قد يحقُ للمرءِ ان يختارَ كيف يحيا، و لكنه مسلوبٌ هذا الحق في حضرة الموت، ففي الموتِ لا خَيار و لا قَرار، قد يمهلكَ أحيانًا بعضًا من الوقتِ للملمةِ ما تبقى لك من انفاسٍ لتكونَ إما شاهدًا لكَ و إما عليكَ، و أحيانًا لا تلبث أن تجدَ نفسكَ و قد اكتسيتَ عباءةَ الموتِ دونما اخطارٍ و لا إنذار، دون إيقاعٍ و لا وداعٍ، و أوجعُ ما يكون حين يأتيكَ على حين غدر...!!!💔😔
((الموتُ لا يؤلمُ الأمواتَ فقط ، بل يمزقُ و يفتتُ قلوبَ الاحياء))
الحاجة الوحيدة اللي ممكن تصبرك علي " دقات النقص ، وقلة التقدير ، ونكران الجميل والمعروف " هي إنك تعمل العمل لوجه الله..
ماتنساش لما سيدنا عمر عزل سيدنا خالد بن الوليد من قيادة الجيش .. سيدنا خالد بن الوليد متهزش ؟ ، وقال: أنا بحارب لوجه الله ، مبحاربش لعمر بن الخطاب" إنت كمان بتحارب بأصلك وتربيتك ، وبتعامل ربنا في غيرك ، وربنا قواعده ثابته مابتتبدلش ، والناس علي كف الرحمن ممكن في لحظة تتغير وتتحول ، ف خليها عندك مبدأ حياة: "أنا عملت للكريم اللي مابينساش ، صاحب العوض اللي ديما موجود" هستجدع وهبقي شهم لآخر لحظة ، وهعمل بأصلي ، والرد لو جه منكم ف كتر ألف خيركم وعلي راسي ، ولو جه من ربنا فأكيد مفيش أجمل من كده عوض ؟
النظرة ، الحضن ، الجدعنة ، الإخلاص ، العِشرة بالمعروف إوعي تندم عليهم ، إن كان الناس ماقدروش.. فإنت نيتك كانت لرب الناس "وعلي نياتكم ترزقون" وربنا بيوزن الأمور كويس قوي وبيقدر " وما عند الله خير وأبقي "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " قَالَ اللَّهُ ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ ". صحيح البخاري حديث ٢٢٢٧
Narrated Abu Huraira: The Prophet (peace be upon him) said, "Allah says, 'I will be against three persons on the Day of Resurrection: -1. One who makes a covenant in My Name, but he proves treacherous. -2. One who sells a free person (as a slave) and eats the price, -3. And one who employs a laborer and gets the full work done by him but does not pay him his wages.' " Sahih al-Bukhari 2227 In-book reference : Book 34, Hadith 174
قال المهلب: قوله: ((أعطى بي ثم غدر)) يريد: نقض عهدًا عاهده عليه
وقال المناوي: (... ((ثم غدر)) أي: نقض العهد الذي عاهد عليه؛ لأنَّه جعل الله كفيلًا له فيما لزمه من وفاء ما أعطى، والكفيل خصم المكفول به للمكفول له)
وقال الصنعاني: (فيه دلالة على شدة جرم من ذكر، وأنه تعالى يخصمهم يوم القيامة نيابة عمن ظلموه، وقوله أعطى بي، أي: حلف باسمي وعاهد، أو أعطى الأمان باسمي وبما شرعته من ديني، وتحريم الغدر والنكث مجمع عليه) ذم الغدر والنهي عنه في السنة النبوية
اهتَمَّ الإسلامُ بتَنظيمِ المُعاملاتِ بيْن النَّاسِ؛ حِفاظًا على حُقوقِهم، وإقامةً للعَدْلِ بيْنهم، وحَذَّر مِن سَيِّئِها ونَفَّر مِنها، وبَيَّن سُوءَ عاقِبَتِها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ المَولى عزَّ وجلَّ أنَّ ثَلاثةَ أصنافٍ منَ النَّاسِ يَفعَلون مِن الأفعالِ ما يَستوجبُ خُصومةَ اللهِ تعالَى يومَ القِيامَةِ، وهذا وعيد شديد لهم؛ لأن من كان الله خصمه فقد هلك لا محالة.
أوَّلُهم: رجُلٌ أعطَى العهدَ واليَمينَ باسمِ اللهِ، ثُمَّ غَدَرَ بهذا العَهْدِ ونَقَضَه، ولم يَفِ بيَمينِه وعَهدِه، وقدْ أمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالوَفاءِ بالعهْدِ في قولِه تعالَى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34]، وفي الصَّحيحَينِ: «لكلِّ غادرٍ لِواءٌ يومَ القيامةِ يُعرَفُ به».
والثاني: رَجلٌ باع رجُلًا مُسلمًا حُرًّا وهو يَعلَمُ أنَّه حُرٌّ، ثمَّ أكَلَ ثَمَنَ هذا الحُرِّ، أي: انتَفَعَ به، وخُصَّ الأكْلُ بالذِّكرِ لأنَّه أخَصُّ المنافعِ، وقدْ يُجبِرُ الإنسانَ على فِعلِ المُحرَّماتِ وانتهاكِها، وإنَّما عَظَّمَ الإثمَ فيمَنْ باع حُرًّا؛ لأنَّ المسلمينَ أَكْفَاءٌ في الحُرمةِ والذِّمَّةِ، وللمُسلمِ على المسلمِ أنْ يَنصُرَه ولا يَظلِمُه، وأنْ يَنصَحَه ولا يُسلِمَه، وليس في الظُّلمِ أعظَمُ مِن أنْ يَستَعبِدَه أو يُعَرِّضَه لذلك، ومَن باع حُرًّا فقدْ مَنَعَه التَّصرُّفَ فيما أباح اللهُ له، وأَلْزَمَه حالَ الذِّلَّةِ والصَّغارِ، فهو ذَنبٌ عَظيمٌ لذلك.
والثالثُ: رَجلٌ استأجَرَ أجيرًا، فاستَوْفَى منه العَمَلَ الَّذي استأجَرَه مِن أَجْلِه، ولم يُعطِه أَجْرَه؛ لأنَّ الأجيرَ وَثِقَ بأمانَةِ المُؤَجِّرِ، فإنْ خانَ الأمانةَ تَولَّى اللهُ جَزاءَه، ولأنَّه استَخدَمَه بغيرِ عِوَضٍ، وأكَلَ حقَّه بالباطلِ، وهو مِن أقبَحِ المَظالِمِ وأشَدِّها.
وذِكرُ الثَّلاثةِ في هذا الحديثِ ليس للتَّخصيصِ؛ لأنَّه سُبحانه وتعالَى خَصْمٌ لجَميعِ الظالمينَ، ولكنَّه أراد التَّشديدَ على هؤلاء الثَّلاثةِ؛ لِما في الجميعِ مِن تَحقُّقِ صِفةِ الغدْرِ والتي هي مِن أسوأ الأخلاقِ.
وفي الحديثِ: تَجريمُ بَيعِ الحُرِّ وكَونُه مِن الكبائرِ؛ لأنَّ هذا الوعيدَ لا يَترتَّبُ إلَّا على كَبيرةٍ.
وفيه: أنَّ مِن الكبائرِ الجُرأةَ على الأيمانِ الباطلةِ، ونقْضِ العُهودِ، وأكْلِ أُجرةِ الأجيرِ. الدرر السنية