Bashar has launched a podcast where he interviews fellow Palestinians in Egypt about their lives before and during the current genocide in Gaza. In this July 5 Instagram story, he shared a little more about the project.
You can visit his channel here:
Videos are in Arabic, but auto-translated English captions are available. (See this video for more on enabling captions.)
Available Go Fund Me campaigns for people whose stories have been shared on watermelllonarchive can be found in the resources post.
من بين كل الكتب التي وقعت تحت يدي عن الحب والعلاقات، كان هذا هو الكتاب الذي شعرت أنه يلامسني، الكتاب الذي يعبر عما أعرفه وفي نفس الوقت يخبرني ما لم أكن أعرفه. الكتاب الذي أخذني من يدي ليريني الصورة الكاملة، لأعلم أني كنت أحدق في قطعة واحدة من البازل.
لطالما كرهت الحيل والألعاب التي نضطر إلى لعبها مع الناس في علاقاتنا العاطفية معهم، كنت أتوق إلى كتاب هو عصارة خبرة وتجربة طبيب نفسي عن الحب، وإذ به يقع تحت يدي، وإذ به يهمس لي بما كنت أعلمه في قرارة نفسي. الحب ليس معركة شرسة لإثبات الذات، وليس محاولة لإبهار الآخر، وليس ذريعة لأن تشعر بالخزي والعار بسبب كل ما هو جزء أصيل منك، مادمت تكف أذاك عن حبيبك. الحب ليس "شبحنة" إصدار الأحكام القاسية على الآخرين في لحظة الرفض. الحب يعلمنا رؤية ما وراء السطح الذي نعبده. الحب، بحق، يختبيء في ثنايا علاقاتنا الحقيقية مع أناس تشبهنا، وتنسجم معنا، وتلبي احتياجاتنا بدلاً من الضغط على مواطن النقص فينا، ونكأ جراحنا وصدماتنا القديمة.
ولهذا قررت ترجمة مقدمة الكتاب، آملاً ترجمة بقية فصول الكتاب تباعًا.
_____
علاقات أعمق (كيف تتخل عن ألعاب الإغواء، وتكتشف معنى الحميمية)
(لماذا لا تحتاج لأن تبدو في أبهى صورة، أو تتصرف بثقة أو بتمنُّع لتعثر على الحب الحقيقي)
د. كين بيدج
مقدمة: الخريطة الجديدة للحب
حين أقع في الحب، إما سيدوم للأبد
أو لن أقع في الحب أبدًا.
— مقطع من أغنية "حين أقع في الحب"
لطالما أحببت أغنية "حين أقع في الحب". ليقينها الطفولي طابع جذاب وحكيم. ولكنها لا تنطبق على قصة حبي بالتأكيد. وربما لا تنطبق على قصتك. بالنسبة لأغلبنا، فالبحث عن الحب لم يكن سهلاً أبدًا. ولا عجب، فلقد منحونا خريطة للحب ترشدنا بعيدًا عن الحميمية الحقيقية. وماذا أقصد بذلك؟ انظر إلى أغلفة معظم المجلات التي تدعي أنها تساعدك في العلاقات. ما الذي يخبرونك أن تفعله؟ افقد الوزن، ارتد ملابس أفضل، تمنَّع وكن بعيد المنال، تصرف بثقة، اخرج وتعرَّف على المزيد من الناس، بمعنى آخر، أصلح من نفسك ليكون لديك ذرة أمل للعثور على الحب.
وهذه ليست تنمية ذاتية. هذا عقاب ذاتي متخفي. وعقاب الذات لا يؤدي إلى علاقة عاطفية سليمة. بدلاً من مساعدتنا على تقبل ذواتنا الحقيقية، فإن عالم العُزَّاب يعلمنا أن نُجمِّل أنفسنا في أعين الآخرين. وحينما نأخذ هدنة تكفي أخيرًا لأن نتوقف عن لوم أنفسنا على عيوبنا، ندرك أن هذه الطريقة لا تُفضي إلى شيء.
فكر فيها: كل هؤلاء الشباب الرائعين الفاتنين الظرفاء الذين تعرفهم، هل هم أكثر عرضة لأن يكونوا في علاقات صحية وآمنة ومفعمة بالحب؟ أشك في ذلك كثيرًا. لأن هذه ليست الصفات التي تؤدي إلى حب يدوم. هي صفات قد تؤدي إلى مواعدات أكثر، أو على الأرجح تمنحك فرصًا أعلى لممارسة الجنس، ولكن أن تحظى بحب دائم؟ لا أعتقد ذلك بتاتًا.
طريق العلاقة المفعمة بالحب مُعبَّد بأشياء أكثر عمقًا وأهمية بكثير، أشياء تغير حياتنا، أشياء لم نتعلمها قط. البحث الحقيقي عن الحب يتضمن تقبل النسخة الأكثر حقيقية وأصالة من أنفسنا، ومشاركة أنفسنا الحقيقية مع من يحترموها من المقربين منا والعزيزين علينا، وفي المقابل نتعلم نحن أيضًا احترام النسخة الحقيقية من أنفسهم. المفارقة المذهلة في الأمر، هي أن هناك سمات معينة في شخصيتنا، نعتقد أننا لن ننعم بالحب إلا بعد إصلاحها، برغم كونها مفاتيح العثور على هذا الحب.
ستمشي طريقًا لا تهتدي فيه بإصلاح نفسك، ولكن باحترام معدنها الحقيقي، والتعبير عن قدراتك ومواهبك الفطرية. وهذا يغير كل شيء. بدلاً من جلد نفسك بسوط التنمية الذاتية، كما اعتاد الكثير منا قضاء وقتًا طويلاً وهو يفعل ذلك، ستتعلم أن تثق وتُقدِّر وتعبر عما أسميه مواهبك الأساسية.
وما هي المواهب الأساسية؟ أنها ببساطة ما يثير حساسيتك العميقة في الحياة. وستعثر عليها في أكثر ما يُلهمِك، وأكثر ما يلمسك بعمق، وأكثر ما يؤلمك. نميل عادةً إلى إخفاء الأجزاء الهشة منا، ونلجأ إما إلى إصلاحها أو إخفاءها، ظنًا منا أن هذا ما يجعلنا أكثر جاذبية، ولكن العكس التام هو الصحيح. هشاشتنا هي أسرع وسيلة نحصل بها على الحميمية الحقيقية. وحينما نتعلم الاتكاء على مواهبنا الأساسية، تنقلب حياتنا رأسًا على عقب. تصير جاذبيتنا الشخصية أكثر بهاءًا. والأهم، فأننا نقترب من الحب الذي استعصى علينا من قبل، حبًا يعطينا القدرة لنكون أنفسنا ويمنحنا السعادة.
أتمنى لو أن شخصًا ما استطاع شرح كل هذا لي خلال السنوات التي كنت أبحث فيها عن الحب. ضاعت مني سنوات عديدة لم أبحث فيها عن الحب إلا عبر تغيير نفسي إلى نسخة أكثر قابلية للتسويق. ولا يمكنني أن أحصي عدد الساعات التي قضيتها وأنا أبحث عن الحب في الأماكن التي افتقرت للحب، وبوسائل كانت أبعد ما يكون عن الحب. كن لطيفًا. كن ظريفًا. وإذا شعرت باحتياج "غير لائق" في لحظة معينة، اكبته، وابتلعه.
أثناء هذه العقود التي أطلق عليها اسم "العزوبية المزمنة"، كان خوفي الأكبر هو أني سأخوض الحياة بدون أن أعثر أبدًا على الحب الحقيقي. وعلى مدار عشرينياتي، لم تستغرق أطول علاقاتي مدة تتعدى الشهور. قضيت الكثير جدًا من الليالي أبحث عن الحب، وانتهى بي المطاف جالسًا في مطعم، ألتهم شطيرة "تشيز برجر" محترمة لأواسي نفسي. تحسنت حياتي العاطفية حين بدأت في التماس المساعدة من أصدقاء حكماء ومعالجين نفسيين متمرسين. وبرغم ذلك، راوغتني العلاقات الصحية المفعمة بالحب. وصرت شبه متأكدًا أني لا أصلح بطبيعتي للعلاقات. وفي هذا الوقت كنت قد صرت معالجًا نفسيًا خبيرًا ومرموقًا، ومع ذلك، كنت أؤمن في قرارة نفسي ببعض أكبر الخرافات الثقافية المتعلقة بكيفية الظفر بالحب، وكانت محاولاتي تبوء بالفشل دومًا.
ولم يقتصر الأمر عليّ، ففي خضم معاناتي للعثور على الحب، عملتُ مع عددًا لا يُحصى من العُزَّاب كمعالج نفسي، عُزَّاب كانوا يعانون من نفس خيبات الأمل ومواطن عدم الأمان.
"أشعر وكأني حذاء رياضي قابع في الغسالة. أقابل شخصًا جديدًا فيفعمني الأمل، لأُنال نفس "العلقة" السابقة "لا قلم زاد ولا قلم نقص"!
"بعد تجارب طلاقي الثلاث، في أواخر ستينياتي، أعتقد أن فرصتي في أن أنال حبًا حقيقيًا ضعيفة للغاية. وكل ما أشعر به أنني "بضاعة معيوبة".
تشير أمي إلى نباتاتها المنزلية وتخبر أصدقائها: "هؤلاء هم أحفادي." أنا محامي ناجح يعيش حياة رائعة، ولكني في عين أمي، وبالنسبة لنفسي، أشعر بأني مجرد شخص فاشل لأنني أعزب.
كما هو حال العديد من مرضاي، شعرتُ وكأن هناك خللاً فادحًا في تركيبتي الأساسية. لماذا ظللت أنجذب لأناس ليسوا مناسبين لي؟ ولماذا حين أقابل أناس لطفاء مراعين تتملكني الرغبة في الهرب منهم؟ لماذا من رغبت فيهم إلى أقصى حد لم يبادلوني الشعور قط، في حين أن هؤلاء من سعوا إلى خطب ودي لم يثيروا اهتمامي على الإطلاق؟ عند نقطة ما في هذه الرحلة، صارت هذه الدائرة المفرغة اللانهائية من الأمل وخيبة الأمل واضحة كالشمس. أدركت أني أمضيت أعوامًا طويلة أبحث عن الحب، ولكني لم أبذل جهدًا قط لبناءه وتمهيد الطريق له.
بدأت أبحث عن إجابات أعمق، على أمل كشف سبب التكرار المربك لنمط علاقاتي الفاشلة، التي هي حياتي العاطفية، أنا والعديدين غيري. طلبت مساعدة معالجين نفسيين، وأصدقاء ومدربين. وتعلمت الكثير جدًا. على مدار عدة سنوات من الدراسة والنضج والصراع، بدأت أدرك أن هناك طريقًا لا يؤدي فقط إلى الحب الصحي، بل يؤدي أيضًا إلى شفاءنا الشخصي. أنه طريق مواهبنا. تبيّن أن سماتي الشخصية التي حاولت جاهدًا أن أخفيها لأحظى بالحب، كانت هي نفسها طريقي إلى شريكي، وإلى حياة تزخر بالألفة والحميمية.
ولقد تعلمت العديد من الدروس عن الحب، بقدر الدروس التي علمتها. في عام 2005، بعدما ألقيت العديد من المحاضرات ونظمت العديد من الندوات المتعلقة بالحميمية والبحث عن الحب، أنشأت ورشة تُدعى "علاقات أعمق"، يمكن للعُزَّاب فيها أن يقابلوا بعضهم البعض في أجواء تشجع على اللطف واستكشاف الذات والمرح والضحك والنقاش. آلاف العُزَّاب من جميع الأعمار والخلفيات والميول الجنسية حضروا هذه الورش، وأخبرني العديد منهم كم كانوا سعداء بحضور فعالية للعُزَّاب جعلتهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم بدلاً من الشعور بأنهم يخذلون أنفسهم. هذه المحاضرات التي ألقيتها في هذه الفعاليات منحتني فرصة الكتابة في مواقع "سايكولوجي توداي" و"هافنغتون بوست"، والردود الرائعة التي تلقيتها عن هذه المقالات دفعتني لكتابة هذا الكتاب.
والآن حين أقوم بتدريس دروس عن العلاقات الأعمق، يكون رد الفعل دومًا ابتسامات التقدير ودموع الراحة. لقد شهدتُ الحياة العاطفية للناس وهي تتغير بشكل كبير، يكاد يكون إعجازي، حينما يمارسون هذه المهارات المتعلقة بالحميمية الحقيقية في خضم سعيهم للحب.
التوق للحب حكمة وليس ضعفًا
من بين جميع الخرافات المؤذية التي تُلقَّن لنا، فإن أحد أسوأها هي تصديق أن التوق للحب ضعف. وأنا لا أتفق مع ذلك. التوق للحب ليس ضعفًا. بل حكمة. وكبت إحساسنا بالوحدة يؤدي لليأس الذي يُمرِض ثقافتنا بأسرها. نحن ليس من المقدر لنا أن نكون وحيدين ومكتفين ذاتيًا. وبدون أن يملأ علينا الحب حياتنا، نذبل ونموت من داخلنا. الحميمية هي الأكسجين الذي نتنفسه. ونحن لا نحتاج لأن نسمو فوق جوعنا للحب، بل نحتاج إلى أن ننال كفايتنا منه.
وفقًا للطبيب النفسي إيلي فينكل، وهو من أكثر الباحثين احترامًا في مجال العلاقات والانجذاب بين الناس، فإن مدى حميمية العلاقة هي أحد أعظم العوامل التي تحدد صحتك الجسدية والنفسية. وهذا يؤكد ما شعرتَ به طوال الوقت: العثور على الحب شيء بالغ الأهمية. مجرد إمساك يد شخص تحبه يُخفِض ضغط الدم ويقلل الألم. ما الذي يمكن أن يعبر ببلاغة عن حاجتنا إلى التواصل أكبر من هذه القصيدة الشعرية المتشحة بالعلم؟
لقد وجدت أن الأشخاص الذين يشعرون أنهم بحاجة إلى الحميمية هم أكثر من يعثرون عليها. إذا كنت تتوق إلى حب يكون حنونًا وشغوفًا في نفس الوقت، فهنئ نفسك على شجاعتك وتصميمك على البحث عنه. وأنا أدعوك لأن ترى هذا التوق الكامن بداخلك كأحد تجليات حكمتك وشجاعتك، وليس كعلامة على ضعفك.
لقد رأيتُ أناسًا شُخِّصوا بأمراض مميتة وعثروا على الحب لأول مرة في حياتهم، لأن حقيقة موتهم الوشيك دفعتهم لإدراك أهمية الحب في حياتهم. لقد رأيتُ من هم في التسعينيات من عمرهم، وقد بلغ بهم الوهن والمرض مبلغه، ولكن غمرتهم إثارة الوقوع في الحب، بعدما اختاروا الإقبال على الحميمة بكل كيانهم.
وشعرت بذلك بنفسي في حياتي الخاصة. كانت رغبتي المستمرة في الحب حافزاً للعديد من التغييرات الإيجابية. لقد أجبرتني على الاعتراف بأنني كنت أدفع نفسي بعيدًا عن الحب وأنا أتخيل أني أقترب منه، وأن عليّ تغيير تلك الأنماط بمساعدة مرشدين محبين. هذه التغييرات الصعبة هي التي مكنتني من خلق الحياة العاطفية المفعمة بالحب التي أنعم بها اليوم، وساعدتني على إنشاء هذه الخريطة الجديدة للحب التي ساعدت العديد من الناس في العثور على الحميمية التي يتوقون إليها.
ليست وعودًا كاذبة
في كتاب "ديبر ديتنج" (أو علاقات أعمق) لن تجد نصيحة واحدة بشأن تحسين مظهرك، أو المغازلة بشكل أفضل، أو التصرف بثقة أكبر، أو دفع شريكك لئلا يعرفك عن ظهر قلب لتحتفظ بفضوله فيك. (ولن تساعدك نصيحتي في هذه الأشياء على أي حال، فلقد فشلت فشلاً ذريعًا في تطبيق هذه الحيل!) كما أنني لن أعدك بأنك ستنال الحب في ثلاثة أشهر، أو في أي فترة زمنية أخرى. فهذا ليس وعدًا يمكن الوفاء به، وبشكل شخصي، أنا لا أثق في أي شخص يدعي أنه بإمكانه الوفاء بهذا الوعد. ثمة غموض يكتنف كيفية وموعد العثور على الحب، وهو غموض خارج عن سيطرتنا.
سيظل العالم يخبرك أنك تحتاج لممارسة الحيل لتعثر على الحب، ونعم، هذه الحيل تؤتي بثمارها إذا كان هدفك هو الجنس، أو إقامة علاقة جديدة ذات أساس هش. ولكنها على الأرجح لن تساعدك على إيجاد الحب الحقيقي.
بقدر ما يتم دفعنا لتصديق أن الحصول على الحب يتعلق بتحسين أنفسنا، فإن إنسانيتنا هي ما تتيح لنا إيجاد الحب الحقيقي ورعايته. ولكن لا تصدقني أنا. جرب الأفكار التي سأوردها في هذا الكتاب، وسترى أن التغييرات التي ستحل بحياتك هي ما تثبت فعالية مواهبك الخاصة.
هذا الكتاب مخصص لأي شخص أعزب، وأي شخص يرغب في فهم أعمق للمنابع الحقيقية للحميمية. أنه كتاب مخصص للرجال والنساء من جميع الأعمار والخلفيات والميول الجنسية والهويات الجندرية. مهما كان عمرك، أو دخلك، فهناك أناسًا رائعين في الدنيا ينتظرون أن يعثروا على شخص مثلك.
نخوض الرحلة الحقيقة للعثور على الحب على مستويين: الداخلي والخارجي. وكلاهما ضروري، ولكن ثقافتنا تتجاهل الجهد الذي يتوجب علينا بذله للتعامل مع دواخلنا. يمكنك اعتبار هذا الكتاب خريطة للمستويين: كتاب إرشادي لأهم رحلة في حياتك، رحلتك نحو الحميمية. هذا الكتاب الذي يتضمن بداخله دورة دراسية لديه القدرة على توجيهك نحو الحب الحقيقي، ونحو منبعه بداخلك. أعتقد أنك ستحب ما يحدث، لأنك حينما تشارك مواهبك الأعمق بشجاعة وسخاء وتميز، ما تحصل عليه في المقابل هو الحب.
الشخص الذي لا يعرف كيف يقول "لا " على أي شيء يرفضه، يفني حياته في محاولة أرضاء الآخرين وكسب مشاعرهم، لكنه في النهاية يخسر نفسه، وبالطبع لن يتذكر له أحد محاولاته في التضحية من أجلهم، وسيخبره الجميع أن هذه هي اختياراته التي فعلت به هذا.
🌹١- أحيانًا نبذل مجهود غير منطقي لنكون الطيبين اللطفاء طول الوقت ومشكلة اللطف الزائد أن له نتائج سلبية، فمحاولة أن نكون كاملين وأن نتحمل ما لا نطيق يؤديان بنا إلى الإنهاك، ويثقلان كاهلنا حتى نشعر أننا كالسفن المحملة بأكثر من طاقتها فتميل وتغرق.
🌹٢- محاولات إبقاء كل الأمور والأشخاص من حولنا فى وضع التمام هو أمر مستحيل،نستنزف فيه أنفسنا، فضلا عن أنه قد لا يؤخذ بمحمله الطيب، وقد يتم استغلالنا وابتزازنا بطرق ملتوية ليستمر العطاء بلا حدود، اللطف والتواضع الزائد يؤدى إلى عدم أخذنا بجدية وعدم تثمين هذا التواضع بقيمته الحقيقية.
🌹٣- إن السلوك اللطيف المنطوي على نية حسنة ضروري للمجتمع المتراحم المتوازن ، ولكن عند زيادته يكون له جانب سلبي،
فكون الشخص لطيفاً، غالباً يعني أن يتحمل الكثير جداً، وأحيانا يكذب، ويحاول جاهداً ودائما الاقتراب من الكمال، ويقع ضحية لسلوكيات أخرى ضارة بالنفس والسلامة"
🌹٤- يوضح الكاتب ان الأخطاء التسعة التى يقع فيها الإنسان هى محاولة أن تكون كاملا، القيام بالتزامات أكبر من طاقتك، عدم قول ما تريد، كبت غضبك، التعقل لحظة الاندفاع، الكذب البسيط إسداء النصح، إنقاذ الآخرين، حماية من يشعرون بالحزن و هذه الأخطاء تكلفنا الشيء الكثير من سلامة أنفسنا.
🌹٥- القيام بالتزامات أكبر من طاقتك
هناك مواقف تعتبرها من وجهة نظرك لطيفة ويتضح بعد ذلك أكبر من قدراتك، فإما أن ترفض الشيء المطلوب منك بطريقة لطيفة، فنشعر بعدها بالأنانية والذنب، أو تحاول القيام بالمطلوب منك فنستنزف طاقتك ويصبح الأمر ثقيل عليك.
🌹٦- عدم قول ما تريد
أحيانًا نخاف على مشاعر الآخرين أكثر من خوفنا على مشاعرنا، فتتجنب عتاب من أخطأ بحقك خوفًا على حزنه، أو تخشى رفض أمر قد يؤذيك حتى لا تحرج من يطلبه ولكن عدم التعبير عن مشاعرك وكبت ما تريد لإرضاء الآخرين ،سيؤدي أن تصاب بمرض نفسي وعضوي كما تتبدد ملامح شخصيتك.
🌹٧- كبث غضبك :
هو محاولة الحفاظ علي هدوء أعصابك أمام الآخرين ، وعدم إيذاء مشاعرهم، أو تقبل كل ما يؤذيك وكتمه في صدرك حتى لا يحكم عليك الآخرون بالضغف والحساسية المفرطة.
كل ما عليك أن تظهر للآخرين أن ذلك التصرف يضايقك وتأخذ موقف حاد في نفس الوقت حتى لا يكررها.
🌹٨- ستلاحظ على مر حياتك أن الشخص الذي لا يعبر عن مشاعره، ويطلق عليه الناس لقب بارد، أو يرون أنه يتقبل كل الأمور بصدر رحب أو أكثر الأشخاص تعرضًا للإيذاء.
بينما الشخص الصريح الشكاء البكاء تجد أن الناس تفكر ألف مرة قبل إيذاءه بكلمة واحدة
🌹٩-ستتعلم أن تكون متوازناً في كل شئ حتى بالعطاء، ألا تبذل نفسك أكثر من الازم ، ألا تكن لطيفاً أكثر من الازم.
النفس البشرية فيها من حب العطاء، كما فيها من الأنانية، فلا تغلب واحدة على الأخرى؛ حتى لا تظلم نفسك وتظلم الآخرين.
🌹١٠- إذا كنت توافق على كل شيء يتم طلبه منك بهدف الحصول على رضى الناس كما تعتقد، فهو شيء خاطي، لان الناس سيعطونك اقل عرفان واقل اشادة عندما تعجز عن تلبية طلباته
🌹١١- لا تلم الناس على اوقاتك الضائعة، وذلك لانك من تسببت في ذلك الوقت الضائع ووافقت عليه، فعليك أن تلوم نفسك فقط فانت المسؤول الأول في الحفاظ على وقتك.
"لا يوجد إلا خطأ فطري واحد، وهو الفكرة القائلة: إننا نوجد لنكون سعداء؛ فما نحن إلا إرادة للحياة، ونحن لا نفهم من السعادة إلا أنها الإرضاء المتعاقب لإرادتنا. وطالما ظللنا واقعين في هذا الخطأ الفطري، الذي يزداد رسوخًا فينا بفضل 'المعتقدات التفاؤلية'، فإن العالم يبدو لنا حافلًا بالمتناقضات؛ ذلك لأننا نشعر حتمًا في كل خطوة، وفي كل الأشياء كبيرها وصغيرها، بأن العالم والحياة لن ينظما أبدًا بقصد ضمان حياة سعيدة لنا… وفضلًا عن ذلك، فإن كل يوم مر في حياتنا حتى الآن قد علمنا أنه حتى في الحالات التي تتحقق فيها أفراح ولذات، تكون هذه في ذاتها خدَّاعة، ولا تؤدي إلى النتائج التي تعدنا بها، ولا ترضي قلوبنا، فضلًا عن أن الحصول عليها يقترن على الأقل بالمرارة التي يبعثها ما يرتبط بها أو ما ينبثق عنها من الآلام والمنغصات. أما الآلام والأحزان فتثبت أنها حقيقية إلى أبعد حد، وكثيرًا ما تتجاوز كل ما نتوقعه. وهكذا فإن كل ما في الحياة قد رُسِمَ بحيث يؤدي بنا إلى الرجوع عن هذا الخطأ الفطري، وإلى إقناعنا بأن القصد من وجودنا هو ألا نكون سعداء. أما من تخلص بطريقة ما من الخطأ الأولي الكامن فينا ومن ذل التزييف الأول في وجودنا، فسرعان ما يرى كل شيء في ضوء مخالف، ويجد أن هذا العالم متفق مع إدراكه، وإن لم يكن متفقًا مع رغباته؛ فلا تعود مظاهر البؤس — مهما كان نوعها أو مقدارها — تثير فيه دهشة، وإن كانت تبعث فيه الألم، إذ إنه أدرك أن الألم والشقاء هما ذاتهما اللذان يحققان الغاية الصحيحة للحياة، ألا وهي انصراف الإرادة عنها …
والذي يحدث عادةً هو أن القدر يمر على نحو حاسم بذهن الإنسان وهو في عنفوان رغباته وأمانيه، وعندئذٍ تتحول حياته تحولًا أساسيًّا في اتجاه الألم، وعن طريق هذا التحول يتحرر من الرغبة المنفعلة التي يكون كل وجود فردي مظهرًا لها، ويصل إلى النقطة التي يغادر فيها الحياة، ولم تبقَ لديه أية رغبة فيها وفي ملذاتها. بل إن الألم، في الواقع، هو عملية التطهير التي يصل الإنسان بها وحدها إلى القداسة؛ أي يرجع بها عن ذلك الطريق الضال، طريق إرادة الحياة."
- آرثر شوبنهاور، العالم إرادةً وتمثلًا، (المجلد الثاني، الفصل ٤٩) ترجمة: فؤاد زكريا
الخوف هو السجن الحقيقي الذي يحبسنا. العقاب الأكبر على أية جريمة. النار التي تحرقنا ببطء وصمت. لا شيء يثير الشفقة والرثاء مثل إنسانة خائفة، ألا نمتلك الشجاعة للاعتراف والمواجهة، ألا ��متلك القدرة على الكلام، أن نكون وحدنا نحن وذنوبنا التي تجلدنا طيلة الوقت في الصحو وفي النوم دون أن نكون قادرات على البوح. حين نخاف تتكاثر الاحتمالات والافتراضات وتقتنصنا، تجعلنا نرى أنفسنا فارغات خاليات من المعنى والقيمة، وتكون ضريبة الصمت أكبر بمرات مما قد يحصل لو أننا فقط ننطق بالحقيقة، نحوّل العذاب الذي يحرق أرواحنا لكلمات ونرميها في أحضان من نحبهم ثم نرمي أنفسنا. مهما اعتقدنا أننا نستطيع إخفاء أخطائنا، نرى أنفسنا نتدحرج في طرق مختلفة للخطيئة بحيث تصير خطيئتنا الأولى صغيرة وتافهة مق��رنة بالخطايا التي قد نرتكبها لخوفنا من كشف الخطيئة الأولى.
ثم حين نعترف.. تحل السكينة على أرواحنا، تعود الطمأنينة لتسكن قلوبنا، مهما كان الثمن الذي سندفعه.. مهما كان العقاب الذي سنناله.. كل شيء يكون أرحم، أرحم من أن نستمر في قضاء الأيام مع الخوف، الاعتراف يقودنا للراحة.. الراحة التي تجعلنا نطيق ما يقع علينا بصدر رحب ورضا وسرور.
لا شيء أقبح من عيشة الخائف. لا شيء أقبح من إنسان لا يجرؤ على الاعتراف. لا شيء في العالم بأسره يعذّب كالخوف.. كالخوف من أن نقول الحقيقة.
أما بعد فأنهيت قراءة رواية "الخوف" لستيفان زفايغ، رواية قصيرة ممتعة أخذت حوالي الساعتين فقط. وما عندي نية الحديث عن أي أحداث فيها، بعتقد المكتوب فوق كافي. وبرأيي كان من الجيد تذكيري بكل هالكلام، من الجيد أخذ القصة وإعادة إسقاط معناها على حياتي، وحياتنا.
شيء إضافي: ما في شي أفضل من العلاقات الآمنة.. العلاقات القادرة على الصفح والتسامح والتودد، القادرة دوماً على منحنا مساحة مريحة ودافية ورقيقة لنكون نحن بكل أخطائنا وذنوبنا ومخاوفنا وعيوبنا، ما في شي بالحياة يعادل قلب قادر على فهمنا واحتوائنا ودفعنا لنكون شجاعات ولطيفات مع أنفسنا دوماً.
ليس بالضرورة
أن نعيش قصص حب كما في الروايات لنكون سعداء
يكفينا فقط كتفا يشبه وطن للنستند عليه
يدا " تكون عكازنا الوحيد فى ايامنا الصعبه
قلبا يكون بيتٌ نعود إليه كلما مسنا التعب
نحتاج الأمان لا أكثر .
لاتلوموا من لا يستطيع الكلام ، من يضع حداً بينه وبين كل شيء ، من يعجز عن أن يشكو همّه للآخرين ... هو شخص مُشَتت يحتاج السلام ، فكل الأشياء التي كانت تُفرحُه فقدت بريقها ، ضائع هو يبحث عن نفسه في زحمة الأيام ، لا تلوموا أحداً لا تعرفون درجة الوجع الذي يشعُره ، كم مرة انطفأَ ونام هرباً من واقع لم يعرف التعايُش معه ، كم مرة طاردتهُ الذكريات وأجهشَ في البكاء ساجداً ، لا أحد منّا يعرف عدد المعارك المنظَمة بداخل كل منّا ، فجميعنا نُعافِر لنكون أفضل نسخة من أنفسنا...♡