Tumgik
#الهجرة من أرض الفساد
nasirddin · 2 years
Text
الهروب من البلاد العربية حتمية إنسانية وواجب شرعي
المفاضلة بين بلاد الكفر وبلاد الإسلام (دار الإسلام ودار الكفر) أولا، أنا لست مؤدلجا ولست محزبا و لا أنتمي لأي حزب. إيديولوجيتي الوحيدة هي كتاب الله وسنة رسوله (بقدر ما استطيع) وما رباني عليه والداي من انتصار للحق. ثانيا: قلت: تقسيم العالم إلى "بلاد الاسلام وبلاد الكفر".تقسيم غير موجود اليوم ﻷن بلاد العالم كلها بلاد كفر (بما في ذلك مكة والمدينة)…
كيف ولماذا؟ أولا، المفاضلة بين حكام البلاد الغرب وحكام بلاد العرب: هناك فرق بين الحاكم (الكافر المجرم) في بلاد الغرب والحاكم (الكافر المجرم) في البلاد العربية.. اﻷول تحت المراقبة والمحاسبة الدائمة وفي النهاية هو معزول معزول سواء أحسن أو أسوأ …الخ والثاني: في البلاد العربية لسان حاله يقول: أنا ربكم الأعلى. وكل الشعب خولا له (أي عبيد). وقد تسأل لماذا البلاد العربية اليوم بلاد كفر؟ أقول: لأن حكام العرب "كفرة" قولا وفعلا (وبنص القرآن: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]) وحاكم العرب ليسوا كفرة فقط بل هم في حالة حرب مع الاسلام والمسلمين بالوكالة عن الغرب؟ وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو كاذب.
أيضا: أسمع ماذا يقول الشيخ صالح الفوزان (وأظن هو أحد علماء السلطان): متى يكون البلد بلد كفر؟
youtube
youtube
ايضا: مـا حُكم الإقَامَة في بلد غير مسلم ؟ ـ الشيخ سعيد الكملي
youtube
وهل حكام العرب مسلمون؟ وهل من يؤسلمهم مسلم ؟
youtube
الخلاصة: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أمور الناس إنما تستقيم في الدنيا مع العدل، الذي قد يكون فيه الاشتراك في بعض أنواع الإثم، أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وان لم يشترك في إثم، ولهذا قيل: (إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة) ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، وذلك أن العدل نظام كل شيء، فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى لم تقم بالعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزي به في الآخرة. معلومة: الفساد الاخلاقي موجود أيضا في بلاد العربية: كالخمر والزنا والربا…الخ فلا فرق في ذلك بين بلاد العرب وبقية العالم. لذلك أقول: اليوم الهروب من البلاد العربية واجب شرعي ؟ كما قال ابن تيمة رحمه الله: أمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل. وحكام العرب الظلمة أفسدوا حياة الملايين
.عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿كَمَا تَكُونُونَ كَذَلِكَ يُؤَمَّرُ عَلَيْكُمْ -وفي رواية- كَمَا تَكُونُوا يُوَلَّى عَلَيْكُمْ﴾ (كما تكونون) أي مثل ما تكونون في الصلاح وضده (يؤمر عليكم) أي يجعل أميرا وحاكما وفي معناه قوله: أعمالكم عمالكم. فالمستبدون يتولاهم مستبد، والأحرار يتولاهم الأحرار، وهذا صريح معنى: كما تكونوا يولى عليكم. وما أليق بالأسير في أرض أن يتحول عنها إلى حيث يملك حريته، فإن الكلب الطليق خير حياة من الأسد المربوط.
Tumblr media
جلد خالد بن الوليد رجلا حدا فلما كان من الغد جلد رجلا آخر حدا، فقال رجل هذه والله الفتنة.. فقال خالد: ليس هذه بفتنة إنما الفتنة أن تكون في أرض يعمل فيها بالمعاصي فتريد أن تخرج منها إلى أرض لا يعمل فيها بالمعاصي فلا تجدها [ابن ابي شيبة]
قال علي بن نايف: إذا كان المؤمنون في مكة -القابضون على دينهم ولم يهاجروا وخرجوا حياء وخوفا من الكفار يوم بدر فكثروا سواد المشركين (عددهم) ثم قتل بعضهم- قد استحقوا جهنم برواية البخاري، فما بالك بالملايين من المتمسلمين الذين يسامون سوء العذاب ويعيشون حياة السوائم، لا يملكون أن يردوا عادية عن أعراضهم أو دمائهم أو أموالهم، بل لا يستطيع أحدهم أن يتحكم في لحيته فيطلقها لأنها تهمة إسلامية ظاهرة، بل لا يستطيع أن ينفرد في لباس زوجته فيطيله حسب الشرع، لأنها جريمة يؤخذ عليا بالنواصي والأقدام، ولا يستطيع أن يعلم القرآن لثلاثة من الشباب المسلم في بيت الله، لأنه تجمع غير مشروع في عرف الجاهلية، بل لا يستطيع في بعض البلدان المسماة الإسلامية أن يغطي شعر زوجته، ولا يستطيع أن يمنع رجال المخابرات أن يأخذوا بيد ابنته بعد وهن من الليل، تحت جنح الظلام الدامس إلى حيث يشاءون !! وهل يستطيع أن يرفض أمرا يصدر من الطاغوت يقدم فيه هذا الفرد قربانا رخيصا على مذبح شهوات هذا الطاغية؟!. أليست هذه الملايين تعيش ذليلة مهينة مستضعفة وتتوفاها الملائكة ظالمة لأنفسها؟ فماذا سيكون جوابها إذا سألتها الملائكة (فيم كنتم) ألا يقولون (كنا مستضعفين في الأرض) إن الضعف ليس عذارا عند رب العالمين، بل هو جريمة يستحق صاحبها جهنم، وقد أعذر الله الطاعنين في السن والأطفال الصغار والنساء الذين لا يجدون حيلة للتخلص، ولا يعرفون الطريق إلى أرض العزة ولا يستطيعون الهجرة إلى دار الإسلام ولا الوصول إلى قاعدة الجهاد. انتهى. قلت: صدق الرجل. وكما قال ابن تيمية رحمه الله: والله لولاكم ما ظلموا. يا شعب المرتزقة أبناءكم في الشرطة والجندية والمخابرات… تنهشكم نهش الكلاب العقور، ثم تشتكون من صنم عسكر مجرم أنتم صنعتموه بأيديكم..من ذبحكم في تسعينات القرن الماضي؟ من يسومونكم سوء العذاب اليوم؟ أليس أبناءكم المرتزقة المتمسلمين!؟ لذلك أقول صارت الثورة اليوم واجبا دينيا ودنيويا على كل مسلم برا كان أو فاجرا،..وإلا فالهجرة (الهروب من الطغاة وشعب المتمسلمين) فرض عين لمن استطاع إلى ذلك سبيل. كما قال الشهيد حسن البنا: نعيش أحرارا عظماء، أو نموت أطهارا كرماء.
تنبيه: هذه ليست دعوة للهجرة إلى بلاد الغرب تحديدا..
2 notes · View notes
hussein-nour · 2 years
Text
في ذكرى رحيلك.. أيّها الإمام الصادق(4)
و كان الذي لابدّ..
رجلٌ كالإمام الصادق عليه السلام ـ أيّها الإخوة الأعزّة ـ ينشر العلم و التقوى، و يرشد إلى الأخلاق و الصلاح، و يحذّر من الفساد و الضَّلال.. لا يرتاح لوجوده الطغاة و الظلمة و المفسدون، بل لا يطيقون أن يسمعوا بفضائله و احتفاء الناس به. فكان من المنصور أن أخرجه من بيته حافياً حاسراً بطريقة همجيّة، و فرض عليه الإقامة الجبريّة، و وضع عليه عيون المراقبة و التجسّس، و سخّر له من يأتيه بالأخبار.وكان المخبرون من أهل السعاية و الوشاية و الوقيعة، فأتوه بالأكاذيب و الأقاوي�� ما أثاروا دفائن حقده و قلقه و ريبته،حتّى أخذ يخشاه على سلطته، فكان يقول:هذا الشجا المعترض في حلّقي! (12)
و تأجّجت النيران الشيطانيّة في قلب المنصور، فأقدم على سمّ الإمام الصادق عليه السلام بيد غادرة.. بأمر مباشر منه، و بتنفيذ مباشر من قِبل عامله على المدينة محمّد بن سليمان. فقضى سلام الله عليه شهيداً في الخامس و العشرين من شوّال ـ عام 148 من الهجرة الشريفة. و ذلك ما أكّدته المصادر التاريخيّة، منها: إسعاف الراغبين، لابن الصبّان الشافعيّ. و نور الأبصار، للشبلنجيّ. و تذكرة خواصّ الاُمّة، لسبط ابن الجوزيّ. و الصواعق المحرقة، لابن حجر العسقلانيّ. و المصباح، للكفعميّ. و إقبال الأعمال، للسيّد ابن طاووس. و بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ.. و غيرها كثير من كتب التاريخ و السيرة.
* * *
مدفنه عليه السلام
قال المسعوديّ: و دُفن عليه السلام بالبقيع مع أبيه و جدّه، و قيل: إنّه سُمّ، و على قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها.. (13)
و كان له تشييع مهيب، يصفه العجليّ ـ و هو من شعراء أهل البيت المجاهرين بولائهم ـ:
أقولُ و قد راحـوا به يحـملونـه على كـاهلٍ من حامـليه و عـاتقِ
أتدرون ماذا تحمـلون من الثَّـرى ثبيراً هوى من رأسِ علياءَ شاهـقِ
غذاةَ حثا الحاثون فوق ضـريحـه تراباً.. و أولى كان فوق المَفـارقِ
أيا صادقُ ابنَ الـصادقـينَ أليّـةً بآبـائك الأطـهارِ حـلفةَ صـادقِ
لحقّاً بكم ذوالعرش أقسم في الورى فقال تعالـى الله ربُّ المـشـارقِ
نجوم هي اثنا عشْـرَ كُـنّ سُبّقـاً إلى اللهِ في علمٍ من الله سابقِ (14)
و دُفن بدنه الزاكي في أرض البقيع الطيّبة، خلف آبائه الطاهرين: الإمام الحسن بن عليّ السبط المجتبى، و الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين، و الإمام محمّد بن عليّ الباقر، سلام الله عليهم جميعاً.. فوقف عندهم الأديب المحبّ الموالي يقول:
و لله أفـلاك البـقيع فـكـم بـها كواكبُ مـن آل الـنبيِّ غـواربُ
حوت منهمُ ما ليس تـحويه بقـعة و نالت بهم مـا لم تنله الكـواكبُ
فبُوركتِ أرضاً كلَّ يـوم و ليـلةٍ تطوف من الأمـلاك فيـكِ كتائبُ
و فيكِ الجبالُ الشمّ حـلماً هوامـدٌ و فيكِ البحور الفعم جوداً نواضبُ
مناقبهـم مثـلُ الـنجـوم كأنّهـا مصائبهم لم يُحصِها الدهرَ حاسبُ
و هم للورى إما: النعـيم مـؤبَّدٌ و إمّا عذابٌ في القيامة واصـبُ
* * *
هدم وهتك
و أقبلت القلوب المؤمنة تشيّد القباب و الأضرحة الطاهرة، رموزاً شريفة جاذبة للعيون و الأرواح من بعيد، فكان البقيع عامراً بزائري أئمّة الهدى عليهم السلام قروناً.. حتّى هُدمت قبوره المباركة في الثامن من شوّال سنة 1344 هـ، ثمّ طُوّقت بسور مانع للوافدين عليها.
لكنّ القلوب التي أنعم الله عليها بمودّة قربى النبيّ صلّى الله عليْه و آله، لم تحجبها الأسوار و لا المسافات عن التوجّه إلى أهل البيت الرسالة و النبوّة محمّد و آله صلوات الله عليهم، فهم أبواب الإيمان، و أُمناء الرحمن، و أئمة الهدى، و أعلام التقى، و كهف الورى، و محالّ معرفة الله، و مساكن بركة الله.. عليهم سلام الله
12 ـ كشف الغمّة 236.
13 ـ مروج الذهب 285:3.
14 ـ مناقب آل أبي طالب 278:4. مقتضب الأثر، لابن عيّاش 54
0 notes
emanalmatrook · 3 years
Photo
Tumblr media
في ارض الغياب .. انتظار يُطوقه الحنين ولقاءٌ لم يحِن وبقايا ذكريات .. رواية الهجرة من أرض الوطن .. لأرضٍ بعيدة ستنطوي أيامنا على أرضها حاملة أحلامنا .. ذكرياتنا .. والكثير من الشوق لدفء الأرض والأهل .. عندما يضيق الوطن وتبدأ جدرانه بالإلتصاق .. تزداد الليالي ظلمة .. والنهار يبدو باهتاً .. والهواء يغدو خانقاً .. وتغلق الأبواب وتُسد نوافذ النور .. تفقد أرواحنا بريقها وتتهاوى الأحلام الكبيرة. رواية خفيفة وعميقة المعنى .. لغة الدكتورة عزيزة الشعرية ظاهرة وبشدة بين سطور الرواية. روايةٌ تناسب أيامنا حيث الأحلام المهدورة والآمال المخنوقة على أرضنا. بدأت بأحوال الثوار لتحرير "قادي" .. إلى أن وصلت للهجرة والغربة عن الوطن بأسلوب سردي ثري بالمصطلحات المحلية مع وجود شرح للمعاني في أسفل الصفحات. لغةٌ فاتنة تسافر بك لتلك الأرض البعيدة، تتنفس الشوق لها ويآسرك ذاك الإحساس المفرط عشقاً لترابها. مسميات القرى والمدن رمزية ولكنها تثبت جذور أصحاب الأرض فيها. نجحت في التنقل بالزمن في الرواية الممتد بين أزمنة مختلفة ودول ومدن متعددة بالتزامن مع انتقال الشخصيات على مدى الأعوام. ناقشت الرواية قضايا الفساد المالي والإداري في الوطن، وفكرة الهجرة والغربة للحصول على فرص أفضل لتحقيق الأحلام والطموح لحياة مستقرة. يُقال: "الوطن حيث يكون المرء في خير" .. ولكن لا خير في أرضٍ لن تنمو بذورك فيها .. أنت حيث جذورك وإن ارتفعت ولامست السماء. وكأنما حال الروح المشتاقة لأرض ذاك الوطن تقول: " وددتُ لو زرعوني فيكِ مئذنةً .. أو علقوني على الابوابِ قنديلاً." اقتباس: " هذه الفراغات التي بين أصابعنا، خلقت لنملأها بأصابع من نحب." https://www.instagram.com/p/CQmHzRKLl2_4jiqP2qdVFql-Jvf5oQm1pg5wx40/?utm_medium=tumblr
0 notes
lebanon2day · 6 years
Photo
Tumblr media
لماذا وصلنا إلى هذا الحال في “العهد القوي”؟ دافيد عيسى لم يسبق أن وصل لبنان إلى هذا المستوى من الهبوط والانحدار وأن اللبنانيين لم تساورهم من قبل، حتى في عزّ أيام الحرب، هذه الكمية وهذه النوعية من المشاعر السلبية التي هي خليط من الخيبة والإحباط والقلق والقرف وحتى اليأس. من علامات هذا المناخ السلبي المتفاقم أن موجة جديدة من الهجرة يشهدها لبنان منذ فترة بسبب انعدام فرص العمل تحت وطأة الشعور المتزايد بأن لا مستقبل للشباب والأجيال الجديدة في هذا البلد وأن الوضع ميؤوس منه… مما لا شك فيه أن هناك أسباباً وعوامل ساهمت في تكوين هذا المناخ الشعبي المحبط أولها الازمة الاقتصادية الخانقة التي ترخي بثقلها على كاهل العمال وأرباب العمل وأصحاب المؤسسات والعاملين فيها وهو ما أدى إلى حالة اجتماعية متردية من هبوط مستوى المعيشة وتنامي حالات الفقر والعوز والبطالة… وهناك أيضاً الفارق الكبير بين ما كان الناس يأملون به ويتوقعونه مع العهد الجديد وما تحقق على أرض الواقع من نتائج لا تتناسب مع مواصفات “العهد القوي” والآمال المعلقة عليه، وليست أزمة تشكيل الحكومة إلا انعكاساً لحالة الضعف والعجز في مؤسسات النظام المقيّد والمعطل بتوازنات واعتبارات طائفية و”ميثاقية”… وهنا تقتضي الواقعية ان نقول انه من الظلم ان نقول ان الرئيس ميشال عون هو لوحده العهد او كأننا في نظام رئاسي وهو من في يده وحده الحل والربط وسلطة اتخاذ القرارات والتحكم بمجريات الأمور ويملك سلطة مطلقة ناسين إن الازمة في لبنان هي أزمة حكم ونظام ودولة، وهي أزمة إخلال بدستور الطائف عبر تطبيق منحرف ومجتزأ وتغليب الممارسة والأعراف المستحدثة على النصوص الدستورية. إن هذا الوضع السيء الذي بلغناه والحال الذي وصلنا إليه ولامسنا فيه القعر و”التحت الذي ليس تحت تحته تحت” تقف وراءه جملة عوامل يمكن اختصارها في عاملين ومكونين أساسيين: * الأول يتعلق بالدولة اللبنانية التي تعاني من أزمة بنيوية ومن مشاكل مزمنة وملفات مكدسة ومرحّلة من عهد إلى عهد ومن حكومة إلى حكومة في ظل ثقافة الإهمال وتأجيل المشاكل وفي أحسن الأحوال البحث عن حلول مؤقتة وظرفية لها، الدولة ينخرها الفساد وتعشعش فيها المحسوبيات والزبائنية وتشلها المحاصصة السياسية والطائفية، والخلاص من هذا الوضع لا يكون مع أي رئيس ومن خلاله مهما بلغ من قوة شعبية وسياسية، ولا يكون إلا مع عملية نهوض وطنية شاملة وإعادة بناء للدولة على أسس جديدة تضمن قيام الدولة القادرة والعادلة، والتوصل إلى عقد اجتماعي جديد يحدد الحقوق والواجبات، ويرسم إطار التوازنات وقواعد اللعبة. * والثاني يتعلق بالظروف والأوضاع الإقليمية التي تحيط بلبنان وتحاصره منذ سنوات وتفاقم في مشاكله الداخلية لمجرد أن حل هذه المشاكل صار مرتبطاً بحل أزمات المنطقة، وهذا الوضع من الترابط والتأثير الإقليمي المتزايد اشتد في العامين الأخيرين وتحديداً منذ وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى البيت ال��بيض وما تلا ذلك من خلط للأوراق ومن تغيير في قواعد اللعبة وفي الأوضاع. فالتسوية التي تم التوصل إليها قبل أعوام قليلة وعلى أساسها تم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وعودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وإنتاج قانون جديد للانتخابات، هذه التسوية تمت في ظروف لم تعد قائمة اليوم وإنما تغيّرت بشكل كبير حيث أبواب المواجهة “الأم��ركية – الإيرانية” فتحت على مصراعيها، والصراع “السعودي – الإيراني” خرج عن ضوابطه ومن عقاله، والأزمة السورية دخلت مرحلة نهاية الحرب وبداية التسوية، والصراع “الفلسطيني – الإسرائيلي” انتقل من مرحلة “حل الدولتين” إلى مرحلة عنوانها “صفقة القرن” والصفقة الكبرى والشاملة التي صار لبنان جزءاً منها ويتلقى نتائجها وتبعاتها… من هنا وبعد كل ذلك لا يصح الحديث عن عقبات داخلية أدت إلى تأخير الحكومة وحالت دون ولادتها لمرتين ولا يصح رمي الأزمة على عهد ورئيس. وفي الختام لا بد لنا من القول الأزمة ليست أزمة حكومة، إنها أزمة حكم ودولة ووطن وأصعب ما فيها وأكثر إيلاماً أن الحلول وبكل اسف ليست في متناول يد اللبنانيين ومصيرهم ليس في يدهم ولا رهن قرارهم الوطني وإرادتهم الحرة…
0 notes
taqarifatnews · 6 years
Text
تجارة الحروب ومخطط إغراق ليبيا ودول الجوار بالفوضى الرأي التونسي: تثير حالة الفوضى الجديدة في ليبيا مخاوف الجانب التونسي، وخصوصاً بعد ازدياد تحركات تنظيم داعش الإرهابي وهجومه الأخير على مفوضية الانتخابات في طرابلس، إن الأراضي التونسية المتاخمة للحدود الليبية، تشكل خطراً عبر تسلل الإرهابيين إلى الداخل التونسي، ولاتزال هناك أرضية خصبة لتنامي المتطرفين في بعض المناطق التونسية القريبة من المناطق الجبلية، إن ما عاناه الشعب التونسي من الإرهاب، جعله أكثر توعية وحذر من أي مخطط إرهابي جديد يستهدف أمن واستقرار تونس. لقد أدت الانتصارات العسكرية في سوريا والعراق، إلى هروب كل من التحق بالتنظيمات الإرهابية إلى أرضه وموطنه، وهذا ما تخشاه الحكومة التونسية وبعض الحكومات العربية، من عودة قريبة وبأعداد كبيرة لأؤلئك المقاتلين الإرهابيين، الذين تربوا في كنف داعش وباقي الفصائل الإرهابية لسنوات، تدربوا خلالها على أحدث فنون القتال وامتلكوا أسلحة أمريكية وغربية وإسرائيلية، بالإضافة إلى الروح الإجرامية التي امتزجت بأخلاقهم وسلوكهم الإنساني، فمن قطع الرؤوس وأحرق الجثث ومارس أفظع الجرائم الوحشية، لا يمكن دمجه في المجتمع، ولا يمكن التعايش معه ومع أفكاره الإرهابية. إن هذه النتائج كانت متوقعة منذ بداية الحرب السورية، بيد أن من نفخ ببوق الفتنة وحرض على القتال وسفك دماء السوريين، لم يكن في حسبانه أن الموعد قريب، وأن انتصار الشعب السوري والعراقي، سيؤدي إلى إفشال ما خططه لسنوات، بل أن هناك عودة لكل من تلقى الأموال والسلاح، لأن التراب السوري لا يمكن أن يسمح لأيادي التكفير والإرهاب أن تبقى بعد تحرير كل بقعة سورية. التجمع الداعشي في ليبيا من القضايا التي أثارت الرأي العام الدولي، وقد أتت عدة تقارير تحمل تحذيرات من فرار تنظيم داعش متجهاً إلى الأراضي الليبية، وما زاد الأمر خطورة، هو تلك الأعداد الكبيرة من المهاجرين العاطلين عن العمل والممنوعين من الهجرة تجاه اوروبا. إن مخطط الفتنة في سوريا لم يرسم فقط للسوريين، بل لكل شعوب الشرق الأوسط، وما نراه الآن في ليبيا، إنما هو إكمال تنفيذ ما يتم تخطيطه في الغرف الأمريكي الأوروبية البريطانية، فهم لا يريدون الاستقرار لليبيا ولا لليمن ولا لسوريا ولا للعراق، ولا لأية أرض عربية، لأن تجارة الحروب تحتاج إلى المزيد من إغراق المنطقة في حروب وصراعات جديدة ، تجري عقوداً بمليارات الدولارات من صفقات الأسلحة، والتي تحتاج إلى توقيع ملوك النفط العربي. لابد من الوحدة العربية في الفكر والتوعوية، والهدف في مواغجهة التطرف ومكافحة الفساد والبطالة، لمواجهة كل مخطط يتربص بأمن الوطن العربي والشعوب المسلمة، ولدحر كل تنظيم إرهابي لا يزال يعبث بأمن المستضعفين لخدمة العدو الصهيوني.
0 notes
elsada · 7 years
Photo
Tumblr media
لماذا تراجع الشعور بالانتماء للوطن لدى الشباب في تونس ؟ .. للكاتبة فردوس كشيدة يمر مجتمعنا التونسي بفترة حرجة من حياته تتسم باهتزاز القيم واضطراب المعايير الاجتماعية والدينية والأخلاقية والوطنية , وقد بدا ذلك واضحا , خاصة بعد "ثورة 14 جانفي " من خلال كثرة السلوكيات والظواهر الغريبة والمستجدة , التي بات يحياها شبابنا وتؤكد ما يعانونه من اغتراب نفسي وخلل قيمي مخيف والأخطر هو ضعف الشعور بالانتماء للوطن . فتونس اليوم وفي ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة , تعاني من وجود حالة من الارتباك السياسي والثقافي لدى المجتمع , أدى ٍالى ازدياد مطرد في ظاهرة التطرف والارهاب وانتشار المخدرات والهجرة السرية عند بعض التونسيين وعلى وجه الخصوص فئة الشباب . وتعتبر هذه الظواهر السلبية نتيجة لغياب المشروع الوطني الاستراتيجي ولسياسات الشد والجذب وفشلها في حل الأزمات التي تمر بها البلاد , وهو ما أسهم في وجود حالة عامة من ضعف الانتماء للوطن والولاء له لدى الشباب في تونس . فما هي أسباب تراجع وضمور ثقافة الانتماء وحب الوطن ؟ وهل يدرك شبابنا بعد التغيير الذي جرى على البنية السياسية والاجتماعية في مجتمعنا معنى الانتماء للوطن ؟ وما دور الأسرة والمدرسة التونسية ووسائل الاعلام في تنمية أو اضعاف روح المواطنة والانتماء لدى شبابنا ؟ وما مدى مسؤولية الجهات الحكومية والسياسية في فقدان هذا الشعور ؟ لعل من يتابع حاليا الأوضاع داخل المجتمع التونسي , يجد أن الانتماء للوطن يواجه اختبارا شديد الصعوبة وتراجعا بصورة لافتة , خاصة عند الشباب الذي يواجه تحديات كبيرة ومن أخطرها ثقافة العولمة ومدى تأثيرها على مقومات المواطنة والانتماء لمجتمعه , فبات منجذبا الى الغرب , مما أدى بهم الابتعاد والانسلاخ عن تراثهم وتقاليدهم وقيمهم الثقافية . وتولد عن ذلك تراجعا في الشعور بالانتماء الى مجتمعهم والاعتزاز بهويتهم الوطنية . ولا غرو في أن شبابنا اليوم , أصبح يعاني غموضا في الهوية وضياعا في الأهداف , خاصة بعد الأزمات والهزات الاجتماعية والسياسية العميقة التي عصفت بالبلاد اثر "الثورة" ومن جراء هذا "الربيع العربي " , والتي أثرت بشكل واضح على التنشئة الاجتماعية , مما أدى الى ضعف الاهتمام بالقيم كالولاء والانتماء وقيم الترابط الأسري والتسامح والحوار والثقة بالنفس لدى الشباب , وأهتممنا بالتجاذبات السياسية والمعارك الوهمية من أجل السلطة والمصالح الضيقة , ونسينا شبابنا الذين هم عماد الوطن وأساسه وتقدمه , فأدى ذلك الى انتشار الانحلال الاخلاقي والانحراف وتتعاطي المخدرات والتطرف وتنامي الاجرام والهجرة السرية , وصار شبابنا لقمة صائغة بيد العصابات الارهابية وتجار المخدرات والبشر ! وهذا يشير الى وجود أزمة حقيقية يمر بها الشباب التونسي , تعبر عن عدم الرضاء والشعور بفقدان الانتماء لوطنه , مما ولد الفتور والسلبية واللامبالاة وعدم المسؤولية . فما هي أسباب شعورهم بالغربة على أرض بلدهم وعدم الانتماء له ؟؟ لاشك أن في مقدمة هذه الأسباب تقع العوامل التربوية , ذلك لتراجع دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوطنية والمواطنة في نفوس أطفالنا وتنشئتهم على الولاء وحب الوطن والاعتزاز به والانتماء اليه منذ الصغر , وتظهر تجلياته في خدمة وطنه والدفاع عنه والاستماته في ذلك ويعلمهم أن هناك هدف أكبر يعيشون من أجله يتعدى المصلحة الشخصية . فهل هذا ينطبق اليوم على تلاميذنا وشبابنا عامة , الذين باتوا يحلمون بالهجرة وترك الوطن بأي ثمن ولو على حساب حياتهم وعبر قوارب الموت ؟ من المسؤول عن ذلك ؟ هل فشلت الأسرة التونسية والمؤسسات التعليمية و سياسة الدولة في ترسيخ وغرس حب الوطن والانتماء اليه ؟ الثابت اليوم قد أضحينا نعاين ضعفا وضمورا متزايدا وبوتيرة متسرعة في الشعور بالانتماء الى الوطن في صفوف الشباب , وصار الوطن مختزلا بشكل فج في مكونات الدولة , وأصبحت مرتبطة بما هو مادي مثل توفير الشغل ورفع الأجور وتوفير الخدمات ... ومن ثم تجعل الوطنية عرضة للمزايدة والمساومة , وتتحول من الحقل القيمي الرمزي الى المجال المادي النفعي الصرفي . وهذه التمثلات المهلكة لم تأت من فراغ , بل تؤكد فشل منظومتنا التربوية في الاضطلاع بأدوارها في تعزيز وترسيخ قيم الوطنية التونسية , وأن عملية تدريس هذه القيم وغرسها في الناشئة لاتسير على ما يرام ويشوبها خلل . كما أن شعور الشباب بأنه مهمل ومهمش ولا يلقى الرعاية والاهتمام وحقوقة مهدرة وحاجاته مهملة , فانه يلعب دورا أساسيا في تراجع وفقدان شعور الانتماء لوطنهم , بسبب حالة الملل واليأس والاحباط والغضب , التي أصابهم نتيجة لسوء وتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالبلاد وانتشار البطالة والفساد واختلاف القيم والمعايير وتضاربها في المجتمع , وعدم المساواة في الفرص والحقوق وزيادة التفاوت الطبقي والتفاخر بالحصول على الجنسية الأجنبية والتقاعس عن تلبية نداء الوطن واستغلال السلطة والنفوذ لمصالح الشخصية , اضافة الى الدور السلبي الذي بلغه الاعلام في تونس والذي أصبح غيرقادر على اعطاء الصورة الحقيقية للمجتمع وتقاليده وأعرافه وما يقدمه من مظاهر للحياة الغربية وكأنها الجنة الموعودة , مما قد يبعث بشبابنا الانبهار بدنيا الآخر والرغبة في الهجرة اليها , فهو اعلام استهلاكي يبحث عن "البوز" وما يبرزه من هموم الحياة الاجتماعية ومن تجاذبات سياسية وشتم وعنف بين الأحزاب , الى حد يدفع بشبابنا الى اليأس والاحباط وفقدان الأمل في المستقبل واهتزاز شعوره بالفخروالاعجاب والاعتزاز بوطنه وبهويته في ظل غياب القدوة الحسنة ! لذا لابد من احتواء هذه الأزمة التي تفتك بشبابنا , وتعد من الأمور الخطيرة باعتبار العبث بانتماء المواطنين لأوطانهم هي لعبة تهدد بعواقب وخيمة . فالدول الكبرى تستخدم الانتماء كأداة مهمة لحماية مصالحها , فلم يعد الصراع بين الدول صراعا عسكريا بقدر ما أصبح صراعا حضاريا ثقافيا وسياسيا . لهذا فالدولة وأجهزتها بمختلف أطيافها مسؤولة عن تراجع وضعف شعور شبابنا بالانتماء لوطنهم , بدءا بمناهجنا المدرسية واعلامنا الاستهلاكي وفشل حكوماتنا وعدم قدرتها على تحقيق طموحات وأحلام شبابنا . فما يجري اليوم حقا في تونس هو أزمة في مفهوم حب الوطن والولاء له , والتحدي الأكبر أمامنا هو ضرورة استرجاع هذا الشعور بالانتماء لدى شبابنا , فالأوطان ومستقبلها تبنى بحب الوطن والولاء له , وبالتالي لابد من التصدي لهذا الضمور والعمل على اعادة النظر في السياسات العامة وفي المناهج التربوية والموادالتعليمية وفي برامج الاعلام والحد من الفساد , حتى يتولد الشعور الحقيقي لدى المواطن بالمواطنة المتساوية والأمان الاجتماعي والثقة بالدولة . فما أحوجنا اليوم من طرف كل شرائح المجتمع على اختلافها الى تجديد الولاء المطلق للوطن , لأنه قيمة ثابتة ويصون تونسنا من جميع الآفات ويحميها من كل المخاطر في الحاضر والمستقبل .
0 notes
nedhir · 8 years
Photo
Tumblr media
هل تمضي تونس أكثر في مكافحة الاتّجار بالبشر ؟ بدأت تونس، بعد الكثير من التجاهل واللامبالاة، تستيقظ على حقيقة تتعلق بشكل حديث من أشكال الرق. وأصبح الناس ووسائل الإعلام يدركون بأن بشراً يفترسون بشراً آخرين من أجل المال. على مدى التاريخ كانت هناك حقبات سوداء مظلمة تنزل فيها الكرامة الإنسانية إلى مرتبة الشيء ويصبح معها البشر سلعة أو بضاعة ينظر إليها بمنطق الربح وبحسب قاعدة العرض والطلب وبحضور سماسرة وأسواق هي عبارة عن محلاّت عرض لهذه "السلعة" مع توفّر مكان الاتجار سواء كان واقعيا أو الكترونيا على "الانترنت". يواجه القضاء الدولي ومنه التونسي مسؤوليته في مكافحة الرق عن طريق المزيد من وسائل الملاحقة وأدوات الإدانة. ويقوم المجتمع المدني بحشد المتطوّعين من ذوي النوايا الحسنة والموارد لمساعدة مجموعات من البشر مثّلت كرامتهم وحريّتهم الطبيعية الموهوبة من الله أبرز ضحية لبشر آخرين مثلهم. إنّنا إزاء تجارة قديمة قد ألغيت وفقا لقوانين وديانات وأخلاقيات ناضلت من أجل تحقيقها الإنسانية ولكنها عادت لنا في ثوب جديد. تعريف التجارة بالبشر تعرّف التجارة بالبشر"كعملية توظيف أو تجنيد شخص وإيوائه ونقله أو الحصول عليه عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه؛ وإخضاع الضحايا للعبودية رغماً عنهم، لغرض استخدامهم أو تسخيرهم أو إجبارهم على العمل القسري، أو العبودية، أو ممارسة الدعارة ، أو استغلالهم لأغراض جنسية" ويمكن أن نقسم هذه الجريمة إلى أربعة أركان وهي: البلد المقصد: عادة ما يكون فيه ثروات كثيرة، ولذلك يكون محط أنظار المنظمات الإجرامية. البلد المصدر: عادة ما يكون فيه مشاكل سياسية واقتصادية، ويعاني ال��قر، وعدم الحرية، وغيرها من الممارسات القمعية ضد المواطنين. الضحايا: هم كل شخص تضرر بشكل مادي أو معنوي من خلال الاتجار به بيعا وإخضاعا واستغلالا ومخادعة بطرق مختلفة. لقد أصبحت مشكلة تهريب البشر مشكلة عالمية وتعاني منها جميع الدول، وكل إنسان معرض للاتجار به، إذ تبيّن أنه يتم الاتجار سنوياً بنحو 600 - 800 ألف شخص في أميركا؛ ولكن التقارير تشير إلى أن الرقم أكبر من هذا بكثير ويصل إلى الملايين في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد رقم صحيح لهذه الظاهرة وذلك لعدم القدرة على إحصائها. في هذا الصدد أكد التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بعنوان"الاتجار بالاشخاص2012" أن تونس كغيرها من البلدان ليست بمنأى عن هذه الظاهرة و أنها مصدر ووجهة وممرّ لتهريب الرجال والنساء والأطفال للاتجار بالعمال أو الاتجار بالجنس. مظاهر عديدة ولكن أبشعها تجارة الجنس بالرغم من أن التقرير يورد أن الحكومة التونسية تهتم بتجارة المهاجرين مثلا فإنه يعتبر أنها تخلط بين مفهومين أساسيين هما الهجرة غير الشرعية وتجارة المهاجرين. وقد تنامت بعد الثورة ظاهرة تهريب التونسيين إلى إيطاليا والتي تم تسهيلها من خلال شبكات تهريب تونسية، دون أن يتسنّى للسلطات الإيطالية إلا أن تحدد رقما تقريبيا لأعداد هؤلاء. بعض الضحايا في هذه الحالة يعدّون ضحايا تجارة البشر، وتحديد ما إن كان الشخص مهاجرا غير شرعي أم ضحية اتجار بالبشر أمر معقد. ومن مظاهر تجارة البشر أيضا ارتفاع عدد أطفال الشوارع في تونس في الفترة الأخيرة حسب منظمات دولية وهؤلاء يمثّلون تقريبا ثلاثة آلاف طفل يتمّ استغلالهم من مجمل أكثر من 10 آلاف إنسان مشرّد في تونس. كما يؤكد التقرير ذاته أن التونسيات اللاّتي قبلن بالعمل في مجال الترفيه تحصّلن على "فيزا فنية" إلا أنّهن وجدنا أنفسهن مجبرات على ممارسة البغاء حال وصولهن إلى وجهتهن خاصة في لبنان كما يفيد التقرير بوجود تونسيات يعملن في الملاهي الليلية بالأردن. وتعدّ قضية التونسيات الثمانين اللاتي تورطن في شبكات دعارة في لبنان إحدى أبرز الأمثلة على ذلك. هذا وقد تناقلت تقارير إعلامية وجود شبكة في تونس تقوم بتسهيل سفر التونسيات إلى لبنان والخليج وغيرهما للعمل في الاستعراض. وقد أكّد مكتب تونس للمنظمة الدولية للهجرة على لسان إيمان نعيجة مساعدة برنامج مكافحة الاتجار بالبشر، أنه تم تسجيل 111 حالة إتجار بالبشر في تونس منذ سنة 2012 ، من بينهم 95 ضحية من النساء. وأفادت بأن جلّ الضحايا التي ضبطتهم المنظمة هم من دول إفريقية ودول جنوب الصحراء وخاصة الكوت دي فوار. ويرى مراقبون أن تجارة الجنس تعدّ من أبشع أشكال التجارة بالبشر وتقول "آن مايكلز" ناشطة أمريكية مختصة في مجال الاتجار بالبشر وتعمل على تحديد ضحايا هذه العمليات التي تقوم بها شبكات منظمة في تصريح لها إن مثل هذه الممارسات تنضوي تحت لواء ما يعبر عنه بتجارة الجنس وهي تتمثل في توفر ظروف معينة وهو عموما أن "يتم تجنيد أو إيواء،أو نقل، أو توفير أو الحصول على شخص لغرض العمل في البغاء السري أو شبكات الدعارة ويكون مرغما على ذلك". الأسباب و الحلول هذه من مظاهر التجارة بالإنسان ولكن هناك العديد من الأسباب التي تساعد في تنامي جريمة الاتجار بالبشر ونذكر منها انتشار الفقر والبطالة وتدهور الوضع الاقتصادي وعدم مقدره الدولة على حماية حدودها وتنامي الطلب العالمي على العمالة غير القانونية الرخيصة وانتشار وتصاعد الحروب والنزاعات المسلحة والصراعات السياسية وتغلغل الفساد وعدم الاستقرار السياسي وتقهقر الوازع الأخلاقي والديني وانتشار الجريمة في المجتمع مع نقص في القوانين الرادعة أو الجهات الساهرة على تنفيذها إضافة إلى ازدياد معدلات اللجوء والهجرة الداخلية والخارجية. وأخيرا و ليس أخرا تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي تحت شعارات“الخصخصة والتحرير الاقتصادي والإصلاح الاقتصادي… مما يؤدى إلى إضعاف دور القطاع العام خاصة ومؤسسات الدولة عامه وفتح الحدود أمام المؤثرات الدولية دون تمييز بين المؤثرات الايجابية والسلبية (كشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود). جريمة الاتجار بالبشر هي جريمة عابرة للحدود ودولية، لذا تقتضى مكافحتها التعاون الدولي، من خلال الانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية الخاصة بمكافحة الاتجار بالبشر وإصدار وتطوير التشريعات والقوانين ذات الصلة بمكافحه الاتجار بالبشر، ووضع عقوبات ردع لكل من تثبت صلته بهذه الجريمة وتحسين الظروف المجتمعية بتوفير التعليم ومكافحه البطالة وتوفير الدعم الحكومي للفئات الفقيرة، وتفعيل نظم الضمان الاجتماعي ووضع برامج إعلامية لتعريف المجتمع بجريمة الاتجار بالبشر وآليات مكافحتها وإنشاء هيئة حكومية مختصة بمكافحة الاتجار بالبشر وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة جريمة الاتجار بالبشر، والتأكيد على أن الشراكة المجتمعية مع الجهات الرسمية ضرورية للنجاح في مكافحه هذه الجريمة بنفس مستوى التأكيد على دور الأسرة المتمثل في توفيرها الحماية للطفل، والتنبيه المستمر للطفل بعدم تعامله مع الأغراب، وعدم قبوله أي هدية أو أموال من أي شخص خارج إطار الأسرة، وعدم مرافقته لأقران السوء، ومراقبه شبكة العلاقات التي يقيمها الطفل. يأتي كذلك دور التنسيق مع الدول ذات الحدود المشتركة من أجل ضبط الحدود وتشجيع الدراسات والبحوث العلمية في مجال جريمة الاتجار بالبشر وآليات مكافحتها ووضع التشريعات والقوانين التي تحفظ حقوق الطفل والمرأة. في الختام يمكن القول بأن المرحلة الانتقالية التي تشهدها تونس هي مرحلة  حساسة إذ تتميز بوضع اقتصادي هشّ،انتشار للجريمة وتفشي ظاهرة الإرهاب بالإضافة إلى التهميش الذي تعانيه المناطق الداخلية و أثبتت الدراسات العديدة بأنها أكثر الأماكن تضررا لما يعيشه أهلها من فقر وخصاصة يستغلها مجرمو البشر لتحقيق أهدافهم التي تجني لهم المليارات مخلفين وراءهم ضحايا بالآلاف نساء ،رجالا وأطفالا،مافيات همها الوحيد جني الأرباح الطائلة من تجارة فيها إجرام واضح وخرق لحقوق الإنسان. فهل سيكون القانون الأساسي الذي سنته الدولة تحت عدد 61مؤرخ في 03 أوت 2016 المتعلق بالوقاية من الاتجار بالأشخاص ومكافحته خير كفيل لردع هذه الظاهرة و الحد منها؟وهل سيجد الآليات لتفعليه على أرض الواقع؟ أو سيبقى مجرد تطمينات للمجتمع الدولي؟ سامي بن أحمد
0 notes
nasirddin · 2 years
Text
إن ضرب ظهرك وأخذ مالك
عن عبادة بن الصامت قال:﴿قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُبَادَةَ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَعْصِيَةً لِلَّهِ بَوَاحًا﴾ وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:﴿يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِي، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيكُمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إنْسٍ، قَالَ: قُلْت: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنْ أَدْرَكْت ذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُك وَأُخِذَ مَالُك فَاسْمَعْ وَأَطِعْ﴾ (إن ضرب ظهرك وأخذ مالك..) هذه الزيادة منكرة حكم بإرسالها الدارقطني والنووي وضعفها الشيخ مقبل بن هادي. وحتى إذا افترضنا أن الزيادة صحيحة فلا يظن أن هذا في أخذ مالك بالحرام وهذا تفسير غريب جدا لم يقل به أحد ولا يمكن أن يحمل عليه النص النبوي، فلذلك المقصود وإن أخذ مالك بحق وإن جلد ظهرك بحق. روى ابن حزم: أن الصبر على أخذ المال وضرب الظهر إن كان اﻷخذ على حق أم أخذ المال بغير حق فإن الله لا يأمر بالصبر على الجور لأن الله نهى عن الإثم والعدوان، وعدم منع أخذ المال مع القدرة عليه معاونة للظالم على ظلمه، والله ينهى على ذلك.قال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب: ﴿يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَعِيَّةٍ، فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ، أَئِنَّكَ لَمُقْتَصُّهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي ��َفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، إِذَاً لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، أَنَّى لا أُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟﴾ وعن سعيد بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:﴿مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم:﴿أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إلَى إمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَاهُ عَنْ الْمُنْكَرِ فَقُتِلَ﴾ ولذلك حين أرد أمير الطائف عنبسة بن أبي سفيان (عامل معاوية) أخذ قطعة من أرض عبد الله بن عمرو بن العاص،جمع ولده وع��يده واستل سيفه وقال سمعت صلى الله عليه وسلم يقول:﴿مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ﴾. قلت: لقد فهم معاوية الصحابي معنى الحكم النبوي فوقف عند حده، فما حكم الشرع اليوم في حكام العرب الكفرة الصنيعة؟ هل نحاربهم أو نعتزلهم؟..وكيف ذلك؟ وبيننا ملايين المتمسلمين المرتزقة عندهم؟ أو ليس الجزاء من جنس العمل؟ إذن الهجرة اليوم فرض عين؟
1 note · View note