الحلقة 36
تجديد بناء الكعبة المشرفة (كاملة)
كان هناك حادثة مهمة في قريش ، تزامنت هذه الحادثة ، مع
حمل السيدة خديجة رضي الله عنها
بفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم
وهي حادثة تجديد بناء الكعبة
كان هناك إمرأة من قريش ، وكانت تطوف بالكعبة وتحمل بيدها مبخرة ، فيها جمر
وكانت تطوف وتبخر الكعبة فطارت شرارة من الجمر وعلقت بثوب الكعبة
فاشتعلت واحترقت كسوة الكعبة ، وكان سقف الكعبة من الخشب وعمدانها من الداخل ايضاً من الخشب فاحترقت واحترق معها السقف كله
وبقيت الجدران لأنها من الحجارة
هاج الحريق فيها واحترق الخشب كله .. فصار فيها تصدع وضعف بالبناء
فلما انتهوا من مسألة الحريق
بعد شهر وكان موسم شتاء جاءت الأمطار وتشكلت السيول وتدفقت السيول للكعبة ووضع الكعبة ومكانها الجغرافي تقع في وادي كما أخبرنا الله عزوجل {{ بوادي غير ذي زرع }} فالكعبة مكانها بالوادي !!
فنزلت الأمطار وتسربت السيول على الكعبة من جميع جبال مكة حتى دخل السيل لداخل الكعبة
فلحق الكعبة الحريق ، وبعدها بشهر سيل جارف
هنا تصدعت الكعبة ، وبدأت تنهار وقد تساقطت بعض الحجارة منها فصارا أهل مكة يخافون الطواف حولها ، خوف أن تقع جدرانها عليهم
وبعدها بفترة قصيرة جاء لص للكعبة
وكان للكعبة بابان أثنان ، باب الذي نعرفه الآن
والباب الثاني مقابله عند الركن اليماني
[[ فمن شاهد قبل فترة في وسائل الاعلام عندما انكشف ستار الكعبة وشاهد الناس مكان الباب الثاني للكعبة ]]
وكان باب الكعبة قريب من الارض ، ليس كما نراه اليوم مرتفع
وكان أي انسان يستطيع دخول الكعبة وهو يطوف حولها
فجاء لص ودخل للكعبة ، يريد أن يسرق كنز الكعبة
فدخل فيها رجل لِص من {{ خزاعة }} يريد ان يسرق كنز الكعبة فسقط في البئر ولم يستطع الخروج
وأخذ يصرخ على الناس حتى سمعوه وأخرجوه من البئر
هذه الاسباب الثلاثة ، كانت كافية لجعل قريش تفكر بتجديد بناء الكعبة
فقالوا :_ نجدد بناء الكعبة ونرفع بابها ونلغي الباب الثاني حتى لا يُس..رق كنز الكعبة مرة ثانية .
الآن صحيح قريش كانوا مش..ركين وليس عندهم التوحيد
لكنهم كانوا يعبدون الله و لكن يش..ركون في عبادته الأصنام
يعلمون أن الله هو خالق كل شيء ، ويتضرعون بالاصنام للوصول لله ، كانوا يعتقدون أن الاصنام هي بابهم الى الله وهي التي تقربهم الى الله
فكانوا يعظموا شعائر الله ويخشونه
وكانت الكعبة حجارة فوق بعضها البعض من غير طين
لما أرادوا ان ينزلوا هذه الحجارة ويجددوا البناء
خا..فوا !!!!
لماذا خا..فوا ؟؟
خا..فوا من هدمها وتذكروا عام الفيل قبل 35 سنة والرسول صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل يعني عمره الآن 35 سنة وكان هناك ناس كبار في السن بينهم ،فهم يذكرون حادثة أبرهة وجيشه فقد شاهدوا هذا الحدث بأعينهم
وماذا حدث لأبرهة وجيشه ، لما أراد ان يمس البيت العتيق بسوء فخا..فوا من الاقتراب إليها
الآن قريش ، يريدون أن يجددوا بناء الكعبة ، وينزلون كل حجارتها على الارض ، ثم يرجعوا ، و يرفعون جدران الكعبة من جديد
فخا..فوا أن يصيبهم ما أصاب أبرهة وجيشه ، من الله لما اقتربوا على الكعبة
فأخذوا يفكروا …… ماذا نفعل ؟؟
ولم يكن عندهم مواد البناء لتجديد بناء الكعبة
فجعل الله لهم الأسباب
سمعوا أن هناك سفينة أرسلها قيصر الروم ، ومعها فنان بالبناء وكان نجار ماهر
كان قد أرسلها قيصر الروم ، من أجل ترميم كنيسة بالحبشة حرقها الفُرس
فلما كانت قريبة من شاطئ جدة ، أرسل الله عليها ريح فدفعتها إلى الساحل رغم أنف قبطانها
وتحطمت على الساحل ، وسقطت كل الأمتعة التي تحملها
فوصل الخبر لأهل مكة .. فخرجوا مسرعين حتى إلتقوا بهذا النجار .
فحدثوه بالموضوع
فقال لهم :_ السفينة تحطمت ومن الصعب أن أكمل المشوار وهذا عذري عند قيصر الروم
قالوا له :_ نشتري منك هذه الأخشاب وتذهب معنا إلى مكة لنجدد بناء الكعبة
وتكون انت المشرف ، على بناء الكعبة
واتفقوا معه ورجعوا !!
شرعوا قريش بتجديد بناء الكعبة
فقسموا الكعبة أجزاء
1_ الجدار الذي فيه باب الكعبة المعروف عندنا ليومنا هذا
اخذته قبيلة {{ بني عبد مناف }}
قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم
٢_ الجدار الذي فيه حِجر إسماعيل [[ طبعا ما كان في حِجر كانت كلها كعبة، سنُفصل ذلك
الجدار الذي فيه حِجر اسماعيل أخذته قبيلة
{{ بني عبد الدار }}
٣_ الجدار الذين بين الركن اليماني والحجر الأسود
أخذته قبيلة {{ بني مخزوم }}
٤_ الجدار الرابع وهو ظهر الكعبة [[ أي خلف باب الكعبة مباشرة]] أخذوه باقي عشائر قريش
فأنزلوا حجارة جدران الكعبة على الأرض ، حتى وصلوا لقواعد إبراهيم
وأزالوا الغبار عنها فوجدوها حجارة خضراء ما كانت سوداء مثل حجارة الكعبة .، وحتى شكلها يختلف عن كل الحجارة التي يعرفوها الناس ، كان لونها أخضر كالربيع تماماً
وأشكالها كأسنمة البخت يعني [[محدّبة وداخله ببعضها البعض مثل تشابك الأصابع]]
قالوا :_ هذه قواعد إبراهيم !!!
فأراد واحد منهم أن يمتحن صلابتها ، فوضع العتله بين حجرين وأراد أن يهز العتلة من أجل ان يخلع حجر
فخرج منها برق وشرار ، كاد أن يخطف أبصارهم
يقول أهل مكة : _فاهتزت مكة كلها كأنه زلزال ، حتى خافوا أن تقع الجبال عليهم
فصاحوا :_ إتركوا قواعد إبراهيم .. لا تقربوا قواعد ابراهيم
هذه القواعد تنسب لسيدنا إبراهيم عليه السلام
ولكن ليس سيدنا ابراهيم من وضعها
ابراهيم عليه السلام ، هو الذي جدد البناء عليها
قال تعالى {{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}}
يرفع القواعد مع إبنه إسماعيل يعني رجل يساعده بالبناء .. والله عزوجل أخبرنا
لما جاء إبراهيم إلى مكة بطفله الرضيع مع أمه هاجر ، ماذا قال إبراهيم {{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم }}
فالبيت موجود قبل إبراهيم ، ولكن لما جاء إبراهيم كان شكله قديم ومهدم لا سقف له
إبراهيم عليه السلام ، جدد البناء وليس هو الباني الأول
أما الذي وضع القواعد للبيت ، هو جبريل قبل أن يخلق الله آدم ، بأمر من الله
فلما أنزلوا الحجارة على الأرض أرادوا تجديد البناء
قال رجل منهم :_ إسمعوا قولي
{{ إياكم أن ندخل في بناء الكعبة إلا المال الطيب الحلال ، فلا يدخل في بنائها ربا ولا مظ..لمة أحد من الناس }}
[[ أي إبنوها بأموالكم التي تعرفون أنها حلال ، وهذا يعني ان قريش تعرف ، إن الربا حر..ام لانهم كانوا على بقايا شرع إبراهيم ولكن أشر..كوا بعبادة الله الأصنام ]]
فصار كل واحد يخرج من ماله الحلال ، نفقة لبناء الكعبة
فكل مكة لم تجمع من المال الذي يكفي بناء الكعبة
[[ لإنه نص الأموال التي معهم حر..ام ، تماماً مثل اموال كثير من العرب ها الايام ربا واموال بنوك كالجاهلية تماماً ]]
لما رأوا أن الأموال التي جمعوها قليلة ، وأجرة البناء لا تكفيهم
اختصروا بنائها وأخرجوا ، حجر إسماعيل منها
لا يوجد معهم اموال حلال تكفي ، وكان معهم اموال حر..ام كثيرة
فصنعوا جدار مثل نص دائرة الذي تعرفوه الآن ، و كلنا نعرفه
فجعلوه بشكل دائري ، من اجل ان يعلم الناس أن الطواف من خلفه لا يجوز من داخله
لأنه هذا جزء من الكعبة
جاء في الصحيحين
أن السيدة عائشة في حجة الوداع
قالت :_ يا رسول الله أدخلني إلى الكعبة
فأخذ بيدها إلى حِجر إسماعيل
قال :_ صلي ها هنا ،فإنها كعبة ، غير أن قومك ضاقت بهم النفقة الطيبة ، حتى يتموا بنائها فأخرجوه منها [[ يقصد حِجر إسماعيل]]
ولو لا إنهم حديثوا عهد بك..فر [[يعني قبل سنتين طلعوا من كفر..هم ودخلوا الإسلام ]]
لأمرت بنقضها وبنائها على قواعد إبراهيم عليه السلام ولكن الله قدر وما شاء فعل .. وبقيت الكعبة على هيئتها التي أنتم تعرفونها الآن
جمعت قريش المال الحلال ، لتجديد بناء الكعبة
وتقاسمت القبائل ، جدران الكعبة بينهم
ومضوا في بناء الكعبة ، وأخذوا ينقلون الحجارة
وكان صلى الله عليه وسلم يعمل مع أعمامه ، في هذا العمل المشرف
لأن قريش تعتبر بناء الكعبة ، شرف عظيم
فأخذ صلى الله عليه وسلم يحمل الحجارة ، وينقلها مع أعمامه
وكان صاحبه بهذا العمل عمه {{ العباس رضي الله عنه }}
وكان قريب منه بالعمر
فكان العباس يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ذهاباً وإياباً في نقل الحجارة
وكانت قريش لا تهتم إذا انكشفت عورتهم [[ كانوا لا يعرفون البنطلون ]]
كان عندهم ما يسمى {{ وزرة أو ثوب }} وهي قطعة قماش تلف على جسم الواحد منهم
فعندما يكون الرجل منهم يعمل بالبناء ، يرفع ثوبه ويرميه على رقبته ، فتظهر عورته [[ أمر طبيعي عندهم ، مثل بعض شباب اليوم بنطلون ساحل ]]حتى كان البعض منهم ، وليس الكل ، البعض فقط
[[ كانوا يعتقدوا ، أن الطواف بالكعبة لا يقبل إلا ، وهو عاري من الثياب ]]
والسبب ؟؟
يقولون :_ هذه الملابس قد عصيت الله فيها ، فلا يقبل طاعتنا
فيذهبون عند مكان إسمه {{ الحطيم }} هو نفسه حِجر إسماعيل ، كانوا يسموه الحطيم
كانوا يذهبون عِند حِجر إسماعيل ، ويزدحموا هناك وهم يخلعون ثيابهم ، فيحطموا بعضهم البعض [[ يعني يدعسوا على بعض من كثر الازدحام فسمي بالحطيم ]]
ويطوفوا عراة كما ولدتهم أمهاتهم تماماً ،
فلما كانوا ينقلوا الحجارة
نظر العباس فرأى الحجارة تؤذي عنق النبي صلى الله عليه وسلم
قال :_ يا إبن أخي ضع إزارك على عاتقك
فاستحى صلى الله عليه وسلم أن يرد قول عمه [[ لإن عمه يقول له ذلك ، من خوفه عليه ]]
فرفع طرف ثوبه ووضعه على كتفه ، فبدت عورته صلى الله عليه وسلم
فما راعهم [[ أي فاجئهم ]]
إلا والنبي يقع مغشياً عليه وقد طمحت عيناه [[يعني فتحت العين أكثر من طبيعتها ]]
وقد طمحت عيناه إلى السماء وهو يصيح
إزاري ، إزاري ، فردوا عليه إزاره فشدوه
وهذا نص الحديث من الشيخان البخاري ومسلم أخرجاه في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال {{ لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم إجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره }}
وأخذت قريش يبنون الكعبة ، كل قبيلة لها الجدار المخصص لها
حتى وصلوا لوضع الحجر الأسود بالزاوية المخصصة له
وهنا وقع الخلاف الكبير ، بين القبائل
الآن الحجر الأسود ، يقع في الزاوية تماماً
{{ بني عبد مناف }} وهم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم
وقبيلة {{ بني مخزوم }}
أختلفوا من الذي سيضع الحجر الأسود ؟؟
نحن نضع الحجر ، لا نحن نضع الحجر
فردوا عليهم قبيلة {{ بني الدار }} لا لا ، لا أنتم ، ولا هم نحن من سيضع الحجر الاسود
[[ لأن الذي يضع الحجر الأسود ، سيكون له شريف عظيم ]]
ثم هاجت القبائل كلها ، وارتفعت اصواتهم بالصراخ والتحدي
فوقع خلاف كبير ما بعده خلاف .
ما هو الحجر الأسود ؟؟
هو حجر ليس مثل أي حجر بالدنيا
هذا الحجر الذي جلس عليه أبونا آدم لما هبط من الجنة هذا احد الاقوال وهناك اقوال اخرى
هبط وهو جالس عليه من السموات إلى الأرض
وقد كان كما قال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين
{{ كان أبيض كالياقوتة شفافاً يُرى ظاهره من باطنه يُقرأ الكتاب منه
[[يعني لو وضعت ورقة خلفه تستطيع أن تقرأ المكتوب فيها من أمامه ]]
قالوا :_ كيف إسوّد يا رسول الله ؟؟
قال :_ إسود من خطايا بني آدم ،أما علمتم أن من استلم الركن حطت خطاياه عنه عند الحجر كما تحط أوراق الشجر عن أمها في فصل الخريف
وإن هذا الحجر يبعث يوم القيامة له عينان وله شفتان وله لسان زلق .. يشهد لمن استلمه من أهل التوحيد .
سؤال آخر الحجر الاسود كان في الجنة وهبط عليه آدم فكيف وصل للكعبة ؟؟
لما هبط آدم كانت الكعبة موجودة وأمره الله أن يسعى إليها ويطوف بها تقرّب إلى الله ، فطاف بها وغفر له خطاياه
ثم بقي الحجر الاسود في داخلها
فلما أمر الله إبراهيم عليه السلام تجديد بناء الكعبة
أمره الله أن يضع هذا الحجر في هذه الزاوية تماماً
من أجل أن يكون منه بدء الطواف ومن عنده ينتهي الطواف
تنازعت كل قبائل قريش على وضع الحجر الأسود في مكانه ووقع الشر بينهم
{{ أما نبينا وحبيبنا صلى ��لله عليه وسلم إنسحب من بينهم ولزم بيته لأنه لا يحب الخلاف }}
وجلس صلى الله عليه وسلم أربع أو خمس أيام في بيته لأنه لا يريد أن يحضر هذا النزاع
و تعطل بناء الكعبة
[[ لأنه مستحيل يتم بنائها حتى يضعوا الحجر الأسود مكانه ]]
فلما طال الخلاف بينهم ، ولم تتنازل أي قبيلة للأخرى ، عن هذا الشرف العظيم
فذهبت قبيلة {{ بني مخزوم}}
إجتمعوا مع بعضهم بالسر ، ثم ذبحوا جدي ولما نزل دمه غمسوا أيديهم بالد..م وصاروا يلحسوا أصابعهم من الد..م
وقالوا :_ نحن لعقة الدم [[يعني كلنا فرسان الذي يقرب من الحجر الأسود ، سنشرب من دمه ]]
وقالوا :_ نعاهد ربّ هذه البرية بأننا سنضع الحجر غداً في مكانه وإن إقترب منه أحد قط..عنا عن..قه
أما {{ بني عبد مناف }} ابناء هاشم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم
إجتمعوا مع بعضهم بالسر وأحضروا وعاء فيه مسك وخرجوا إلى الكعبة في منتصف الليل وطيبوا الحجر بالمسك
وقالوا :_ نحن المطيبين الطيبون ، نعاهد الله أن لا يضع الحجر مكانه غيرنا
وقال لهم كبيرهم أبو طالب :_ إذا ذهبتم غداً إلى العمل فأحملوا أكفا..نكم على رؤوسكم وشدوا أيديكم على سيوفكم وإذا إقترب أحد على الحجر قط..عنا عن..قه
في اليوم الثاني كل قبيلة اتجهت للكعبة
ولا أحد يعلم بنوايا الآخر
فوقفت قبيلة مخزوم
وقال كبيرهم :_ نحن فعلنا كذا وكذا والذي يقترب من الحجر قط..عنا عن..قه
ووقف أبو طالب وقال :_ نحن فعلنا كذا وكذا من يقترب من الحجر قت..لناه بالسيف
ووقفوا كل القبائل ماسكين سيوفهم ، وبدأ النز..اع واشتد الغ..ضب
فقام كبيرهم بالسن [[ أكبر واحد بقريش .. وكانوا يحترموا الكبير بالسن كثيراً ]]
وقف بينهم ورفع يده ، وصرخ في وجوههم
وقال :_ لما التفاني يا قريش؟؟!!!
[[ يعني يا قريش لماذا تذ..بحوا بعضكم البعض ]]
يريد أن يبعد عنهم الشر ويحقن الدماء
قالوا له :_ بما تشير علينا ؟
قال لهم :_ نجلس جميعاً وننظر إلى باب بني شيبة وأول رجل يدخل منه رضينا بحكم [[ باب بني شيبة هذا باب جهة المسعى ، الناس تدخل منه إلى البيت الحرام للطواف]]
فأول داخل منه نرضى بحكمه كيف ما كان
[[مهما كان حكمه الكل يجب أن يرضى]]
فقالوا جميعهم بصوت واحد :_ رضينا
[[ هل لاحظتم عقول الجاهلية ؟؟ رجال شرسين ويلع..قوا الد..ماء .. وعقولهم عقول عصافير !!! أنتم لا تعرفون من سيدخل لنفرض دخل رجل عقله صغير ؟؟؟ ]]
ولكن الله يريد أن يريهم
{{ قدر هذا النبي العظيم قبل أن يبعثه للناس }}
وكان صلى الله عليه وسلم ملازم بيته
وحضرت ولادة السيدة خديجة في بطنها الرابع ، فحضر النساء لعند خديجة لأنها حالة ولادة
وكان صلى الله عليه وسلم يستحي فترك البيت من أجل أن يأخذوا راحتهم
وخرج يستطلع أخبار قريش مالذي حدث معهم
قريش وكل القبائل والرجال جلسوا على الأرض ، والكل يراقب
من سيدخل أول واحد من باب بني شيبة ، من أجل ان يحكم بينهم
{{ فإذا بهم ، بالطلعة المحمدية ، وإذا وجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بوقاره وهدوئه يطل عليهم من باب بني شيبة }}
فوثب الجميع كبيرهم وصغيرهم ، و وقفوا على أقدامهم فرحين وصرخوا بصوت واحد
محمد !!!!
هذا ابن سيد قومه !!!!
هذا الصادق الأمين !!!
كلنا نرضى بحكمه !!!
وأقبلوا إليه يحدثوه
و قالوا :_ أيها الصادق الأمين لقد بلغ من القوم كذا وكذا .. فاتفقنا أن أول من يدخل علينا أن يحكم بيننا ..
فقال لهم :_ وكلكم تسمعون حكمي ؟؟
قالوا :_ نرضى بما تحكم
فقام صلى الله عليه وسلم ولم يشاور أحد منهم ولم يتكلم بأي كلمة ولم يعرض عليهم خطته
هفنزع ثوبه عن كتفيه [[ثوب يشبه العبايه ]]
فنزع ثوبه عن كتفيه ومشى صلى الله عليه وسلم بينهم لا يلتفت لا يمين ولا يسار والكل ينظر إليه
ووضع ثوبه على الأرض ومدّه .. وحمل الحجر بيديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم ووضعه على الثوب
ثم نظر بقريش كلها وهم مجتمعين ثم أصدر الأمر
فليقم إليّ شيخ كل قبيلة فيكم
فقاموا كأنهم جنود أو خدم بين يديه
قال :_ ليأخذ كل واحد منكم بطرف من أطراف الثوب [[فأمسك كل شيخ قبيلة بطرف الثوب ]]
فقال لهم :_ إنهضوا به جميعاً واقتربوا بالحجر إلى البيت فلما إقتربوا أخذ الحجر صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتان ووضعه مكانه
فصاح القوم كلهم وهم فرحيين بأعلى صوتهم
بوركت يا محمد
بوركت يا محمد ، بوركت من عاقل
بوركت أيها الصادق الأمين
لقد فطم الله على يديك الش..ر
وأصبح له فضل على قريش كلها صلى الله عليه وسلم ، هذا الكلام قبل أن يوحى إليه في غار حراء بخمس سنين عمر نبينا الآن 35 سنة
ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، فوجد السيدة خديجة قد ولدت بنت
فأمسك بها صلى الله عليه وسلم ثم ضمها إلى صدره ثم قبلها ثم شمها وقال هذه ريحانة [[ هذه أخلاق نبينا في مجتمع يكره البنات]]
وسماها فاطمة .. لأن الله {{ فطم }} الشر بين القوم ساعة مولدها رضي الله عنها وأرضاها
يتبع ... ان شاء الله
0 notes