ليس هناك ندية في الحياة الزوجية، ليس هناك علاقة براجماتية، لا مكان للأنانية والاستبداد والظلم...
الحياة الزوجية كلها سكينة ومودة، وإن حلّ مكانهما الأنا وتقديس الذات صارت الأسرة في مهبّ الريح...
أعجبتني كلمة أختٍ عزيزة قالت لنا كلمة بحضور زوجها، أذكر منها: أعشق لحظة دخول زوجي للبيت، لأنني أشعر بأن جزءا مني عاد إليّ، ولأنني أحسّ بالطمأنينة وهي تتسلل إلى قلبي إذا سمعت همس أقدامه وهو يصعد إلى البيت
للمنشغلين بتبليغ شيء من الرسالة؛ ربما المحافظة على الصلة بكتاب الله أو الصلاوات أو التوعية بإخواننا المنكوبين في بلاد المسلمين الرحيبة- أعزكم الله- وبعدُ:
< قد لاحظتم مع طووول الحروب وطول إستمرار نهجكم وعرضكم لرسالتكم أن الناس قد فترت عنكم وهذا في فطرة الإنسان = السآمة ولو كان الكتاب على نهج واحد لملته أنفس العرب ولأشتدوا عليه ولكن ما فرط ربنا في الكتاب من شيء، وكذلك النبيّﷺ لم يبلغ الرسالة بأسلوب واحد فتارة يسألهم "هل أدلكم" وتارة يقول "والله لا يؤمن" ثلاثة- ومثل هذا كثيرٌ جم أكثر من أن يحصيه مثلي في مثل هذا الموضع- ولكن مما رأيت من إنصراف الناس عنكم وتأسفي على هذا ومحاولة إدراك السبب فقد رأيت أن إستمراركم على نفس ذات الأسلوب هو إفقار رسالتكم وعدم إتباع لسنن الله ورسوله في مخاطبة النفس الإنسانية وفرض عليكم أن تطوروا من أنفسكم لأن هذا جزء من الرسالة وواجب عليكم أن تتعلموا ما هي هذه النفس التي تخاطبون؛ وإن لم تفعل فما بلّغت!
بل مثلك مثل الذي يحمل حملا طلب منه أن يسير به وأن يوزع مما يحمل على الناس حسب حاجاتهم فلثقله عليه راح يرمي في وجه من يقابل ما يريد أن يتخلص منه دون أن يرى لذلك أدبا مع من يلقي إليهم ما أمر به ودون أن يلزم صفة صاحب الرسالة في مهدها ولا سنة المنزل لها>
<أقول لك هذا لا لزيادة الحمل عليك بل لتخفيفه فقليل متقن خير من كثير يُهدر هدرًا.
وبعد ذلك عليك بلزوم التزكية فهو باب رئيس من أجله بعث النبيّﷺ كما يقول المولى يمتن به على عباده يقول ﴿هو الَّذِي بَعَثَ في الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنهم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ وإنْ كانُوا مِن قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ فالتزكية مع الرسالة باب مقصود لذاته فرض عليك أن تبلغه فهو جزء من الرسالة وتجريد الرسالة منه معناه إجتزاء الرسالة من مضمونها فمضمونها التعظيم قبل التلقي.
ثم لو تأملت قليلا من حولك والظروف التي تمر بها مجتمعاتنا لأيقنت أن المشكلة الرئيسية في المجتمعات عدم تزكيتها فيظل أصل التعظيم في قلوبها واهي أو بمعنى آخر أدق "واهن" وهذا الوهن هو ما تفرض على نفسك مداواته إذا أردت إيصال الرسالة فإن هذا داء العصر وعلى هذا يترتب هجر الكتاب والسعي وراء الدنيا والخوف على الأوطان أكثر من الأديان والتخاذل واليأس، ويا أخوتي، لا أقول لكم إلا كما قال شعيب عليه السلام ﴿قالَ يا قَوْمِ أرَيْتُمْ إنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّي ورَزَقَنِي مِنهُ رِزْقًا حَسَنًا وما أُرِيدُ أنْ أُخالِفَكم إلى ما أنْهاكم عَنْهُ إنْ أُرِيدُ إلّا الإصْلاحَ ما اسْتَطَعْتُ وما تَوْفِيقِيَ إلّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيبُ﴾ سددكم الله وفقكم الله وآستعينوا بالله ولا تعجزوا >