Tumgik
#المسيحية
zmkj · 2 months
Text
He was shocked!!
Ignorance of religion will hold people accountable
4 notes · View notes
fatimayaseensblog · 11 months
Text
مريم المخلّصة :-
لا تمدنا الاناجيل الاربعة الرسمية بمعلومات كافية عن السيدة مريم، التي تبدو شخصيتها غامضة وغير واضحة المعالم عبر سيرة السيد المسيح. فبشارة الملاك لمريم بالمولود الإلهي لا ترد إلا في إنجيل لوقا. وفي القليل الذي أورده إنجيل متى عن طفولة المسيح، لا تتضح العلاقة بين الأم والابن، ولا دور الأم في تربية وتنشئة ابنها. وعندما تريد المشيئة الإلهية إنقاذ العائلة المقدسة من بطش الملك هيرودوس يهبط الوحي على يوسف النجار ليأمره بالهرب الى مصر هو واسرته ، وعندما يموت هيرودوس يهبط عليه ثانية ليأمره بالعودة. وفي كلا الانجيلين تنتقل بنا الأحداث بسرعة عبر طفولة المسيح الغامضة، لنجد أنفسنا فجأة امام يسوع الرجل يعتمد بماء الاردن. اما إنجيلا مرقس ويوحنا فيبتدئان بحادث الاعتماد، وما يليه من بدايات التبشير دون أي ذكر لميلاد يسوع وطفولته وحداثته.
وعبر حياة السيد المسيح التبشيرية القصيرة، لا نستطيع ان نتبين للسيدة مريم دورا خاصا. وفي المواقف التي تجمع يسوع بأمه، لا نجد اصحاب الاناجيل يصرفون الاذهان الى مريم، بل يبقى الابن في مركز الصورة وبؤرتها. نقرأ في انجيل مرقس على سبيل المثال :" فجاءت حينئذ أمه و إخوته ووقفوا خارجا وأرسلوا اليه يدعونه، وكان الجميع جالسا من حوله، فقالوا له: هو ذا أمك وأخوتك خارجا يطلبونك فأجابهم قائلا: من أمي وأخوتي؟ ثم نظر حوله الى الجالسين وقال : ها أمي وأخوتي ... لان من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ". وفي انجيل لوقا نقرأ :" وفيما هو يتكلم بهذا ، رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك والثديين الذين أرضعاك. أما هو فقال : بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه" . وعندما يتكلم الابن والأم مع بعضهما البعض، لا تنبي طريقة تخاطبهما بعلاقة خاصة، بل العكس، إذ يسود جو من الموضوعية بينهما. ولعل في حادثة عرس قانا، الذي دعيت إليه مريم كما دعي إليه يسوع وتلاميذه في اليوم الثالث لهبوط الروح القدس، مثالا على ذلك :" وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت ام يسوع هناك. ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. ولما فرغت الخمر ، قالت أم يسوع له: ليس لهم خمر. فقال يسوع : ما لي ولك يا امرأة، لم تأت ساعتي بعد " . ولا يشذ إنجيل يوحنا عن الأناجيل الأخرى في طمس ملامح السيدة مريم، وذلك رغم ان يوحنا قد تعهد مريم بعد موت ابنها وضمها الى بيته تنفيذا لوصية يسوع وهو على الصليب :" فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه : يا امرأة هو ذا ابنك. ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته" .
إلا ان تحولا جذريا اخذ يطرأ على صورة السيدة مريم فيما بين القرن الأول والقرن الرابع للميلاد، بتأثير العاطفة الشعبية التي تركزت لأجيال طويلة حول الأم الكبرى، وبتأثير بعض القديسين الاوائل ممن أسسوا بكتاباتهم المبكرة واشعارهم وصلواتهم لعبادة السيدة العذراء. ومن هؤلاء القديسين يوحنا الفم الذهبي، ومار أفرام السرياني، وميتوديوس وغيرهم. نقرأ في ترتيلة للقديس ميتوديوس:
" إن اسمك يا مريم ، يا أم الله، ممتلئ نعمة وبركة إلهية. أنت أم المؤمنين. لقد أدركت ما لا يدرك، وحويت من لا يحده مكان. أنت أم الخالق، ومغذية مغذي الجميع. وقد حملت من بكلمته يحمل الجميع. لقد أقرضت الله الذي لا يعوزه شيء جسدا ليظهر به للبشر. القدير على كل شيء، قد رضي أن يصير انسانا ويعرف الناس إليه. أي شيء أعظم من هذا الشرف، وهو ان الماليء السماوات والارض، والمالك كل شيء قد رضي ان يصير فقيرا فيحتاج إليك. أنت أقرضت الله ثوبا وجسدا لم يكن له من قبل. ابتهجي يا أم الله وأمته، فإن دائن الخليقة كلها قد صار مدينا لك. نحن كلنا مدينون لله وهو صار مدينا لك. والذي قال أكرم أباك وأمك، شاء أن يحفظ هذه الشريعة التي سنها. لهذا غمر أمه نعمة شرفا لأنها ولدته ميلادا جديدا" .
إلا ان أمومة مريم الإلهية قد بقيت موضوع خلاف بين المذاهب المسيحية الاولى، حتى انعقاد مجمع إفيوس الذي انتصر فيه التيار الغالب المؤمن بالامومة. وقد رأس المجمع القديس كيرلس الاسكندري الذي أثرت تعاليمه على قرارات المجمع حول هذه النقطة. وكان من جملة أقواله التي ساقها في فترة التمهيد لعقد المجمع وخلاله :" إني أعجب من ألئك الذين يتساءلون هل يجوز لهم ان يسموا القديسة العذراء أم الله أم لا؟ بما أن سيدنا يسوع المسيح هو الله، فكيف لا تكون التي ولدته أم الله؟ تلك هي العقيدة التي نقلها إلينا الرسل القديسون، ولو أنهم لم يستعملوا هذه العبارة". وبعد انتهاء مداولات المجمع بحضور 150 أسقفا تمت الموافقة على عقيدة الأمومة الإلهية، وتم اطلاق اسم "أم الله" رسميا على السيدة مريم. وكان شعب مدينة إفسوس واقفا تحت نوافذ قاعة الاجتماعات يترقب تحديد العقيدة واعلانها. وما إن تم ذلك، حتى خرج الشعب كله الى الشوارع، وسار الجميع وعلى رأسهم الأساقفة يقطعون شوارع المدينة والمشاعل في ايديهم والنساء يحملن المباخر، والجميع ينادون بأن مريم والدة الإله وينادون : يا مريم يا أم الله".
لقد فتح هذا اللقب الجديد الباب واسعا أمام العاطفة الشعبية لتكريس السيدة مريم أما كبرى. إن أمومة مريم الإلهية ليست أمومة للطبيعة الإلهية، ولا لكيان الابن القديم، لأنه الكلمة الذي كان عند الله بلا بداية، بل هي أمومة للإله الكلمة المتأنس يسوع. ومع ذلك فإن لقب أم الله قد وضعها في مصاف الأم الكبرى التي تدعى لدى كل الثقافات بأم الإله. وبدأ الخيال الشعبي يسبغ عليها ويستعير لها كل خصائص وصفات الامهات اللواتي كن موضع عبادة في الديانات السابقة، واتخذت مقاما في العبادة يأتي مباشرة بعد الثالوث المقدس. وذلك يرجع في رأينا ، الى نزوع نفسي متأصل في الطبيعة البشرية لعبادة القوى الإلهية في تجليها الأنثوي، إلى جانب عبادتها في تجليها الذكري. ولقد استعرضنا عبر فصول هذا الكتاب رحلة السيدة مريم من قديسة الى ام كبرى، ولا نجد حاجة لتقديم ملخص شامل حول هذا الموضوع.
ولقد ساهمت الاعمال الفنية والتشكيلية في رسم هذه الصورة الجديدة للسيدة مريم، وقدمتها كأبهى ما تكون الأم الكونية الكبرى. من فيض هذه الاعمال نشير الى عملين يقدمان في رأينا فكرة عما حاولت بقية الاعمال ان تقول. ففي تمثال خشبي بالحجم الطبيعي من فرنسا القرن الخامس عشر نجد السيدة العذراء في وضعية الجلوس تحمل في يدها اليسرى كرة الكون، وتضم بيدها اليمنى الوليد الإلهي الواقف على ركبتها. الا ان سر التمثال يكمن في أنه مجوف من الداخل وله مصراعان قابلان للفتح. فللوهلة الاولى يبدو ��لتمثال عملا عاديا من النوع المألوف فإذا فتح المصراعان كشف التمثال عن معانيه السرانية، اذ نجد في داخله الإله الآب ممسكا بيديه الإثنتين الصليب، والإله الابن معلقا عليه، وكلاهما متضمنان في كون العذراء الرحيب . أما العمل الثاني فلوحة زيتية من روائع الفنان الاسباني فلاسكيز محفوظة في متحف مدريد تحت اسم تتويج السيدة. في هذه اللوحة نجد الثالوث المقدس مؤلفا من الآب والابن والعذراء التي تتوسط الاثنين، شاغلة مركز الصورة واكبر مساحة فيها، ويمسك الآب والابن بتاج يضعانه على رأس السيدة.
هذا الدور الكبير للسيدة العذراء قد جعلها شريكة كاملة للإله الابن في سر الفداء والخلاص. فبدونها لم يكن ممكنا لملحمة الخلاص أن تتم وتستكمل شروطها. نقرأ في أناشيد الكنيسة الشرقية وصلواتها :" بما أنك كنز قيامتنا يا جديرة بكل تسبيح، انشلي الواثقين بك من قعر جب الزلات، فإنك أنت خلصت الحاملين تبعة الخطيئة بولادتك الخلاص. يا من هي قبل الولادة عذراء وبعد الولادة عذراء " .... " السلام عليك يا فرحنا وسترنا وخلاص نفوسنا . إن أجناس الارضيين كافة يلتجئون الى سر معونتك " .... " سهلي لي مناهج الخلاص يا والدة الإله. لأني دنست نفسي بخطايا سمجة ، وأفنيت عمري كله بالتواني" ... " لما حياك جبرائيل أيتها البتول، تجسد مع صوته سيد الكل فيك، أيها التابوت المقدس، وظهرتِ أرحب من السماوات إذ حملت خالقك. فالمجد للذي سكن فيك المجد للذي أتى منك. المجد للذي حررنا بولادته منك " . وفي المجمع الفاتيكاني الثاني الذي أعلن الدستور العقائدي للكنيسة، تم تناول شخصية السيدة مريم ودورها في تدبير الخلاص، وذلك في الفصل الثامن من الدستور الفقرة (60) حيث نقرأ :" عن العذراء الطوباوية التي أعدت منذ الأزل في تصميم تجسد الكلمة كي تكون أم الله، غدت على الارض بتدبير العناية الإلهية أما حبيبة للمخلص الإلهي وشريكة سخية في عمله بصفة فريدة أبدا، وأما للرب وديعة. بالحبل بالمسيح وبوضعها إياه في العالم وبتغذيتها له، وبتقدمه في الهيكل الى أبيه، وبتألمها مع ابنها الذي مات على الصليب، ساهمت في عمل المخلص مساهمة لا مثيل لها " .
وفي الواقع ، فإن مثل هذه الكلمات التي تصدر عن أعلى سلطة رسمية كاثوليكية لا يمكن إلا ان تكون ذات صيغة توفيقية بعيدة عن التطرف، وذلك حفاظا على الروابط مع بعض الكنائس التي ليس لعبادة العذراء فيها المكانة نفسها، وتدعيما لسبل الوحدة المسيحية، ولعل في قول الكاردينال الفرينك خلال مناقشات المجمع الفاتيكاني الثاني الآنف الذكر ، ما يشير الى الاختلاف بين الصيغة الرسمية للعقيدة والممارسة الشائعة، إذ قال :" إن التعبد للعذراء مريم شيء ، والتعبير عن ايمان الكنيسة وتعاليمها شيء آخر" .
وبعد، لقد كانت السيدة مريم العذراء آخر تجلي للإلوهة المؤنثة في ضمير الانسان. ويبدو أنها باقية معه على مر الأزمان.
فراس السواح (لغز عشتار)
2 notes · View notes
abumuhamd · 1 year
Text
Tumblr media
2 notes · View notes
kanisa-maghrebia · 1 year
Text
Tumblr media
في عالم مليء  بالشكوك، يقف صلب يسوع المسيح كواحد من أكثر الأحداث إثارة للجدل في التاريخ. البعض يرفضها على أنها مجرد فولكلور أو أساطير دينية، بينما يتشبث آخرون بأهميتها العميقة في تشكيل الحضارة الغربية.
 ومع ذلك، تكمن براهين صلب المسيح المقنعة المخبأة في سجلات الزمن والتي تجعل هذه اللحظة المحورية في ت��كيز أكثر وضوحًا. مثل شظايا مرآة محطمة تعكس حقيقة قديمة، تخترق هذه الأدلة حجاب عدم اليقين وتحثنا على استكشاف الحقيقة التي لا يمكن إنكارها لصلب يسوع.
تخيل أنك واقف في  الجلجثة، حيث حملت ثقل خطايا البشرية على رجل واحد مسمر على صليب خشبي. رائحة الدم الممزوج بالغبار تملأ الهواء بينما صرخات الألم يتردد صداها عبر سفح التل. هنا نجد أنفسنا في رحلة غير عادية – ليس فقط بحثًا عن الدقة التاريخية، ولكن استكشاف عميق في أرواحنا. ففي هذه الحكاية يوجد شيء أكثر من الحقائق والأدلة. هناك توق غير معلن للتواصل والتفاهم وربما حتى الخلاص. لذلك دعونا ننطلق في هذا الحج معًا، ونتعمق في الأدلة التي تضيء صلب المسيح مثل النجوم التي تخترق سماء الليل، ونكشف الحقائق التي منسية منذ زمن طويل والتي طبعت في قلوبنا إلى الأبد.
2 notes · View notes
agora-bishoy · 2 years
Quote
«إن لفظة «عبد» Slave مشتقة من «سلاڤ» Slav، وهذا يرجع إلى الزمن الذي كانت الكنيسة تنهي عن استعباد المسيحيين. ولم يكن السلاف قد تحولوا إلى المسيحية بعد، وكان من الممكن أسرهم وبيعهم بضمير مستريح، ومن هذا الباب جاء أن تلك اللفظة التي كانت تدل على المجد أصبحت تفيد العبودية
ڤولتير
2 notes · View notes
nashwannews · 3 months
Photo
Tumblr media
المسيحية في خطاب اليمين الأوروبي - نشوان نيوز https://nashwannews.com/268038
0 notes
alewaanewspaper1960 · 4 months
Text
التنصير والاستعمار في إفريقيا بين القرن التاسع عشر والعشرين
التنصير والاستعمار في إفريقيا بين القرن التاسع عشر والعشرين   التنصير والاستعمار في إفريقيا بين القرن التاسع عشر والعشرين الكاتب : لخضر بن بوزيد الملخص: الصراع بين الإسلام والمسيحية بدأ مع ظهور الإسلام حيث خاض المسلمون أولى حروبهم مع البيزنطيين في غزوة مؤتة، ثم كانت وقائع الفتوحات الإسلامية، حيث توغل الإسلام في العالم المسيحي في شمال إفريقيا وسوريا بما فيها فلسطين ��آسيا الصغرى، ومن المغرب اجتاز…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
amereid1960 · 4 months
Text
التنصير والاستعمار في إفريقيا بين القرن التاسع عشر والعشرين
التنصير والاستعمار في إفريقيا بين القرن التاسع عشر والعشرين   التنصير والاستعمار في إفريقيا بين القرن التاسع عشر والعشرين الكاتب : لخضر بن بوزيد الملخص: الصراع بين الإسلام والمسيحية بدأ مع ظهور الإسلام حيث خاض المسلمون أولى حروبهم مع البيزنطيين في غزوة مؤتة، ثم كانت وقائع الفتوحات الإسلامية، حيث توغل الإسلام في العالم المسيحي في شمال إفريقيا وسوريا بما فيها فلسطين وآسيا الصغرى، ومن المغرب اجتاز…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
imadghoummaid · 1 year
Text
Tumblr media
المسيحية ليست ديانة، إنها حالة حب بين ثلاثة: أنا والله والآخر
#خبزك_الحي #your_living_bread
0 notes
dayanajadarian · 1 year
Text
Tumblr media
الشهادة للحق تنبع من المحبة.
والمحبة تولد من معرفة الحق.
فلا محبة بدون حق ولا حق بدون محبة.
فالحق نور والمحبة نور وبدون النور لا حياة.
#كلماتي
0 notes
arab-articles · 1 year
Text
1 note · View note
fatimayaseensblog · 11 months
Text
عشتار المخلّصة (5) :-
خمر جديد في زُقاق قديمة :
في قول للسيد المسيح من انجيل لوقا نقرأ :" ليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة، لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق، فهي تهرق والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرا جديدا في زقاق جديدة فتحفظ جميعا". والزُقاق جمع زُق ، وهو قربة جلدية كبيرة تحفظ فيها السوائل. والخمر الجديد هنا هو تعاليم يسوع، أما الزقاق القديمة فهي تعاليم التوراة. والمقصود هنا هو أن ما جاء به يسوع ليس صيغة جديدة عن التعاليم التوراتية، ولا يمكن فهمه من خلالها. ولكن المسيحية في تطورها اللاحق قد وضعت في صيغ قديمة فعلا، كانت معروفة في عبادات الأسرار ومعتقدات الخلاص السائدة في ذلك الوقت، وهذه المعتقدات هي التي هيأت المسرح لمشهد انتصار معتقد يسوع المخلص، الذي جاء تتويجا لها، وخاتمة لذلك المخاض الديني الروحي الطويل. يقول كليمنت الاسكندري، وهو أحد الدعاة الأوائل :" تعال الي لاريك اسرار اللوغوس، واشرحها لك من خلال صور مألوفة ومعروفة عندك". ولعل هذا القول يقدم لنا مفتاحا ذهبيا لفهم معادلة الخمر الجديد والزقاق القديمة في تكوين المسيحية الناشئة.
تطرح دورة حياة يسوع المخلص ،في خطوطها العامة، تشابها واضحا مع دورة حياة الآلهة الابناء المخلصين. ورغم ان موت يسوع وبعثه لا يتخذ طابعا دوريا سنويا كما هو شأن آلهة الخصب، فان الاحتفال بتجسيده وميلاده وموته ثم بعثه عبر السنة الطقسية المسيحية، يجعل من دورة حياته سلسلة من الاحداث الحاضرة ابدا، المتكررة الى يوم الدينونة. ذلك ان الاحتفال بهذه الاحداث ليس إحياء لذكرى وقائع ماضيات، بل هو عيش لوقائع تحدث الآن والساعة ، والسيد المسيح في مولده وموته وبعثه ، إنما يجمع الى شخصه خصائص المخلص الشمسي والمخلص القمري في آن معا، فميلاده شمسي أما بعثه فقمري.
لم يرد في الاناجيل الاربعة ما يشير الى تاريخ مولد المخلص يسوع، ولم تحتفل به الكنيسة في مطلع عهدها. ولكن المسيحيين في مصر بدؤوا يحتفلون بعيد الميلاد في يوم السادس من كانون الثاني (يناير) وعنهم اخذت الكنائس الشرقية هذا التقليد. حتى اذا حل القرن الرابع الميلادي تبنت الكنيسة الغربية، التي لم تحتفل من قبل بعيد الميلاد، يوم الخامس والعشرين من كانون الاول (ديسمبر) كتاريخ رسمي لميلاد السيد المسيح. وكان هذا التاريخ في ذلك الوقت دلالات دينية في العالم اليوناني-الروماني وفي الشرق الادنى القديم على حد سواء. فيوم الخامس والعشرين من كانون الاول، هو يوم الانقلاب الشتوي حسب التقويم الجولياني ، فيه تصل الشم�� اخر مدى لها في الميلان عن كبد السماء، ويبلغ النهار اقصره، ولذا فقد اعتبر يوم ميلاد للشمس ولآلهة الشمس، لان اليوم الذي يليه هو يوم صعود الشمس من جديد نحو كبد السماء ، واستطالة النهار على حساب الليل. فكان اتباع المخلص الشمسي "ميترا" يحتفلون بميلاد مخلصهم في ذلك التاريخ، وكذلك السوريون الذين تحول مخلصهم الى إله شمسي في الفترات المتأخرة وفي المناطق التي تأثرت بالثقافة الرومانية مثل بعلبك. ففي ليلة الخامس والعشرين من شهر كانون الاول، عند منتصف الليل، كانت صرخة الميلاد تنطلق من حجرات قدس الاقداس معلنة ميلاد المخلص :" ها هي العذراء تلد ابنا والنور ينتشر"، والعذراء المعنية هنا هي الام الكبرى عستارت، سيدة السماوات. وفي الاناجيل هناك عدد من الاشارات والرموز السرية القديمة التي تربط الابن المخلص بالشمس وميلاده بميلادها. ومنها حادثة اعتماد السيد المسيح بمياه الاردن.
فعماد السيد المسيح هو ميلاده الثاني، وكل مسيحي يجب ان يولد ثانية بعد التعميد بالماء :" الحق، الحق اقول لك. ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله". اما عن حادثة الاعتماد فنقرأ " حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه، ولكن يوحنا منعه قائلا : انا محتاج ان اعتمد منك وانت تأتي إلي؟ فأجاب يسوع وقال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر، حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه، وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي سررت به". وفي الحقيقة فإن طقس الاعتماد الذي كان معروفا في الديانات السرية، يرجع في اصله الى عبادة إله الماء السومري-البابلي "إيا" الذي يعني اسمه إله بيت الماء، وكانت طقوس الاعتماد بالماء تتم في معبده ، بيت الماء ذاك، وكان البابليون يرمزون للإله إيا بحيوان خرافي نصفه الاعلى لجدي ونصفه الاسفل لسمكة، كما كانوا يرمزون لبرج إنكي السماوي بنفس الحيوان، وهذا البرج مازال معروفا الى يومنا هذا ببرج الجدي، وهو البرج الذي لاحظ البابليون القدماء ان الشمس تدخله وقت الانقلاب الشتوي، لتجتازه بعد ذلك صاعدة في دورتها الجديدة نحو منتصف السماء. فإذا علمنا ان الاسم الذي عرف به الإله إنكي في الفترات المتأخرة هو "أوانيس" الذي يلفظ باليونانية "يوانيس" وباللاتينية "يوحانيس" وبالعبرية "يوحنان"، لأدركنا العلاقة السرانية بين اله الماء إنكي ويوحنا المعمدان في الانجيل. وهذه العلاقة انما تربط في الوقت نفسه بين يوحنا المعمدان الذي يعمد بالماء، وبرج إنكي الذي تمر فيه الشمس قبل ولادتها الجديدة في السماء. وتجعل من حادثة اعتماد السيد المسيح انعكاسا للحدث الفلكي. فالسيد المسيح بعد اعتماده بماء الاردن على يد يوحنا وولادته الجديدة، يصعد من الماء ويجتازه ليهبط عليه الروح القدس ويكرسه ابنا للإله وقاهرا برسالته للظلام، تماما كما تلد الشمس في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر مجتازة برج الماء في ميلادها السنوي الجديد.
اما بعث السيد المسيح فقمري، وتسير حادثة موته وقيامته على خطا موت وبعث الآلهة القمرية القديمة، التي تغيب في اليوم الاول وتظهر في يومها الثالث. وكما كان الآلهة القمريون آلهة للخصب ودورة الزراعة ايضا ، يبعثون الى الحياة مع الانقلاب الربيعي كذلك هو السيد المسيح الذي يبعث في يوم الفصح الربيعي. ففي البلدان الناطقة باللاتينية حيث شاعت عبادة الإله آتيس ابن الام الكبرى سيبيل ، جرت العادة على الاحتفال بيوم آلام المسيح وموته في الخامس والعشرين من آذار (مارس) المصادف ليوم الانقلاب الربيعي حسب التقويم الجولياني، وبقيامته في يوم الفصح الموافق للسابع والعشرين من آذار. وهذه التواريخ مقاربة لتواريخ احتفالات آتيس ، حيث يصادف يوم الثاني والعشرين من آذار يوم الاحتفال بموت آتيس والخامس والعشرين منه يوم بعثه، وقد كان هذا التطابق بين المناسبتين مدعاة لجدل طويل بين أتباع الديانتين، فبينما اتهم اتباع آتيس المسيحيين بالتقليد ، لجأ المسيحيون الى اتهام الشيطان الذي يقلب موازين الامور ويغطي الحق بالباطل ليزيغ به القلوب. اما اليوم فيتم الاحتفال بعيد الفصح في الكنائس الشرقية في اول يوم احد يلي القمر البدر عقب الانقلاب الربيعي مباشرة. وبذلك يجمع الفصح الى نفسه البعثين، بعث القمر وبعث الطبيعة.
وكا تحول ابناء الام الكبرى ، من آلهة قمح يهبون جسدهم لدفع غائلة الجوع عن البشر، الى آلهة خلاص يهبون نفس الجسد القديم لخلاص الروح، كذلك السيد المسيح ، فجسده الذي وهبه من اجل البشر هو قمح الحياة الأبدية :" أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا" ... " أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الابد، والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" . وجسد المسيح ايضا هو ثمر الارض الذي صار ثمر الخلاص :" أنا الكرمة الحقيقية وابي الكرام" .
فراس السواح (لغز عشتار)
2 notes · View notes
abumuhamd · 7 months
Text
Tumblr media
#يقول_أحدهم : ڪنت أسير مع طفلي ومررنا بتمثال للمسيح قرب الڪنيسة فسألني ابني : من هذا يا بابا ؟
قلت له : هذا ابن الله وهو إلهنا
فقال لي : لماذا هو مصلوب ؟
وعلى جسده الجروح ومنظره ضعيف لقد شفقت عليه!
فقلت له : هو مصلوب لأن المجرمين الذين لايؤمنون به فعلوا به هذا ..
فقال لي ولدي : ولماذا لم يدافع أبوه عنه ؟!
أو هو دافع عن نفسه ڪونه إلها قويا ؟!
قلت له : الإله اختار ذلك حتى يڪفر عنا ذنوبنا !!
لأنه حينما رضي بصلب أبنه ڪان صلبه فداء لنا وتڪفيرا لذنوبنا ..
فقال لي : يا أبي هل ترضى أنت أن يصلبوني ؟
وأتعذب من أجل أحد ، وانت تقدر أن تدافع عني ؟ !!
قلت : طبعًا لا
فقال ولدي : ڪيف رضي الله أن يفعل ذلك بابنه ؟!!
وهو القادر أن يغفر لنا ذنوبنا من غير ان يعذب ابنه ويجعله ذليلًا منڪسرًا بين يد البشر !!
ڪان هذا الحوار .. !!.أول طريق هداية الوالد للإسلام !!
أسئلة الطفل بالفطرة !! دلت الوالد على الحق !!
ڪيف لعقل بشري يرضى بهذه القناعة ؟
وڪيف يؤمن بها ؟!
فالحمد الله على فطرة الإسلام ..
ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا برحمتك ..
وأدخلنا برحمتك الجنة مع عبادك الصالحين
0 notes
kanisa-maghrebia · 3 months
Video
youtube
صلب المسيح وقيامته بين المسيحية والإسلام
0 notes
ebook-2 · 1 year
Photo
Tumblr media
الشر المقدس https://downloads.ebook-2.com/index.php?rt=product/product&product_id=525 ما لا تعرفه عن آلهة الأديان الإبراهيمية الثلاثة الاعتقاد الش��ئع وسط أغلب الناس هو أن أتباع اليهودية والمسيحية والإسلام يعبدون نفس الإله الذي جرت العادة على الإشارة إليه باسم الإله الإبراهيمي, ويميل معظم الناس حين يفكرون في التقاليد الدينية الثلاثة إلى التركيز على أوجه التشابه والخصائص المشتركة بينها. فهي بالأول والآخير تؤمن بعقيدة التوحيد ولها جذور تاريخية وتراثية مشتركة, لكن أوجه الشبه هذه تخفي وراءها اختلافات جوهرية في تصورها للإله, وهذه الإختلافات هي موضوع حديثنا اليوم.
الديانة الابراهيمية,الديانة الإبراهيمية,مخطط الديانة الإبراهيمية,الديانة الإبراهيمية ٫٫ الدين العالمى الجديد,الديانة الابراهيمية الجديدة,ما الفرق بين الديانات,الديانة الإبراهيمية في الهند,أديان إبراهيمية,مقارنة بين الاديان السماوية الثلاثة,بيت العائلة الإبراهيمية,مصدر وأصل الأديان الإبراهيمية,الفرق بين الإسلام والديانات السماوية,الديانة الإبراهيمية الجديدة,البيت الابراهيمي,الاسلام ,المسيحية ,اليهودية,christianity,islam,judaism
1 note · View note
agora-bishoy · 1 year
Quote
ارتأى تشارلز إليوت أن الدين الجديد لن تكون فيه إلا وصية واحدة «محبة الله من أجل الآخر». وهي وصية لا تستلزم دُورًا للعبادة ولا علم لاهوت ولا طقوسًا للعبادة، ومن ثم فليس من حق المسيحيين الادعاء بملكية الحقيقة المطلقة.
مراد وهبة | زمن الأصولية (رؤية للقرن العشرين) 
1 note · View note