#شهريار

[saraellaithy]

مقالي #ألف_ليلة_وليلة_حكايات_شهرزاد_لشهريار_في_نسخ_مهذبة! على مدونتي الشخصية في انتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم المثمرة في خانة التعليقات على المدونة أسفل المقال وإذا أعجبكم المقال فيسعدني مشاركتكم له على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليصل إلى أكبر عدد من القراء ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة بها ليصلكم كل جديد

[elsaqqa-4ever]

لسه قارية منشورك الاخير فى اكونت اخر

هو انتم بتنسخوا من بعض

لا يهم

احكى لنا حكاية من حكايات شهريار

صباحو 🌹

انتي تتوقعي ان حكاياتي من خيالي ولا بألف.. دي تجارب فيها الحلو وفيها المر.

على العموم لو تقدري ترسلي اللينك يبقى تمام.. اشوف قصصي اللي بتتسرق. 🤣🤣🤣

[fozdoaa]

أقول اليوم أنني فخورة بنفسي لأنني رفضت فرصة لا تناسبني، اليوم قلت "لا" بأدب وتهذيب، جدعة يا بنت أنت اليوم تعرفين قيمة نفسك، قيمة أفكارك، قيمة كلماتك، وقيمة ما تبذلين من الجهد، اليوم تحصدين ثمار ما أنفقتِ من مالٍ وجهد، اليوم أصبحت ما تمنيته طويلاً.

عندي غرفة بالبيت يحلو لي أن أسميها غرفة العفاريت، هي في الحقيقة غرفة المكتبة، ولكنني أحب أن أطلق عليها تلك التسمية، غرفة العفاريت ثقيلة بما تحمله رفوفها، من حيواتٍ، ومكائد، وقصص حب، وأشعار، وأساطير، فيها آلاف الشخصيات، لنتخيل أن المكتبة في الليل تبعث فيها أرواح أبطالها، يتقاتل فيها دون كيخوته مع تناين صراع العروش، تفتح هوجوروتس بابها للاطفال من دافيد كوبر فيلد، ويقطع شهريار رأس السيدة دالاوي، ماذا لو بعث الله الروح في القصص سأجد فرنكشتاين في البيت يمشي بطريقة مخيفة، أو شهرزاد تجلس على الأرض تحكي قصتها، أو كليلة ودمنة يختبئان تحت المكتب، أنام أحياناً فيها أحب جوها المعتدل، ولكني أخشى أن أفتح عيني بالليل مخافة عفاريتها، نعلق الصور هناك وينظر نحوي سالينجر بنصف عين، وأخرج له لساني، وأقول كفى تحديقًا.

رأيت أحدهم يسأل اليوم لو كان الحب شيء، ماذا سيكون رأيت الكثير من الإجابات، ولكن إجابتي هي أنه لو كان الحب شيئًا لكان وردةً، وهذا وصف غير مبتكر، لكن الحب كالزهرة يحتاج للسقاية والرعاية، يحتاج للتعهد بالحماية، أما لو كان الحب مظهرًا، لكان رجل وامرأة يقرآن، رجل وامرأة يشاهدان التلفاز، رجل وامرأة يأكلان طعامًا لذيذًا، رجل وامرأة هادئان أو صاخبان، لا يهم، المهم هو الهدوء الذي يشعر به أحدهما تجاه الأخر، أن يشعر أنه محمي، مرئي، محبوب.

دينا محمد

[colored-entropy]

عندي حاجة ماسة، دائمة وملحة، لاختراع مساحات واسعة من الكلام، مساحات واسعة وتتسع باستمرار يمكن عبرها ممارسة الكلام بما هو ممارسة تهدف أساسا لتعبير الواحد عن نفسه وشعوره بذاته وحضوره وسماع صوته، أيضا، تواصله مع آخرين. أحد شعرائي المفضلين قال مرة أن القاررى هو هذا الشخص الذي أريد أن اعبر إليه طريقا بهذا الحنين الي يدفعني إلى تجاهل خطر السيارات العابرة، لو كان لي أن اغير العبارة قليلا لاستبدلت كلمة الحنين ربما بكلمة كالشغف أو التوق. عندي توق فعلا يا ناس للتواصل، لكن مش التواصل القائم أساسا وحصريا على مجرد وجود طرفين يتبادلان الكلام بما هو مجرد قوالب لغوية تحوي أفكار ومشاعر جامدة ويتم التفاعل معها فقط بالدماغ. لكن كمان الكلام بما هو كما قلت فوق ممارسة تحقق وجود الواحد وتمنحه مساحة فعلا على الأرض ليتحرك ويشعر بجسده -لا روحه وعقله فقط- يشغل حيزا من فراغ العالم المحيط. الكلام بما هو حضور وتجلي وثقل، باعتباره نقيضا للسكوت، لا بوصفه تأمل واستغرا وتفكير، لكن السكوت كغياب وسلب وانزواء.

عندي غرام أيضا ببنية القص في النصوص العربية القديمة. كلهم خرجوا من ألف ليلة وليلة فعلا لكنهم لا يعلمون، تعلمك شهرزاد أن الحكاية تُقطع في لحظة الذروة لتستكمل في الليلة التالية. تكنيك أدبي يحافظ على تركيز القارئ وحرصه على استكمال القراءة لاحقا لاستكشاف بقية القصة، وتكنيك عملي أيضا يعلمك ان تتوقف عن العمل في لحظة الحماس لا في لحظة الملل، التوقف عن العمل في لحظة الحماس المفرط لغرض البريك أو النوم سيجعل من العودة للعمل مرة أخرى أمرا حماسيا كفاية لينجز بسهولة. لكن الانهماك في العمل لحد لحظة الملل التام ثم التوقف؟ ابقى قابلني لو ليك نفس ترجع تشتغل تاني. هكذا تعلمك شهرزاد من وراء ألف سنة كاملة كيف تتعامل مع الديدلاينز وسأم الحياة المهنية المعاصرة ومخاطر العمل المقلق بدون ضمانات اجتماعية. خد بريك وانت متحمس مش وانت زهقان، شكرا شهرزاد

المهم اني عندي غرام ببنية القص الكلاسيكية وما فيها من اطناب مطول واسترسال لا آخر له. وأمس نمت في الخامسة صباحا وصحيت في الثامنة والنصف لأني سهرت فعلا أفكر في شهرزاد وموقعا من سلطة العالم الاجتماعي في القصة. نحن نعرف شهرزاد كبنت جميلة وذكية وشاطرة، استاطعت أن تبلف شهرايار الملك بحكاياتها وأساليبها لمدة الف ليلة كاملة حتى عفا عنها وتراجع عن قراره بقتل عذراء كل ليلة بعد الزواج منها. التعيس يا أخي أهم لم يقولوا لنا أن شهرزاد كانت بنت الوزير! كهذا رحت أفكر فيها كواحدة من الطبقة المترفة أساسا، في النهاية شهرزاد كانت عندها من الوفرة والامكانيات والامتيازات الاجتماعية ما مكنها -كما يؤكد النص- من مطالعة "الكتب والتواريخ وسِيَر الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضين؛ قيل إنها جمعَتْ ألفَ كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة، والملوك الخالية والشعراء" لم أمنع نفسي والله من طرح سؤال خبيث حول عدد من قتلهن شهريار من الفتيات قبل ان تتفضل علينا الست شهرزاد بمراودة الملك؟ كم واحدة قتلت فعلا؟ يلا مش مهم.

بفكر بردو في أن العروبة عندي بمعنى ما هي الشعر ، وتواصلا مع أول فقرة فوق، هي الكلام. للتوحيدي الله يرحمه عبارة شهيرة لم أستوثق من صحة نسبها إليه لكنها منتشرة تقول ان الحكمة نزلت على رؤوس الروم وأيدي الصينين وألسن العرب، على اعتبار يعني أن الروم أصحاب فكر ونظر والصينين شاطرين في الحرفة والصناعة فيما امتاز العرب بالبلاغة والبيان وطلاقة اللسان. استشراق ذاتي كيوت من التوحيدي بس مش موضوعنا، الرومان فعلا أنتجوا القانون، واليونان عملوا فلسفة ومنطق، والمدونة العربية القديمة كانت مدونة أدبية ممتدة حتى لحظة الترجمة في القرن التالت الهجري.

يعني مثير جدا للتفكير بالنسبة لي ان الشخص المركزي في السياق العربي لما قبل الاسلام كان الشاعر. العرب لا عملوا سياسة ولا قانون ولا أنتجو مدنية، أبناء صحراء هتتوقع منهم ايه يعني؟ كان الشاعر من هؤلاء كان يعتبر مستودع الذاكرة القومية للقبيلة أو الجماعة كلها. حتى لما انزاح الشاعر من من موقع وحل محله شخص آخر، كان النبي! وكلمة النبي نفسها مشتقة من نبوة، أي مرتفع من الأرض، على اعتبار أن دور النبي هو الوعظ والارشد ومحتاج يقف على مكان عالي ليراه الناس. هكذا يجتمع الشاعر والنبي في صفتين، الاولى هي الوقوف على مكان عالي يسمح بالمخاطبة، الثانية والأهم، هي اللغة. الشاعر والنبي كلاهما وظيفته متعلقة باللغة بشكل أساسي. حتى أن التهم التي وجهت للنبي العربي في بدايات الدعوة كانت اتهامه بالشعر وبالسحر، عشان اللغة أيضا لها أثر سحري ممتد وعتيق في الطلاسم والتعاويذ. لهذا أفكر، أنه أن تكون عربيا في زمانهم يعني أن تكون كائنا لغويا بالأساس.

عندي حاجة ماسة للكلام، وثمة أشياء مجعلصة محشورة في تلافيف دماغي والحياة لا تمهلني فرصة فعلا.

[doriaan-gray]

مؤخرا بقيت استغل فترات انقطاع الكهربا في قراية "ألف ليلة وليلة". بدأتها من أسبوع، وكنت قطعت فيها أربعين ليلة.. لكن خطر على بالي ادخل في المود أكتر وأقراها بصوت عالي -في حضور وارف أخويا- من بدايتها. اللي لفت انتباهي إن الإنسان مابتقهرهوش مآساته على قد ما بتقهره وحدته في المآساة، وتفرده فيها.. يعني "الصدمة النفسية" اللي حصلت لشهريار في بداية القصة وخلته ماشي يتخلص من أبكار المدينة كلهم بعد وطئهم.. كان سببها إنه استدعي أخوه شاه زمان يجيله من البلد اللي بيحكمها -والاتنين كانوا ملوك على بلادهم- شاه زمان بعد ما وصلتله دعوة أخوه وخرج من بلده، افتكر انه نسي شيء فلما رجع يجيبه.. شاف مراته بتخونه مع عبد من عبيده.. فقتلهم ودخل في حالة غم شديدة ماخرجش منها غير لما لبى دعوة أخوه وقعد عنده فترة.. اكتشف خلالها خيانة زوجة أخوه هي كمان -وبشكل ماجن أكتر- هنا انفرجت أسارير صديقنا شاه زمان، وحس أنه مش لوحده في البلوى. والتحول الغير مبرر دا لنفسية شاه زمان؛ أثار استعجاب شهريار، وبقى مصمم يعرف سبب زعل أخوه من البداية وسبب تحوله دلوقتي! فلما حكاله من البداية للنهاية.. شهريار قالك: داحنا لو اتعمل فينا كدة واحنا ملوك في حتتنا يبقى مانستحقش نعيش فيها ساعة يا جدع، تعالى نمشي وندور على حد زينا حصله اللي حصلنا.. ولو ملقيناش ندفن نفسنا أحسن.. وهما في طريقهم قعدوا ارتاحوا تحت شجرة فشافوا من بعيد عفريت طالع من قاع البحر، فتسلقوا الشجرة واستخبوا فوقها.. لحد ما العفريت حضر تماما وطلّع من معاه علبة وفتحها فخرجت منها جارية جميلة جدا.. قعدت وربعت على الأرض والعفريت نام على رجلها تحت الشجرة.. بصت الجارية فوقها اكتشفت الملكين، طلبت منهم ينزلوا ومايخافوش.. فلما نزلوا عرضت عليهم نفسها فلما ترددوا هددتهم تصحي العفريت يقتلهم.. فسمعوا كلامها وناموا معاها.. فبعد ما خلصوا حكيتلهم أنه العفريت خطفها يوم فرحها وحطها جوا العلبة دي وقفل عليها بسبع أقفال وحطها جوا قاع البحر.. بس هي مع ذلك طلعت كيس من معاها في 670 خاتم، وقالتلهم دي خواتم الرجالة اللي نمت معاهم والعفريت نايم، كل واحد فيكو يديني الخاتم بتاعه.. قلعولها الخواتم ومشيوا..

وشهريار بيقول لأخوه، دا العفريت بجلالة قدره حصل فيه كدة.. واحنا اللي زعلانين؟! يللا يابني عندنا مُلك.. ورجعوا طيروا رقبة مراة شهريار..

ومن هنا بدأت التروما

[osamanor]

هذا الباب موجود في الطابق السابع في مبنى منظمة اليونسكو في باريس. صنع هذا الباب من قبل

النحات العراقي الكبير محمد غني حكمت عام 1986

مُحمد غني حكمت (المُلقب بِشيخ النَحاتين) هوَ نَحات عِراقي وُلدَ في الكاظمية في بغداد عام 1929 وَتُوفيَ في عمان في الأُردن عام 2011. صَمَمَ مُحمد حكمت مَجموعة من التَماثيل والنُصب وَالجداريات في بَغداد، وَمن أهمها:

* تِمثال شهريار وَشهرزاد.

* نَصب كهرمانة في ساحة كهرمانة وَسط بغداد.

* نصب الفانوس السحري

* تِمثال عشتار في فندق عشتار شيراتون، وهوَ أحد فنادق وَمعالم بغداد المَعروفة.

* حمورابي.

* جِدارية مدينة الطب.

* تِمثال للشاعر العربي المَعروف أبو الطَيب المُتنبي.

[tark67]

ياللي من طين اتخلقت

وفالتراب راح تندفن

وتطلع منها بقطنتين

وجته ملفوفه بكفن

تتنفخ وسط التراب

ويمﻻك الدود والعفن

مغرور انانى ومستبد

عايش تحارب ف الزمن

ﻻ ف يوم هتبقى شهريار

وﻻ دنجوان كلك فتن

مبسوط بصورتك في المرايه

وكل يوم قصه وحكاية

وناسى اللي كانت ليك وطن

ناسى اللي داوت واللي سهرت

واللي عشانك ياما بكيت

واللي لضهرك ياما سندت

لما مال بيك الزمن

مكفى بيتك ؟! طب تمام

بس الحكاية مش سكن

وﻻ لقمة تتاكل بغصب

وتتمﻻ دمع وشجن

[iam-husam]

الجزء الأول

ولما كانت الليلة الثانية بعد الألف ، أتخذ الملك شهريار مجلسه المعتاد وأقبلت عليه شهرزاد فأجلسها الملك في مكان القبول وأخذ يستمع اليها وهي تقول : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان، قبل هذا الزمان بزمان، وقبل عهد الكتابة وأختراع الحروف وعندما اكتفى الانسان بالرسم على الكهوف وقعت قصتنا، قصة عبدو صاحب الكهف وهي قصة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر.

أستوطنت قبيلة عبدو وتُسمى بقبيلة الواقعين، في الجزائر البعيدة على بحر الصين، وكانت قبيلته تعيش على الصيد والزراعة، وكانوا يدينون لله بالايمان وبالطاعة.

ولكن ولبساطة أولائك السكان الأوائل، قادهم الشيطان للإعتقاد ببعض غرائِب الشمائل، فكانت اعتقاداتهم غريبة، و كانوا يتحدثون مع كل ما تقع عليه أعينهم من حيوانات وجماداتٍ وطبيعة، وكان من عاداتهم أن الفتى اذا نضج و نبت عوده ووصل سن الرجال بدء في البحث عن كهفٍ له بين الوديان و الأدغال ، ليتخذه بيتاً ومأوى، وفي الجانب الآخر اذا أستلطفته إحدى الفتيات لجأت لكهفه لتنشد معه المودة والسلوى، وهكذا عاشت تلكم الأمم .. بتلك البساطة، لكن إدراك *الكهف المناسب لم يكن بذلك الأمر السهل بل كان أمراً صعباً ويحتاج الى الكثير من الحظ والفراسة.

الكهف المناسب قد يختلف من شخصٍ لآخر ، فعندما كان عبدو يعثر على كهف مناسب، كانت أسرته تنبذ اختياراته وتنصحه بمواصلة البحث على Iلكهف مناسب، وعندما تعثر أُسرته على كهف مناسب، كان هو الآخر يرفض بحجة مواصلة البحث على الكهفِ المناسب، وفي كل مرة كان يعثر على كهف مناسب، كان هو نفسه يتجاهل الكهف أملاً في العثور على كهفٍ أفضل ، وفي كل عام كانت معاييره للكهف المناسب تتغير ، وهكذا وفي هذه الدوامة المتكررة مر العام تلو العام في رحلة البحث عن الكهف حتى أنهزم شباب عبدو أمام طموحه في العثور على الكهف المناسب.

وحتى أستقر معظم أقرانه في كهوفهم، وظَلّ هو وحيداً تائهاً هائماً بين الأدغال حالماً وآملاً في العثور على الكهف المناسب، وبين تعب الرحيل وصعوبة الأختيار ومشقة السفر الطويل أزداد يأسه وكاد أن يضيع أمله.

حتى برز له في يومٍ من الأيام كهلٌ مريض وكان من عادات قومه الغريبة أيضاً أن يقتلوا المرضى والعجائز ، ولما حنّ قلب الفتى على العجوز لم يقوى على تركه فمارضه ورقاه، وأطعمه وسقاه حتى شُفي من السقام واستقر حاله واستقام، فشكر العجوز الفتى كل الشكر وقبّل يداه و قدماه فقد كان من عادات الواقعين الغريبة تقبيل الأقدام، كناية عن المحبة والإجلال والإحترام.

وأتجه العجوز لعبدو بالكلام وقال له : لا أدري كيف أشكرك فقد أنقذتني بعد أن أوشكت أن أهلك لولا لطف الله وكرمه ثم لطفك وعطفك، وحكى له الفتى ما يوحش محياه ويؤرق ليلاه فحن له العجوز ومال اليه ونصحه بمواصلة المسير مسافة سبعة شهور، حتى تحط به الرحال في جزيرة موجها مغدور وفطرها مسحور، وسيجد فيها بإذن الله مراده وكهفه المذكور.

وهكذا بدأ الفتى رحلته بين الأقطار دون أن يهدأ له بال أو قرار الى أن حط به قدره المحتوم، في جزيرة بعيدةٍ تسمى بجزيرة بحر الطين المبروم، فهبط فيها وبدأ يسير ولا يدري أين يسير وكانت الدنيا شتاء والجو أعاصير، فأخذ يجري والرياح أمامه تزمجر وتعوي، حتى أنتهى به المطاف في كهفٍ مهجور لم يدخله إنس منذ دهور ، فلجأ اليه على الأثر، ليحتمي بجدرانه من الرياح والمطر، وهنالك جلس يعصر على ثيابه ويأسى على حاله، ولم يدرك عبدو ولفهمه المحدود، أنه كان قد عثر كهفه المنشود.

وحينما أستوعب ما يحدث حوله من الأمور، فرح وامتلئ قلبه بالسرور، فقد كان الكهف رائعاً ودافئاً وواسعاً وبديع ومؤنساً ومناسباً وساحراً ووسيع، وبينما هو كذلك بداخل الكهف لمح بعض الفطر ومن فرط جوعه تناوله ناسياً الوصية والسحر.

وما زال عبدو يتناول الفطر بداخل الكهف حتى تناهت الى سمعه أصوات وانتهت اليه ضحكات، ولم يعلم مصدراً للصوت سوى انه صوت غناء آتٍ من جهة البحر، ولما بسط اللّيل على الكهف جناحيه استسلم الفتى للنوم وأراح عينيه حتى جاءت طلائع النهار فقام وهو نائم يقظان، صاحي سكران، كل شئ حوله يرقص ويدور، وهو يرى النجوم تحوم فوقه، والغيوم تدور تحته، وتحوم حوله الجبال وهو لا يدري أين الحقيقةٍ وأين الخيال ! حتى اختلطت عليه المسالك، وضاعت من بين يديه المدارك وما زالت تتناهى اليه أصوات الرقص والغناء حتى تعرى وذهب مستكشفاً لها فقفز الى بطن الماء، ولمح بقعة تتوهج كأنها النار، فتعجب منها الفتى وحار، ولما وصلها وجدها عروسةٌ من عرائس الماء، كأنها النور والهواء، بل كأنها القمر، في ليلة أربعة عشر، بشعر أشقر وعيون كالغزال وحواجب كالهلال، وأنف كالحسام وشفتان تلمعان ، وبطن مطوي ونهدان رمانتان، وردفان ثقيلان، وما زال الفتى يتأمل الفتاة متأملاً جسدها المنعوم وهو يداعب خياله المحروم حتى اعتصرته وضمته اليها وحركت فيه قلبه الرقيق، وضمها الفتى وبادلها ما أبدعته من الوله والعشق والتعنيق.

وهو لا يدري إن كان صاحياً أم حالم أم مستيقظاً أم نائم، وأحس في اللحظة بانه ممسوس وتذكر الفطر ووصية العجوز، و تناهت الى سمعه ضحكات وانتهت اليه نغمات و نظر الى البحر ورأى حبيبته وشعرها الأشقر وجهها الأقمر وهي تسبح وتضيئ كأنها جوهر فذهب اليها وهنا …

هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

August 2023 | Ottawa

الجزء الثاني

ولما كانت الليلة التالية، إتخذ شهريار الملك مجلس الليلة الماضية وأقبلت عليه شهرزاد فسلمت أحسن سلام وجعلت تقص عليه بالكلام وقالت :

بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن الفتى عبدو عندما استيقظ بداخل الكهف، لمح حبيبته ووجها الأقمر وهي تضيئ كأنها جوهر، اذا بشعرها الأشقر قد أصطبغ للون الأحمر ، فصارت زهرة تغار من حسنها الزهور وتحسد جمالها الجن والحور.

وظهرت في الكهف مئات القناديل وهي تضيئ وتتوقد ومئات الشموع وهي من تلقاء نفسها تتوهج، وكأنما منظر الأنوار وأصوات الألحان وأنغام الأناشيد لم يكن سوى مشهد من مشاهد احتفاء عبدو بزواجه الجديد.

و دخلت عليه الفتاة وركعت بين قدميه، فأحسن سلامها ومدح على ردفها وجمالها، فقد كان من عادات قبيلة الواقعين الغريبة أيضاً مدح الأرداف عند مراسم الزفاف، اندهشت الفتاة وضحكت ضحكةً أشهى من الأحلام وأعذب من الأنسام، وعرفته بنفسها وحسبها ونسبها وصارحته بحبها، وأخبرته بأنها جنية وبأن أسمها حورية.

وهو شاردٌ في صوتها الهائم وحسنها العائم، متسائلٌ من هي هذه الحورية المجهولة، وكيف أثارت بغموضها فضوله، وفي ذهنه عشرات الاسئلة وكان أكثر ما حارت عليه حيرته على هذه المسألة، هو اقتحامها لقلبه وهتكها اسواره، فهو وإن أحب القمر فلم يكن يطمح من القمر أن يحبه، وبينما هو على تلك الحالة من الذهول وقد استبدت به الحيرة وحاصره الفضول فسألها من سر تغير لونه شعرها وكيف اضاءت قلبه واضاءت القناديل و الشموع، فأخبرته بأنها ستخبره بكل شئ ولكن بعد أسبوع.

ومرت سبعة أيام كانها أحلام، أتفقت خلالها ظروف الفتى والفتاة وصادف هواها هواه، وقد وجد كل منهما نفسه في صاحبه، وامتلئت نفسه بمحبته، حتى تقاربت بينهم القلوب والتقى حب الطالب فيهم بالمطلوب ولقيّ كل منهما من شريكه العطف والاكرام، الا ان جاء اليوم الثامن بعد السبعة أيام.

وفي اليوم الثامن أِّبيض شعرها و شاّب ، وأخبرته حورية بأن تفسير تغير لون شعرها ما هو علامة من علامات اقتراب يومها، و عرضٌ من أعراض مرضها، ومرضها هذا مرض حارت به العقول وعجز عن حله الشباب والكهول، ولم يعلم له بدواء سوى ترياق نادر يستخرج من مقلة عين مخلوق يسمى الغول، وهذا الغول مخلوق جبار يثير الرعب والذهول وقد عجز عن قتله أعتى فطاحل الجن الفحول.

ومرت الأيام تلو الأيام حتى تدهورت صحة حورية ولم تعد على ما يرام، وازداد مرضها و لم تقوى من بعدها على الكلام ، فسقاها الوجع ما سقاها حتى اعتّل جسدها وتغير محيّاها، وظلت على هذه الحال وجسدها للألم أسير وهو يمارضها ويؤانسها بقلب مؤمن وكسير و واثقٌ بفرج الله، مهما أشتّد عليهما الابتلاء، حتى هدى الله عبدو الى فكرة في غاية الذكاء، وهي أن يخزن بداخل الكهف الواناً من الطعام مستدرجاً الغول ليأكله، فيقتله ويتم له المرام بشفاء حبيبته التي عز بها السقام ..

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

الجزءالثالث

ولما كانت الليلة التالية أتخذ الملك شهريار مجلسه، وحضرت شهرزاد وجعلت تقص عليه ما وقع وتصل من الحديث ما أنقطع، وقالت :

بلغني ايها الملك الرشيد، انه لما كانت الغيلان مخلوقات عملاقة وليس للبشر بها طاقة، لجأ عبدو الى السلاح الذي تعلمه من أسفاره الطويلة، الا وهو الدهاء والحيلة، فجهّز للغول بداخل الكهف ما لذ وطاب من الأكل، ودس بداخله كميات مهولة من الفطر ومرت الأيام والأسابيع والشهور دون أي ظهور لذلك الغول.

حتى ظهر الغول في يوم من الأيام وأقبل الى الكهف يلتهم الطعام ولما بدأ مفعول الفطر المسحور بالظهور، رقد الغول مغشياً عليه، وبرز الفتى وهمّ بالقضاء عليه حتى أقتلع احدى مقلتي عينيه، وذهب بها الى حورية وظلّ يمارضها سبعة أيام حتى تحسنت حالتها من السقام، وعادت اليها نضرتها وصحتها وتغير مجدداً لون شعرها فصارت أية من الجمال، بشعر أسود وعيون كالغزال وبطن مطوي ونهدان رمانتان، وردفان ثقيلان، كأنها البدر المنیر والقمر المستدیر، فتعجب الفتى من تغير لون شعر مجدداً وتعوذ من الشيطان وقرصها وقرص نفسه قرصتان ليجد نفسه بين خيالاته واحلامه وهو ما يزال بداخل الكهف في نفس محله ومكانه وطعم الفطر المسحور ما يزال على لسانه .. واذا بالشيخ العجوز يقف امامه وقدامه وهو يضحك و يسخر منه وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح … يتبع

December 2023 | Ottawa

[fodile]

خرج من عيادة الطبيب يجر قدميه لا يدري إلى أين يذهب .... لقد نزلت عليه كلمات الطبيب كالصاعقة ....

أخبره الطبيب :

"باقي لك في الدنيا فترة محدودة لا تزيد عن ٣ أشهر .. عندك ورم في المخ وهو في مرحلة متأخرة وللأسف لا يجدي العلاج أو الجراحة"

ركب سيارته وأنطلق بأقصى سرعة إلى مكتب صديقه المحامي الذي يتولى الأمور القانونية لشركاته وأعماله وممتلكاته..

أخبر صديقه المحامي بما قاله الطبيب فحاول صديقه أن يهون عليه الخبر وأن يبث الأمل في قلبه ولكنه كان في حالة لا يجدي معها الكلام أو المواساة .

طلب من صديقه المحامي أن يكتب وصية يتنازل بموجبها عن كل ثروته وممتلكاته بعد موته إلى الجمعيات الخيرية على أن لا يتم تنفيذ الوصية إلا بعد موته ..

وبعد أن نفذ المحامي تعليماته خرج قاصدا مكتبه الكائن في أرقى أحياء المدينة ..

وبمجرد دخوله المكتب أسرعت إليه سكرتيرته الخاصة التي تدير مكتبه وفي نفس الوقت تدير حياته الليلية وتدبر له وسائل اللهو والمتعة الحرام ..

طلب منها أن تستدعي مراسل المكتب على وجه السرعة .

فذهبت تنفذ تعليماته وهي في دهشة من حالته و تغيره بهذه الصورة ..

وما أن حضر المراسل طلب منه أن يقوم فورا بإلقاء كل زجاجات الخمر الموجودة بالمكتب في القمامة وأن يتبع ذلك بإلقاء كل المنكرات الموجودة في منزله وأن يحضر له جلباب أبيض و مسبحة ..

تهلل وجه المراسل فرحا بهذا التحول المفاجيء في تصرفات مديره وأخذ يدعو له بالثبات والقبول ..

وانصرف ينفذ أوامره على وجه السرعة قبل أن يغير رأيه .. ثم أخرج دفتر الشيكات وكتب شيكا وأعطاه للسكرتيرة قائلا : " هذه مكافأة نهاية الخدمة لك ...

من الآن لا تدخلي هذا المكتب ولا أريد أن أرى وجهك في أي مكان حتى الموت "

أخذت الشيك وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة وخرجت من المكتب إلى غير رجعة ، تغيرت حالته ....

بدل ملابسه وارتدى الثوب الأبيض .. وأصبح لا يتأخر عن مواعيد الصلاة في المسجد ويحرص على أن يكون في الصف الأول .. ويقرأ كل يوم عدة أجزاء من القرآن الكريم وعند خروجه من المسجد يغدق على الفقراء والمحتاجين المتواجدين أمام المسجد بمبالغ ليست بالقليلة وهم يدعون له بطول العمر ..

وكلما سمع دعواتهم له بطول العمر كان يبتسم في حسرة ... " طول العمر !!!"

مرت الثلاثة أشهر كالريح ومع إشراقة كل يوم جديد يتسائل متي يحضر ملك الموت ؟؟؟

وفي صبيحة اليوم الأخير من الأشهر الثلاثة إذا بهاتفه يرن ونظر إلى الرقم فإذا هو رقم طبيبه الخاص .. رد على المكالمة وهو يقول في نفسه " هذا الطبيب يريد أن يعرف إذا كنت مت أم ما زلت حيا " .

وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي ألجمت لسانه وافقدته النطق لحظيا .... لقد أخبره الطبيب أنه قد حدث خطأ في تشخيص حالته وأن الأشعة التي بنى عليها تشخيصه كانت لشخص آخر وتم تبديلها بالخطأ ولم يكتشف الخطأ إلا عند وفاة هذا المريض تماما بعد ثلاثة أشهر كما أخبره من قبل .....

" لن أموت .....لن أموت ....مرحبا بالحياة ... لقد انتهي الكابوس المزعج "

كلمات قالها وهو يركب سيارته وينطلق مسرعا الى مكتب صديقه المحامي ... أخذ منه الوصية ومزقها والقاها في الهواء وهو يلقي معها هموم ثلاثة أشهر قضاها في إنتظار الموت .

أخرج الهاتف واتصل بسكرتيرته التي طردها وطلب منها تجهيز السهرة في منزله للإحتفال بهذا الخبر السعيد " أريد أن أعوض اليوم حرمان الثلاثة أشهر الماضية ...

أريد المتعة بكل أشكالها "وعلى الطرف الآخر كانت السكرتيرة تضحك وتعده بليلة من ليالي ألف ليلة يكون فيها هو شهريار له ما يشاء من الجواري والمتعة ....

وأنطلق بأقصى سرعة يريد أن يسابق الزمن ليلحق بالسهرة الموعودة والمتعة المنشودة

ولكـــن ...

تجمع الناس وهم يحاولون إخراج جثة هذا الرجل من السيارة التي تفحمت وتناثرت أجزاؤها جراء اصطدامها المروع بقطار أطلق سائقه ابواقه ليحذر ذلك المجنون المنطلق بأقصى سرعة عابرا سكة الحديد ليصبح في مواجهة القطار كأنه كان على موعد مع الموت !!!!

الحكمـــــــه ..

لا اجد كلام سوى التذكير بالآيه الكريمه:

بسم الله الرحمن الرحيم

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}

[al-jadwal]

There Were More...

Abū Bakr al-Ismāʿīli reported that al-Bukhārī said: “I did not include in this book except Ṣaḥīḥ narrations, and the amount of Ṣaḥīḥ narrations that I omitted are even more (than that which is present in the book).” وأنبأنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمد في كتابه، أنبأنا أبو عليّ أحمد بن محمد ابن شهريار، أنبأنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الإسماعيليّ، قال: سمعت من يَحكي عن البخاريّ أنه قال: لم أُخرِج في هذا الكتاب إلا صحيحًا، وما تركت من الصحيح أكثر. Muḥammad b. Ādam al-Ithīobī, Qurrah ʿAyn al-Muḥtāj fī Sharḥ Muqadimmah Ṣaḥīḥ Muslim b. al-Ḥajjāj 1/184 محمد بن آدم الأثيوبي، قرة عين المحتاج في شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج ١/١٨٤ https://shamela.ws/book/148896/184 Telegram: https://t.me/aljadwal Tumblr: https://al-jadwal.tumblr.com

[elmoacher]

نور اللبنانية ..تواصل تصوير الجزء الثانى من مسلسل "جودر"

تواصل الفنانة نور اللبنانية تصوير مسلسل جودر بطولة الفنان ياسر جلال ،الذى حقق نجاح كبير جماهيرى خلال عرض فى النصف الثانى من موسم رمضان الماضى2024 . ويتبقى أسبوعين فقط وينتهى تصوير المسلسل كاملا ، ويدخل مرحلة المونتاج والمكساج ويكون جاهزا لعرضه خلال الفترة القادمة ، بعدما تأكد عدم عرضه فى رمضان 2025. تدور أحداث مسلسل “جودر” في إطار من الخيال والفانتازيا، ومن خلال حكايات شهرزاد للملك شهريار،…

[grayze]

بين شهريار وأحمد عاكف ونجيب محفوظ، وربما أنت... وبين أسوأ شخص في العالم، غالبا قصة

دائمًا ما أحب أن أطرح على الأصدقاء سؤالًا خياليًا، حيث نتخيل حياتهم كفيلم أو رواية. فأسألهم، بصفتهم بطل القصة، كيف سيتلقى الناس هذا العمل؟ أستعرض هذا السؤال مع أولئك الذين أجدهم مصدر إلهام في حياتي. يصمت أحدهم قليلا ومن ثم يبادر بأنه سيكون فيلما مملا للغاية وسيخرج المتفرجون من ساحة العرض سريعا. وآخر يرد بسرعة، كأنه قد رتب للإجابة من قبل، أنه على أغلب الظن سيتركه دون مشاهده ولن يوجه اللوم لمن لم يستطع استكماله. عادة ما تتباين الإجابات، ولكن الرد الشائع هو أن الناس ستشعر بالملل بسرعة. أستمر في التفكير في هذه الإجابات، متفهمًا لها، وأشعر بالدهشة لأن حياتهم تلهمني بشكل درامي في العديد من الجوانب، وهو ما دفعني لطرح هذا السؤال في أول الأمر.

الليالي

في إحدى طبعات "ألف ليلة وليلة"، نجد شهرزاد وهي تُسند قصة الليلة الأولى بعد الألف إلى "صاحِب" بشكل عام. يصغي شهريار كعادته إلى ما تقصه عليه شهرزاد، وفي لحظة وسط الحكاية يقاطعها قائلاً: "الحكاية التي حكاها الصاحِب لك تشبه إلى حد كبير قصة ملك أعرفه". وهنا ينشأ جو من الحيرة والترقب في القصة. فشهرزاد لم تكشف عن هوية الصاحِب الذي تشير إليه القصة. وشهريار، في عقله فكرة لكنه مازال لا يستطيع التمكن منها، وغير قادر على تحديد هوية الصاحِب بدقة. يحاول جمح أفكاره بعناية، ويراقب باندهاش ما تتحدث عنه شهرزاد على الرغم من أن الأمور غير واضحة تماماً بالنسبة له. يدرك شهريار تقريباً من تتحدث شهرزاد عنه وإن كان بصفة غير واضحة ومشوشة المعالم، ورغم أنه غير متأكد تماماً من ذلك، إلا أنه يدرك أن هناك علاقة بين الشخص الذي تدور حوله الحكاية وبين ملك. وفي لحظة وسط التشتت الشديد، يرى شهرزاد وهي تواصل قصتها، لكن لا يستطيع سماع صوتها، ويرى فقط حركة شفتيها دون سماع كلماتها. ثم فجأة، في منتصف الحديث، ينطق قائلاً: "والله إن هذه لحكايتي".

نجيب محفوظ

في مجالس نجيب محفوظ، نقل عنه الغيطاني حديثه عن الثلاثية الخالدة والعوامل المكونة لها من تراكم للتفاصيل من هنا وهناك. اشتهر محفوظ باستلهامه شخصيات رواياته من أشخاص حقيقيين يلقاهم في شوارع القاهرة، أو في عمله، ويضيف إليها بعدا خياليا لأنه يؤمن أن الواقعي، رؤية الفرد لنفسه، ينسى. لا يهتم محفوظ بالأصل كثيرا؛ لهذا استبعد كتابة نفسه من روايته لانحصاره في ذاته. استوحى تسعين في المئة من شخصيات روايته من المحيطين من أسرته والمجتمع، لكنه توقف عند نفسه. ولما سُئل عن شخصية أحمد عاكف وعلاقتها به شخصيا، أجاب بنفي وجود أي صلة بينهما. أحمد عاكف شخصية حقيقية، كان موظفا في الجامعة وبالتحديد في الإدارة. كان أحمد عاكف الحقيقي الذي عرفه نجيب محفوظ مجرد موظف صغير وقرأ الرواية بعد صدورها. لم يعرف نفسه مطلقا، قال محفوظ. لم يعلم أنه خُلِّد بلمسة خيالية بسيطة للأبد، ولم يعلم أيضا أن نجيب محفوظ بنفسه استوحى بطل من أبطال أحد أهم رواياته على الإطلاق منه شخصيا. 

أسوأ شخص في العالم

في فيلم الدراما النرويجي "أسوأ شخص في العالم" من إخراج يواكيم ترير، تجول البطلة چولي في الحياة وترتكب أخطاء عديدة. تحاول العثور على جوانب مختلفة من حياتها من خلال عقبات الحب والعمل وتحقيق الذات. يحاول الفيلم تقديمها كشخصية غير حازمة ومندفعة ولا تعرف حقًا ما يمكن توقعه من نفسها. أعجبت بهذا الفيلم لأسباب عديدة لكني سأذكر واحدا لصلته بما قدمت. خلال مشهد في منتصف الفيلم، تتحدث جولي وتقول: "أشعر كأنني متفرج في حياتي ولا دخل لي فيها، كأنني ألعب دورا ثانويا بها". أعدت التفكير في ذلك المشهد بعد انتهائي من مشاهدة الفيلم بفترة. اعتبرت چولي نفسها تؤدي دورا ثانويا رغم أنها بطل الفيلم الذي يتمحور حول حياتها هي، البطل المكتوب من وجهة نظر أخرى خارج عقل جولي الخيالية. استرعى انتباهي أنني استمتعت بجميع جوانب الفيلم من أول لحظة حتى النهاية رغم إحساسها أنها شخصية ثانوية. هي التي تريد من شخص آخر أن يقص عليها حكايتها. 

في مفارقة وجدتها جميلة ومغايرة لوجهة نظر چولي عن نفسها، قرأت مراجعة للفيلم يقول كاتبها أنه في لحظة ما توقف عن المشاهدة متعجبا، بشيء من الأرق، أن الفيلم ليس عن چولي، إنما عنه. چولي أصبحت الكيان الرئيسي.

عودة إلى الأبطال

يبدو أن شهريار، وأحمد عاكف، وچولي، والشخص صاحب المراجعة المثيرة للفيلم، كلهم نسوا أنفسهم وماضيهم وكل الأمر، وأصبحوا في حاجة إلى شخص يذكرهم ويخبرهم عن أنفسهم حتى ولو كانت محاولات التذكير غير مباشرة. هكذا قام عبد الفتاح كيليطو بتحليل حكاية الليلة الواحدة بعد الألف، متعجبًا من موقف شهريار. والتحليل هنا يمتد ليشمل باقي الأبطال، كما لو أن كل ما حدث لم يحدث، أو حدث لأشخاص آخرين. ومع ذلك، في الليالي، كانت شهرزاد كانت تروي قصته بدقة، مخاطبة إياه بضمير الغائب دون أن تشير إلى اسمه. يحيلنا هذا إلى المساحة الواسعة بين رؤية الإنسان لنفسه ورؤية الآخرين له. ما أوسعها، وفي نفس الوقت، ما أجملها. تفتح تلك المساحة للبشر فرصة لتجديد الرؤية دائما.

حتى نجيب محفوظ، كما قدمت لم يكتب نفسه في ثلاثيته، الفرصة الأقرب لأن يكتب نفسه فيها حتى ولو بشكل خيالي لتضافره مع شخصيات قد استوحاها من أسرته. توقفت هنا كثيرا محاولا الإجابة على سؤال لماذا لم يكتب محفوظ نفسه؟

بالتأكيد كتب محفوظ سيرته، لكنه كتبها في شكل أدبي بطريقة غير مباشرة أيضا. كتب "أحلام فترة النقاهة"، و"أصداء السيرة الذاتية". حاوط سيرته الشخصية بترميز شديد، سواء في الأحلام، أو بإسناد سيرته إلى أصداء وشذرات على لسان الشيخ عبدربه، الشخصية الخيالية، التي ستخلده كما فعل مع أحمد عاكف. هنا، لجأ محفوظ إلى اللاوعي، لا لرؤيته بشكل واعي عن نفسه؛ لأنه يعلم جيدا مدى اتساع المسافة بين ما يدركه عن نفسه، وبين صورته الخارجية. لجأ إلى حيلة الأحلام والتأملات الفلسفية لتضيق تلك المساحة على قدر إمكانه. كتب تلك الشذرات من سيرته بشكل ذكي يفتح بابا لتأويلها ويسمح بوجود آفاق جديدة يُنظر من خلالها لشخصه.

حوار

​​في إحدى المرات التي سئلت فيها صديقًا هذا السؤال، قال بعدما ابتعدنا بالحديث قليلاً عن النقطة المحورية: "دائماً أحسد أبطال الروايات، أشعر بالغيرة من أن الكاتب استطاع توصيفهم بتلك الدقة وأعطاهم لحما ودما. أود أن أرى نفسي مكتوبا من وجهة نظر شخص آخر يعرف حياتي جيدا ويلحظ ما بها من أنماط تجعلها مشوقة". وقتها تجادلنا، وأذكر أنني قلت له أنني أتخيل الأشخاص الخيالية حبيسة الورق، وربما يحسدوننا على الحياة. ومن الممكن أنهم كانوا أشخاص في حياة الكاتب بالفعل، كما الحال مع نجيب محفوظ مثلا، ولكنهم مروا بتعديلات أدبية حتى يصبحوا ما هم عليه في رواياته.  في محاولة للتفكير، استوحيت مما ذكره هيثم الورداني في كتابه "كيف تختفي" عن تفسيره للصوت الداخلي. يصف هيثم الصوت الداخلي الذي نشعر به أثناء القراءة مثلا، أقرب الأصوات إلى الفرد وكيف يعبر عن نفسه، كونه تركيبًا من أصوات متعددة، هذا الصوت يظهر في قراءتنا، نلاحظه يروي تجارب ليست لنا، بل للكاتب. ومن ضمن خصائص عديدة للصوت الداخلي، يقول إنه ليس إلا صوت الخارج يتردد بالداخل بعد أن اكتسب نبرتنا الخاصة. فبأخذ هذا الطرح في الاعتبار ومده بعض الشيء على استقامته، يمكن أن نقول إننا نستخدم ذلك الصوت أيضا في رؤية أنفسنا، وهذه الرؤيا تنبع من تأثير الخارج متمثلا فيما نتناوله من قراءة وما نمر به من تعاملات اجتماعية على صوتنا الداخلي. فتلك الرؤية قد تكون نتاج تباديل وتوافيق لرؤية الغير عنا. ومن هنا يمكن القول بأن الصورة الشخصية مستقاة من المحيط وقد نعتبرها مكتوبة من مجموع أشخاص متوسطهم شخص واحد تشكل في صوتنا الداخلي عن نفسنا. لكني فيما بعد رجحت فكرة صديقي بأننا، نحن البشر، نحتاج لشخص أن يرانا من الخارج، ويعتبر سقطاتنا مجرد مشهد واحد من الفيلم الكامل. وفي أحيان أخري، يبلور تلك الأخطاء لتكون هي محور الفيلم الجيد.

ربما كان ذلك السؤال الذي أطرحه على أصدقائي بشأن حياتهم، وكأنها أفلام سينمائية أو عمل أدبي في قصة أو رواية، وسيلة ما لي للتعبير عما أراه فيهم من إلهام من منظور شخصي. فقد أصبحت تلك المناقشات طريقة لي للتواصل معهم بشكل أكثر صدقاً وموثوقية، لأعبِّر لهم عن رؤيتي لحياتهم، ولأنقل لهم قصة تلهمني على المستوى الشخصي. لعلهم يصلوا لما وصل إليه شهريار من لحظة إدراك لحكايته، التي لولاها لما انتهت الليالي وظلت شهرزاد تعيد حكاياتها من جديد إلى اللانهاية. لعلهم يصلون بشكل من الأشكال للحظة "والله إن هذه لحكايتي" التي جعلت شهريار متشوقا ألف ليلة.. وليلة في سماع قصته التي ظن يوما أن الضجر يملؤها.

[elsaqqa-4ever]

حلوة حكايات شهريار 🌹 هيى إليك

الله يسعدك وشرفني وجودك و قرأتك للحكايات🌹

[fozdoaa]

مساء الخير

اسمي دينا وأقول اليوم أنني فخورة بنفسي لأنني رفضت فرصة لا تناسبني، اليوم قلت "لا" بأدب وتهذيب، جدعة يا بنت أنت اليوم تعرفين قيمة نفسك، قيمة أفكارك، قيمة كلماتك، وقيمة ما تبذلين من الجهد، اليوم تحصدين ثمار ما أنفقتِ من مالٍ وجهد، اليوم أصبحت ما تمنيته طويلاً.

عندي غرفة بالبيت يحلو لي أن أسميها غرفة العفاريت، هي في الحقيقة غرفة المكتبة، ولكنني أحب أن أطلق عليها تلك التسمية، غرفة العفاريت ثقيلة بما تحمله رفوفها، من حيواتٍ، ومكائد، وقصص حب، وأشعار، وأساطير، فيها آلاف الشخصيات، لنتخيل أن المكتبة في الليل تبعث فيها أرواح أبطالها، يتقاتل فيها دون كيخوته مع تناين صراع العروش، تفتح هوجوروتس بابها للاطفال من دافيد كوبر فيلد، ويقطع شهريار رأس السيدة دالاوي، ماذا لو بعث الله الروح في القصص سأجد فرنكشتاين في البيت يمشي بطريقة مخيفة، أو شهرزاد تجلس على الأرض تحكي قصتها، أو كليلة ودمنة يختبئان تحت المكتب، أنام أحياناً فيها أحب جوها المعتدل، ولكني أخشى أن أفتح عيني بالليل مخافة عفاريتها، نعلق الصور هناك وينظر نحوي سالينجر بنصف عين، وأخرج له لساني، وأقول كفى تحديقًا.

رأيت أحدهم يسأل اليوم لو كان الحب شيء، ماذا سيكون رأيت الكثير من الإجابات، ولكن إجابتي هي أنه لو كان الحب شيئًا لكان وردةً، وهذا وصف غير مبتكر، لكن الحب كالزهرة يحتاج للسقاية والرعاية، يحتاج للتعهد بالحماية، أما لو كان الحب مظهرًا، لكان رجل وامرأة يقرآن، رجل وامرأة يشاهدان التلفاز، رجل وامرأة يأكلان طعامًا لذيذًا، رجل وامرأة هادئان أو صاخبان، لا يهم، المهم هو الهدوء الذي يشعر به أحدهما تجاه الأخر، أن يشعر أنه محمي، مرئي، محبوب.

دينا محمد

[ammo--scar]

بحب قناة "ساحة+ AJ" بسبب فيديوز تميم البرغوثي، بتذهلني براعته وطلاقته في الكلام بلغة عربية فصيحة، ومخارج حروف رنّانة، كما لو كان بيشرب من كوباية مياة.

بحب تناوله لكتاب "ألف ليلة وليلة" وبيقول إن الكتاب دا فيه قصص وحكايات فيها من الجرأة ما نعتبره خادش للحياء لو روي في زماننا، والغريب إن القصص دي كانت بتتحكي علي مرأي ومسمع من النساء والأطفال.

بس أكتر حاجة مدهشة هي فرشة الأحداث، لأنه حكي إن شهريار كان له أخ اسمه شاه زمان له مُلك كبير، ولما اكتشف إن زوجته بتخونه أصيب بإكتئاب كبير سببله عزوف ��ن الكلام والنوم والأكل والشرب، فبيروح قصر أخوه شهريار بغرض الترويح عن النفس، وأثناء خروج شهريار في رحلة بيكتشف شاه زمان إن زوجة أخوه شهريار بتخونه هي وجارياته مع عبد إسمه مسعود وغيره.

وهنا بيشعر شاه زمان بالعزاء لنفسه من منطلق "اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته" لأن أخوه الأكبر منه سنًا والأعظم ملكًا بيتخان هو كمان عادي.

ولما بيخرج الأخوين اللي أثخنتهم جراح الغدر والخيانة في ملابس متنكرة، بيوصلوا عند مكان فيه بحر بيخرج منه جِنِي شايل صندوق كبير تواروا من قدامه علي شجره عالية، شافوه كل ما بيفتح صندوق يلقوا الصندوق يُفضي لغيره لحد ما ينتهي لسبع صناديق وعند الصندوق السابع بتخرج صبية، الجني كان بيعشقها، بعد ما نام طلبت من الأخوين مواقعتها وهددتهم لو رفضوا هتصحي الجني وتحكي له إنهم راودوها عن نفسها، وبالفعل بيتم مراد الصبية لحد ما تكون بيهم حققت هدفها المنشود وهو خيانة الجني ١٠٠ مرة لأنه خطفها لنفسه ليلة فرحها من ابن عمها، وأقسمت علي الإنتقام منه.

لحد ما تبدأ القصة اللي كلنا نعرفها لما شهريار بيبدأ يتجوز من العذاري ليلة بعد ليلة لحد ما تبدأ حكايته مع شهرزاد.

...

مفيش حاجة كانت مدهشة بالنسبة لي قد اجتزاء القصة بصورتها المألوفة اللي كانت بتوصلنا في الدراسة، الأحداث دي زمان كانت بتتحكي عادي من غير ذواق او تجميل علي مرأي ومسمع من النساء والأطفال.

بقي معقول السلف كانوا أكتر منا خبرة وتحرر بعد كل الإنفتاح والإنفشاخ اللي إحنا فيه دا؟ شيء مؤسف والله.

[romanticpapers]

أنتظرك بكل شوق شهريار لليل شهرزاد وبكل شغفه لسماع حواديتها وكل فضوله لمعرفة ما سينتهي إليه الحكي. أنتظرك بلا سياف ولا حقد ولا أي رغبة بالإنتقام.