" ليس بوسعي أن أتواجد مع أشخاص كأنهم حقل ألغام، وأكون مُطالباً بأن أتوخّى الحذر في حديثي وأتخلى عن عفويتي، لكي لا تُفسّر بشكل خاطئ، أنا غني عن هذا النوع من العلاقات. "
"لَستُ سعيداً ولا حزيناً، أنا فقط شارد ومُرهَق.. كُلّ ما أُريدهُ أن أميل فأتكيء بهدوء، وإن أوشَكت على السّقوط، أجِدُ ما أستَنِدُ عليه.. وإن قَسَت عليَّ الأيام وأنكرتني الأماكن، أعود إلى أحدهم لِيُعيدني إلى نفسي."
كنتُ لأنتظرك طوال حياتي، وأعتقد أنك كنتَ لتسمح لي بذلك، أيقنتُ ان هنالك الكثير من القسوة في التمسك ولكن هذا لم يكن يهمك، لا أريد حبًا عقابيًا، لا أريد المزيد من عبارات "لم أطلب منّك ذلك". لا أستطيع أن أتحمل عبئ مشاعر مكتضة، لقد عرفتنّي منذ فترة طويلة، وحان الوقت لكي لا تعرفني على الإطلاق.
إنه الثامنة واثنان وأربعون دقيقة هنا، أكتب لك من الحافلة المتجهة إلى كليتي. في الآونة الأخيرة، لم أشعر بذاتي حتى أنني لم أعد استيقظ في الرابعة، خسرت التحدي. لا أدري ما الذي يحدث لي، هل كان احتراقًا منذ البداية ولم ألاحظ ذلك؟ المشكلة هي أنه لم يعد لي وقت للاستراحة ومن هذا القبيل، فقد استرحت بما فيه الكفاية، رغم أن أفكاري لم تسترح ولو لدقيقة. أتذكر عندما كنت في الصف السابع وكنت من المتفوقين. في أحد الاختبارات، أصابني انكسار في الدرجات وغلبني زملائي ولم أتمكن من الحصول على المركز الأول. ولكن لحسن حظي، كنت أملك كادرًا تعليميًا بحق، ففي حصة العلوم عندما سمعت المعلمة بما حدث وهي تعلم أنني من المتفوقين، وقفت عند اللوح ورسمت نبضات القلب صعودًا ونزولًا وكل شخص يشاهدها بصمت. ثم قالت: "هل تعرفون ما هذه؟" كلنا أجبنا: "إنها نبضات القلب". قالت: "نعم، وإنها أيضًا الحياة. عند توقفها، يموت الشخص، ونحن مثلها، يجب علينا أن نعلو تارة ونهبط تارة أخرى. فإذا توقفنا، نموت". ظلت هذه العبارات في ذهني حتى يومنا هذا. ثم، بعد ما يقارب عشر سنوات، اكتشفت أن الحياة مثل الأعضاء الإرادية واللاإرادية، فهناك أشياء علينا أن نتخذ قرارها بأنفسنا وبموافقتنا أو عدم موافقتنا تكون مثل عضلات الأطراف( اليدين والقدمين)، وهناك أشياء مهما حاولنا السيطرة عليها لن نستطيع وستهدر طاقتنا فقط، فكل ما علينا فعله هو الاستسلام لها والمشي مع التيار، مثل عضلة القلب، فلا يمكننا التحكم بها، فقط علينا الوثوق بها وما تفعله.
فكل ما عليَّ فعله الآن هو الاستمرار والاستسلام. كم هو تناقض متجانس حقًا، أليس كذلك، يا عزيزي؟ أكتب لك الآن وأنا على متن الحافلة عائدة إلى البيت، و قد حان وقت نزولي بالفعل.
في كل مرة أنتهي من كلامي، أنتظر ردك وكأنك تقرأ، ولعلك بالفعل تقرأ وأنا لا أعلم. لنلتقِ يومًا ما، ونكتب معًا في الحافلات والطرقات. لن تدعني أكتب وحيدة، أليس كذلك؟ على أي حال، أتمنى أن تكون فلسفتي قد أعجبتك. إلى اللقاء،
”حتى الآن لم يفهمني أحد ، لا أحد يعرفني على حقيقتي ، لطالما اعتقدت أنني وجدت ذلك الشخص الذي يفهم الإنكسار خلف قوَّتي ، الإكتئاب خلف هروبي ، والحُزن الذي خلف عزلتي .. حتى أيقنت أن لا أحد معي سواي.“
”إنه ذلك الشعور المسمى الشوق، يلتهم القلب بلا رحمة، يجعل العقل يحار في كل الذكريات، أُيها يجعله يُقسم على النسيان، وأيُّ شعور قاسي يعانيه صباح مساء جعله يُقسم ألا يعود؛ وأُيُّ مشاعرٍ صادقة لينقاد في ظلها باحثاً عنها ليُصدق أنها لم تكن خداعاً وإنما نابعة من أبدية الشعور بالحب ليُسلم قلبه لحنينه مرةً أخرى“
"لكنني لا أشعر بشيء أبداً سوى بالتعب؛ متعب من هذا الطريق الذي لا يحاول أن ينتهي كعمري الذي مللته وهو لم يمشِ بعد؛ كوحدتي التي تُربكني؛ ككل الأشياء السخيفة التي تسير لكنها لا تنتهي."
كنتُ ذات يومٍ عاجزُ عن استساغة فكرة العيش دون العيش تماماً، ان ترى انعكاسك ولا تألفه، وتسمع ولا تدري ما سمعته، وترى دون انّ تلاحظ ما رأيتُه، الانَّ بدأتُ افهم كيف ان يمرُ بك العمر وانت في مكانك ذاته، وفي اللبسّ نفسه،، يعجبك الامر ولا يعجبك، وتنسى ان لك حق العيش وحق الحياة.