التاسعة مساء في طريق العودة للغرفة الكئيبة، أرفع رأسي بصعوبة وكأن قلبي يأبى أن أحاول فيجذب جسدي بالكامل نحو الأرض. أرفعها بنيّة محاولة التقاط مكان كروان ما، صديقي الذي لا أجد أنساً أجمل وأرق من أنسه... صديقي ورفيق طريق وحدتي الطويل الذي لا يريد أن ينتهي. لكنه لم يكن هنا اليوم أيضاً، ولكني إذ رفعت رأسي رأيت السماء من فوقي...في البعيد....بيضاء كأنها موصولة بالكهرباء. أحاول أن أسحب نفساً عميقاً بارداً يبعث الحياة في جسدي المنطفئ، لكن الجو سيئ وخانق... فأكتفي بالنظر إلى السماء وتخيل الوضع بالأعلى... بالتأكيد هناك هواء منعش وبارد... بالتأكيد المنظر من فوق أجمل... بالتأكيد لا وحدة بالأعلى بين كل تلك السحب الرقيقة والنجوم المضيئة والشهب التي تذهب وتجيء والأمطار الطيبة... بالتأكيد لا بشر هناك فبالتالي لا كذب ولا أذى ولا غدر ولا دماء ولا احتلال ولا .... بالتأكيد هناك سأجد السلام الحقيقي الذي أنام وأصحو ممنيّاً نفسي به. نم الآن علك تصحو بسلام، اصح الآن علك تتعثر في السلام. أكذب لأبقى. أخرج هاتفي وأصور السماء لأعود إليها حين أحتاجها. وحين أنتهي من التصوير أغمض عيني وأقول يا رب كل السماوات...سامحني وارحمني...