حتى لو تزوجت المرأة رجلًا تحبه، حتى لو اختارته بنفسها، وعاشت مع أعظم نموذج من رجال المدينة، ومهما كان رجلها يكاد يقترب من الكمال، لطيفًا، متفهمًا، وسيمًا، ثريًا. ناجحًا في عمله ومتميزًا في مجتمعه، في كل الأحوال ستظل متململة ولا تراه مثاليًا كما يجب، سيظل في خيالها نموذج أعلى تحلم بالبلوغ إليه، صورة من عالم المطلق، حتى هي نفسها غير قادرة على تفصيله، تريد شيئـا لا تعرف ما هو، أشبه بحالة شعورية عائمة. تفتقد للدقة وغير قابلة للتعيين، تلك طبيعتها، مخلوق حالم على الدوام، لا يمكنك أن توقف عاطفتها عن الخيال والتخيل.
الخيال هو فضيلة المرأة ومنبع خطيئتها، مصدر سلوانها وسبب كآبتها، تلوذ بالخيال كي تحرر نفسها من خناق الواقع؛ لكنها تعود وتتعثر به. هذه الطباع الأنثوية هي أقرب صورة لماهية الفن، طباع متوارية وغير مباشرة وربما أن هذا ما يفسر ولع النساء بالأغاني وتوقهن الدائم لحياة واقعية تشبه ما يدور في عوالم الفن والخيالات البعيدة. تحلم بالنجوم وأضواء الشموع وتحب الألوان، وكل ت��ك التفاصيل حيث الظلال الخفيفة والموحية، حيث تقطن الأوهام والأماني وما لا يُحد. هذا الطبع بحد ذاته ليس مشكلة، ما هو مشكلة هو العجز عن الفصل بينه وبين متطلبات الواقع، ومن هنا يتولد التوتر بين ما يحلمن به وما هو ممكن. بينهن وبين الرجال كمخلوقات ذو طباع مباشرة، وأهداف واضحة.
إنها دائمة التململ من الرجال، فلا يمكنها أن تكون راضية عنك بشكل دائم وليست مستعدة لمنحك تقييم أعلى وثابت، حتى لو انبسطت منك اليوم وامتدحتك، في الغد ستسحب تقييمها وتسرد لك معايب مستحدثة. ومهما شعرت في لحظة باطمئنان في موقفها منك، عليك أن تكون متأهبًا ، لأحكام استئنافية مناقضة تمامًا للحكم السابق.
ستعيش معها سمرة دافئة وتشعر أن روحها ممتلئة بك وأنها تراك آلهة خالية من أي ملاحظات، وفي الظهيرة ستلتقي جارتها وتشكو من معاناتها وتلمح لعيب فيك هنا وخلل هناك، وأنها صابرة ومحتسبة، فهي الطرف المظلوم دومًا وأكثر من يعاني ويصفح على الدوام.
هل هذا أمر محبط..؟ في الحقيقة، لا.. هذا أمر لا محبط ولا مبهج، إنه طبيعي جدا، وهو جوهر الدراما وما يمنح الحياة توترا فعالا ومنعشا. إن المرأة محفز دائم لدفع الرجال نحو التطور المستمر، طوعًا أو كرهًا. حتى لو كنت جيدا جدا في نظرهن، يظل هناك سؤال دائم يحركهن: لم لا تكن أكثر جودة مما أنت عليه. ما يزال هناك زرار غائب في قميصك، إنك لم تنظر في عينيها بثبات في ذلك اللقاء، لقد رددت عليها ببرود في البارحة، وهكذا وهكذا، دوما هناك تفاصيل غير مكتملة. من المفترض أن تشكروهن على ذلك، إنهن مراقبات دقيقات ولجان تحكيم، يرفعن من حس النباهة لديكم أيها الرجال.
إن تدمير بلد لايتطلب قنابل ذرية ، يكفي تخفيض نوع التعليم والسماح بالغش في الامتحان حينها، سيموت المريض بين يدي الطبيب ،وتنهار المباني على يد المهندسين ،وسيُهدَر المال على يد الاقتصاديين، وستضيع العدالة امام القضاة، فانهيار التعليم كفيل بإنهيار الأمة.
أنا من صنعاء ومن جنوب اليمن بقرب عدن، أنا من بغداد في العراق مهما طال الزمن،أنا من عُمان والسودان،أنا من أخترقت كل الحواجز لأعيد بناء الأوطان،أنا من مصر والحجاز ،أنا من نسل إبراهيم عليه السلام،أنا من دمشق رغم كل الصٍعاب،أنا من غزة في فلسطين المحتلة ،أنا من سأحرر الاقصى عبر بحر زاد الملح به ،أنا من بلد المليون شهيد،ولم يعد العيد عيد،أنا من لبنان و ليبيا والمغرب الأبّي،أنا من تونس والعزة لي.
أما عن مكان إقامتي فأنا لست في وطني و هذا كافي للتعبير