Tumgik
#أحوال النفس
zad-alrahiel · 11 months
Text
"التفكر في أحوال النفس يبصّر بسعة ربنا سبحانه ويجدد الإيمان في القلب؛ فلا يبخلنّ امرؤ بساعة يتعرف فيها إلى ربه من هذا الباب.."
60 notes · View notes
allvincitamor · 22 days
Text
الحكمة لا تأتي من قراءة الكتب فقط..
الحكمة تأتي من معرفة أحوال الناس، ومعرفة النفس..
- د.هبة عزت، من مجلس أدب النساء اليوم.
2 notes · View notes
mylife427 · 6 months
Text
‏عن الصورة الشهيرة لمفتي القدس أمين الحسيني مع هتلر، والتي نشرها مندوب إسرائيل في مجلس الأمن ليثبت أن الفلسطينيين كانوا داعمين للمحرقة ضد اليهود..
والرد على ذلك أن الصورة لها سياق تاريخي يجب فهمه
1- فلسطين ومعظم العرب والمسلمين كانوا محتلين من بريطانيا وفرنسا، في الصورة دعم المفتي لهتلر كان من باب "عدو عدوي صديقي" ليس حبا في النازية ومثيل ذلك لما تحالف النبي مع قبيلة خزاعة ضد قريش..
2- الألمان آنذاك كانوا يقدمون أنفسهم كمحررين من الاحتلال الأوروبي للعالم حتى لو ظهروا بعد ذلك كمحتلين، ونظرة واحدة للصورة تستذكر بها صورة المقوقس عظيم القبط في مصر لما وافق على دخول العرب لبلده كراهية أو كيدا في كنيسة بيزنطة..
3- تاريخ الصور واللقاءات مع هتلر كان قبل مجازر الهولوكوست سنة 41 وحدثت بمعزل عن سلوكيات هتلر أصلا، وقتها الإعلام لم ينقل أخبار المجازر سوى بعد حدوثها بسنوات..
والهولوكوست عموما لم يُكشف أمره سوى بعد انتحار هتلر سنة 1945م..
4- منصب مفتي القدس كان بالوراثة مش بالتزكية العلمية، يعني الحج أمين الحسيني لم يكن عالما في الحقيقة بل (ملك الفتوى) بالقوة، يعني لا يُسأل عما يفعل ولا إمكانية لمحاسبته أو لمجرد الاعتراض..بالتالي اللي عمله غير معبر عن شعب فلسطين..
5- أمين الحسيني وعز الدين القسام كانوا تلاميذ للشيخ رشيد رضا ، وزملاء للشيخ حسن البنا..وتناول هؤلاء لفلسطين كان مختلطا ما بين القومية والدين بأسلوب شعاراتي إنشائي سائد وقتها في العالم كله، وبعد استشهاد عز الدين القسام سنة 36 حدثت ثورة فلسطينية نتج عنها هروب أمين الحسيني وبدء جولات لحشد الدعم العالمي لعرب فلسطين على طريقة مصطفى كامل..وكان من ضمن هذه الجولات لقائه بهتلر وموسوليني الذين وعدوه بتحرير فلسطين.
هذا ليس تبريرا للقاء هتلر ..مفتي القدس أخطأ بالفعل ،فحتى لو كان تشرشل محتلا قاتلا فهتلر قاتل ملعون، ولو كان الحج أمين مُطّلعا على أحوال شعب البلقان وكيف كان يتم تجنيدهم في الجيش النازي بالقوة مكانش وثق في هتلر، لكنه القصور العقلي الذي ميّز العرب في القرن العشرين...!
لكن أن يتم تسويق الصورة على أنها دعم الفلسطينيين للهولوكوست لهو التزوير بعينه، وعرضها في سياق مجازر غزة هدفه تبرير تلك المجازر وتصويرها بصورة منطقية على أنها رد فعل ودفاع عن النفس..
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣م
‎#خمسة_تاريخ
Tumblr media
2 notes · View notes
spirit-of-east · 1 year
Text
‏لا تقاوم الإنطفاء، غياب الرغبة، انحسار امتدادك من أعماق العالم، استجب لطبيعتك، كل ما هو حقيقي يعيش أحوال التناقض، دع كل شيء داخلك يكتمل، أجمل ما يفيض عن الإنسان معجون برماد النفس، بحطام الأيام، أنت لست مريض، أنت مُتعب.. لا تنمو حبة القمح حتى تمتلىء بموتها.
10 notes · View notes
Text
اكتئاب الفقد !!
كثير منا يشعر بشعور من الانقباض النفسي... أو عدم الراحة... أو عدم الرضى...
وفي الغالب لا يستطيع تفسير سبب هذا... لا يستطيع وضع تصوير دقيق لما يشعر به... ولا لماذا يشعر به.
لكن في كثير من الأحيان يكون هذا الشعور الغامض هو محض جرح نفسي عميق، حدث للمرء في ثنايا تفاصيل يومه و هو لا يشعر...
جرح نشأ عن التطلع لحياة بعض ممن حوله... أو مشاهدة بعض ما يعرض عليه.
النفس تلقائياً تنظر للآخرين نظرة مقارنة... هناك نوع من العمليات النفسية المعقدة التي تحدث في الخلفية وهو لا يدري.
هي ليست مجرد عملية مقارنة فقط، بل هي أعقد فعلاً.
عندما تتطلع النفس إلى ما عند الآخرين، فإنها أولاً تقوم بعملية وضع المعيار... فتعتبر ما لدى الآخر هو المعيار الذي يجب أن يقاس عليه الحال.
ثم بعد ذلك تأتي عملية القياس على هذا المعيار.
وفي الغالب ... يكون حال الإنسان أقل من هذا المعيار... دائماً هناك ما هو مفقود... دائماً هناك ما هو عند الآخر و ليس عندك...
ثم تأتي عملية الجرح...!!
عندما تشعر النفس بالفقد... والحرمان...يحدث تلقائياً خدوش... والخدوش قد تتطور إلى جروح... والجروح قد تتطور إلى شروخ...
كل هذا يحدث بلا وعي من المرء لما يعتلج في قرارة نفسه.
وطبعاً في عصر السوشيال ميديا صار الأمر أعقد... وأعقد.
قديماً كان اطلاع الناس على غيرهم محدوداً جداً... والحياة تتسم بطبع عام من الستر، وعدم الظهور.
أما الآن فلقد انقلبت المعايير ... وصار عرض أحوال الحياة... بل وتفاصيل الحياة ... أمراً غير مستهجن.
هناك نوع من التقبل لهذا التعري أمام الآخرين!!!
وبالطبع هذا أدى لوجود حالة جديدة غير مسبوقة من المعيارية و القياس والمقارنة الدائمة.
كل هذا أدى لمزيد من الضغط المتوالي...
ويدخل المرء بالتدريج في حالة لا تنتهي من الحسرة و الألم... دائماً هناك من هو أنجح مني... دائماً هناك من وضعه أفضل مني... دائماً هناك من عنده ما ينقصني...
ودائماً هناك ألم... وكل هذا يدخل المرء في حالة من الكآبة ... الذي قد يتطور إلى اكتئاب حقيقي.
في أيريكا رصدت عدة حالات من الانتحار بين المراهقات... أتدرون ماذا كان السبب؟!
عدم الرضى عن الشكل!!
المقارنة الدائمة بين النفس وبين صور الفاتنات التي تعرض الانستجرام... هذا وحده كان كفيلاً بإدخال فتاة في حالة من الاكتئاب الحاد الذي يؤدي إلى الانتحار فعلياً.
والحل؟
الحل ببساطة هو قطع هذه الدائرة من بدايتها... عدم الاسترسال في التطلع و المقارنة...
أغلب ما يعرض علينا هو غير حقيقي أصلاً...
والحقيقي منه هو صورة مختزلة من مشهد كبير لا يعرض علينا... فكل إنسان لديه قدر من النعمة.. ولديه أيضاً ما يفقده.
لديه ما يرضيه و يسعده... ولديه ما ينغصه.
هذه حقيقة بدهية... لكن النفس لا تريد رؤية هذا...
بل تحترف الشكوى و المظلومية...
إن الإحساس بالغبن، والمظلمة تنتعش معها النفس أيما انتعاش.
وسيظل العلاج الأكبر في الإيمان الصادق و الرضى بما قسمه الله.
بغير ذلك ليس إلا العذاب المتواصل بلهيب الحياة!!
3 notes · View notes
ihsanwahaq · 1 year
Text
تعجبني عِزة نفس الإمام الشافعي.. تأمل ما روي عنه: "أظلمُ الظالمين لنفسه؛ من تواضع لمن لا يُكرمه، ورغِب في مودةِ من لا ينفعه، وقبِل مدح من لا يعرفه"!
أو حين دخل "سامراء" فلم يُعرف وكان رثًّا عليه ثياب بالية، فاستخف الناس به فقال:
عليَّ ثيابٌ لَو تُباعُ جميعُها .. بفلسٍ لكان الفلسُ منهنَّ أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ ببعضها؛ .. نفوسُ الورى كانت أجلَّ وأكبرا
أحد انعكاسات "العبودية لله" وأسرارها الجليلة؛ ألا تنحني لأحد، وألا تكسرك مشاعر، ولا تغتم لتقلُّب الزمن، أو تأسى على انقطاع الخلق عنك..
إذا كان الله عز وجل أمر المؤمنين ألا يهِنُوا ولا يحزَنوا لما أصابهم يوم أُحد وما أدراك ما أُحد؟! وقَرنَ ذلك بكونهم "الأَعْلوْن" ما داموا مؤمنين؛ فكيف بما هو دونها من مشاعر مهما كان قدرها في القلب، أو أحوال الحياة وأحداثها مهما كان أثرها في النفس؟!
وتأمل اختيار الآية للوَهَن (الضعف) والحزن، قال بعض المفسرين: لأن الوَهَن مصدر الكآبة والانكسار، والحزن مصدر الاستسلام واعتقاد الخيبة!
المسلم الذي يعلم عظمة الله ويَقنع بأقداره ويضعُ مشاعره كله فيه تعالى؛ كما لا يُهينُ نفسه الكريمة بتودد مهين؛ لنيل قُربة أو محبة أو منفعة؛ لا يُهينها بتكلُّفٍ في المشاعر مذل؛ لفوات شيء من ذلك..
صنْ نفسك..
محمد وفيق زين العابدين
4 notes · View notes
dr-hass · 11 months
Text
Tumblr media
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
[ سورة هود : 106 ]
ثم فصل- سبحانه- أحوال الأشقياء والسعداء فقال:
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ.
الزفير: ترديد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه مأخوذ من زفر فلان إذا حمل حملا بمشقة فتردد فيه نفسه،
الشهيق: رد النفس إلى الصدر بصعوبة وعناء. والمراد بهما: الدلالة على شدة كربهم وغمهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة، واستبد به الضيق حتى صار في كرب شديد.
والمعنى: فأما الذين كان نصيبهم الشقاء في الآخرة، بسبب كفرهم واقترافهم للمعاصي في الدنيا، فمصيرهم إلى الاستقرار في النار، لهم فيها من ضيق الأنفاس. وحرج الصدور، وشدة الكروب ما يجعلهم يفضلون الموت على ما هم فيه من هم وغم. وخص- سبحانه- من بين أحوالهم الأليمة حالة الزفير والشهيق تنفيرا من الأسباب التي توصل إلى النار، وتبشيعا لتلك الحالة التي فيها ما فيها من سوء المنظر، وتعاسة الحال
اللهم اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما
..
3 notes · View notes
quran--kareem · 1 year
Text
فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا
Tumblr media
من السنن الاجتماعية التي قررها القرآن الكريم سنة إهلاك الظالمين بسبب ظلمهم، وسنة الله لا تتبدل ولا تتحول عبر الزمان والمكان، وقد قال تعالى: {ولن تجد لسنة الله تبديلا} (الأحزاب:62).
وفي سياق حديث القرآن عن قوم صالح عليه السلام، وتكذيبهم لما جاءهم به، يخبرنا سبحانه عن عاقبة أمرهم فيقول: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون} (النمل:52) نقف مع هذه الآية الوقفات الآتية:
الوقفة الأولى: (الخاوية) الخالية، ومصدره الخواء، أي: فالبيوت باق بعضها في الجبال لا ساكن بها. وقد يكون المراد من {خاوية} أنها ساقطة متهدمة، من خوى النجم: إذا سقط، فكلا المعنيين يحتملهما اللفظ.
الوقفة الثانية: (الباء) في قوله سبحانه: {بما ظلموا} لل��ببية، و(ما) مصدرية، أي كان خواؤها بسبب ظلمهم. قال ابن عاشور: "لما خص الله عملهم بوصف الظلم من بين عدة أحوال يشتمل عليها كفرهم، كالفساد، كان ذلك إشارة إلى أن للظلم أثراً في خراب بلادهم. وهذا معنى ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أجد في كتاب الله أن الظلم يخرب البيوت، وتلا: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا}". وهذه البيوت المشار إليها هي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين، فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم) متفق عليه.
الوقفة الثالثة: قال ابن عطية: "(إخواء البيوت) وخرابها مما أخبر الله تعالى به في كل الشرائع أنه مما يعاقب به الظلمة، وفي التوراة: (ابن آدم لا تظلم يخرب بيتك)". وسُنَّة إهلاك الظالمين أخبر عنها سبحانه في مواضع عديدة من القرآن الكريم، من ذلك غير الآية موضوع الحديث قوله تعالى: {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد} (الحج:45) وقوله عز وجل: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} (الكهف:59) وقوله سبحانه: {وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} (القصص:59) وغير ذلك من الآيات الدالة على أن عاقبة الظلم بأنواعه وأشكاله الهلاك والبوار والدمار، سواء كان ظلماً فرديًّا أو ظلماً اجتماعيًّا.
الوقفة الرابعة: الظلم في الآية يشمل الظلم في حق الله سبحانه، والظلم في حق العباد، والظلم في حق الإنسان نفسه؛ فالظلم في حقه سبحانه تعدي حدوده التي شرعها لعباده، وعدم الالتزام بما أمر به ونهى عنه، والشرك وتكذيب الرسل، ظلم في جانب الله؛ لأنه اعتداء على حق وحدانيته، وظلم للرسل بتكذيبهم وهم الصادقون. والظلم في حق العباد في التعدي عليهم بأخذ حقوقهم المادية والمعنوية، والظلم في حق النفس الأخذ بها إلى غير ما شرع الله سبحانه. يقول القشيري: "فالنفوس إذا ظلمت بزلاتها خربت بلحوقها شؤم الذلة حتى يتعود صاحبها الكسل، ويستوطن مركب الفشل، ويحرم التوفيق، ويتوالى عليه الخذلان وقسوة القلب وجحود العين، وانتفاء تعظيم الشريعة من القلب. وأصحاب القلوب إذا ظلموها بالغفلة، ولم يحاولوا طردها عن قلوبهم، خربت قلوبهم حتى تقسو بعد الرأفة، وتجف بعد الصفوة".
الوقفة الخامسة: أشار ابن عاشور إلى لفتة مهمة في هذه الآية، وهي أن الحقائق العقلية لما كان قوام ماهياتها حاصلاً في الوجود الذهني، كان بين كثير منها انتساب وتقارب، يرد بعضها إلى بعض باختلاف الاعتبار؛ فالشرك مثلاً حقيقة معروفة يكون بها جنساً عقليًّا، وهو بالنظر إلى ما يبعث عليه وما ينشأ عنه، ينتسب إلى حقائق أخرى مثل الظلم، أي: الاعتداء على الناس بأخذ حقوقهم، فإنه من أسبابه، ومثل الفسق فإنه من آثاره، وكذلك التكذيب فإنه من آثاره أيضاً: {وذرني والمكذبين} (المزمل:11)، ومثل الكبر ومثل الإسراف فإنهما من آثاره أيضاً. فمن أساليب القرآن أن يعبر عن الشرك بألفاظ هذه الحقائق؛ للإشارة إلى أنه جامع عدة فظائع، وللتنبيه على انتسابه إلى هذه الأجناس، وليعلم المؤمنون فساد هذه الحقائق من حيث هي، فيعبر عنه هنا بالظلم، وهو كثير، ليعلم السامع أن جنس الظلم قبيح مذموم، ناهيك أن الشرك من أنواعه.
الوقفة السادسة: ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله: {إن في ذلك لآية لقوم يعلمون} أي: في ما ذُكر من التدمير العجيب لآية لقوم يعلمون قدرتنا، فيتعظون بعاقبة الظالمين ودمارهم وما حل بهم بسبب تكذيبهم الرسل، ونجاة من آمن بهم، ففي كل ذلك آيات وعِبَرٌ ومواعظُ ودلائلُ متظاهرة؛ إذ المقصد الأساس من تلك القصص الاعتبار والاتعاظ، وهذا ما يرمي إليه القرآن. فـ (العلم) هو الذي عليه التركيز في السورة وتعقيباتها على القصص والأحداث، وبعد مشهد المباغتة يجيء ذكر نجاة المؤمنين الذين يخافون الله ويتقونه {وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون} (النمل:53) فمن شأن القرآن دوماً وابداً أن يقابل بين عاقبة المتقين وعاقبة الظالمين، {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} (الأنفال:42).
3 notes · View notes
karamharby · 1 year
Text
أسئلة وأجوبة
أتلقى بالسرور بعض الرسائل الأدبية، التي تشتمل على أسئلة من أصحابها يستطلعون بها الرأي في غرض من أغراض الأدب يقع عليه الخلاف ويحسن عرضه للقراء من
وجهات النظر المتباينة. يقول أديب بالبصرة بعد تمهيد أوماً فيه إلى سابقة هذا البلد الذي عمر زمانا بأفكار الجاحظ، وابتداعات الخليل ومساجلات سيبويه وغيرهم من العلماء والأدباء
إن الأمر يحوطه كثير من اللبس والغموض ويشوبه الاختلاط، وإن الاختلاف فيه هنا بالبصرة قد بلغ حده. ولم يرض أحد بأدلة الآخر، والمختلفون اتفقوا على أن يرجعوا إليكم لتقولوا القول الفصل فيه، وكلهم من قرائكم على صفحات مجلة الرسالة الحبيبة، وفحواه قول «لاصل آبروکرومبي» في قواعد النقد: إن مطالبة الأدب بأن يعلمنا أمرًا أو يصلح بنا عن فن الأدب، وإن الأدب قد يؤدي كل هذه الأشياء، ولكنه لم يكن أدبا لمجرد أدائها. أخلاقنا تخرج
- وبعد أن قال الأديب: إنه يدين بنظرية الفن للفن، وإن الأدب كالموسيقى متعة ولذة عاد فقال ولكن الذي لا أستطيع أن أفهمه وهو موضع الخلاف ومدار البحث هو ما مدى تأثير الأدب في بيئته عمليا؟ إنه يتأثر بالبيئة ولا شك، ولكنه هو هل يغير أحوال الناس ويحور أخلاقهم، وينقلهم من طور إلى طور ومن عادة إلى عادة؟ أنا أرى يا سيدي أن الواقع ينقض هذا، فأبو العلاء لم تطبق آراؤه عمليا على كثرة مريديه الذين لازموه ... والروايات التمثيلية التي تنقد أوضاع الناس، أو تحل المشاكل لم تر الناس غيروا ما انتقدوا عليه ولا حلوا مشاكلهم ولكن هذا لا يمتعهم
يسألونك
من مشاهدة التمثيل، وقراءة الروايات إرضاء لحاجة إنسانية كامنة في أعماق النفس اللذة الفنية، وإذن ما مدى تأثير الأدب عمليا؟ إننا نقول: إن الشعراء كانوا يبعثون الحماسة في نفوس الثائرين ولكنني أظن أن الثائرين استعدوا للثورة ثم جاء الأدب يعبر عن عواطفهم، والثورة الفرنسية تهيأت لها أسباب عديدة، ثم دفعهم مع عوامل أخرى - الكتاب لا الأدباء - إلى الثورة .....
ورأبي الموجز في كلام الأديب البصري أن ما ذكره عن الأدب يصدق على المطالب
الإنسانية، التي لا اختلاف بين المفكرين على أغراضها وفوائدها. قالناس يختلفون على الأدب، هل يطلب للفائدة أو يطلب للمتعة الفنية، ولكنهم لا يختلفون في عمل المصلحين من دعاة الأخلاق أو السياسة أو الدين، بل يتفقون على أن الإصلاح مقصود للفائدة دون مراء، وأن المصلح الذي لا يبغي نفع الأمم بإصلاحه لا يستحق الإصغاء إليه .... ومع هذا يدعو المصلحون إلى غرض، ويتحقق غيره في الطريق مقصودا أو غير مقصود، وتتبدل المذاهب وللناس أخلاق باقية لا تتبدل، ويتبعهم المعري جيلا بعد جيل بقوله الخالد المتجددة
كم وعظ الواعظون منا وقام في الأرض أنبياء
وانصرفوا والبلاء باق ولم يزل داؤنا العياء
ونحن في الأصل أغبياء
حكم جرى للمليك فينا
ولكن الإصلاح بعد هذا كله مفيد والدعوة إليه واجبة، والدنيا تتغير على وجه من الوجوه بعد كل دعوة من دعواته، وإن لم يكن هو الوجه الذي تعمده الدعاة.
فليس الأدب بدعا في هذه الخصلة التي عمت جميع أعمال البشر، ولكنه عمل إنساني يصدق عليه في أمر الوصول إلى غاياته كل ما يصدق على سائر الأعمال. إلا أن الأدب ينفرد بخصلة أخرى تصرفنا بعض الشيء عن النظر إلى الغايات، أو تمنعنا أن نقصر النظر عليها عند البحث في مزاياه
الأدب تعبير.
والتعبير تلحظ فيه البواعث قبل أن تلحظ فيه الغايات. لماذا يصرخ المعذب المتألم؟
2 notes · View notes
mona--el-tahan · 3 months
Text
الشاذات جعلونى الآن .. اسمع اغنية على اليوتيوب .. بتتكلم عن الأم .. لحمزة نمرة .. .. بعد ما أوهمونى .. انها معمولة ليا مخصوص علشان علاقتى بأمى .. اسمها .. ( لو تسمحى )
طبعا الأغنية بعيدة كل البعد .. عن وصفى .. او ظروفى .. او حياتى .. واضح إن الشاذات جنسيا .. أغبياء جدا .. و بيقحموا نفسهم .. فى مجالات الفن .. ولا بيفهموا فيها اى حاجة .. و واضح ان غباؤهم و حماقتهم.. و حقدهم على الرجال .. منعهم يطلبوا مساعدة .. المتخصصين من الرجال .. فى هذا المضمار .. والى أنا لمست بنفسى .. أنهم شديدى الخبرة والدراسة لطبيعة النفس البشرية .. والقدرة على تحليلها و تشريحها .. الشاذات جنسية لديهن .. رغبة محمومة شاذة مريضة .. لمحاولة الشعور بالتفوق على الرجال😜
فالأغنية .. لشخص .. يبدو ان أمه فى الغيبوبة .. و مريضة .. وبعدين كلمات الاغنيه .. مختلفة عن حياتى .. و كلام المغنى كله يأس .. لا ينطبق عليا .. او على احاسيسى الحالية .. او على شعورى بالرضا و التفاؤل .. و إقبالى على الحياة .. وطموحاتى فى تحسين أحوال المصريين و اليهود و الجميع
تخيلوا حدث ايه بعد الأغنية ؟! 😜
الشاذات جنسيا .. المنحلات اخلاقيا .. لطعوا فى وشى .. الآن .. اعلان على اليوتيوب عن .. شويبس .. بتقول فيه الممثلة 👇👇
الى فى دماغك .. مقعدك مكانك😜😜
تعليقى👇👇
أعيد و أكرر للشاذات جنسيا المنحلات أخلاقيا .. الحمقى الأغبياء جدا جدا 👇👇
لن اسمح معى بأى شاذات جنسيا .. أو أى  ستات .. او جامعة عين شمس ..  لأنى مش بتاعة تسامح  .. ولن أسمح  معى  باهل العار على الاسلام بالجهات السيادية المصرية .. لأنى مسلمة مستقيمة
ولن اعمل من خلال  اى فضاء مصرى .. او فضاء يخص الكرة الأرضية .. فأنا لا اثق فى اى منهم .. او فى طمعهم فى  السيطرة  على أهالى الكواكب الأخرى .. و التنكيل بهم  .. باستغلال قوتى  .. ربما استخدموها .. فى ايذاء الكواكب .. أو  المجرات الأخرى .. ولذلك لن أتنازل  عن ان يكون لى فريق عمل من جميع شعوب الكواكب او المجرات
كما أنى  ح احرص على الزواج  اولا زواج إسلامى .. قبل دخول هذا العالم الخفى ..  زواج على سنة الله ورسوله ..   من الرجل المسلم البشرى المصرى الشهم النبيل ال prof .. و لا احد غير ال prof  لأنى
(  مسلمة مستقيمة )
Tumblr media
Tumblr media
0 notes
my-yasiuae · 3 months
Text
دبي: «الخليج» تحت رعاية الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، انطلقت الاثنين، في المدينة التدريبية بالروّية منافسات «تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ» 2024 بالتعاون مع المنظمة العالمية للإنقاذ «WRO»، بتنظيم الإدارة العامة للنقل والإنقاذ بشرطة دبي. تستمر المُنافسات حتى 14 فبراير، بمشاركة 9 فرق، منها 7 من داخل الدولة و2 من خارج الدولة. وشهد افتتاح فعاليات اليوم الأول، اللواء الدكتور محمد ناصر الرزوقي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات بالوكالة، واللواء علي عتيق بن لاحج، مساعد القائد العام لشؤون المنافذ بالوكالة، واللواء الدكتور صالح عبدالله مراد، مدير الإدارة العامة للموارد البشرية، واللواء راشد خليفة الفلاسي، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، والعميد الخبير جمعة الفلاسي، مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ بالوكالة. وأكد اللواء الرزوقي، المنافسات التي نظمت تهدف إلى الاطّلاع على أفضل الممارسات والجهود في الإنقاذ، وتبادل الخبرات. وقال العميد الفلاسي: تنطلق اليوم فعاليات التحدي بمشاركة 9 فرق منها 7 من داخل الدولة و2 من المملكة العربية السعودية، ومن جمهورية سنغافورة. وتسعى شرطة دبي عبر التحدي إلى الارتقاء بمستوى جاهزية فرق الإنقاذ والإسعاف إلى مستويات متقدمة. وعن اليوم الأول من التحدي قال العقيد خالد الحمادي، مدير إدارة البحث والإنقاذ: شكّلت أحوال الطقس وسقوط الأمطار عوامل إضافية لرفع روح المُنافسة بين الفرق، ومحاكاة التعامل مع مهام الإنقاذ، فقد شهد اليوم الأول 7 خطط تحاكي حوادث معقدة جداً. وعلى هامش التحدي التقى اللواء علي عتيق بن لاحج، عدداً من المشاركين في التحدي، حيث وجّه لهم كلمه تحفيزية قال فيها: إن تحدي النفس يأتي قبل أي تحدٍّ، وبالسعي الدؤوب للتطوير الذاتي تتشكل شخصية المُنقذ، ليأتي التدريب والتأهيل والمشاركة في البطولات فرصة لرفع مستوى الأداء، فعليكم التحلي بروح المنافسة الإيجابي. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
abualmaaref · 6 months
Text
بماذا أبدأ؟
أشعر أنني لا أعرف. لا أعرف ماذا أكتب أو بم أشعر، أو لم أنا وحدي هذه الليلة. تمضي الأيام سراعًا وأحيانًا أتعجب أنها أيامًا وليست يومًا واحدًا طويلًا. طال اغترابي، ولكنه لا يبدو اغترابًا عن الزمن فحسب، وإنما عن الأحداث والأفراد. كلما ضربت في الأرض وواجهت أناسًا جدد كلما شعرت بأني لا أعرفني، وكلما غمرتني وحشة جديدة. أتساءل كيف يمكن لإنسان لا يعرف نفسه أن يعرف أي أحد ..
أنظر في المرآة، فأرى خيالًا شاخصًا، بالكاد يجفل، يتفحصني وهو خالي من التعابير، فهو لا يعرف كيف يشعر، أو بماذا، أيشعر بسعادة أم بغمٍ، بحماسة أم إحباط، بخوف كبير أو شجاعة تطغي ..
لكنه على أي حال ينظر، وهذا جل ما يفعله الخيال. ولا بأس.
تختلجني غمرة من الحيرة، لست أدري ما أنا بصانع، ولكن مجددًا كيف يبلغ من لا يعرف إلى أين هو ذاهب؟ لكنه يتبلغ بكل راحة يجدها على مر الطريق.
نعم العالم لا يمنحك الكثير من الأضواء ولكنه زاخر بالأنفاق لا شك، أو لنقل الظلمة، فحتى النفق له حدود، بينما تبدل أحوال الحياة يبدو أحيانًا أنه بلا هيئة أو نمط.
البارحة لم أعرف ماذا سأصنع اليوم، واليوم لا أدري ماذا سيقع الغد. ولا مخرج حقيقي من الجهل.
إذن دعني أنظر للداخل لأنَّ الخارج لا يملك الكثير من الإجابات.
دعني أنظر للظلمة التي تتخللني وأحاول بمنظور إغريقي قديم، أن أرى بنور عيني، لا بنور الشمس. فهذه المناطق لم يبلغها ضوء منذ الميلاد. إلا النذر القليل.
من أنا..؟ محاصر، بين ماضٍ يلاحقني وأنجح بالكاد في الفلات من بين أصابعه، كل مرة. أبني حوله الجدران وفي كل مرة يتسلق ويحاول المرور أجاوزه وأكمل البناء، لأعلى .. أو لأسفل.
وبين حاضرٍ يتضح أن لا سلطة لي عليه، وكل محاولةً مني لإصلاح الأمور فيه تملك القدرة على إنهاء كل شئ .. ولذلك أظل أسعى خائفًا، محاطًا بعشرة أسباب للخوف في كل لحظة. ولا أملك سوى تجاهلها والمضي ..
لكن إلى أين؟ المستقبل هو الحيز الثالث في هذا الحجز الإجباري ..
أحيانًا يبدو لي أني أفهم أين أنا وإلام أصير، ولكن المفاجآت لا تكف عن الحلول، المستقبل يأبى إلا أن يكون غامضًا. وكل التصورات تثبت خطئها بشكل أو بآخر ..
أما الحيز الرابع، النفس .. فحين أنظر لا أرى .. إنما أقدر على تحسس الطريق.
أشعر بالتكلف كل حين، فقلما توفرت فرصة لأسكب خلالها روحي أمام أحد أو أمام نفسي. أن أنظر في المرآة فأرى سوى هذا الخيال المترائي، وأصدق ولو مرةً واحدة أن هذا أنا.
ولكن أليست هذه المعضلة أساسًا؟
الصدق؟ الحقيقة؟ الفهم؟
يمكنني التفلسف لساعات وسرد نظريات وافتراضات واحتمالات.. لكني أعجز عن أن أجزم بحقيقة واحدة في لحظة الشك، وأن أقول: هذا صدق.
وهذا التردد في ذاته، قد يكون مشكلة حديثة كما يقول البعض، وقد يكون مشكلة أزلية لم ندركها إلا حديثًا ..
وأظن أن أصعب أنواع الحقائق هي تلك التي تقولها عن نفسك، وتعرِّف عن نفسك من خلالها.. لأنك ببساطة أعقد كثيرًا من أن تكون صفة واحدة أو شخصية واحدة .. أو فعلٍ واحد.
وبعيدًا عن عالم النظرية، دخولًا إلى عالم الشعور، فحسبي أن هذه المشاعر اللحظية بالتردد قد لا تكون هي كل شئ، فاليوم شعرت بالسعادة، والحنين، ورأيت أن أصحاب الأمس هم أغراب اليوم، وأغراب اليوم صاروا أصحاب الأمس .. ووجدت أيضًا أن الآخرين لا يمكن أن يفهموا إلا ذلك الجزء السطحي الذي يظهر منك عرضًا في هذا الموقف أو ذاك .. ولا عجب.
واليوم شعرت بالعجز عن التعبير.
بداخلي شئٌ يتحرك ويغلي منذ مدة لكني لا أفهمه. لا أفهم ما هو حتى أسمح له بالحركة او أقاومه .. لكن لماذا أخشاه؟ هل هو الشيطان؟
أظن أن المعرفة الحقيقية للشيطان هي ما يمكن أن يجعلنا ملائكة وأفضل.
فلا ضوء بدون ظلمة، والعكس.
ولكني في مراحل الارتباك غالبًا ما أغلق على نفسي وأبتعثها في زيارة لكهفي الداخلي .. ربما لا تكون زيارة كاملة .. ولا مجدية، لكنها بالتأكيد تنجح في تهدءة بعض الاضطراب.
فمجددًا؛ الوعي سراب، لا تكاد تصافح يده حتى تتبخر. فتدرك أن عليك الإغراق في المزيد من اللاوعي.
فقط على أمل. أن كل هذا ليس بلا قيمة.
وربما تكون القيمة الأكبر في النهاية ليست في الرحلة أو الوصول أو الصحبة ..
إنما فيك أنت.
ولعل هذا هو مفتاح الأمر.
وأوَّله.
#journal
#freethoughts
Tumblr media Tumblr media
1 note · View note
tarekmurad6 · 7 months
Text
"بن مسكويه ، كتاب تهذيب الأخلاق "
[فصل في تأديب الأحداث والصبيان خاصة نقلت أكثره من كتاب بروسنس]
قد قلنا فيما تقدم أن أول قوة تظهر في الإنسان وأول ما يتكون هي القوة التي يشتاق بها إلى الغذاء الذي هو سبب كونه حيا فيتحرك بالطبع إلى اللبن يلتمسه من الثدي الذي هو معدنه من غير تعليم ولا توقيف أو يحدث له مع ذلك قوة على التماسه بالصوت الذي هو مادته ودليله الذي يدل به على اللذة والأذى. ثم تتزايد فيه هذه القوة ويتشوق بها أبدا إلى الإزدياد والتصرف بها في أنواع الشهوات. ثم تحدث فيه قوة على التحرك نحوها بالآلات التي تخلق له الشوق إلى الأفعال التي تحصل له هذه. ثم يحدث له من الحواس قوة على تخيل الأمور ويرتسم في قوته الخيالية مثالات فيتشوق إليها ثم تظهر فيه قوة الغضب التي يشتاق بها إلى دفع ما يؤذيه ومقاومة ما يمنعه من منافعه. فإن أطاق بنفسه أن ينتقم من مؤذياته انتقم منها وإلا التمس معونة غيره وانتصر بوالديه بالتصويت والبكاء.
ثم يحدث له الشوق إلى تمييز الأفعال الإنسانية خاصة أولا أولا حتى يصير إلى كماله في هذا التمييز فيسمى حينئذ عاقلا. وهذه القوى كثيرة وبعضها ضروري في وجود الأخرى إلى أن ينتهي إلى الغاية الأخيرة. وهي التي لا تراد لغاية أخرى وهو الخير المطلق الذي يتشوقه الإنسان من حيث هو إنسان. فأول ما يحدث فيه من هذه القوة الحياء وهو الخوف من ظهور شيء قبيح منه. ولذلك قلنا أول ما ينبغي أن يتفرس فيالصبي ويستدل به على عقله. الحياء فإنه يدل على أنه قد أحس بالقبيح ومع إحساسه به يحذره ويتجنبه ويخاف أن يظهر منه أو فيه. فإذا نظرت إلى الصبي فوجدته مستحيينا مطرقا بطرفه إلى الأرض غير وقاح الوجه ولا محدق اليك فهو أول دليل نجابته والشاهد لك على أن نفسه قد أحست بالجميل والقبيح. وأن حياءه هو انحصار نفسه خوفا من قبيح يظهر منه وهذا ليس بشيء أكثر من إيثار الجميل والهرب من القبيح بالتمييز والعقل. وهذه النفس مستعدة للتأديب صالحة للعناية لا يجب أن تهمل ولا تترك ومخالطة الأضداد الذين يفسدون بالمقارنة والمداخلة. وإن كانت بهذه الحال من الإستعداد لقبول الفضيلة فإن نفس الصبي ساذجة لم تنتقش بعد بصرة وليس لها رأي ولا عزيمة تميلها من شيء إلى شيء فإذا نقشت بصورة وقبلتها نشأ عليها وأعتادها. فالأولى بمثل هذه النفس أن تنبه أبدا على حب الكرامة ولا سيما ما يحصل له منها بالدين دون المال وبلزوم سننه ووظائفه. ثم يمدح الأخيار عنده ويمدح هو في نفسه إذا ظهر شيء جميل منه ويخوف من المذمة على أدنى قبيح يظهر منه
ويؤاخذ باشتهائه للمآكل والمشارب والملابس الفاخرة ويزين عنده خلق النفس والترفع عن الحرص في المآكل خاصة وفي اللذات عامة. ويجب إليه إيثار غيره على نفسه بالغذاء والإقتصار على لاشيء المعتدل والإقتصاد في التماسه.
[الملابس]
ويعلم أن أولى الناس بالملابس الملونة والمنقوشة النساء اللاتي يتزين للرجال ثم العبيد والخول. وأن الأحسن بأهل النبل والشرف من اللباس البياض وما أشبهه حتى يتربى على ذلك ويسمعه كل من يقرب منه ويتكرر عليه ولم يترك مخالطة من يسمع منه ضد ما ذكرته لا سيما من أترابه ومن كان في مثل سنه ممن يعاشره ويلاعبه.
وذلك أن الصبي في ابتداء نشوه يكون على الأكثر قبيح الأفعال إما كلها وإما اكثرها فإنه يكون كذوبا ويخبر ويحكي ما لم يسمعه ولم يره ويكون حسودا سروقا نماما لجوجا ذا فضول أضر شيء بنفسه وبكل أمر يلابسه. ثم لا يزال به التأديب والسنن والتجار حتى ينتقل في أحوال بعد أحوال. فلذلك ينبغي أن يؤخذ ما دام طفلا بما ذكرناه وبذكره. ثم يطالب بحفظ محاسن الأخبار والأشعار التي تجري مجرى ما تعوده بالأدب حتى يتأكد عنده بروايتها وحفظها والمذاكرة بها جميع ما قدمناه
ويحذر النظر في الأشعار السخيفة وما فيها من ذكر العشق وأهله وما يوهمه أصحابها، إنه ضرب من الظرف ورقة الطبع. فإن هذا الباب مفسدة للأحداث جدا. ثم يمدح بكل ما يظهر منه من خلق جميل وفعل حسن ويكرم عليه. فإن خالف في بعض الأوقات ما ذكرته فالأولى أن لا يوبخ عليه ولا يكاشف بأنه أقدم عليه بل يتغافل عنه تغافل من لا يخطر بباله أنه قد تجاسر على مثله ولا هم به لا سيما أن ستره الصبي واجتهد في أن يخفى ما فعله عن الناس فإن عاد فليوبخ عليه سرا وليعظم عنده ما أتاه. ويحذر من معاودته فإنك إن عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة وحرضته على معاودة ما كان استقبحه وهان عليه سماع الملامة في ركوب قبائح اللذات التي تدعو إليها نفسه وهذه اللذات كثيرة جدا.
آداب المطاعم]
والذي ينبغي أن يبدأ به في تقويمها آداب المطاعم فيفهم أولا انها إنما تراد للصحة لا للذةز وأن الأغذية كلها إنما خلقت وأعدت لنا لتصح بها أبداننا وتصير مادة حياتنا. فهي تجري مجرى الأدوية ليتداوي بها الجوع والألم الحادث منه. فكما أن الدواء لا يرام للذة ولا يستكثر منه للشهوة فكذلك الأطعمة لا ينبغي أن يتناول منها إلا ما يحفظ صحة البدن ويدفع ألم الجوع ويمنع من المرض. فيحفر عنده قدر الطعام الذي يستعظمه أهل الشره ويقبح عنده صورة من شره غليه وينال منه فوق حاجة بدنه أو مالا يوافقه حتى يقتصر على لون واحد. ولا يرغب في الألوان الكثيرة. وإذا جلس مع غيره لا يبادر إلى الطعام ولا يديم النظر إلى ألوانه ولا يحدق إليه شديدا. ويقتصر على ما يليه ولا يسرع في الأكل ولا يوالي بين اللقم بسرعة. ولا يعظم اللقمة ولا يبتلعها حتى يجيد مضغها. ولا يلطخ يده ولا ثوبه ولا يلحظ من يؤاكله ولا يتبع بنظره مواقع يده من الطعام. ويعود أن يؤثر غيره بما يليه إن كان أفضل ما عنده ثم يضبط شهوته حتى يقتصر على أدنى الطعام وأدونه. ويأكل الخبز القفار الذي لا أدم معه في بعض الأوقات وهذه الآداب وإن كانت جميلة بالفقراء فهي بالأغنياء أفضل وأجمل. وينبغي أن يستوفي غذاه بالعشي فإن استوفاه بالنهار كسل واحتاج إلى النوم وتبلد فهمه مع ذلك. وإن منع اللحم في أوقاته كان أنفع له وقعا في الحركة والتيقظ وقلة البلادة وبعثه على النشاط والخفة. وأما الحلواء والفاكهة فينبغي أن يمتنع منها ألبتة إن أمكن. وإلا فليتناول أقل ما يمكن فإنها تستحيل في بدنه فتكثر إنحلاله وتعوده مع ذلك على الشره ومحبة الإستكثار من المآكل. ويعود أن لا يشرب في خلال طعامه الماء. فإما النبيذ وأصناف الأشربة المسكرة فإياها وإياها فإنها تضره في بدنه ونفسه وتحمله على سرعة الغضب والتهور والإقدام على القبائح والقحة وسائر اخلال المذمومة.
آداب متنوعة]
ولا ينبغي أن يحضر مجالس أهل الشرب إلا أن يكون أهل المجلس أدباء فضلاء. وأما غيرهم فلا لئلا يسمع الكلام القبيح والسخافات التي تجري فيه.
وينبغي أن لا يأكل حتى يفرغ من وظئاف الأدب التي يتعملها ويتعب تعبا كافيا. وينبغي أن يمنع من كل فعل يستره. ويخنفيه فإنه ليس يخفى شيئا إلا وهو يظن أو يعلم أنه قبيح. يومنع من النوم الكثير فإنه يقبحه ويغلظ ذهنه ويميت خاطره. هذا بالليل فأما بالنهار فلا ينبغي أن يتعوده ألبتة. ويمنع أيضا من الفراش الوطيء وميع أنواع الترفه حتى يصلب بدنه ويتعود الخشونة ولا يتعود الخيش والأسراب في الصيف ولا الأوبار والنيران في الشتاء للأسباب التي ذكرناها. ويعود المشي والحركة والركوب والرياضة حتى لا يتعود أضدادها.
ويعود أن لا يكشف أطرافه ولا يسرع في المشي ولا يرخي يديه بل يضمهما إلى صدره ولا يربي شعره. ولا يزين بملابس النساء ولا يلبس خاتما إلا وقت حاجته إليه. ولا يفتخر على أقرانه بشيء مما يملكه والداه من مآكله وملابسه وما يجري مجراه ولا يشين بل يتواضع لكل أحد ويكرم كل من عاشره.
ولا يتوصل بشرف إن كان له أو سلطان من أهله إن اتفق إلى غضب من هو دونه أو استهداء من لا يمكنه أن يرده عن هواه أو تطاوله عليه. كمن اتفق له إن كان خاله وزيرا أو عمه سلطانا فتطرق به إلى هضيمة أقرانه وثلم أخوانه ولا يتمخط ولا يتثاءب بحضرة غيره. ولا يضع رجلا على رجل ولا يضرب تحت ذقنه بساعده ول�� يعمد رأسه بيده. فإن هذا دليل الكسل وأنه قد بلغ به القبيح إلى أن لا يحمل رأسه حتى يستعين بيده. ويعود أن لا يكذب ولا يحلف البتة لا صادقا ولا كاذبا. فإن هذا قبيح بالرجال مع الحاجة إليه في بعض الأوقات فأما الصبي فلا حاجة به إلى اليمين. ويعود أيضا قلة الكلام فلا يتكلم إلا جوابا. وإذا حضر من هو أكبر منه اشتغل بالاستماع منه والصمت له. ويمنع من خبيث الكلام وهجينه ومن السب واللعن ولغو القول. ويعود حسن الكلام وظريفه وجميل اللقاء وكريمه ولا يرخص له أن يستمع لاضدادها من غيره.
ويعود خدمة نفسه ومعلمه وكل من كان أكبر منه.
وأحوج الصبيان إلى هذا الأدب أولاد الأغنياء والمترفين. وينبغي إذا ضربه المعلم أن لا يصرخ ولا يستشفع بأحد فإن هذا فعل المماليك ومن هو خوار ضعيف. ولا يعير أحدا إلا بالقبيح والسيء من الأدب. ويعود أن لا يوحش الصبيان. بل يبرهم ويكافئهم على الجميل بأكثر منه لئلا يتعود الريح على الصبيان وعلى الصديق. ويبغض إليه الفضة والذهب ويحذر منهما أكثر من تحذير السباع والحيات والعقارب والأفاعي. فإن حب الفضة والذهب آفته أكثر من آفات السموم. وينبغي أن يؤذن له في بعض الأوقات أن يلعب لعبا جميلا ليستريح إليه من تعب الأدب ولا يكون في لعبه ألم ولا تعب شديد.
ويعود طاعة والديه ومعلميه ومؤديه وإن ينظر اليهم بعين الجلالة والتعظيم ويهلبهم. وهذه الآداب النافعة للصبيان هي للكبار من الناس أيضا نافعة ولكنها للأحداث أنفع لأنها تعودهم محبة الفضائل وينشأون عليها فلا يثقل عليهم تجنب الرذائل ويسهل عليهم بعد ذلك جمثيع ما ترسمه الحكمة وتحده الشريعة والسنة. ويعتادون ضبط النفس عما تدعوهم إليه من الذات القبيحة وتكفهم عن الإنهماك في شيء منها والفكر الكثير فيها. وتسوقهم إلى مرتبة الفلسفة العالية وترقيهم إلى معالي الأمور التي وصفناها في أول الكتاب من التقرب إلى الله عز وجل ومجاورة الملائكة
مع حسن الحال في الدنيا وطيب العيش وجميل الأحدوثة وقلة الأعداء وكثرة المداح والراغبين في مودته من الفضلاء خاصة. فإذا تجاوز هذه الرتبة وبلغ أيامه إلى أن يفهم أغراض الناس وعواقب الأمور فهم أن الغرض الأخير من هذه الأشياء التي يقصدها الناس ويحرصون عليها من الثروة وإقتناء الضياع والعبيد والخيل والفرش وأشباه ذلك إنما هو لنر فيه البدن وحفظ صحته. وأن يبقى على إعتداله مدة ما. وأن لا يقع في الأعراض ولا تفجأه المنية. وأن يهنأ بنعمة الله عليه ويستعد لدار البقاء والحياة السرمدية. وأن اللذات كلها في الحقيقة هي خلاص من آلام وراحات من تعب. فإذا عرف ذلك وتحققه ثم تعوده بالسيرة الدائمة وعود الرياضات التي تحرك الحرارة الغريزية وتحفظ الصحة وتنفي الكسل وتطرد البلادة وتبعث النشاط وتذكي النفس. فمن كان ممولا مترفا كانت هذه الأشياء التي رسمتها أصعب عليه لكثرة من يحتف به ويغويه ولموافقة طبيعة الإنسان في أول ما تنشأ هذه اللذات وإجماع جمهور الناس على نيل ما أمكنهم منها وطلب ما تعذر عليهم بغاية جهدهم. فأما الفقراء فالأمر عليهم أسهل بل هم قريبون إلى الفضائل قادرون عليها متمكنون من نيلها والإصابة منها. وحال المتوسطين من الناس متوسطة بين هاتين الحالتين. وقد كان ملوك الفرس الفضلاء لا يربون أولادهم بين حشمهم وخواصهم خوفا عليهم من الأحوال التي ذكرناها ومن سماع ما حذرت منه. وكانوا ينفذونهم مع ثقاتهم إلى النواحي البيعدة منهم.
كان يتولى تربيتهم أهل الجفاء وخشونة العيش ومن لا يعرف التنعم ولا الترفه وأخبارهم في ذلك مشهورة. وكثير من رؤسائهم في زماننا هذا ينقولن أولادهم عندما ينشأون إلى بلادهم ليتعودوا بها هذه الطرق المحمودة في تأديب الأحداث فقد عرفت أضدادها. أعني أن يشتغل بصلاحه وتقويمه فإنه قد صار بمنزلة الخنزير الوحشي الذي لا يطمع في رياضته فإن نفسه العاقلة تصير خادمة لنفسه البهيمية ولنفسه الغضبية فهي منهمكة في مطالبها من النزوات. وكما أنه لا سبيل إلى رياضة سباع البهائم الوحشية التي لا تقبل التأديب كذلك لا سبيل إلى رياضة من نشأ على هذه الطريقة واعتادها وأمعن قليلا في السن. اللهم إلا أن يكون في جميع أحواله عالما بقبح سيرته ذا مالها عائبا على نفسه عازما على الإقلاع والإنابة. فإن مثل هذا الإنسان من يرجى له النزوع عن أخلاقه بالتدريج والرجوع إلى الطريقة المثلى بالتوبة وبمصاحبةب الأخيار وأهل الحكمة وبالأكباب على التفلسف.
1 note · View note
archaeopteryx-eternity · 10 months
Text
تعجبني عِزة نفس الإمام الشافعي.. تأمل ما روي عنه: "أظلمُ الظالمين لنفسه؛ من تواضع لمن لا يُكرمه، ورغِب في مودةِ من لا ينفعه، وقبِل مدح من لا يعرفه"!
أو حين دخل "سامراء" فلم يُعرف وكان رثًّا عليه ثياب بالية، فاستخف الناس به فقال:
عليَّ ثيابٌ لَو تُباعُ جميعُها .. بفلسٍ لكان الفلسُ منهنَّ أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ ببعضها؛ .. نفوسُ الورى كانت أجلَّ وأكبرا
أحد انعكاسات "العبودية لله" وأسرارها الجليلة؛ ألا تنحني لأحد، وألا تكسرك مشاعر، ولا تغتم لتقلُّب الزمن، أو تأسى على انقطاع الخلق عنك..
إذا كان الله عز وجل أمر المؤمنين ألا يهِنُوا ولا يحزَنوا لما أصابهم يوم أُحد وما أدراك ما أُحد؟! وقَرنَ ذلك بكونهم "الأَعْلوْن" ما داموا مؤمنين؛ فكيف بما هو دونها من مشاعر مهما كان قدرها في القلب، أو أحوال الحياة وأحداثها مهما كان أثرها في النفس؟!
وتأمل اختيار الآية للوَهَن (الضعف) والحزن، قال بعض المفسرين: لأن الوَهَن مصدر الكآبة والانكسار، والحزن مصدر الاستسلام واعتقاد الخيبة!
المسلم الذي يعلم عظمة الله ويَقنع بأقداره ويضعُ مشاعره كله فيه تعالى؛ كما لا يُهينُ نفسه الكريمة بتودد مهين؛ لنيل قُربة أو محبة أو منفعة؛ لا يُهينها بتكلُّفٍ في المشاعر مذل؛ لفوات شيء من ذلك..
صنْ نفسك..
محمد وفيق زين العابدين
0 notes
bostantanweer · 2 years
Text
اننا نهدر طاقتنا
New Post has been published on https://bostantanweer.com/%d8%a7%d9%86%d9%86%d8%a7-%d9%86%d9%87%d8%af%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%82%d8%aa%d9%86%d8%a7/
اننا نهدر طاقتنا
  وعى الانسان ووعى الحيوان
اننا نهدر طاقتنا ونهبط  بمستوى الوعى لدينا ، فقد صار وعى الأنسان فى وقتنا المعاصر شبيها بوعى مملكة الحيوان . فكما نعلم ان مستويات الوعى موجوده فى كافة الكائنات حيث لكل كائن أو مخلوق وعيه الخاص به . 
ارتبا الوعى بطاقة الشاكرات ( مراكز الطاقة )
الحيوانات لها وعى ، والنباتات لها وعى والطيور لها وعى والكائنات البحرية لها وعى. ونحن البشر لنا وعى أعلى قليلا لكن بنظرة عميقة نجد اننا ندمر وعينا بسبب تصاعد غرائزنا التى تشبه غرائز الحيوان وتحكمها فينا بنسب مخيفه :
الحب الغريزي لتملك الأشياء ، ظواهر العنف المجتمعى الغير مسبوق ، السرقة حب الأستعلاء على الغير .
قتال الدول من أجل الحصول على مناقع اقتصادية من نفظ وثروات وخلافه، أو النزاع من أجل الحصول على امرأه أو وظيفه أو ثروه .
أننا فى الواقع ندمر أنفسنا وكوكبنا بتدافع تلك الغرائز وسيطرتها على حواسنا وعقولنا وبالتالى تصرفاتنا بما لا يليق بكائن بشرى المفترض أنه أرقى وعيا من سائر الكائنات من الحيوانات والنباتات والطيور وغيرها.
وضع البشرية الآن 
لو نظرنا الى وضع البشرية الآن بتمعن لوجدنا ما آلت اليه أحوال الشعوب والحكومات بما يؤكد أننا فى مستوى من الوعى الروحى متدنى جدا. 
اذ ان معظم البشرية للأسف الشديد مضللون وليسوا على الطريق الصحيح للأرتقاء بالوعى . فالثقافة التى تسود العالم اليوم مبنيه على اننا نعيش مره واحدة وبالتالى فاننا لابد أن نحصل على أقصى ما نستطيع من القوه. مثال :التفوق على الآخرين ، الثروه ، العلو والمكانة ، تملك الأشياء والعقارات ، الأنغماس فى ملذات الحياه والشهوات الفيزيقية. 
ان قوه عقولنا ووعينا اذا خلت من شوائب وعوالق رغبات ” الأيجو ” والرغبات الدنيوية فانها يمكن أن تصنع الكثير من أجل تقدمنا الروحى .
ولنا فى ذلك أمثلة فى كثير من فى الأنبياء والأولياء والقديسين الذين ارتفعوا بوعيهم فوق احتياجات وملذات وشهوات وأفكار العقل والمادة والحواس الخمسة .
الهدف من تعلم المديتيشين
هو أن نعرف أنفسنا وطاقاتنا الكامنه ، أن نرتقع بمستوانا الأنسانى عن كوننا مجرد ” حيوان ذكى ” .
ولكى نفعل ذلك لابد أولا من أن نتعرف على حقيقة الوضع الذى نحن فيه الآن .
 اننا نهدر طاقتنا فيما لاجدوى منه
لابد أن ندقق ونحلل وقتنا وجهدنا وفيم ننفقه ، أيضا اهتمامنا وانتباهنا . لقد أثبت العلم المادى أن توجيه الأهتمام لأى شىء يحدث نوعا من الطاقة .
ليس من المنطقى أن نعتقد أن أفكارنا ، افعالنا وحتى نوايانا لا تنتج طاقة تؤثرعلى الغير وعلى أنفسنا . فاذا تأملنا قليلا وجدنا ان جميعها تقريبا تصدر منا بمنتهى العشوائية ما يثبت جهلنا التام بهذه الحقيقة العلمية المؤكدة ، واننا نهدر طاقتنا . 
كيف يرتقى الوعى
ان باستطاعتنا أن نصبح مثل الملائكة أو أن نكون واحدا من الكيانات السماوية الرفيعه .
لكن هذا بالتأكيد يتطلب جهدا كبيرا وطاقة لكى يتحقق وليس مجرد المعرفة او الرغبة أو الحلم. انما العمل والجهد والمثابرة . ان جهودنا الواعية المخلصة هى ما يمكن أن يقودنا للأرتقاء بالوعى الروحى .
وكذلك لابد أن ننتبه الى ان ما يرفع وعينا الروحى ليست أمنياتنا ، معتقداتنا وأفكارنا بل أفعالنا وتصرفاتنا وتوجيهها لما يؤثر فى تقدمنا الروحى. هذه الأفعال هى ما يحدد من سنكون : مثل الملائكة أومثل الشياطين الذين يملأون العالم الآن ويعملون على تدميره انسانيا وروحيا .
فلا شىء سوى افعالنا هى التى سوف تحدد أى مستوى من الوجود نحن فيه . لاشىء سيكون أفضل دون ان نفهم أننا نهدر طاقتنا فيما لا ينفع أرواحنا. 
السير ضد التيار هو الحل
دعونا نفكر قليلا هل السير من قمه الجبل لأسفل أسهل أم تسلقه من أدنى لأعلى أسهل . هل السباحة مع التيار أسهل أم ضد التيار، بالتأكيد ان السباحة مع التيار هى الأسهل ولكن التيار الآن وما يحدث فى العالم يقودنا لماذا ؟
فدون شك ، ان كل شىء من حولنا يقودنا لمزيد من التدنى والأنحطاط ، كل الميديا والأفلام والمواد المرئية والمسموعه تحتوى على العنف والقتل . معظمها يحض على ارتكاب الجرائم والجنس والكذب وتدبير المكائد وتقديم النماذج السيئة للكبار والصغارالا القليل جدا منها .
هل نجد أفلاما موضوعها الحب اللا مشروط للغير ، الأيثار ، اعلاء قيم الصبر والكرم والتطهر 
على العكس فكل الميديا تقريبا تقود الآنسان للمستوى الأدنى وليس الأعلى .
اذن فالسباحه ضد التيار وأن نكون مختلفين ونحدث تغييرا جذريا وحقيقيا فى داخل أنفسنا وتكون أفعالنا ونوايانا وأفكارنا نقيه وصادقة هو الطريق. هو  ما سوف تذهب بنا لمستوى من الوعى ومكان فى الوجود يحقق لنا النعيم الذى نأمله .
لابد أن نفهم جيدا أننا فى ” معركة وعى ” وأنه لاشىء فى المجتمعات من حولنا يريدنا أن نتقدم . وأبسط مثال لذلك ندرة الأفلام أو البرامج التى تخاطب الروح وتعمل لاعلائها . حيث ان معظم البشر وبنسبه طاغيه أجسادهم تعمل ولكن وعيهم الروحى ” نائم” .
كما ان السباحة ضد التيار يتطلب بالتأكيد جهدا كبيرا وطاقة عظيمه ، لكن للأسف فطاقة معظمنا أيضا مستنفذه ، اننا مجهدون ومشغولون بشئون الدنيا الكثيرة من حولنا .
اذا أردنا التغيير الحقيقى ، فلابد أن يبدأ من داخل أنفسنا وأن نعمل على تنظيم هذا الجهد وهذه الطاقة وتوجيههما لصالح أنفسنا وخدمة بنى الأنسان .  
ايقاظ الوعى الآن .. ليس فى الماضى ولا المستقبل
عندما نكون فى حالة النوم أو ” الغفلة فنحن نسير مع التيار وليس ضده ، وهو ليس المسار الصحيح للروح. 
هو سير فى الاتجاه الخاطىء وسيأخذنا خطوات الى الخلف وليس لتقدم أرواحنا . اننا لن نجنى فى النهاية سوى التعب والأرهاق وسنخلق لأنفسنا مزيدا من التعاسة . سوف نموت وتنتهى الحياه دون أن نحقق الهدف من خلقنا ووجودنا فى حياتنا الأرضية . أما أن تظل واعيا يقظا فان ذلك يتطلب جهدا كبيرا وطاقة عظيمه .
تذكر أنك كلما تقدمت فى التعلم والمعرفة ، كلما اتسع وعيك الروحى شيئا فشيئا وصار قويا مستعدا لاستقبال المعارف الألهية .
ولكن نحن الآن لسنا فى هذه الحالة مطلقا بسبب أننا نهدر طاقتنا فى رغباتنا الدنيوية ومخاوفنا وشهواتنا ومشاكلنا وأحزاننا . وجميعها تقف عقبة تشوش الشاشة وتحول دون قدرتنا على الأحتفاظ بصفاء أرواحنا ورؤيتنا لحقائق الكون والوجود .
من أجل أن نتقدم لابد أن نحافظ أن يكون وعينا يقظا منتبها الآن لكل ما يحدث من أفكار ونوايا وأفعال وتصرفات . لانفكر فى شىء حدث فى الماضى ولا فيما سوف يحدث فى المستقبل بل فيما نحن عليه الآن ، ندرب وعينا .، نوجه وعينا ، نهذب وعينا .
نعيش به ومعه فى كل لحظة فى حياتنا ولأقصى مدى . هذا الأنتباه اللحظى والمستديم  هو ما سوف يحدث التغيير المنشود فى اتجاه ارتقائنا الروحى .
البداية فى مراقبة الذات وادراكنا أننا نهدر طاقتنا 
ان رفع الوعى يبدأ من المراقبة الدءوبة لأنفسنا ” الآن ” أى فى كل وقت أراقب نفسي وأفعالى وأفكارى وتصرفاتى وتوجهاتى ووقتى .
علوم الروح المفيدة والأعظم فائدة
كثير ممن المهتمين بعلم الروح يبحثون فى مسائل الطاقة ، أو الخروج من الجسد (الطرح الروحى ) أو العوالم الخفية أو الشاكرات ( مراكز الطاقة فى الجسم ) .
 فى منطقة التبت تندهش من قدرة المعالجين بالابر الصينية على عمل خريطة تفصيلية لمسارات الطاقة فى الجسم وهى كثيرة جدا .
وعندما يلتقى مساران للطاقة توجد شاكرا . ايضا يوجد بالجسم مراكز حسية أخرى مثل الحدس والذاكرة العميقة والقدرة على رؤية واستقراء أشياء من العالم الغير منظور.
كل هذه الخصائص موجودة فى كل انسان ولكنها غير مفعلة عند معظم الناس .
نتكلم عن الشاكرات لكونها مهمه ، ولكنها تعمل وفق ارادتنا وظروفنا وأسلوبنا فى تنشيطها وتفعيلها . فمثلا شاكرا القلب عندما يكون الأنسان غاضبا أو فى حالة شهوة أو خوف أو حزن تظهر الطاقة التى تتغذى بها وهى الحالة التى نحن عليها .
الشاكرات ناقل فقط للطاقة 
الشاكرات لا تسبب نمونا الروحى ، هى فقط ناقل للطاقة وفق أفعالنا وحالتنا العقلية والعاطفية والمزاجية .
دعونا اذن نفهم نقطة أساسية وهى أن كل ما نفعله يولد نوعا من الطاقة ، لذلك علينا أن ندرس كيف نستخدم طاقاتنا من أجل زياده ” وعينا الروحى ” .
ان كل حالة نكون عليها تصدر طاقة ، هذه الطاقة تتحول الى فعل .لابد اذن أن نفكر وننتبه لكل حالة نعيش فيها وكيف تؤثر على طاقتنا .
حالة الغضب ، الحسد ، الكراهية ، الرغبة فى الأقتناء .هذه كلها أشياء سلبية تولد طاقة ، هذه الطاقة بدورها يكون لها تأثير على أنفسنا وعلى الآخرين .
ان كل ما يدخل قلوبنا ومشاعرنا هو تماما ما يخرج منها بلا نقصان . اننا نهدر طاقتنا الثمينه اذا هى امتلأت بما لايخدم تقدمنا وخير الانسانية. فمثلا على المستوى الفيزيقى ، نحن نأكل ونشرب من أجل أن نزود جسمنا بالطاقة وهى هنا تتناسب مع ما دخل فيه من طعام وشراب .
نفس الشىء يحدث بالنسبة للوعى ، اذا غذينا الوعى بأشياء ايجابية فان مستوانا الأنسانى والروحى يرتفع . اما اذا غذيناه بانطباعات سيئة وأفكار مؤذية أو هابطة فان مستوانا الروحى والأنسانى يتدنى .. ان الأمر كله بأيدينا .
ارتباط الوعى بالطاقة 
اذن كيف نرتفع بمستوى وعينا ومستوانا الأنسانى ..الأمر بسيط 
بدلا من أن نتصرف فى كل أوجه حياتنا  بشكل روتينى أو تلقائى أو عشوائى ، علينا أن نكون دوما متبصرين ومنتبهين فى كل لحظة نحياها .
ننتبه لكل تصرف ، لكل فكرة ، لكل احساس ، وننتبه الى اين تأخذنا ، ما هى الطاقة التى ينتجها هذا الشعورأو هذه الفكرة أو ذلك التصرف أو الفعل .
ثم ما هى التبعات التى يخلقها على أنفسنا ومستوانا الروحى وعلى الآخرين . فمثلا اذا شعرنا فى موقف ما بالغضب ، علينا ألا نجعله يستولى علينا . بل نوجهه ونتحكم فيه وندعه يذهب ونرتفع فوقه بتفهم دوافع من أغضبنا ، وتقدير تداعيات وردود الفعل لهذا الغضب على نفسي وعلى الغير .
الأمر قد يبدو صعبا فى البداية ولكن لابد أن نتعلم وندرب أنفسنا أن نفعل ذلك فى كل نواحى حياتنا .
لابد أن نحيا كل دقيقة بوعى وقدرة على المراقبة المستمرة والتحكم ، وأن نسترشد بما  يمليه علينا حدسنا الداخلى بخصوص الأشياء الخاطئة التى علينا أن نقومها. 
عندما نبدأ فى مراقبة أنفسنا على هذا النحو فان علينا أن نتفهم ونتعرف على المراكز الحسية الخمسة فى أجسامنا وكيف تعمل وأن ننتبه الى الطاقات التى تحدثها وما يترتب عليها من نتائج .
اننا نهدر طاقتنا ان لم نمارس هذه المراقبة بوعى ، أن لم نتحكم فىها و ونوجهها بشكل صائب كى ترتقى بنا “للأعلى ” ولا تدنو بنا للمراتب الدنيا .
هذه المراكز هى 
التفكير   .. Intellectual
الحركة : Motor
العاطفة   Emotional
الغرائز : Instinctual
الجنس : Sexual
من المهم أن نفهم كيف نستخدم طاقة كل من هذه المراكز الأستخدام لصحيح فلا نتجاوز فى استخدامها بما لا يؤذينا . فمثلا الأشخاص الأذكياء جدا غالبا ما يتعرضون لمشكلات صعبة الحل ، هم يفرطون فى استخدام طاقة العقل بالأفراط فى التفكير فيما ليس له داع  .
كذلك العاطفة لايجوز الأفراط فى استخدامها تجاه أى شىء أو أى شخص لأن هذا يصيب النفس بالأجهاد فى الحقيقة .
التوازن مهم وأن نحتفظ بطاقاتنا الباطنية هادئة متزنه ، تماما مثل أى جهاز أو ماكينة لو تم تشغيلها أكثر من اللازم فان ذلك يؤدى الى سرعة تلفها . نفس المثال ينطبق على النساء والرجال الذين يفرطون فى ممارسة الغرائز ، انهم يشيخون بسرعه ويفقدون القدره فى هذا الأتجاه فى سن مبكرة .
حفظ الطاقة  من الهدر الخاطىء ..الطريق الى الوعى
الهدف من كل ما تقدم شرحه هو أن نفهم كيف نمارس ” المديتيشن ” بشكل صحيح 
تهتم معظم مدارس التأمل بوضع الممارس فى حالة السكون العقلى واللآ تفكير .
غير ان هذه الحالة ليست هى فقط ما يجعلنا نتقدم روحيا ، لكى نتقدم روحيا لابد وأن ينفتح وعينا على حقائق الوجود وحقائق أنفسنا . وهذا لا يتحقق دون الأهتمام بالمحافظة على طاقتنا من الهدر الخاطىء .
انه ليس بسكون العقل فقط أو نمو القدرة على التركيز وتمارين التنفس هو ما يحقق لنا التقدم . فالأحتفاظ بطاقتنا واستخدامها الأستخدام الصحيح هو ما يؤثر فعليا فى تقدمنا . فمثلا ماذا ينفع أن تكون لدينا سياره جميلة ونحن غير قادرين على قيادتها لخلوها من البنزين .
من المهم جدا أن لا نضيع طاقتنا وأن لا نجعل افعالنا وأفكارنا تؤثر على طاقتنا وبالتالى ” وعينا ” الذى هو ذلك الوقود المطلوب لدفع عجلة الروح للأمام .
ان الذين يعتقدون أنهم يكتفون بممارسة التأمل اليومى بتركيز وفى حالة سكون سوف يصل بهم حتما لتحرر الروح ولو بعد وقت هم حتمتا مخطئون . لأن التقدم هو فى الأساس ” أفعال ” وليس مجرد أفكار أو معتقدات أو آمال نتوق اليها . اننا نهدر طاقتنا عندما لا نخطو نحو طريق الوعى بشكل صائب. 
اذن قبل ” التأمل ” لابد من تطبيق الأسس التالية التى تجعل ” تأملنا ” صحيحا
نتعرف على مراكز الشعور الخمسة فى أجسامنا وكيف تعمل وهى : العقل ، والعاطفة ، والحركة ،والغرائز والجنس .
نعمل على التحكم فيها ومراقبتها ليس أثناء  التأمل وانما فى كل لحظة ودقيقة فى حياتنا الآن وليس أمس أو غدا . فان الآن هو ما يصنع حياتنا ويخلق حلقة فى سلسلة وجودنا ، هذه الحلقة بأيدينا نحن صناعتها وصياغتها فى الأتجاه الأمثل وليس الأدنى . نبقى على طاقات تلك المراكز الخمسة فى حالة توازن فلا نفرط فى بذل أى منها .
نفس هذه القاعدة أو هذا المنهج ينطبق على مراكز الطاقة فى الجسم ” الشاكرات ” وكل المراكز الغير منظورة بما فيها : مركز الأرادة  ، الجسم العقلى ، الحسم الأثيرى الجسم الحيوى أو الطاقى ، الجسم المادى .
لابد أن نفهم ان تلك المراكز الحسية الخمسة التى ذكرناها ابتداء تعمل على كل هذه المناطق الروحية والفيزيقية فينا المنظورة والغير منظوره .
لذا علينا أن نبدأ الآن وفى كل وقت فى الأنتباه واليقظة والرؤية والمراقبة .
طريقة الأحتفاظ بالطاقات المختلفة 
المحافظة على الطاقة العاطفية  
مثلا اذا كنت ترغب فى تعزيز قدرات جسمك الأثيرى ” Astral body ” عليك بمراقبة مشاعرك وعواطفك ومحاولة ضبطها. اذا كانت عواطفنا مستهلكة تماما فمن الصعب تعزيز قدرات الجسم الأثيرى مثل تذكر الأحلام ، القدره على الطرح الروحى أو الخروج من الجسد .
اذا أنت أردت الحصول على مثل هذه التجارب الروحية فان عليك أن توقف نزيف طاقتك العاطفية المهدرة ربما فى مشاهدة التليفزيون وسماع الأغنيات  . أو الجلوس أمام الأنترنت والسوشيال ميديا أو المشاركة فى مجالس النميمة مع الأصدقا ء أو التحدث فيما ليس مفيدا .
لأن كل هذه الأشياء تستهلك طاقتك ،  ومن أجل الوصول الى الصفاء الذى يقوى جسمنا الأثيرى لابد أن نبحث مع أنفسنا عن أى المناطق التى تستهلك طاقتنا أكثرمن غيرها وأن نتوقف فورا .
المحافظة على طاقة العقل والتفكير  
هذه تبدأ بترك القراءة وتعلم الأشياء التى لا تعود علينا بالنفع ، والتركيز على العلوم والقراءات المفيدة .
ركز فيما ينفعك فى رحلتك الأبدية وينفع باقى البشر .وفر طاقتك الذهنية واجعلها فى هذا الأتجاه .
كيف يعمل الوعى
نقطة مهمة جدا وهى أن نفهم كيف يعمل ” وعينا ” . هو يعمل أو يجب ان يعمل بيقظة تامة الآن وفى كل وقت ليس فقط أثناء المديتيشن وليس ونحن نقرأ كتابا أو موضوعا فى الروحية .
أيضا يجب تدريب الوعى على اليقظة الدائمة والأنتباه والمراقبة لكل الطاقات الصادرة منا العقلية والعاطفية والفيزيقية وذلك بأن نراقب عملها ونضبط توجهها والا نستهلكها.
توجيه العقل الباطن من خلال توجيه طاقتنا
هذه نقطة هامة جدا لابد أن نفهمها ونستوعبها ونطبقها على الفور . ان أى شىء نفعله يولد طاقة سواء كان فعل نقوم به أو شىء نشاهده ، او كلام نسمعه .
هذه الطاقة يستقبلها عقلنا الباطن ووعينا العميق فاذا أردنا أن نستقبل أشياء طيبة تؤثر فى تقوية وتوسعه ” وعينا ” فلابد من مراقبة ما نفعل أو ما نشاهد . فمثلا مشاهدة أفلام العنف أو المشاهد الجنسية .هذه المشاهد تؤثر بالتأكيد على عقلنا الباطن .
اننا نعتقد أنها لا نؤثر لكننا فى الواقع مخطئون جدا . ان أفعالنا هى ما يصنع مستوانا الروحى فى الوجود .
اين نحن وفى أى درجة روحية تكون عليه ذواتنا : متدنية ، متوسطة أو عليا .
لا يجب أن نلوم دائما القدر أو الظروف أو الآباء أو الأزواج .نحن من يصنع حياته لأن كل شىء نفعله ينعكس علينا وعلى عقلنا الباطن ويسبب لنا الكثير من الألم والمعاناه .
اننا ننظر دائما لما فى يد غيرنا ، نرغب دوما فى المال ، فى الأقتناء بأكثر كثيرا مما نحتاجه فى الحقيقة وما يكفينا . رغباتنا فى كل شىء تسيطر علينا ولا تنتهى من مال أو ثروه أو شهوه أو اقتناء..
نحن بسلوك هذا المنهج فى حياتنا لن نشعر أبدا بالسعادة و السلام النفسى . لذلك فان المراقبة الذاتية شىء فى غايه الأهمية فى اللحظة الراهنة وكل وقت .
من الضرورى أن أكون أنا المتحكم فيما يصل لعقلى الباطن من رؤى وانطباعات .
واذا أردنا أن نتطور فى عالم الروح ، أن ترتقى أرواحنا لابد اذن أن ننظر الآن لموضوع “الطاقة” بشكل مختلف . أن نبدأ فى مراقبة طاقاتنا التى هى نتاج أفعالنا وأفكارنا ونوايانا وانفعالاتنا وعواطفنا وغرائزنا .
كما نجتهد ونعمل على توجيهها التوجيه الذى يخدم تقدمنا الروحى وارتقائنا السماوى .
هذه المراقبة الذاتية لآبد وأن تكون دائمة ومستمرة ، فى كل لحظة من حياتنا اليومية ، لا تكون أبدا مثل العمل الأضافى . بل عملنا اليومى الدائم . واذا أنت أردت أن تتسلق جبلا فان عليك أن تفهم أنك بحاجة للكثير من المجهود لعمل ذلك ، وأيضا الكثير من التضحيات.
فهم حقائق الحياه والوجود  
اننا بين لحظة الميلاد ولحظة الموت تكون حياتنا . ان كل موت يتبعه ميلاد ،  فاذا أكلنا الطعام مثلا فانه يستهلك فى معدتنا ، الطعام يموت لكى يمنحنا الطاقة والغذاء والحياه ، واذا شربنا الماء فان الماء أيضا يستهلك ليمنحنا طاقة الحياه .
الطعام والشراب يموتان من أجل أن نحيا نحن . وكذلك اذا رغبنا فى أن تحيا أرواحنا ، أن تستيقظ ، أن تدرك رسالة وجودها . أن ترتقى لمستويات عليا وأن نبدأ رحلة جديدة فى حياتنا الروحية فلابد أن نضحى من أجل ذلك ، نضحى بأشياء ونتركها تموت من أجل أن تحيا الروح . 
التضحيات من أجل حياه الروح  
هذه الأشياء التى ينبغى أن ندعها تموت هى : الطمع ، الكسل ، الغرور والعجب ، الرغبات الدنيوية الغير متناهية ، الأنانية ، الغضب . ان ترك هذه الأشياء هو ما سوف يجعل أرواحنا ترتقى من مملكة الحيوان الى مملكة الأنسان الراقى .
ترك هذه الأشياء لا يكون بالكلام ولا بالفكرة تأتى فى أذهاننا ثم تذهب ولا بقراءة كتاب أو موضوع فى الروحية أو سماع درس وانما تأتى فقط بالعمل والتنفيذ .
هذا العمل والتنفيذ يكون بالمراقبة اللحظية الدائمة والمستمرة ، وبالتدريج فان النتائج الأيجابية حتما سوف تأتى .
ما هى الآليه أو الخطوات لمراقبة الذات
 لابد أن ندرس جيدا عاداتنا التى تستهلك طاقتنا ، عاداتنا الدنيا ونستبدلها بعادات عليا راقية .
لو أننا أردنا أن تولد أرواحنا فى مستوى جديد ، أن نصل الى درجة روحيه عاليه نستطيع فيها أن نرى الملائكة مثلا ونقابل الأرواح الطيبة وأن نعيش بعد الأنتقال فى مستويات سماوية مرتفعه بجوار رب العالمين .
اذن لابد من التضحية بالكثير من الأشياء والرغبات الدنيوية التى تقيد الروح وتعوق تقدمها  والتى ت��ع الغمامه فوق أعيننا ف��ا نستطيع أن نبصر وأن نعرف حقائق الروح والله والكون .
ان العمل على ذلك يتطلب أن نغذى الروح بأشياء طيبة وطاقات عالية كى تنمو وتزدهر تماما كما نغذى الجسد بما يحتاجه كى ينمو ويحيا .
مثال لمراقبة الذات  
فى حالة الغضب مثلا راقب نفسك وما يحدثه الغضب فى كلامك فى سرعة نبضات قلبك ، فى انفعالاتك ، فى قراراتك .
اكتشف الآن أنك لست انت فى طبيعتك الأصلية ، أنت غاضب ، أنت فى حالة أخرى تحدث طاقة سلبية تقودك لأفعال سلبية وتؤثر على عقلك الباطن ، على ” الشاشة الروحية ” .
من هنا ابدأ ، من هنا اعمل على ايقاظ نفسك ، على توجيهها ، على مباشرة الغضب بمنعه ، بايقافه ، بمحاوله فهم السبب وتوجيهه لما هو طيب .
كيف نشحذ أرواحنا بالطاقات الجيدة
 تهذيب الطاقة الجنسية :
ما أتفق عليه الكثير من معلمى الروحية أن الطاقة الجنسية هى أهم الطاقات التى على الأنسان أن يهذبها ويقومها .
ان جميع الأديان و النصوص الدينية بلا استثناء تحض على العفة . وأن نفهم أن الله قد أوجد هذه الطاقة فى الأساس من أجل حفظ النوع . 
الصلاه والذكر فى الأسلام .. و”المانترا” فى العقائد الأخرى وهى ذكر الكلمات المقدسة بحسب وصفها ومعناها .
تمرينات التنفس مهمه جدا وممارستها يوميا يساعد على فتح مراكز الطاقة فى الجسم ” الشاكرات ” وتنقيتها وتنقية الهالة .
الغذاء من الطبيعة (خضروات وفاكهه) وتجنب اللحوم قدر المستطاع لأننا بأكل اللحوم نجذب الينا طاقة الحيوان الذى تألم  أثناء قتلة وهذا مثبت باختبارات معملية .
ممارسة اليوجا ودراسة الهدف من كل الحركات والرياضات التى تشتمل عليها ، البعد الروحى لها وما تصنعه من تأثيرات على الروح والعقل الباطن . لأن الهدف من اليوجا ليس تحريك الجسد بحركات معينة ولكن تأثير هذه الحركات والأوضاع على  تقدم وعينا وعلى  الشاكرات ( مراكز الطاقة ) فى الجسم .
تمارين للمساعدة 
التمرين الأول
راقب نفسك اليوم لحظة بلحظة وساعة بساعه . كن واعيا لنفسك ، لأفعالك ، مشاعرك  ، تصرفاتك ، أفكارك ، انفعالاتك واعمل على ضبطها بوعى ، بفهم ، بهدف تضعه أمام عينك وهو أنك بهذا الأنضباط ترتقى بالروح .
التمرين الثانى
اجلس لمدة 30-60 دقيقة فى حالة التأمل .ادخل فى استرخاء تام عقلى وبدنى و اجعل ظهرك مستلقيا الى الخلف .
تخيل أن ضوء الشمس يدخل لمنطقة الضفيرة الشمسية ( المنطقة الموجودة تحت الحجاب الحاجز ) وأن هذا الضوء يحدث ذبذبات من اليسار الى اليمين .
اذكر فى عقلك كلمة ” Hu ” أو ” هو ” باللغة العربية . لا تجعل أى شىء يشتت ذهنك . أى فكره تأتيك لا تأبه لها ، دعها تذهب وعد الى التركيز فى كلمة Hu .
استمر على ذلك لمدة 30-60 دقيقة .
————————-
المصدر :
من التعاليم الروحية لمرشدى موقع :
Gnostic Studies – Working for the Awakening of the Human Consciousness
0 notes
ihsanwahaq · 7 months
Text
من أعظم قواعد الحياة: كلّما كنت أغنى بالحقّ كنت أغنى عن الخَلق. ولذلك كان من جوامع دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "اللهمّ إنّي أسألك الهُدى والتُّقى والعَفاف والغِنى".
يسأل الناس تحقُّق الأمنيات، يظنّون أنّ تحقّقها هو الذي سيملأ فراغاتهم الداخلية.
ويسأل المؤمن "الغِنى"؛ لأنّه يدرك أنّ الغنيّ سبحانه إذا وهبه غنى النفس فهو حينئذ السعيد المطمئن.
ولكنّ الاستغناء بالحقّ لا يكون بغير الصبر، والصبر على مُرّ الحياة وآلامها ومكافحة الهوى هو الماء الذي يُسقى به غنى النفس وينمو ويشتدّ؛ لأنّك حين تستغني عما تهواه وتحتمل التعب والرهق من أجل الحقّ سبحانه يُسبلُ اللهُ على قلبك من المشاعر ما يعوّضك عمّا ظننت أنّك قد فقدت.
وفي هذه الأيام التي نرى أهلنا أمامنا يفقدون أغلى ما لديهم في هذه الدنيا ويجدون مع ذلك الرضا والسكينة من الله لا بدّ لنا من التوقّف عن العويل على حظوظنا الفردية الناقصة في هذه الدنيا؛ لأنّ الصورة المثالية التي كنّا نرغب فيها هي أيضًا ناقصة هالكة، بل لا نضمن مشاعر قلوبنا تجاهها لو تحققت: السخط أم الرضا؟
إنّ الذي يجلب التعاسة والسخط ليس القالب الدنيوي الذي تعيش فيه، بل كيفية استقبال قلبك لهذا القالب: هل تتلقّاه ابتلاءً من الله وتطلب منه العون والرضا وتملأ قلبك بما يغنيه من الحقّ؟ أم تترك زمام نفسك لتجول بأهوائها في جنبات عالمك فترهقها الأمنيات البعيدة غير المتحقّقة وتغدو هشّة خفيفة ينقلب حالها مع تقلّب أحوال النفع والضرّ والخير والشرّ عليها؟!
ولذلك كان من دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أيضًا: "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلْني إلى نفسي طرفةَ عين. وأصلح لي شأني كلّه لا إله إلا أنت". هكذا يُعلّمنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه أن نطلب منه العون والتنبيه والإرشاد فيما نستقبله من مسالك الحياة، وألا نغفل للحظة واحدة عن هذا. ويعلّمنا صلّى الله عليه وسلّم أيضًا أن نرجو من الله صلاح شؤوننا على النحو الذي يحبّه ويرضاه، فلا نماذج ذاتية مسبقة هنا عن "صلاح شأننا" وكيف ينبغي أن تكون حياتنا؛ لأنّه سبحانه الأعلم بما يصلحنا، فمنه نرجو الصلاح ومنه نستمدُّ الغِنى عن كل ما رغبتْ فيه أهواؤنا ولم يستقم لنا شرعًا أو قدرًا.
0 notes