تأذت؟

بلا وعي أشتري بعض الأشياء الصغيرة، وأجدها مسرة صغيرة تضيء يومي، أقرر وبمساعدة وتشجيع أني سأنسحب اليوم، النهاية، لميت العفش، ورتبت مكاني، وغادرت، وياله من قرار سعيد ومريح! ننسى أن مخرج الطوارئ موجود، ولا بأس بالانسحاب، الانسحاب طيب، طالما انسحابك يعني رعاية لنفسك أكثر، فالمعذرة يا أمها، الرشح بسيط، وما يخالف لو نغيب.

كل عام وأنتم بخير مقدمًا 🌸

هذه التدوينة مهداة إلى @theonly-choice

[jayz4]

رمضانيات | مؤنث سالم

نوميات

بدأ رمضان يوم السبت، مما أعطانا فرصة لنقلب الساعة البيولوجية لتتناسب مع أجواء رمضان، فعكست الليل والنهار، وكما تتخيلون فأنا أعاني آثار الشقلبة طوال هذا الأسبوع.

تمشي، وتتخيل، كل هذه الرؤوس، مخدات قطنية ناعمة، وفيرة، طفي اللمبة، وسكر الباب، وأنت من أهله.

اجتماعات

ينقضي نصف إلى أكثر من نصف اليوم في اجتماعات، ناس تتحدث، تغرق أحيانًا في التفاصيل، فيصبح النوم، والجوع، والعطش، والحديث الكثير، ضدك كل يوم.

جلابيات

جلابيات في المصاعد، جلابيات في المحال، جلابيات، جلابيات، جلابيات، بألوان زاهية، ونقوش جميلة، تبدع البنيات في لبس الجلابيات، واجتماع النوم على الجوع لا يسعك إلا أن تفكر: هل يصح لكل هذا الجمال الكامن في البنات أن يداومن مع البشر؟

رمضانيات

نتكلم عن الأهم هنا، وهو فكرة السعي، مهما كانت ضآلة إنتاجيتك، وقلة تأثيرك في العالم، فأنت أحدثت شيئًا عظيمًا اليوم بنهوضك من سريرك، بتحملك للكلام أو الإزعاج، بسيطرتك على أعصابك خصوصًا وقت الصيام، باحتسابك الأجر والثواب في مسعاك، وقيامك اليوم وكل يوم لتعمل، وتلبس الجلابيات، وتقاوم الرؤوس على شكل مخدات، بعقل يعمل بنسبة 25%، أقلها، أنت لست نفس الشخص الذي سأل العسكري في الحرم: "وين الإسراء والمعراج؟".

رمضان كريم—

ويكند سعيد.x

[jayz4]

على راسي

متى كبرت؟

ربما الشعرة البيضاء هي أول دلالة، أو مفاجأة ظهور الفكرة التي لا تصدق أنها خرجت منك، التحكم، وحسن التصرف، حس المسؤولية بمن حولك، أو عمرك، أما أنا فقد كبرت حين صرت أشتاق لرمضان وأترقب قدومه.

من حظي أني ولدت في زمن لم أعرف الدوام الرمضاني، وحين عرفته، يالله! مستوى آخر من الحياة المتعبة. من حسن الحظ أني بدأته في دوام مرن للغاية، مرونته تشبه العلكة، يحصل على لقب أفضل مرن في العالم، وحين انتقلت لعمل آخر يتطلب صرامة في الدوام، أصبت بمقتل في أول دوام رمضاني، السستم يطلب النجدة، ولكنه وصل لمرحلة يرفض فيها النجدة، فكلما تناولت شيئًا أخرجته.

 كل عائلتي من محبي الشاهي، واتفقوا أنها أعراض انسحابية لانقطاعي المفاجئ عن الشاي. لا أصدقهم 100%. المهم أني جلست ثلاث أيام اتألم، وتغيبت عن العمل. نأخذ العظة والعبرة هنا؛ أحيانًا تخسر من أحكمت شد قبضتك عليه.

جدتي (خالة والدتي) تنام في الساعة 12 صباحًا، وعندما يعلنون قدوم رمضان تسهر للفجر، بدون الخوض في المرحلة الانتقالية، تشرب الشاي على السحور، مقدار ما يقيها من صداع وسط اليوم. أتفاجأ، لكنها حقيقة! ينصحونني بشرب الشاي في الثانية عشرة صباحًا، وأفعل! ولا أمرض! هكرنا رمضان!

أصوم في يوم عادي وسط الأسبوع، وأمرض بعد المغرب على طول، أعزو الأسباب للزكام واحتقان الحلق الذي صاحبني للأسبوع الثالث على التوالي، ماما أشطر، تصر على أن أعدَّ الشاي، أشرب الشاي، وأتعافى!

لا أتعافى فحسب، بل إني أدخل في حالة مزاجية خرافية، مستعدة لتحقيق الإنجازات، والأفكار الرائعة تتوالى فكرة وراء الأخرى، مزاجي رائع، لا أستطيع وصف مقدار اللذة التي أشعر بها الآن، أقرأ، أشاهد، أكتب، وأتواصل مع الناس. يحرقني لساني قليلًا، وهي نصيحة أخرى من جدتي (أم والدتي)، أن الشاي لا تكتمل لذته إلا إن كان يلسع قليلًا. على راسي كل الجدات.

كل عام وأنتم بخير، رمضان كريم 🌙

[jayz4]

جيب حنون

أبحث عن صفحة في الدفتر، تذكرني بأيام ماضية، تعيشني لحظات أغادر فيها لسويعات من اللحظة الحالية، أبحث عن ذكرى صافية، تشبه ارتفاع الماء على جسدك، ليرتطم بجزء علوي، يغمرك الماء للحظة وتفقد شعورك بما حولك، ويهدأ كل شيء، في العميق، تختلي بنفسك، ويتضح صوتك.

"على دروبه أنا ناطر .. حبيبي شاري مو بيّاع

أكيد إنه علي ولهان مثل ما أنا عليه ملهوف

أحبه وحبي له عنوان .. أصيل ويذكر المعروف"

تنتشر كلمة "حنون"، وتقال في سياقات مختلفة كـ: "القهوة حنونة"، "المكان حنون"، "الذكرى حنونة"، كلمة الغريب أن تقولها في هذه السياقات، فالأدرج "القهوة لذيذة"، و"المكان جميل"، و"الذكرى لا تنسى"، تأتي كلمة حنون من دفء وافتقاد للدفء في نفس اللحظة. تمر أغنية محمد عبده، ولحنها، وكلامها، "حنونين"، أرسلها لقريبتي، ولا أعرف هل تصل المحبة والشوق بالحرارة ذاتها في الرسالة؟

اشترت والدتي كيس حلويات، سألتها مستغربة لمن هذه؟ قالت للأطفال، رددت وأنا أضحك "الخطوة الأولى لتصبح حراميًا"، لكنها شاهدت فيديو لعمر طاهر، يقول فيه ضمن عدة نصائح، أن أمشي وجيبك مليان حلويات، يمكن أن تقابل طفلًا، فتعطيه ويسعد، ومن هذا الباب طبقت والدتي النصيحة، وأعطتني مجموعة لأعطيها لزملاء العمل "الكبار"، ما جاء في باب: أفعال أمهاتية حنونة.

تمتلئ دفاترنا بلحظات "حنونة"، عابرة أحيانًا، لا يخطر ببالك أنها "حنونة"، إلا أنها تدفئ قلبك، وفي أيام كهذه، حيث تشعر أنك في برج جليدي، تظهر فجأة، لتعطيك القوة وتمدك بالصبر، نقتدي بنصيحة عمر طاهر، فأقول: أمشي وجيبك مليان ذكريات حنونة، تدس يدك فيه خلسة لتشعر بالدفء.

View this post on Instagram

A post shared by Khadijah. (@whiplashsh_97)

ويكند سعيد x

[jayz4]

بيت شعبي حوله كافي

اليوم الخميس، وغدًا الجمعة، وبعده السبت، مسمى اليوم لا يتغير، لكن يندر أن تعيش كل يوم كغيره، على الرغم من تشابه بعض الأفعال اليومية، كالاستيقاظ، والفطور، والخروج للعمل، لكن تختلف التفاصيل، اليوم أعددت البيض، وفي اليوم التالي اكتفيت بالقهوة، اليوم ترتدي البنطلون الرسمي، وفي اليوم التالي الجينز.

أستيقظ اليوم، وأتأخر عن موعد الخروج، غالبًا أسبابي متعلقة بحلقة أعجبتني فجلست وقتًا أطول لأتابعها، أو تفكيري بملابس اليوم، وأي عباية تليق معها، وإن وجدت ما أحب فعلى ملابسي أن تتوافق مع حالتي المزاجية، لنتحد أنا وأنا لنعيش أعظم نسخة في هذا اليوم، أسباب مختلفة غير متعلقة بالزحام ولله الحمد.

خرجت، وعند اقترابي من العمل نسيت حقيبتي، ومعها بطاقة المواقف، لا بأس. وقفت في مكاني المعتاد، واستوعبت أني نسيت حقيبة اللابتوب. أضحك وأنا أتذكر عذر: أستاذة نسيت واجبي في السيارة.

أضغط زر الإعادة، وأعيد نفس الخطوات، كأني مقطع سنابشات على وضع التكرار، عدت من نفس الطريق، دخلت المنزل الذي خرجت منه لتوي، وتوجهت بنفس الطريق وهكذا.

ينتشر مقطع "هذا بيت شعبي حوله كفي"، رجل يستعرض منزل شعبي حولوه إلى مقهى، والمقطع عبارة عن ترديد عبارة: "هذا بيت شعبي حوله كفي"، وتم استخدام الصوت على "السالفة"؛ ذيك السالفة الأسطورية التي تكررها في كل حدث ومجلس عبر السنين.

هنا أستعرض لكم قائمة شخصية قصيرة من "هذا بيت شعبي حوله كفي":

1- كتاب حياة في الإدارة للدكتور غازي القصيبي

أعيد قراءته، في لحظة من هذا الأسبوع كنت أشعر بصداع بسبب موقف حدث لي، فجلست أقرأه، وتدريجيًا هدأت، حس المسؤولية العالي، وكلمات العدل والحق، والهمة والتواضع، والأهداف النبيلة، تخلق شعور الأمان والرضا في هذا العالم.

2- عم المجال لمحمود الليثي

جاءت هذه الأغنية، لتخلد لحظة شخصية في غاية الجمال، الاحتفال بالوصول لخط النهاية، وحدوث الشيء المرتقب، وضع النقاط على الحروف وتأكيد المكان، ارتبطت الأغنية بالذكرى كما تأخذك رائحة العطر لدهليز من دهاليز الذاكرة.

3- جيب النجوم

"عليهم أن يعتنوا جيدًا بجيب النجوم. هذا هو المهم، حتى في الحياة العادية، يمر أحيانًا شيء لامع وبرّاق ويجب ألا يفوتك لحظة مروره، وأن تحفظيه جيدًا في جيبك للنجوم. وعندما تمرين بمرحلة صعبة وتكونين متعبة، تخرجين النجوم وتنظرين إليها، وهكذا تتحملين الصعاب."

أعتبرها وصية من وصايا 2025، أن نحتفظ بمكان، بدفتر، بملاحظة، تحتوي على كل شيء حلوًا مر بحياتنا، نرجع لهذه القائمة في الأيام الصعبة، تلك هي دليلك لعيش الأيام الصعبة، وضوء النهار في غرفة مظلمة.

وصلت الدوام وبدأت اليوم الذي عشته مرتين، وكنت أنا أفضل نسخة من نفسي اليوم، ولا أعني أن شخصيتي أفضل شخصية، بل المعنى أنه وفي سياق اليوم فقط، فأنا أفضل نسخة من حالتي، أتذكر دائمًا أن مقياسي ليس الشهر ولا السنة، بل مقياسي اليوم فقط، أن أعيش كل يوم بيومه، وهذا بيت شعبي حوله كفي.

إيش بيتكم الشعبي اللي حوله كفي؟

ويكند سعيد.x

[jayz4]

النظر

"إنهم ينظرون إلى ما أنظر، ولكنهم لا يرون ما أرى"

أنظر إلى انعكاس الشمس على كم القميص، القطع اللماعة تنعكس على السطح أمامي، مكونة ظلالًا متلألئة، أنظر إلى الجمال في كم القميص، والجمال الذي انعكس على السطح. ياه، العينُ لا تملُّ النظر!

"مرَّ بي.. مايس الأعطاف قدّه لولبي

صحت مما حل بي ..

يا صلاتي على النبي .. يا صلاتي على النبي"

قبل عدة أشهر، مرَّت عليَّ مواقف وضعتني في جو المنافسة؛ وهي باعتقادي ليست بالصفة الحسنة، ولكن باعتقادهم توقد فيهم شعلة الحماس والإنجاز، حاولوا إقناعي أنها أساس النجاح، وشيء مفيد وفعال. إلا أني أخرج من تلك المواقف وأنا موقنة ومقتنعة أن المنافسة كلمة، وأن تفسيرنا "نظرتنا" لها، هو ما يحدد لو كانت صفة حسنة أو سيئة. أعتبر سياق المنافسة لغرض التفوق على الآخر، من الأشياء الموحشة التي يقوم بها الإنسان، فأي هدف هو هذا إن كان يتمحور حول هزيمة الآخر وتعاسته؟

يقول الدكتور غازي القصيبي –رحمه الله-: " إن رغبتي في إتقان ما أقوم به من عمل لم تعنِ، قط، رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر. كنت، ولا أزال، أرى أن هذا العالم يتسع لكل الناجحين بالغًا ما بلغ عددهم. وكنت، ولا أزال، أرى أن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو، في حقيقته، هزيمة ترتدي ثياب النصر."

تيد لاسو مسلسل لمدرب أمريكي يتولى مهمة تدريب فريق كرة قدم بريطاني، المسلسل واحد المسلسلات التي تجعلني أشعر أني بخير، يقول تيد: "بالنسبة لي لا أعرِّف النجاح على أساس الفوز والخسارة، النجاح هو إيصال اللاعبين لأفضل نسخة من نفسهم داخل وخارج الملعب."

يفسر كل إنسان ما يقوم به بحسب خبراته وما مر به في حياته، فيمكن تفسير أحسن النعم بأسوئها، فقرأت منشورًا يقول: "طريفة تعبيرك ستؤثر على شعورك. مرة قلت لأحدهم: أشعر أني ضعيفة لإن نومي قليل. فقال: غريب! أنا أشعر بالقوة لأني لا احتاج أن أنام كثيرًا" ومنشور بسيط انتشر مؤخرًا: "فلان يشعر بالحزن لأن منزله يبعد عن دوامه نصف ساعة، وأنت مبسوط لأن دوامك يبعد عنك ساعتين مما يمكِّنك من استماع حلقة بودكاستك المفضلة" عجيب!

أحيانًا النظر للزوايا الطيبة هي هبة ربانية، وفي أحيان تتشوش الرؤية بسبب الظروف التي تمر بها، أحاول تذكير نفسي بالأساسيات، وإحاطة نفسي بالأشخاص الذين يعيدون تصحيح زوايا النظر، وفي أحيان تكون قد تربيت وعشت على مبدأ النظر بسوداوية، وهنا يا صديقي، عليك شد الهمة لتفهم، وتتخلص من كل العوائق التي تمنع النمو السليم، هذا إن كنت مقتنعًا أن المتعة في طريق الساعتين برفقة حلقة بودكاست، والفرح يكمن في تتبع انعكاس الضوء على ترتر كم القميص، وأن قلة النوم قد تعني القوة، وأن النظر، ياه يالنظر! الكل ينظر ولكن ليس الكل ينظر إلى ما تنظر إليه.

ويكند سعيد. x

[jayz4]

صبوح

جدتي لا تقول "إفطار" أو "فطور"، تسميه "صبوح"، يا له من اسم عظيم!

كيف تبدأ اليوم؟ ما الدلائل والاشارات، الصغيرة جدًا، التي تجعلك تشعر ببداية اليوم، أهو دخول أشعة الشمس من النافذة؟ أو ربما رنين المنبه، أو أول اجتماع في اليوم، أو بعد الوصول للمكتب؟

بالنسبة لي، يبدأ اليوم بعد الفطور، أهم وجبة في اليوم، وأفضل وجبة في اليوم، خفيفة، يصحبها كوب شاي. خلال الأيام الماضية كنت أعد إبريقًا بالحبق والنعناع، واللون أحمر "قاني"، أرفع الإبريق نحو النافذة فتنعكس الأشعة، لأرى الأوراق الخضراء تعوم بين اللون الأحمر. يحمل الفطور اللذة والجمال في آن واحد.

"هل هي أتعاب السنة الماضية؟ لأني أشعر بنعاس خفيف، على الرغم من أنه اليوم الأول هذا العام."

كنت على سرير المشفى، لم أتناول شيء خلال الثلاث أيام الماضية، فأسمع جدتي تنطق كلمة "صبوح" وسط مكالمة هاتفية، فأتذكر منزلها الدافئ، أشعة الشمس تضيئه من كل ناحية، والحياة الموجودة في منزل الجدة، الطعام اللذيذ، سواء كان في صغري، أو في عادة غداء الخميس، أو حين كبرت وكان عملي قريبًا منهم، فكنت أزورهم في فترات مختلفة من اليوم، أو ربما لأني لم آكل أي شيء لحتى الآن، إلا أني قلت: "يالله أبغى صبوح" فقالت "من عيوني. أسوي لك أحلى صبوح" الأحلى أنها جاءت منزلنا لتسكن معنا لبضعة أيام، ولم تعمل لي صبوح واحد فقط، بل خمس!

وأنت.. كيف تبدأ يومك؟

ويكند سعيد. x

[jayz4]

2025

ومع دخول السنة الجديدة، ندخل نحن في عام جديد، عمر جديد، قصص وحياة جديدة، تذكر أنها المرة الأولى والأخيرة التي ستعيش فيها عام 2025.

خرجت قبل عدة أسابيع من عملية، أوصوني بالراحة وارتحت لأقصى درجة، حجبت كل ما يعيق الراحة، وعشت حياة جديدة لا تشبه أيًا من أيامي الماضية، بل حققت رغبة كانت تلح طوال سنتي الماضية ألا وهي: الاستلقاء. وحين جاء موعد العودة للحياة الطبيعية، لم أعد كما أنا. يعني كيف ألا أرجع كما أنا؟ كنت أشعر أني عالقة في المنتصف بين مرحلة المرض والتعافي، علي دفع نفسي للجهة المقابلة لكن لا أستطيع.

النهوض وارتداء الثياب، الخروج ومقابلة الناس، القيادة والمشي، كلها تفاعلات لا أتحملها، أتساءل وأنا أنظر لمرآة السيارة: كيف لهذا الوجه الحسن أن يشعر بكل هذا التعب؟ أن تبدو أنك بعافية وخير، أو أن يفترض أنك بعافية وخير، عدَّت الفترة اللازمة للراحة، لكن لا زلت تعاني. أو في سياق آخر: ما جئت حلوًا هكذا لتعاني!

أشاهد السنة الماضية عبر ألبوم الصور، الحمدلله حياة حلوة لكنها متعبة، بالمشاهدة فقط تعبت، من الساعات الطويلة التي قضيتها لفعل شيء ما، للتنقل الكثير، لرحلات "الصد والرد"، والاستيقاظ في اليوم التالي ومزاولة عملك وكأنك لم تكن في رحلة منهكة جسديًا ونفسيًا! كأنك كنت في منزلك محاطًا بين أربع جدران ترقد بأمان ككل يوم، بينما أنت هائم تتجول في كل اتجاه، تذكرت كل التردد، والهلع، والقلق، والنكد، والتدقيق، والتحضير، وعرفت عنوان المرحلة، الذي يقودني لاكتشاف قانون الحياة الجديد:

لا تنتظر لين تصير مستعد .. استعد وأنت في الطريق

استعدوووا وأنتوا بالطريق

ويكند سعيد. x

[jayz4]

مستخبي

اقرأ: "يستطيع الإنسان أن يحترق وهو جالس إلى جوارك، دون أن تلحظ. في الشارع أو المقهى، في بيته، بين أعدائه أو أحبابه، ولا يترك ذرة رماد على المقعد."

يمكن أن يعيش الشخص أسوأ أيام حياته، ولا ندرك فعلًا أنه يعاني. قد يُتم الإنسان مهامه، ويتصرف بطريقة عادية، بينما عقله يدور ولا يهدأ، وقلبه يرجف، ويقلق. لكننا لا نستطيع تبين أي شيء إن لم يحكي، ربما العبوس إشارة، والهدوء إشارة، ولكننا فعلًا لا ندرك ما يقاسيه غيرنا.

ثم أفكر بالناس التي تعرف مواعيدك المهمة، أيامك العظيمة، وإنجازاتك التي لا تتحدث عنها بصوت عالي، ولكن يبتهج وجهك، وتشعر بحفلة صاخبة في داخلك، تتجلى في رسالة تتلقاها منهم: "بالتوفيق"، أو "اليوم يومك!"، ووسط اليوم "كنت ادعي لك" وآخره "حكيني".

يمكن أن يجلس الإنسان طربان، منتشي، يخشى أن تغادر روحه جسده من فرط سعادته، ولا نعرف هذه اللحظات، ولا ندرك أن يومنا، اليوم العادي، هو يوم مميز لشخص بيننا.

أنت وحدك من تقرر، لا تظهر ألمك إن أردت، أو فرحك إن لم ترد، بيدك التحكم، ولهم التلقي، فالحمدلله على خصوصية دواخلنا، والحمد الكثير على من نأتمنه فيعرف كيف تجري أيامنا، يشجعنا ويدعمنا ويدعو لنا. لأن أحيانًا يكفينا وجودهم، لا تطلب من الكون أن يدخل في حالة طوارئية، ولا من الشرطة أن تنقذك، لا أن يتوقف الوقت حتى تستوعب، يكفيك وجود شخص واحد يصبح عليك ويعرف أن يومك غير عادي.

ويكند سعيد. x

[jayz4]

ديسبمر(يات)

لا أخاف من ديسمبر، لا زلنا في جمادى الثاني، لا يهز فيّ ديسمبر أي شعرة، أعتبره نهاية كتاب، وبداية كتاب ثاني من أفضل سلسلة ممكنة، سلسلة حياتك. على السيرة، يبدو الوقت مناسب لإعادة أفلام هاري بوتر، وزيارة لهوجوارتس الرياض.

"إن العيش في هذه الدنيا لا يستدعي ربيعًا دائمًا! فالحياة ستأتيك بكل الفصول الأربع وأنت مجبر، ستتجمد حياتك لفترة من الوقت، ثم تذيبها الشمس، ستتساقط بعض من أجزائك وستزهر مرة أخرى."

قال لي أحدهم، أن الناس ترتبط بمواسم معينة، تظنها "القمة"، تعمل جاهدة خلال تلك المواسم، ولكن من قال أن هناك أشياء معينة مخصوصة بالنجاح واللذة؟ من قال بأن الآحاد مريعة؟ يموت الأجانب لرؤية الشمس المشرقة، ونزدهر نحن بالغيم والمطر، وهو "أقل شيء عندهم"، تقلب المواسم عليك، يعني أنك تعيش على هذه الأرض، تتشارك تقلبات الفصول مع 7 مليار إنسان غيرك.

أشاهد مقاطع من أغنية "علام النوم" لحفلة عايض وفؤاد عبد الواحد، ينهض عايض بلحظة حماس ليرقص مع الفرقة، وأفكار كثيرة تخطر في بالي، منها: الحياة ليست جدية لهذه الدرجة. تمر علينا لحظات تتغير الحياة، وتصبح مثقلة بالهموم والمسؤوليات، والصح والخطأ، وما الجانب الذي نظهره من شخصيتنا وما الذي نخفيه. لكن الحياة غير جدية، اتبع إحساسك، ويمكن تنكس!

أحيانًا شعور النهايات يشبه الخلاص، نقطة على السطر، لتبدأ من جديد. أحيانًا نحتاج النهايات أكثر من أي شيء آخر، يمكننا أن نفكر بالنهايات كنهاية السنة –مثلًا أستغرب أننا في 2024، لا زال عقلي يتوقع أننا في 2023-، أو نهاية الشهر، كأنها فرصة لنعدّي الفترة، وتبدأ الممحاة تحذف بعض المقاطع، لتفسح مجالًا للجديد، وإذا فكرنا، فعلًا، فعلًا، فكرنا، فإن نهاية كل يوم هي النهاية، إن أردت نهاية اليوم، فتعشى وجبة هنية، وخذ حمامًا دافئًا، اقرأ وأكتب، صلي وادعي، واخلد للنوم.

-تمت-

ويكند سعيد. x