Tumgik
#نظرة شاردة
romanticpapers · 8 months
Text
لم تبرح مقامها هذا ولكن نظرتها الشاردة المتحجرة بمقلتيها كانت تنبئ بأنها سافرت لبعيد بعيد وعبرت زمنا سحيق قبل أن يرتد طرفها. كانت برحلة رغم انها لم تتحرك قيد أنملة وكأنما أسري بها صباحا لأقصى بقاع الذاكرة وعادت ومازال كوب الشاي بيدها ساخنا يتصاعد منه بخار زمن حاضر كتوقيت شاهد على حضورها.
6 notes · View notes
zainab-eng · 2 years
Text
لطالما أخبرته أن المطر فيه شفاء لقلوبنا المتعبة رأيته مساء أمس كان وحيدًا يقف هناك تحت أغصان شجرة كبيرة ليحتمي من زخات المطر كان مثقلًا بأوجاعه ونظراته شاردة حزينة لكنه يأبى أن يظهر شيء من انكسارات روحه رأته عيون قلبي طفلًا رغم خيوط الشيب المتناثرة وتعرجات زمن خط أخاديد الوجع على امتداد وجناته
كانت نظرة خاطفة لكنني شعرت بارتجاف قلبه وكأنه عصفور صغير لاذ بغصن الشجرة وعندما تلاقت عيوننا ابتسمت له ابتسامة ماطرة بالمحبة لتمنحه شيء من الدفء للحظة وليمضي بعدها مطمئنًا غير آبه بزخات المطر..
215 notes · View notes
2ayar · 23 days
Text
صباح الخير، لطالما كانت أغاني السِت مدعاة للتأمل و التساؤل إلا أن أغنية - أنت عمـري - على كثر استهلاكها وانتشارها بين الصغار و الكبار حيث أنك لو طرحت سؤالًا فحواه؛ ماذا تعرف من أغاني السِت أم كلثوم؟ ستكون الإجابة حتمًا، أنت عمري.. إلا أن هذه الأغنية بنظري لم تحظى بالتأمل الكافي في جملها الغنائية و الكلامية! أغنية أشبه بالتنهيدة، بالراحة بعد ركضٍ طويل في مسافات شاقة.
تبدأ في جملة ( رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا ) و أؤمن بشدة كيف أن للعين سحرٌ خالص، فهل تدرك معنى أن يرجع الإنسان بالتذكار لأيامٍ قد مضى عليها الزمان بمجرد رؤيته لعين محبوبه ؟
أن يندم الإنسان على هذه الأيام التي أنحسبت من رصيد عمره دون أن يقضيه بين دفء المحبة و حنان الروح في يدين المحبوب، العمر الذي أنقضى قبل أن تجد المحبوب المنشود فتتساءل؛ ليه.. ليه ما قابلنيش هواك يا حبيبي بدري؟
وأتذكر قول الشاعر طلال الرشيد رحمه الله في إحدى أمسياته الشعرية؛ "أحيانًا تلتقي بإنسان تشعر بأنك كنت تنتظره طول عمرك، ضيّعت حياتك اللي قبل وأنت تدوره"
آه .. ملعون العمر اللي محسوب عليّا قبل لُقاك يا حبيب عينيا.
وتجد في كوبليه آخر رجاءات و تمنِّي للمحبوب مثل أن تصدح برغبتها قائلة؛ هات عينيك تسرح في دُنيتهم عينيا، هات إيديك ترتاح للمستهم إيديا.. يا حبيبي تعالى وكفاية، هوَّ اللي فاتنا شوية؟
وأعود مرةً أخرى في الحديث عن العيون وسحرها، اختزال الدُنيا بمن فيها في نظرة شاردة لعين المحبوب وأحلى ما قد يكون حينما يبدأ المحبوب بالاسترسال في موضوع مُعين وأنت حالمٌ هائم في نظراته وتتقافز الأسئلة إلى ذهنك مع تأمل بامتعان شديد، كيف هي الدنيا دون رؤياك؟ وكيف لهاتين العينين أن تسرقني مني دونما أدري وكيف تسافر بي إلى عوالمٌ أخرى لم أجدها على خرائط الكرة الأرضية وكيف تستطيع أن تهدئ كل خليةٍ في جسدي وتارة أخرى ترتعش لها كل خلية. أن تجد حاضرك في عين ومستقبلك في الاثنتين كيف ؟
تغني بصوتٍ شادي؛ يا أغلى من أيامي يا أحلى من أحلامي، مستوعب أيها القارئ؟ كيف يكون لا شيء أغلى من المحبوب؟ لا الأحلام ولا الأيام، هما أصلًا إيه لو ماكنتش إنتا يا حبيبي؟ دخيل الحب و عمايلووووو..
ولكن لم يستوقفني في الأغنية كوبليه أكثر مما أستوقفني كوبليه ( صالحت بيك أيامي، سامحت بيك الزمن ) يياااااه! من وسع التنهيدة في هذه الجملة تشعر بأنها " تشِق الصدر" جملة بلاغية عظيمة، أقف عندها في كل مرة وأجدها جملة صعبة أن تُقال لأي أحد. جملة صريحة تحتاج لمحبوب صادق خالص وافي ومشاعره لم ولن تكن يومًا زهيدة تستثار لأي نسيم، جملة يرتعش لها شرياني وتجعلني أتفكّر. كيف أن الحب إذ كان مع الشخص الصحيح سيجعلك تغني في ترف، تتصالح مع الأيام و الناس وتسامح صراعات النفس مع الزمن. تعلن السِلم وتنتهي الحرب، تحب وتنحب تستريح في ضحكة وتدفيك اللمسة والكتف أحن من وسادة ريش، ياااا الله ! بلاغة رائعة من شاعرنا. تأخذك في خيالات لونها پمبي.
لن يجود الزمان بمثل السِت ولا أغانيها أبدًا! لن يجاريها بالفن أحد، الفنانين في كفة وهي في كفة أخرى تمامًا. ولأصدقكم القول؛ ما كانت أم كلثوم يومًا " فنانة " فهي تعلو عمن سواها في الفن الغنائي.
- ملاحظة؛ كُتبت تحت تأثير السِت و كوباية شاهي بحبق
15 notes · View notes
hassanatforusmk · 6 months
Text
يدهشني كثيرًا موقفه صلى الله عليه وسلم من موت أحد كبار أعداء الإسلام، رأس المنافقين؛ عبد الله بن أبي ابن سلول!
فإن في إعراضه عنه مع اتساع صحيفته بسواد أعماله=دليلًا حيًّا على أنه أبعد الناس عن إغراءات السيف وطموحات المستكبرين في الأرض!
هذا رجلٌ رفَعَ الوحيُ عنه حُجُبَ السَّتْرِ، فكان سِرُّه وما يُخافت به في مجالسه من السب والاستهزاء والمكر والغدر=كل ذلك كان علانيةً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر الوحي!
يعلم أنه قال: ليُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ..
وأنه قال: لقد غبَّر علينا ابن أبي كبشةَ؛ شأن العرب عند تنقُّص رجلٍ بنسبته إلى غير مشهور من أهله!
وعلم أنه خاض في عرض زوجه الصِّدِّيقَة بنت الصديق؛ أحب الناس إليه!
وعلم أنه كان يميل إلى يهود ويحالفهم ضِدَّه!
فصبر ما لا يصبره أحد، حتى ابن عبد الله بن أبي!
فعن أبي هريرة، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي ابن سلول وهو في ظل أَجَمَةٍ، فقال: قد غَبَّرَ علينا ابن أبي كبشة!
فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: والذي أكرمك، والذي أنزل عليك الكتابَ، لئن شئتَ لآتِيَنَّكَ برأسِه!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا، ولكن بِرَّ أباكَ، وأَحْسِنْ صُحْبَتَه»!
فصبر ما لم يصبر ابنُ عبد الله بن أبيٍّ الذي نبت من دَمِه، ونبع منه!
صَبَرَ صَبْرَ النبوةِ الذي لا يُلحق، وتمَّمَ جمال صبره بالإحسان الذي لا يُدرك!
ويوم أنْ كلَّمه بعض الصحابة في قتل هذا الداء المجسَّد، في مثل ابن أبي، أو نَبْعِ الخوارج الذي قال له: اعدِل؛ فإنك لم تعدِلْ!
فما كان يجيب ذلك إلا إجابتَه التي بقيت على ناصية التاريخ عنوانًا على جلالة قدره:
"لا..لا يتحدث الناسُ أنَّ مُحَمَّدًا يقتُلُ أصحابَه"!
لقد كانت العرب تقتل من أجل نظرة عابرة، أو ناقةٍ شاردة، وتثور الحروب بينهم سنين عددًا في الشأن الذي يكون أهون وأقل من هذا كله! فكيف بالعِرْض؟!
نعم! صَبَر صَبْرَ النبوة الذي لا يُلحق، وتمَّم جمال صبره بالإحسان الذي لا يُدرك!
وقد مات الآن عدوه الذي ما تباطأ يومًا عن قالة السوء ونفخ النار في نفوس المسلمين، فما كان منه سوى الإحسان مضاعفًا!
لقد كان سكوته وحدَه عن موته آية إحسان كافيةً في البيان عن جميل خلقه!
وكان يسَعُه أن يجعل أصحابه في جنازته مُعَزِّين مُصَلِّين، وكان هذا فوق الإحسان!
بل أرسل بُرْدَه الخاصَّ ليكون كفنَ عدوه اللدود! وتقدم الصفوف ليُصَلِّي عليه!
هذا شيء غريب جدًّا..لكنه من محمد رسول الله عظيم جدًّا جدًّا!
هذا صاحبه الفاروق يحكي المشهد الباذخ!
لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول، جاء ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أعطني قميصَك أُكَفِّنْه فيه، وصَلِّ عليه، واستَغْفِر له "!
فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قميصه، وقال: "إذا فرغتم فآذِنُونِي" فآذَنَه، فلما أراد أن يصلي عليه وثَبْتُ إليه، حتى قمتُ في صدره، فقلتُ: يا رسول الله! أتصلي على عدو الله عبد الله بن أُبَيٍّ، وقد قال يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟! أُعَدِّدُ عليه قوله!
قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبسم! حتى إذا أكثرتُ عليه قال: "أَخِّر عني يا عمر" !
فقلت: يا رسول الله! أتصلي عليه وهو منافق؟! وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟! فقال: " إنما خَيَّرَني الله، فقال: (استغفر لهم، أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)، فقال: "سأزيده على سبعين "!
بي صمتٌ غارقٌ في البكاء بين يدي هذا الموقف الذي يبس منه الحرف في يدي، فما أحسن الكتابة والبيان، فأي بيانٍ هنا شاحبٌ متهالك لا قيمة له!
يجيب فيعطي الرداء، ولا يُعْرض عن الصلاة عليه وهو من أشد الناس عداءً له، وليس يلتمس كف شره، ولا تأليف قلبه!
ويلتمس من ابنه إعلامه بوقت صلاتهم عليه، فلا يتباطؤ عن ذلك، ويذهب ومن بين يديه أحد أحب الخلق إليه وهو الفاروق رضي الله عنه، فلا يجيبه إلى المنع، فيعدد عليه الفاروق رضي الله عنه قوارص ذلك المجرم ، فيتبسم النبي صلى الله عليه وسلم!
لا أستطيع مفارقة هذه المفردة في هذا السياق.." يتبسم"!
هذه المفردة هنا تكتسب معنى آخر غير الابتسام وهو جمال تلك النفس واشتمالها على رحمةٍ لا تنزعج من العفو، ولا تضيق بالصفح، وتُقْبِلُ عليه بغير تكلُّف، وإنما هي الرحمة في تجليها الأجمل!
ويصلي عليه، وفي صلاة الجنازة ما فيها من مَعَارِج الدعاء والضراعة للميت!
ويُتْبِعُ الصلاةَ استغفارًا ينفي كل شبهة تكلُّفٍ، أو كراهةٍ في هذا الفعل النبوي الجليل!
15 notes · View notes
rania11ay · 1 year
Text
Tumblr media
تتوالىٰ الأيــــام وَ تأتينا لحظات نڪتفي
فيها بـِ السڪُوت وَ النظر فَـ هناڪَ في القلب حديثٌ
صامتٌ لآ تصفه الحروف وَلآ حتىٰ الڪَلمـــــــات
وَ وَراء ڪُلّ نظرة شاردة حڪَاية جميلة وَ أسمــــاء
لم وَ لن نحڪي عنها شيئاً وَفي داخل ڪُلّ واحدٍ منا ذڪريــــــات لآ تموتُ أبداً إن لم نَحڪيها نَحنُ سوف تَحڪيها الحياة في يومٍ ما لـِ تروي ينبوع الحنين بـِ فيضٍ من الهمسات
فَـ الصمــتُ يحڪي وَ الإبتسامةُ تحڪي
وَ الدمــــوعُ تحڪي وَ النظراتُ تحڪي ڪُلَّ شيءٍ
26 notes · View notes
yagota · 1 year
Text
أنت وأنا ، على طاولة المقهى يحيط بك الرفاق ، أنا وحدي دخيلة على استحياء جلست في نهاية الطاولة متظاهرة أنني لا أعرف ما يدور حولي أردت الاستماع فقط لأن حديثك عذب أعجبني ، لم يبد أنك تتحدث لتثير إعجاب أحد ما ، أنت تتحدث فقط ، لم يبد أنك تعرف لتخبرهم بهذا ، انت فقط تعرف ، لم يبد أنك هنا لأجل أحد ، بل أظنهم جاؤوا لأجلك .
جاء أصدقاء ورحل آخرون حتى بقينا وحدنا ، أنت هنا وأنا هناك في نهاية الطاولة ، وقفت لأرحل لكنك استبقيتني ، فاقتربت وجلست مقابلك تماما
تقلص حجم الطاولة حتى لم تعد تسع إلانا !
أتحدث معك بنظرات شاردة تتأمل كل شيء باستثناء عينيك التي تشبهان المحيط .. شعرت لوهلة أن الغرق في العينين حقيقة بل حبذا لو كانت وأن النجاة منهما مستحيل ! أثبت نظرة عيني بين حين وآخر في وجهك - بعيدا عن المحيط - لأبدي دهشتي أو إعجابي بما تقول ، أنت كما أنت متكئ بأريحية تامة وأنا متوترة ينتصب ظهري تارة وينحني أخرى كأني على عجلة من أمري لكنني لست كذلك ، تركت أموري كلها لأبقى معك ، لأسمعك ، لأسباب أخرى لم أحصها ، لا تبحث عن الأسباب معرفتها مفسدة ، مبررة ، إن عرفتها ستنتهي الآن كل مشاعر الدهشة التي أقامت في جسدي حفلة .
أخبرتك أنني لامعة جدا من بعيد لكن لاشيء حقيقي إذا ما اقتربت وأنه سيخيب ظنك إن أتيت لترى ؛ لكنك تجاهلتني وفعلتَ فأمنتُ ، أنت اللامع جدا المغتر بهذا الكمال الثابت الذي يرى من قريب وبعيد
اختفت كل طاولات المقهى ، العاملون ، ضجيج الأصوات وهمسها ، رائحة القهوة ، شدة الأضواء ، لم يعد هنا سوانا وهذه النافذة الكبيرة جدا يغطي نصفها شجرة متسلقة خضراء ولاشيء خلفها ، ليس الفراغ لكنه فضاء ممتد كأننا نطفو ..
لم يدهشني أن حدث ذلك ، لدي كوكب أسود أخبرتك عنه سابقا ولديك مثلي عالم آخر ربما وقعنا في منتصفها دون أن ندري ! لم يستطع أحدنا أن يقع في عالمه وحيدا دون الآخر فخُلق هذا الفضاء الجديد لأجلنا
مددت يدي لألمسك لكنك للمرة الأولى مذ جلست أمامك جفلت قليلا وتراجعت للوراء ، يدي معلقة في الهواء وابتسامتي أيضا ، أنت لا تخاف الغرق لأنك المحيط بل النجاة لأنني اليابسة ، أنت راحل رغم البقاء ، أنت قليل رغم كثرتك ، أنت بعيد جدا رغم أنك أمامي ، أنت مظلم جدا رغم أنك لامع
جئتك وانكشفت لك بلا خوف مع يقيني أنك كالرفاق الآخرين ستمضي الآن أو بعد قليل أو كثير ، ستمضي كأنك لم تستبقني قبلا ، وأنا ! أنا أود أن أقول لك لا ترحل لكنك لن تبقى على أية حال حتى لو لم يكن لأجلي .. لا تبق لأجلي .. من أنا ؟
لن أقول وداعا بحزن شديد هذه المرة لأن قصتنا لم تبدأ ولن تنتهي ، إنها ليست قصة رغم أنها ودت لو تكون
هل تجيء النهايات دون بداية ؟ أجل ، النهايات قصص كثيرة كانت بداياتها بداخلي فقط لكني لم أضع نهاية قط ، لقد كانت حكاياتي كلها نهايات ، دفاتري ورفوف قصصي الكثيرة نقط لا نهائية لا تعرف قصصي الفواصل
إنها بسم الله الرحمن الرحيم والختام ولا شيء بينهما
عادت الأضواء ، رائحة القهوة ، همس الأصوات وضجيجها ، العاملون ، طاولات المقهى ، امتدت طاولتنا لأعود هناك وأنت لم تكن هنا ، وحدي أتأمل الفراغ الذي خلفته ويدي الممتدة بلا وجهة ، رائحة الدخان تفوح من سيجارتك الأخيرة التي لم تطفئها عمدا ، ربما لتخبرني أنك كنت هنا بالفعل كيلا أبدو واهمة أنك شخصية من صنع خيالي ، ربما لتخبرني أن أحدا ما بمثل هذا الكمال مرّ بي ، أنت لا تطيق أن تكون وهما ، خيالا ، عابرا بلا أثر .
لم تتوقف عن المجيء في أحلامي ، أنت كما أنت ، تحمل كتابا بيدك ، وسيجارة في الأخرى وأمامك فنجان القهوة وبجانبها الشاي ، تجيء لا لشيء وتجلس لا لشيء ، تود أن تخبرني الكثير لكنك لا تفعل وأنا لا أسأل لكنني أشعر .
الآن وقد باتت تعرفني طاولات المقهى والعاملين والنافذة التي تغطي نصفها الأشجار وقد جئت لألملم بقايا قصتي ، لا أظن أنك ستعود ، كانت فرصةَ أن يتلون كوكبي الأسود ويشع ، أن تصبح حقولي اليباس بنفسجية ؛ ضرب من الجنون ، لكنني لازلت أرى المحيط من مكاني هذا ولا بأس .
قد لا يخبرك المحيط بأي شيء ، لكنك إن أرهفت السمع قد تعي بعضا مما يقول .
ما بين " لو ما شفتك في ذيك الليلة صدفة " و " مع السلامة انتهينا أمس "
أنا وأنت - الفاصلة الوحيدة في قصصي - ، النهاية .
2 notes · View notes
mohamedtitoo · 2 years
Text
تتوالى الأيام ، وتأتينا لحظات نكتفي فيها بالسكوت والنظر … فهناك في القلب حديث صامت لا تصفه الحروف ولا الكلمات ، و وراء كل نظرة شاردة حكايه جميله وأسماء لم و لن نحكى عنها شئ ، وفي داخل كل واحد منا ذكريات لا تموت ابدآ ؛ إن لم نحكيها نحن ، سوف تحكيها الحياه في يوم ما... لتروي ينبوع الحنين بفيض من الهمسات ، فالصمت يحكي ، والإبتسامة تحكي ، والدموع تحكي ، والنظرات تفضح ، وتحكي كل شيء !!! 🤎
Ⓜ️
Tumblr media Tumblr media
╰┈➤ ❝ M.T ❞
14 notes · View notes
irazanah · 2 years
Text
أجتاز ليلا غريباً، وأقفزُ للّيلةِ القادمة
‏أفتّشُ في وقتها عن وميض
‏وعن بسمة غائبة
‏وعن كلمات بغير نوافذَ
‏عن نظرة شاردة
‏وعن ضحكاتِ الفراغاتِ
‏عن فرحٍ طائرٍ، لا يؤاخي الغصون
‏وعن قمر يتوارى وراء السحابة
‏عن دمعةٍ ذرفتها الحياة
4 notes · View notes
omniaamostafa2323 · 3 months
Text
تتوالى الأيام ، وتأتينا لحظات نكتفي فيها بالسكوت والنظر … فهناك في القلب حديث صامت لا تصفه الحروف ولا الكلمات ، و وراء كل نظرة شاردة حكايه جميله وأسماء لم و لن نحكى عنها شئ ، وفي داخل كل واحد منا ذكريات لا تموت ابدآ ؛ إن لم نحكيها نحن ، سوف تحكيها الحياه في يوم ما... لتروي ينبوع الحنين بفيض من الهمسات ، فالصمت يحكي ، والإبتسامة تحكي ، والدموع تحكي ، والنظرات تفضح ، وتحكي كل شيء !!!
0 notes
qurmos · 1 year
Text
ربما لا يكفي أن يكون العمر طريقاً، لكن قد تكفي لحظة واحدة منسلّة عن دائرة اليوم؛ للاهتداء إليك.. ربما حياة واحدة، قد تكون أقصر من تلاحم قلبين، انطلقا من أقصى الأرض وأقصى السماء.. ربما المدار أكبر، وربما الفجوة أصغر، وربما نظرة شاردة قد تكون كافية للعوم في برزخٍ يطل عليك..
أردتك بجانبي، أمامي، في الجهات من حولي، لكنه الوجود.. كان قليلا، معدوما، لم يكن..
والخيال، الخيال أرض بكر، الخيال عندما يتعلق بك يكون فضاء خاما.. وعمري أقصر من محاولة تشكيله.
كنتُ مُصرّا على إيجادك، وكنت عصيّة كفكرة مبهمة، لم أستطع الإمساك بها، أو التقاطها.. كنت سرابا، وكان انسكابك على خيالي معجزة.. والخيال أيضا كان قاصرا على حصرك وتجسيدك.. لكنّي حاولت، وكتبتُك مرارً كفكرة تُدس بين لذيذ الكلمات، وهي أيضا، لم أفلح بإمساكها..
0 notes
nashwaelkady · 2 years
Text
بعد الفراق....بقلم صاحبة القلم المبدع والأحساس الراقي الاستاذه/ سهرايه
من أنت …؟؟!!!!!! من انت ..؟؟ بين الوجوه الكثيرة تلاقت العيون عبرت لِحاظ الوجد بين الجموع وقفت … بين يديه شاردة الذهن … مهاجرة الأفكار … ساكنة وهو … يرمُقنى بحانى نظرة لاهفة يغمرنى … بابتسام محياه الوضاء وجدتنى … بنسمات تجتاح القلب … أُغمض الهُدبَ بومضات ذكريات الحب … انتشى العبق بنغمات ألحان عِذاب … تمايلت الفرحة تجوب النفس لحظة … برِق بالقلب إدراك الحقيقة .. انتصبت هامتى من كبوتى بيد قوية…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
Text
#ليسَ كُل إِنسان مَرَ ... بكَ مُقدر أن يبقى
معكَ .. مدَى الحيَاة
فَمنهم مَن يَرحل و قد تركَ في قلبِكَ وجعًا
كُلما تذكرتهُ ... دَمعت عَيناكَ
و منهُم مَن يَرحل و يَتركُ ذكرياتٌ حُلوة في قلبِكَ
كُلما تذكرتُها إرتسَمت على وجهِكَ إبتسامةٌ
و في كلتَا الحالتَين :
سَتتعلم .... درسًا يعلمكَ
حُدودكَ مع ... الأشخاص بالحياهِ
مَتى تمضِي ... و مَتى تَنتظر ..!!!!؟
و مَتى تَهتم ... و مَتى لا تلتفتُ أبدًا💔 ..!!!؟
#دائمًا نقول عمّا مضى بأنه... زمن جميل ....
تتوالى الأيام
وتأتينا لحظات نكتفي فيها بالسكوت والنظر...فهناك في القلب حديث صامت
لا تصفه الحروف ...ولا الكلمات ووراء كل نظرة شاردة حكاية جميلة وأسماء لم ولن نحكي عنها
شيئاً ....وفي داخل كل واحد منا ذكريات لا تموت أبداً إن لم نحكيها سوف تحكيها الحياة يوماً ما
لتروي ينبوع الحنين بفيض من الهمسات
فالصمت يحكي....والابتسامة تحكي....والدموع تحكي
والنظرات تفضح وتحكي كل شيء
#مشاعرنا مثل الورد تماما ان لم تسقى بالمحبة والاهتمام ،،تذبل وتموت ،،، فان احببت اخلص وكن محبا صادقا او صديقا وفيا ،،، ،،،فالغياب يغلق ابواب القلوب ويسكنها الجفاء ،،،فسلاما لمن عرف قيمة القلوب فاحسن سكناها ،،،،
#هناك أشخاص يتخلون عنك في مراحل مختلفة..
من يتخلى عنك اول الطريق سيسرق منك الفرح..
ومن يتخلى عنك في منتصف الطريق سيسرق منك الأمان
ومن يتخلى عنك في آخر الطريق سيسرق منك العمر
لهذا، أترك ابواب حياتك مفتوحة لا تتعلق بداخل ولا تأسف على راحل ، ففي النهاية لن يبقى معك سوى الله ، ومن أحبك بصدق في زمن عزَّ فيه الوفاء وعزَّ فيه الصدق..
#ستمضي مهما حدث
الحياة كالقطار لا تنتظر احد ولا تقف على بقاء او رحيل احد ولا تتغير لفرح او حزن احد
تعبك وراحتك بين يديك.... فـالحياة لن تقف لك حدادا على شي خذلك وكسرك
لذك واصل واستمر..♡🥀
#عَلَمتنا .... المواقف و الأشخاص دورسًا غالية
علمتنا ألا نتَعلق أو نتَمسك او يأخُذنا العشم بأحدِ
فكُل ... مَن يُريدُنا سَيبقى بجوارِنا
و كُل مَن يَستغنى عَنا ... سَيرحل حتمًا
علَمتنا أن لا نتخيل مكَانتنا في قلوبِ مَن نُحبهم
مكَانتنا سَتظهر في أفعالهُم معنا و كلامهُم لنا
علمَتنا أنَ ... مَن يحب لا يَجرح
و من يقسُو ... لم يَمسُ الحُب قلبهُ يومًا
و أن من يتصيد الأخطاء غير بَاقٍ على ودِ و لا عهدِ تمر الأيام والسنين و تبقى المواقف دُروس لا تُنسى
#‏ليتنَا .... نستطيعُ حذف ما نريد إزالتهُ من قلوبِنا
‏ليتنا نستطيع أن نمحو الإساءة بسهولة من أعماقِنا
‏ و ليتنا نستطيع أن ... ننسى و نعيش
كأن شيءً ... لم يحدث
‏لكن للأسف ...
كل ما يحدث لنا .. يظلُ راسخ بجدرانِ القلب
حتى لو استطعنا أن ... نُسامح
‏" نعم نُسامح .. لكن لا نستطيع النسيان💔 "
66 notes · View notes
belli2 · 3 years
Text
Tumblr media Tumblr media
لا زلت أمشي في الشوارع أبحث عن نظرة شاردة، أتحسس قصائد منسية، أحدّق بخطوات عشوائية، أبحث عني في ضجيج الشوارع، ولون الأرصفة، أغرق في أكواب القهوة واضطراب اللحظة..
33 notes · View notes
i-am-arab · 2 years
Text
في البيت حكومة فاسدة
تترقب الشعوب أخبار السياسة والاقتصاد دون كلل على الرغم من جميع الأخبار الباعثة على اليأس والواعدة بمستقبل قاتم.
لا ينفك الناس عن الشكوى والتذمر من الحال، أما أحسنهم لسانًا وأظهرهم حكمة فهو يتفنن في صياغة شعارات العدالة وصون الحقوق وحفظ المال العام ونصرة المظلوم والاقتصاص من الظلمة واللصوص المعتلين على هرم السلطة. أولئك النافذين الذين يستخدمون كل ما أوتوا من سُلطة لتحقيق كافة أنواع الفوز، فهم يفوزون بالمال والمكانة والقوة والهيمنة والطاعة والسُمعة والمتعة. ويطوّعون في ذلك القانون والدين والاعلام المضلل. لقد فتنوا بما وجدوا فما استطاعوا عن مفاتن الدنيا صبرا، قليلة كانت أم كثيرة فهم يريدون كل ما تطاله أيديهم مسخرين في ذلك كل شيء وأي شيء، أو بمعنى آخر، الأخضر واليابس.
هل هم أوغاد؟ أم انهم مفتونون؟ هل نحن أبطال؟ أم أننا أوغاد مثلهم ولكن لم نفتن مثلما فتنوا؟
دعونا نلقي نظرة متفحصة لبيتٍ من بيوت هذا الشعب. ما حال العدل فيه؟ كيف هي الحقوق هناك؟ ماذا يفعل رمز السلطة مع رعيته؟ هل صان أم خان؟
في البيت حكومة فاسدة مصغرة، رئيسها لا يعرف رفقا بالقوارير، فهذا يمنع النفقة عن زوجته، وهذا باع ذهبها، وهذا يمنعها عن أهلها وهذا يحط من قدرها وهذا يأكل مرتب ابنته وهذا يحرمها من الزواج وهذا يجبرها على زواج المصلحة وهذا يضرب وهذا يشتم وهذا يتحرش بخادمة وهذا يلقي ببصره على كل أنثى شاردة أو واردة.
وبين ابن مجتهد مهذب ومهمش ، وآخر مدلل مقرب، يتجلى مثال الواسطة التي تمنح الترقية لأحدهم بينما يحرم منها مستحقيها. يغيب مبدأ العادلة والمساواة في هذا البيت فيُخلق فيه بين الأشقاء شقاء. أو ربما آخر حرم الجميع فجعل الجميع في الحرمان سواء. أما ذاك المُهاب صاحب الدخول المدوي يبث الرعب والذعر في تلك النفوس الرقيقة فيكرهون وجوده الخانق ففي حضرته لا زلة تغتفر ولا ذنب يعفى عن��.
ان الأمثلة لا تنتهي. انها أفعال حكومة فاسدة وانها في بيوت بعض من أولئك الذي ينشدون العدالة وتحسين الأوضاع ومحاسبة المسؤولين، وعدد تلك البيوت ليس بقليل. ولا ضير في تلك المطالب فهي مشروعة، انما الغرض من هذا الطرح هو توجيه الجهد للداخل أولا، فإن صَلُح الداخل، صلُح الخارج بإذن الله، فالله تعالى قال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).
فأقيموا العدل في بيوتكم وأدوا حقوق أهلكم وأصلحوا حال رعيتكم. الأسرة لبنة البناء لمجتمع تسوده الأخلاق الحميدة ظاهرًا وباطنًا، ان اصبح أحد أفرادها يومًا ما مسؤولا، أحسن الآداء وأقام العدل وحقق المنفعة للناس جميعا ، فهو نشأ في أسرة مباركة لا ظلم فيها ولا اعتداء.
3 notes · View notes
br7man14 · 3 years
Text
صفراء ومجهدة
جلست على مقهى في انتظار شيء ما. كانت السماعات الكبيرة المختفية عن الصورة تنقل صوت فريد الأطرش الذي تلعب أغنياته على موبايل القهوجي. شعرت بالغرابة. وكانت رائحة الطعمية المقلية الغرقانة في الزيت الرديء المحروق تصل من مكان ما لم أستطع تحديد مسافته. لكنها كانت قوية جداً، عنيفة، مزعجة، ومثيرة للغثيان. طلبت كركديه. سألني القهوجي عن السكر. كنت سأقول: العادي. لكنني أخبرته بتواضع: ملعقتان. لم تعجبه صياغة الإجابة فقال بتعالي حرفي: يعني مضبوط! أشعلت سيجارة وانتظرت الكركديه. مثانتي مزعجة. توقظني في الصباح كل يوم قبل المنبه، وتهاجمني على مدار اليوم. لم أكن على استعداد لدخول مرحاض المقهى، لأنني لا ارتاح لطلب العون وطرح الأسئلة على العوام، ولأنني أفتقر للشجاعة التي تؤهلني لخوض رحلة البحث عن مرحاض عمومي بمفردي. قررت أن أتماسك. أنا بطريقة ما متماسك جيد. أتصور أنني واقف على شفير الهاوية منذ سنين. لا أنزاح. لا أتراجع. لا أتجاوز. ولا أنهار. ربما أنا الفزاعة التي تنبه وتحذر الآخرين السائرين في الطريق. قضيت على سيجارتين. السجائر الجيدة لها عمر قصير. أقصر بكثير من الأخرى الرديئة. تذكرت مقولة سقط اسم صاحبها من ذاكرتي، تعني أن الانسان المحترم لا يتجاوز الثلاثين من عمره. وتذكرت شاعرا له اسم كبير وسمعة طيبة في الوسط الثقافي كتب: "أنا الرجل السيء. كان علي أن أموت صغيراً." ومات قبل أن يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره. لجأت إلى موبايلي. وفكرت أنه جهاز أملكه، أي أنه يتبع سلطتي، يخدم مصالحي، لكن واقع الأمر، والأمر في واقعه، غير ذلك. وأنه بات في النهاية جهازاً يصدر القلق. أشعلت سيجارة ثالثة وبدأت أشعر بالضجر والضغط الذي يصيب الواحد بعد أن يوطد علاقته بشيء أو بأحد. ودخلت في سباق مع الزمن للإنتهاء منها. ثم راودتني رغبة قوية وصارمة في التخلص منها. لكنني أكملتها حتى النهاية. وما جعلني أقاوم وأستمر هو شيء غامض. ربما هو نفس الشيء الغامض الذي يدفع الواحد للاستمرار في الحياة. عدت لصوت فريد الأطرش، وما زاد شعوري بالغرابة هو أن الأغنية التي تلعب ليست من بين أغانيه المشهورة، أو في كلمة أخرى الجماهيرية، فضلا عن أني لم ألمس اعتراض او استهجان او استغراب على الوجوه الحاضرة على المقهى. وبدأت أقتنع أن الأمر ليس صدفة. وأن القهوجي عاشق كبير لفريد الأطرش. ورحت أراقبه وهو يتحرك بين الطاولات. رجل في منتصف الثلاثينات. وفي منتصف الصلع. وفي منتصف الوردية. لا تعوزه الحيوية ومزاجه رائق بشكل محير. ناداه أحد الزبائن وهو في طريقه إلى طاولة أخرى. وقف وأخبره بأن يصبر وأن ينتظره فقط نصف دقيقة. فقط نصف دقيقة. وأخذ يردد فقط نصف دقيقة. لا بغضب أو بضجر. فقط نصف دقيقة. كان يقف فوق رأسي تقريباً. أخبرته بمرح أن النصف دقيقة قد مرت بالفعل. مال برأسه نحوي وقال بصوت منخفض وبطريقة جادة وهزلية في آن واحد: أنا عارف أنا بعمل ايه.. دي عالم متناكة. رفع رأسه وهم بالانصراف الا أنه نظر في عيني وقال: ما تقلقش، مش ناسيك. كان يراودني شعورا مبكرا بأن الرجل صاحب مزاج. لكني بمرور الوقت صرت مقتنعاً بأنه أكثر من ذلك. لم يمر وقت طويل قبل أن يحضر كوب الكركديه. بدأت في احتساء الكركديه بالفعل وشعرت بأني بصدد انجاز نصف مهمتي في الحياة. لكنني مع ذلك لم أتخلص من الشعور بالقلق والغربة والقرف والضغط المصاحب للانتظار. انتظار شيء ما. وانتظار تفريغ مثانتي. كانت الأغنية المجهولة لفريد قد انتهت وبدأت أغنية ذات إيقاع مألوف. رفعت رأسي وحدفت بصري نحو القهوجي الذي كان منهمكاً في إحضار المزيد من الطلبات التي لا تتوقف. بدأ فريد في الغناء وتوقف الرجل عن العمل وانشغل بالانصات: "آدي الربيع عاد من تاني.. والبدر هلت أنواره. وفين حبيبي اللي رماني.. من جنة الحب لناره؟" أطلقت زفرة عميقة وحارة. كأنني أتخلص من شيء ثقيل جداً. وبدأت أحس بمرارة واحتقان في حلقومي وشعرت أنني قريب جدا من الانزلاق في نوبة بكاء. عاودت النظر إلى القهوجي الذي كان قد انزلق بدوره في عالم آخر. عالم حزين لكن حالم وجميل. رفع رأسه كأنه أفاق من غفوة صغيرة وألقى نظرة شاردة وحالمة إلى المطلق ثم راح يسكب القهوة من الكنكة العالقة في الهواء منذ دقيقة في الفنجان. قررت أن أتخلى عن خجلي أو تحفظي وأسأل القهوجي عن مكان المرحاض. ولما اقترب مني سألته عن الحساب. دفعت ورقة نقدية وتركت له الباقي. وهو يهم بالانصراف سألته عن المرحاض. دلني عليه ولامني على الانتظار الطويل المرير والغير مبرر. وأنا في الحمام فكرت في أن لي وجه فاضح واندهشت في نفس الوقت من فراسة الرجل. ثم تساءلت هل هي فراسة أم غباء وغرور؟ خرجت وألقيت على الرجل تحية الوداع. قال لي وهو يرد التحية بابتسامة عريضة كشفت عن اسنانه الصفراء المجهدة: شايف وشك نور ازاي؟ اكتفيت بابتسامة صغيرة، صفراء ومجهدة. ثم انصرفت وراح وجودي في المكان ينهار ويضمحل ويتلاشى ويتحول إلى ذكرى عديمة القيمة والمعنى.
21 notes · View notes
shaherashraf · 4 years
Text
مقبرة الذكرى المنسية
«كانت دوماً هناك، قابعة هناك، أعتدت عليها حتى نسيت وجودها، وما أكثر الأشياء التى ننساها حين نعتاد عليها.»
كنت داخل المحل؛ أبتاع السحور من أجل صيام يوم عرفة. بينما هي تنتظر في الخارج، لم ألحظ وجودها منذ الوهلة الأولى، ولكني انتبهت بعد ذلك، إلى أن أحد ما، ينظر إلى عمدًا، وبشدة، ولا شئ آخر سواى. لم ألقي لها بالًا في أول الأمر، فبالنسبة لي، من الشائع جداً أن تلتقي صدفة أعين الغرباء؛ لذا غضضت الطرف عنها، وأطلقت لحظى بعيدًا نحو البائع. لكن سرعان ما دفعانى الفضول، ونزوة النظر، بعد ذلك، إلى أن أختلس منها نظرة أخرى. وبالفعل، بدا لي وجهها مألوفًا هذه المرة، ومن دون تحير أو التباس، لم أستغرق الكثير من الوقت في التعرف عليها. أعرفها تمامًا كما تعرفني تمامًا. وهل لى أن أتوه عن عينان همت بهما يومًا؟ ومن غيرها بإمكانه النظر إلى بكل هذا الثبات؟ .. لطالما أحببت ذلك فى تلك الفتاة، التى كلما رأتني بدت كما لو ترانى المرة الأولى، وأنا أيضًا كذلك. وتسائلت حينها، كيف لها أن تحتفظ ببرائتها، وبريق عينيها المفرطين إلى ذلك الحد؟ وباللغة التي نتقنها جيدًا .. تواصلنا. وتحدثنا كثيرًا كثيرًا رغم أننا لم ننبس ببنت شفة. ومن فرط الجمال كدت أهرع إليها، ببعضى وكلى. وكيف لا وهي التي كانت، ومنذ سنين، حلمًا، صافيًا، حلوًا، لطالما داعب مخيلتي فى كثير من الليالى. حلمي الضائع. ولكن هيهات. فكما قال محيي الدين إسماعيل ’’لم يكن يدري أن فرحته لن تكتمل‘‘. فقد كانت تحمل بين ذراعيها طفلة، طفلة صغيرة في طور الرضاعة. هى لا تكبر أبدًا؛ فبدت لي وطفلتها طفلتان. وبما أنها ليست فى انتظارى؛ فبكل تأكيد، هى فى انتظار ذلك الطويل على يمناي؛ الوحيد الذى يزاحمنى المكان. تجمدت فى مكانى، وأدركت حينها أن ما من شيء حيال ذلك لأفعله، وأن حلمى، حلمى الضائع، حلمى الصافي، والذي لطالما داعب مخيلتي فى كثير من الليالي، منذ الأن، وإلى الأبد، قد تم اغتياله. انتهى الرجل ثم خرج من المكان وذهبا سويًا، فى اتجاه آخر، اتجاه آخر غير اتجاهي. ولست أدرى إن كان بالإمكان أن تتقاطع طرقنا مرة أخرى أم لا. إذ كان الأمر قبل قليل شبه مستحيلًا بالنسبة لي، بل وميئوسًا منه ايضًا. ولكن بما أنه قد حدث، فليُترك إذاً بيد القدر؛ ليعبث به، ويكتنفه بالغموض كيفما شاء. وفي غمرة الحدث فى طريق عودتى، طنّت في أذني وأنا شارد في تأمل تلك النهاية، أغنية قديمة لفضل شاكر يقول فيها:
’’بس الغرام فينا بقي، مطرح ماكنا نلتقي، رجعنا بالصدفة مرقنا فجأة وعي فينا الهوى، رجعنا لماضينا سوا، رجعنا بالماضي احترقنا .. وافترقنا‘‘.
لا أتذكر أننى عانيت خللًا عاطفيًا مثل هذا منذ زمن بعيد. بل كنت هادئ، ومستقر تمامًا مثل بحر تداعب سطحه نسمات الريح. أو مثل فقاعة صابون كبيرة، وملونة، ترتقى بعيدًا نحو السماء دون أن يتعقبها أحد. وفجأة ضرب رأسي اعصار عتىّ، ملبد بريح وغيوم، وصار عقلي يعمل كطواحين هواء، ولدت لدى مزيج غير متجانس من الأفكار والمشاعر المتضاربة، وعمت فى قلبى الفوضى، داخله وخارجه، وأصبحت غير قادر على الإمساك بتلابيب نفسي، وتحديد مصدر الأشياء و انبعاثاتها، ولست ادرى لما تفتقت كل هذه المكنونات دفعة واحدة.   
وكما أكمل فضل:  ’’هيدا مش اول وداع علينا مرق، كام مرة هوانا ضاع منا وانسرق‘‘ 
فبطبيعة الحال، خفت ذلك الوهج تدريجيًا بمرور الأيام، وأخذت الأمور فى التراجع والانكماش شيئًا فشيئًا، دون أن تتراجع رغبتي المحمومة فى تفسير ما حدث على النحو الصحيح، ومعرفة السبب الرئيس فى تلك التقلبات، ومكامن الفوضى؛ ولاسيما أنني لست ممن يعملون على إعادة إنتاج الماضى، أو يسعون لإضفاء الطابع الرومانسي على الأشياء.
منذ زمن وأنا أحلم أن أعود طفلًا، بعد أن نضجت. عندما أسير ليلـ ... مهلًا مهلًا، ماذا قلت؟ نضجت؟! حقا لا أدرى كيف، ومتى، وأين صار ذلك؟ ولا أدرى إن كنت قد أخطأت فى استعمال هذه الكلمة أم لا. فإن كان النضوج كما أعرفه يعنى التمام أو الاكتمال (أن يكتمل الشئ أى يتم ويبلغ نهايته) فعندئذ أكون قد أخطأت، ولم اتحرى الدقة فى استعمال هذه الكلمة. لاني لا اظن انى وصلت لهذه المرحلة بعد، بل ما زلت فى خضم هذه العملية ذاتها، اى ما زلت في طور النضوج. والأفضل أن أقول كبرت؛ إذ ليس بالضرورة عندما يكبر الإنسان أن يكون قد نضج. ولعل ما يشغلنى حقًا هنا هو متى ينضج الإنسان؟ ومتى أشعر هذا بصدق؛ حتى أستطيع أن أقول بصوت عال، وفم مليء، أنى نضجت. عندما أسير ليلًا، وانظر فى السماء، وأرى القمر بدرًا، مكتملًا، يزين السماء وينيرها، أتساءل، متى، وكيف اصير قمرًا؟ أو مكتملًا كقمر؟ فكرت فى ذلك كثيرًا، حتى دفعنى السؤال إلى محاولة دراسة أطوار القمر؛ بحثًا عن اجابة. والتى وبعيدًا عن التفصي��ات المتعددة، تشبه إلى حد كبير المراحل العمرية التى يمر بها الإنسان. فالقمر يبدأ ��لالًا، ثم بدرًا، ثم يعود هلالًا مرة أخرى، كما في قوله تعالى: 
  ’’وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ‘‘
وكذلك ايضًا الانسان يكون طفلًا، ثم يبلغ اشده ويصير رجلًا، ومن ثم يعود الى مرحلة الكهولة والعجز، كما فى قوله تعالى:
’’اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ‘‘
ولعل المميز حقًا ويعجبنى بشدة لدى القمر، هى قدرته المدهشة على البزوغ بعد كل انزواء، واستعادة الوهج بعد كل انطفاء، والتجدد الدائم اللانهائى. على عكس الإنسان الذى غالبًا ما يكون انطفائه ابديًا، وآخر ما يتمناه أى إنسان أن يكون انطفائه ابديًا. ومع ذلك تبقى أرواح البعض شعلة فينا لا تنطفئ جذوتها ابدًا.
يقول كارلوس زافون فى روايته ظل الريح:
’’لا شيء قادر على التأثير في القارئ أكثر من الكتاب الأول الذي يمس قلبه حقًا، إذ أن صدى الكلمات التي نظن بأننا نسيناها يرافقنا طوال الحياة، ويشيد في ذاكرتنا منزلًا سنعود إليه عاجلًا أم آجلًا‘‘.
فقلت أنا، لقد صارت ذاكرتى مدينة إذاً. بها الكثير من المنازل. يظل بعضها راسخًا فى ذهنى كما لو كانت الأهرامات. والبعض الآخر كمنازل القش. بعضها ضاقت علي بما رحبت؛ ولم تعد تسعني. وبعضها ذات باحات، و مروج، و انهار، و حدائق، وجنائن ورد. وبعضها كالبيوت المهجورة؛ تسكنها العفاريت؛ أخشى من مجرد الاقتراب منها؛ فضلًا عن دخولها أو طرق أبوابها من جديد. وبعضها كبيت جدى، الذى قضيت فيه أجمل أيام حياتى. وبعضها مثلها هى، والتى تبدو لى كمنزل احتله الغرباء!
دومًا ما كنت أقع فى حب النسخة الاولى من كل شئ؛ ولا أعتقد أن يبدو هذا غريبًا بالنسبة إلى شخص يجيد البدايات وليس النهايات. أتذكر أول كتابًا قرأت، وأول فيلمًا شاهدت، وأول صلاة صليت، و أول مرة بكيت، وأول عزيزًا فقدت، وأول فتاة أحببت، وأول شئ من كل شئ، ولذا اتذكرها. لم يكن الأمر لدى مجرد لقاء عابر، أو صدفة غريبة، أو حتى محاولة لإحياء ذكرى قديمة بيننا توارت خلف الظلال، بل أعمق من ذلك بكثير. لقد كان سببًا فى إحياء رغبة دفينة فى قلبى، اكاد أكون نسيتها بتتابع الأيام والليالي. والتى وعلى بساطتها تتمثل في رؤية من نحب، والذين فقدناهم، إما بالموت، أو بتفرقة سبل الحياة. ولربما تنامت هذه الرغبة بداخلى تزامنًا مع وفاة جدتي، رحمها الله، قبل سنين؛ والتى قبلها لم اكن اتصور حقيقة الفقد، وكيف يكون، ولم اتخيل ابدًا اللحظة التي ينقطع فيها الوصال عمن نحب؛ فلا يرانا أو نراه، ولم يعد فى الامكان الاستمتاع بصحبته، أو لقياه. افتقدتها كثيرًا رحمة الله عليها؛ ودائمًا ما كنت أدعو لها بقلبى قبل لسانى، وتمنيت لو طال الزمان بها بيننا؛ حتى يمتعنا الله ببقائها، ولكن يظل أمره نافذ. ومن فرط اشتياقي اليها، كثيرًا ما تملكني شعور هجين، ما بين الغبطة، والغيرة، إزاء أحدهم إذا رآها في منامه؛ فاطمأن عليها؛ وفرح بها؛ فكنت أرى أنى أحق بذلك. وإذا اجتمعت أمى مع خالاتي وأخوالي؛ يقصون القصص فيما بينهم فرحين، مستبشرين؛ فرحت معهم، وتمنيت لو ازيدهم بشئ من عندي. على الرغم أننى، ومنذ صغرى، لا أهتم بالأحلام، والرؤى، والغيبيات، ومثل تلك الأمور، ولم يتعدى الأمر عندى الحالة الطبيعية لدى أي إنسان. فإذا رأيت شيئًا انساه بمجرد أن استيقظ، أو حتى انشغل بشيء غيره؛ ينسيني ما رأيت. باستثناء تلك المرة التي بات الوضع فيها مختلفًا نوعًا ما. ففي ذات يوم لم احسب له حساب، رأيتها في منامي، وقد كنت فيه طفلًا صغيرًا فى بيت جدى، أقف فى أحد أركان المنزل، خلف ستار، شفاف، ذهبى اللون، ربما، أراقبها من بعيد؛ وهي لا تراني، وكانت ترتدى ثوبًا، خمريًا، مزركش بالورود، المطعمة بمزيج عجيب من ألوان كالوردي، والبرونز، والأزرق الداكن؛ حتى بدت هى ذاتها كزهرة يفوح منها الشذى. كانت تعمل على شئون البيت، من طبخ، وغسل، وتنظيف، وما الى ذلك. رأيتها فى المطبخ تنقل الاوانى من مكان إلى مكان، وتقوم بتقليب الحساء على النار، ومن ثم انتقلت إلى البلكون؛ لتنشر الغسيل بعدما استنفدته من الماء. كانت في أوج شبابها مكتملة الصحة والعافية ما شاء الله؛ فأضاء نور محياها المكان وكأنها الشمس. ولم أكن أتخيل قط أن أراها على مثل هذه الهيئة فى ذات المكان الذي اعتدت أن أراها فيه طريحة الفراش. فاستيقظت يومها كعصفور يشدو، وانتشيت بسعادة غامرة، ولست ابالغ ان قلت انه احد اسعد ايامى، ولا عجب انى ما زلت أذكر تفاصيله حتى اليوم. وفى ذلك الحين أدركت أن أبواب الوصل مع من رحلوا عنا ليست موصدة بالكليّة؛ وانى وجدت فى الحلم منها منفذًا إليهم لم انتبه إليه من قبل. وعلى ما يبدو أني فقدت صوابي، و فتنت به؛ وافرطت في الخيال والتمني؛ حتى نسيت اننى مازلت فى الحياة الدنيا، وأن لا مكان للمعجزات هنا بيننا. وأردت أن يكون الحلم نافذتي على العالم الآخر، ووسيلة اللقاء المتاحة، الوحيدة بيني وبين من أحب. بل كنت أسأل نفسي إن حدث فى يوم و اشتقت إليهم، فلما لا، وبكل بساطة، أستطيع أن استدعيهم إلى أحلامى، والتقي بهم وقتما اريد؟ وبمرور الوقت تبدل الحال بى شيئًا فشيئًا، وصرت على النقيض تمامًا من اللامبالاة، والاعراض التام عن هذه الأشياء، إلى حد الهوس والغلو؛ فأصبحت شديد الترصد لكل شاردة وواردة تمر فى أحلامى، من حيث الأشخاص، والأماكن، والأحداث، والحركات، والإيماءات، والرموز، والعلامات، والتوقيتات، والمشاعر. وليس هذا فحسب، بل ذهب بى الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير، ولم يبقى السؤال لدى وحيدًا، بل انبثقت منه عدة تساؤلات حول الإنسان، ولما عليه دائما أن يعاني مرارة الفقد؟ ولما لم يخلق الله يومًا فى كل عام؛ يجمعنا فيه وأحبتنا من جديد، وكأنه طقس مقدس، أو يوم عيد؟ ولما على الفراق أن يظل حتميًا أبد الدهر؟ وفى النهاية لم يجدي الأمر نفعًا معى. وبعدما استغرقت فيه فترة طويلة من الوقت بلا اى طائل يذكر؛ شعرت أنه ما كان يجب على ان اتعب نفسي، واجهدها فى محاولة الإلمام، وفهم اشياء ليس لي سلطان عليها، ولم أظفر منها بشئ سوى الكدر، والنكد؛ فقررت التخلي عن احلامى المتوهمة هذه، والعودة إلى التماهي مع الحياة، وواقعيتها من جديد، وصبرت على ذلك حتى عاد إلى الاتزان مرة أخرى.
قبل أيام، تنقلت بين صفحات الانترنت بعشوائية مفرطة؛ فى محاولة للخلاص من الضجر، واعادة ترميم يوم انهكته الرتابة؛ فظهر لى فجأة لقاء قصير للفنان عمر الشريف يتحدث فيه عن فاتن حمامة فقال فيه:
’’لما كنت متجوز، وعايش معاها، عشنا خمستاشر سنة مع بعض، الحمد لله، مكنتش حاسس يعنى انى انا طاير، وإن أنا على سحاب، او كده، لكن لما بعد كده، مقدرتش اعيش مع واحدة تانية، أدركت قد ايه كنت بحبها.‘‘
وبينما أستمع إليه لا ادرى لما تذكرت جدي رحمة الله عليه فجأة، وبالطبع لا أعني بتذكرت هنا أنني في الأساس كنت ناسيه، بل لا اعرف لماذا قفزت صورته، وحضرت إلى ذهني في تلك اللحظة بالذات! أما الآن، وقد مضى قرابة الخمسون يومًا منذ أن رحل عن عالمنا، أو الستون يومًا منذ آخر مرة شاهدته فيها، فعندما أجلس وحدي؛ كثيرًا ما تداهمنى ذكريات عديدة جمعت بيننا سويًا، ويتردد صوته فى رأسى بإلحاح، فأسمعه مرة وهو يناديني بصوت عال وأنا قادم من بعيد بينما هو فاتح ذراعيه فيضمنى اليه، وضحكة أخاذة ترتسم على وجهه، أو عندما نجلس لنتسامر سويًا، فيحدثني عن الساعات اليابانية، والسويسرية القديمة التي يمتلكها، ويخبرني عن مدى اعتزازه بها، أو عندما نتجادل سويًا بشأن بعض الأحداث السياسية، والرياضية فيبدى انفعالًا، و اختلافًا شديدًا في الرأي معى، أو عندما يقص على بعض الأمور الغريبة، والقصص الطريفة التي مر بها في صغره، ومن بينها والتي تعد أكثرها طرفة على الإطلاق بالنسبة لي، ولا يمكنني نسيانها، هى تلك المرة التي تغزل فيها بأمه فى وسط الطريق؛ حيث كانت نساء البلدة قديمًا عندنا لا يخرجن من منازلهن إلا بارتداء البرقع، ويلتحفن الملاءة اللف، ومعها الخلخال ايضًا، ربما، فإن حدث ورأيت جمع من النسوة؛ بالكاد تستطيع أن تميز إحداهن عن الأخرى. وقد قيل عن أم جدى رحمها الله انها نالت نصيبًا من الجمال، وقوام تحسد عليه. وفى ذات يوم أثناء عودتها من دار أبيها رآها جدى بينما كان هو والأصدقاء يتسامرون، و يتسكعون في قارعة الطريق، ويدخنون السجائر، ويتغزلون بالفتيات؛ فاختلط عليه الأمر، ولم يتعرف عليها حينها؛ فتغزل بها، وبجمالها؛ فانزعجت هى كثيرًا، واساءها ذلك بشدة، لكنها لم تبدي شيئًا من انزعاجها هذا، وانتظرت حتى حل الظلام، وعاد هو إلى البيت؛ ليجد حذائها فى انتظاره.
طوال حياتى، والصورة المترسخة فى ذهنى نحو جدى، ليست سوى انه جبل. لطالما ظل ثابتًا راسخًا كالجبل، القائم على مر الزمان، لم يسبق لى ورأيته يومًا واحدًا متأرجحًا، أو يستخفنه شئ البتة. حتى في أكثر الأوقات حلكة، لطالما بقي صامدًا، ثابتًا، كثبات الفولاذ، وظل كذلك فى عينى حتى جاءت الطامة الكبرى، وفاة جدتي رحمة الله عليها، وعندها فقط بدى لي كشخص مغاير تمامًا، غريبًا عني، لا أعرفه، وبدا وهو يودعها لمثواها الأخير، كالطفل الذى حرم امه، فاغرورقت عيناه بالدموع، وبح صوته وهو يبكي من تباريح شوقه إليها، وخارت قواه فجأة، وبالنسبة لى، كان ذلك الحدث بمثابة الصدع الأكبر فى ذلك الجبل الأصم؛ والذى بدأت الحياة تتجه به نحو الفصل الأخير. كانت تلك المرة الاولى التي أدركت خلالها أنه قد يحدث وتكتشف أنك عشت الجزء الأكبر من حياتك محاطًا بأناس كنت تظن أنك تعرفهم حق المعرفة، والحقيقة أنك لا تعرفهم، بل ولم تقترب منهم قيد أنملة حتى. وتمامًا كما حدث مع عمر الشريف، وفطن لحقيقة مشاعره تجاه فاتن متأخرًا، وأدرك قد ايه كان بيحبها؛ أدركت تمامًا أنا والجميع هو قد ايه كان بيحبها. ذاك النوع من الحب الذى تجلت مظاهره تباعًا في العديد من المرات، وأذكر منها تحديدًا تلك المرة التى ذهبت فيها لزيارته أثناء العشر الأوائل، من شهر رمضان، قبل الماضي؛ لاتفقد حاله؛ واطمئنن عليه، فوجدته يقرأ القرآن كما هي عادته دائمًا فى الشهر الكريم، حيث يكون حريصًا على ختامه عدد ما استطاع من المرات، وما ذهبت إليه قط إلا ووجدت المصحف مفتوحًا على حامله، ويتوسط المقعد الذي يجلس عليه، ولما طرقت الباب، فتحه، وصاح بي مرحبًا:
- اهلاااااااا .. دا ايه النور دا دا نورك يابو عز ربنا يخليك - تعالا يا شاهر ادخل .. اقعد بس شوية معلش .. هخلص الحزب دا واكون معاك براحتك يابو عز .. انا كدا كدا قاعد مش مستعجل - ... صدق الله العظيم .. عامل ايه يابنى، محدش بيشوفك ليه؟ .. انا دايما اسال امك عليك معلش يا جدي والله .. انا عارف انى مقصر معاك بقالي فترة - لا ولا يهمك .. المهم انك بخير الحمد لله يا جدي أنا بخير .. طمني عليك انت - انا كويس الحمد لله تستاهل الحمد .. ايه قولى .. وصلت لحد فين كدا؟ - في الجزء التاسع .. الخاتمة التانية ما شاء الله يا بو عز .. انت لحقت؟ - ايوة يابنى منتا عارف قاعد طول النهار مواريش حاجة .. فقولت اختمه مرة ليا ومرة لستك ستى! .. ماشاء الله يا جدي انت بتتكلم جد؟ .. يعني بتختم لستى كمان معاك - ايوة طبعا، اومال انت مفكر ايه؟ من ساعت ما ربنا افتكرها وانا بعمل كده كل رمضان .. لازم اختملها القرآن مرة أو مرتين حسب ما ربنا يقدرنى وعلى كدا بقى يابو عز الختمة الاولانية كانت لمين، انت ولا هى؟ - الاولانية دى لستك .. والتانية ليا انا كمان يا جدى ..  طيب مش كان من باب اولى تخلى الاولانية لنفسك وبعدين هى - لا يابنى ازاى بس مينفعش .. انا متعود ابدأ دايما بيها والله يابو عز حقيقى مش عارف اقولك ايه .. بس ربنا يبارك فيك .. معندكش فكرة ستى لو عايشة كانت هتفرح بيك قد ايه - يلا ربنا يرحمها آمين يارب - اقرالها الفاتحة يا شاهر
انتهينا من قراءة الفاتحة، ثم وجهنا دفة الحديث لمسار اخر؛ حتى مر بعض الوقت، وبعدها هممت بالرحيل، وفى قرارة نفسي أدرك جيدًا ان هذا النوع من الأحاديث، إنما خلق ليعيش معنا، ونتذكره لأطول فترة ممكنة، ولما لا إلى الأبد. 
ذهبت اول ايام العيد الى بيت جدى، حيث أجتمع الكل هناك، كما كنا نفعل دائمًا. وكانت تلك المرة الاولى، ربما، التي أدخله فيها، دون أن يكون صاحب البيت موجودًا. ألقيت السلام والتحية على الجميع، وجلست بينهم، ومن ثم أخذت عينى تتفحص المكان، وتتلفت هنا وهناك، وكأني ابحث عن شيئا ما ناقصًا، تاركًا فراغًا كبيرًا حولنا، لا يمكن أن يملأه سواه. وحينها بدا لي المكان غريبًا نوعًا ما، وكأننى لست من مرتاديه، أو المعتادين عليه من قبل. وبشكل ما شعرت اننى اقل انتماءًا إليه، وفكرت فى الذهاب. فحدثتنى نفسى قائلة ان هذا لا يبدو ملائمًا، وأنه من الواجب على ألا أستعجل عودتى الى المنزل هذه المرة، وان اظل ماكثًا هنا طيلة اليوم، إن استطعت؛ حتى يتثنى لى ان اعتاد عليه مرة أخرى. وساعدنى على ذلك تلك الأجواء الصاخبة، المفعمة بالحيوية والنشاط من قبل الجميع؛ حتى كدت احسد نفسي بالتواجد بينهم. وتملكني مس من الشفقة تجاه الأطفال الصغار من حولي؛ الذين لم يسعفهم الحظ ليحظوا بقدر كبير من الذكريات، والأوقات الحلوة السعيدة، داخل جدران هذا البيت، كالتي حظيت بها أنا وإخوتي في كنف جدى وستى، منذ ولدنا، وحتى وقت قريب. وبقيت أتأمل البهجة البادية على وجه الجميع، ولسان حالى يقول مخاطبًا جدى، ليتك هنا الآن، ليتك هنا بيننا الآن؛ لترى كم نحن سعداء فى بيتك، بيتك الذي لطالما، كان أقرب لنفوسنا، من بيوتنا جميعًا. 
كنت جالسًا وحدي منذ أيام، وأفكر لما لم يزورنى جدي في المنام حتى الآن، على غرار ما حدث معى من قبل، بعد وفاة ستى وخالى رحمهم الله. وبدأت ابحث بجدية فى الأسباب المحتملة وراء ذلك، وأكثر ما كنت اخشاه ان يكون سبب ذلك هو كوني كنت مقلًا فى زياراتي إليه فى الآونة الأخيرة؛ وربما أحزنه ذلك كما قالت امي انه كثيرًا ما كان يسأل عنى. وقد كنت قرأت فى السابق، أنه إذا ما أدمنت التفكير فى شخص، او شئ ما، زادت احتمالية أن تحلم به كثيرًا. فخالجني شك انى لا اتذكره، او افكر به بالشكل المطلوب، حتى استحق زيارة منه؛ وأنه على وبطريقة ما أن أكثف من تفكيرى به اذا اردت ان احظى بلقياه. وبينما أنا غارق فى هلوساتى، رن هاتفي، وبينما أهم لالتقاطه، حدث شيئًا لم يكن ابدًا في الحسبان، وجدت ان المتصل هو ’’جدي سعد‘‘، فخلت نفسي قرأت الاسم عن طريق الخطأ؛ نتيجة تفكيري بالأمر، فأمعنت النظر ثانية، وتأكدت انه هو نفس الاسم والرقم لم يتغير فيهما اى شئ. فأرتعبت بشدة، وانخلع قلبي، وبدأت ارتجف، والأرض اهتزت تحت قدمى. فسألت نفسي ان كان عاد مجدداً الى الحياة، وكأنني قد جننت. سكت الهاتف فى يدى فجأة، فسألت نفسي ان كنت فى حلم، بينما أنا نائم الان واحلم به حقا كما تمنيت. وفجأة عاود الرنين ثانية، فنظرت إليه، وارتعشت يداى، وتسارعت نبضات قلبى، ولكنى قررت ان اجيب. ففتحت الهاتف، وقربته من اذنى ببطئ وحذر شديدين دون ان انطق بكلمة، فسمعت المتصل يقول لى:
- الو .. الو ايوة يا شاهر
لم اميز الصوت من الوهلة الأولى، فأجبت بصوت متهدج قائلًا: 
نعم .. مين معايا؟ - ايوة يا شاهر .. خالك سيد معاك خالى سيد! .. خالى سيد مين؟ .. ابو اسامة؟ - هو انت عندك خال غيرى اسمه سيد يا ابن العبيطة .. ايوة ابو اسامة .. انت نايم ولا ايه؟
وعندها فقط تيقنت انه هو، فهدأت أعصابي ورددت قائلًا:
يااااه أبو أسامة .. عاش من سمع صوتك ..  ازيك عامل ايه؟ - الحمد لله بخير يا شهوره يا حبيبى .. انت اخبارك ايه؟ انا بخير الحمد لله .. دا تليفون جدى دا مش كدا؟ - ايوه هو الله .. ودا بيعمل ايه معاك؟ - هى امك مقالتلكش؟ قالتلى ايه! - يابنى مهو من ساعتها امك خدت التليفون .. وانا اخدت الخط شغلته على تليفونى ياولاد الايه يا لذينه، ع الحامي كدا قلبتوا الراجل في ساعتها .. مش كنتوا تقولوا طيب بدل ما تخضوا الناس كده .. و مكلمتنيش ليه من رقمك اللى معايا؟ - لا التانى مشطب لسه اما انزل هشحنه #@&%$*@& ... إلخ.
انتهى.
45 notes · View notes