وأرباب العزائم والبصائر أشدُّ ما يكونون استغفارًا عقيب الطاعات؛ لشهودهم تقصيرهم فيها، وترْك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية، ولا رضيها لسيّده.
محمود سعيد برغش
أصل أعمال القلوب كلها الصّدق، وأضدادها من الرّياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والكسل والجبن والمهانة وغيرها
أصلها الكذب،
فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق. وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب.
والله -تعالى- يعاقب الكذّاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ويثيب الصّادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته،
فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل…
لو كانت المراتب تُشترى بالمال لبذل كثيرون في هذه المرتبة أموالهم وأنفسهم.. ولكنها أعمال القلوب، وتلك السرائر التي تكون بين العبد وربه، فلا يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل!!🥀
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ)
لماذا قال الله (ما تكن صدورهم ) قبل ( وما يعلنون) ؟
و ذلك اشارة الى أهمية أعمال القلوب ، فأعمال القلوب هي الأصل ،و أعمال الجوارح تبع و مكملة ،
و العمل الصالح إن لم يقترن بالنية الخالصة لله فالقيام به لا يعود بالفائدة على صاحبه ..
كم بمقدورنا تزيين أنفسنا أمام العالم كله، لكن نحن مكشوفون تماماً أمام الله! اللهم اجعل بواطننا خير من ظواهرنا 🤲🏻
أنواع القلوب التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم هي عشرون قلبًا، تنقسم إلى قسمين: منها ثمانية قلوب سليمة وإثنا عشر قلبًا مريضًا. (سأذكر منها اربعة كل اسبوع إن شاء الله تعالی)
(۱) القلب المنيب : هو من خاف الله بالسر حيث لا يراه إلا الله وحافظ على كُلّ ما قَرَّبه إلى ربه من الفرائض والطاعات ومن خاف الله في الدنيا ولقيه يوم القيامة بقلب تائب من ذنوبه.
(٣) القلب الوجل: هو القلب الذي يجتهد في أعمال البر، ويتقرب إلى الله بالأعمال الصَّالحة وهو خائف ألا يتقبل الله منه إنفاقه وأعماله الصالحة إذا رجع إليه يوم القيامة.
من أعطي الرضا بقضاء الله وقدره والتوكل والتفويض فقد كفي . . الفرح في الرضا بتدبير الله لنا، والشقاء كله في تدبيرنا. الرضا بقضاء الله وقدره من أعمال القلوب، نظير الجهاد من أعمال الجوارح، فإن كل منهما ذروة سنام الإيمان وذروة سنام الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام لله عز وجل
هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء: مدار الإسلام على حديثين: هما هذا الحديث، وحديث عائشة: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ (رواه البخاري)
فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة: عمدة أعمال الجوارح، مثاله:
رجل مخلص غاية الإخلاص، يريد ثواب الله عزّ وجل ودار كرامته، لكنه وقع في بدع كثيرة. فبالنظر إلى نيّته: نجد أنها نيّة حسنة. وبالنظر إلى عمله: نجد أنه عمل سيء مردود، لعدم موافقة الشريعة.
ومثال آخر: رجلٌ قام يصلّي على أتمّ وجه، لكن يرائي والده خشية منه، فهذا فقد الإخلاص، فلا يُثاب على ذلك إلا إذا كان أراد أن يصلي خوفاً أن يضربه على ترك الصلاة فيكون متعبّداً لله تعالى بالصلاة.
(من كتاب شرح الأربعين النووية لابن العثيمين)
⭐️و من فوائد هذا الحديث:
١- الأمور بمقاصدها، وأن من نوى عملًا صالحًا، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.
٢- الأعمال لا تصح بلا نية؛ لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلُّق بجسد.
٣- يرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة؛ حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.
٤- أنَّ نية المؤمن تبلغ إلى حيث يبلغ العمل، وكل عمل مباح يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة، فاحرِص على تحسين النية والإخلاص لله تعالى.
٥- الإنسان يُعطى على نيته ما لا يُعطى على عمله.
٦- المميز بين العبادة والعادة هي النية.
٧- ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
٨- في الحديث دليل على أنَّ النية من الإيمان.
٩– يجب على المسلم قبل القدوم على العمل أن يعرف حكمه، هل هو مشروع أم لا، هل هو واجب أم مستحب؛ لأن في الحديث العمل يكون منتفيًا إذا خلا من النية المشروعة فيه.
١٠- قلت: أحكام النية:
١- أنشأ العمل للناس، وهذا حابط.
٢- أنشأ العمل لله، ودخله الرياء، فله حالات:
أ- إن دفعه فلا يضر.
ب- إن قلب نيته فتبطل العبادة؛ وذلك فيما تعلَّق صلاح أوله بصلاح آخره، كالصلاة.
ج- إن زاد في العبادة، فأولها صحيح وما صاحبها باطل، وذلك فيما لا يتعلَّق صلاح أوله بصلاح آخره، كالصدقة.
٣- أحبَّ المدح بعد العبادة، فذلك عاجل بشرى المؤمن.
١١– قال النووي رحمه الله: كما أنَّ الرياء في العمل يكون في ترك العمل؛ قال القاضي بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يُعافيك الله منهما.
١٢- أن الإخلاص شرط لقبول العمل، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين:
الأول: أن يكون خالصًا؛ لحديث الباب: (وإنما لكل امرئ ما نوى...).
الثاني: أن يكون موافقًا للسنة؛ لحديث عائشة: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ).
١٣- قال بعض العلماء:
حديث: (إنما الأعمال بالنيات) ميزان للأعمال الباطنــة، وحديث ( من أحدث في أمرنا...) ميزان للأعمال الظاهرة.
١٤- التحذير من فتنة النساء لقوله: ( أو امرأة.. )، وخصها بالذكر لشدة الافتتان بها؛ كما في الحديث: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)؛ رواه مسلم.
١٥- التحذير من السفر إلى بلاد الكفر إلا بشروط:
أن يكون المسافر على علم شرعي ودين ويأمن على نفسه الفتنة وأن يكون لمصلحة دينيه مثل الدعوة الى الله
أو لمصلحة دنيوية مثل العلاج أو طلب علم غير متوفر ببلاد لمسلمين ونيته لنفع المسلمين عند عودته.
"قيام الليل يُجلي عن القلب كلّ غشاوة تحول بينه وبين فهم القرآن، ثمّة منزلة من منازل أعمال القلوب لا يتدفّق أثرها على القلب إلا القيام بالقرآن، وهي منزلة البصيرة، حين يُريه الله بكلّ آية يتلوها حقائق كأنّه يشاهدها رأي عين، فيرتفع بهذه المنزلة درجات، ويتحقق له بهذه العبادة فتوحات."
وكانت في حياتك لي عظات .. فأنت اليوم أوعظ منك حيا!
انظر كيف يسوق الله لعبده المحامد والفضائل في لحظة موته.. هذا المجهول المغمور الذي لم يكن ليُعرف، أراد الله اصطفاءه شهيدا مقبلا غير مدبر، فهيأ الله له طائرات العدو، هي تصوره، وهي تقتله، وهي تلتقط سجدته الأخيرة، وهي تنشر مكرمته!!
أرادوها تقوية لنفوسهم، فكانت تقوية لنفوسنا.. وكانت موعظة ليس كمثلها موعظة!!
هذا الذي يُقدم على عدو تحت زنين الطائرة، فإذا أصيب اجتهد في نزع الأخير حتى يموت ساجدا.. فتأمل: كيف اجتمعت المحاسن والمكارم: شهيد ساجد!!
لو كانت المراتب تُشترى بالمال لبذل كثيرون في هذه المرتبة أموالهم وأنفسهم.. ولكنها أعمال القلوب، وتلك السرائر التي تكون بين العبد وربه، فلا يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل!!
إنّ الحديث عن التّغيير خلال شهر رمضان هو حديث عن إصلاح جانب سلوكيّ ظاهر من خلال المُمارسة المتكرّرة والمستمرّة طيلة أيّامه ولياليه بفعلِ الطّاعات والاجتهاد في العبادات، إضافة إلى جانب سلوكيّ باطن لا يمكن إهماله .. لأنهما متّصلان.
فكان لزاما العناية بأعمال القلب -الباطن-، والحرص على ما يُصلِحه : تحقيق التّوحيد والإخلاص واليقين بالله وحسن الظن به وخشيته وتعظيمه، واستحضار مراقبته في جميع الأحوال، وتعليق القلب به، والتّوكل عليه، والاعتماد عليه وحده سبحانه، والرّضا بقضائه وقدره، والإيمان بالغيب، وحبّ الخير للغير، وغيرها من أعمال محلّها القلب، تقوّي الإيمان وتدلّ على حياتِه.
واجتناب ما يفسده : كالشّرك، والاعتماد على غير الله، والتّطيّر، والرّياء، وسؤال غير الله ممّن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا.
والحسد، والطّمع، والجشع، وتمنّي الشّرّ للآخرين، وتمنّي زوال النّعم عنهم وسوء الظّنّ، والنّفاق، والعُجْب، والكِبْر، وغيرها من آفات تفسد القلوب، نسأل الله السّلامة والعافية.
والعناية بأعمال الجوارح -الظاهر- بالاجتهاد في فعل الخيرات : أوّلها الصلاة، والصدقة والصيام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الناس وقضاء حوائجهم وكفّ الأذى عنهم، وحسن العشرة، والكلمة الطّيبة، وإتقان العمل وطلب الرّزق من طرق حلال، وطلاقة الوجه، وبذل المعروف، والعطاء بمختلف أشكاله، وحفظ الأمانة، وتعليم الناس والدلالة على الهدى .. وغيرها من أعمال يحبها الله ويرضاها.
وترك المنكرات : الظّلم، والغشّ، والكذب، والغيبة والنّميمة، والكلام الفاحش، والقمار، وأكل أموال الناس ظلما، وإيذاؤهم بالقول أو الفعل، وتضييع حقوقهم، وإشاعة الفاحشة بينهم، والدعوة إلى المنكر والفساد، والزّنا، والمجاهرة بالمعاصي .. وغيرها من أعمال لا يحبها الله ولا يرضاها ).
-مع الإشارة إلى أنه لا بدّ في الجانبين من علم، لأنّ به يعرف العبد ربّه بأسمائه وصفاته .. وبه يعرف حقّه سبحانه ويُحسِن في عبادته فيتقرّب إليه بأنواع الطاعات، سائرا إليه بين طرفي الرجاء والخوف-.
إنَّ أعمالَ القلوب مُحرِّكةٌ ودافعةٌ لأعمال الجوارح وهما متلازمان ؛ وكلَّما عظُم الإيمانُ والتوحيدُ وعظُمَت محبَّةُ الله في القلب وحقّق العبد التقوى، كان لذلك أثر في حياته ودافعًا للإحسان في شأنه كلّه، سواء تعلق الأمر بالدنيا أو الآخرة.
وهذا الشهر المبارك خير معين للاجتهاد في إصلاح ما تيسّر إصلاحه، سواء تعلّق الأمر بالجانب السلوكي الظّاهر أو الجانب السلوكيّ الباطن.
ولأنه شهر القرآن .. كان لزاما العناية بكتاب الله، فهو النّور الذي يُضيء الطّريق وهو الدّليل المُعين على تخليص القلب من مُفسِداته الكثيرة -خاصة في زمننا هذا، زمن الفتن- وهو السّبيل إلى تحقيق تلك الثمرة المرجوّة مِن هذا الشّهر .. التّقوى.
أي : أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
إنّ العبد الذي يستحضر هذه المعاني وهو سائر إلى ربّه ويجتهد ساعيا لتحقيقها ما استطاع، يجني أغلى الثِّمار بتحقيق تغيير وجدانيّ رفيع يسمو به فكريّا وأخلاقيّا، ويقوده نحو درجة رفيعة من العبادة في علاقته بربه، ودرجة رفيعة من الوعي والمعاملة في علاقته بغيره.
لأنه تغيير مبني على التّقوى، تغيير يصلح القلب فيصلح سائر الجسد تبعا .. ويعود على الإنسان بنقلة حقيقيّة من ظلمات الجهل والمعاصي والتّفريط وتضييع الحقوق إلى نور الطاعة والإحسان وحفظ الحقوق، - حقّ الله وحقّ النفس وحقّ الآخرين-.
فيرقى من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، ويعبد الله كأنه يراه، مستحضرا مراقبته ومعيّته، فيمتلئ قلبه بمعرفته سبحانه، ومحبته، وتعظيمه، وخشيته، ورجائه، والأنس به، والشوق إلى لقائه.
والسعيد من اجتهد فيما بقي لتزكية نفسه لبلوغ هذه المقامات الرّفيعة، لأنها أيام معدودات سرعان ما تنقضي وهي فرصة ثمينة .. السّعيد مَن أحسنَ الزّرع وأقبَل على ربّه بقلب مخلص صادق، فيعيش مطمئنّا في الدينا ويَسُرّه الحصاد الآخرة -بإذن الله-.
هتفضل اكبر قوه علي الإطلاق ل أي رجل أعمال أو تاجر و السبب الحقيقي للتوفيق و سعه الرزق و فتح خزائن الأرزاق و الستر و كمان الحفظ من المكر و الكيد و الحسد و العين و السحر و النفس و الحصن المنيع من الاعداء بكل اشكالهم ما تعلمهم و مالا تعلمهم
هو التجاره مع الله
الكلام لوجه الله تعالي و ربنا يطهر قلوبنا من الرياء و النفاق
و الله و الله و الله ستجد مالا يتخيله عقل و ما يعجز عنه التدبير و الحيله و ستجد من يساعدك بدون سابق معرفه و ستجد تسخير من الله لكافه المخلوقات و قلوب العباد
عندما تخلص النيه مع الله في العقد المبرم ستجد ملائكه السماء و جنود الأرض في خدمتك و مسخرين ليك باءذن الله
اعمل العقد مع الله جل جلاله و هتشوف نتائج لحظيه لا يمكن تصورها و أوعي في يوم من الأيام ل أي سبب كان تخل بالعقد علشان هتشوف سواد الليالي
و تذكر دائما القلوب في يد الله وحده يقلبها كما يشاء
أُنظر كيف يسوق الله لعبده المحامد والفضائل في لحظة موته..
هذا المجهول المغمور الذي لم يكن ليُعرف، أراد الله اصطفاءه شهيداً مُقبلاً غير مُدبر، فهيأ الله له طائرات العدو، هي تصوره، وهي تقتله، وهي تلتقط سجدته الأخيرة، وهي تنشر مكرمته!!
أرادوها تقوية لنفوسهم، فكانت تقوية لنفوسنا.. وكانت موعظة ليس كمثلها موعظة!!
هذا الذي يُقدم على عدو تحت زنين الطائرة، فإذا أصيب اجتهد في نزع الأخير حتى يموت ساجدا..
فتأمل :
كيف اجتمعت المحاسن والمكارم: شهيد ساجد!!
لو كانت المراتب تُشترى بالمال لبذل كثيرون في هذه المرتبة أموالهم وأنفسهم.. ولكنها أعمال القلوب، وتلك السرائر التي تكون بين العبد وربه، فلا يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل!!