ويمر العمر.. ويبقى مطلبي الوحيد السكينة في كل شيءٍ اقصده، في المكان وفي الرفقة.. أن لا يمسّني فزع ولا شك ولا خيبة، أن تغمر الطمأنينة قلبي وتحفّه كشيءٍ يحميه
من كام يوم كنت بتفرج على مسلسل "البحث عن علا" وقفني مشهد انهيار عُلا بعد طلاقها وهيا بتحاول تقدم لزوجها حلول هستيرية علشان يفضل موجود رغم ان مفيش طرف فيهم كان مبسوط من العلاقة دي لكن بالنسبة لها كانت أهون بكتير من وحدتها!
مش "علا" بس اللي بتهرب من الوحدة؛ كلنا
جان بول سارتر قال
“If you're lonely when you're alone, you're in bad company.”
بالنسبة لسارتر وحدة الإنسان هيا الأوقات اللي بيكون فيها “منفردًا” بنفسه مش محاط بالفراغ زي ما احنا فاكرين ومش المفروض إن الإنسان يحس بالوحشة في أوقات الإنفراد بالنفس؛ لكن ده شعور متوقع تمامًا في حالة العجز عن التواصل مع الذات.
بمعنى إن الفراغ اللي بنحسه واحنا لوحدنا بيكون في الواقع جوانا؛ ثقب أسود كبير من عدم اليقين وغياب الوعي الذاتي
نتيجة لتاريخ طويل من إهمال التعرف على حقيقة النفس واحتياجاتها والتعود على صحبتها بنحاول نسده بالبحث الشره عن إقرارات ترضينا عن نفسنا من مصادر خارجية لتعزيز إحساس الكمال وتعويض النقص البشري
مهما أنكرنا وأكدنا إننا كويسين وتمام ومعندناش أي مشاكل مع نفسنا بنسبة كبيرة برده منعرفش “إحنا مين فعلاً” ولو اتسألنا عن تفاصيلنا هنميل لإجابات مُضللة ومسكنة جهلًا بالحقيقة أو هرباً من المواجهة، ولأن الإنسان بطبعه عدو ما يجهل أكيد هيستوحش إنفراده بنفسه اللي ميعرفش عنها حاجة وهيفضل يسعى بشكل دائم للهرب من وحدته بالرغبة المستمرة بوجود دوشة وأحداث وناس حواليه، حتى لو مؤذيين، يشوف فيهم نفسه ويدوله تأكيدات إنه كويس ومقبول ويستحق الاهتمام حتى لو في ظل علاقة سامة لأنها أكيد أحسن من الريبة اللي بنحسها في الوحدة
طيب هل ده معناه اننا مش محتاجين حد خالص وان الطبيعي نبقى مبسوطين طول الوقت واحنا لوحدنا؟
– لأ طبعًا
Honoré de Balzac once said
"Solitude is fine but you need someone to tell that solitude is fine.”
بحثنا عن الونس واحتياجنا ليه طبيعي جدا بس مش الطبيعي ان سعينا ليه يسبق صحبتنا لنفسنا، مينفعش ندور على السكينة في مصدر خارجي وداخلنا مضطرب؛ تجارب السابقين بتقول إن الإنسان بيفضل تايه لو مصاحبش نفسه، مستوحش لو مسكنش ليها قبل أي حاجة، مشتت لو مسمعش صوته الداخلي، خايف لو مواجهش أفكاره، وللأسف التأكيدات الخارجية اننا كويسين مش هتوضح الإنعكاس المشوش لصورتنا في المرآة لو احنا أساسًا منعرفش نفسنا…
أجمل ما يمكن أن تشعر به هو شعور "السكينة" ، لا أنت تشعر بالضيق من أحد، لا تملك بغيضة لأي شخص، لا تفكر في الإنتقام أو رد الإعتبار من كُل الذين تعمدوا إيذائك، لا تشعر بالندم على ما قدمته ولا تشعر بالحزن على ما فقدته، تتجنب المناقشات لتربح صفاء ذهنك، تتخلى عن كُل الأشياء التي تستهلك مشاعرك، تنام وأنت لا تشعر بالذنب تجاه أحد، لا شيء يعكر صفو مزاجك، لا شيء يثير غضبك، تتابع حياتك في هدوءٍ وصمتٍ تام..
قال ابن القيم: وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة، وقد جربت أنا أيضًا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب ممّا يرد عليه، فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته
كتبت: إسراء عبد السلام.
“ما دُمتَ خارِج منظومة الزواج، فـأنتَ تميل ولا تُحِب” مقولةٌ صادقة، لعبد الرحمن ذاكر.
فدائمًا الإسلام يكفل للمسلمِ هذا المعنى جدًا، ويرسخُهُ في ذهنهِ جدًا، الإسلام يكفلُ لكَ التعارف لكلِّ البشر، لكن الحب لا يكتمل إلا بمرورهِ بتجربةٍ واقعيةٍ كالزواجِ، بكل تفاصيلها ودقائقها، يعني لا الزواج وحدهُ كافٍ ولا الحب وحده كافٍ، فلابد أن يجتمعا معًا، فكما أجدُها دائمًا..
“الزواج…